البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : ما الذي يحصل في العالم العربي    كن أول من يقيّم
 أحمد  
27 - سبتمبر - 2011
أذا كانت الألفية الثالثة فرضت نفسها كمفصل تاريخي في حياة الأمم والشعوب ، للوقوف أمام أوضاعها وتطلعاتها وأزماتها وبرامجها للنهوض البنيوي نحو المستقبل ، فإن العرب دخلوها كما يدخلون غرف النوم ، دون بذل أي جهد لإعادة طرح الاسئلة التي تمس ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، دون أن ينشغل أحدا بمجرد التفكير مليا بمفردات أضحت مطروحة بشدة في مختلف الدوائر الرسمية والشعبية والحزبية ، على سبيل المثال لا الحصر ، هل حققنا للإنسان العربي حياة تليق بكرامته وطموحه ؟ هل ارتقينا -او بدأنا- إلى مستوى الأمم المتطورة ؟ هل استعدنا حقوقنا المسلوبة ؟ هل بنينا قاعدة صناعية ؟ هل اجرينا تحسينات جذرية على مناهج التعليم ؟ هل اصبحنا نولي أهمية لصناعة الإنسان والمراهنة عليه لبناء المستقبل ؟ وتتسع دائرة الاسئلة لتشمل كافة مفاصل الواقع العربي الراهن .
هل ما حصل في تونس ويحصل في مصر هو حقا ردات فعل عفوية ؟ هل هي وليدة اللحظة ؟ بظني أنه من الصعوبة بمكان فهم مسببات م احصل دون ملامسة الواقع ، فالرؤية التي تتحلى بالموضوعية وتستند إلى البحث العلمي ، وليس إلى أدوات النرجسية والذات في تناول الواقع العربي ، ستقودنا إلى الاعتراف الصريح والواضح ، بأن هدا الواقع يعيش حالة الهزيمة الشاملة ، التي لم يعد معها مقبولا استمرار الأوضاع كما كانت عليه ، الهزيمة بكافة تجلياتها أمام الآخر ، وأمام الذات المتخلفة والمتحصنة  بأنانيتها  وضعفها ، تلك الهزيمة التي تلقي بظلالها على الحالة العربية حكاما وشعوبا ، معارضة وموالاة ، نخبا وجماهيرا ، اقتصادا وسياسة ، أدبا وفنا وقيما ، حيث يكاد وشم الهزيمة يرتسم على جسد الأمة بأسرها .
وفي هذا لا أعني بالهزيمة الإنكسار العسكري أمام الجيوش والآلة العسكرية الغربية فحسب ، إنما أعني المفهوم الأشمل والأعم ، الكامن قبل الظاهر ، أي العجز والتخلف وفقدان الرؤية ، والمسافة الحضارية بيننا وبين الآخر .
أيضا الاستجابة لشروط وضغوط القوى الطامعة في سلب إرادة الأمة العربية ومواردها ، والطرف الآخر يعلم أن الهزيمة العسكرية لاتكتمل إلا بهزيمة سياسية ، ولايتكرس الإثنان إلا بهزيمة الثقافة والإرادة وروح المقاومة ، أي أن تصبح الهزيمة فكرية كاملة ونهائية .
إن هذا المفهوم يطال الحالة المعنوية والسلوكية للإنسان العربي ، وكذلك يطال البنى السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، وبنية القيم واندحارها أمام قيم الآخر وطغيانها ، وليس هناك أشد وأقسى من الإعتراف بالهزيمة ، لأنها تحمل في معناها ضعف الذات ، بيد أن الهزيمة هي نتاج موضوعي ساهمت الذات في تكوينه ولايجوز إدارة الظهر له ، فالإعتراف بالهزيمة نقطة تحول إيجابية ، بينما تصوير الواقع عنوة انتصارا هو نقطة تراجع ، وعبور الهزيمة لايبدأ إلا باستيعاب دروسها .
أولا- الحالة الراهنة للإنسان العربي الذي يكابد مفاعيل الإحباط بالسلوك والفعل اليومي الذي لايدل على عافية وتماسك ، فنراه تارة يلجأ إلى اللامبالاة والإنكفاء على الذات هربا من واقعه المرير الذي هزم آماله واحلامه الوطنية والإنسانية ، حيث فقد الثقة بحكامه وقياداته ومرجعياته ومؤسساته المجتمعية ، وتحول إلى إنسان مسكون بالتيه والقلق ، يعتمره صراع داخلي بين الإحباط والإستكانة ، والتمرد والعناد ، بين علياء التاريخ وأحلام الوطن ، وبين واقع قطري بغيض ، وحاضر ذليل تغيب فيه العزة والهوية عن الأمة ،بين إدراك عوامل القوة الكامنة ومظاهر الضعف الظاهرة ، فقد تم تعطيل أدوات الإرسال لدى المواطن العربي ، وأصبح مهيئا فقط للإستقبال والتلقي ، فإذا رفعت رايات اللإشتراكية طلب منه أن يعلن أن الإشتراكية من الإسلام ، وأن النبي (ص) هو الإشتراكي الأول في التاريخ ، وإذا انقلبت الآية وظهر عصر الإنفتاح فإن الإشتراكية تصبح كفرا ، وإن حرمة مال المسلم هي الغاية ، وإذا تصاعدت حدة المواجهة مع إسرائيل أصبح الجهاد واجبا مقدسا ، وبات الصلح محرما على كل مسلم ومسلمة ، وإذا سعى البعض للصلح انطلقت حمامات السلام من فوق المنابر ، وأصبح شعار الجميع أن أدخلوا في السلم كافة !! وإن حل أسبوع النظافة انطلقت الحناجر مرددة أن النظافة شطر الإيمان ، وإن حل أسبوع المرور تحول الإرسال إلى موجة أخرى تشدد على ضرورة السير في يمين الطريق لأن أصحاب اليمين هم أهل الجنة .
تلك الثنائيات في الواقع العربي المأزوم إما أن تدفع المواطن العربي بإتجاهات مختلفة للفعل السلبي خارج دائرة المصلحة الوطنية والقومية ، كنشاط بعض الحركات الإسلامية العنفية في بعض البلدان العربية ، وإما بإتجاه هجرة الواقع والإنخراط في صفوف الفصائل الأفغانية على سبيل المثال لا الحصر لنصرة الإسلام ، في حين أن نصرة الإسلام تستدعي النضال ضد الغزوة الصهيونية لتخليص القدس من رجس الإحتلال ، وقد يهجر المواطن دوائر الفعل الوطني والإبتعاد عن الإهتمام بما يجري ، والغرق في هموم وموجبات الحياة المعيشية .
ثانيا- مكابدة الإنسان العربي لتبعات الجوع والفقر وضنك الحياة ، والتهميش ونسب الأمية المرتفعة ، وضعف الرعاية الصحية ، وإزدياد التفاوت الطبقي والحضري داخل القطر الواحد ، ويزداد الوضع سوء حين تغيب الحريات العامة وتغيب الديمقراطية السياسية والإجتماعية في مؤسسات المجتمع العربي ، وتسود قوانين الطوارئ بإسم الدفاع عن الوطن ، ويُمارس القمع والإرهاب وتكمم الأفواه ويتم إغتيال الكلمة الجريئة ، ويتحول الإعلام إلى أداة لتمجيد الأنظمة ، ولايمكن بالطبع فهم هذه العناوين والمفردات إلا بكونها تجليات لأبعاد الهزيمة بمعناها الأشمل ، والتي صنعها الحكام المعولمين ، وبوصفها دليل حقيقي على غياب أية مقومات تشير إلى نهضة في الواقع العربي .
ثالثا- تجليات الهزيمة اقتصاديا في المنحنى الهابط لمستويات التنمية والتطور التكنولوجي والصناعي ، ولعل المقاربة الموضوعية بين مستويات التنمية في الدول العربية وبين الدولة العبرية التي لم يمض على نشوءها أكثر من ستون عاما تفضح بجلاء عن حجم المفارقة والهزيمة ومظاهرها ، فالناتج القومي لإسرائيل يصل الى 100 مليار دولار ، في حين أن الناتج القومي لاربعة دول عربية محيطة بها لاتصل إلى هذا الرقم !!
رابعا- ماتتعرض له الأرض العربية من إغتصاب وتشويه منذ قرن من الزمن وحتى يومنا هذا ، إحتلال فلسطين وتهويدها ، احتلال العراق ومصادرة مقدراته ، احتلال أراضي عربية أخرى ، نسيان أراضي أخرى ، تقسيم السودان ، نشوء محميات لاتمتلك مقومات الدولة السياسية ، التشجيع على تقسيم دول أخرى ، تكون قطريات عربية ترسخت جذورها في الفكر العربي وعاجزة عن حماية كيانها ومعرضة لتدخلات الأجنبي المستمرة ، سقوط معظم الصيغ السياسية القديمة وعدم مقدرتها على تكوين صيغ للمستقبل ، وعجز المشروعان الماركسي والقومي بالصيغ والشعارات والأدوات وبالشكل الذي قدمت فيه هذه الأفكار .
وإذ جاز لي التحدث عن مظاهر الهزيمة ، فالإجازة أيضا تستوجب رؤية ماحصل خلال الأسابيع القليلة الماضية في تونس ومايحصل الآن في مصر من تحرك شعبي وغضب جماهيري تجاوز بعفويته وإصراره كافة شعارات حركة التحرر العربية وأحزابها التي تكلست مفاصلها كما تكلست برامجها وأصيبت بموت سريري منذ زمن .
هذه الإنجازات التي حققتها الجماهير التونسية والمصرية تؤكد على أهمية رؤية مظاهر الممانعة ، وأن في هذا مظاهر قوة وإضاءات دالة على إمكانية النهوض ، كما تستوجب من جديد طرح السؤال ، كيف نعبر الهزيمة ؟ كيف نغير الواقع بمعطياته القاسية التي تلفنا وتحيط بحياتنا من كل اتجاه ؟
بظني أن ثمة شروط عديدة لمواجهة هذا الواقع لايمكن حصرها ، خاصة وأننا مازال أمامنا الكثير لنتعلمه من التجربة التونسية والمصرية التي نأمل أن يكتب لها النجاح في تحقيق غاياتها ، إنما الأمر يحتاج إلى رؤية غارقة في المستقبل وكيفية تكوينه ، باحثة عن شروط بناء وتنمية الإنسان العربي ليكون هو سيد نفسه وصانع مستقبله .
ورغم إدراكي أن هذه المنهجية أمرا غير ميسرا في بلداننا العربية ، بيد أني أرى أن هناك جبهة ثقافية أكاديمية عريضة من نخب وأفراد مازالت عصية على الذوبان في مجرى الهزيمة وظلالها ، وقادرة على منع تحول هذه الهزيمة من مجرد مظاهر ومؤثرات عابرة إلى حالة كلية في الجوهر .
مايضفي أهمية على هذا الجانب أن الثقافة بمعناها الواسع هي الأكثر إستهدافا بالذات بعد أن تعرضت الجبهات الأخرى إلى الإختراق والتراجع ، وباعتبار أن الثقافة تمثل الجبهة الخلفية والعمق الحقيقي لقدرة وإمكانية أي شعب على الصمود والإستمرار .
حتما مازال الواقع العربي بمساحاته الإجتماعية والإقتصادية يحتاج إلى دور المثقف الوطني وإلى رسالة جميع الأكاديميين العرب الذين لاتزال تسكنهم حياة وهموم الأمة ، إذ يتحتم عليهم اليوم أن يعاودوا طرح الاسئلة الأساسية كما فعل مثقفوا عصر النهضة .
هذا التحدي هو الأخطر والأهم في تاريخ المرحلة ، لأن على ضوء هذا التحدي سيتحدد إما أن تكون الجبهة الثقافية احتملت الصدمات ، وبالتالي استطاعت شعوب المنطقة استعادة حقوقها المنهوبة ، أو أن تكون مثل الجبهات الأخرى ضعيفة ولابد أن تسقط ، وإن حصل ذلك - لاسمح الله- قد يسقط كيان الأمة .


 
حسن العاصي
صحفي وكاتب فلسطيني مقيم في الدنمرك
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
"علي فرزات" أو عندما تغتال الديكتاتورية الفن..    كن أول من يقيّم
 
"علي فرزات" أو عندما تغتال الديكتاتورية الفن
على مدى عقود قتلت عصابات الاستبداد في "أوكارنا العربية" المسماة أوطانا الإنسان، واغتالت الحياة وأمعنت في القمع بشتى الأشكال والألوان، ورفضت كل قيم الاختلاف وقيم الحرية وقيم الإبداع، وأرادت أن تجعل من الفنانين محظيات وقيانا عند هذا الحاكم أو ذاك، يرضون غروره ونزواته المرضية، وللأسف منهم من قبل اختيارا أو وافق اضطرارا، فالفنان الذي يرفض أن يكون مداحا متملقا على باب السلطان، يحبر له القصائد ويكيل له المدائح، مسبحا بحمده، متعلقا بأهدابه، طامعا في أعطياته وصلاته، أو يرفض أن يغرد في سرب الببغاوات المتملقين كان يزج به في السجون وتلفق له التهم، أو يقضي حياته فارا بنفسه منفيا خارج بلده أو داخلها يقتل قتلا بطيئا، وفي الغالب الأعم لم يكن الفنان –الفنان حقيقة-مهما كان إناؤه شعرا أو نثر أو موسيقى أو رسما على وفاق مع الأنظمة العربية في تاريخنا القديم والحديث، إذا اختار أن يكون مع الشعب وقضاياه العادلة، وانحاز إلى فنه وقضايا شعبه وأمته والإنسانية جمعاء.
ولعل الشعراء في تاريخنا، باعتبار الشعر حالة الإبداع الأكثر اكتساحا وحضورا في حياتنا الفنية عربيا قديما وحديثا، هم الأكثر تعبيرا عن هذه العلاقة المتوترة بين الفن والسلطة، والأمثلة على ذلك كثيرة عمرو بن كلثوم وعنترة في العصر الجاهلي، والكميت الأسدي في العصر الأموي، ودعبل الخزاعي في العصر العباسي، وحافظ إبراهيم في بداية القرن، وأحمد مطر ومظفر النواب في عصرنا.
فالشعر لم يكن غالبا على وفاق مع الحاكمين أو النظام السائد قبيلة كان أو دولة، فغالبا ما كان الشعر حالة من التمرد على المألوف والمعروف، وصوتا للفطرة الإنسانية المتمردة على الظلم والضيم، وكان الشعر سيف الناس ولواءهم وحرابهم في الدفاع عن المستضعفين في الأرض ومجابهة الظالمين.
فالشعراء وإن فرقهم الزمان والمكان والانتماء والدين والطبقة الاجتماعية، فقد وحدهم شرف الكلمة وعزة القافية والموقف، فعلى اختلاف بيئاتهم ومشاربهم وعصورهم جمع بينهم رفض الظلم الاجتماعي والسياسي وجعلوا الكلمة سلاحهم في الدفاع على المقهورين والمستضعفين، فكان أن صنفوا متمردين خارجين عن النظم والأعراف، كأسلافهم من الصعاليك الذين شكلوا أكبر ظاهرة تمرد وعصيان عرفها تاريخ الشعر العربي.
من حسنات هذا الربيع العربي أنه أسقط الكثير من الأقنعة وكشف العديد من الحجب ومن بينها أنه كشف عن طبيعة العلاقة بين الفن والسلطة، فالفنانون في عالمنا العربي على ثلاثة أصناف:
1 فنانون باعوا أنفسهم للسلطة وعاشوا على فتات موائدها كالذباب، فصنعت مجدهم الزائف، وفرضتهم كما فرضت نفسها على الشعوب، ليس لهم من الموهبة أو الحس الفني أو الإبداع أو الأخلاق ما يبوئهم مكانة أو منزلة، فنانون بالغصب والفرض كسائر المسؤولين.
2 فنانون قاوموا السلطة حينا، لكنها نجحت في تدجينهم وجعلتهم جواسيس وعيونا لها وسط الساحة الفنية، وحين انتهت مدة الخدمة أو تقاعدوا، أوحين صحوا وتمردوا، وهددوها بالفضح ونشر غسيلها الوسخ قتلتهم، ودونك تفاصيل قتل الساندريلا سعاد حسني في لندن، تكشف بعضا من المستور.
3 فنانون عاشوا على الهامش وسط الشعب ومع الشعب، يتكففون لقمة العيش والدواء، يحتضنهم الشعب في وجدانه وروحه، يردد أغانيهم وأشعارهم ويتداول رسوماتهم وكلماتهم ونكتهم الساخرة، التي انتقدوا بها الديكتاتورية والظلم والاستبداد فخلدت وخلدوا.وحنجرة وموهبة وإحساسا وعزما وإرادة أكبر من إغراءات الطغاة وأمضى من وسائل القمع والطغيان؟، ماذا يملك الفنانون سوى إيمانا بحياة شعوبهم وبالحرية، أثبتت كل تجارب الدنيا أنها أقوى من كل أنظمة الحديد والنار في أوطاننا، وأن القتل والتنكيل مهما بلغت بشاعته فهو لا يكتم كلمة الحق، وإنما يضيف على بشاعة الجور بشاعة وأد أجمل ما في الحياة، فأن تقتل أو تعذب إنسانا أي إنسان أو حتى حيوانا، فتلك جريمة شنيعة لا تغتفر، لكن أن تغتال فنانا فتلك جريمة أبشع ضد الحياة وسرها الذي هو الجمال والحرية، وذلك اغتيال لكل القيم الإنسانية السامية التي تجعل لهذه "الكتلة اللحمية" التي تسمى بشرا معنى ومغزى.
 
رحل عبد الناصر والسادات والحسن الثاني وحسني مبارك وبورقيبة وبنعلي والقذافي وصدام والأسد، وهاهي أهازيج ناس الغيوان والشيخ إمام وقصائد أحمد فؤاد نجم وأبي القاسم الشابي تملأ سمع الدنيا وبصرها، أيقونة تستلهمها الجماهير، وتنفث فيها من عزمها وحياتها، فتبعثها من جديد عرائس حية تعترف بجميل من ظل وفيا لشعبه، فبادله الشعب الحب بالحب والوفاء بالوفاء، وهاهي الميادين والساحات العربية في الرباط وطرابلس وصنعاء والقاهرة وتونس ودمشق وغيرها تعلق أوسمة الحب وقلائد الوفاء على أعناق فنانيها، وتحمل على أكتافها الفنان رشيد غلام في المغرب مرددة "عليو الصوت"، أو تحمل الشهيد إبراهيم قاقوش هادرة "ياله ارحل يا بشار"، لافظة في الوقت عينه فناني السلطة المتحولين.
ماذا يملك الفنان سوى ريشة ويراعا
*
عن موقع هسبريس .
*abdelhafid
15 - أكتوبر - 2011
أوجزت فأنجزت    كن أول من يقيّم
 
بلغة عميقة واضحة التعابير ... وأسلوب رائع في التدرج الموضوعي للحقائق المذكورة أقول لك أنك أوجزت فأنجزت .. إلا أن لي تعليقا قد أراه ضروريا وهو تلك المقارنة التي تبدو غير منصفة بيننا وبين الكيان الصهيوني، فمن بين الحقائق التي لابد من الاعتراف بها هو ألا نتحدث عن هذا الكيان وكأنه كيان مستقل، بل يجب أن نقر أنه امتداد لدول أخرى رائدة ومهيمنة على مقدرات هذا العصر وبالتالي فإن أي إنجاز لهذا الكيان الصهيوني هو في الحقيقة خلاصة إنجازات هذه الدول، وعلى ذلك فإن شئت فقارن بين دولنا العربية العزيزة وبين دولة مثل ماليزيا ، أو تركيا أو حتى البرازيل وهنا سوف تتجلى الحقيقة المرة دون مأخذ علينا في المقارنة ... أيضا يجب ألا ننظر إلى حالنا على أننا نواجه هذا الكيان فقط، ولكن يجب التأكيد على أننا نواجه كيانات أخرى تتستر وراء إسرائيل ويبدو ذلك جليا من دفاعها المستميت "بغير حق" في كل المحافل الدولية ليس خوفا من اللوبي الصهيوني كما يدعي البعض ولكن تحقيقا لأغراضها ومصالحها الخاصة ....  لك مني كل الشكر على هذا التبصير الرائع
عصام
10 - نوفمبر - 2011
هل صحيح..؟؟    كن أول من يقيّم
 
- هل صحيح أن جماعة الإخوان المسلمين في طريقها إلى الاستيلاء على السلطة؟
> هذه مبالغة، ولكن الانتخابات يتم الاستعداد لها بشكل غير عادل؛ فالقوانين التي يقررها المجلس العسكري تسمح لرجال مبارك بالبقاء، وبتقوية الإخوان المسلمين. إنهم انتهازيون ويريدون السلطة بأي ثمن. في مارس، وافقوا على الدستور الجديد، لكن الجيش لم يكن يريده، فأيدوا اقتراح الجيش بإجراء إصلاح دستوري بسيط. يحتاج المجلس العسكري إلى الدعم وإلى تنظيم جيد من الناحية السياسية. كل منهما لديه نفس الرؤية للعالم.. إنهم ليسوا تقدميين. أما بالنسبة إلى الثوريين، فإنهم لم يتمكنوا من الترشح للانتخابات لأنهم لا يملكون المال.
- هل الإسلام متوافق مع الديمقراطية؟
>  في فرنسا، الإسلام مرادف للإرهاب، وهو أمر ليس عادلا؛ ففي تركيا، على سبيل المثال، توجد أحزاب سياسية إسلامية ديمقراطية. تقليديا، الإسلام المصري سمْح، والإخوان المسلمون هم أكثر انفتاحا من الآخرين، ويمكن أن يعملوا في ظل نظام ديمقراطي. أما المتعصبون الحقيقيون فهم السلفيون الذين تموِّلهم السعودية والجماعات الوهابية في الخليج، وبالنسبة إليهم فإن من في يده القرار ليس الشعب وإنما الله. والآن، هؤلاء الناس أنشؤوا حزبا سياسيا!
- هل يمكن أن تستلهم مصر نظامها من العلمانية التركية؟
> الدولة المصرية كانت علمانية منذ القرن التاسع عشر، مع محمد علي. لدينا ثقافة متسامحة تقبل الكل، إلا الوهابية.
- دائما تختمون مقالاتكم بعبارة «الديمقراطية هي الحل»؛ هل يعتبر ذلك ردا على شعار الإخوان المسلمين: «الإسلام هو الحل»؟
> نعم بالتأكيد، لأنه يجب أن نميز بين الإسلام والإسلام السياسي. خلال النضال من أجل الاستقلال، كان المسلمون المصريون ينظرون إلى الإسلام كدين فقط. ثم، في أواخر السبعينيات، ذهب ربع المصريين للعمل في الخليج وعادوا بأفكار الوهابيين. وقد أصبح الإسلام مشروعا سياسيا ووسيلة للوصول إلى السلطة.
- كيف تفسرون مذبحة الأقباط، في 10 أكتوبر الماضي؟
>  لقد قـُتل سبعة وعشرون مواطنا، من بينهم جندي. وكانت غالبية الضحايا من الأقباط الذين هم، بالنسبة إلي، مصريون قبل أي شيء، فأنا لا أفرق بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. في ذلك اليوم، تم سحق المواطنين بالدبابات. وهناك أشرطة فيديو تبين ذلك. وقد تم تصوير أولئك الذين أحرقوا الكنائس علنا، ولكن لم يتم توقيف أحد. شباب الثورة يدعمون الأقباط الذين لديهم مطالب شرعية، لكن الجيش يغض الطرف عما يفعله السلفيون.
- طلب باراك أوباما من المشير طنطاوي رفع حالة الطوارئ...
> لقد استيقظ في وقت متأخر جدا. لطالما كانت السياسة الأمريكية منافقة. قبل أسبوعين من قيام الثورة، لم يكن بايدن، نائب الرئيس، يعتبر مبارك ديكتاتورا. المصريون لا يثقون في الحكومات الغربية.. يثقون فقط في الشعوب.
- ماذا تتوقعون من الانتخابات؟
> إن أعضاء الحزب الوطني الحاكم السابق لمبارك ما يزالون يشتغلون. لقد أسسوا ثماني حركات مختلفة، ولديهم ثروة تمكنهم من القيام بحملاتهم الانتخابية.. الإخوان المسلمون والسلفيون أيضا. خلال الانتخابات، سنجد أنفسنا وجها لوجه مع أولئك الذين قمنا بالثورة ضدهم. أجد الأمر محزنا لأنني رأيت الناس يموتون بجانبي من أجل الحرية.
- هل عرض عليك منصب ما في الحكومة المقبلة؟
> وفقا لإحدى الصحف، فإن منصب وزير الثقافة محجوز لي. قلت في ردي على الفايسبوك: «أنا متأثر بهذه الثقة، ولكني كاتب وسأبقى كذلك. لن أكون يوما جزءا من حكومة ما». بالنسبة إلي، كتابة رواية جيدة هو أكثر أهمية من أن أصبح رئيسا!
ترجمة - سهام إحولين   بتصرف عن مجلة «ليكسبريس» الفرنسية
                                   عن ج. المساء المغربية .
 
 
*abdelhafid
23 - نوفمبر - 2011