البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : لــــــقـــــطـــات….     كن أول من يقيّم
 رياض سالم المسيبلي 
28 - يونيو - 2011
وضع قطعة الخنزير أمامه …لاحت أمامه صور بناته ..فتبسّم…..حسب مهورهن بالدولار وجمعها…فحمد الله…..وضع قطعة الخنزير في آلة التقطيع فبتر إصبعه…..فر الدم حاراً…..تذكّر التأمين…..فتبسّم ثانية!
***
يمضغ القات وإلى جانبه جينيفر لوبيز, تبتسم له…..يبرز له صدر باميلا أنديرسن….يناولها خرطوم الشيشة…..يبتسم…..
تنهض وتخلع ملابسها…..تدير ظهرها…..يرى جسد إحدى زبائنه السود…..لايزال مبتسماً……تلتفت…..يرى وجه مالك الدكان يحمله جسد سوداء….يضغط على الخرطوم…..يلتفت إلى علبة المعسّل….يلتفت إليها….مايزال وجه المالك بجسد السوداء….يتحدّث إليها… فإذا بصوت زوجته يطرق جدران الغرفة!!
***
قتل اليوم أحد أفراد قبيلته…..أخبره أبوه أن يستعد ….يفكّر في ساعات العمل…..يضع الهاتف …تطن كلمات أبيه في أذنه…لو كنت هنا لقاتلت….احمد الله أنّك تشارك بالمال…. عدد القتلى كبير هذه المرّة….سيطلب زيادة في الساعات من مديره…..
***
أخرج الآي فون….أبرزه عالياً….كتب معايدة لوالديه…وإخوته…..تأكّد من إرسال رسالة أخرى لأخته بمناسبة المولود الجديد…
راجع عدد الرسائل…..فكّر في حجم الفاتورة هذا الشهر…..أرسل رسالة لزوجته لتهيئة الغداء…..
***
الساعة توشك بإخباره أنّ فترة عمله ستنتهي…..يلتفت إلى مخرج الدكان إلى الغرفة….لا أحد هناك…..يأخذ عطراً ويرش به يديه…
يضع يده على أنفه…..صاحبنا لا يصحو إلا إذا سكر….ابتسم زميله….يلتفت إلى المخرج ثانية……سيأتي زميله….عليه بالإسراع إلى السرير….وتحمّل كل الروائح…..الملاية….الغرفة….الشقة….حتى السلّم…..سيدفن رأسه ليبدأ العمل بعد اثنتي عشرة ساعة….
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لقطات....    كن أول من يقيّم
 
احتدم النقاش بينهما عن الثورة في اليمن...دافع صاحبه عن الرئيس....تذكّر عجوز قريته وكيف كان يخصي الحمير....مدّ يده إلى صاحبه مبتسماً...وتسلّم بقيّة الإيجار.
***
هي: لا تصلح.....تلبس الحجاب مع البنطال....
هو: يحرص على أكل اللحم الحلال ولو في البارات..
هي: ترغب بالزواج من أحدهم هنا....
هو: بنات البلاد....
هي: لم تختر ابن عمّها....
هو: لم يختر أبويه..
هي: تطلب الطلاق...
هو: ما زال يحتفظ بعشيقته الأمريكية...
هي: عاهرة
هو: سيّد الرجال
***
بدأ الجلسة بقراءة شيء من القرآن....انسدل نقابها قليلاً...انسدح قلبه ...في الجلسة الثانية لامست أصابعه كفها الغضّ...قرأ عليها القرآن بفؤاد مرتجف....وصوت خاشع....لا بد أن تتزوّج غيره....انسكبت الدهشة من عيون أبيها...ضرب صدره الواسع....اهتزت لحيته الكثّة...سالت الطمأنينة من فم أبيها....
***
باب غادره لونه....أحذية بمقاسات شتى...وألوان متباينة...عن اليمين مطبخ....دواليبه تتشبّث بالحياة...تراكمت الأواني فيه...مكسوّة بسؤر طعام...يفضي إلى حمّام صغير...فيه حوض متّسخ...بقايا الشعر تحيط به...حوض استحمام ستارته مهترئة...وثمة صالة برزت على سجادتها آثار إطفاء السجائر...طاولة في الوسط....تستند إحدى أرجلها على قطعة خشبية ضغيرة...أريكة انحفرت عليها مؤخرات وظهور القاعدين عليها....تقابلها خزانة فوقها تلفاز...تحته رفوف امتلأت أفلاماً.....(رجب فوق صفيح ساخن)....(الإرهابي)....(حين ميسرة)...سمير غانم...أحمد حلمي....أفلام إباحية....(البرتقالة وأغاني عربية)....(رحلة القرية 2009)....دهليز يوصل إلى غرفتين امتلأت بالأسرّة....ملاءات بقّعها الوسخ...جدران مغطّاة بصور شتى.....أنجلينا جولي....سمية الخشّاب....نبيلة عبيد....سلمى حايك...شكيرة...في الصالة صورة قرية يمنية....أخرى لفلّة فخمة....صورة لفندق بصنعاء....صورة كبيرة للرئيس...
***
انحفرت أصابعه حمراء على خدّها الأبيض....برقت عينها...تذكّرت حياة أختها في اليمن....صرخة مكتومة....ملعون أبو أمريكا...طبع بصماته على خدها الآخر....تذكّرت أختها...ملعون أبو اليمن...اعتذرت له....
*رياض سالم المسيبلي
29 - يونيو - 2011
تعليقات    كن أول من يقيّم
 
جلب بعض الأفلام الإباحية, سعّرها وأعطاها للمحاسب...هذه أفلام جديدة سيشتريها السود.....دخل مكتبه ...فرش السجّادة وشرع يصلّي العصر..
***
سأسمعك شيئاً عجباً....تناولا مزيداً من القات...قرّب الشيشة إليه...فتح سمّاعة الجوال....أتى صوتها لدناً من الطرف الآخر...هاه نفس الشلّة....نعم, وأنتِ.....نفسها وأجمل....تفرقعت الضحكات...إحداهنّ ضحكتها مألوفة...مألوفة جدّاً
***
يدها ترتجف...لا تعرف استعمال الهاتف...ليس هناك هاتف...لا تعرف أسماء الجيران...تمتد يدها إلى الباب...لا تقوى حتى على فتحه...يلوح لها الضوء حاداً...ثمّة رجال يضحكون...بعضهم لهجته عربية...تفتح الباب...تسقط من على الشرفة...يسيل دمها من بين فخذيها ...يرسم خطّاً على الرصيف...يدها مرفوعة بارتعاش...
***
دخل الأسود عليه في المحطّة...وجده يمسك علبة عصير استعداداً للسحور...أرداه قتيلاً...زوجته تصرخ ...حدّثني قبل قليل...أطفاله يلتهمهم الصمت...مالك المحطّة يعزّي زوجته...تتهدّج كلماته...تنساب دموعه على خديه...كان أكثر من أخ...يسلّم زوجته راتب زوجها القتيل....يسلّمه إياها تماماً إلى ساعة مقتله...
***
عشر سنوات لم تسعفه في معرفة طريق المطار...خذ سيارة أجرة يا أخي...وكيف سأتفاهم بالانجليزية...والده على وشك الوصول...نيويورك ليس فيها سوى سيارات الأجرة... حسب مكاسبه طوال العشر سنوات فوجد عمارة وسيارتين لاندكروزر وزوجتين ونصف دزينة من الأطفال...لم تكن الانجليزية بينها...على ثلاث حقائب في مطار كينيدي , استند شيخ كبير ينتظر من يستقبله...
لم تكن الانجليزية في الحقائب أيضاً...
***
- لمَ لا تعودون إلى أوطانكم وترحلون من بلدنا؟
- لا تنسَ يا صديقي أنّ جدّك أتوا به عبداً مغلولاً على قارب!!
- لا..لم أنسَ, لكنّ جدّي على الأقل لم يدفع ثمن التذكرة!!
*رياض سالم المسيبلي
14 - يوليو - 2011