البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : وقفة مع العمر    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 ياسين الشيخ سليمان 
11 - يونيو - 2011
يـا  عـمرُ كنت iiمُؤانسي عـهدَ الصّباء وكنتَ iiعذبا
لا  هـمّ يـعـصف بالفؤا د  ولا رغـائبَ فيك iiتأبى
وجـعلتَ من قلبي iiالصغي ر مُـرحّـبـاً بالودّ iiرحبا
يـسـع الـخليقة لا يَضِنْ نُ بـوده بـعـداً iiوقـربا
ومـن الـحـنـان iiشَغافه ونـبـيـضُـه  يهتزّ iiحُبّا
لـهـفـي  على عهد تولْ لـى لـيـته يسطيعُ iiأوبا!
****
وصـحـبتني حالَ iiالشبي بـة فانتضيتُ العزمَ iiصُلبا
طـوراً أخـاطبُ فيه iiعق لـي تـائـها شرقا وغربا
أرجـو  الـهـداية iiللسبي ل وتـارةً أخـتـالُ iiعُجبا
لـكـنّ قـلـبي في iiالودا عـةِ رقَّ حتى صار iiصبّا
خـمـر  الشباب iiبجانحي تـجـتـاحني  فأعبُّ iiعبّا
لـم أدر مـا فـعل iiالسني ن ومـا تـشـابهَ أو iiتخبّا
ثـم  انـتـبهتُ إلى الزما ن فـراعـني جرياً iiووثبا
هـذا  الـمشيبُ أطلّ وال أعـوام لا تـنـفـكُّ iiندبا
وإذا  الـبياض على iiالسوا د  يـهـبّ كالإعصار هبّا
لـلـه لـونـك يـا iiغرا بُ  يـهـيمُ بالشبان جذبا!*
فـإذا تـولـى iiنـجـمهم نـحو  الغياب طربتَ iiنعبا
وإذا  الـغـوانـي iiالمائسا تُ على الشيوخ تشنّ حربا
ومـن  الـذيـن iiصحبتُهم تَخِذوا  من الأموات iiصحبا
مـنـهـم  من اتخذ iiالفرا قَ مـطـيّةً للرزق iiرُغبى
فـكـأنـه  مـا عاش iiفي كـنَـفِ  الأحبة أو iiتربّى
يـا  عـمرُ قل لي ما لشو قـهـمو نأى وأضاع iiدربا؟!
****
يـا  عـمـرُ يا خدّاع iiكم فـقتَ  الذئابَ أذىً وخَبّا !
لا  يـعـرف الـفتيان iiأنْ نَكَ  تنصبُ الأشراكَ نصبا
هــذا  يُـغَـرّ iiفـتـوةً وهـذاكَ يـنفي عنك iiعيبا
فـإذا  بَـلوْكَ على iiالسني ن  بكوْا على ما فات iiنحبا
فـحـذار  مـنك لكل iiمن ظـن  الـدُّنـا لهواً iiولَعبا
أيـن الـلـواتـي كن في ثـوب الجمال يتِهنَ عُجبا!
بـالأمـس كـان iiجمالهنْ نَ مُـتـيِّـمـاً ويُطيرُ iiلُبّا
فـغـدا  مـحـلَّ iiالإعتبا ر  لـمـؤمـنٍ بالله iiربّـا
أيـن العيون الحور iiوالشْ شُـعـراء والأمثالُ iiضربا
تـسـبي  القلوب iiبلحظها وتـظـل  للمحروم iiأسبى
أضـحت  ولا هدبٌ iiترِفْ فُ كـأنـهـا لم تجن iiذنبا
أفٍّ لـمـن أمِـن iiالـزما نَ  يُـحـيـلهُ للعجز iiنهبا
****
يـا  عـمـرُ يا قاسي iiبلوْ تُـكَ فـامتلأتُ عليك عَتْبا
أغـريـتـنـي  يوم iiالفَتا ء وسُمتني في العجز iiكربا
لـم  أحـسِب الساعاتِ iiتم ضـي أو تُساور فيك iiريبا
بـعـد السخاء سلبتني iiال أحـبـابَ واستمكنتَ iiسَلبا
وطـويـتَ  أحلامي iiالعِذا بَ  فغادَرَتْني منك iiغضبى
وجـعـلتَ من قلبي iiالمعذْ ذَبِ مـرتـعاً للنأي خِصبا
وأنـا أمـيـل إلـى iiالغيا ب  أخُبّ نحو الرَّمس iiخَبّا
أرجـو  مـن السُّلوان iiأن يـحـنـو ليُنسيني iiفيأبى!
والآن  تـهـزأ بـي iiفتج علُ من خريفك لي iiمُحبّا؟!
مـا انـتَ إلا iiالـذكـريا ت تـؤمّـني سرباً iiفسربا
لا  أجـتـنـي منها سوى وهـمٍ يـصـارعُ فِيَّ iiقلبا
ويحي  على الواهي iiالخَفو قِ وكـم من الأشواق لبّى!
وكـمِ  الـطيوفُ تحطّ في أحـضـانه فيذوب ذوبا ii!
أتـراك  يـا قـلبي الحنو نُ  تـظـل للتذكار نهبا ii!
وتـظـل تـهُـديك iiالأما نيُّ  السرابُ شجىً وكِذبا !
فـأفِـقْ  فـديـتكَ iiفالحيا ة غـفتْ ولن تعطيكَ iiإربا
واسـتـبـدلِ الإيمان iiبالْ أحـزان تـلقَ هدىً iiوتوْبا
كُـرمى  لصدقك في iiالحيا ة  تـزيـد للخيرات iiكسبا
يـا  عـمـرُ أين iiشبابنا؟ أهَـزمـتَهُ وأسرتَ iiشيْبا؟
فُـكَّ  الإسـارَ iiفـإنـنـا صـرنا  من الأجيال iiغيبا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هذا المعنى من قول ابنة ابن السكان المالقية(انظر معجم البلدان لياقوت):
مر غراب بنا يمسح وجه الربى   قلنا له مرحبا يا لون شعر الصبى
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
افتقاد    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الحبيب / ياسين الشيخ سليمان .
افتقدتك في الوراق منذ شهور ، ما بالها هذه الغيبة ؟! ، أرجو لك موفور الصحة والسعادة ودوام العطاء والإفادة ، وأتمنى ألا نفتقد طَلَّتَك البهِيَّة على المجالس كل يومٍ ، ونحن على شوقٍ وحنينٍ .
*محمود العسكري
14 - ديسمبر - 2011