البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قالب رجزي جديد: (مستفعلن فعْلن)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عمر خلوف 
19 - مايو - 2011
في قضية نسبة المستجدات إلى أوزانها، ننظر إلى ما اشتقّ هذا الوزن منه، موافقاً لهُ في بداياته، ومتنامياً معه؛ حرفاً بحرف، ومقطعاً بمقطع..
ولسائل أن يقول: فإن وافقَ بدايات أكثر من وزن!
نقول: الأوزان التي تتفق بداياتها، تتمايز بنهاياتها.
فإذا افتقد الوزن المستجد ميزة ذلك الوزن، لم يجُزْ نسبته إليه البتة.
ووزننا الجديد هنا: (مستفعلن فعْلن)، يتفق كما هو واضح مع بدايات:
* الرجز : (
مستفعلن مستفْعلن مستفعلن
)
*والسريع: (
مستفعلن مستفْعلن فاعلن
)
*والمنسرح: (
مستفعلن مفعولاتُ مستعلن
)
ولا شك أن ما يميز السريع عن الرجز هي (
فاعلن
) في آخره، وبفقدانها يفقد السريع ميزته.
وقل مثل ذلك في المنسرح..
فلم يبقَ إلا الرجز ننسب وزننا إليه.
وكان الباحث العروضي: نور الدين صمود قد نسبه للمجتث!! ثم قال: "ويمكن أن نعده من مشطور البسيط". كذا!! كما ادّعى صمود أنه قليل في الشعر.
وسبقه د.إبراهيم أنيس -معلّقاً على أبيات لشوقي جاءت على هذا الوزن- بقوله: "لا عهدَ للعروضيين به". بينما قرأها د. كشك متصلةً، فتوهم أن تفعيلها يساوي: (
مستفعلن فاعلاتن مفاعيلن
)!!

***
وهو قالب غنائي راقص، أكثر من الكتابة عليه الوشاحون، والمعاصرون.. نختار لكم من شواهده ما يلي:

يقول الأعمى التطيلي:

دِنْ بالصِّبا شَرْعا ** ما عشْتَ يا صاح ِ
ونَزّهِ السّمْعا ** عن منطق ِ اللاّح ِ
فالحُكْمُ أنْ تسعى**عليكَ بالراح
ِ
ويقول ابن اللبانة:

يا بـِأبي أحورْ ** كالبدر ِ في التـّمّ ِ
يفترّ عن جوهرْ ** مستعذب ِ اللثـْم ِ
وخدّه الأزهرْ ** يدمَى من الوهْم
ِ
ويقول ابن مشرف:

من قبل ِ أن تعدو ** عيناكَ لم أحسبْ
أن تخضعَ الأسدُ ** لشادن ٍ ربربْ
وجاء في عدة الجليس:

يا غاية َ الحُسْن ِ** أسرفـْتَ في حتـْفي
يا وردة ً صِيغـَتْ ** من جوهر الظـَّرْف ِ
بالله ِ لا يخلو ** عبدُكَ من ضَعْف
ِ
ولابن فركون:

أنا قناعٌ لي** بحُسْنيَ السّبْقُ
والكَتـْبُ في وصفي** تعجزُ والنطـْقُ
رامَ اشتباهاً بي** في شبههِ الأفـْقُ
ولابن الوردي:

مدامة ٌ رقـّتْ ** فقالَ جُلا ّسي
أكأسُها فيها ** أم هيَ في الكاس ِ
ومن المعاصرين؛ يقول أبو ريشة:

أمشي على رسْلي ** في مدرج الرمْل ِ
حيران أستقصي ** دربي وأستجْلي
والريحُ في سُخْر ٍ ** مني ومن ظلـّي
(ومثل ذلك كثير)

***
ولا يفوتني أن أشير هنا إلى الضرب: (فعلانْ)..يقول ابن اللبانة :

من جوهر الذكرى ** عَطـِّلْ نحورَ الحُورْ
وقـَلِـّدِ الدّرّا ** سلالة َ المنصورْ
جاوزْ به البحْرا ** واخرقْ حجابَ النورْ
ويقول ابن خاتمة (مقلوب العروض والضرب):

هذي الرُّبا تختالْ ** في حُلـَل ِ الزهْر ِ
قد سحَبَتْ أذيالْ ** بُرودِها الخُضْر ِ
ورقـّتِ الآصالْ ** لِعَبْرةِ القـَطـْر
ِ
ومن المعاصرين، علي محمود طه:

عِشـْنا كأحلام ِ** في خاطر ِ الأكوانْ
في عالـَم ٍ سام ِ** لا يعرفُ الأحزانْ
ومثل ذلك كثير أيضاً.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
استفسارات    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة استاذنا الأمير الغالي، ومنكم نستفيد، فشكرا جزيلا،
نسبة هذا الوزن إلى الرجز اتضحت لي من الشرح الواضح الذي تفضلتم به؛ ولكن نسبته إلى الرجز جعلتني أتساءل إلى أي شكل من اشكال الرجز المعروفة ننسبه ، أم بما انه شكل جديد، فإنه بحاجة إلى تسمية خاصة؟
في الموسوعة الشعرية نسبت ابيات ابن الوردي إلى مجزوء الرجز، مع ان مجزوء الرجز الذي اعرفه يأتي على وزن مستفعلن مستفعلن مع ما يمكن ان يقع عليه من زحاف أو علة، فهل مستفعلن تصير إلى فعْلن؟
أما أبيات علي محمود طه فهي في الموسوعة من منهوك المنسرح ، فهل منهوك المنسرح يتشابه مع مجزوء الرجز أو مع الشكل الجديد محل موضوعكم؟
وبعد ان كتبت ما كتبت أعلاه عدت إلى الرابط الذي احلتني إليه فالفيت مشاركة للأستاذ سليمان أبو ستة يتساءل فيها إن كان له ان يعد الوزن المذكور من مشطور مثنى البسيط مستفعلن فاعلن،
ولم اجد لكم تعليقا على تلك المشاركة ليتبين لي رأيكم في ما جاء فيها، حيث إنني كنت أفكر في بيتين من الشعر على وزن مستفعلن فاعلن قبيل عودتي إلى الرابط:
مر غراب بنا     يمسح وجه الربى
قلت له مرحبا     يا لون شعر الصبى
والبيتان في معجم البلدان في موسوعة الشعر العربي( مؤسسة آل مكتوم)، مع ان البيتين في الموسوعة الشعرية( المجمع الثقافي) كتبا في بيت من البسيط واحد ووحيد للشاعرة ابنة ابن السكان المالقية.
وعليه اتساءل عن سبب استهجانكم لما قاله الباحث العروضي نور الدين صمود من إمكانية إرجاع الوزن إلى مشطور البسيط( لم يذكر قسمة المشطور إلى نصفين) مع ثقتي وإيماني بغزارة علمكم وذكاء فهمكم،وان لديكم الجواب المقنع دون شك، فتساؤلي سببه طلب المعرفة لا غير.
ودمتم بخير أستاذنا الغالي.
 
*ياسين الشيخ سليمان
19 - مايو - 2011
محاولات للإجابة...    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الحبيب ..
أولاً:
فأحمد الله أنني استطعتُ إيضاح فكرتي بنسبة هذا الوزن إلى الرجز، وهو شكلٌ رجزي جديد كما أشرتُ في العنوان، لا يمكن نسبته إلى أي شكل من الأشكال الخليلية للرجز إلاّ إذا توسعنا في استخدام المصطلح الخليلي.
فأشكال الرجز عند الخليل كما هو معروف خمسة، لكنها وصلت في الاستخدام الفعلي عند الشعراء إلى عشرة أضعافها.
ولذلك يمكن نسبة هذا الشكل (مستفعلن مستف) إلى مجزوءات الرجز أو مقصراته، توسعاً في استخدام المصطلح.
ثانياً:
أما ما يسمى (بمنهوك المنسرح)، فهو عندنا من أوهام العروض الخليلي، ذلك أن المنسرح كالسريع والمديد، أوزان لا يصح جَزْؤها أو نَهْكُها كما نظن، لأن الجزء أو النهك يرمي ببواقيها إلى ساحل أوزان أخرى هي أولى بها. فمجزوء السريع والمنسرح رجز، ومجزوء المديد رمل.
وأتساءل هنا؛ ما الفارق بين: (مستفعلن فعْلن) و(مستفعلن فعْلانْ) حتى نُتبعَ الأولَ للرجز، والثاني للمنسرح؟!
ثالثاً:
وأما (مستفعلن فاعلن) فهي وإن كانت (الجملة الموسيقية) التي يقوم على تكرارها إيقاع (البسيط)، فتختلف عن إيقاعنا المذكور في احتواء (فاعلن) على وتد يميزها عن (فعْلن) اللاوتدية. ليبقى لكل من هذين الشكلين إيقاعه المستقل.
ونظراً إلى اعتبارنا (المجتث) وزناً مستقلاً مشتقاً من البسيط، فقد أتبعنا الشكل (مستفعلن فاعلن) إلى مقصرات المجتث.
رابعاً:
وأما اعتبار قالبنا المذكور من (مشطور البسيط) كما فعل صمود، فقد أجبتَ عن ذلك بنفسك، فهو -من جهة أولى- قالب ينقسم إلى شطرين؛ (صدر وعجز)، ولأنّ مشطور البسيط -من جهة ثانية- يجب أن يكون متصلاً أولاً، ويتضمن نسقه (فاعلن) واحدة على الأقل ثانياً.
دمتَ لنا أستاذنا الحبيب
وتقبل مني كل المحبة والود
عمر خلوف
*عمر خلوف
27 - مايو - 2011
إجابة منطقية    كن أول من يقيّم
 
شكرا لك أستاذنا الغالي على إجابتك الموجزة المعقولة المقنعة، التي تستند إلى المنطق غير استنادها إلى سعة المعرفة بعلم العروض ماضيا وحاضرا.
مع المودة والحب والتقدير
*ياسين الشيخ سليمان
31 - مايو - 2011