البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الذكرى الثامنة لراشيل كوري    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 ياسين الشيخ سليمان 
13 - مارس - 2011
بعد بضع ليال تحل ذكراها، فإليها في ذكراها الثامنة:
عـزة  الـنفس في الفداء iiالرفيع ورجـيـعُ الذكرى وَقودُ iiالشموع
هـي قـلـبـي ويا لَتعذيب قلبي وهـي دمعي ويا لَفيض iiدموعي!
هـي  ذكـرى لكنها في ضميري لـسـعـة الشوق واحتدام الولوع
يـا نـسـيم الصَّبا ترفق iiبوجدي هِجْتَ من رَمسِها فهاجت ضلوعي
إيـه  راشـيلُ هل علمتِ iiحنيني واشتياقي في صحوتي iiوهجوعي!
لـهـفَ نفسي على جمال iiالمُحيّا وذكـاءِ الـنـهى وطبع الوديعِ ii!
وجْـنَـةٌ  من نضارة الورد أحلى وجـلالٌ  عـلى الجبين iiالسَطوع
وابـتـسـامٌ كما هو الفجر غضٌّ يـطـرد الليل عن زهور iiالربيع
وعـيـونٌ  تـموج بالحب جذلى بـانـتصار الشموخ ضدِّ iiالركوع
يـا ابـنة الطهر وارتياد iiالمعالي كـيف  بعتِ الصِّبا بحرّ iiالنجيع!
أنـتِ راشـيـلُ، لـلشهامة iiنبعٌ مـوردُ الـظـامئ العزيز iiالمنيع
حـيـن  نـادتـك زفرة iiللثكالى ودعـاكِ الـصراخُ لحنُ الرضيع
أنـت نـجـمٌ أشـعّ في iiظلماتٍ مـا  أحـيلاه في الظلام iiالمُريع!
أنـت  لـحـنٌ، لا كاللحون، iiفريدٌ رددتـه الآفـاق فـوق iiالـربوع
يـومَ فـارقـتِـنـا بقينا iiحيارى بـيـن  كـبْدٍ حرّى وقلبٍ iiوجيع
                                                         
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كبد وقلب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قصيدة من مزامير داود، تضاف إلى روائع مراثي العرب، وشعر الأستاذ ياسين يذكرني بشعر الأخطل الصغير، ولكنه بلا شك هو في هذه القصيدة بالذات أعلى طبقة من شعر الأخطل الصغير، وكنت قد خصصت البطلة راشيل بجزء من ديواني نشرته أولا في دوحة الشعر تحت عنوان (ذكرى راشيل).
واستوقفني تسكين الباء في (كبْد) في آخر بيت من قصيدة أستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان، وهي لغة اهل الشام في (كبد) وقد وردت في شعر المتنبي كذلك، وجمعت ما عثرت عليه من الشعر الذي ورد فيه ذكر الكبد والقلب في بيت واحد فكانت هذه القائمة مرتبة على السنين:
قيس بن الملوح (مجنون ليلى) (ت 68هـ)
وَلي كَبِدٌ حَرّى وَقَلبٌ مُعَذَّبٌ       وَدَمعٌ حَثيثٌ في الهَوى غَيرُ جامِدِ
مسلم بن الوليد (208هـ)
وَما أَبقَتِ الأَيّامُ مِنّي وَلا الصِبا       سِوى كَبِدٍ حَرّى وَقَلبٍ مُقَتَّلِ
ومسلم بن الوليد أكبر الشعراء أثرا في شعر أبي تمام
أبو العتاهية (130 – 211هـ)
يا مَوتُ يا مَوتُ كَم لِوَخزِكَ مِن       قَلبٍ جَريحٍ يَدمى وَمِن كَبِدِ
أبو تمام ( 188 – 231هـ)
وَلي بَدَنٌ يَأوي إِذا الحُبُّ ضافَهُ       إِلى كَبِدٍ حَرّى وَقَلبٍ مُعَذَّبِ
وله
كَأَنَّهُ كانَ تِربَ الحُبِّ مُذ زَمَنٍ       فَلَيسَ يُعجِزُهُ قَلبٌ وَلا كَبِدُ
الحسين بن الضحاك ( 150 – 250هـ)
أردُّ يداً مني إذا ما ذكرته       على كبدٍ حرى وقلبٍ مفتَّتِ
أبو حكيمة (راشد بن إسحاق) الماجن المعروف:
بَينَ ضُلوعي كَبِدٌ       حَرّى وَقَلبٌ يَجِفُ
خالد الكاتب (ت 262هـ)
وكيف ينام من أحشا       ؤه مرضى من الكمد
بلا صبر ولا دمعٍ       ولا قلبٍ ولا كبدِ
وله:
جسدٌ بلا قلبٍ ولا كبدِ       كيفَ الصلاحُ لذلك الجسدِ
 البحتري (206 – 284هـ)
قَسَت كَبِدٌ لَم تَعتَلِل لِفِراقِهِ       وَقَلبٌ إِلى ذِكراهُ لَم يَتَفَطَّرِ
بكر بن عبد العزيز ابن أبي دلف العجلي (251 – 285)
كِبدٌ قد تَفَتَّتَت وضلوعٌ       قد تَفَرَّت منهُ وقلبٌ صديعُ
محمد بن داود الظاهري صاحب كتاب الزهرة (255 – 297هـ)
أنى يضر ندى الأمطار ذا كبد       حرى وقلبٍ بنار الشوق مستعر
وله أيضا:
لا تغتنم صفح مطويٍّ على كبدٍ       حرى وقلبٍ بنار الشوق ملتهب
الخبزأرزي (ت 317هـ)
دَنِفٌ إنْ أهرقَ الدَّمع فمن       كَبِدٍ حرّى ومن قلبٍ مروع
الصنوبري (ت 334هـ)
كبدٌ لم يزل يدنِّسها الوجْ       دُ وقلبٌ من السلوِّ رحيض
المتنبي (303- 354هـ)
أَأَحزَمَ ذي لُبٍّ وَأَكرَمَ ذي يَدٍ       وَأَشجَعَ ذي قَلبٍ وَأَرحَمَ ذي كِبدِ
وله
ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ       حَتّى أَكونَ بِلا قَلبٍ وَلا كَبِدِ
كشاجم (ت 360هـ)
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ كَبِدٌ       حَرَّي وَقَلْبٌ مُرْمَضُ
ابن هانئ الأندلسي (326 – 362هـ)
أنْطَوي دائماً على كَبِدٍ حَر       رى على حبّكُمْ وقَلْبٍ رَجُوف
أبو الحسن الجرجاني (316 – 392هـ)
فلي كَبِدٌ به حَرَّى وقَلبٌ       على ما فيه من كَمَدٍ طَرُوبُ
الشريف الرضي (359 – 406هـ)
ما أَقرَبَ الوَجدَ مِن قَلبٍ وَمِن كَبِدٍ       وَأَبعَدَ الأُنسَ مِن دارٍ وَمِن طَلَلِ
ابن أبي حصينة (388 – 457هـ)
عُجنا عَلَيهِ المَطايا عَوجَةً قَدَحَت       نارَ الصَبابَةِ في قَلبٍ وَفي كَبِدِ
ابن سنان الخفاجي (ت 466هـ)
إِن لَم يَكُن عقرٌ عَلَيكَ فَإِنَّها       كَبِدٌ مُحَرَّقَةٌ وَقَلبٌ موجَعُ
ابن الخياط (420 -517هـ)
أَبا الذَوّادِ ما كَبِدٌ أُذِيبَتْ       بِشافِيَةٍ وَلا قَلْبٌ أطِيرا
أمية الداني أبو الصلت ( 460 – 529هـ)
وَأُرسل طَرفاً لا يَراكَ فَأَنطوي       عَلى كَبدٍ حَرّى وَقَلبٍ مكلمِ
ابن قسيم الحموي (ت 541هـ)
بين ضلوعي كبدٌ       حرى وقلبٌ يجف
سبط ابن التعاويذي (591 – 583هـ)
لَم يَبقَ غَيرُ كَبِدٍ       حَرَّى وَقَلبٍ شَيِّقِ
ابن الساعاتي (553 – 604هـ)
قالوا بهِ رمدٌ ينهى لواحظهُ       فلا تخافُ على قلبٍ ولا كبدٍ
الملك الناصر صلاح الدين داود قتله التتار( 656هـ)
بأطيبَ مِن سلسالِ ريقكِ موهِناً       على كَبدِ حرّى وقلبٍ مُسعَّرِ
الضرير الصرصري: قتله التتار ( 656هـ)
تعطفه برد وروح وراحة       على كبد حرى وقلب مفلذ
ابن هتيمل (ت 695هـ)
أما يسرُّك أن تلقى وأنت على       إثر الأحبةِ لا قلبٌ ولا كَبِدُ
وله:
قادَ القُلُوبَ فَلا قَلبٌ وَلا كَبِدٌ       إلاَّ لَها صارَ مِن إحسانِهِ رَسَن
ابن الوردي (ت 749هـ)
كبدٌ معذَّبةٌ وقلبٌ خافقٌ       وحشاشةٌ نضجَتْ ودمعٌ دافقُ
ابن زمرك (ت 795هـ)
ولي كبد تندى إذا ما ذُكرتُمُ       وقلب بنيران الهوى يتضرّمُ
راشد بن خميس الحبسي:
أُمْسِى وأُضْحِى على كبْدٍ مُفَتتةٍ       حُرّاً  وقلبٍ سجين حشْوُه ألم
حسن الهبل شاعر اليمن في عصره (1048 – 1079)
يا درّةَ العقد في آلِ المؤيّد لَم       يتركْ مُصابكِ من قَلبٍ ولا كُبدِ
عيسى بن شجاع النجفي (ت 1084هـ)
لك الله من قلب أصايد سهمها       ومن كبد منها الظباء لواعب
جرمانوس فرحات (1081 – 1145هـ)
فمن قبله قلبُ الشجيين شيِّقٌ       ومن بعده كبْدُ الخليين تُصدَع
أحمد بن الحسين الكيواني شاعر دمشق في عصره (1111 – 1173هـ)
فَلي كَبد يَقطَعُها اِشتِياقي       وَقَلب لا يَقِرُّ مِن الوَجيب
بطرس كرامة (1188 – 1267هـ)
ولي كبدٌ حرّى وقلبٌ مولعٌ       فذي خلفكم تجري وذاك يطيرُ
إبراهيم صادق (ت 1284هـ)
ولي كبد قد شفها بعده النوى       وقلب براه الحزن حتى تقطعا
عبد الغفار الأخرس (شاعر العراق في عصره) (1225 – 1290)
بات يهدي بارد الرِّيق إلى       كبِدٍ حرَّى وقلب مستهام
وله
دَنِفٌ إنْ أهرقَ الدَّمع فمن       كَبِدٍ حرّى ومن قلبٍ مروع
ابن نصار اللملومي (ت 1292هـ)
اللَه من كبد يمزقها الجوى       حزناً وقلب بالمصاب يذوب
جرمانوس الشمالي ( 1244 – 1313هـ)
راشت سِهاماً اصابت مِن بمصرعِهِ       لَم يَخُ مِن لَوعَةٍ قَلبٌ وَلا كبدُ
حنا الأسعد (1235 - 1315هـ)
وتشققت كبد المحامد مثلما       قد شُقَّ قلبُ شقيقهِ محمودِ
نجيب حداد (1283 – 1316)
قل للغريبة عن اهل وعن بلدٍ       وعن صديق وعن قلب وعن كبدِ
خليل الخوري (1252 – 1325هـ)
وَهَبَّت الغيرة العَمياء في كَبدٍ       مِن الحَديد عَلى قَلبٍ مِن الحَجَرِ
طانيوس عبده (1280 – 1345هـ)
لم يرضها بذل من يهوى وما قنعت       حتى يكون بلا قلب ولا كبد
نسيب أرسلان (1283 – 1346هـ) (وهو اخو امير البيان):
فأيما كبد لم تنصدع أسفاً       وأي قلبٍ بذاك اليوم لم يجب
ابن شيخان السالمي (ت 1346هـ)
كبِدٌ مصدَّعة وجسمٌ ناحلٌ       ويد مسنَّدة وقلبٌ هائمُ
الأستاذ نحمد عبد المطلب (1288 – 1350هـ)
كبدٌ ذابت وقلبٌ ذهبا       ضلَّ ما بين الضنى والكمد
 أحمد شوقي (1285 – 1351هـ)
رَمَتكَ في قَنَواتِ القَلبِ فَاِنصَدَعَت       مَنِيَّةٌ ما لَها قَلبٌ وَلا كَبِدُ
وله
دهر مصائبه عندي بلا عدد       لم يجن أمثالها قبلي على أحد
عمٌّ يخون وأم لا وفاء لها       أمّ ولكن بلا قلب ولا كبد
وديع عقل (1299 – 1352)
ولكن عيني تبصر الموت زاحفاً       على كبدٍ مرضى وقلبٍ مصدع
أحمد محرم (1294 – 1364هـ)
فَلا كَبِدٌ لِطولِ الشَوقِ وَلهى       وَلا قَلبٌ بِنارِ الوَجدِ صالِ
عمر بن عبد الغني الرافعي (1299 – 1379هـ)
أَماناً لِصبّ لا يُقاس بِه صبّ       فَما كِبده كبدٌ وَلا قَلبُهُ قَلبُ
وله
ثُمَّ أَرتَدُّ عَنهُ في حَسراتٍ       آهِ مِنها كَم ذابَ قَلبٌ وَكبدُ
 
*زهير
13 - مارس - 2011
أنت نجم أشع في ظلمات - ما أحيلاه في الظلام المريع !    كن أول من يقيّم
 
قصيدة جميلة معبرة مؤثرة ، فيها دفء العاطفة وصدقها لهذه الفدائية التي قضت نحبها محبة للعدالة والكرامة الإنسانية ، شكر الله للأستاذ / ياسين حوكها ونظمها
*محمود العسكري
13 - مارس - 2011
هيام بالحق والعدل والحرية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
أسعد الله أوقاتكم أستاذنا الغالي زهير ظاظا:
مطالعتي لـ " ضياء نامة " أثرت عاطفتي ورققت أحاسيسي ؛ ففيه من قصائدكم الرائعة المعبرة ما يثير عاطفتي لدرجة البكاء وأنا أطالعها. ومنها على سبيل المثال: ذكرى راشيل، الإماراتية العاشقة، أخي وليد، عمتي سارة، ملا عبد العزيز، وغيرها من القصائد المماثلة، هذا، وكنت ( ولا أزال ) لما قضت راشيل تحت عجلات الجرافة الإسرائيلية  متألما ألما شديدا يفوق قليلا ألمي على فقد بلادي لأولادها البررة؛ فهي فتاة لا هي مسلمة ولا هي عربية ولا هي من سكان فلسطين، ثم تفد على رفح في فلسطين تناصر أهلها وتحسن إليهم !! هي إنسانة طيبة ومضحية إذن، وقامت بما تمليه عليها إنسانيتها دون ضغط او إكراه او ترغيب او ترهيب، فما أروعها من إنسانة، وما أصدقها من فتاة بالحق والعدل والحرية مغرمة هيمانة!!
هذه الفتاة أكدت لي أن أحب البشر جميعا إلا من يبغضهم الله، وأن جنة الله ليست حكرا على من تسمى بالمسلم تسمية اصطلاحية، وأكدت لي فهمي لبعض آي القرءان الكريم من أن الكافر الحقيقي هو من لا يتبع فطرة الله التي فطر الناس عليها، ويجحد ما علمه من الحق ونفسه توقنه في أي زمان كان. هذا لمن لم تدركه رسالة الله ولا هو أدركها، أما من أدرك الرسالة ووعاها فليس بمندوحة من الإيمان بها والعمل بمقتضاها، بل هو أولى بأن يشكر نعمة  الله وفضله ورحمته أن هداه بعد ضلال، وهو إن جحد الحق وكفر به فقد انزلق إلى منزلق عظبم الخطر إن لم يتدارك نفسه قبل الموت.
لقد كتبت  في ذكرى راشيل في الليل وأهل بيتي نيام، ويعلم الله كم كنت حزينا على تلك الفتاة وعلى أبويها، وكم انهل دمع عيني وأنا اكتب في وصفها وفي تضحيتها! ومما زاد في انهمال دمعي تذكري أشعاركم في راشيل، وقصيدتكم ( الإماراتية العاشقة) وما جعلكم تسكبون الدموع من فرط التأثر من قصتها، وتذكرت ساعتها هذين البيتين الحزينين المنسوبين إلى ليلى العامرية:
بـاح مـجـنون عامر iiبهواه وكـتمت الهوى فمت iiبوجدي
فـإذا كـان يوم القيامة نودي من قتيل الهوى تقدمت وحدي
اما الكبد الحرى فكنت قد كتبتها اولا (صدر حرى)، ثم خطر لي أن المأثور عن العرب وأولهم سيدنا النبي صلوات الله عليه هي الكبد الحرى أكثر بكثير من الصدر الحرى ، فقلت : وهل نحن أعلم وأكثر خبرة في الحياة ومآسيها منهم! ولن نكون يوما في غنى عن آثارهم وماثوراتهم. وفي الرواية : " في كل كبد رطبة اجر" فسروا الرطوبة بأنها تنتج من الحرارة في الكبد خاصة، وكان الكبد يدفع عن نفسه اليبوسة والتلف حين يحترّ من الحزن، ولا حظوا أن شيّ الكبد على النار يجعلها تترطب أولا. أما موقع الكبد والقلب وأهميتهما لدى كل منا فموقع معروف ومشهور بطبيعة الحال مما جعلهما هدفا للشعراء في أشعارهم الوجدانية، فشكرا على ما انتقيتم لنا من أشعار معبرة في الأكباد والقلوب.
بقي علي أن اذكر لحضرتكم أن ما أطريتموني وقصيدتي من إطراء جعلني أذوب خجلا لما لمحت اسم بشارة الخوري، ولم أجرؤ على النظر في المرآة لئلا أرى قسمات وجهي الخجول فازداد خجلا على خجل، فلكم جزيل شكري وامتناني.
 
*ياسين الشيخ سليمان
14 - مارس - 2011
أنا مدين لكم    كن أول من يقيّم
 
الأستاذ الغالي محمود الدمنهوري،
أحييكم وأشكر لكم مطالعتكم القصيدة وتقريظكم إياها، وأنا مدين لكم بالكثير مما أفيده من أشعاركم الرائعة ومنظوماتكم الفريدة وآرائكم الصائبة، كل ذلك تتوجه أخلاقكم الحسنة الجميلة، فبارك الله فيكم وفي أخلاقكم، ونفعنا بكم على الدوام. ولي في" أشياء" قول واستفسار سيكون في مكانه إن شاء الله.
*ياسين الشيخ سليمان
14 - مارس - 2011
وظن أهلها أنهم قادرون عليها...    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 
    من كان يصدّق أو يتصوّر أن بلدا مثل اليابان يمكن أن يصبح لا فقط على وشك التعرّض لكارثة نووية لا ينحصر أثرها على هذا البلد فقط بل ينذر بعواقب بيئية وخيمة. هذا البد الصناعي الذي ظن البعض أنه لم يُبق لسلطان الله على الارض شيئا على وشك أن يُنفى شعبه الى سيبيريا! مثل هذا الكلام قبل إسبوع كان يمكن أن يكون مجرد عنوان لا يثير لسخفه أحدا، لكن هذا ما صرح به مسؤول روسي أنه بإمكان روسيا مساعدة اليابان بوصفها دولة على وشك الإنقراض من واقع الكوارث الطبيعية التي تشهدها هذه الدولة. و تأمين مكان آمن للشعب الياباني ولتكن سيبيريا!
 
   نعم هذا واقع الحال مع موجات تسونامي التي أخذت تجتاح دولة عديدة في وطننا العربي. وهذا يا أستاذ ياسين يجعلنا في زحمة وزنقة أشد من زنقة القذافي واضطرابه، لا نلتفت الى أشياء جميلة تخرجنا من حالة التأزم التي باتت للأسف تلفّنا جميعنا بتيّارها الهادر المخيف. نلتفتُ الى غنائك العذب وحزنك الشفيف. أنت جميل يا أستاذنا، رائع وتلقائي، مبدع في النثر كما في الشعر. أهمس في أذنيك أيها الحبيب: حدثني عن قلبك الأخضر، نضر الله وجهك، في أي اتجاه يسير؟ لازال في العشرين قلبك النابض البهي، أخبرني يا رعاك الله، أيها الفلسطيني المعذب بالعشق والمحاصر بالقهر، هل بعد نفي الدولة الصناعية الكبرى الى مجاهيل سيبيريا حديث يمكن أن يحتمله منطقنا الصوري. ومادام الشيء بالشيء يذكر، وكلنا في الهم شرق، يُحكى عن اجتماعات سرية وحركة حثيثة بين مسؤولي وقيادات دول المنطقة لغرض تطويق الأزمة الراهنة، وإيقاف مسلسل التساقط السريع للكيانات الهشة التي ثبتت رداءتها المصنوعة خارجيا. ما حدث في تونس وبعدها في مصر، وما يحدث الآن في ليبيا يجب تطويقه، ومعالجة تداعياته بالترقيع وتضميد الجرح بالخرق العتيقة! النار أخذ تتسع وتنتشر في المنطقة، وفي قلب البحرين لها ما لها من مغزى خطير، لابد لدول الخليج وعلى رأسها السعودية. أكبر مصدر للنفط في عالمنا الغرائبي. مئات المليارات لشيوخ وأمراء، تهزّ أمريكا بمجلسيها الموقرين، وكذلك الأمر بالنسبة للدول الأوربية.
 
   قوات القذافي تحقق كما تذكر الأخبار، تقدما في جبهات القتال، مما يجعل أنظمة دولة المنطقة تتنفس الصعداء، وتحمد الله على أن هذه الفتنة العمياء( لم تكن عمياء تماما وهي تعصف بمصر وتونس بل كانت انتفاضة شعب وثورة مشروعة على الفساد والظلم والمحسوبية والإستبداد، وليس انتفاضة شغب وتحريض خارجي بحاجة الى معونة دول الجوار لاعادة الأمن والإستقرار الى ربوع الوطن السعيد) سوف تنتهي على يد القائد الضرورة. ونعود جميعا سالمين غانمين الى بيت الطاعة وشرعية الحاكم الذي لبس قميصه بإرادة الله ويخلعه بنفس الإرادة بعد رحيله الى جوار الله.
 
   من هنا لعلي أبدأ حديثا آخرا في مجلس آخر له علاقة بدور المثقف، المثقف بمعناه العام والخاص، في كل ما جرى ويجري، المثقف الذي يحتاج قبل غيره الى جرعة منشطة لعقله وضميره، لذوقه وحسه الإنساني، لموروثه الذي قدسه على قاعدة هذا ما وجدنا عليه آبائنا. على قاعدة: أنا محق، وأنت مبطل، أنا موحد، وأنت مشرك، أنا على سنة المصطفى وأنت على سنة الهوى. أليس الحاكم منتوج هذه الثقافة؟ ماهو مشروعنا الثقافي للمستقبل القريب على الأقل؟ لحساب أي صنم تسقط هذه الأصنام؟ عن أي خلافة يتحدث البعض؟!....
 
   فاجأتني زوجتي خلسة قبل قليل: هل تريد شاي نعناع؟ قلت لها: أنا مشغول بالكتابة. قرأت بسرعة ماكنتُ كتبته ثم قالت: أظن هذا يكفي. ألم أقل لك أن عام 2012 سوف يكون نهاية العالم.
 
قلتُ لها: كما تحبين. أنا أنتظر منذ عقود، لاضير في انتظار الأشهر المقبلة.
 
ثم أخذتُ أحتسي شاي النعناع.
 
 
*صادق السعدي
16 - مارس - 2011
الثالوث الليبي المقدس    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
أستاذي الفاضل، صادق السعدي، بارك الله فيك
أتدري أستاذي الفاضل ما قلته وما خطر لي وأنا أشاهد منازل اليابانيين وأناسهم وسفنهم وسياراتهم تجرفها المياه وكأنها علب من السردين؟! قلت فور مشاهدتي إياها: بهذا يعرف الله! بهذا يعرف الله! ثم كانت مفاجأة الخطر النووي العظيم التي ذكرتني بما أفكر فيه دائما وهو أن هذه الأسلحة النووية الفتاكة لا بد يوما وان تقضي على هذا الكوكب المثقل بالإجرام والفسوق والعصيان، ولا مفر له من فتك هذه الأسلحة المدمرة؟!  فلو أراد سكانه التخلص منها سلميا لما وجدوا لها مكانا يتخلصون منها فيه غير الأرض التي يعيشون عليها. أما ما خطر لي فهو لو أن الليبيين قاطبة  يرحلون من بلادهم إلى سيبيريا ، أو حتى إلى القطب الجنوبي بجميع الوسائل ويتركوها خالية إلا من القذافي وأولاده، ولا أن يظلوا يرزحون تحت نير هذا الشخص وجبروته وطغيانه. أنا آخذ الأمر من ناحية أخلاقية صرفة، وليس من ناحية السياسة المخادعة أبعدنا الله عنها. فالناس يصيحون: لا نريدك زعيما علينا، وهو يصيح" " جوزكم وإن راد الله " ..." يا عم حل عنا".. " لا،  الشعب بحبني واللي بحبونيش جماعة القاعدة وهم مجموعة من الفئران والمهلوسين".. يا عم الشعب ثائر.. لا، ما فيش في ليبيا ثورة ولا إطلاق نار أبدا... فاللهم لا حول ولا قوة إلا بك.
 الله ومعمر وبعدهما يأتي دور الوطن... كثر الله خيرهم على هذا الثالوث البديع! جعلوا معمرا القذافي شريكا مع الله ثم جعلوا الوطن الليبي تذبح أبناؤه حتى يستحق أن يكون في الدرجة الثالثة؛ درجة أقل درجة بكثير من القذافي! نستغفرك اللهم ونتوب إليك، ونبرأ إليك من كل مجرم سفاح.
لقد تحول الأمر إلى أن الشعوب المطالبة بالحرية هي شعوب عميلة، وأن متزعميها هم وحدهم وطنيون أحرار مخلصون،  وما دام الأمر كذلك أيها الزعماء البررة، فكيف ترضون لأنفسكم، وأنتم المخلصون الأطهار، بأن تكونوا  زعماء على شعوب خائنة عميلة؟!
أما مصالح الدول القوية وخبائث حكوماتها فهي لا تخفى على احد.. ظنوا بان الوضع المصري الجديد والوضع التونسي قبله يمكنهم ركوب موجته وتسيير الدفة كما يشاؤون فخابوا، ثم اخذوا يحتجون بان مصير هذه الثورات سوف تكون بأيدي المتطرفين الإسلاميين، وان الديمقراطية السليمة المنشودة ليست ما تطالب به الشعوب العربية المنكوبة وكذبوا ، ثم راحوا يتباطئون ويختلفون ويتلاومون ويعتذرون عن نصرة الشعب الليبي حتى اقترب القذافي وأعوانه من طرابلس وهم يدوسون على أشلاء الضحايا المساكين.. ثم الله أعلم بما يمكرون.
اللهم إن علمت فينا خيرا فوفقنا لما ترضى وتحب. 
*ياسين الشيخ سليمان
19 - مارس - 2011