البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : تحية بنغازي    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )

رأي الوراق :

 زهير 
23 - فبراير - 2011
عـام  الـقـياصر قد أهلّ iiليُذكرا ويـكون  في التاريخ سطرا أحمرا
بـدأت  بـزيـن العابدين iiنجومه وتـنـاولـت  مـريـخه iiفتكسرا
وتـعـجلت حسني مبارك iiفانحنى وجـلاً  وفـارق عـرشه iiمتحيرا
وتـعـلـقـت ملك الملوك iiمعمّرا وتـعـلقت  معه الكتاب iiالأخضرا
فـي  لـيـلـيتن تطايرت iiأقداره وأرتـه  بـنغازي العقاب iiالأكبرا
ورمـت لـه مصراتة القش iiالذي فـي  كـفـها منه فأصبح iiجوهرا
والـسحر في طبع الشعوب سحابة ولـكـل شـعـب مرة أن يسحرا
الـعـالـم الـعـربي يبدأ iiسحره والـغـرب يـنظر خائفا iiمتسمّرا
يـومـان قـد تـركا معمَّر iiخرقة مـهـما  توعّد واستطال iiوزمجرا
ويـسـجـل الـتاريخ قصة جبنه من كان في الرؤساء مهزلة iiالورى
مـن  كـان نـكتة شعبه iiوحديثهم مـن  كان في كل المحافل iiجوكرا
يرمي الرصاص على شباب أعزل ويـهـدد الـدنـيا بإحراق iiالقرى
ويـقـول  : أنـهار الدماء iiلأجله سـتـسيل  مغرورا وليس iiمغررا
(يـا  هـذه الدنيا أطلّي iiواسمعي)1 أصـوات بـنغازي تهز iiالأعصرا
وسلي طرابلس الجريحة هل iiرأت كـمـعـمّر و(غرستياني) iiمنظرا
وهـل  المدارس سوف تلعن حقبة وتـقـول  كان رئيسها iiالمستعمرا
مـا  كان يخطب أمس في iiأشباحه بـل كـان يـأكل عقله iiالمتحجرا
يـدعـو الـنساء لكي تقوم iiمقامه وأرى  الـنـساء تريد أن iiتتعطرا
يـا  رب: هذا العار كيف iiرضيته يـلـهو ويمرح في عبادك iiقيصرا
أنـا لا أصـدق أن تـكـون iiإلهه لا  شـك أنـك لا تـؤيد ما جرى
_________
(1) هذا الشطر منتزع من نشيد ليبيا الوطني:
يا هذه الدنيا أصيخي واسمعي = جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أحمد فال ولد الدين    كن أول من يقيّم
 
حاولت الاتصال بصديقي الأستاذ أحمد فال ولد الدين مراسل قناة الجزيرة فلم يرد على هاتفي وليست عادته، كررت المحاولة عدة مرات وكانت النتيجية واحدة  ثم تفاجأت بهذا الخبر منشورا على هذا الرابط ولا أدري مدى صحته
 
*زهير
15 - مارس - 2011
في ثكنة العزيزية ..    كن أول من يقيّم
 
  الإهداء: إلى الأصدقاء الليبيين، وقد حان فجر الحرية والديمقراطية.
كانت تلك الأيام في طرابلس شديدة الكآبة، قتلنا فيها الفراغ، فما كان ثمة من عمل نقوم به، أو شيء يُسَلِّينَا ويُرَفِّهُ عن أنفسنا ذلك الفراغ الكبير الذي تحول إلى حالة من السأم. كرهنا وجودنا في هذه المدينة، أو بالأحرى، في الفندق الذي نقيم فيه. نخرج إلى الشرفة فننظر إلى الشاطئ المسيج بالأسيجة، وحيث لا يمكننا أن نقترب من الماء أو أن نسير على الرمل. نرى البحر من وراء تلك الأسيجة، ثم نعود إلى جلساتنا الطويلة في الردهة. فيما بيننا، لم يعد ثمة من شيء يقال. خالد، المعروف ب "التقشاب" على عادة المراكشيين يبدو وهو ساهم يدخن بعصبية وينظر مثلنا إلى الفراغ. داعبه محمد وقال له:
_ تقاضاو لك!
رد بحسرة:
_ تقاضاو لي.
قال لهما إدريس:
_ أيام طويلة.
رد عليه سعيد:
_ كأننا في هذا الفندق في معتقل.
بقيت أربعة أيام على عودتنا إلى المغرب. أربعة أيام بدت لنا كشهور أو سنوات، فقد كنا نَعُدُّ الدقائق والثواني. ننظر إلى الساعات التي في أيدينا طوال الوقت. فقدنا شهية الكلام كما فقدنا شهية الطعام وتحولنا إلى كائنات غريبة، يقتلها السأم. نصمت لأوقات طويلة ثم عندما نتكلم نتبادل بعض الحوارات التي نشعر بسخافتها، وكأننا نريد أن نتكلم لنتأكد من أننا لم نصبح خرسانا بعد. سأل عبد الهادي:
_ أين هي زبيدة؟
رد عليه سعيد:
_ في غرفتها. لا تبرحها طوال النهار. لم نعد نراها إلا حين تذهب معنا إلى قاعة الندوات.
ثم سأل:
_ وأين هو مبارك؟
رد عليه أحمد:
_ إنه في شرفة الفندق المطلة على البحر.
ضحك رشيد وسأل:
_ وأين نحن؟
رد عليه سعيد:
_ في جزيرة الواق واق، التي يحكمها حاكم أعمى، لا يري شيئا غير النياشين التي على صدره، والحراس الذين يحرسونه.
قال أحمد وهو يضع يده على فمه:
_ سسسس. الحيطان لها آذان.
لم يكن لنا من شيء نفعله طوال النهار سوى الجلوس في ردهة الفندق وشرب الشاي والقهوة والنظر إلى الفراغ. كان بعض أصدقائنا الليبيين يأتون لمجالستنا. نتبادل القبل و التحايا. ننظر إلى وجوههم المثقلة بالأسى المتراكم عبر السنين. أحداقهم زرقاء ونظراتهم زائغة توحي بعصبية المزاج. يدخنون بشراهة ويظلون كالخرسان يبحلقون مثلنا في فراغ ردهة الفندق. يقدمون لنا السجائر. لا يسألون سؤالا عن شيء ولا يخبرون بشيء. نصبح نحن وإياهم ككائنات غريبة يجمع بينها كل شيء ويُفَرِّقُ بينها كل شيء. نسألهم عن أصدقائنا الليبيين الآخرين فيردون باقتضاب شديد وهم يقولون:
_ بخير.
بمرارة يقول أحدهم:
_ كل شيء بخير في هذا البلد.
ما كان في مثل هذه الحالة أن نطرح قضية للنقاش نصخب حولها بتعدد الآراء والحماس الزائد عن اللزوم أحيانا. أصبحنا مثلهم، مكممي الأفواه.
أحيانا كان يأتي إلى مجلسنا شبان ليبيون يقدمون أنفسهم كصحفيين، يلتقطون لنا بعض الصور، ويسألوننا بعض الأسئلة الحرجة، عن رؤيتنا للنظام الملكي في المغرب وموقفنا منه. يتكفل رشيد بالجواب. يسألون عن علاقة المغرب مع الجزائر وموقفنا من البوليزاريو. يتكفل عبد الهادي بالجواب. يخبرهم رضوان بأننا أدباء ولسنا رجال سياسة، وأننا من خلال كتاباتنا الإبداعية نمارس نقد الذات ونقد المجتمع ونقد الأحزاب ونقد السلطة، داخل ما يحمله المبدع كمثقف، من رؤى وأفكار، هي التي يتم تصويغها عبر الكتابة الأدبية، وداخل وظائفها الجمالية. يعترض أحدهم بأننا نحتمي بغموض الأدب، وما نسميه جمالية للإبداع، حتى لا نصرح بوضوح بأفكارنا. يرد عليه إدريس بأن الأدب لا يستوعب الشعارات، لأنه يقوم على التشخيص والتخييل، ثم يتوجه إلى الأدباء الليبيين ليسألهم:
_ أليس الأمر كذلك؟
تغيم نظراتهم ولا يوافق أو يعترض أحد منهم. نتفهم صمتهم وما يختلج في عيونهم من خشية من عواقب أي كلام يصدر عنهم. يسأل أحد أولائك الشبان عن الأديبة زبيدة لكي يطرحوا عليها بعض الأسئلة. نخبره بأنها في غرفتها. يذهب إلى ردهة الاستقبال في الفندق ويتصل بها بالهاتف. يأتي ليخبرنا بأنها تعاني من صداع في الرأس، ولا تحب الرد على أي سؤال. قبل أن يذهب أولائك الشباب يُخرج أحدهم من حقيبة مدلاة على كتفه نسخا من "الكتاب الأخضر" ويقدمها لنا. يطلب منا أن نقرأه في ذلك اليوم ليعود في الغد ويحاورنا حول رأينا في أفكاره وطروحاته. يسأله رشيد عن الكتب التي أتينا بها معها لنهديها لأصدقائنا الأدباء الليبيين ثم حجزوها منا في المطار. رموا بها داخل سياج كبير علوه ثلاثة أمتار، وهو مخصص للكتب المجزوزة، وقالوا لنا سوف يعيدونها إلينا في الفندق. ارتبك ذلك الشاب ثم قال:
_ سيعيدونها.
سأله عبد الهادي:
_ وكيف سوف يعرفون كتبنا من كتب أخرى محجوزة؟
قال:
_ هذه ليست مشكلة.
سأله خالد بلهجته المراكشية:
_ كيف حال الأخ العقيد معمر القذافي؟
ارتعب الشاب وحاول أن يسيطر على انفعالاته الناتجة عن صدمة السؤال، ثم قال:
_ هو بخير. بخير دائما. هو قائد الثورة. ليس ملكا ولا رئيس دولة. هو قائد الثورة. إلى الأبد.
ضحك رشيد وقال:
_ إلى الأبد؟
تململ أصدقاؤنا الكتاب الليبيون في جلستهم وغامت أعينهم بما يوحي بتراكم طبقات من الحزن عبر سنوات طويلة. أقبلوا على السجائر يطردون بتدخينها قلق اللحظة، ثم غادروا قبل أن يغادر أولائك الشبان إلى حال سبيلهم. بقيت نسخ "الكتاب الأخضر" على المائدة.
كنا تسعة عشر كاتبا وكاتبة واحدة هي زبيدة، جئنا إلى "الجماهيرية الليبية العظمى" لنقدم لليبيين صورة عن المشهد الأدبي في المغرب، بتاريخه وتنويعاته وتحولاته، ولقد توزعت المداخلات على عدة أيام، في كل يوم، عند الخامسة والنصف مساء، تأتي سيارة إلى باب الفندق لتأخذنا إلى قاعة الندوات. في كل يوم يتدخل ثلاثة منا. يصفون المشهد الشعري والقصصي والروائي وتحولات النقد الأدبي في المغرب. في حلول الساعة الخامسة ونصف علينا أن نكون عند باب الفندق فتأتي سيارة لتأخذنا إلى قاعة المحاضرات. نمر وسط شباب الثورة الذين يقيمون صفا على اليمين وآخر على الشمال. يأخذوننا إلى المنصة. نجلس وننظر إلى جمهور من كهول وشيوخ يجلس بوقار شديد في انتظار الإصغاء إلينا. مهابة القاعة وحراسها الواقفون على الجنبات لا تسمح لنا بإلقاء أفكار حرة وطرح أسئلة وتأمل قضايا، فالمحفل الرسمي لا يسمح لنا إلا بإلقاء كلمات باردة، في عشر دقائق، ولا أحد يعلق على ما نقول أو يناقش أو يدخل معنا في حوار. نعرف أننا نحضر أمام جمهور متقي، مدعو بدعوات، ولسنا أمام قاعة ثقافية تفتح أبوابها لكل الحضور ومن كافة التيارات الثقافية، من الطلبة والمثقفين والمهتمين. تموت الأفكار. ما نخرج من تلك القاعة، وكأننا قد أدينا واجبا ثقيلا، حتى يأخذوننا للفندق.
في الفندق، نتفرج على التلفزيون الليبي الذي تظهر على شاشته مقدمات للأخبار وهن متشحات الوجوه بثوب أسود لا يكشف عن سحناتهن. يقدمن نشاطات اللجان الشعبية ومنجزات الثورة ومن بينها "النهر العظيم"، وفقرات من "الكتاب الأخضر"، وصور للعقيد معمر القذافي وهو في خيمته يلقي خطابا يستغرق أربع أو خمس ساعات. نرى ونسمع الكثير من خطب العقيد معمر القذافي حاكم البلاد بعد ثورة الفاتح من سبتمبر 1969، وهو يشتم الامبريالية العالمية، وأمريكا وحلفاءها. يُبَشِّرُ بثورة عربية من المحيط إلى الخليج. يشتم الرؤساء والملوك العرب ويصفهم بالعملاء لأمريكا. يتحدث لساعات طويلة حديثا محموما وهو يُجَذِّف. يهتف رافعا يده المضمومة الأصابع:
_ ثورة.
يهتف من ورائه شباب من مرافقيه:
_ ثورة. ثورة. ثورة.
يقول:
_ ثورة حتى النصر.
يردد الشباب:
_ ثورة حتى النصر.
هذا هو التلفزيون الليبي، ما تفتحه حتى تشاهد تلك المذيعة المتشحة الوجه بالسواد وهي تتحدث عن ثورة الفاتح من سبتمبر، وعن القائد العظيم.
نحن لا ناقة لنا ولا جمل. نساند في بلدنا التعددية الحزبية والمسار الديمقراطي، رغم بعض العثرات. لكننا هنا في طرابلس، عشنا أياما متشابهة. ما يحدث اليوم يحدث غدا. نستيقظ في الصباح ثم نستحم وننزل إلى قاعة الفطور لتناول كوب من ذلك الحليب المالح الذي سألنا عن ملوحته فقيل لنا إنه مزود بنسبة إضافية من الكالسيوم والماغنيسيوم لتقوية أجساد الليبيين، وبيضتين مسلوقتين، نزهد فيهما غالبا، وخبزا وزبدة ومربى، وعصيرا من خوخ مستورد من الصين. بعد الإفطار نذهب إلى ردهة الفندق. نجلس في الفراغ ندخن السجائر ونشرب القهوة، في انتظار موعد الغذاء. نتغذى من سباغيتي وشرائح لحم مسلوقة دون شهية، ثم نصعد إلى غرفنا. نختفي فيها لبعض الوقت لنمارس عزلتنا، ثم ننزل تباعا إلى ردهة الفندق، لندخن السجائر ونشرب القهوة، في انتظار موعد الخامسة ونصف، حيث سوف تأتي السيارة لتقلنا إلى قاعة الندوات.
في وسط النهار، كان بعضنا، ممن لا يحبون القيلولة، ويريدون فسحة لملء الفراغ، يخرجون من الفندق ليمتطوا سيارات أجرة إلى "سوق الجمعة" فيشترون منه بعض الهدايا لأولادهم. يعودون ليحدثونا عن مدينة فراغ، شوارع فسيحة تعبرها السيارات، ولا واجهات للمتاجر ولا مقاه. رجال الشرطة الذين يُسَيِّرُون حركة السير شديدو العصبية، يشتمون السائقين بشتائم مخجلة، أما "الساحة الخضراء" فهي ليست خضراء بأعشاب مخضرة، وإنما هي إسفلت مطلي باللون الأخضر. كل شيء يتركز في الأسواق، التي هي بنايات كبيرة، تعرض حاجيات المواطنين، يقوم عليها ليبيون كسالى، تسألهم عن ثمن هذا الشيء فلا يردون، وتسألهم عن نوعية هذا الشيء فلا يرد عليك أحد منهم. قيل لنا إنهم يتقاضون أجورهم الشهرية، ولا تهمهم خدمة الزبناء.
في صباح البارحة، على العاشرة صباحا، وقعت حالة استنفار في الفندق، فقد جاء العديد من شبان اللجان الشعبية يبحثون عنا واحدا واحدا، ويقومون بتجميعنا في ردهة الفندق. عندما تأكدوا من أننا جميعا نوجد في الردهة، أخذونا إلى سيارة كبيرة سارت بنا إلى ثكنة "العزيزية". ككل ما يحدث عند دخول المواطنين العزل إلى الثكنات العسكرية، جعلونا نمشي واحدا بعد الآخر، في صف طويل حتى قادونا إلى مدخل لأحد الأدراج رأينا به العديد من الهدايا الملفوفة في ورق ملون، بعضها بأحجام كبيرة والآخر بأحجام متوسطة أو صغيرة. ساقونا لكي نصعد الأدراج. وصلنا إلى قاعة صغيرة بها مائدة والعديد من الكراسي. أجلسونا. أخذوا لكل واحد منا العديد من الصور. قالوا لنا:
_ انتظروا. سوف يأتي الرائد الخويلدي الحميدي ليتحدث معكم.
تهامسنا فيما بيننا. نظرنا إلى الكرسي الفخم الفارغ وما أمامه على المائدة من علبة للأوراق وكأس كبيرة بها العديد من أقلام الرصاص. فُتِحَ باب دخل منه الرائد الخويلدي بزيه العسكري. طلبوا منا الوقوف فوقفنا. أمرنا:
_جلوس.
جلسنا. قدم خطبة طويلة يدين فيها الدور التافه للكتاب والمثقفين العرب، جميعهم، وبرمتهم، كلهم، وأنهم عندما يخذلون ثورة الشعب العربي من المحيط إلى الخليج لا يخذلون سوى أنفسهم، وعليهم ألا يكونوا انتهازيين،حينما تنتصر الثورة العربية الشاملة، من المحيط إلى الخليج، ليطمعوا في الكراسي. أخذ حزمة من الأوراق البيضاء فمزقها ورمى بها على وجوهنا، ثم أمسك بالعديد من أقلام الرصاص فكسرها ورمى بها في وجوهنا. بهتنا. قال له خالد:
_ نحن ضيوفكم أيها الرائد.
احتدت لهجته وقال:
_ ضيوف بلد الثورة يجب أن يكونوا ثوارا. كفانا من العملاء، والانتهازيين، والسلبيين الذين لا يفعلون شيئا لصالح الثورة.كفانا ممن يسمون أنفسهم مثقفين وهم يتواطأون مع الرجعية، والأمبريالية العالمية. أنتم جهلاء. لم تقرأوا الكتاب الأخضر. أنتم تافهون. تكتبون كلاما غامضا تضحكون به ذقون شعبكم.
أخذ حزمة أخرى من الأوراق البيضاء فمزقها ورمانا بها، ثم أمسك بحزمة أقلام الرصاص فكسرها ورمانا بها. احتدت لهجته فأخذ يُبَرْبِر، لدرجة أننا لم نعد نستطيع أن نفهم ما يقول. في بَرْبَرَتِهِ، أخذ من حين لآخر يأخذ حزمة أوراق قام يمزقها ويرمينا بها، ثم يمسك بأقلام الرصاص فيكسرها ويرمينا بها. أحسسنا بالإهانة. طلب عبد الهادي الكلمة فلم يعره الرائد الخويلدي الحميدي أي اهتمام، واستمر في بَرْبَرَتِه، إلى أن استنفذ كل قواه في شتم الكتاب والمثقفين العرب. ساعتها أعطانا الكلمة. ما الذي سوف نقول؟ انبرت الأديبة زبيدة ترفع إصبعها وتطلب الكلمة. قال لها:
_ تكلمي. أنا أحب أن أسمع رأي امرأة عربية في الثورة العربية.
قالت بهدوء:
_ الأخ الرائد. أنت أهنتنا ونحن في ضيافتك. أنت لم تحاورنا وإنما شتمتنا، ونحن لا نقبل شتائمك. أحب أن أقول لك بأن المثقفين والكتاب العرب هم ليسوا في موقع الحكام العرب، الذين يغتالون معارضيهم، أو يزجون بهم في المنافي والسجون. والمثقفون والكتاب العرب، يؤمنون بالحرية والديمقراطية ويرفضون كل سلطة فاشية، حتى وإن كانت تحمل شعارات ثورية زائفة.
صرخ في وجوهنا:
_ نحن لسنا مزيفين. نحن حقيقة ثورية على الأرض. نحن ثورة شعبية يتزعمها الأخ معمر. ثورة. ثورة. ثورة.
وقف وهو يهتف:
_ثورة. ثورة. ثورة.
طلب منا الحراس أن نقف. وقفنا. خرج من نفس الباب الذي كان قد دخل منه وهو يردد:
_ ثورة. ثورة. ثورة.
أخذونا من تلك القاعة لننزل الأدراج. وصلنا إلى ذلك المدخل الذي تراكمت عليه علب الهدايا. أصعدونا إلى نفس السيارة التي جاءت بنا، فأخذت طريقها نحو الفندق.
تبعثرنا. كان كل واحد منا يَشُدُّ على رأسه من شدة الإهانات التي تلقناها في ثكنة "العزيزية". انتظرنا أن تنتهي هذه المهزلة لنعود إلى بلدنا. أخذونا إلى المطار. عندما نزلت الطائرة الليبية في مطار الدار البيضاء، تنفسنا الكثير من الهواء، بعد أن قضينا سبعة أيام في ليبيا، اختنق فيها الهواء. أخذ صديقنا المراكشي خالد يُخْرِجُ ابتسامته من عينيه، وعاد إلى "التقشاب" على الرائد وهو يصفه بالديكتاتور العربي الصغير. من بين ما قال إن الثورة في حاجة إلى ثور. أما الديكتاتور العربي الكبير، فقد خصه بكثير من التنكيت والتبكيت.


10/3/2011
محمد عز الدين التازي
 
عن العلم الثقافي .
*abdelhafid
17 - مارس - 2011
دليل شرعي    كن أول من يقيّم
 
مذيعة في التلفزيون الليبي تستند إلى دليل شرعي لتحريم تبني قرار مجلس الأمن ضد ليبيا القذافي
 
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
23 - مارس - 2011
زنكة... زنكة     كن أول من يقيّم
 
زنكة... زنكة
عزيز الساطوري


نظم القذافي مسرحية هزلية فاشلة ، سماها مؤتمر القبائل الليبية ، وحاول أن يوهم الرأي العام الدولي بأنه مازال لديه مؤيدون في البلاد . لكن أطرف ما جاء في هذا « المؤتمر» دعوة المشرفين عليه إلى ترجمة أعماله إلى مختلف لغات العالم . أتساءل ، فقط من قبيل حب الاستطلاع ، عما إذا كانت ستترجم أيضا إلى لغات مثل لغة « ليميرج» التي يتحدث بها سكان جزيرة فانواتو التي تقع جنوب المحيط الهادي ، وهي لغة لا يستطيع نطقها بطلاقة سوى شخصين فقط مما يضعها على رأس أكثر لغات العالم المهددة بالانقراض ، ربما تكون هذه فرصة للحفاظ عليها .

استقبل القذافي أمناء الشعبيات يوم الاثنين 25 من شهر «الطير» هكذا غير حتى أسماء الشهور ، وذلك قبل أن يطير عن ليبيا هو وأبناؤه إن شاء الله.

بعد انفراط أغلب المدن من سبحة القذافي، أعلن العقيد نفسه قائدا للجماهيرية العزيزية الشعبية الاشتراكية العظمى المدمرة... إلى آخر المداد.
المجازر الوحشية التي يرتكبها القذافي في ليبيا تؤكد أنه يبقى وفيا لاسمه ، معمر ، فقد «عمر» ليبيا بالجثث والقبور.

بعد إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صلاح أنه لن يتنحى إلا بعد أن يسلم السلطة إلى أيدي أمينة، طلبتُ ، على شكل إعلان في هذه الزاوية ، من كل من يملك معلومات عن السيدة أمينة أن يتصل بها لننهي الأزمة دون سقوط المزيد من الضحايا . وبعد بحث معمق توصلنا إليها فعلا، وأعلنت استعدادها تحمل هذه المسؤولية ، وتسلم السلطة من صالح ثم بعدها تسلمها للشعب. لكن ما كدت أن أعلن عن ذلك، حتى عاد صالح ، كعادته في التنصل من عهوده، ليعلن هذه المرة أنه لن يسلم السلطة إلا إلى أيدي نظيفة، تصوروا معي كم من جهد سيتطلب الأمر لنجد السيدة نظيفة؟ ثم من يضمن لنا أنه لن يتراجع عن أقواله مرة أخرى؟ أفتونا يرحمكم الله.

كان شعار النظام المصري السابق «مبارك على إسرائيل غاز مصر » . الآن بعد الحديث عن إمكانية مراجعة هذا الاتفاق المجحف بحق الشعب المصري، أدركت إسرائيل أن المشير ، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، طنطاوي وليس طأطائي.

تحت شعار «الكذبة الكبرى،» يواصل بعض الأشاوس ، برتبة شاوش، تزييف الواقع والضحك على ذقون ملايين العرب الذين يتابعون وديان الدم التي تجري في سوريا ، في محاولة مفضوحة للدفاع عن نظام دكتاتوري متسلط. ذروة هذا التزييف جاءت على لسان المدعو ناصر قنديل، وهو لبناني ، والذي قال بأن ما يجري في سوريا مؤامرة خارجية ضدها لأنها آخر قلعة للمواجهة مع اسرائيل، في الوقت الذي يعرف الجميع أن آمن حدود لإسرائيل منذ عشرات السنين هي بالضبط حدودها مع سوريا، لكن ماذا نفعل مع شخص يريد منا أن نرى الواقع على ضوء قنديل

أعلن النظام السوري رفع حالة الطوارئ القائمة في البلاد منذ 43 سنة ، وإعلان حالة الحرب... على الشعب.

تقول أبواق النظام السوري بأن النظام ، بعد نزح «سلاح» المتظاهرين، وهو ما يعني في الواقع شل حركتهم التي تأكد أنها غير مسلحة ، سيضمن خروج مظاهرات سلمية بعد الحصول على ترخيص من أجهزة لا أحد يعرف تعدادها ولا تؤمن بشيئ اسمه حق التظاهر ، بمعنى «سير تضيم ».

أعلن 30 عضوا من حزب البعث في مدينة بانياس السورية انسحابهم من الحزب، احتجاجا على ممارسات أجهزة الأمن في حق المتظاهرين المسالمين، الاعلان جاء بعد أن «نَيْسوا» من المبشر بالحكم.

كنت أعتقد أن العلاقة الوحيدة بين سوريا والسودان هي حرف السين وما يرتبط به من سيطرة على رقاب الشعب ، وسطو على أمواله وأحلامه، أحد المتفوهين ، من النوم ، على قناة المنار، أضاف لنا حرفا آخر وهو حرف الثاء، قائلا إن البلدين مستهدفان لأنهما نظامان ثوريان! أين أنت منتظر الزيدي ؟ أعرني حذاءك.

ردا على سؤال لقناة العربية حول سبب مواجهة سكان درعا للدبابات، قال أحد الأبواق إنه طبيعي أن يرمي أطفال حجرا في دبابة، أي أن الأمر لعب أطفال، طيب فسر لنا لماذا استقبلت الدبابات في تونس ومصر بالورود وفي درعا بالحجارة؟

تم ترشيح التلفزيون السوري لجائزة أسوأ إخراج بعد محاولات يائسة لإيهام المتتبعين بأن هناك قناصة مندسين، هم من يطلقون النار على المحتجين، أبشر القراء أنه سيفوز بالجائزة عن بلادة واستخفاف ، بعد أن حظيت بها قبله قناة الصرف الجماهيرية.

يعكف المخرج الامريكي ستيفن سيلبرغ على إعداد جزء جديد من فيلمه الشهير «حديقة الديناصورات»، مصادر مطلعة ذكرت أن هذا الجزء سيشهد مشاركة متميزة للممثلين الكبيرين ، زين العابدين بن علي وحسني مبارك، وأنه يجري التفاوض مع ممثلين آخرين من قبيل معمر القذافي وعلي عبد الله صالح وبشار الأسد، وربما ينضاف إليهم آخرون.
ملحوظة:لست مسوولا عن أي محاولة ربط بين هؤلاء الممثلين وأشخاص آخرين
7/5/2011
http://www.alittihad.press.ma/def.asp?codelangue=29&po=2
*abdelhafid
9 - مايو - 2011
 1  2