صفحة البداية  تواصل معنا  زوروا صفحتنا على فيسبوك .
المكتبة التراثية
المكتبة المحققة
مجالس الوراق
مكتبة القرآن
أدلة الإستخدام
رحلات سندباد
البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : أوهام    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 د يحيى 
8 - ديسمبر - 2010
                     تصحيفٌ عجيبٌ جداً للحافظ الطبراني
                                بقلم: خالد الحايك.
 
     أخرج الطبراني في كتاب ((الدعاء)) (ص124)، وفي ((المعجم الأوسط)) (4/288) قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية أبو محمد مولى بلال بن أبي بردة -وكان حماد بن زيد يروي عنه- قال: سمعت سالماً البناني يقول: حدثني مولاي أبو هانئ، عن أم هانئ -رضي الله عنها- قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، علمني عملاً أعمله وأنا جالسة فقد شق عليّ القيام، فقال: ((يا أم هانئ))، فقلت: لبيك يا رسول الله. قال: سبحي فذكر نحوه.
     قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سالم البُناني إلا جويرية أبو محمد، وهو جويرية بن بشير، تفرد به موسى بن إسماعيل".
     قلت: وقع للطبراني في هذا الإسناد تحريفٌ عجيبٌ جداً! وهذا الحديث قد رواه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (2/254) عن موسى قال: حدثنا جرثومة، قال: سمعت ثابتاً قال: حدثني مولى أم هانئ، عن أم هانئ: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لها.
     والصواب في إسناد الطبراني هو: موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جرثومة أبو محمد مولى بلال بن أبي بردة -وكان حماد بن زيد يروي عنه- قال: سمعت ثابتاً البناني يقول: حدثني مولى أم هانئ، عن أم هانئ.
     فتحرف "جرثومة" إلى جويرية فظنه الطبراني ابن بشير لأن موسى بن إسماعيل يروي عنه أيضاً. وتحرف "ثابت" إلى "سالم"، و "مولى أم هانئ" إلى "مولاي أبو هانئ"، وعلى هذا التحريف بنى الطبراني قوله في هذا الحديث، ولا يصح! فلا وجود لسالم البناني. والحمد لله على نعمه الكثيرة حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملئ السموات وملئ الأرض.
     قال محقق كتاب ((الدعاء)) (طبعة البشائر الإسلامية) الدكتور محمد سعيد البخاري (1/310): "سالم البناني: لم أقف عليه". و (1/770): "أبو هانئ عن أم هانئ (329، 1048). لعله: أبو هانئ. ذكره ابن معين هكذا وقال: ضعيف (اللسان 7/117)". انتهى كلامه.
     قلت: لم يتبيّن للدكتور التحريف في الإسناد فقال ما قال.
 
                              وهم للإمام مسلم رحمه الله.
                                  بقلم: خالد الحايك.
 
     قال مسلم في ((المنفردات والوحدان)) (ص94): "قُفَيرة ويقال: مُليكة الهلالية. امرأة عبدالله بن أبي حدرد. لم يرو عنها إلا عبدالرحمن بن هرمز الأعرج".
     وترجمها ابن حجر في ((الإصابة)) (8/83) فقال: "قفيرة -بقاف ثم فاء مصغرة- الهلالية، ويقال لها: مليكة. قال أبو علي الغساني في ((ذيله على الإستيعاب)): ذكرها مسلم في ((الوحدان))، وقال: زوج عبدالله بن أبي حدرد، ولم يرو عنها إلا الأعرج". ثُمّ ترجمها في ((باب مليكة)) (8/124) فقال: "مُليكة الهلالية امرأة عبدالله بن أبي حدرد. ذكرها مسلم في الأفراد. وكذا في التجريد".
     قلت: وهم مسلم ومن تبعه في هذه الترجمة.
     1- الصواب هو: بَقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي. قال ابن أبي حيثمة: "لا أدري أسلمية هي أم لا؟" وقال غيره: هي هلالية. لها صحبة ورواية. عدادها في أهل المدينة. ذكرها ابن حبان في الصحابة من كتاب ((الثقات)) فأوردها في باب الباء (3/38)، ثم أوردها في النون (3/424).
     وبقيرة لها حديثٌ واحد في المسانيد: أخرجه الحميدي في ((المسند)) (1/170)، وأحمد في ((المسند)) (6/378)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (24/203) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي، كلّهم عن سفيان بن عُيينة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق: أنه سمع محمد بن إبراهيم التيمي، يحدِّث عن بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: ((يا هؤلاء، إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريباً، فقد أظلت الساعة)).
     فوهم مسلم في اسمها وفي اسم زوجها.
     2- قول الإمام مسلم بأنه يقال لها: مليكة الهلالية، وهم أيضاً! وكأن الذي حصل لمسلم أنه دخل له حديث بقيرة في حديث مليكة! فعدهما واحداً. والحديث رواه حمزة بن عبدالواحد، عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلة، عن محمد بن عمرو، عن مليكة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
     فتكون مليكة وبقيرة سمعتا الحديث من النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكانتا في صفة النساء كما جاء في بعض الطرق.
     فبقيرة الأسلمية زوج القعقاع بن أبي حدرد، ومليكة هلالية أخرى، والله أعلم وأحكم.
وقد أرسل إليّ الأخ الدكتور أبو بكر خليل هذه الرسالة:
"الأخ د . خالد الحايك سلام الله عليكم ورحمته و بركاته قرأتُ لكم في موقعكم هذا كلمةً ، عنواها : ( وهم للإمام مسلم رحمه الله ) http://www.addyaiya.com/TitleView.aspx?refId=36 – و ذكرتم فيها : أن الإمام مسلم وهم في ترجمته لـ " قفيرة " ، و أنها امرأة عبد الله بن أبي حدرد . قلتم : ( وهم مسلم ومن تبعه في هذه الترجمة. 1- الصواب هو: بَقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي ). اهـ * * * و ما ذكره الإمام مسلم غير متعقبٍ بما ذكرتموه آنفا ؛ لأن " قفيرة " هي امرأة عبد الله بن أبي حدرد – بينما " بقيرة " هي امرأة ابنه القعقاع ، و هو : القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد ؛ كما في مسند أحمد : 22756 – حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة بن قيس فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر الأشجعي على قعود له متيع ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله بشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ... – أرجو المراجعة و التصحيح أكرمكم الله و تقبلوا تقديري و مودتي و سلام الله عليكم أخوكم د . أبو بكر خليل"
فأرسلت له هذه الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخ الكريم د. أبو بكر خليل رفع الله قدرك وسددك:
أشكر لك هذه الملاحظة الطيبة الكريمة، وقد راجعت ذلك كما طلبت -بارك الله فيك- ولم أجد أي دليل على أن قفيرة هي زوج عبدالله، وهناك بقيرة أخرى هي زوج القعقاع، ومما حملني على توهيم الإمام مسلم:
أولاً: مظنة التصحيف: بقيرة وقفيرة! وهذا كثير عند المتقدمين كما تعلم.
ثانياً: أن مسلماً ذكر أن الأعرج تفرد بالرواية عن قفيرة والأعرج (ت117هـ)، ومحمد بن إبراهيم التيمي تفرد عن بقيرة وتوفي (120هـ)، فالطبقة واحدة، فيستبعد أن يتفرد الأعرج عن زوج عبدالله بن أبي حدرد فيما يتفرد التيمي عن زوج ابنه وهما في نفس الطبقة.
ثالثاً: أن قفيرة هذه قال عنها الإمام مسلم ربما هي مليكة، ومليكة روت الحديث نفسه التي روته بقيرة لا قفيرة.
فهذا ما ظهر لي فإن اطلعت على أي دليل يمكن أن يبعد الوهم عن الإمام مسلم فزودني به وسأغير ذلك وأشير إلى أنك بعثت لي بالصواب من أجل إبعاد الوهم عن الإمام مسلم.
فإن اقتنعت بما قلته -وهذا ليس ملزماً لك- فيمكنني أن أشير في الموضع نفسه إلى ملاحظتك وكلامي في هذه الملاحظة، ونبقيها كذلك فلعل أحد الإخوة يزودنا بشيء قد غاب عني.
هذا والله أعلم وبارك الله فيك.
أخوكم المحب: د. خالد الحايك".
 
                                 وهم لابن حبان، ووهم للذهبي!
                                            بقلم: خالد الحايك.
 
     قال ابن حبان في ((الثقات)) (5/464): "مِكرز: رجلٌ من بني عامر بن لؤي، من أهل الشام. يروي عن أبي هريرة. روى عنه بكير بن الأشج".
     قال المعلمي اليماني: "إن لم يكن مكرز بن حفص العامري الذي ذكره في الإصابة 6/135 في القسم الأول، وذكره المؤلف أيضاً في الصحابة، فلم ندر من هو".
     قلت: وهم ابن حبان في ذكره في حرف الميم! وإنما هو (ابن مكرز) ولا يعرف اسمه. وقوله: "رجل من بني عامر بن لؤي" هكذا جاء في رواية ابن المبارك عن ابن أبي ذئب، ورواه يزيد بن هارون وحسين بن محمد فلم يذكرا أنه من بني عامر بن لؤي، والذي من بني عامر بن لؤي آخر وهو: أيوب بن عبدالله بن مكرز.
     والمعلمي اعتمد على تسمية ابن حبان له بمكرز، فظن أنه مكرز بن حفص العامري، وليس كذلك؛ فمكرز هذا صحابي، وابن مكرز الذي يروي عن أبي هريرة شامي لا يُعرف إلا في هذا الحديث. ومكرز هذا ذكره ابن حبان في التابعين.
     وذكره الذهبي في ((المقتنى في سرد الكنى)) (2/95) بإضافة "أبو"، فقال: "أبو مكرز عن أبي هريرة، وعنه ابن الأشبح".
     وهذا وهم أيضاً، والصواب أنه ابن مكرز.
 
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
موقع الشيخ الدكتور الحايك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
http://www.addyaiya.com//TitleViewList.aspx?parentRefId=7
*د يحيى
10 - ديسمبر - 2010
كلمة في ثمرة علم مصطلح الحديث    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
( كلمة في ثمرة علم مصطلح الحديث )
1-      حررت العلماء قواعد علم مصطلح الحديث لتكون وافيةً بسَبْر الأسانيد وتنقيحها ، وتمييز المقبول والمردود منها ، والتماس تضافُرِها وتظاهُرِها لِتظفرَ بفضل قوَّةٍ ورجاحةٍ .
2-      لكنهم مع تحريرهم لهذه القواعد ومع اجتهادهم في تطبيقها بمنتهى التحرِّي والتحقيق ؛= قدَّموا بين يدي تخريجاتهم وتمحيصاتهم عبارةً مهمةً ، هي : ( إن وصف الحديث بالصحة والضعف هو وصفٌ ظاهريٌّّ ؛ بحسب ما يبدو للنقد من استجماع الحديث لشروط الصحة ، أو إصابته بآفات الضعف ، ولا يعني هذا الوصف الظاهري : أنَّ كُنْه الحقيقة كذلك حتمًا ، فلا مانع للراوي السيء الحفظ أن يضبط حفظه لحديثٍ ما ، ولا مانع للراوي القوي الحفظ أن يَهِم ويُخَلِّط في حديثٍ ما ،= فالأحكام التي يطلقها نَقَدَة الآثار هي أحكامٌ ظاهريَّةٌ ، وهي أحكامٌ صائبةٌ إلا حدٍّ غالبٍ ، لكن ليست على حد القطع والاستغراق ) . وقد بيَّن العراقيُّ هذه القضية في مُقدِّمة ألفيَّته في علم مصطلح الحديث ؛ فقال : [ وبالصحيح والضعيف قصدوا - في ظاهر لا القطع ، ... ] .
3-      ومن هنا فقد برز رأيٌّ عند فريقٍ من العلماء أنه لا ينبغي لأهل الأعصار المتأخرة أن يتكلموا في التضعيف والتصحيح والتعديل والتجريح ، وأن ذلك وَقْفٌ على المأثور عن الأئمة السابقين ، وممن أشهر هذا الرأي : أبو عمرو ابن الصلاح - غفر الله لنا وله ! - في مُقدِّمته في علم المصطلح ، والنوويُّ - غفر الله لنا وله ! - لم يطابقه على هذا الرأي ، لكنه في واقع الأمر عمل به ، فكان يعتمد على الأصول الخمسة التي جمعها : ( البخاري . ومسلم . وأبو داود . والترمذي . والنسائي ) ، وكان يتجوَّز ويترخَّص في أحاديث فضائل الأعمال ، وبيَّن ذلك في مقدِّمة كتابه : الأذكار . قال العراقيُّ في ألفية المصطلح:[وعنده التصحيح ليس يمكن-في عصرنا وقال يحيى :ممكن]
4-      لكن مضى أهل الدراية بهذا الفن على تخريج الأحاديث إلى هذا الزمان ، واشتهر منهم رجالٌ ، وذاع لكتبهم صيتٌ ، وجزاهم الله خيرًا على اجتهادهم وجهادهم في هذا الثغر من ثغور الإسلام .
5-      لكن تجب وقفةٌ عند أمرٍ غير محمودٍ ؛ يبعث في النفس الدَّهْشة والتحيُّر لوقوعه ، وهو : أن كثيرًا ممن تصدَّى لتخريج الأحاديث والخوض في غمار هذا الفن = يفتتح كتبه بمقدماتٍ طافحةٍ بالكلم القوارص والألفاظ الجارحة ، وربما لم يتورَّعْ عن السباب المهين لنظرائه في بعض ما اختلفوا فيه من القضايا الحديثية . وهذا عجبٌ عجابٌ ! ، كيف غفلوا عن الحلم والأناة واحتمال الأذى والدفع بالتي هي أحسن وهم يمضون شطرًا من أعمارهم في ظلال كتب السنة المشرفة ؟! ، أوَ أحد أولى منهم وأجدر بحسن الخلق ورحابة الصدر وتهذيب الكلام ؟! ، ولتكن لكُلٍّ منهم وجهة نظره التي يراها ، فلا وصاية لأحدٍ على أحدٍ ، والأمر لا يعدو طَوْق الاجتهاد ، لكن التحلِّي بالإنصاف والحياء والاحترام هي سجايا حميدة تنبغي لعامَّة الناس فضْلاً عن ذوي العناية بسنة النبي الكريم ذي الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم .
6-      ولقد قرأت في الموقع الذي أشير إليه المسمى دار الحديث الضيائية قصيدةً غريبةً مذهلةً ، فقد استخفَّ كاتبها بأقدار عددٍ من الأشخاص المحترمين الذين نشروا كثيرًا من الكتب في الفقه والحديث والتفسير بنشراتٍ محقَّقةٍ ممتازةٍ ، والله المطلع على السرائر والضمائر ، لكن لا يسع المنصف إلا أن يشهد بأن لهم يدًا بيضاء ، وأن مثل هذه القصيدة في حقِّهم : هي إهانةٌ غير مقبولةٍ .
7-      ومن وفَّقه الله إلى اقتران العلم بالعمل ؛: فإن في آيٍ معدودةٍ من كتاب الله وفي أحاديث معدودةٍ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم = لشفاءً وهدًى ورحمةً لمن أراد الله به الخير ، ووقاه الجدل والمراء ، وما أحْوَجَنا إلى امتثال قوله تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا )) .
*محمود العسكري
12 - ديسمبر - 2010
من كتاب غرائب شعبة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
نموذج من كتاب ((غرائب شعبة)) وكلام د. الزين واللحام.
 بقلم: أبي صهيب خالد الحايك.
 قال ابن المظفر: حدّثنا أبو بكرٍ: محمّدُ بنُ عبدِ الله بنِ يوسُفَ ابن أبي أيوبَ البصريُّ المهريُّ، قال: حدّثني عمّي أحمدُ بنُ يوسفَ، قال: حدّثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، قال: حدّثنا شعبةُ، عن فَرقدٍ السَّبخيِّ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((كلُّ معروفٍ صدقة، لغنيٍ كان أو فقيرٍ)).
قلت: أخرجه أبو نُعيم في ((الحلية)) (7/194) من طريق المصنف، ثم قال: "غريبٌ. تفرد به مسلم عن شعبة! ولا أعرف لشعبة عن فرقد غيره".
قلت: يرى أبا نُعيم أن هذا الحديث غريب من حديث شعبة، ولا يُعرف رواه عنه إلا مسلم بن إبراهيم، واستدل لغرابته بأن شعبة لا يُعرف أنه يروي عن فرقد السبخي، ولهذه الغرابة أورده ابن المظفر في كتابه هذا!
 · علة الحديث، وتحريف اسم "صدقة" إلى "شعبة"!
ثمَّ وجدت –والحمد لله- أن الحديث رواه الشاشي في ((مسنده)) (1/348) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: أخبرنا صدقة بن موسى الدقيقي، قال: حدثنا فرقد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، عن النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: ((كلّ معروف صدقة)).
وأخرجه أبو نُعيم في ((الحلية)) (3/49)، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، قال: حدثنا الحسن بن المثنى، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا صدقة بن موسى، عن فرقد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل معروف صدقة لغني كان أو فقير)).
قال أبو نُعيم: حدثنا أبو الحسن سهل بن عبدالله، قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز المجوز، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا صدقة بن موسى، قال: حدثنا فرقد، عن يزيد بن أبي المهزم، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السواك سنة فاستاكوا أي النهار شئتم)).
قال أبو نُعيم: "غريب من حديث فرقد تفرد به وبالذي قبله عن فرقد صدقة بن موسى ويعرف بالدقيقي بصريّ مشهور".
وأخرجه ابن عَدي في ((الكامل)) (4/76) من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث عن صدقة بن موسى عن فرقد به. ثم قال ابن عدي: "هذا الحديث عن فرقد لا أعلم رواه عنه غير صدقة بن موسى".
قلت: وبهذا يتبيّن أن الحديث هو حديث صدقة بن موسى عن فرقد، وقد سمعه مسلم ابن إبراهيم منه، فيحتمل أنه أخطأ فيه فمرة حدث به عن شعبة عن فرقد!! وصدقة بن موسى هذا ليس بشيء.
والذي أميل إليه أن الخطأ ليس من مسلم بن إبراهيم؛ لأنه حدث به على الصواب! وكأن اسم "صدقة" تحرف إلى "شعبة" على أبي بكر محمد بن عبدالله بن يوسف أو على عمّه أحمد بن يوسف، أو على ابن المظفر نفسه! وهذا أولى من نسبة الوهم إلى مسلم بن إبراهيم والقول بأنه تفرد به عن شعبة، والله تعالى أعلم وأحكم.
 · كلام د. الزين واللحام على هذا الحديث!
قال الدكتور حمزة الزين في تعليقه على هذا الحديث: "إسناده حسن. وفرقد السبخي هو ابن يعقوب، يحتمل حديثه إذا توبع أو كان له شاهد، والحديث هذا له شواهد كثيرة، صحيحة وحسنة... والحديث أخرجه الطبراني من طريق أبي عوانة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود. وهذا إسناد صحيح على كلام في عاصم... والبزار... من طريق صدقة بن موسى عن فرقد. وصدقة فيه ضعف كما قال الهيثمي. لكن الهيثمي أورد له شواهد عند أحمد عن عبدالله بن يزيد الخطمي، وقال: رجاله ثقات. وعند الطبراني من حديث أبي مسعود الأنصاري. وقال: رجاله رجال الصحيح...".
قلت:
1- نظر الدكتور إلى فرقد ولم يتنبه إلى أن هذا الحديث عن شعبة خطأ؛ فالعهدة ليست على فرقد.
2- اعتمد الدكتور في تحسينه على ما أورده الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) ولم تصح كل هذه الأحاديث التي ذكرها الهيثمي، والهيثمي لا يُعتمد كلامه على الأحاديث، فليحذر من ذلك!! فكتابه مجمع الغرائب والمناكير والأباطيل!!! وأصل الحديث مشهور صحيح رواه البخاريّ من حديث جابر  مرفوعاً بلفظ: ((كلّ معروف صدقة)). وعند ابن أبي شيبة (5/221) عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: "كل معروف صدقة".
3- ترجم الدكتور لرجال الإسناد ليدلل على حسنه، ولم أنقله لأن ذلك لا يعنينا! فما الفائدة في الترجمة لمسلم بن إبراهيم وعلقمة؟! وترجم لأحمد بن يوسف، وقال بأنه: "أحمد بن يوسف بن خالد السلمي الأزدي. وثقه مسلم والدارقطني. وحديثه عند مسلم كما في التهذيب".
قلت: أحمد بن يوسف الذي في إسناد الحديث ليس السلمي كما ذهب إليه الدكتور! فهو آخر من الطبقة نفسها، ولو كان هو هو، لوجب أن يكون اسمه: "أحمد بن يوسف بن أبي أيوب المهري" والذي خرّج له مسلم هو: "أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي المهلبي أبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان السلمي"، وكلاهما روى عن مسلم بن إبراهيم، وكأن هذا هو الذي دعى الدكتور أن يقول بأن أحمد الوارد في الإسناد هو شيخ مسلم المعروف بحمدان، وليس كذلك! والله أعلم.
4- حديث الطبراني الذي أشار إليه الدكتور هو موقوف على ابن مسعود (المعجم الكبير 9/207) وإيراده له يوهم أنه مرفوع!
وأما اللحام فإنه أحال إلى أن الحديث سيأتي تخريجه برقم (126)! وهذه إحالة خاطئة فإن الحديث عنده برقم (128)! وإحالته على هذا الحديث غير موفقة؛ لأن هذا إسناد آخر لا علاقة له بالإسناد الأول، ولم يفعل اللحام شيئاً! بل نقل بعض روايات هذا الحديث دون أن يتكلم على شيء منها، والله المستعان
*د يحيى
18 - ديسمبر - 2010