البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الجغرافية و الرحلات

 موضوع النقاش : دير الحنابلة في صالحية دمشق    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 زهير 
4 - ديسمبر - 2010
حتى هذا اليوم لم يتمكن أحد من تحديد خريطة هذا الدير الضخم والتي كانت المدرسة العمرية على عظمها والجامع العتيق (ولا أدري ما هو) معلمين من عماراته الفخمة. وأتمنى ممن يجد أي معلومة تضيء هذه الظلمة أن يتكرم بها علينا وينشرها في هذا الملف، فقد  بحثت في الكثير من المواقع المهتمة بالمدرسة العمرية فلم أتوصل إلى ما يزيل الغموض عن مصير دير الحنابلة. والذي يعرف أيضا بالدير المبارك.
فإذا كان (الجامع العتيق) هو نفسه جامع الحنابلة اليوم كما يفهم من كلام يوسف ابن عبد الهادي، فإن دير الحنابلة سيكون مستوعبا نصف الصالحية وإذا كان كما يقول المرحوم محمد كرد علي في كتابه (غوطة دمشق) من أنه غربي المدرسة العمرية ترتب على ذلك أن يكون جامع الشيخ محيي الدين ابن عربي قد بني على أنقاض دير الحنابلة وأن تكون الحرب الطاحنة التي جاءت بالتتار إلى دمشق كان في مقدمة أهدافها قلعة دمشق ودير الحنابلة، فأما (قلعة دمشق) فلم يتمكنوا من فتحها بالرغم من المجانيق التي نصبوها على الجامع الأموي وإضرام النار بكل الأحياء التي تحيط  بالقلعة، وأما (دير الحنابلة) فنترك ابن كثير يخبرنا بوحشية التتار ذلك اليوم قال:
وفي يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر (699هـ):، خطب لقازان على منبر دمشق بحضور المغول بالمقصورة، ودعي له على السدة بعد الصلاة وقرئ عليها مرسوم بنيابة قبجق على الشام، وذهب إليه الأعيان فهنؤه بذلك، فأظهر الكرامة وأنه في تعب عظيم مع التتر.
 
ونزل شيخ المشايخ محمود بن علي الشيباني بالمدرسة العادلية الكبيرة.
وفي يوم السبت النصف من ربيع الآخر شرعت التتار وصاحب سيس في نهب الصالحية ومسجد الأسدية ومسجد خاتون ودار الحديث الأشرفية بها، واحترق جامع التوبة بالعقيبية،
 
وكان هذا من جهة الكرج والأرمن من النصارى الذين هم مع التتار قبحهم الله. وسبوا من أهلها خلقاً كثيراً وجماً غفيراً، وجاء أكثر الناس إلى رباط الحنابلة فاحتاطت به التتار فحماه منهم شيخ الشيوخ المذكور، وأعطى في الساكن مال له صورة ثم اقتحموا عليه فسبوا منه خلقاً كثيراً من بنات المشايخ وأولادهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولما نكب دير الحنابلة في ثاني جمادى الأولى قتلوا خلقاً من الرجال وأسروا من النساء كثيراً، ونال قاضي القضاة تقي الدين أذى كثير، ويقال إنهم قتلوا من أهل الصالحية قريباً من أربعمائة، وأسروا نحواً من أربعة آلاف أسير.
ونهبت كتب كثيرة من الرباط الناصري والضيائية، وخزانة ابن البزوري، وكانت تباع وهي مكتوب عليها الوقفية، وفعلوا بالمزة مثل ما فعلوا بالصالحية.
وكذلك بداريا وبغيرها، وتحصن الناس منهم في الجامع بداريا ففتحوه قسراً وقتلوا منهم خلقاً وسبوا نساءهم وأولادهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون). إلى آخر ما حكاه من أخبار التتر الدامية في دمشق
 
وقال العيني في (عقد الجمان) حوادث سنة (699)
وفي الجمعة الأولى من الشهر: نهب دير الحنابلة مرة ثانية، وسبيت من كان فيه من النساء والأولاد، ومن جملة ما أخذوا: مائة وعشرون بنتاً، وأسروا القاضي تقي الدين الحنبلي وعملوا في رقبته حبلاً يجرونه به، ثم تركوه.
وبعد سقوط دمشق في يد السلطان سليم لم يتغير شيء بالنسبة للحنابلة، وفي عام (1250هـ) تمكن جماعة من نجد (ربما بتدبير بني قدامة) أن يتسللوا إلى المكتبة العمرية وينقلوا حمولة خمسة جمال من كتبها إلى نجد، فلا يعرف أحد مصيرها
قال عبد القادر بدران في (منادمة الأطلال)
المدرسة (العمرية الشيخية)
هي موجودة بالصالحية، مشهورة معمورة الجدران، لا ظل للعلم فيها ولا أثر، يسكنها قوم من ذوي المتربة، ويمر بها نهر يزيد، وداخلا مدرسة لطيفة، وبهما ما يقرب من تسعين خلوة. وقد كان بها خزانة كتب لا نظير لها، فلعبت بها أيدي المختلسين، حتى أن بعض
الطلبة النجديين سرق منها خمسة أحمال جمل من الكتب وفر بها: ثم نقل ما بقي وهو شيء لا يذكر بالنسبة لما كان بها، إلى خزانة الكتب في قبة الملك الظاهر في مدرسته. وكذلك لعبت أيدي المختلسين في أوقافها فابتلعوها. هذه حالتها اليوم.
 
وأما حالتها في أبان صباها وشبابها، فقال عز الدين: هي بالجبل في وسط دير الحنابلة. وقال ابن كثير: وقف عليها سيف الدين بكتمر درسا. وقل ابن الزملكاني: إن أحمد بن زريق المعروف بابن الديوان وسع مدرسة أبي عمر من الجهة الشرقية، ويمكن أن تكون
هي المدرسة الصغيرة داخلها. انتهى.
 
وعمر ناصر الدين محمد بن منجك الجانب الشرقي من المدرسة فجاء في غاية الحسن.
قال الشيخ جمال الدين بن عبد الهادي: هذه المدرسة عظيمة لم يكن في بلاد الإسلام أعظم منها. والشيخ أبو عمر بنى بها المسجد، وعشر خلاوي فقط. وقد زاد الناس فيها، ولم يزالوا يوقفون عليها من زمنها إلى اليوم، قل سنة من السنين تمضي إلا ويصير إليها فيها
وقف، فوقفها لا يمكن حصره،
فمن جملته: العشر من البقاع،
والمرتب على داريا من القمح ستين غرارة، ومن الدراهم خمسة آلاف للغنم في شهر رمضان،
ومما رأيناه وسمعنا به من مصالحها: الخبز، لكل واحد من المنزلين بها رغيفان، والشيخ الذي يقرئ أو يدرس ثلاثة وهو مستمر طول السنة؛
والقمصان في كل سنة لكل منزل فيها قميص، وقد رأيناه؛
والسراويل لكل واحد سروال ، سمعنا به ولم نره؛
 
وطعام شهر رمضان بلحم، وكان الشيخ عبد الرحمن ينوع لهم ذلك، ويوم الجمعة العدس، ثم انقطع التنوع؛ واستمرت القمحية
وزبيب وقضامة ليلة الجمعة، يفرق عليهم بعد قراءة ما تيسر، رأيناه،
ووقفه دكانان، تحت القلعة؛ وكل سنة مرة زبيب، وقفها خارج عن وقف المدرسة؛ وفراء وبشوت في كل سنة، ووقفها خارج عنها أيضا؛ ودراهم، لها وقف، تفرق على من يقرأ في السبع في كل شهر، وهو خارج عن وقفها أيضا؛ وحلاوة دهنية من وقفها، سمعنا به ولم نره؛
وحصر لبيوت المجاورين، مستمرة؛ وصابون، سمعنا به ولم نره؛ وختان من لم يكن مختونا، في كل سنة من المجاورين بها الفقراء والأيتام، رأيناه ثم انقطع؛ وسخانة يسخن بها الماء في الشتاء لغسل من احتلم، وكعك، سمعنا به ولم نره؛ ومشبك بعسل في ليلة العشرين من شهر رمضان، ثم نقلت إلى النصف، مستمرة؛ وقنديل يشعل طول الليل في المقصورة طلمدرس، مستمر؛
وحلاوة في الموسم في شهر رجب لوزية وجوزية وغيرهما، مستمرة في نصف شعبان؛
وأضحية في عيد الأضحى، مستمرة؛
وطعام في عيد الفطر حامض ولحم وهريسة وأرز حلو، مستمر إلى الآن. انتهى.
 
 وكان بها حلقة الثلاثاء، والوقف عليها نصف حمام الشبلية
ثم خرب فعمر بالنصف فبقي الربع، والجنينة خلفه، والبيت فوقه.
وفي تاريخ الأسدي: أن ابن حجي استجد لخطاب العجلوني الشافعي درسا بالعمرية، وجعل له في الشهر مائة وخمسين درهما، فتوقف الناظر في ذلك، ثم اتفق الحال على أن قرر له في الشهر سبعين درهما، فشق ذلك على الحنابلة.
قال يوسف بن عبد الهادي: وفي مدرسة أبي عمر وقف على الحنابلة لم يدخل فيه غيرهم قط؛ وأخبرت أنه في أيام القاضي ابن قاضي الجبل أراد غيرهم الدخول، فقال: لا والله لا تنزلوا فيها أحدا إلا أنزلنا في الشامية الكبرى مثله! فلما كان في أيام عبد الرحمن بن داود، ووقع بينه وبين الحنابلة، أدخل فيها غيرهم من المذاهب؛ فشق ذلك على الحنابلة، وأما أنا فرأيته حسنا؛ فإن فضل الشيخ كان على الحنابلة فقط. فصار على الأربعة مذاهب.
 
وكان شهاب الدين بن عبد الرزاق قصد إخراج غيرهم
منها، وأرسل إلى مصر ليخرج مراسيم بذلك؛ فأدركته المنية. ودرس للشافعية بها:
الشيخ خطاب، ثم ابن قاضي عجلون، ثم أخوه تقي الدين،
وللحنفية: عيسى البغدادي، ثم الزين ابن العيني في الإيوان الشمالي؛ وجدد القاضي المالكي درسا بها ثم انقطع انتهى.
 
وأما شيوخ إقراء القرآن بها، فكان داخلها سبعة أماكن معدة لذلك: أحدها على الخزانة الغربية استجده ابن مبارك واقف الحاجبية، والآخر على الشرقية، وآخر بينهما، وشيخ المدرسة في المحراب، وآخر شرقية، واثنا، غربية، وحلقة ابن الحبال لإقراء القرآن والعلم
بين بابي المدرسة والسلم الشرقيين.
قلت: وجميع هذه المرتبات درست وانقرضت وماتت بموت أهلها. وكان يقال: لم يكن شيء من أنواع البر إلا وهو موضوع في العمرية.
 
ثم لم تزل الأيام تأتي على أوقافها ومرتباتها بالنقصان إلى أن تولى نظرها الشهاب أحمد المنيني، ثم صارت في زمننا إلى توفيق المنيني من ذريته، فابتلع الوشل الذي بقي من أوقافها، وأهلكها هلاكا لا يرجى له برء.
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
جزاك الله خير الجزاء يا أستاذ زهير ( سأحاول وسأحاول وسأحاول....).    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
·       الجامع المظفري: نسبة إلى متمم بنائه الأمير الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري بن زين الدين بن علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد " صاحب أربل " ، وكان الأمير مظفر الدين زوجاً للصاحبة " خاتون " شقيقة السلطان صلاح الدين الأيوبي .

جامع الجبل: سماه النعيمي بهذا الاسم لأنه الجامع الوحيد الكبير الموجود في جبل قاسيون
 
·       المطلب الثاني: نزولهم مسجد أبي صالح(58) ثم سفح جبل قاسيون:
أقام المهاجرون من بني قدامة ومن هاجر معهم بمسجد أبي صالح نحو ثلاث سنين وأكثر، وكان قبلهم في يد بيت الحنبلي. فانتشر فيه المرض، ومات من المهاجرين في تلك المدة ثمانية وعشرون نفساً. ثم إن الشيخ أحمد بن قدامة – رحمه الله – قرر الانتقال من مسجد أبي صالح، فبنى الدير في سفح جبل قاسيون، فابتنى في السنة الأولى ثلاثة بيوت، والسنة الثانية أتمه عشرة بيوت وانتقلوا إليه(59). وسميت هذه الدار " بدير الحنابلة "(60).

لم يكن بسفح قاسيون قبل هجرة بني قدامة إليه إلا بناية صغيرة ودير يسمى " دير الحوراني"، وبعد سكنهم دعيت بالصالحية نسبة لأولئك الفلسطينيين الذين عرفوا لعلمهم وتقواهم بالصالحين.(61)
 
·       وانشأ مظفر الدين في اربل مسجداً كبيراً له منارة رائعة يبلغ ارتفاعه 503 اقدام، أما محيطها فانه يبلغ 48 قدماً، ونقش على مآذنها اسم مظفر الدين. كما بنى الجامع المظفري في دمشق بسفح جبل قاسيون.
 
 
فبلغ الخبر مظفر الدين كوكبوري صاحب إربل أن الحنابلة بدمشق شرعوا في عمل جامع بسفح قاسيون ، وإنهم عاجزون عن إتمامه ، فأرسل الأمير على فوره مع حاجب من حجابه يسمى شجاع الدين الإربلي ثلاث آلاف دينار أتابكية ، لتتميم العمارة واخبرهم : أن ما تبقى منها ، يُشتري به أوقافاً للمسجد توقف عليه .

فأكمل الشيخ أبو عمر المقدسي بناءه وجعل منبره العظيم المميز ذا ثلاث درجات كدرج منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أول من ولي خطابته ، وانتهى البناء بمؤازرة الأمير مظفر الدين حيث تم وضع آخر حجر ببناء المئذنة في السابع عشر من رجب سنة 610 هجرية ـ الثاني من كانون أول 1213 للميلاد .

ثم إن الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ، عاود فأرسل ألف دينار لسياق الماء إلى الجامع من قرية برزة ، فمنعهم الملك المعظم بن سيف الدين أيوب صاحب دمشق ، وأعتذر لهم بأن في طريقه قبورا كثيرة للمسلمين ، فصُنع له بئرا ذو ماء زلال ، ووقف عليه أوقافا تقوم به وما زال البئر باق إلى الآن ولكن للأسف قد جف مائه .


هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x600 الابعاد 71KB.



و يعد هذا الجامع المبارك من أقدم جوامع مدينة دمشق التي بنيت في العصر الأيوبي ، وقد تم تصميم و تخطيط مساقط الجامع ، مشابها لتصميم و تخطيط مساقط الجامع الأموي الكبير بدمشق ، فواجهة الجامع الأمامية الغربية حجرية فيها نافذتان كبيرتان تطلان على زقاق الحنابلة ، ويتوسطها الباب الغربي الكبير عليه لوحة التأسيس :

جامع الحنابلة
بناه الأمير الملك المظفر كوكبري صاحب أربيل
سنة 599 هجرية .
*د يحيى
7 - ديسمبر - 2010
يتبع    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يتصل المدخل الرئيسي للجامع برواق جميل ذو أربعة قناطر كبيرة يحملن قبة صغير ، و هذه القناطر من أساس بنيان الجامع القديم ذوات الأحجار القديمة .


هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 1024x769 الابعاد 78KB.




يتصل رواق المدخل مع الجدار الشمالي لحرم بيت الصلاة وهو مبني من الحجارة المتناوبة الأبلقية الشكل ( الحجارة البيضاء و السوداء البازلتية و المزية أي اللون الرماني ) و الواقع في الزاوية الجنوبية الغربية من صحن المسجد خلف الرواق المقنطر.





كان صحن الجامع المستطيل الشكل والموجود في الجهة الشمالية للبناء مع المنارة المبنية في الضلع الشمالي من الصحن ، مفروش بالحجارة العادية ، وتشبه تقسيماته تقسيمات و أجزاء صحن الجامع الأموي الكبير من حيث أروقة الصحن المحمولة على قناطر و كذلك النوافذ القوسية فوق القناطر بالإضافة إلى شكل ميضأة المسجد القديمة ، و تموضع مكان المئذنة كما هي مئذنة العروس بالأموي.


هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 781x595 الابعاد 48KB.

الصورة من تصوير :
البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
Ashmolean Museum of Art, Harvard Professor K.A.C.Creswell




أما اليوم أي في ربيع سنة 2003 أثناء زيارتي الميدانية للجامع ، تغيرت أرضية الجامع بعد الترميمات التي طرأت عليها فصارت مفروشة بالرخام الأبلقي البديع ذو الأشكال الهندسية المتداخلة ، و غابت مظلة الميضأة بوسط صحن الجامع ، وصار فيها فسقية مياه ( بحرة ) مربعة الشكل مطوقة بعقد رخامي ومحمولة على أرضية الصحن يصب فيها الآن مياه عين الفيجة .


أما الأعمدة القديمة المتراكبة بصحن الجامع فهي من بنيان المسجد القديم وقد شيدت آنذاك آخذة طابع الأعمدة الرومانية أو البيزنطية القديمة ، بالإضافة إلى الأقواس المبنية فوق الأعمدة والمتعددة والتي يعلوها نوافذ قوسيه الشكل .




في شرقي و غربي الصحن إيوانان عظيمان يقوم كل منهما على خمس قناطر وقواعد و أعمدة قديمة ، وفي الجهة الشمالية إيوان يقوم على خمس قناطر من ورائها ثلاث قناطر أخرى ، والى جانبها المنارة المربعة الجميلة المكتوب على بابها ما نصه :




بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بعمارة هذه المئذنة المباركة/
العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى الملك العادل سيف الدنيا و الدين
كوكبوري بن علي بن بكتكين سنة تسع و تسعين و خمسمائة /




للجامع باب شرقي مقابل الباب الغربي ، وقد كتب عليه ما نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله و باليوم الآخر
هذا ما أمر بعمله تقرباً إلى الله تعالى وطلب ثوابه العبد الضعيف الفقير /
إلى رحمة الله و المعروف بذنوبه الراجي إمداد عفوه و توبته /
كوكبوري بن علي بن بكتكين صاحب أربيل غفر الله له /
ما تقدم من ذنبه و ما تأخر بمحمد وآله بتولي الفقير إلى رحمة الله /
محاسن بن سليمان القلانسي سنة 599 ولله الحمد و المنة وصلى الله على محمد و آله
·       http://www.alislamnoor.com/vb/showthread.php?p=95680#post95680
*د يحيى
7 - ديسمبر - 2010
تهانينا يا أستاذ الأساتيذ    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
جامع الحنابلة




موقعه : يقع جامع الحنابلة خارج أسوار المدينة القديمة، في صالحية دمشق الشام بحي (أبو جرش) في زقاق الحنابلة. محاذياً لشارع الشيخ عبد الغني النابلسي، عند السفح الشرقي لجبل قاسيون.

أسماؤه : قال يوسف بن عبد الهادي، له أربعة نسب:
الأولى: الجامع المظفري، نسبة للسلطان مظفر الدين كوكبوري (صاحب إربل)، زوج شقيقة السلطان صلاح الدين الأيوبي، الذي تمم بناءه, وهي أقدم تسمية للجامع وأكثرها استعمالاً عند المؤرخين .
الثاني: جامع الجبل، لأنه في مصاعد جبل قاسيون.
الثالث: جامع الحنابلة، لأنه كان وقفاً حنبلياً.
الرابع: جامع الصالحين.
خصائصه وما قيل فيه: هو أول جامع كبير بني في دمشق بعد الجامع الأموي. قال ابن عبد الهادي (الجامع المظفري أول مباني الصالحيّة, وتاليه المدرسة العمرية). وقال ابن كنان عنهما: ((وخصهما بالذكر لما هو مشاهد من بركتهما لكل أحد، ولأنه كثر فيهما اشتغال الدروس، وهما محل الحفَّاظ والمحدثين، واجتمع فيهما ما لايجتمع في غيرهما )).
بناؤه : تشير النصوص التاريخية إلى أن الذي بدأ في بناء الجامع المظفري هو الإمام محمد بن أحمد بن قدامة القدسي، الذي هاجر مع أهله سنة 550 هـ (1155م) من فلسطين، واستقر بصالحية دمشق، وباشر بناءه سنة (598هـ – 1202م) بعد انتهائه من بناء دير الحنابلة، وجعله رديفاً له بمساحة (37*25).
وأنفق على بنائه تاجر يقال له أبو داود الفامي، ثم نفد ماله فتوقف العمل ولمَّا يرتفع البناء عن مستوى القامة. بلغ ذلك الملك المظفر كوكبوري (صاحب إربل)، فبعث لهم ثلاثة آلاف دينار لتتميم عمارته، كما قام بحفر بئر ماء، ووقفت عليه. وانتهى بناء بناء الجامع في 17 رجب سنة 610 هـ.
ويذكر أن الذي تولى عمارة الجامع وأبدع فيه هو الشيخ أحمد بن يونس بن حسن المقدسي المرداوي (ت،622هـ) وهو من مهاجري المقادسة.
وصف الجامع وتطوره: يُلاحظ أن مخطط الجامع وشكله العام قُصد به إلى حد بعيد محاكاة الجامع الأموي ومخططه وشكله, وللجامع جبهة حجرية عربية فيها الباب الغربي الكبير الذي يؤدي إلى صحن الجامع المربع الشكل الذي تتوسطه بركة ماء مربعة، وللمسجد باب آخر يواجه الباب الغربي.
كما يتوسط الجدار الجنوبي للجامع محراب حجري بديع الصنع، يكتنفه عمودان من الرخام الأبيض المجزّع، ويقوم إلى يمين المحراب منبر خشبي، وهو آية من آيات الفن ، وهو هدية من الملك كبوري، وقد زُين بمواضيع نباتية وهندسية تعد من روائع الفن الإسلامي، وتشير الدراسة التاريخية إلى أن منبر المسجد كان في البدء شبيهاً بمنبر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، من ثلاث درجات، إلى أن تم صنع المنبر الحالي آنف الذكر سنة 604 هـ.
والخلاصة أن الجامع أحد روائع دمشق بمخططه وزخارفه الفريدة من نوعها.
وقد رمم الجامع في السبيعينيات، وفيه أعمال ترميم حالياً، ولايزال يحافظ على مخطط بنائه القديم، وعلى معظم أقسامة الرئيسية.
التاريخ العلمي للجامع : التاريخ العلمي للجامع المظفري يمثل نهضة عليمة شاملة، قام بها المهاجرون المقادسة في الصالحية، على أن ظاهرة سماع الحديث، ثم قراءته رواية ودراية كانت من الأمور التي تميز بها المقادسة في الصالحية، حيث كانوا يُسمعون أولادهم منذ الصغر، فكانوا يسعون إلى كبار العلماء من سكان دمشق والواردين إليها، يتلقوا عنهم في الجامع المظفري الذي درِّس فيه طائفة عظيمة من العلماء لايمكن حصر أسمائم في هذا المقال. فمن مشاهير العلماء الذين سكنوا الصالحية, وسممعوا وأسمعوا في الجامع المظفري:
1_ أحمد بن عبيد الله ابن أحمد المقدسي الحنبلي (ت:613هـ).
2_ العماد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي (ت:614هـ).
3_ عبد الرحمن بن عبد الجبار القدسي الحنبلي (ت:635هـ).
4_ أحمد بن علي بن الحسن الجزري (ت:743هـ).
5_ يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي (ت:769هـ).
6_ محمد بن علي بن طولون الدمشقي (ت:953هـ).
وكان لمجالس السماع الجماعي نصيب في الجامع المظفري وهي مجالس يشترك فيها عدد من الشيوخ، وربما شاركتهم بعض الشيخات في مجلس واحد لإسماع بعض كتب الحديث الشريف، وهذه الطريقة فريدة تميز بها علماء الصالحية.
وقد ورد إلى الجامع المظفري كوكبة عظيمة من كبار العلماء والحفاظ من شتى أنحاء العالم، فأسمعوا الحديث فيه، ومن أشهرهم:
1_ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام (ابن تميمة) الحراني (ت:728هـ)، وقد درّس رحمه الله في المدرسة السكرية والمدرسة الحنبلية بدمشق, وقد سمع من شيخه الإمام عبد الرحيم بن عبد الملك القدسي، وإسماعيل بن أبي عبد الله العسقلاني، بالجامع المظفري سنة (675هـ) ووُجد نص السماع بخطه رحمه الله.
2_ إسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير الدمشقي (ت: 774هـ)، الإمام المفتي المحدث البارع، صاحب البداية النهاية، سمع أحاديث أبي الحسين بن المظفر على شيخه أحمد بن المحب سنة (730هـ) بالجامع المظفري.
3_ أحمد بن علي بن محمد (ابن حجر العسقلاني) صاحب الفتح (ت:852هـ)، خاتمة الحفاظ وقاضي القضاة, أقام بالصالحية مائة يوم حصّل فيها ألف جزء غير الكتب الكبار، واجتمع فيها مع الإمام إبراهيم بن مفلح الحنبلي بالجامع المظفري.
يتبين لنا مما سبق ذكره الدور الريادي الرفيع الذي كان يحتله هذا الجامع في النهضة الدينية العلمية في بلاد الشام، حيث جذب كبار العلماء
*د يحيى
7 - ديسمبر - 2010
كل عام وأنتم بخير    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة أستاذنا ، وكل عام وأنتم بخير، بمناسبة رأس السنة الهجرية ، على صاحب الهجرة والمهاجرين والأنصار أفضل سلام وأزكى تحية،
اطلعت على بحث على الشبكة هذا رابطه:
 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-173865.html
 يتعلق ببني قدامة وبالصالحية وبدير الحنابلة ، يقول الباحث فيه إنه استقى معظم مادته مما أورده ابن طولون في مقدمة كتابه: " القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية " ، تحقيق الشيخ محمد احمد دهمان، الطبعة الأولى ، دمشق 1368هـ/1949م . ويقول الباحث: للأستاذ دهمان رحمه الله مخطط للصالحية بذل فيه جهدا كبيرا، بين فيه المواقع الأثرية فيها.
ولقد بحثت عن الكتاب على الشبكة لتحميله فلم أوفق . فإذا لم تكونوا اطلعتم على هذا الكتاب ، فيمكنني استعارته من مكتبة جامعة النجاح الوطنية بنابلس، هذا ، ولا ادري إن كان المخطط المذكور ملحقا بالكتاب أم لا.
في هجرة بني قدامة ما يدعو للتأمل والاعتبار:
مما فهمته من البحث المذكور أن فلاحين من جماعيل، وشوا بالشيخ أحمد والد أبي عمر إلى الصليبيين، حتى لا تنقص الهجرة من أعداد الفلاحين، فيزيد عبء الفلاحة على الباقين، فالغلة التي يفرضها الصليبيون لا تقل بقلة عدد الفلاحين.
قرر الصليبيون قتل الشيخ؛ فحاولوا إدراكه عند الشريعة؛ ولكنه نجا هو ومن معه، وأن الذي أخبر الشيخ أحمد بتدبير مقتله ليأخذ حذره رجل صليبي، وأن بني الحنبلي في دمشق، وهم القائمون على مسجد الشيخ أبي صالح، أحسنوا استقبال اللاجئين الفلسطينيين أول الأمر. ولما اشتهر اللاجئون المهاجرون بالعلم والتقوى وقصدهم الناس، خشي بنو الحنبلي على مسجدهم وما يدره عليهم وقفه من مال من أن يتحول هذا المال إلى بني قدامة فطلبوا من الشيخ احمد أن يكتب وثيقة تبين أنه نزل عليهم وعلى مسجدهم طارئا، وأنه فيه بإذن منهم فكتب لهم الشيخ ما أرادوا...
قام بعدها بنو الحنبلي بضرب أحد أصدقاء الشيخ في المسجد، ولما دافع الشيخ عن صديقه شتموه، وشكوه أيضا إلى السلطان نور الدين يستعدونه عليه..وكان مع السلطان وقتها مفتي الشافعية ابن أبي عصرون، الذي كان على خلاف مع بني الحنبلي؛ فقام بالثناء على بني قدامة المهاجرين الأتقياء حفظة القرآن الكريم، وكان لهذا الثناء صدى طيبا لدى نور الدين؛ فرق قلبه لهم، وكتب لهم كتابا بأن يكونوا هم من يتسلمون المسجد، وأن يعود وقفه عليهم. قال الشيخ: " أنا ما هاجرت حتى أنافس الناس على دنياهم، ما بقيت أريد أسكن ها هنا " ، ثم عزم على الرحيل عن المسجد واستقر في سفح قاسيون...
*ياسين الشيخ سليمان
7 - ديسمبر - 2010
 1  2