لا تدع الشيطان ينتصر عليك ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الإحساس بالطرد من الرحمة ربما ينتج عن الشعور بالذنب من برود الهمة والرجوع إلى ما كان من قلة الطاعة؛ ولكن هذا لا يجب أن يدعوك إلى اليأس من رحمة الله تعالى، فتصبح لا تذوق فرحا ولا تحس ألما ولا تسعى إلى ندم . وما دمت تذكر الله في قلبك ، وتشعر بتقصيرك في طاعة ربك، ولا ترتكب الآثام، ولا تعتدي على حقوق غيرك من الناس، فتاكد من ان الله سوف يعينك على تجاوز المرحلة التي تمر بها. وحتى لو كنت ممن يرتكبون الذنوب الكبيرة، فإن باب التوبة لا يغلق أمام من يتوب من قريب. إن الطرد من رحمة الله يطال الأبالسة العصاة المجرمين، وأنت لست منهم دون ريب. فابعد عنك وساوس الشيطان،فالشيطان الملعون لا يأبه إلا للمحترمين.. ولا تدعه ينتصر عليك يا رجل، ويشعرك بأن لا قيمة للحياة. إنك تحس بالطرد من الرحمة؛ ولكنك لا تدري السبب في ذلك، وهذا يدل على انك لم تعمل عملا يجعلك مطرودا من رحمة الله؛ وإنما هي الوساوس التي تنتابك من شعورك بالتقصير.. أما إنك لا تدري أنك لا تدري، فهذا لأنك لم تعد قادرا على التفكير المستقيم في شأن حالك التي انت عليها، فرغبت في تناسيها وتجاهلها لتريح نفسك من همومك. إن قيمة الحياة وقيمتنا معها تحددها مصاعبها وآلامها والقدرة لدينا على تحملها والصمود امامها والنجاح في ما يختبرنا الله به. ونحن إن ضعفنا أمام مسؤولياتنا مرة، وقوينا مرة، ثم ضعفنا مرة اخرى، ثم قوينا... لا يعني هذا أننا غير طبيعيين.. فنحن بشر.. المهم أن لا نيأس أبدا، وأن يظل الإيمان اليقيني برحمة الله يعمر قلوبنا. إنك لست الوحيد من بين الناس الذين حالتهم كحالتك، فمثلك كثيرون ممن مروا بهذه المرحلة التي وصفتها وانا منهم، والتي أستنتج منها انك رجل ذو فطرة سليمة وطبيعة صادقة، وانك تشعر بالتقصير لأنك رجل محترم ولأنك تحب الله كثيرا، وتتمنى ان تكون مرضيا لله اكثر. هدانا الله وإياك. |