البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : اخترت لكم من قراءتي في هذا اليوم    قيّم
التقييم :
( من قبل 46 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
20 - نوفمبر - 2010
" في حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما أَنْعَمَنا بك؟؛ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا؟ وإنما يقال ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك"( لسان العرب/ نعم).
" وحكى اللحياني: يا نُعْمَ عَيْني؛ أَي يا قُرَّة عيني؛ وأَنشد عن الكسائي: صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ** بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ
قال: ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه، والمذكّر منه نَعْمٌ، ويجمع أَنْعُماً" ( نفسه).
 
·     "...تقول: أنْعَمَ الله عليك من النِعْمَةِ، وأنْعَمَ الله صباحَك من النُعومَةِ.
وأنْعَمَ
له، أي قال له نَعَمْ.
وفعل كذا وأَنْعَمَ، أي زاد.
وأَنعمَ
الله بك عيناً؛ أي أقرَّ الله عينَك بمن تحبُّه"
( الصحاح في اللغة).
·    
عبر الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم عن سعادته الكبيرة لوجوده في سورية حالياً واصفاً إياها بأنها معشوقته لافتاً إلى أنه أقام فيها خمس سنوات كاملة لدرجة أن المصريين كانوا يطالبونه حينها بالعودة ويتهمونه بالتخلي عنهم وكان يجيبهم بأن مصر وسورية بلد واحد.
وأوضح الشاعر نجم أن قصائده انعكاس حقيقي للحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي وهو ما زال يرى في قصائده التي كتبها في سبعينيات القرن الماضي من أجمل ما كتب معتبراً أنها حرّكت السكون لافتاً إلى قصائد أخرى أمثال «الليل ع الطريق» و«جيفارا مات» التي لحنها المبدع الشيخ إمام.‏‏‏
وأضاف انه لا ينظر إلى جمال الشعر انطلاقا من الصور المكثفة والتنميق اللغوي وما إلى هنالك من بلاغيات الشكل وإنما بمقدار ما تستطيع كلمات تلك القصائد أن تؤثر في الناس وتحرك كوامنهم فهو مع الشعر الثوري المتمرد على كل شيء.‏‏‏
كما ركز صاحب البحر بيضحك ليه على أن الأمل كله بات بيد الشباب العربي الذي يستطيع أن يمتلك ناصية الإبداع الحقيقي لافتاً إلى أن القصيدة تكون حقيقية بمقدار ما تكون شابة فالأمر لا يتعلق بعمر مبدعها بل بزخم الصدق الذي فيها وقدرتها على التواصل مع متلقيها والتأثير فيه. وتحدث العم أحمد كما يحب أن يطلق عليه عن ذكرياته في دمشق وكيف ألقى القصائد على مدرج كلية الآداب بدمشق حينها مع حضور كبير وحماس منقطع النظير إضافة إلى علاقته مع المبدع الشيخ إمام وطاقته الموسيقية الكبيرة وكيف لحن قصيدة جيفارا مات في الوقت ذاته والتي ألقاها نجم أمامه غير مصدق أن هذا الثوري قد مات فعلاً.
إخوتي السراة : ما رأيكم أن تختاروا معلومة  من مطالعتكم اليومية تهدونها إلى هذا الموقع العامر، وتقبلوا امتناني.
 6  7  8  9  10 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أحد ، أحد ، أحد سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قال الملحدون لأبي حنيفة، رحمات الله الرحيم عليه:
في أي سنة وجد ربك؟
قال: الله موجود قبل التاريخ والأزمنة، لا أول لوجوده.
ثم قال لهم: ماذا قبل الأربعة؟
قالوا: ثلاثة
قال : ماذا قبل الثلاثة ؟
قالوا : اثنان
قال: ماذا قبل الاثنين؟
قالوا: واحد
قال لهم: وماذا قبل الواحد؟
قالوا : لا شيء قبله.
قال لهم: إذا كان الواحد الحسابي لا شيء قبله ، فكيف بالواحد الحقيقي وإنه قديم لا أول لوجوده؟
قالوا: في أي جهة يتجه ربك؟
قال: لو أحضرتم مِصباحاً في أي مكان مظلم ، إلى أين يتجه النور؟
قالوا: في كل مكان
قال: إذا كان هذا النور الصناعي ، فكيف بنور السماوات والأرض؟
قالوا: عرّفنا شيئاً عن ذات ربك؟
فقال لهم: هل جلستم بجوار مريض مُشرفٍ على النزع الأخير؟
قالوا: نعم جلسنا.
قال: هل كلّمكم بعدما أسكته الموت؟
قالوا: لا
قال: هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك؟
قالوا : نعم
قال: ما الذي غيّره؟
قالوا : خروج روحه
قال : أخرجت روحه؟
قالوا : نعم
قال : صِفوا لي هذه الروح، هل هي صلبة كالحديد؟ أم سائلة كالماء ، أم غازية كالدخان والبخار؟
قالوا: لا نعرف شيئاً عنها.
قال : إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كُنهها، فكيف تريدون مني أن أصف لكم الذات الإلهية؟

لا إلـــــــــــه إلا اللـــــــــــه
حروفها من نور، كلها سرور
تبقى عبر الدهور
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
ابن كثير أحد القراء السبعة ، وهو قارئ مكة المكرّمة حرسها الله الحفيظ.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
الإسلامُ رسالةٌ عالميةٌ :
" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ".  {الشورى42/7}
" يقول تعالى: وكما أوحينا إلى الأنبياء قبلك، { أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً } أي: واضحاً جلياً بيّناً { لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } وهي مكة { وَمَنْ حَوْلَهَا } أي: من سائر البلاد شرقاً وغرباً، وسميت مكة أم القرى؛ لأنها أشرف من سائر البلاد؛ لأدلة كثيرة مذكورة في مواضعها، ومن أوجز ذلك وأدله ما قال الإمام أحمد: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب عن الزهري، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: إن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أخبره: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: " والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت " هكذا رواية الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث الزهري به، وقال الترمذي: حسن صحيح. وقوله عز وجل:
 { وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } وهو يوم القيامة، يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد. وقوله تعالى: { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي: لا شك في وقوعه، وأنه كائن لا محالة، وقوله جل وعلا: { فَرِيقٌ فِى ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى ٱلسَّعِيرِ } كقوله تعالى:{ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ }[التغابن: 9] أي: يغبن أهل الجنة أهل النار، وكقوله عز وجل:{ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ٱلأَخِرَةِ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَسَعِيدٌ }[هود:103 / 105] قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث، حدثني أبو قبيل المعافري عن شفي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال: " أتدرون ما هذان الكتابان؟ " قلنا: لا، إلا أن تخبرنا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم للذي في يمينه: " هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، - ثم أجمل على آخرهم -، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً " ثم قال صلى الله عليه وسلم للذي في يساره: " هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً " فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأي شيء نعمل إن كان هذا الأمر قد فرغ منه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سددوا وقاربوا؛ فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار، وإن عمل أي عمل " ثم قال صلى الله عليه وسلم بيده فقبضها، ثم قال: " فرغ ربكم عز وجل من العباد ، ثم قال باليمنى فنبذ بها فقال : فريق في الجنة ، ونبذ باليسرى وقال : فريق في السعير " وهكذا رواه الترمذي والنَّسائي جميعاً عن قتيبة عن الليث بن سعد وبكر بن مضر، كلاهما عن أبي قبيل عن شفي بن ماتع الأصبحي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وساقه البغوي في تفسيره من طريق بشر بن بكر عن سعيد بن عثمان عن أبي الزاهرية عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بنحوه، وعنده زيادات منها: ثم قال: " فريق في الجنة وفريق في السعير عدل من الله عز وجل " ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث به، ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي قبيل عن شفي عن رجل من الصحابة رضي الله عنهم، فذكره.
ثم روي عن يونس عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح عن يحيى بن أبي أسيد: أن أبا فراس حدثه: أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: إن الله تعالى لما خلق آدم نفضه نفض المزود، وأخرج منه كل ذريته، فخرج أمثال النغف، فقبضهم قبضتين، ثم قال: شقي وسعيد، ثم ألقاهما، ثم قبضهما، فقال: فريق في الجنة، وفريق في السعير. وهذا الموقوف أشبه بالصواب، والله سبحانه وتعالى أعلم. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، يعني: ابن سلمة، أخبرنا الجريري عن أبي نضرة قال: إن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له أبو عبد الله دخل عليه أصحابه، يعني: يزورونه، فوجدوه يبكي، فقالوا له: ما يبكيك؟ ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقاني، قال: بلى، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الله تعالى قبض بيمينه قبضة، وأخرى باليد الأخرى، قال: هذه لهذه، وهذه لهذه، ولا أبالي " فلا أدري في أي القبضتين أنا؟ وأحاديث القدر في الصحاح والسنن والمسانيد كثيرة جداً، منها حديث علي وابن مسعود وعائشة وجماعة جمة رضي الله عنهم أجمعين. وقوله تبارك وتعالى: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً } أي: إما على الهداية، وإما على الضلالة، ولكنه تعالى فاوت بينهم، فهدى من يشاء إلى الحق، وأضل من يشاء عنه، وله الحكمة والحجة البالغة، ولهذا قال عز وجل:
 { وَلَـٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِ وَٱلظَّـٰلِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِىٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }.
وقال ابن جرير حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي سويد: أنه حدثه عن ابن حجيرة أنه بلغه: أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب خلقك الذين خلقتهم جعلت منهم فريقاً في الجنة، وفريقاً في النار، لوما أدخلتهم كلهم الجنة، فقال: يا موسى ارفع درعك، فرفع، قال: قد رفعت، قال: ارفع، فرفع، فلم يترك شيئاً، قال: يا رب قد رفعت، قال: ارفع، قال: قد رفعت، إلا ما لا خير فيه، قال: كذلك أدخل خلقي كلهم الجنة، إلا ما لا خير فيه." ( ابن كثير).
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
رُفِع عيسى ابن مريم حياً إلى السماء الثانية....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
سُئل رحمه الله تعالى عن رجلين تنازعا في أمر نبي الله " عيسى ابن مريم " - عليه السلام - فقال أحدهما : إن عيسى ابن مريم توفاه الله ثم رفعه إليه ؛ وقال الآخر : بل رفعه إليه حياً . فما الصواب في ذلك . وهل رفعه بجسده أو روحه أم لا ؟ وما الدليل على هذا وهذا ؟ وما تفسير قوله تعالى :{ إني متوفيك ورافعك إليّ } ؟
الجواب
فأجاب : الحمد لله . عيسى عليه السلام حي وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية } " وثبت في الصحيح عنه " { أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق وأنه يقتل الدجال } " . ومن فارقت روحه جسده لم ينزل جسده من السماء وإذا أحيي فإنه يقوم من قبره . وأما قوله تعالى { إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا } فهذا دليل على أنه لم يعن بذلك الموت ؛ إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين ؛ فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء فعلم أن ليس في ذلك خاصية . وكذلك قوله : { ومطهرك من الذين كفروا } ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء . وقد قال تعالى في الآية الأخرى : { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه } فقوله هنا : { بل رفعه الله إليه } يبين أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه ؛ إذ لو أريد موته لقال : وما قتلوه وما صلبوه ؛ بل مات . فقوله : { بل رفعه الله إليه } يبين أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه . ولهذا قال من قال من العلماء : { إني متوفيك } أي قابضك أي قابض روحك وبدنك يقال : توفيت الحساب واستوفيته ولفظ التوفي لا يقتضي نفسه توفي الروح دون البدن ولا توفيهما جميعا إلا بقرينة منفصلة . وقد يراد به توفي النوم كقوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها } وقوله : { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار } وقوله : { حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا } وقد ذكروا في صفة توفي المسيح ما هو مذكور في موضعه . والله تعالى أعلم
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
الخضر وإلياس.... والمسؤول هو ابن تيمية ، رحمه الله    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
وسئل رحمه الله عن " الخضر " و " إلياس " : هل هما معمران ؟ بينوا لنا رحمكم الله تعالى .
الجواب
فأجاب : - إنهما ليسا في الأحياء ؛ ولا معمران ؛ وقد سأل إبراهيم الحربي أحمد بن حنبل عن تعمير الخضر وإلياس وأنهما باقيان يريان ويروى عنهما فقال الإمام أحمد : من أحال على غائب لم ينصف منه ؛ وما ألقى هذا إلا شيطان . وسئل " البخاري " عن الخضر وإلياس : هل هما في الأحياء ؟ فقال : كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو على وجه الأرض أحد } " ؟ وقال أبو الفرج ابن الجوزي : قوله تعالى { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد } وليس هما في الأحياء والله أعلم .
(1/368)

سئل الشيخ رحمه الله : - هل كان الخضر عليه السلام نبيا أو وليا ؟ وهل هو حي إلى الآن ؟ وإن كان حيا فما تقولون فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { لو كان حيا لزارني } " هل هذا الحديث صحيح أم لا ؟
الجواب
فأجاب : - أما نبوته : فمن بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه ولا إلى غيره من الناس وأما قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فقد اختلف في نبوته ومن قال إنه نبي : لم يقل إنه سلب النبوة ؛ بل يقول هو كإلياس نبي ؛ لكنه لم يوح إليه في هذه الأوقات وترك الوحي إليه في مدة معينة ليس نفيا لحقيقة النبوة كما لو فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء مدة رسالته . وأكثر العلماء على أنه لم يكن نبيا مع أن نبوة من قبلنا يقرب كثير منها من الكرامة والكمال في الأمة . وإن كان كل واحد من النبيين أفضل من كل واحد من الصديقين كما رتبه القرآن وكما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر الصديق } " وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " { إن كان الرجل ليسمع الصوت فيكون نبيا } " . وفي هذه الأمة من يسمعه ويرى الضوء وليس بنبي ؛ لأن ما يراه ويسمعه يجب أن يعرضه على ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فإن وافقه فهو حق وإن خالفه تيقن أن الذي جاء من عند الله يقين لا يخالطه ريب ولا يحوجه أن يشهد عليه بموافقة غيره . وأما حياته : فهو حي . والحديث المذكور لا أصل له ولا يعرف له إسناد بل المروي في مسند الشافعي وغيره : أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ومن قال إنه لم يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد قال ما لا علم له به فإنه من العلم الذي لا يحاط به . ومن احتج على وفاته بقول النبي صلى الله عليه وسلم " { أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد } " فلا حجة فيه فإنه يمكن أن يكون الخضر إذ ذاك على وجه الأرض . ولأن الدجال - وكذلك الجساسة - الصحيح أنه كان حيا موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو باق إلى اليوم لم يخرج وكان في جزيرة من جزائر البحر . فما كان من الجواب عنه كان هو الجواب عن الخضر وهو أن يكون لفظ الأرض لم يدخل في هذا الخبر أو يكون أراد صلى الله عليه وسلم الآدميين المعروفين وأما من خرج عن العادة فلم يدخل في العموم كما لم تدخل الجن وإن كان لفظا ينتظم الجن والإنس . وتخصيص مثل هذا من مثل هذا العموم كثير معتاد . والله أعلم .
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
توضيح ، وتبيان حقيقة لبعض المتوهمين.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
سئل الشيخ رحمه الله - عن " آدم " لما خلقه الله ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته : هل سجد ملائكة السماء والأرض ؟ أم ملائكة الأرض خاصة ؟ وهل كان جبرائيل وميكائيل مع من سجد ؟ وهل كانت الجنة التي سكنها جنة الخلد الموجودة ؟ أم جنة في الأرض خلقها الله له ؟ ولما أهبط هل أهبط من السماء إلى الأرض ؟ أم من أرض إلى أرض مثل بني إسرائيل .
الجواب
فأجاب : - الحمد لله . بل أسجد له جميع الملائكة كما نطق بذلك القرآن في قوله تعالى { فسجد الملائكة كلهم أجمعون } فهذه ثلاث صيغ مقررة للعموم وللاستغراق ؛ فإن قوله : { الملائكة } يقتضي جميع الملائكة ؛ فإن اسم الجمع المعرف بالألف واللام يقتضي العموم : كقوله : " رب الملائكة والروح " فهو رب جميع الملائكة ( الثاني : { كلهم } وهذا من أبلغ العموم . ( الثالث قوله : { أجمعون } وهذا توكيد للعموم . فمن قال إنه لم يسجد له جميع الملائكة ؛ بل ملائكة الأرض فقد رد القرآن بالكذب والبهتان وهذا القول ونحوه ليس من أقوال المسلمين واليهود والنصارى ؛ وإنما هو من أقوال الملاحدة المتفلسفة الذين يجعلون " الملائكة " قوى النفس الصالحة " والشياطين " قوى النفس الخبيثة ويجعلون سجود الملائكة طاعة القوى للعقل وامتناع الشياطين عصيان القوى الخبيثة للعقل ؛ ونحو ذلك من المقالات التي يقولها أصحاب " رسائل إخوان الصفا " وأمثالهم من القرامطة الباطنية ومن سلك سبيلهم من ضلال المتكلمة والمتعبدة . وقد يوجد نحو هذه الأقوال في أقوال المفسرين التي لا إسناد لها يعتمد عليه . ومذهب المسلمين واليهود والنصارى : ما أخبر الله به في القرآن ولم يكن في المأمورين بالسجود أحد من الشياطين ؛ لكن أبوهم إبليس هو كان مأموراً فامتنع وعصى وجعله بعض الناس من الملائكة لدخوله في الأمر بالسجود وبعضهم من الجن لأن له قبيلا وذرية ولكونه خلق من نار والملائكة خلقوا من نور . والتحقيق : أنه كان منهم باعتبار صورته وليس منهم باعتبار أصله ولا باعتبار مثاله ولم يخرج من السجود لآدم أحد من الملائكة : لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا غيرهما . وما ذكره صاحب خواص القرآن وأمثاله من خلاف فأقوالهم باطلة قد بينا فسادها وبطلانها بكلام مبسوط ليس هذا موضعه . وهذا مما استدل به أهل السنة على أن آدم وغيره من الأنبياء والأولياء أفضل من جميع الملائكة ؛ لأن الله أمر الملائكة بالسجود له إكراماً له ؛ ولهذا قال إبليس : { أرأيتك هذا الذي كرمت علي } فدل على أن آدم كرم على من سجد له . و" الجنة " التي أسكنها آدم وزوجته عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة : هي جنة الخلد ومن قال : إنها جنة في الأرض بأرض الهند أو بأرض جدة أو غير ذلك فهو من المتفلسفة والملحدين أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة ( كالكبَيسي ، غفر الله له). والكتاب والسنة يرد هذا القول وسلف الأمة وأئمتها متفقون على بطلان هذا القول . قال تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين } { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } إلى قوله : { وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } فقد أخبر أنه سبحانه أمرهم بالهبوط وأن بعضهم عدو لبعض ثم قال : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } . وهذا يبين أنهم لم يكونوا في الأرض وإنما أهبطوا إلى الأرض ؛ فإنهم لو كانوا في الأرض وانتقلوا إلى أرض أخرى كانتقال قوم موسى من أرض إلى أرض لكان مستقرهم ومتاعهم إلى حين في الأرض قبل الهبوط وبعده ؛ وكذلك قال في الأعراف لما قال إبليس { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } { قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها } . فقوله : { فاهبِط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها } يبين اختصاص السماء بالجنة بهذا الحكم ؛ فإن الضمير في قوله : { منها } عائد إلى معلوم غير مذكور في اللفظ وهذا بخلاف قوله : { اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم } فإنه لم يذكر هناك ما أهبطوا فيه وقال هنا : { اهبطوا } لأن الهبوط يكون من علو إلى سفل وعند أرض السراة حيث كان بنو إسرائيل حيال السراة المشرفة على المصر الذي يهبطون إليه ومن هبط من جبل إلى واد قيل له : هبط . ( وأيضا فإن بني إسرائيل كانوا يسيرون ويرحلون والذي يسير ويرحل إذا جاء بلدة يقال : نزل فيها ؛ لأن في عادته أنه يركب في سيره فإذا وصل نزل عن دوابه . يقال : نزل العسكر بأرض كذا ونزل القفل بأرض كذا ؛ لنزولهم عن الدواب . ولفظ النزول كلفظ الهبوط فلا يستعمل هبط إلا إذا كان من علو إلى سفل . وقوله : { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } { قال اهبطوا } الآيتين . فقوله هنا بعد قوله : { اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } يبين أنهم هبطوا إلى الأرض من غيرها وقال : { فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون } دليل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك بمكان فيه يحيون وفيه يموتون ومنه يخرجون وإنما صاروا إليه لما أهبطوا من الجنة . والنصوص في ذلك كثيرة وكذلك كلام السلف والأئمة . وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { احتج آدم وموسى فقال موسى : يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته فلماذا أخرجتنا وذريتك من الجنة ؟ فقال له آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه فهل تجد في التوراة : وعصى آدم ربه فغوى ؟ قال نعم قال : فلماذا تلومني على أمر قدره الله علي قبل أن أخلق ؟ فقال : فحج آدم موسى } " وموسى إنما لام آدم لما حصل له وذريته بالخروج من الجنة من المشقة والنكد فلو كان ذلك بستانا في الأرض لكان غيره من بساتين الأرض يعوض عنه . ( وآدم عليه السلام احتج بالقدر ؛ لأن العبد مأمور على أن يصبر على ما قدره الله من المصائب ويتوب إليه ويستغفره من الذنوب والمعائب . والله أعلم .
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
سؤال مهم ، والجواب محيّر ، ويبقى المجتهد مأجوراً    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
سئل رحمه الله عن رجلين اختلفا . فقال أحدهما : أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أعلم وأفقه من علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وقال الآخر : بل علي بن أبي طالب أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر . فأي القولين أصوب ؟ وهل هذان الحديثان : وهما قوله : صلى الله عليه وسلم " { أقضاكم علي } " وقوله : " { أنا مدينة العلم وعلي بابها } " صحيحان ؟ وإذا كانا صحيحين ؛ فهل فيهما دليل أن عليا أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر - رضي الله عنهم أجمعين ؟ وإذا ادعى مدع : أن إجماع المسلمين على أن عليا رضي الله عنه أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر - رضي الله عنهم أجمعين - يكون محقا أو مخطئا ؟ .
الجواب
فأجاب : الحمد لله : لم يقل أحد من علماء المسلمين المعتبرين : إن عليا أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر بل ولا من أبي بكر وحده . ومدعي الإجماع على ذلك من أجهل الناس وأكذبهم ؛ بل ذكر غير واحد من العلماء إجماع العلماء على أن أبا بكر الصديق أعلم من علي . منهم الإمام منصور بن عبد الجبار السمعاني المروذي ؛ أحد أئمة السنة من أصحاب الشافعي ذكر في كتابه : " تقويم الأدلة على الإمام " إجماع علماء السنة على أن أبا بكر أعلم من علي . وما علمت أحدا من الأئمة المشهورين ينازع في ذلك . وكيف وأبو بكر الصديق كان بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم يفتي ويأمر وينهي ويقضي ويخطب كما كان يفعل ذلك إذا خرج هو وأبو بكر يدعو الناس إلى الإسلام ولما هاجرا جميعا ويوم حنين وغير ذلك من المشاهد والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت يقره على ذلك ويرضى بما يقول ولم تكن هذه المرتبة لغيره . وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مشاورته لأهل العلم والفقه والرأي من أصحابه : يقدم في الشورى أبا بكر وعمر فهما اللذان يتقدمان في الكلام والعلم بحضرة الرسول عليه السلام على سائر أصحابه . مثل قصة مشاورته في أسرى بدر . فأول من تكلم في ذلك أبو بكر وعمر ؛ وكذلك غير ذلك . وقد روي في الحديث أنه قال لهما : " { إذا اتفقتما على أمر لم أخالفكما } " ولهذا كان قولهما حجة في أحد قولي العلماء وهو إحدى الروايتين عن أحمد - وهذا بخلاف قول عثمان وعلي . وفي السنن عنه أنه قال " { اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر } " . ولم يجعل هذا لغيرهما بل ثبت عنه أنه قال : " { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي . تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور : فإن كل بدعة ضلالة } " فأمر باتباع سنة الخلفاء الراشدين . وهذا يتناول الأئمة الأربعة . وخص أبا بكر وعمر بالاقتداء بهما . ومرتبة المقتدى به في أفعاله وفيما سنه للمسلمين : فوق سنة المتبع فيما سنه فقط . وفي صحيح مسلم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا معه في سفر فقال : " { إن يطع القوم أبا بكر وعمر يرشدوا } . وقد ثبت عن ابن عباس : أنه كان يفتي من كتاب الله . فإن لم يجد فبما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن لم يجد أفتى بقول أبي بكر وعمر ؛ ولم يكن يفعل ذلك بعثمان وعلي . و " ابن عباس " حبر الأمة وأعلم الصحابة وأفقههم في زمانه ؛ وهو يفتي بقول أبي بكر وعمر : مقدما لقولهما على قول غيرهما من الصحابة . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " { اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل } . وأيضا فأبو بكر وعمر كان اختصاصهما بالنبي صلى الله عليه وسلم فوق اختصاص غيرهما . وأبو بكر كان أكثر اختصاصا . فإنه كان يسمر عنده عامة الليل يحدثه في العلم والدين ومصالح المسلمين . كما روى أبو بكر بن أبي شيبة . حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر قال : " { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر عند أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين وأنا معه } . وفي الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي بكر : أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء ؛ وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو بسادس وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة ؛ وأن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قالت امرأته ما حبسك عن أضيافك قال أو ما عشيتهم قالت أبوا حتى تجيء : عرضوا عليهم العشاء فغلبوهم } . وذكر الحديث . وفي رواية : " { كان يتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الليل } . وفي سفر الهجرة لم يصحبه غير أبي بكر ؛ ويوم بدر لم يبق معه في العريش غيره وقال : " { إن أمن الناس علينا في صحبته وذات يده أبو بكر ؛ ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا } . وهذا من أصح الأحاديث المستفيضة في الصحاح من وجوه كثيرة . وفي الصحيحين عن أبي الدرداء قال : " { كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما صاحبكم فقد غامر فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأتيتك فقال : يغفر الله لك ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فلم يجده فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر وغضب حتى أشفق أبو بكر وقال أنا كنت أظلم يا رسول الله : مرتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي فهل أنتم تاركوا لي صاحبي } فما أوذي بعدها . قال البخاري . غامر سبق بالخير . وفي الصحيحين عن ابن عباس قال : { وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع ؛ وأنا فيهم فلم يرعني إلا رجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت فإذا هو علي ؛ وترحم على عمر وقال : ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله عز وجل بعمله منك ؛ وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك . وذلك أني كنت كثيرا ما أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر فإن كنت أرجو أو أظن أن يجعلك الله معهما } . وفي الصحيحين وغيرهما أنه { لما كان يوم أحد قال أبو سفيان لما أصيب المسلمون : أفي القوم محمد ؟ أفي القوم محمد ؟ أفي القوم محمد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه . فقال أفي القوم ابن الخطاب ؟ أفي القوم ابن الخطاب ؟ أفي القوم ابن الخطاب ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه . فقال لأصحابه : أما هؤلاء فقد كفيتموهم فلم يملك عمر نفسه أن قال : كذبت عدو الله إن الذين عددت لأحياء وقد بقي لك ما يسوءك } الحديث . فهذا أمير الكفار في تلك الحال إنما سأل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ؛ دون غيرهم : لعلمه بأنهم رءوس المسلمين . النبي ووزيراه . ولهذا سأل الرشيد مالك بن أنس عن منزلتهما من النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فقال : منزلتهما منه في حياته كمنزلتهما منه بعد مماته . وكثرة الاختصاص والصحبة - مع كمال المودة والائتلاف والمحبة والمشاركة في العلم والدين : تقتضي أنهما أحق بذلك من غيرهما . وهذا ظاهر بين لمن له خبرة بأحوال القوم . أما الصديق فإنه مع قيامه بأمور من العلم والفقه عجز عنها غيره - حتى بينها لهم - لم يحفظ له قول مخالف نصا . هذا يدل على غاية البراعة . وأما غيره فحفظت له أقوال كثيرة خالفت النص لكون تلك النصوص لم تبلغهم . والذي وجد من موافقة " عمر " للنصوص أكثر من موافقة علي وهذا يعرفه من عرف مسائل العلم وأقوال العلماء فيها . وذلك مثل نفقة المتوفى عنها زوجها : فإن قول عمر هو الذي وافق النص دون القول الآخر . وكذلك " مسألة الحرام " قول عمر وغيره فيها : هو الأشبه بالنصوص من القول الآخر وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر } وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { رأيت كأني أتيت بقدح لبن فشربت حتى أني لأرى الري يخرج من أظفاري ثم ناولت فضلي عمر فقالوا ما أولته يا رسول الله قال : العلم } وفي الترمذي وغيره أنه قال : { لو لم أبعث فيكم لبعث عمر } . وأيضا فإن الصديق استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على " الصلاة " التي هي عمود الإسلام وعلى إقامة " المناسك " التي ليس في مسائل العبادات أشكل منها وأقام المناسك قبل أن يحج النبي صلى الله عليه وسلم . فنادى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان فأردفه بعلي بن أبي طالب لينبذ العهد إلى المشركين ؛ فلما لحقه قال : أمير . أو مأمور . قال : بل مأمور ؛ فأمر أبا بكر على علي بن أبي طالب وكان علي ممن أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمع ويطيع في الحج وأحكام المسافرين وغير ذلك لأبي بكر وكان هذا بعد غزوة تبوك التي استخلف عليا فيها على المدينة ولم يكن بقي بالمدينة من الرجال إلا منافق أو معذور أو مذنب ؛ فلحقه علي فقال : أتخلفني مع النساء والصبيان فقال : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى " : بين بذلك أن استخلاف علي على المدينة لا يقتضي نقص المرتبة فإن موسى قد استخلف هارون وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائما يستخلف رجالا ؛ لكن كان يكون بها رجال : وعام تبوك خرج النبي صلى الله عليه وسلم بجميع المسلمين ولم يأذن لأحد في التخلف عن الغزاة ؛ لأن العدو كان شديدا والسفر بعيدا وفيها أنزل الله سورة براءة . وكتاب أبي بكر في الصدقات [ أجمع الكتب ] وأوجزها ولهذا عمل به عامة الفقهاء وكتاب غيره فيه ما هو متقدم منسوخ فدل ذلك على أنه أعلم بالسنة الناسخة . وفي الصحيحين عن أبي سعيد قال : وكان أبو بكر أعلمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضا فالصحابة في زمن أبي بكر لم يكونوا يتنازعون في مسألة إلا فصلها بينهم أبو بكر وارتفع النزاع فلا يعرف بينهم في زمانه مسألة واحدة تنازعوا فيها إلا ارتفع النزاع بينهم بسببه كتنازعهم في وفاته صلى الله عليه وسلم ومدفنه وفي ميراثه وفي تجهيز جيش أسامة وقتال مانعي الزكاة ؛ وغير ذلك من المسائل الكبار ؛ بل كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم : يعلمهم ؛ ويقومهم ويبين لهم ما تزول معه الشبهة فلم يكونوا معه يختلفون . وبعده لم يبلغ علم أحد وكماله علم أبي بكر وكماله ؛ فصاروا يتنازعون في بعض المسائل . كما تنازعوا في الجد والإخوة ؛ وفي الحرام وفي الطلاق الثلاث ؛ وفي غير ذلك من المسائل المعروفة : مما لم يكونوا يتنازعون فيه على عهد أبي بكر وكانوا يخالفون عمر وعثمان وعليا : في كثير من أقوالهم ؛ ولم يعرف أنهم خالفوا أبا بكر في شيء مما كان يفتي فيه ويقضي . وهذا يدل على غاية العلم . وقام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام الإسلام ؛ فلم يخل بشيء منه ؛ بل أدخل الناس من الباب الذي خرجوا منه ؛ مع كثرة المخالفين من المرتدين وغيرهم وكثرة الخاذلين فكمل به من علمهم ودينهم ما لا يقاومه فيه أحد حتى قام الدين كما كان . وكانوا يسمون أبا بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم بعد هذا سموا عمر وغيره أمير المؤمنين . قال السهيلي وغيره من العلماء : ظهر قوله : { لا تحزن إن الله معنا } في أبي بكر : في اللفظ كما ظهر في المعنى فكانوا يقولون : محمد رسول الله وأبو بكر خليفة رسول الله ؛ ثم انقطع هذا الاتصال اللفظي بموته فلم يقولوا لمن بعده : خليفة رسول الله . وأيضا " فعلي بن أبي طالب " تعلم من أبي بكر بعض السنة ؛ بخلاف أبي بكر فإنه لم يتعلم من علي بن أبي طالب كما في الحديث المشهور الذي في السنن حديث صلاة التوبة عن علي قال : كنت إذا سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ينفعني الله منه بما شاء أن ينفعني فإذا حدثني غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر - وصدق أبو بكر - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويحسن الوضوء ويصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر الله له } . ومما يبين لك هذا أن أئمة علماء الكوفة الذين صحبوا عمر وعليا كعلقمة والأسود وشريح القاضي وغيرهم كانوا يرجحون قول عمر على قول علي . وأما تابعوا أهل المدينة ومكة والبصرة فهذا عندهم أظهر وأشهر من أن يذكر وإنما الكوفة ظهر فيها فقه علي وعلمه بحسب مقامه فيها مدة خلافته . وكل شيعة علي الذين صحبوه لا يعرف عن أحد منهم أنه قدمه على أبي بكر وعمر : لا في فقه ولا علم ولا غيرهما ؛ بل كل " شيعته " الذين قاتلوا معه عدوه كانوا مع سائر المسلمين يقدمون أبا بكر وعمر ؛ إلا من كان علي ينكر عليه ويذمه مع قلتهم في عهد علي وخمولهم : كانوا ( ثلاث طوائف : طائفة غلت فيه كالتي ادعت فيه الإلهية وهؤلاء حرقهم علي بالنار . وطائفة كانت تسب أبا بكر وكان رأسهم عبد الله بن سبأ فلما بلغ عليا ذلك طلب قتله فهرب منه : وطائفة كانت تفضله على أبي بكر وعمر قال : لا يبلغني عن أحد منكم أنه فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري . وقد روي عن علي من نحو ثمانين وجها وأكثر أنه قال على منبر الكوفة : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر . وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره من رواية رجال همدان خاصة - التي يقول فيها علي . ولو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلي بسلام من رواية سفيان الثوري عن منذر الثوري وكلاهما من همدان . رواه البخاري عن محمد بن كثير . قال : حدثنا سفيان الثوري حدثنا : جامع بن شداد حدثنا : أبو يعلى منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال قلت لأبي : يا أبت من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : يا بني : أوما تعرف فقلت : لا . فقال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر . وهذا يقوله لابنه : الذي لا يتقيه ولخاصته ؛ ويتقدم بعقوبة من يفضله عليهما . والمتواضع لا يجوز له أن يتقدم بعقوبة كل من قال الحق ولا يجوز أن يسميه مفتريا . ورأس الفضائل العلم ؛ وكل من كان أفضل من غيره من الأنبياء والصحابة وغيرهم : فإنه أعلم منه . قال تعالى : { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } والدلائل على ذلك كثيرة وكلام العلماء في ذلك كثير . وأما قوله " { أقضاكم علي } " فلم يروه أحد من أهل الكتب الستة ولا أهل المسانيد المشهورة ؛ لا أحمد ولا غيره بإسناد صحيح ولا ضعيف . وإنما يروى من طريق من هو معروف بالكذب ولكن قال عمر بن الخطاب : أبي أقرؤنا وعلي أقضانا وهذا قاله بعد موت أبي بكر . والذي في الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت } وليس فيه ذكر علي والحديث الذي فيه ذكر علي مع ضعفه : فيه أن معاذ بن جبل أعلم بالحلال والحرام وزيد بن ثابت أعلم بالفرائض . فلو قدر صحة هذا الحديث : لكان الأعلم بالحلال والحرام أوسع علما من الأعلم بالقضاء لأن الذي يختص بالقضاء إنما هو فصل الخصومات في الظاهر مع جواز أن يكون الباطن بخلافه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " { إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض وإنما أقضي بنحو ما أسمع . فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار } فقد أخبر سيد القضاة أن قضاءه لا يحل الحرام بل يحرم على المسلم أن يأخذ بقضائه ما قضى له به من حق الغير . وعلم الحلال والحرام يتناول الظاهر والباطن : فكان الأعلم به أعلم بالدين . وأيضا فالقضاء نوعان : ( أحدهما الحكم عند تجاحد الخصمين مثل أن يدعي أحدهما أمرا يكذبه الآخر فيه فيحكم فيه بالبينة ونحوها . ( والثاني ما لا يتجاحدان فيه - يتصادقان - ولكن لا يعلمان ما يستحق كل منهما كتنازعهما : في قسم فريضة أو فيما يجب لكل من الزوجين على الآخر أو فيما يستحقه كل من الشريكين ونحو ذلك . فهذا الباب هو من أبواب الحلال والحرام . فإذا أفتاهما من يرضيان بقوله كفاهما ذلك ولم يحتاجا إلى من يحكم بينهما وإنما يحتاجان إلى حاكم عند التجاحد وذاك إنما يكون في الأغلب مع الفجور . وقد يكون مع النسيان ؛ فأما الحلال والحرام فيحتاج إليه كل أحد من بر وفاجر وما يختص بالقضاء لا يحتاج إليه إلا قليل من الأبرار . ولهذا لما أمر أبو بكر عمر أن يقضي بين الناس مكث حولا لم يتحاكم اثنان في شيء ولو عد مجموع ما قضى النبي صلى الله عليه وسلم من هذا النوع لم يبلغ عشر حكومات فأين هذا من كلامه في الحلال والحرام الذي هو قوام دين الإسلام . يحتاج إليه الخاص والعام . وقوله : " { أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل } أقرب إلى الصحة باتفاق علماء الحديث من قوله أقضاكم علي لو كان مما يحتج به وإذا كان ذلك أصح إسنادا وأظهر دلالة : علم أن المحتج بذلك على أن عليا أعلم من معاذ بن جبل جاهل . فكيف من أبي بكر وعمر اللذين هما أعلم من معاذ بن جبل مع أن الحديث الذي فيه ذكر معاذ وزيد يضعفه بعضهم ويحسنه بعضهم . وأما الحديث الذي فيه ذكر علي فإنه ضعيف . وأما حديث " { أنا مدينة العلم } فأضعف وأوهى ولهذا إنما يعد في الموضوعات المكذوبات وإن كان الترمذي قد رواه . ولهذا ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وبين أنه موضوع من سائر طرقه . والكذب يعرف من نفس متنه ؛ لا يحتاج إلى النظر في إسناده : فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان " { مدينة العلم } لم يكن لهذه المدينة إلا باب واحد ولا يجوز أن يكون المبلغ عنه واحدا ؛ بل يجب أن يكون المبلغ عنه أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ورواية الواحد لا تفيد العلم إلا مع قرائن وتلك القرائن إما أن تكون منتفية ؛ وإما أن تكون خفية عن كثير من الناس أو أكثرهم فلا يحصل لهم العلم بالقرآن والسنة المتواترة ؛ بخلاف النقل المتواتر : الذي يحصل به العلم للخاص والعام . وهذا الحديث إنما افتراه زنديق أو جاهل : ظنه مدحا ؛ وهو مطرق الزنادقة إلى القدح في علم الدين - إذ لم يبلغه إلا واحد من الصحابة . ثم إن هذا خلاف المعلوم بالتواتر : فإن جميع مدائن المسلمين بلغهم العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير طريق علي رضي الله عنه . أما أهل المدينة ومكة فالأمر فيهم ظاهر وكذلك أهل الشام والبصرة - فإن هؤلاء لم يكونوا يروون عن علي إلا شيئا قليلا وإنما غالب علمه كان في أهل الكوفة ومع هذا فقد كانوا تعلموا القرآن والسنة قبل أن يتولى عثمان فضلا عن خلافة علي . وكان أفقه أهل المدينة وأعلمهم تعلموا الدين في خلافة عمر وقبل ذلك لم يتعلم أحد منهم من علي شيئا إلا من تعلم منه لما كان باليمن كما تعلموا حينئذ من معاذ بن جبل . وكان مقام معاذ بن جبل في أهل اليمن وتعليمه لهم أكثر من مقام علي وتعليمه ولهذا روى أهل اليمن عن معاذ أكثر مما رووه عن علي وشريح وغيره من أكابر التابعين إنما تفقهوا على معاذ . ولما قدم علي الكوفة كان شريح قاضيا فيها قبل ذلك . وعلي وجد على القضاء في خلافته شريحا وعبيدة السلماني وكلاهما تفقه على غيره . فإذا كان علم الإسلام انتشر في " مدائن الإسلام " : بالحجاز والشام واليمن والعراق وخراسان ومصر والمغرب قبل أن يقدم إلى الكوفة ولما صار إلى الكوفة عامة ما بلغه من العلم بلغه غيره من الصحابة ولم يختص علي بتبليغ شيء من العلم إلا وقد اختص غيره بما هو أكثر منه . " فالتبليغ العام " الحاصل بالولاية حصل لأبي بكر وعمر وعثمان منه أكثر مما حصل لعلي . " وأما الخاص " : فابن عباس كان أكثر فتيا منه وأبو هريرة أكثر رواية منه وعلي أعلم منهما ؛ كما أن أبا بكر وعمر وعثمان أعلم منهما أيضا . فإن الخلفاء الراشدين قاموا من تبليغ العلم العام بما كان الناس أحوج إليه مما بلغه من بلغ بعض العلم الخاص . وأما ما يرويه أهل الكذب والجهل من اختصاص علي بعلم انفرد به عن الصحابة فكله باطل وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قيل له : " { هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه وما في هذه الصحيفة وكان فيها عقول الديات - أي : أسنان الإبل التي تجب فيه الدية - وفيها فكاك الأسير وفيها لا يقتل مسلم بكافر } . وفي لفظ : " { هل عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس فنفى ذلك } إلى غير ذلك من الأحاديث عنه التي تدل على أن كل من ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بعلم فقد كذب عليه . وما يقوله بعض الجهال أنه شرب من غسل النبي صلى الله عليه وسلم فأورثه علم الأولين والآخرين : . من أقبح الكذب البارد فإن شرب غسل الميت ليس بمشروع ولا شرب علي شيئا ولو كان هذا يوجب العلم لشركه في ذلك كل من حضر . ولم يرو هذا أحد من أهل العلم . وكذلك ما يذكر : أنه كان عنده علم باطن امتاز به عن أبي بكر وعمر وغيرهما : فهذا من مقالات الملاحدة الباطنية ونحوهم : الذين هم أكفر منهم بل فيهم من الكفر ما ليس في اليهود والنصارى كالذين يعتقدون إلهيته ونبوته وأنه كان أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان معلما للنبي صلى الله عليه وسلم في الباطن ونحو هذه المقالات : التي إنما يقولها الغلاة في الكفر والإلحاد والله سبحانه وتعالى أعلم
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
كتاب الله قد أثنى على الصحابة الكرام في غير موضع    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
سئل : - عن قول الشيخ " أبي محمد عبد الله بن أبي زيد " في آخر ( عقيدته وأن خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . وأفضل " الصحابة " الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي . فما الدليل على تفضيل أبي بكر على عمر ؟ وتفضيل عمر على عثمان وعثمان على علي ؟ فإذا تبين ذلك فهل تجب عقوبة من يفضل المفضول على الفاضل أم لا ؟ . بينوا لنا ذلك : بياناً مبسوطاً مأجورين إن شاء الله تعالى .
الجواب
" القرآن " قد أثنى على " الصحابة " في غير موضع كقوله تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه } . وقوله تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى } . وقال تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } وقال تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } . وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة } . وفي الصحيحين عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه } . وقد ثبت عنه في الصحيح من غير وجه أنه قال : " { خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم } . وهذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون . فالقدح فيهم قدح في القرآن والسنة . ولهذا تكلم الناس في تكفير الرافضة بما قد بسطناه في غير هذا الموضع . والله سبحانه وتعالى أعلم .
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
" أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عمِلوا ونتجاوز عن سيئاتهم" الآية الكريمة.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سئل عما شجر بين الصحابة :  علي ومعاوية وطلحة وعائشة - هل يطالبون به أم لا ؟
الجواب
قال ينبغي أن يعلم أنه وإن كان المختار الإمساك عما شجر بين الصحابة والاستغفار للطائفتين جميعاً وموالاتهم ؛ فليس من الواجب اعتقاد أن كل واحد من العسكر لم يكن إلا مجتهداً متأولاً كالعلماء بل فيهم المذنب والمسيء وفيهم المقصّر في الاجتهاد لنوع من الهوى، لكن إذا كانت السيئة في حسنات كثيرة كانت مرجوحة مغفورة . " وأهل السنة " تحسّن القول فيهم وتترحّم عليهم وتستغفر لهم لكن لا يعتقدون العصمة من الإقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سواه فيجوز عليه الإقرار على الذنب والخطأ لكن هم كما قال تعالى : { أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم } الآية . وفضائل الأعمال إنما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها
.
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
هذا ما قاله في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه وأرضاه في هذا الموضع.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
"سئل رحمه الله عن رجل قال عن " علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إنه ليس من أهل البيت ولا تجوز الصلاة عليه، والصلاة عليه بدعة.
الجواب
فأجاب : أما كون علي بن أبي طالب من أهل البيت فهذا مما لا خلاف فيه بين المسلمين وهو أظهر عند المسلمين من أن يحتاج إلى دليل ؛ بل هو أفضل أهل البيت وأفضل بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أدار كساءه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهِبْ عنهم الرجس وطهّرْهم تطهيراً } " . وأما الصلاة عليه منفرداً فهذا ينبني على أنه هل يُصلى على غير النبي ،صلى الله عليه وسلم، منفرداً ؟ مثل أن يقول : اللهم صل على عمر أو علي؟  وقد تنازع العلماء في ذلك . فذهب مالك والشافعي وطائفة من الحنابلة : إلى أنه لا يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم منفرداً كما روي عن ابن عباس أنه قال : لا أعلم الصلاة تنبغي على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم . وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك ؛ لأن علي ابن أبي طالب ،رضي الله عنه، قال لعمر بن الخطاب : صلى الله عليك . وهذا القول أصح وأولى . ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعلي أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث يجعل ذلك شعاراً معروفاً باسمه : هذا هو البدعة" .
( الفتاوى1/397).
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
تذكير    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
يقول الإمام الشافعي‘ رحمه الله تعالى:

تَزوّدْ للذي لا بُدَّ منهُ **   فإنّ الموتَ مِيقاتُ العِبادِ
 
وتُبْ مِمّا جَنيتَ وأنتَ حيٌّ** وكُن مُتنبهاً قبلَ الرّقادِ

ستَندمُ إن رحلتَ بغير زادٍ**  وتَشقى إذ يُناديك المنادِ

أتَرضى أنْ تكونَ رفيقَ قومٍ** لهم زادٌ وأنتَ بغيرِ زادِ
*د يحيى
28 - نوفمبر - 2010
 6  7  8  9  10