 | تحرير التدين من الكراهية     ( من قبل 5 أعضاء ) قيّم
" تحرير التدين من الكراهية د. عبد الجبار الرفاعي في الادبيات المتداولة لدى الاسلاميين يجري خلط بين الاسلام بمعنى نص الكتاب, والاسلام بمعنى التراث المدون للمسلمين عبر التاريخ, والاسلام بمعنى التجربة التاريخية للاجتماع الاسلامي, وما اكتنفها من انتصارات وصراعات وهزائم, وما شاع في حياة المسلمين من تقاليد وممارسات متنوعة. فيغدو الدفاع عن الاسلام احيانا دفاعا عن بروتوكولات القصور السلطانية, او دفاعا عن الاكراهات المختلفة في الحياة الاسلامية. وتتسع دائرة المقدس فتشمل الماضي بأسره, من دون تمييز بين خيره وشره, وعدله وظلمه, وحسنه وقبحه, ويتحول الأعلام الذين عاشوا في تلك العصور، من المتكلمين، والفلاسفة، والعرفاء، والمتصوفة، والفقهاء، والمفسرين الى كائنات متعالية على التاريخ, ويتعاطى الكثيرون مع آثارهم وكأنها نصوص أبدية خالدة, لا تختص بزمان او بيئة حضارية معينة. ومن الواضح ان الرؤية الكونية وصورة الاله, ونمط صياغات المفاهيم, والاحكام, والمواقف السائدة, فيما كتبه المسلمون من مدونات ومؤلفات, تلتبس بطبيعة الظروف والاحوال والظواهر السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية, فولادة وطغيان استبداد الخلفاء والسلاطين، منذ العصر الاموي الى آخر سلطان عثماني، رسخ صورة للاله طمست رحمته ورأفته وعفوه وجماله وجلاله, الذي يتجلى مشرقا في النص القرآني, وجرى تهميش واقصاء لآثار العلماء, الذين لايتطابق موقفهم مع هذه الرؤية, لانها كانت تفصح عن اجتهادات تسعى لمقاربة تلك الموضوعات من منظور مختلف, وتفضي الى اكتشاف الابعاد الانسانية في الدين, والاعلان عن ان احتقار الآخر أو عدم احترامه, لا صلة لـه بالدين, لان, «الدين هو الحب والحب هو الدين» حسب تعبير الامام محمد بن علي الباقر(ع). وعلى هذا ينبغي التمييز بين الاسلام الامبراطوري, الاسلام الذي نشأ وترعرع في البلاطات والقصور السلطانية, واسلام الموت والكراهية, الاسلام الذي يختزل الدين في طاحونة للقتل الشنيع, كما فعل في كربلاء والكاظمية في العاشر من محرم سنة 1425هـ، وما فعل في الكنائس وبيوت العبادة المسيحية في بغداد وغيرها، وبين الاسلام القرآني المبرأ من ذلك. هجاء الحياة وتمجيد الموت وهب الله الحياة للانسان, فصارت مناط الاستخلاف والأمانة, وبالتالي المسؤولية, وارتكزت عليها وانبثقت منها كل مكاسب البشرية وابداعاتها وتعبيراتها. وتحرص الاديان عادة على احترام الحياة, وربما تقديسها, وتتطلع الرسالات السماوية الى تطهير الحياة من القلق, وبث الطمأنينة والسكينة في روع الانسان, عبر ترسيخ النزعة الروحية والاخلاقية, وتكريس المضمون الرمزي للعالم, والكشف عن مظاهر الانسجام والاتساق بين الانسان وما حوله, وتحريره من الاغتراب الكوني, ومن كل ما من شأنه ان يسلخه وينفيه من هذا الوجود. غير ان الحياة تغدو لعنة, وأية محاولة للتشبث بها, والسعي لعمارتها, والتنعم بطيباتها, تصبح منافية للفهم السلفي للدين, ذلك الفهم الذي يتمحور خطابه على هجاء الحياة, وتمجيد الموت, ولعن المباهج, وأسباب الفرح والغبطة والمسرة، بل مسخ الذوق الفني, وتجاهل الابعاد الجمالية في الكون. ان التعامل مع الحياة بهذا المنطق, هو مصدر الشعور بالاحباط والفشل, وهو الذي يقود الى العنف, والرغبة في تدمير الحياة, وتحطيم كل شيء ينتمي اليها. حين تهيمن ثقافة الموت على وجدان الانسان, تنطفئ جذوة الحياة في نفسه, ويفتقد القدرة على المساهمة في البناء, ولايتقن اية حرفة سوى تقديس الحزن, وصناعة الموت, فتندثر طاقاته, وتتعطل قابلياته, وتتبدد امكاناته ومواهبه بأسرها. وليس هناك درب يقودنا الى الحياة, ويعيد قطاعات واسعة من الشباب الى العالم الذي افتقدهم, سوى اشاعة فهم عقلاني جريء للدين, يخترق الادبيات الجنائزية في تراثنا, التي تكثف حضورها في الخطاب السلفي اليوم,كما يخترق ما راكمته تجربة الاجتماع الاسلامي من اكراهات ومظالم وصراعات مختلفة, عملت على تبلور مفهومات وفتاوى مشبعة بتلوينات تلك التجربة. لقد باتت الحاجة ملحة الى دراسة وتحليل منابع اللاتسامح, وبواعث العنف والكراهية في مجتمعاتنا, والاعتراف بأن الكثير منها يكمن في الفهم الخطأ للدين, والجهود الحثيثة للأصولية السلفية في تعميم هذا الفهم وتعزيزه. ومن الضروري عدم التوقف عند دراسة مضمون الخطاب, وانما يجب تحليل خطاب الجماعات الاصولية, ودراسة الآليات الخطابية, التي تنتج العنف, وتمتدح الكراهية, ذلك ان اللغة ليست أداة محايدة في بيان المعاني, بل اللغة فى حراكها التواصلي والاجتماعي, كما تجسـدها النصوص, هي فضاء من الفضاءات الاجتماعية يخضع لحركية خاصة, ينبغي ان تحلل من داخلها(1). وعلى حد تعبير نيتشة, فإن كل كلمة هي عبارة عن حكم مسبق. ان مراجعة عاجلة لنموذج من الادبيات السلفية, سترينا بوضوح كيف ان هذه الادبيات بقدر ما تتحدث عن مناهضة الآخر, وانحصار اسلوب التعاطي معه بالقتل والابادة, فانها تتكتم على مساحة شاسعة في النص، تتحدث عن الرأفة والرفق والعفو والعدالة والرحمة, حتى يخيل لمن يستمع الى منابر هذه الجماعات, او يقرأ بياناتها, انها تتحدث عن دين خاص تنحته, وتعيد تشكيله في اطار وعيها, وخلفياتها ومسبقاتها وقبلياتها ومفروضاتها الذهنية, ولا علاقة لـه بالنص المؤسس. انه دين مشبع بالاكراهات, ينفي الروح التطهرية للدين, ويمسخ ما يختزنه من معان سامية, ويفرغه من محتواه العقلاني, ويحيله الى مجموعة من المقولات والشعارات المغلقة, تستنزف الطاقة الحيوية الابداعية لرسالة الدين, وتفقره، وتمسخه، وتستبدله بمفهومات وافكار مقطوعة الجذور عن روح الدين وجوهره، وتصيره عبئا ينوء الناس بحمله, ويعطل دينامية التطور في الاجتماع البشري, ويستدعي القيم الرديئة للبداوة, فيبعثها من جديد, ويتبناها, ويدافع عنها, ويسقط عليها قناعا اسلاميا, بوصفها تمثل الهوية والاصالة, فيما هي في الحقيقة ليست الا تمثلات وتعبيرات وتقاليد, لبيئة محلية صحراوية قاسية غليظة, رفضها القرآن, ونعتها بتسميات قدحية, وجعلها النقيض لروح الدين ومقاصده الأخلاقية، وأهدافه الانسانية. لااكراه في الدين مما لاريب فيه ان حق الحياة من الحقوق المصونة المحترمة لكافة البشر, بقطع النظر عن أجناسهم وثقافاتهم ومعتقداتهم, وان عدم الايمان أوالكفر وحده لايصلح ان يكون موضوعا للحكم بالاعتداء على شخص أوقتله, وان الأصل هو براءة الكل من العقوبة الدنيوية, واثبات اية عقوبة بحاجة الى دليل. ذلك ان المعتقد امر جوانحي باطني، وليس امرا جوارحيا خارجيا, وان تحققه وحصوله ليس باختيار الانسان، بمعنى ان العالم الجواني الداخلي لايمكن فرضه بالقسر, باعتباره عالم الحرية. يصرح العلامة الطباطبائي في تفسير «لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي» ان الآية في مقام بيان «نفي الدين الاجباري, لما ان الدين, وهو سلسلة من المعارف العلمية التي تتبعها اخرى عملية, يجمعها انها اعتقادات, والاعتقاد والايمان من الامور القلبية التي لايحكم فيها الاكراه والاجبار, فان الاكراه انما يؤثر في الاعمال الظاهرية, والافعال والحركات البدنية المادية, واما الاعتقاد القلبي فله علل وأسباب اخرى قلبية، من سنخ الاعتقاد والادراك, ومن المحال ان ينتج الجهل علما, أوتولد المقدمات غير العلمية تصديقا علميا, فقوله«لااكراه في الدين» ان كان قضية اخبارية حاكية عن حال التكوين, انتج حكما دينيا بنفي الاكراه على الدين والاعتقاد, وان كان حكما انشائيا تشريعيا, كما يشهد ماعقبه تعالى من قوله «قد تبين الرشد من الغي»كان نهيا عن الحمل على الاعتقاد والايمان كرها, وهو نهي متك على حقيقة تكوينية, وهي التي مر بيانها. ان الاكراه انما يعمل ويؤثر في مرحلة الافعال البدنية دون الاعتقادات القلبية... وبعبارة اخرى العقيدة بمعنى حصول ادراك تصديقي ينعقد في ذهن الانسان ليس عملا اختياريا للانسان حتى يتعلق به منع او تجويز او استعباد او تحرير, وانما الذي يقبل الحظر والاباحة هو الالتزام بما تستوحيه العقيدة من الاعمال, كالدعوة الى العقيدة...»(2). ويصف القرآن الايمان بأنه رشد وحق, وان ماسواه زيغ وغي, والرشد هو الأمر الواضح الجلي, الذي لايجبر عليه الانسان, ويبدو ان الآية تقرر حقيقة عامة شاملة لكل انسان، ومع كل معتقد, فانه لايمكن فرضه, مثلما لايمكن خلعه وسلخه منه. أي «انطلاقا من الاطلاق الذي تفيده الآية, لم يقصر القرآن الكريم حرية العقيدة وعدم الاكراه على الدين الاسلامي, بل أعلن عن انتفاء كل اشكال الضغط والاكراه موضوعيا عن كافة الأديان والعقائد والافكار, وذلك بالنظر لالغاء خصوصية المورد, أي ان مثل هذه الحرية المتصلة طبيعيا وذاتيا بماهية البشر, مما لايمكن وضعه ولارفعه ».(3) وهذا يعني ان المعتقد مالم ينبثق الايمان به من قناعة وجدانية، وارادة قلبية، لايمكن ان يلامس شغاف الفؤاد. وكل الأنظمة الشمولية, التي تفرض نسقا ايديولوجيا مغلقا على مواطنيها, انما تعمل على تفشي ظاهرة النفاق, وهي تحسب انها دمجت كافة المواطنين في النسق الاعتقادي الذي اختارته لهم, ذلك ان المعتقد ليس بمثابة الثوب الذي يلبس ويخلع بسهولة. وفي مثل هذه البلاد تشيع عادة عقيدة ظاهرة, وهي ماتريده السلطة, بينما يخفي الافراد معتقداتهم, التي باتت واحدة من مكونات هويتهم الباطنية. وفي آيات اخرى يتحدث القرآن ايضا عن هذه المسألة, ويجليها بوضوح, كما في قوله تعالى: «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»(4). هنا اشارة الى المشيئة الالهية التكوينية الحتمية, التي بموجبها يمكن ان يجعل الله جميع سكان الأرض مؤمنين بالقسر, ولكنه تعالى انكر ذلك مستفهما، بأن مثل هذه الحالة لاتليق بالانسان, وكما انه سبحانه لم يلجأ لذلك، فهو ينبه النبي ان لايحزن أو يقلق، عندما لا يؤمن بعض الناس, لأن المورد خارج اطار الاكراه. وان الايمان موكول للانسان, فبوسعه اختيار ماترسو عليه قناعاته, ومايرتضيه قلبه, ومايستسيغه عقله. وفي مجموعة آيات يتحدث القرآن عن حرية كل فرد في اختيار السبيل الذي ينشده في الدنيا, كما في قوله تعالى: «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا»(5). تقرر الآية بصراحة ان الايمان والكفر يرتبطان باختيار الانسان وارادته, من شاء فليؤمن, ومن شاء فليكفر, ولا تشير الى عقاب، أو توبيخ، أو تحقير واهانة، دنيوية, بل تقتصر على الاشارة الى الاستحقاق الاخروي للظالمين المعاندين. وهكذا الآية «قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل»(6), والآية «انا انزلنا عليك الكتاب بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وماانت عليهم بوكيل»(7). وبالرغم من ان القرآن لايساوي بين الهدى والضلال, لكنه يمنح الانسان حرية في الاختيار, ولايلزمه بأحدهما خاصة, لأن المعاد يترتب على هذه الحرية, وليست هناك مسؤولية وحساب مع سلب الاختيار في الدنيا. وفي طائفة غيرها من الآيات يحدد القرآن نمط دعوة الرسول الآخرين الى الدين, فيصفه بأنه (مذكر, ومبشر, ومنذر, وشاهد, وسراج منير, ورحمة للعالمين, وماعليه الا البلاغ, وليس بمسيطر, وليس بجبار....). «فذكر انما انتَ مذكرٌ. لستَ عليهِم بمسيطر »(8). «نحن اعلمُ بما يقولونَ وما انتَ عليهِم بجبارٍ فذكّرْ بالقرآنِ من يخافُ وعيد»(9). «وما ارسلناكَ الا مبشراً ونذيراً. قل ما اسألُكُم عليه من أجر الا مَن شاءَ انْ يتخذَ الى ربهِ سبيلا. وتوكلْ على الحيِ الذي لايموتُ وسبّحْ بحمدِه وكفى به بذنوب عباده خبيرا»(10). «وإنْ مّا نُرينَّكَ بعضَ الذي نَعُدهُم او نَتَوَفينَّك فَانما عليكَ البلاغُ وعلينا الحساب»(11). «ما على الرسولِ الا البلاغُ واللهُ يعلمُ ما تبدون وماتكتمون»(12). «وبالحقّ أنزَلناهُ وباَلحقّ نزَلَ وماأرسَلناكَ الا مبشّراً ونذيراً»(13). «وماارسلناك الا رحمةً للعالمين»(14). «يا ايها النبيُ انا ارسلناكَ شاهداً ومبشراً ونذيراً »(15). «وماأرسلناكَ الا كافةً للناسِ بشيراً ونذيراً»(16). «انا ارسلناكَ بالحقِّ بشيراً ونذيراً»(17). «فانْ أعرضوا فما أرسلناكَ عليهِم حفيظا»(18). «انا ارسلناكَ شاهداً ومبشراً ونذيراً»(19). اذن وظيفة النبي تتلخص في التذكير بالبينات والهدى, وابلاغ الحق, والشهادة, والتبشير بالنعيم, والانذار بالخسران، في حالة الجحود والعناد, وانه سراج يضيئ الطريق, ورحمة للعالمين. وبموازاة ذلك ينبهه الله الى انه ليس لـه سلطان في اكراه الناس على الايمان, فهو «ليس بمسيطر, ولاجبار, وانما رحمة للعالمين». فاذا كان النبي(ص) وهو صاحب الرسالة، لم يفوّض في اجبار الناس واكراههم، فكيف يفوض غيره بذلك؟! وان كان ذلك ليس من وظائف النبي, فكيف يسوغ لاتباعه سلب حرية الناس, ومصادرة حقهم في اختيار المعتقد؟! وكذلك ينفرد القرآن الكريم من بين الكتب المقدسة في الأديان، في ان سوره تبدأ بــ«البسملة»والتي تحتسب آية من السورة، حسبما ذهب جماعة من المفسرين والفقهاء, وتشتمل البسملة على صياغة بليغة لبيان مفهوم الرحمة, أوهي تكثيف دلالي لمنطق الرحمة الذي يسود الكتاب. ويرى بعض المفسرين ان كل بسملة هي آية، لها معنى معين،يخص كل سورة تتصدرها, أي انها آية تختص بتلك السورة, ومعناها يتنوع بتنوع السور, وغرضها لا يخرج عن غرض السورة وما يتحصل من غاياتها. وبعبارة اخرى ان افتتاح كل سورة بالبسملة يعني ان الرحمة المشبعة بالبسملة حاكمة ومهيمنة على مضمون السورة واغراضها, فان كان المضمون اخلاقيا ينبغي ان يكون متقوما بالرحمة, وهكذا لو كان المضمون عقائديا أو غيره. فتقديم نص كل سورة بما تشتمل عليه البسملة من رحمة, يشي بأن كافة المضامين المسوقة في آيات القرآن تتأطر بمضمون البسملة, وهي بمثابة البوصلة التي تحدد وجهتها، وتصوغ الفضاء الروحي القيمي للسورة وللقرآن بمجموعه. لقد لاحظت ان كلمة«الرحمة» ومشتقاتها تكررت في القرآن اكثر من 330 مرة, ما خلا ما ورد من تكرار البسملة في السور 114 مرة, وبناء على القول بأن البسملة آية من كل سورة، وورود «الرحمن الرحيم» في كل بسملة، يفوق عدد مرات ذكر الرحمة ومشتقاتها في القرآن 550 مرة. وهي ظاهرة دلالية تستحق العناية والتدبر. حتى وصف القرآن الكريم النبي محمد(ص) بأنه رحمة, وذكر بصراحة ان هذه الرحمة عامة, لاتختص بفرقة أوجماعة, وانما هي شاملة لكل العالمين «وماأرسلناك الا رحمة للعالمين». ومما لاريب فيه انه حيثما كانت الرحمة فلا كراهية ولااكراه, ذلك ان الكراهية من لوازم العدوان والنقمة, بينما الرفق والعطف والرأفة والعدل والاحسان من لوازم الرحمة. فاذا كانت الرحمة وتوابعها تستوعب هذه المساحة من القرآن, لماذا يتغافل عنها اولئك الذين يختصرون الاسلام بالقتل والموت, وينصبون انفسهم ناطقين باسم الله في الأرض, من دون ان يتدبروا آيات الله ويفقهوا كتابه, كتاب المحبة والرحمة؟!
الهوامش
(1) د. محمد الحداد. حفريات تأويلية في الخطاب الاصلاحي العربي. بيروت. دارالطليعة، ص5. (2) العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي الميزان في تفسير القرآن. بيروت:مؤسسة الأعلمي, ج2: ص347. وج4: ص 120. (3) الشيخ الدكتور مهدي حائري يزدي. الاسلام وميثاق حقوق الانسان. حولية «مكتب تشيع» العدد4,1962, ص67-76. (4) يونس 99. (5) الكهف 29. (6) يونس 108. (7) الزمر 41. (8) الغاشية 21ـــ22. (9) ق 45. (10) الفرقان 56ـــ 58. (11) الرعد 40 (12) المائدة99. (13) الاسراء 105. (14) الأنبياء 107. (15) الأحزاب 45. (16) سبأ 28. (17) فاطر 24. (18) الشورى 48. (19) الفتح 8 . (20) يونس 99.
| *د يحيى | 21 - نوفمبر - 2010 |