البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : من الذي قتل الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه    كن أول من يقيّم
 عبدالله  
20 - نوفمبر - 2010
اخواني قرأت في بعض كتب التأريخ ان الذي قتل الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه هو مروان بن الحكم فهل هذا صحيح ثابت؟ واذا كان صحيحا فكيف بايعه المسلمون بعد خلافة يزيد أليس هذا السكوت عن الحق وتحريف لدين الله؟
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وجه من وجوه الجواب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هذا السؤال بحاجة الى حديث قد يطول لكن باختصار، من قرأ التاريخ بإمعان وتجرد مع التدبر فيه جيدا يجد أن مفهوم البيعة عند المسلمين كان ولعله مايزال فضفاضا وغامضا -قد لا يرى البعض هذا كلام صحيحا- حتى ذهب بعضهم بصحة البيعة ولو كانت من رجل واحد. عموما الظروف التي جاءت بمروان بن الحكم الى السلطة هي اضطراب البيت الأموي بعد وفاة يزيد بن معاوية وتنازل ولده من بعده عن الخلافة فانتقلت من الجناح الأموي السفياني الى الجناح الأموي المرواني. أما مقتل طلحة فقد قال الرواة أن مروان رماه بسهم في معركة الجمل ثأرا لعثمان بن عفان. وكان مروان يتهم طلحة بالوقوف مع الثائرين على الخليفة والتحريض عليه.
أما كيف بايعه المسلمون، فاقرأ كيف بايع أهل المينة يزيد بعد واقعة الحرة: بايع على أن تكون قنّا- عبدا- ليزيد ومن رفض ذلك قتل.
أما دين الله فكما قال الشاعر:
 
 مالي وللناس إذ يلحونني سفها       ديني لنفسي ودين الناس للناس
 
والمسألة بعد كل ماذكرتُ لك لا تستحق كل هذا الصراخ والعويل.
 
وقد قال الماركسيّون أيام مجدهم: دعه يمرّ: دعها تمرّ.
 
فما جاز ولا مرّوا     ولا قام لهم أمر
فلا تكشف ما لاح     إذا كان لهم ستر  
*صادق السعدي
20 - نوفمبر - 2010
أرجو تصحيح عبارتك يا عبد الله.    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم
 
"أليس هذا السكوت عن الحق وتحريف لدين الله؟".
*د يحيى
20 - نوفمبر - 2010
تلك أمة قد خلت...    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم. أخي عبد الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد: فلنفترض أنك حصلت على جواب سؤالك وكان دقيقًا وصحيحًا فهو لا يعدو أحد أمرين:
1- مروان بن الحكم هو القاتل، وأنه اختير خليفة فيما بعد. فماذا ستصنع؟ أمر تم وانتهى.
2- مروان بن الحكم بريء من قتل طلحة. فماذا بعد؟
أنا معك، الناس حيال هذا الأمر وما هو على شاكلته فريقان. وكل يدّعي خلاف ما يدّعيه الآخر.. فإثارة مثل هذه الأمور لا تنفع في الدعوة إلى الله. وإن كان هدفك البحث العلمي، فالمراجع كثيرة وكثيرة جدًا، وكذلك محركات البحث في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) تعطيك الكثير الكثير.. ولكن سواء كانت المراجع أو محركات البحث فمطلوب منك أمور حتى تصل إلى بُغيتك:
الأول: الصبر الشاق والمرير.
الثاني: التجرد من أي مؤثرات سابقة في ذهنك.
الثالث: الحد الأدنى من العلم الذي يخص ما أنت باحث فيه، مثل مصطلحات علم الحديث، ومعرفة معانيها ومدلولاتها، وشيئًا عن علم "الجرح والتعديل"
الرابع: الجرأة عند الوصول إلى ما هو حق وصدق "علميًا" أن تتبناه وتلتزم به ولو كان مخالفًا لما كنت عليه.
وإن لم ترد أن تتعب نفسك.. فكما قلت لك: معرفة الجواب عن السؤال لا يقدم ولا يؤخر فيما نحن خُلقنا من أجله وهو " تحقيق العبودية الحقة لله سبحانه وتعالى". وأذكرك في هذا المجال بآيتين كريمتين:
الأولى: " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، ولا تُسْألون عما كانوا يعملون".
الثانية" " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"
والخوض في هذه الأمور شائك .. لملحوظة يسيرة أسوقها لك: أنت أشكل عليك الأمر فسألت: كيف بايعه المسلمون؟ وأنا أقول لك: مروان بن الحكم روى عنه أحاديث كثيرة الصحابة وهو روى عن صحابة أيضًا ، فمثلاً روى عن علي رضي الله عنه، وروى عنه زين العابدين.. وثبوت ما ذكرت عنه يعني نسف كل ما رواه أو روي عنه.. وبعض هذا الذي رواه أو روي عنه يتعبد الناس به ربهم ويدينون له!! فليس من السهل على المرء أن يستسلم لما قال فلان أو علان.. ولاسيما أن أعداء الإسلام موجودون في كل وقت، وهم غير نائمين وغير مغفلين.. بل يحيكون مؤامراتهم بذكاء ودهاء.. فعلينا أن ننتبه ونكون أيضًا يقظين وأذكياء ودهاة.. وهذا يحتاج إلى جهد كما قلنا ولا شك نحن مأجورون على بذله. بصّرنا الله وإياك بالحق وجعلنا جميعًا من أتباعه. إنه سميع مجيب.
*محمد جميل
25 - نوفمبر - 2010
الصحابة ليس معصومين    كن أول من يقيّم
 
موقعة الجمل بكاملها فتنة تقاتل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بعضهم وهي فتنة تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكل الفريقين يرى نفسه صوابا .
فكم قتل وكم جرح من الفريقين  بسيوف الصحابة رضوان الله عليهم  .
فالصحابة بشر معرضون للخطيئة وليس معصومين .
اما العصر الاموي فله ما له من انجازات وعليه ما عليه من ملاحظات والله حسيبهم .
 
 
محمد المرضي
2 - ديسمبر - 2010
دورمروان في مقتل طلحة    كن أول من يقيّم
 
طلحة بن عُبيد الله بن عثمان القُرشي التَّيمي المكي ، تلا فيه الرسول صلي الله عليهم وسلم هذة الأية الكريمة "من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله علية فمنهم من قضي نحبة ، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"، ثم استقبل وجوه الصحابة ، وقال وهو يشير الي طلحة : "من اراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيدالله" وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
 
دورمروان في مقتل طلحة :
يزعم الواقدي الكذاب أن مروان بن الحكم لما قاتل في يوم الجمل ثم رأى انكشاف الناس، نظر إلى طلحة بن عبيد الله (أحد العشرة المبشرين بالجنة) واقفاً، فقال: والله إن دم عثمان إلا عند هذا هو كان أشد الناس عليه! فرماه بسهم فقتله. وما أسمج هذه الكذبة. كيف يكون هو بجيش طلحة وكلاهما يقاتل دفاعا عن دم عثمان فيقوم ويغدر به فيقتله؟ ومروان يعلم علم اليقين أن طلحة بن عبيد الله لم يشارك في دم عثمان، خاصة أن مروان كان يدافع عن عثمان بالدار، وقد شاهد بعينه قتلة عثمان الذين حاصروه ودخلوا عليه. ومعلوم عند الجميع أن طلحة لم يحرض على عثمان أبداً، بل أرسله ولده محمد ليدافع عن عثمان من القتلة. ويشتهر أن محمد بن طلحة كان يقول: أنا ابن من حامي عليه بأحد ***ورد أحزابا على رغم معد. ولما قُتِلَ عثمان كان طلحة من أشد الناس سخطاً لمقتله، فخرج يطالب بدمه بعد ذلك ويبذل في ذلك روحه. وهذه الكذبة السمجة تريد الترويج لفكرة شيطانية هي أن الصحابة هم الذين تآمروا على عثمان بن عفان ليقتلوه. ويظهر لي أن عمدة هذه الأسطورة هم اثنان:
- عم يحيى بن سعيد الأنصاري
أخرج ابن شبة في تاريخ المدينة (4|1172): حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا وهب بن جرير (206هـ) قال حدثنا جويرية (173هـ) قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري (ت144هـ): حدّثني عمّي-أو عمّ لي- (مجهول) قال: بينما أنا عند عائشة -وعثمان محصور، والناس مجهّزون للحجّ- إذ جاء مروان، فقال: «يا أُمّ المؤمنين، إنّ أمير المؤمنين يقرأ عليكِ السلام ورحمة اللَّه، ويقول: "ردّي عنّي الناسَ؛ فإنّي فاعل وفاعل"»، فلم تُجِبه. فانصرف وهو يتمثّل ببيت الربيع بن زياد العبسي: وحَرّقَ قَيسٌ عَليَّ البِلا***دَ حتى إذا اشتَعلتْ أجذما. فقالت: «ردّوا عليّ هذا المتمثّل»، فرددناه. فقالت -وفي يدها غِرارة (وعاءٌ من الأوعية) لها تعالجها-: «واللَّه، لوددتُ أنّ صاحبَك الذي جئتَ من عنده في غرارتي هذه، فأوكيتُ عليها، فألقيتُها في البحر».
قال ذلك العم المجهول: «بينما نحن متواقفون، إذ رمى مروان بن الحكم بسهم طلحة بن عبيد الله فشكل ساقه بجنب فرسه فقمص به الفرس موليا، والتفت إلى أبان بن عثمان وهو إلى جنبه فقال: "قد كفيتك أحد قتلة أبيك"».
 
يتبع بمشيئة الله
 
 
 
 
*الدكتور مروان
14 - ديسمبر - 2010
تابع    كن أول من يقيّم
 
وأخرج الحاكم (3|418 #5593 ط. عطا) (4|452 #5646 ط. علوش): حدثني محمد بن ظفر الحافظ وأنا سألته حدثني الحسين بن عياش القطان ثنا الحسين ثنا يحيى بن عياش القطان (مجهول) ثنا الحسين بن يحيى المروزي (مجهول) ثنا غالب بن حَلْبس الكلبي أبو الهيثم (صدوق) ثنا جويرية بن أسماء عن يحيى بن سعيد ثنا عمي (مجهول) قال: لما كان يوم الجمل نادى علي في الناس: «لا ترموا أحدا بسهم ولا تطعنوا برمح ولا تضربوا بسيف ولا تطلبوا القوم، فإن هذا مقام من أفلح فيه فلح يوم القيامة» قال: فتوافقنا، ثم إن القوم قالوا بأجمع: «يا ثارات عثمان» قال: وابن الحنفية أمامنا بربوة معه اللواء، قال: فناداه علي قال: فأقبل علينا يعرض وجهه، فقال: «يا أمير المؤمنين يقولون "يا ثارات عثمان"». فمد علي يديه وقال: «اللهم أكب قتلة عثمان اليوم بوجوههم». ثم إن الزبير قال للأساورة كانوا معه قال: «أرموهم برشق». وكأنه أراد أن ينشب القتال. فلما نظر أصحابه إلى الإنتشاب، لم ينتظروا، وحملوا، فهزمهم الله. ورمى مروانُ بن الحكم طلحةَ بن عبيد الله بسهمٍ فشكّ ساقه بجنب فرسه، فقبض به الفرس، حتى لحِقه فذبحه! فالتفت مروان إلى أبان بن عثمان -وهو معه- فقال: «لقد كفيتك أحد قتلة أبيك».
 
والملاحظ أن الحاكم على تشيعه وفرط تساهله، لم يصحح تلك الرواية. وأظن هذا لتفرد جويرية بهذا عن يحيى، إذ لم أجد أحداً يذكره ضمن تلاميذ يحيى على كثرتهم. والذي نجده بوضوح في الرواية الأولى أنها تطعن الطعن الشديد بأمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وتتهمها بالتآمر لقتل عثمان. وهذه فرية افتراها عليها أتباع ابن سبأ اليهودي، وما زال الرافضة يرددونها إلى اليوم. وقد أقسمت وهي الصديقة البارة بأنها لم تحرض على عثمان. ونحن نصدق عائشة ونكذب هذا الرجل المجهول، ونقول لعنة الله على الكاذبين.
 
 
 
 
 
 
 
*الدكتور مروان
14 - ديسمبر - 2010
والرواية الثانية    كن أول من يقيّم
 
والرواية الثانية لها نفس إسناد الأولى، لكن الثالثة (رواية الحاكم) أطول منها. ومتن هذه الرواية يخالف المشهور في حرب الجمل.  ومن ذلك: أنها تذكر أن المعركة قد بدأت في النهار، وهذا غير صحيح بل بدأت في الليل وليس في النهار. والثاني تنص على أن الذي بدأ بالقتال هو الزبير t، وهذا كذب . بل الذي بدأ بالقتال هم قتلة عثمان المتمركزين في جيش علي، بعد أن وجدوا أن علياً قد تصالح مع طلحة والزبير وقرر إخراجهم من جيشه. وفيها كذلك تهمة واضحة للزبير t بأنه كان يريد القتال ويحرض عليه، وهذا كذب عليه، فلم يكن كذلك. كما أنها تناقض الروايات الأخرى في مقتل طلحة t، فهي تزعم أن مروان أصابه بسهم ثم ركض إليه وذبحه، وهذا لم يرد في أي رواية أخرى، بل الذي ورد هو ضربه بسهم ثم مات بعد فترة بسبب النزيف، ولم يرد في رواية أنه قام بعد ضربه بسهم بذبحه! وفيه تهمة واضحة لطلحة t أنه ممن أعان على قتل عثمان t، وهذا كذب كذلك! وكذلك أبان بن عثمان t لم ينكر ذلك على مروان t وكأنه شريكه في الجريمة، مما يؤكد التهمة بحق طلحة t، وهذا كذب.
 
- قيس بن أبي حازم (من رواية إسماعيل بن أبي خالد، تفرد بها)، وهو تابعي ثقة، لكنه كان يدلس، وقد جاوز المئة حتى "خرف وذهب عقله" كما يذكر إسماعيل راوي الخبر. وكان يحيى بن سعيد ينكر عليه أحاديث، منها حديث الحوأب الذي يطعن بأم المؤمنين عائشة. فإن كان قد حدّث به قبل خرفه، فهو دليل قاطع على أنه أرسله ولم يكن مع جيش عائشة. وقد حكم أبو حاتم الرازي (#1328) على حديث قيس عن عائشة بأنه مُرسَل، أي لم يسمع منها شيئاً. وفوق ذلك فإن قيس هذا مع كثرة إرساله، لم يشهد الجمل، كما نص عليه الإمام ابن المديني صراحة في العلل (ص50). وعن قيس جاءت باقي المراسيل. فالذي أخبره قد وهم أو كذب، فمن الصعب أن يشاهد من أين جاء السهم، إلا إن كان بجانب مروان. كما أنه من المحتمل أن يكون السهم قد أصابه بالخطأ. فإن طلحة كان يقاتل مع مروان طلباً إقامة الحد على قتلة عثمان، فكيف يقتله مروان بدم عثمان؟!! مع أن أحداً لم يتهم طلحة بدم عثمان. ثم كيف بقي مروان فقيهاً يرجع الناس إليه ويروون عنه الحديث؟ ولا نعلم أن بنو طلحة ولا غيرهم من المسلمين طالبوا قط بدمه. وطلحة هو من العشرة المبشرين بالجنة ومن خير أهل الأرض آنذاك، فكيف لا يطالب أحد بدمه؟! هذا محال.
 
*الدكتور مروان
14 - ديسمبر - 2010
أما من روى الأسطورة غير هؤلاء فكلهم كانوا صغاراً لم يدركوا المعركة أصلاً، فمروياتهم منقطعة بغير خلاف    كن أول من يقيّم
 
أما من روى الأسطورة غير هؤلاء فكلهم كانوا صغاراً لم يدركوا المعركة أصلاً، فمروياتهم منقطعة بغير خلاف. منهم:
  1. محمد بن سيرين. ابن سيرين وقد ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه أي سنة 32 هـ، فلا تقبل هذه الرواية كما هو معلوم، لأنه كان طفلاً رضيعاً لم يدك الأحداث، ولم يذكر من الذي حدثه بهذا الخبر، وربما يكون قيساً أو غيره. مع أن الإسناد إليه فيه كلام. قال خليفة: فحدثني أبو عبد الرحمن القرشي عن حماد بن زيد عن قرة بن خالد عن ابن سيرين. ولم يرد في شيوخ حماد بن زيد: قرة بن خالد، ولا في طلاب قرة بن خالد: حماد بن زيد. أي لم يسمع منه.
  2. عوف الأعرابي. ولد عام 60هـ بعد سنين طويلة من الأحداث. وقد صدّر خبره بقوله "بلغني أن..."، وهذا لا يُقبل لأنه لم يذكر من حدثه بذلك.
  3. الجارود بن أبي سبرة. وهذا قد توفي سنة 120هـ أي لو كان عمره 70 سنة، لكان مولده سنة خمسين، أي بعد معركة الجمل بسنين طويلة. فلا قيمة لروايته.
  4. نافع مولى ابن عمر. توفي سنة 117 أو بعدها، فقد ولد بعد تلك الأحداث بسنين طويلة، ولم يذكر من حدثه، فلا تُقبل روايته.
فإن قيل هل تتقوى تلك المراسيل باجتماعها؟ والجواب لا، لأن الانقطاع هو في نفس الموضع، والظاهر أنه يرجع لنفس الرجل. والمُلاحظ أن تلك المراسيل قريبة من رواية قيس، وهي كلها تعارض رواية عم يحيى، ولذلك أميل لأن تكون رواية قيس هي مصدر باقي الروايات. وهناك روايات سخيفة وضعها الكذابون لينقلوا بها اعتراف مروان بأنه القاتل!
*الدكتور مروان
14 - ديسمبر - 2010
وقصة اتهام مروان بقتل طلحة يلزم منها أمورً خطيرة !!!!    كن أول من يقيّم
 
وقصة اتهام مروان بقتل طلحة يلزم منها أمورً خطيرة، منها أن مروان بن الحكم مجرم وقاتل عمدا من غير تأويل، فهو ساقط العدالة، فلا يجوز أن تقبل له رواية. ومع هذا فقد روى له علماء الحديث جميع مروياته، واحتج به جميع فقهاء الأمصار. فكيف يحتجون بقاتل أحد العشرة المبشرين بالجنة؟ وكذلك فيه تهمة لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه حيث جعله أمين سره وكاتبه وهو لا يستحق ذلك! وفيه تهمة لطلحة رضي الله عنه أنه كان ممن أعان على عثمان رضي الله عنه أو ألب عليه! وفيه تهمة خطيرة لمعاوية رضي الله عنه، إذ كيف يولي قاتلا فاسقا على خير بلاد المسلمين وهي المدينة المنورة! والقصة على نكارتها ليس فيها ولا حديث متصل واحد، إلا الذي ذكره ابن شبة عن رجل مجهول لا أحد يعرف اسمه أصلاً. كما أن قصة رمي مروان لطلحة (رضي الله عنهما) يوم الجمل، مستنكرة عند ذوي العقول. فوجود طلحة في الجيش كان محرضاً للناس على الالتحاق به، ومشكك للطرف الآخر في شرعية القتال، فكيف يقتل مروان (وهو صاحب عقل وفهم) صحابيا جليلا في صفه من خيرة قادة المسلمين؟ لو كان طلحة في صف قتلة عثمان، لكان في قتله مبرر، لكن أن يكون واقفاً مع مروان في نفس الجيش مطالباً بالقصاص من قتلة عثمان، فقصة قتله مستبعدة. وما أحسن ما قاله ابن كثير في البداية والنهاية: «ويقال إن الذي رماه بهذا السهم مروان بن الحكم، وقال لأبان بن عثمان: "قد كفيتك رجالا من قتلة عثمان". وقد قيل إن الذي رماه غيره، وهذا عندي أقرب، وإن كان الأول مشهوراً، والله أعلم». وهكذا المؤرخون الأذكياء لا يأخذون الأخبار إلا بعد تنقيتها وتنقيحها، بخلاف الإخباريين الحشوية الذين ينقلون الأخبار دون فهم ولا تحقيق.
*الدكتور مروان
14 - ديسمبر - 2010
وقد يبقى السؤال، فمن قتل طلحة إذاً !!؟    كن أول من يقيّم
 
وقد يبقى السؤال، فمن قتل طلحة إذاً؟ والجواب أنه قاتله مجهول العين، لكنه معروف أنه من جيش علي.
 
ولا يُعرف من أطلق ذلك السهم، لكن جهة إطلاقه معلومة. قال محمد بن سعد في الطبقات (3|225): أخبرنا الفضل بن دكين نا أبان بن عبد الله البجلي (جيد) حدثني نعيم بن أبي هند (ثقة) حدثني ربعي بن خراش (ثقة) قال: إني لعند علي جالس إذ جاء ابن طلحة فسلم على علي فرحب به علي فقال: «ترحب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلتَ والدي وأخذت مالي». قال: «أما مالُكَ فهو معزول في بيت المال فاغد إلى مالك فخذه. وأما قولك "قتلت أبي" فإني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله عز وجل {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}». فقال رجل من همدان أعور: «الله أعدل من ذلك». فصاح علي صيحة تداعى لها القصر قال: «فمن ذاك إذا لم نكن نحن أولئك؟». وهذا إسناده جيد، وهو أقوى حديث وأصرحه أن الذي قتل طلحة هو جماعة علي. وعلي رضي الله عنه لم ينكر ذلك. وهذا يُكذّب الخبر الشائع والمشهور عند المؤرخين أن قاتله هو مروان بن الحكم. وهو نصٌّ في محل النزاع. وكل ما سواه باطل لا يُعَوَّلُ عليه كما بَيَّنا سابقاً بعون الله تعالى.
 
وانظر ثمة :
 
مروان بن الحَكَم المُفترى عليه
 
 
 
 
 
 
 
 
*الدكتور مروان
14 - ديسمبر - 2010