البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : السعادة والشقاء     قيّم
التقييم :
( من قبل 47 أعضاء )
 د يحيى 
10 - أكتوبر - 2010
الشقاء والسعادة ليس لها طبقة
 
الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
و ساكن الزمالك الذي يجد الماء والنور والسخان والتكييف والتلفون والتليفزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم والسكر والضغط.
والمليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة والخوف من الأماكن المغلقة والوسواس والأرق والقلق.
والذي أعطاه الله الصحة و المال والزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة ولا يعرف طعم الراحة.
والرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء وانتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه وخضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين وانتهى إلى الدمار.
والملك الذي يملك الأقدار والمصائر والرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.
وبطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.
وبرغم غنى الأغنياء وفقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة والشقاء الدنيوي متقارب.
فالله يأخذ بقدر ما يعطي ويعوض بقدر ما يحرم وييسر بقدر ما يعسر.. ولو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور.
إنما هذه القصور والجواهر والحلي واللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. وفي داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات والآهات الملتاعة.
والحاسدون والحاقدون والمغترون والفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.
ولو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق ولو أدركه القاتل لما قتل ولو عرفه الكذاب لما كذب.
ولو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس ولسعينا في العيش بالضمير ولتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا ولا مغلوب في الحقيقة والحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر ومحصولنا من الشقاء والسعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر وتباين الدرجات والهيئات
وليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء وإنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها وتتجاوزه وترى فيه الحكمة والعبرة وتلك نفوس مستنيرة ترى العدل والجمال في كل شيء وتحب الخالق في كل أفعاله.. وهناك نفوس تمضغ شقاءها وتجتره وتحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. وتلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.
وكل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.
أما الدنيا فليس فيها نعيم ولا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. والكل في تعب.
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت إلا بمواقفها.
وليس بالشقاء والنعيم اختلفت ولا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت ولا بما يبدو على الوجوه من ضحك وبكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.
وتلك هي لبسة الديكور والثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا والآخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم والمحروم.
أما وراء الكواليس.
أما على مسرح القلوب.
أما في كوامن الأسرار وعلى مسرح الحق والحقيقة.. فلا يوجد ظالم ولا مظلوم ولا متخم ولا محروم.. وإنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم وينير بها ضمائر العميان ويلاطف أهل المسكنة ويؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات ويعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض والخفض فيطمس على بصائر المترفين ويوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين ويرهل أبدان المسرفين.. وتلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم والنسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. والمقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار وتهتك الحجب وتفترق المصائر إلى شقاء حق وإلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. ولا تجدي تذكرة.
وأهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم وأهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة وقبلوا ما يجريه عليهم ورأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.
أما أهل الغفلة وهم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة والمرأة والدرهم وفدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم وأحمالا من الخطايا وظمأً لا يرتوي وجوعا لا يشبع.
فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. واغلق عليك بابك وابك على خطيئتك "
اللهم تغمده برحمتك ، وأسكنه جنتك.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وإذا قلتم فاعدلوا....    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته وعلى من تبعهم من الصحابة الأخيار ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين... وبعد..
فيقول الله عز وجل في سورة الأحزاب: 6: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْفالسيدة عائشة طالما أنها من زوجات النبي فهي أم لكل المؤمنين، فيجب تعظيم حرمتهن، ومن اتهم إحداهن فقد اتهم أمه.
وقد ورد في مصادر الشيعة وجوب تعظيم حرمات أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دون استثناء، فقد جاء في تفسير الميزان في تفسير القرآن للطبطائي في تفسير آية 5 من سورة الأحزاب: {وأزواجه أمهاتهم}، ((وقوله: { وأزواجه أُمهاتهم } جعل تشريعي أي إنهن منهم بمنزلة أُمهاتهم في وجوب تعظيمهن وحرمة نكاحهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم)) اهـ

وفي كتاب الصافي في تفسير كلام الله الوافي للفيض الكاشاني في تفسير آية 5 من سورة الأحزاب: (( {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } منزّلات منزلتهنّ في التحريم مطلقاً وفي استحقاق التعظيم ما دمن على طاعة الله. وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في حديث وأزواج رسول الله صلّى الله عليه وآله في الحرمة مثل أمّهاتهم)) اهـ .

وقد ورد في السنة الشريفة كيف نصلي على النبي ، فقد روى أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِىُّ أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ : قُولُوا ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)) .
و قد رُوي هذا الحديث في صحيح البخاري [11 /155] ، وصحيح مسلم

[2 /16]، والنَّسائي وابن ماجه وفي موطأ مالك.
ولم يرد في مراجع أهل السنة فقط صيغٌ في الصلاة والسلام على أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، بل قد جاء أيضاً في مراجع كتب الشيعة صيغ الصلاة والسلام على أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف يتجرأ الواحد من متطرفي الشيعة سبّ أمنا عائشة وانتقاصها وهو يصلي عليها؟ هل هم غافلون عن هذه المعاني؟ أم أنهم لا يعلمون هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي أمرنا بها؟؟

فقد جاء في كتاب بحار الأنوار (في مصادر الشيعة)- للعلامة المجلسي - ج 83 - ص 166 ، و ج 87 - ص 86 و ج 92 - ص 206:
((اللهم صل على محمد وأهل بيته وذريته وأزواجه الطيبين الأخيار الطاهرين المطهرين الهداة المهديين غير الضالين ولا المضلين الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا)) .
وجاء أيضاً في بحار الأنوار في فلاح السائل ج83 ص70:
((روى أبو المفضل الشيباني، عن الحسين بن سعدان، عن محمد بن منصور بن يزيد، عن سليمان بن خالد، عن معاوية بن عمار قال: هذا دعاء سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في عقيب صلواته أملاه علي فأول الصلاة الظهر، و بذلك سميت الاولى، لانها أول صلاة افترضها الله على عباده دعاء صلاة الظهر: يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أجود الأجودين ويا أكرم الأكرمين، صلّ على محمد وآله كأفضل وأجزل وأوفى وأكمل وأحسن وأجمل وأكثر وأطهر وأزكى وأنور وأعلى وأبهى وأسنى وأنمى وأدْوَم وأبقى ما صليت وباركت ومننت وسلمت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم امنن على محمد وآل محمد كما مننت على موسى وهارون، وسلم على محمد وآل محمد كما سلمت على نوح في العالمين، اللهم وأورد عليه من ذريته وأزواجه وأهل بيته وأصحابه وأتباعه من تقر بهم عينه، واجعلنا منهم وممن تسقيه بكأسه وتورده حوضه، واحشرنا في زمرته، وتحت لوائه ...)).

الحدائق الناضرة - المحقق البحراني ج 32 ص 155
أقول : المراد من لفظ الأهل في الأخبار إنما هو الزوجة ، ويؤيد ذلك ما في معجم المصباح المنير قال : " وأهل الرجل يأهل إذا تزوج ، وتأهل كذلك فيطلق الأهل على الزوجة . انتهى .

الدر المنضود - السيد الگلپايگاني ج 1 ص 325
في رواية علي بن جعفر : ينفى سنة عطف تفسير لقوله : يفرق بينه وبين أهله ؛ لأننا نقول : إنّ المراد بالأهل هنا ليس هو العائلة والأقرباء، بل المراد هو الزوجة.

السرائر - ابن إدريس الحلي ج 2 ص 252
ولا رِبا بين الولد ووالده ، ولا بين العبد وسيده ، لأن مال العبد لسيده ، ولا بين الرجل وأهله ، المراد بأهله هاهنا امرأته ، دون قراباته من الأهل .


الغدير - الشيخ الأميني ج 6 ص 169
وقوله تعالى عن النبي موسى عليه السلام :" فقال لأهله امكُثوا إني آنستُ ناراً . وما كانت معه عليه السلام إلا زوجته وهي حامل أو أنها ولدت قبيل ذلك .

فإذا قلت (أهل الرجل) فإنها شاملة لزوجته، ولفظ الآل والأهل هو نفس المعنى، وفي هذا يا من تصلي على أهل البيت وتصلي على أزواج النبي الطاهرات، اعلم أن هذه الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إنما هي وحي من الله ، {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، فمن لم يقدس من قدسهم الله عز وجل، فهو انتهاك لحرمات الله
{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

*د يحيى
16 - أكتوبر - 2010
دخلوا في دين الله    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
http://www.youtube.com/watch?v=dsD7Xr5pFBc&feature=related
*د يحيى
30 - أكتوبر - 2010
السعادة أن تكون من الصابرين    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
" وإنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب" . صدق الله العظيم
 
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
 1  2  3