البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : السعادة والشقاء     قيّم
التقييم :
( من قبل 47 أعضاء )
 د يحيى 
10 - أكتوبر - 2010
الشقاء والسعادة ليس لها طبقة
 
الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
و ساكن الزمالك الذي يجد الماء والنور والسخان والتكييف والتلفون والتليفزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم والسكر والضغط.
والمليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة والخوف من الأماكن المغلقة والوسواس والأرق والقلق.
والذي أعطاه الله الصحة و المال والزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة ولا يعرف طعم الراحة.
والرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء وانتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه وخضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين وانتهى إلى الدمار.
والملك الذي يملك الأقدار والمصائر والرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.
وبطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.
وبرغم غنى الأغنياء وفقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة والشقاء الدنيوي متقارب.
فالله يأخذ بقدر ما يعطي ويعوض بقدر ما يحرم وييسر بقدر ما يعسر.. ولو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور.
إنما هذه القصور والجواهر والحلي واللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. وفي داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات والآهات الملتاعة.
والحاسدون والحاقدون والمغترون والفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.
ولو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق ولو أدركه القاتل لما قتل ولو عرفه الكذاب لما كذب.
ولو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس ولسعينا في العيش بالضمير ولتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا ولا مغلوب في الحقيقة والحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر ومحصولنا من الشقاء والسعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر وتباين الدرجات والهيئات
وليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء وإنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها وتتجاوزه وترى فيه الحكمة والعبرة وتلك نفوس مستنيرة ترى العدل والجمال في كل شيء وتحب الخالق في كل أفعاله.. وهناك نفوس تمضغ شقاءها وتجتره وتحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. وتلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.
وكل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.
أما الدنيا فليس فيها نعيم ولا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. والكل في تعب.
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت إلا بمواقفها.
وليس بالشقاء والنعيم اختلفت ولا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت ولا بما يبدو على الوجوه من ضحك وبكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.
وتلك هي لبسة الديكور والثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا والآخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم والمحروم.
أما وراء الكواليس.
أما على مسرح القلوب.
أما في كوامن الأسرار وعلى مسرح الحق والحقيقة.. فلا يوجد ظالم ولا مظلوم ولا متخم ولا محروم.. وإنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم وينير بها ضمائر العميان ويلاطف أهل المسكنة ويؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات ويعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض والخفض فيطمس على بصائر المترفين ويوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين ويرهل أبدان المسرفين.. وتلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم والنسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. والمقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار وتهتك الحجب وتفترق المصائر إلى شقاء حق وإلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. ولا تجدي تذكرة.
وأهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم وأهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة وقبلوا ما يجريه عليهم ورأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.
أما أهل الغفلة وهم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة والمرأة والدرهم وفدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم وأحمالا من الخطايا وظمأً لا يرتوي وجوعا لا يشبع.
فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. واغلق عليك بابك وابك على خطيئتك "
اللهم تغمده برحمتك ، وأسكنه جنتك.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
سعادة في مقالة صريحة     ( من قبل 14 أعضاء )    قيّم
 
المستوى الثقافي للأمة الإسلامية - الشيخ محمد الغزالي،رحمه الله
"من خصائص الإسلام الأولى أنه دين يقوم على العقل، ويحترم منطقه، ويبنى الإيمان على التفكير الصائب والنظر العميق. .

والتوافق بين صريح المعقول وصحيح المنقول  أمرٌ مقرر في ثقافتنا التقليدية على اختلاف مدارسها. وكما يقول العقاد: التفكير فريضة إسلامية...

ودعوة القرآن الكريم إلى النظر مطلقة لا يحدها حدٌّ
 ما دام ذلك النظر ممكناً، وما دام يؤدي إلى نتيجة صحيحة: ( أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء). إن دائرة النظر رحبة تستوعب كل شيء ولا قيد عليها إلا ما ينفي الخطأ ويضمن اليقين. .

كان يستلفتني وأنا أدْبّر القرآن ـ هذا التعانق بين الفكر والشعور أو بين العقل والعاطفة أو بين الإيمان والسلوك!

خذ مثلاً هذه الآية الكريمة: (ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليُريَكم من آياته إنّ في ذلك لآياتٍ لكل صبّار شَكور). وهذه سفن تشق عباب الموج حاملة أثقالاً من السلع والمعادن والمُؤن ينتظرها الناسُ من شاطئ إلى شاطئ، ألا يحتفل بهذا الفضل؟ ألا يشكر سائق هذه النعماء؟ ألا يورث ذلك إيماناً حسناً يلقي السراء بالشكر والضراء بالصبر؟

إنّ سَير السفن في الماء، أو في الهواء، حافلة بالقناطير المقنطرة من الخيرات التي كرّم الله بها بني آدم، شيءٌ يدل على القدرة العليا أولاً، وعلى الفضل الأعلى أخيراً، فلِمَ لا يكترث الناس لذلك ويعرفون صاحبه ويستكينون لحكمه ويُحسنون الإيمان؟

وقد أحصيت في القرآن الكريم "أولي الألباب" فوجدتها تكررت خمسَ عشْرةَ مرةً. وأولو الألباب هم أصحاب العقول، كأن العقل هو لُب المرء وما عداه قِشر . .
 
ولسنا هنا بصدد شرح الكلمة في المواطن التي جاءت فيها، ولكننا ننبه إلى أمر خطير: أن العقل مناط التكليف، وأن الذكاء أساس الوعي، وأن الدين لا يكمل مع القصور في العقل والقِلة في الذكاء، وأنه لابد من ملكات إنسانية رفيعة لكي تعرف الله وهديه، وتفقه توجيهه ووحيه.

وأن الهمل قد يسقطون دون مستوى الخطاب، وأن الشعوب البلهاء قد تشد الدين نفسه إلى أسفل، بدل أن يصعد بها إلى أعلى! وهنا الطامّة. .!

العقل أثمن ما وهبه الله لعباده وهو لا يولد تاماً ناضجاً، وإنما يتم وينضَج بوسائل شتى تعالج بها معادن الرجال والنساء، فإذا لم تتوافرْ تلك الوسائلُ كان التخلفُ والقصور، واختفى أو ندر أولو الألباب الذين يقدِرون على الإفادة من الدين . .!!

نعم إن الإزراء على الدين كثيراً ما يقع لسوء الحكم ـ أعني الاستنتاج ـ أو لعِوَج الفهم، وذاك ما جعل أبا العلاء يتشاءم ويغرق عندما يقول:

اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دِين وآخَرُ ديّنٌ لاعقل له

ويحزنني أن أذكر هنا أنّ أعداداً كثيفة من المنتمين إلى الدين فقيرة إلى سَعة الإدراك والنفاذ إلى الأعماق، وعمل هؤلاء في ميادين الدعوة يضرّ أكثرَ مما ينفع. .

وقد أجمعت الأمم على أن تصحيح العقل وترشيد حكمه لابد فيه من مراحل تعليمية ابتدائية ومتوسطة وعالية قد تستغرق بضعة عشر عاماً. .

ثم إن المعارف المستفادة صنوفٌ شتى، فهناك علوم الكون والحياة، وأسرة العلوم الرياضية، وأسرة العلوم الإنسانية. .

والمسلم إنسان يضم إلى معرفة كل نافع من شؤون الدنيا معرفة أخرى جليلة القدر غزيرة الأجر: كتاب ربه وهدي نبيه. .

وهذا النوع من الثقافة الدينية يصور فلسفته في الحياة ومنهجه الفذ بين المناهج التي اختطتها الجماهير. .
وعندي أن علماء الإسلام يجب أن تكون لهم أقدارٌ راسخة في كل مجالات المعرفة، وأن تكون إحاطتهم بالمذاهب الجائرة أكثرَ من إحاطة أهلها. .

ومنزلة علوم الكون والحياة في إنجاح الجهاد الإسلامي لا ريب فيها، ومن أجل ذلك فإن التفوق فيها أولى من معرفة فروع شتى في فِقه العبادات والمعاملات! إن صيانة الأصل أرجح وأهم. .

وهناك أنواع من العلم ليس أحد أولى بها من أحد، لماذا نتركها لغيرنا ولا نجود نحن فيها أو ننقلها إلى ربوعنا؟

إنه لا حرج على المسلمين لو ساحوا في أرجاء القارات، واطلعوا على أحوال الخلائق وراقبوا أحوال الشعوب والحكومات، ثم انتقوا مما يرون الأساليب الإدارية والنظم الحضارية التي تخدم مثلهم وتحقق أهدافهم. . .

وأرى أن ذلك أوجب بعدما تعفنت الأوضاع السياسية والاقتصادية لدينا في عصور الجمود والتخلف.
تلك العصور التي غلبت على تاريخنا وأوهنت كياننا ثم أسقطت خلافتنا ومزقتنا كل ممزق.

مصارحة:

وأجدني قد بلغت في الحديث مرحلة توجب المصارحة، فإن النفاق في محاسبة النفس لا يُحدِث توبة للفرد ولا نهضة للجماعة!

لقد سلخ الإسلام من عمره المديد أربعة عشَر قرناً، وبلغ مرحلة في يومه هذا توجب على أولي الألباب أن يتوقفوا ويتساءلوا: ماذا عرانا؟ وكيف الخلاص؟

أجل، ما الأحوال داخل دار الإسلام، ووراء حدودها المترامية بعد هذه الرحلة الشاقة؟
إننا نوقن أننا على حق! الله واحد لا شريك له! أين هذا الشريك إن وجد؟
محمد حق! إنه على قمم البشرية طيبة النفس، وإشراق عباده، وسناء خلق، ونزاهة وجهاد!

وإذا لم يكن محمد رسولاً يجيد تعريف الناس بربهم واقتيادهم إليه بالأُسوة الحسنة فمن ـ من الأولين والآخرين ـ يصلح لاصطفاء السماء وإمامة الخلائق؟!
إن المغلفين الذين خدعتهم أجهزة الزور يحسبون أننا نتبع محمداً على تقليد ساذج!
إنّ بقاءَنا على الإسلام هو تقديرنا للحقيقة مهما أحاط بها من ملابسات رديئة. . .

والآن بعد هذا التوكيد لصلتنا بديننا أسأل نفسي وقومي: هل كنا أوفياء لهذا الدين خلال العصور الماضية؟ هل كنا عند أمره ونهيه عندما جاءت القرون الأخيرة، فإذا قوى الشر تجتاح الحدود وتستبيح البيضة وتقتحم عقر الدار. .؟

لقد كان النظام الإسلامي أشبه بسكران يترنح ذات اليمين وذات اليسار، يسقط حيناً ثم يقوم من الوحل معفّراً بالأقذار، فلا يتقدم خطوة إلا تراجع خطوات،مثيراً للضحك حيناً وللاشمئزاز أحيانا. .!

ما عملنا بديننا في الداخل، ولا شرفنا سمعته أو دعونا إليه في الخارج!

ويجيء سؤالٌ آخَر: ماذا كانت عليه أحوال غيرنا؟
لقد انطلق وراء عقله يشق الطريق ببأس شديد، ويحطم الخرافات الدينية التي آذته دهرا، وثابر على أعباء الرقى حتى بلغ في خمسة قرون مكانة غزا فيها الفضاء بعدما كاد يملك ناصية الأرض!

وجاءته النصرانية معتذرة عن موقفها منه وعرضت عليه خِدْماتها، فقبل العذر، وصالحها على خدمة هواه.

وواجهنا نحن موقفاً شديدَ التعقيد، كنا في السفح وهو في القِمة، كانت طاعتنا لله تتمثل في عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، أو في عبادات تافهة كبرناها ألف مرة عن حجمها الحقيقي لتملأ الفراغ النفسي والاجتماعي الناشئ عن غيبة الدين الحق. .! فلما تلاقى الجمعان صِرنا هباءً وصرنا سُدىً!!

إننا ـ نحن المسلمين والعرب ـ خُنّا ديننا خيانة فاحشة، فلم نحسر النظر في شئ مع صراخ الوحي حولنا (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء)؟

وكانت النتيجة أن جاء من وراء الحدود ـ حدود دار الإسلام ـ من استخرج النفط من أرضنا، ومن أقام الجسور على أنهارنا، ومن صنع لنا حتى الإبرة التي نخيط بها ملابسنا...

ما كنا نحسن من شؤون الدنيا شيئاً نسديه لأنفسنا أو ندعم به إيماننا!
ولنترك ذلك، فإن أحداً لا يكابر في هذا التخلف، ولا في ضرورة الإفادة العملية ممن سبقونا في آفاق الحضارة المنتصرة.

وننتقل إلى ميدان آخر. . لقد جأرت بالشكوى في هذا الكتاب وفي كتب أخرى من تخلفنا الفقهي والعملي في الشئون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومن انحسار الفقه الإسلامي داخل حدود ضيقة إن تجاوزت بيوت الماء، فإلى ساحة المسجد، وقد تتدخل في شؤون الحارة أو القرية . . أما دواوين السلطة، ومشكلات المال، ومفاصل الحياة الحقيقية للمجتمع والدولة، فإن الفقه لا علاقة له بها ونتج عن ذلك أن الاستبداد السياسي عربد دون حذر، وأن الخلل الاقتصادي شاع دون علاج.

وأن الأعصاب التي تشد الكيان الإسلامي استرخت ثن انقطعت، وتاه المسلمون بعضهم عن بعض.

وأن الشخصية المعنوية للأمة الإسلامية ولرسالتها الكبرى تلاشت في طوال الدنيا وعرضها ".
*د يحيى
11 - أكتوبر - 2010
هذا هو السعيد    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
نشيد قصيدة رائعة للشيخ العلامة يوسف القرضاوي ، حفظه الله، وأجزل له المثوبة:
 
*د يحيى
11 - أكتوبر - 2010
(ليت السعادة) لأحد الدجالين    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
قال الدجال : هو!!!!"قمة التاريخ قمة أدبها"
 
 
له يدٌ كل جبار يقبّلها *** لولا نداها......
 
          هل تستطيع إكمال البيت ؟ شكراً.
*د يحيى
11 - أكتوبر - 2010
رأس مال السعادة الأبدية    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
                     رجل من أهل الجنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ أعرابياً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلّني على عمَلٍ إذا عمِلتُه دخلتُ الجنةَ قال: تعبُدُ اللهَ لا تُشرك به شيئاً، وتُقيم الصلاةَ المكتوبةَ، وتُؤتي الزكاةَ المفروضة ، وتصومُ رمضان.

قال[ الأعرابي] والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه.

 فلما ولّى قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " مَن سرّه أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهل الجنة فلْينظرْ إلى هذا".

رواه البخاري ومسلم.
*د يحيى
12 - أكتوبر - 2010
تملق ومبالغة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
البيت بتمامه :
 
له يدٌ كلُّ جبّارٍ يُقبّلُها *** لولا نداها لَقلنا إنها الحَجرُ
*د يحيى
13 - أكتوبر - 2010
أمنا أم المؤمنين عائشة ، رضي الله عنها والشقاء في من قذفها وسبها    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم
 
*د يحيى
13 - أكتوبر - 2010
" طُوبى للغرباء"    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم
 
... وإنْ تعجبوا فعجبٌ أمرُنا !!!! نغضب لظُلم ابنِ عمِّنا ، ولا نَغار على أمِّنا التي قذفوها ومازالوا يلعنونها ويسبُّونها غيرَ آبِهين بكلام الله في تبرئتها....
اللهم اهدِهِم في مَن هَديت.....
*د يحيى
13 - أكتوبر - 2010
عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 

قصيدة في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
هذه القصيدة لابن مبهج الاندلسي - رحمه الله - قالها على لسان أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنهاالصديقة بنت الصديق، حبيبة الحبيب، وإلفه القريب، الطيبة زوج الطيب،
قال سبحانه و تعالى : (( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )) ،
المبرأة من فوق سبع سماوات، لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، ولم ينزل عليه الوحي في لحاف امرأة سواها، ولم يكن في أزواجه من هي أحب إليه منها .
ومن فضلها أنه لا تعلم امرأة في الدنيا هي أعلم بشرع الله منها، حبها قربة، وبغضها ضلال، وسبها فجور، وقذفها كفر، وقد أجمع العلماء على كفر من قذفها بعد براءتها، لأنه مكذب للقرآن الكريم .

ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي
هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي
إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِها
ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي
يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ
فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ
بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي
وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها
فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي
فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ
اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي
وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي
فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ
وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ
وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي
وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي
وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي
بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي
واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي
إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي
إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ
ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ
وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ
مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي
أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ
فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني
مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي
ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟
وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ
وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ
وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي
حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي
وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ
وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ
وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ
ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى
بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ
وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَا
زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ
وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا
وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ
وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ
في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ
قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ
وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ
سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى
هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ
واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ
مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ
إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِها
فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ
وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ
بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ
طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ
وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ
بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ
لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ
هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً
هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!
حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي
وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ
حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ
مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ
أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَا
فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ
نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ
فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ
اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ
لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ
وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ
فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ
وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ
جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي
واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ
وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ
مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!
مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي
إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي
وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضِي
فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ
إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّبٍ
ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ
إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى
حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ
اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ
وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي
واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي
ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي
واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ
وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي
يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ
يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ
صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ
عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ
إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ
إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ
خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ
مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ
صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ
فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ

*د يحيى
16 - أكتوبر - 2010
موقع عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
http://www.awlya.com/aisha/
*د يحيى
16 - أكتوبر - 2010
دحض مبين على الخبيث اللعين    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
                        رد الافتراء عن أم المؤمنين والصحابة الطاهرين
بقلم الدكتور محمود أحمد الزين

قال الله تعالى في سورة النور : إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ
(25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه هدانا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه: أما بعد : فإن هذا الذي أساء إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عقيدته وعقيدة أمثاله معروفة منذ زمن قديم في أم المؤمنين وسائر الصحابة الكبار ، وهم لايكفون عن المجاهرة بهذه العقائد إلا سياسةً أو خوفاً ، ولكن الجديد اليوم هو توقيت هذه المجاهرة ومكان هذه المجاهرة ، فالمكان يدل على أنه قام بهذه المجاهرة لحساب الذي استضاف هذه المجاهرة أو على الأقل يقال : هذه المجاهرة تنال رضا المستضيف ، وتخدم مصالحه وأهدافه ، وتعادي مصالح العالم الإسلامي سنة وشيعة وغيرهما ، ولولا ذلك لتكلم هذا المجاهر في بلد إسلامي أياً كان ، ويتقوى هذا القول بواسطة التوقيت الذي اختاره هذا المجاهر أو اختاره سادته الذين يعمل لحسابهم لأن إيران الدولة الشيعية قريبة من امتلاك السلاح الذري ، والمطلوب للأعداء هو فتنة كبيرة بين العالم الإسلامي تجعل إيران في حرج وتشغلها بالفتنة لكي يدفعوا الأخطار إلى قلب العالم الإسلامي بعيداً عنهم ، وسواء خسرت إيران أو ربحت الفتنة فذلك يخدمهم بإشغالها عن غير العالم الإسلامي
فهذا المجاهر بالسوء يعادي الشيعة كما يعادي أهل السنة ، ويحرضهما على بعضهما إرضاء لأعداء الإسلام كالذي حصل في بداية ظهور إيران بعد ثورتها كقوة كبيرة بين دول العالم الإسلامي ، ووقعت الحرب الطويلة بينها وبين العراق حتى ذهبت قوتهما الاقتصادية والعسكرية .
وهذا المجاهر الأفاك لم يدع بينه وبين المسلمين مجالاً للحوار ، فإذا احتجوا عليه بالقرآن لم يقبل لأن القرآن عنده محرف مغير افتراه كُتّاب الصحابة ، علماً بأن الشيعة المعاصرين صرحوا في مجالات مختلفة لاسيما في محادثات التقريب أنهم لايقولون بتحريف القرآن ، وأنكروا مافعله صاحب كتاب (( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب )) فهذا المجاهر الجديد يرد على موقف الشيعة الذين يريدون التقريب بين السنة والشيعة ، أو هو يذهب إلى مذهب من يحرفون الكلم عن مواضعه ، ويخترعون لها معان مغايرة تنطق بلغة أهوائهم لابالحق الذي أراده الله من آيات كتابه حين ذكر سبحانه براءة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وزادها رفعة ، ولولا أنه هو وأمثاله يذهبون في أحد هذين الطريقين لكانت الأسباب التي ذكرها الله تعالى في إثبات براءتها رضي الله عنها كافية لنقض تأويلاتهم الفاسدة ، ومن أظهر هذه الأسباب أن ادعاءهم لامستند له من الشهداء فقد قال الله تعالى : (( فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون )) ولو كانت البراءة غير مقصودة إلا ظاهراً لما قال (( عند الله )) بل يكتفي بقوله : فأولئك هم الكاذبون ، فإن زعم هذا المجاهر أن المقصود بقوله : (( عند الله )) هو شرعه للدنيا كان الجواب أن يقال له : إنك في شرع الله كاذب لأن مجاهرتك باتهامها مخالفة لشرع الله ، وأنت في حكم شرع الله المنزل من جملة أهل الإفك أنت وكل من يوافقك ، وتستحقون ما أوعدهم الله به في آخر الآية التي جاءت بعد هذه الآية وهي (( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ))
ومن أكبر أسباب البراءة التي ذكرها الله تعالى آية الملاعنة التي تجعل من حق الزوج الذي يرمي زوجته ولاشاهد عنده إلا نفسه أن يشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين فيما رماها والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين
فيتوجه السؤال لهذا المجاهر وموافقيه بأن يقال لهم : أنتم ترمون أم المؤمنين بهذا الإفك عن علم أو بدون علم ؟! إن كان بلا علم فأنتم من أصحاب الإفك تستحقون ماسبق ذكره من الآيات ، وإن زعمتم أنكم قلتموه بعلم قلنا لكم : أعلم رسول الله ماعلمتم أم جهله ؟! فإن قلتم :جهله ، فكيف علمتم مالم يعلم ؟! وإن قلتم : علمه ، قلنا لكم : كيف علمه ولم يباهلها ولم يطلقها بل احتفظ بها إلا آخر حياته ؟؟!
ألا ترون أن في هذا تهمة بأقبح صفات السوء له صلى الله عليه وسلم ، وكيف رضي الله تعالى له أن يحتفظ بها مع ذلك ؟!
وإذن فلماذا قال الله تعالى في بيان أسباب البراءة : ((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ))
هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها غير بريئة وأبقاها عنده إلى آخر حياته بعدما سمع هذه الآية ؟ أو أن الذين زعموها غير بريئة يناطحون هذه الآية بلا خوف من الله ؟! أم أن هناك آيات تخالف هذه الآية أنزلها الله عليهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خصهم بها دون العالمين ضمن القرآن غير المحرف الذي يخبئونه ؟!
فإن زعم هذا المجاهر وأنصاره ومعلموه هذا الإفك أن هذه الآيات تتحدث عن أمور بحسب الظاهر ، وأن المؤمن الطيب قد تكون زوجته خبيثة كما كان هلال بن أمية وهو من أهل بدر طيباً ورأى زوجته تزني ولاعنها وتركها
قلنا : هذا الكلام حجة عليكم ، فالطيب لايقدر أن يعيش مع الخبيثة إذا علمها خبيثة ، وذلك من عناية الله به ، وهلال حين تركها وقال : قد افتريت عليها إن أمسكتها يعني أن المؤمن الطيب لايمسك الخبيثة إذا علم بها ، ولذلك طلقها دون أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم
ثم لابد أن نسأل هذا المجاهر بالفجور والإفك فنقول له ولأنصاره ومعلميه هذه الفرية : هل علم آل البيت النبوي ماعلمتم ورضوا أن يكون سيدهم وإمامهم وأشرفهم ممن يحتفظ بزوجة يعلم أنها غير بريئة من الإفك فتظل عنده إلى آخر لحظة من حياته أم أنهم لم يرضوا بذلك ولكنهم هم ونبيهم خافوا على حياتهم من عموم الصحابة فرضوا بذل الهوان حرصاً وسوء السمعة في أعز مايعتز به العربي حرصاً على الحياة ؟!
وهذا الذي زعمه هذا المجاهر يذكر بتهمة أخرى يزعمها هو وأنصاره ومعلموه هذا الافتراء هي تهمة لعموم الصحابة بأنهم كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم منافقين وأظهروا ذلك بعد وفاته فصاروا مرتدين إلا أربعة منهم !!
فأين إذن قوله تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) أهؤلاء فقط هم خير أمة أخرجت للناس ؟! لوصح مايزعمون لكانت هذه شر أمة أخرجت للناس إذا لم يكن فيها من المؤمنين غير أربعة
وأين إذن قول الله تعالى : (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )) فههنا ثلاث فئات : المهاجرون السابقون ، والأنصار السابقون ، ثم الذين اتبعوهم بإحسان ، والأربعة هم : عمار وأبو ذر والمقداد الثلاثة مهاجرون ، وسلمان ألحقه النبي صلى الله عليه وسلم بآل البيت فهو محسوب من المهاجرين ، ولأنه من جهة ثانية هاجر من الشام إلى جزيرة العرب ليلقى النبي صلى الله عليه وسلم فظلم فكان عبداً في خيبر ثم اشتراه بعض يهود المدينة أو أخذه من قريبه الخيبري هدية ، ومعنى ذلك أنه ليس في الأربعة أي فرد من الأنصار ولا ممن اتبع السابقين بإحسان ، وإذن فهذا الزعم يعني أن السابقين من الأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ظلموا كما ظلم سلمان . أم يزعم هذا المجاهر بالفجور هو وأنصاره ومعلموه أن الله رضي عن هؤلاء وهم منافقون ، رضي عنهم وهو يعلم أنهم سوف يرتدون عن الإسلام ؟!
مع أنه سبحانه قال عن المنافقين : يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96التوبة )
لقد جمع الله الصحابة جميعهم بالعاقبة الحسنى فقال : لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى (التوبة 95)
فإن زعم أولئك أن هذا لايشملهم جميعاً لأن الله تعالى قال : وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ
فهذا زعم فاسد من أوله إلى آخره ، والآية كلها نقض لزعمهم مع مؤيدات من آيات أخرى
فأول الآية جاء بفظ (( من )) فهؤلاء المنافقون بعض أي جزء وأنتم جعلتم هذا البعض هو الجمهور الأعظم من مسلمي العهد النبوي
وقوله : سنعذبهم مرتين لاينطبق إلا على عدد ضئيل من أهل المدينة فلم يُرو عن أحد وقوع العذاب على الجمهور الأعظم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
وأما قوله تعالى : (( لاتعلمهم )) مراد به ذلك الوقت خاصة بدليل أنه قال سبحانه في آية أخرى : (( ولتعرفنهم في لحن القول )) وقد عرفهم وحذر منهم وأسر بأسمائهم إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
أخيراً :
أين قول الله عزوجل : (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )) إذا كان الجمهور الأعظم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتدوا عن الإسلام ؟!
وأين قوله سبحانه : ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )) هل هذا الوعد الكريم مقصور على هؤلاء الأربعة فقط أو هو مقصور على خلافة سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه وهي ست سنين فقط وعلى خلافة المهدي في آخر الدنيا وهي سبع سنين أو تسع فقط ، وكيف عاش هؤلاء الأربعة تحت الخوف من الجمهور الأعظم ومنهم من مات قبل خلافة سيدنا علي رضي الله عنه وكرم وجهه كأبي ذر ؟!
وفي الآية مايدل على أن المراد في الآية أولاً هم المخاطبون بقوله (( منكم ))
ياعقلاء الشيعة القادرين على إمساك هؤلاء السفهاء : أمسكوا بألسنتهم ولاتدعوهم يوقدون نار فتنة تأكل الأخضر واليابس ، أمسكوها قبل فوات الأوان فإن الفتنة نائمة لاخير فيها لسني ولاشيعي بل أضرارها تعم جميع المسلمين لايستفيد منها إلا العدو
نسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين ويدفع عنهم كل ضرر ، له الحمد دائماً وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

*د يحيى
16 - أكتوبر - 2010
 1  2  3