البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : السعادة والشقاء     قيّم
التقييم :
( من قبل 47 أعضاء )
 د يحيى 
10 - أكتوبر - 2010
الشقاء والسعادة ليس لها طبقة
 
الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
و ساكن الزمالك الذي يجد الماء والنور والسخان والتكييف والتلفون والتليفزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم والسكر والضغط.
والمليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة والخوف من الأماكن المغلقة والوسواس والأرق والقلق.
والذي أعطاه الله الصحة و المال والزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة ولا يعرف طعم الراحة.
والرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء وانتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه وخضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين وانتهى إلى الدمار.
والملك الذي يملك الأقدار والمصائر والرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.
وبطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.
وبرغم غنى الأغنياء وفقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة والشقاء الدنيوي متقارب.
فالله يأخذ بقدر ما يعطي ويعوض بقدر ما يحرم وييسر بقدر ما يعسر.. ولو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور.
إنما هذه القصور والجواهر والحلي واللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. وفي داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات والآهات الملتاعة.
والحاسدون والحاقدون والمغترون والفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.
ولو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق ولو أدركه القاتل لما قتل ولو عرفه الكذاب لما كذب.
ولو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس ولسعينا في العيش بالضمير ولتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا ولا مغلوب في الحقيقة والحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر ومحصولنا من الشقاء والسعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر وتباين الدرجات والهيئات
وليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء وإنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها وتتجاوزه وترى فيه الحكمة والعبرة وتلك نفوس مستنيرة ترى العدل والجمال في كل شيء وتحب الخالق في كل أفعاله.. وهناك نفوس تمضغ شقاءها وتجتره وتحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. وتلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.
وكل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.
أما الدنيا فليس فيها نعيم ولا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. والكل في تعب.
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت إلا بمواقفها.
وليس بالشقاء والنعيم اختلفت ولا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت ولا بما يبدو على الوجوه من ضحك وبكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.
وتلك هي لبسة الديكور والثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا والآخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم والمحروم.
أما وراء الكواليس.
أما على مسرح القلوب.
أما في كوامن الأسرار وعلى مسرح الحق والحقيقة.. فلا يوجد ظالم ولا مظلوم ولا متخم ولا محروم.. وإنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم وينير بها ضمائر العميان ويلاطف أهل المسكنة ويؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات ويعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض والخفض فيطمس على بصائر المترفين ويوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين ويرهل أبدان المسرفين.. وتلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم والنسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. والمقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار وتهتك الحجب وتفترق المصائر إلى شقاء حق وإلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. ولا تجدي تذكرة.
وأهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم وأهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة وقبلوا ما يجريه عليهم ورأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.
أما أهل الغفلة وهم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة والمرأة والدرهم وفدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم وأحمالا من الخطايا وظمأً لا يرتوي وجوعا لا يشبع.
فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. واغلق عليك بابك وابك على خطيئتك "
اللهم تغمده برحمتك ، وأسكنه جنتك.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لمحة    ( من قبل 18 أعضاء )    قيّم
 
                                       السعادة والشقاء في القرآن الكريم

السعادة والشقاء طريقان
معروفان في حياة الإنسان ونهايته كما ذكر القرآن في ذلك في قوله سبحانه وتعالى :
" فأمّا الذين شقوا ففي النّار لهم فيها زفير
وشهيق) وتضيف حاكية عن حالهم أيضاً: (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إِلاّ ما شاء ربّك إنّ ربّك فعال لما يريد وأمّا الذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها ما دامت السّموات والأرض إِلاّ ما شاء ربّك عطاءً غير مجذوذالسعيد( مشتق من مادة «السعادة» ومعناها توفر أسباب النعمة.و(الشقي) مشتق من مادة «الشقاء» ومعناه توفر أسباب البلاء والمحنة.

الطريف أنّ لفظ
«شَقوا» في الآيات المتقدمة ورد بصيغة المبني للمعلوم، ولفظ «سُعِدُوا»ورد بصيغة المبني للمجهول، ولعل في هذا الاختلاف في التعبير إِشارة لطيفة الى هذه المسألة الدقيقة، وهي أنّ الإِنسان يطوي طريق الشقاء بخطاه، ولكن لابدّ لطيّ طريق السعادة من الإِمداد والعون الإِلهي، وإِلاّ فإنّه لا يوفّق في مسيره، ولا شكّ في أنّ هذا الإِمداد والعون يشمل أُولئك الذين يخطون خطواتهم الأُولى بإرادتهم واختيارهم فحسب وكانت فيهم اللياقة والجدارة لهذا الإِمداد.

هل أنّ السعادة والشقاوة
ذاتيان؟

اذا كان بعضهم يعد ـ كون السعادة والشقاء ذاتيين، فإن الآيات
المتقدمة لا تدل على هذا الأمر فحسب، بل تثبت بوضوح كون السعادة والشقاء اكتسابيين، إِذ تقول (فأمّا الذين شقوا) أو تقول:
" وأمّا الذين
سُعدوا) فلو كان الشقاء والسعادة ذاتيين لكان ينبغي أن يُقال «أمّا الأشقياء وأمّا السعداء» وما أشبه ذلك التعبير....

أسباب السعادة والشقاء:

السعادة ضالّة كل الناس، وكلّ
واحد يبحث عنها في شيء ما ويطلبها في مكان ما، وهي توفّر أسباب تكامل الفَرد في المجتمع، والنقطة المقابلة لها هي الشقاء الذي يتنفر منه كل أحد، وهو عبارة عن عدم مساعدة الظروف للنجاح والتقدم والتكامل.
فعلى هذا، كل من توافرت له أسباب التحرك
والتقدم نحو الأهداف السامية روحياً وجسمياً وعائلياً وبيئياً وثقافياً، فهو أقرب للسعادة، وبتعبير آخر هو أكثر سعادة!
ولكن ينبغي الالتفات إلى أنّ أساس السعاده
أو الشقاء هو إِرادة الإِنسان نفسه، فهو يستطيع أن يوفر الوسائل لترشيد نفسه و مجتمعه، وهو الذي يستطيع أن يواجه عوامل الشقاء ويهزمها أو يستسلم لها.
وليس
الشقاء أو السعادة في منطق الوحي ومدرسة الأنبياء في داخل ذات الإِنسان شيئاً وحتى النواقص في المحيط والعائلة والوراثة كل أولئك قابل للتغيير بتصميم الإِنسان وإِرادته ،إِلاّ أن ننكر أصل الإِرادة في الإِنسان وحريته، ونعدّه محكوماً بالظروف الجبرية، وكل من سعادته أو شقائه ذاتي، أو هو نتيجة جبرية لمحيطه، وما إلى ذلك.
وهذا الرأي
مرفوض في نظر الأنبياء وفي نظر المذهب العقلي أيضاً.

الطريف أنّنا نجد في
الرّوايات المنقولة عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت(عليهم السلام)إشارات إلى مسائل مختلفة على أنّها أسباب السعادة، أو أسباب الشقاء ... بحيث يتعرف الإِنسان خلال مطالعتها على طريقة التفكير الإِسلامي في هذه المسألة المهمّة، وسيقفُ على الواقعيات العينية وأسباب السعادة الحقيقية، بدلاً من أن يقف عليها في المسائل الخرافية والتصوّرات والسنن الخاطئة الموجودة في كثير من المجتمعات.
منقول
*د يحيى
10 - أكتوبر - 2010
سؤال     ( من قبل 16 أعضاء )    قيّم
 
كيف نجمع بين أخبار السعادة والشقاء والجبر؟
السؤال : «  السعيد سعيد في بطن أمّه ، والشقي شقي في بطن أمّه ».
أوّلاً : هل النصّ وارد في النصوص والروايات المعتبرة أم لا؟
ثانياً : على فرض وروده فكيف يمكن توجيهه ؟ ألّا يقتضي الجبر ، وعدم الاختيار بحيث إنّ الظروف سوف تؤدّي إلى سعادته أوشقائه ، فيسير لما قدّر له ؟
ثالثاً : ما معنى السعادة والشقاء المتصورة في هذا النصّ ؟

الجواب : من سماحة السيّد علي الحائري

أمّا الجواب على السؤال : فهو أنّ النصّ وارد في بعض الروايات الصحيحة ، وليس معناه الجبر ، وعدم الاختيار ، بل المقصود ما جاء في الرواية الصحيحة عن الإمام الكاظم (عليه السّلام) التي رواها محمّد بن أبي عمير ، قال سألت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السّلام) عن معنى قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : « الشقي مَن شقي في بطن أمّه ،  السعيد مَن سعد في بطن أمّه » . فقال (عليه السّلام) : « الشقي مَن علم الله ـ وهو في بطن أمّه ـ أنّه سيعمل  أعمال الأشقياء ، والسعيد مَن علم الله ـ وهو في بطن أمّه ـ أنّه سيعمل  أعمال السعداء » بحار الأنوار 5 : 157 .
فهذه الرواية واضحة الدلالة على أنّ الشقاء والسعادة ليستا من الصفات الذاتية المقدّرة التي جبر عليها الإنسان ؛ إذ لم يقل : « الشقي مَن علم الله ـ وهو في بطن أمّه ـ أنّه شقي » ، بل قال : « الشقي مَن علم الله ـ وهو في بطن أمّه ـ أنّه سيعمل  أعمال الأشقياء » ، وكذلك السعيد .
وهذا يعني أنّ  الشقاء والسعادة صفتان عرضيتان طارئتان على الإنسان نتيجة الأعمال السيّئة والحسنة التي يزاولها في حياته باختياره وإرادته ، فالعمل السيىء الذي اختاره الإنسان هو الذي صيّره شقيّاً ، والعمل الحسن الذي اختاره هو الذي صيّره سعيداً .
*د يحيى
10 - أكتوبر - 2010
من أهل البيت    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم
 
 ـ ينقل الإِمام الصّادق(عليه السلام) عن جدّه أميرالمؤمنين(عليه السلام) أنّه قال «حقيقة السعادة أن يختم للرجل عمله بالسعادة وحقيقة الشقاوة أن يختم للرجل بالشقاوة» تفسير نور الثقلين، ج2، ص388
فهذه الرّواية تقول بصراحة: إنّ المرحلة النهائية لعمر الإِنسان وأعماله هي المرحلة التي تكشف عن سعادته و شقاوته، وعلى هذا فهي تنفي السعادة أو الشقاء الذاتيين، وتجعل الإِنسان رهين عمله، كما تجعل طريق العودة مفتوحاً في جميع المراحل حتى نهاية عمره.
2 ـ ونقرأ في حديث آخر عن الإِمام علي(عليه السلام) «
السعيد من وُعظ بغيره والشقي من انخدع لِهواه وغروره
». نهج البلاغة، الخطبة 86.
وكلام الإِمام علي(عليه السلام) هذا تأكيد آخر على عدم ذاتية السعادة والشقاء وبيان بعض أسبابهما.
3 ـ ويقول نبي الإِسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً: «
أربع من أسباب السعادة وأربع من الشقاوة، فالأربع التي من السعادة المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب البهيّ. والأربع التي من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء
». مكارم الاخلاق، ص 65.
مع ملاحظه أنّ هذه الأُمور الأربعة لها تأثير بالغ في الحياة المادية والمعنوية لكل أحد، ويمكن أن تكون من عوامل النجاح او الفشل وتتّضح بهذا سَعة مفهوم السعادة والشقاوة في منطق الإِسلام.
فالمرأة الصالحة ترغّب الإِنسان في أنواع «الحسنات»، والبيت الواسع يهَب روح الإِنسان وفكره الهدوء والراحة ويهيؤه للنشاط والفعالية، والجار الصالح الذي يقدم له عوناً مؤثراً في راحته واستقراره و في تقدم أهداف الإِنسانية، والمركب الجيد عامل مؤثر في الوصول إلى الأعمال والوظائف الاجتماعية، في حين أنّ المركب السوء يكون عاملاً في التأخير ولا يوصل صاحبه إلى هدفه.
4 ـ كما روي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الحديث أيضاً: «
من علامات الشقاء: جمود العينين، وقسوة القلب، وشدّة الحرص في طلب الرزق، والإصرار على الذنب
»تفسير نور الثقلين، ج 2،ص 398
هذه الأُمور الأربعة التي وردت في الحديث المتقدم، هي أُمور اختيارية وهي نتيجة أعمال الإِنسان وأخلاقه الاكتسابية ، وعلى هذا فإنّ أبعاد أسباب الشقاء هذه تكمن في اختيار الإِنسان نفسه.

ولو لاحظنا أسباب السعاده والشقاوة في الأحاديث المتقدمة وحقيقتهما وأثرهما البالغ في حياة البشر، وقارنّاهما مع الأسباب والمسائل الخرافية التي يعتقد بها جمع كثير ـ حتى في عصرنا عصر الذّرة والفضاء ـ لوصلنا إلى هذا الواقع الذي يؤكّد أنّ التعاليم الإِسلامية منطقيّة ومدروسة إلى أقصى حد.
ولا يزال إلى اليوم من يعتقد أنّ نعل الفرس سبب للسعادة، وأنّ اليوم الثّالث عشر سبب لسوء الحظّ ... والقفز على النّار في بعض ليالي السنة من أسباب السعادة، وصوت بعض الطيور سبب للشقاء وسوء الحظ، وسكب الماء عند خروج المسافر من أسباب السعادة، والعبور من تحت السلم سبب للشقاء!!
وحتى تعليق بعض الأشياء في رقبة الفرد أو على وسائل النقل من أسباب السعادة والعطاس علامة على الفشل إذا كان حين العمل!! وكثير من أمثال هذه الخرافات نجدها في الشرق والغرب بين الأقوام والأُمم المتعددة.
وكم من أُناس تعطلوا عن نشاطهم في الحياة نتيجة ابتلائهم بمثل هذه الخرافات وأصبحوا رهن المصائب الكثيرة.

لقد شطب الإِسلام بقلم أحمر على جميع هذه التصوّرات الخرافية، وحدّد ـ مبيّناً بوضوح ـ سعادة الإِنسان وشقاوته في الفعاليّات الإِيجابية والسلبية ونقاط الضعف والقوّة في الأخلاق والمناهج العملية وطريقة التفكير والعقيدة لكل فرد، من خلال الأمثلة التي قدمناها في الأحاديث الأربعة عن أهل اليبت(عليهم السلام)
مفهوم الخلود في هذه الآيات
هل الخلود في الآيات ـ محل البحث ـ بمعنى البقاء الدائم؟! أو هو بالمعنى اللغوي المراد منه المدّة الطويلة؟
قال بعض المفسّرين: بما أنّ الخلود مقيد هنا بقوله (ما دامت السّموات والأرض) فإنّ الخلود ليس معناه البقاء الأبدي الدائم، لأنّ السّموات والأرض لا أبدية لهما ... وطبقاً لصريح القرآن فإن يوماً سيأتي تنطوي فيه السّموات وتبدل الأرض إلى أرض أُخرى
ولكن، مع ملاحظة أنّ مثل هذه التعابير في اللغة العربية يراد بها البقاء الدائم، فالآيات ـ محل البحث ـ أيضاً تبيّن الدوام.

قبس من بحث
تفسير الأمثل
مجلد7




*د يحيى
10 - أكتوبر - 2010
من هو السعيد    ( من قبل 19 أعضاء )    قيّم
 
أيها الأحبة في الله :

من هو السعيد ؟ ... هو الذي امتلأ قلبه بالله

من هو السعيد ؟ ... هو الذي أمسى وأصبح ليس في قلبه غير الله جل جلاله

من هو السعيد ؟ ... هو الذي أسعده الله في نفسه فاطمأن قلبه بذكر الله ولهج لسانه بالثناء على الله .

من هو السعيد ؟ ... هو الذي أقرٌ الله عينه بالطاعات وسره بالباقيات الصالحات

من هو السعيد ؟ ... هو الذي أسعده الله في أهله وماله وولده فرأى قرة العين وحمد الله سبحانه وتعالى على القليل والكثير .

من هو السعيد ؟ ... هو الذي أسعده الله بين الناس فعاش طيب الذكر حسن السمعة لا يذكر إلا بخير ولا يعرف عنه إلا الخير .

من هو السعيد ؟ ... هو الذي إذا وقف على آخر أعتاب هذه الدنيا وقف بقلب ثابت ولسان ذاكر قد رضي عن الله فأرضاه الله عز وجل .

من هو السعيد ؟ ... هو الذي إذا دانت ساعته وحانت قيامته تنزلت عليه ملائكة ربه تبشره بالروح والريحان والرحمة والغفران وأن الله راضٍ عنه غير غضبان.

من هو السعيد ؟ ... هو الذي ختم له بخاتمة السعداء فكان آخر ما نطق به من الدنيا شهادة [ أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ]

من هو السعيد ؟ ... هو الذي أسعده الله في قبره وأقر عينه في لحده حتى إذا أدخل في ذلك القبر وثبٌته الله وسدد لسانه فقال: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد-صلى الله عليه وسلم-فنادى منادٍ من السماء أن صدق عبدي ففرش له من الجنان وقتح له منها يأتيه من الروح والريحان فقال السعيد: يا رب أقم الساعة يا رب أقم الساعة شوقاً إلى رحمة الله وحنيناً إلى عظيم ما ينتظره من فضل الله .

من هو السعيد ؟ ... هو الذي إذا بعث من قبره وخرج إلى حشره ونشره خرج مع السعداء الذي لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون .

من هو السعيد ؟ ... هو الذي إذا وقف بين يدي ربه وقف موقف الكريم فأعلى الله شأنه وأنطق بالخير لسانه ونادى منادي الله عيه بالبشرى بالجنة .

من هو السعيد ؟ ... هو الذي ينتهي مآله ويكون قراره إلى الجنة دار السعداء ونزل الأتقياء .

أيها الأحبة في الله ...إنها السعادة الحقيقية التي يتمناها كل عبد مؤمن .

****
من قول من كتيب السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة لفضيلة الشيخ محمد مختار الشنقيطي
*د يحيى
10 - أكتوبر - 2010
حديث شريف    ( من قبل 14 أعضاء )    قيّم
 
" إنّ السعيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتنَ ، ولَمَن ابتُليَ فصَبَر".
الصلاة والسلام عليك وعلى آلك يا سيدي يا رسول الله.
 
( سلسلة الأحاديث الصحيحة للمحدّث الألباني ، رحمة الله عليه) [2/703].
*د يحيى
10 - أكتوبر - 2010
الشيخ علي الطنطاوي ، رحمه الله.    ( من قبل 18 أعضاء )    قيّم
 
" الحياه الدنيا كلها ، ماذا يبقى منها إن رفع الإيمان ؟
أحزانها تنسى ، وأفراحها تفقد ، وكل شيء إلى زوال
وكم من فقير سعيد،
عرف الله حق معرفته فرزقه الله السعادة
السعادة: معنىً لا يمكن الوصول إليه بكنوز الذهب والفضة؛لأنها أغلى من الذهب، والفضة.
السعادة
: كاللؤلؤة في أعماق البحار،تحتاج إلى غواصٍ ماهر يُتقن صنعة الاكتشاف والغوص.
السعادة
: هي مواقف، وكلمات، وتطلعات،ونظرات في الحياة بواقعية وأمل وتطلع وإشراق.
ابحث في داخلك ففي أعماقك
السعادة
، وفيها الينبوع الذي لا ينضب.
إن
سعادة المسلم الحقيقيه لا تنبع مما حوله من أشياء ، وإنما منإحساسه بمباهج التقرب إلى الله ومن نشوة الانتصار على الأهواء ، والمغريات وضغوطات الشهوات والمصالح..."
*د يحيى
11 - أكتوبر - 2010
أين تكمن سعادة الإنسانية ؟ في الإسلام : القرآن ، والسنة الشاملة    ( من قبل 13 أعضاء )    قيّم
 
 
* "اللغة: الشقاء استمرار ما يشق على النفس ونقيضه السعادة" ( الطبرسي).  
* " في قوله تعالى { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } وجهان من التفسير, وكلاهما يشهد له القرآن:
الأول - أن المعنى: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. أي لتتعب التعب الشديد بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم. وتحسرهم على أن يؤمنوا. وهذا الوجه جاءت بنحوه آيات كثيرة، كقوله تعالى:
{ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ }[فاطر: 8] الآية, وقوله تعالى:{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً }[الكهف:6] وقوله:{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }
[الشعراء: 3]. والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً, وقد قدمنا في مواضع من هذا الكتاب المبارك.
الوجه الثاني - أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالليل حتى تورَّمتْ قدماه, فأنزل الله { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } أي تنهك نفسك بالعبادة وتذيقها المشقة الفادحة. وما بعثناك إلا بالحنيفية السمحة. وهذا الوجه تدل له ظواهر آيات من كتاب الله, كقوله:{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }
[الحج: 78], وقوله:{ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ }
[البقرة: 185]. والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ويفهم من قوله: { لتشقى } أنه أُنزل عليه ليسعد. كما يدل له الحديث الصحيح: " من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين "
وقد روى الطبراني عن ثعلبة بن الحكم رضي الله تعالى عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن الله يقول للعلماء يوم القيامة: إني لم أجعل علمي وحكتمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي " وقال ابن كثير: إن إسناده جيد, ويشبه معنى الآية على هذا القول الأخير قوله تعالى:{ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْآنِ }[المزمل: 20] الآية. وأصل الشقاء في لغة العرب: العناء والتعب, ومنه قول أبي الطيب:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
   
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ومنه قوله تعالى:{ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ }[طه: 117].( الشنقيطي)
" الشقاء: هو التعب والنَّصَب والكدّ، فالحق سبحانه ينفي عن رسوله صلى الله عليه وسلم التعب بسبب إنزال القرآن عليه، إذن: فما المقابل؟ المقابل: أنزلنا عليك القرآن لتسعد، تسعد أولاً بأن اصطفاك لأن تكون أَهْلاً لنزول القرآن عليك، وتسعد بأن تحمل نفسك أولاً على منهج الله وفِعْل الخير كل الخير.
فلماذا ـ إذن ـ جاءتْ كلمة { لِتَشْقَىٰ } [طه: 2]؟.
هذا كلام الكفار أمثال أبي جهل، ومُطعِم بن عدي، والنضر بن الحارث، والوليد بن المغيرة حينما ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا له: لقد أشقيتَ نفسك بهذه الدعوة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله بعثني رحمة للعالمين ".
فقد بعث رسول الله ليسعد ويسعد معه قومه والناس أجمعين لا ليشقى ويُشقِي معه الناس. لكن من أين جاء الكفار بمسألة الشقاء هذه؟ المؤمن لو نظر إلى منهج الله الذي نزل به القرآن لوجده يتدخل في إراداته واختياراته، ويقف أمام شهواته، فيأمره بما يكره وما يشقُّ على نفسه، ويمنعه مما يألَف ومما يحب.
إذن: فمنهج الله ضد مرادات الاختيار، وهذا يُتعِب النفس ويشقُّ عليها إذا عُزِلَتْ الوسيلة عن غايتها، فنظرت إلى الدنيا والتكليف منفصلاً عن الآخرة والجزاء.
أمّا المؤمن فيقرن بين الوسيلة والغاية، ويتعب في الدنيا على أمل الثواب في الآخرة، فيسعد بمنهج الله، لا يشقى به أبداً. كالتلميذ الذي يتحمل مشقّة الدرس والتحصيل؛ لأنه يستحضر فَرْحة الفوز والنجاح آخر العام.
من هنا رأى هؤلاء الكفار في منهج الله مشقة وتعباً، لأنهم عزلوا الوسيلة عن غايتها؛ لذلك شعروا بالمشقة، في حين شعر المؤمنون بلذة العبادة ومتعة التكليف من الله، وهذه المسألة هي التي جعلتهم يتخذون آلهةً لا مطالبَ لها، ولا منهج، ولا تكليف، آلهة يعبدونها على هواهم، ويسيرون في ظلها على حَلِّ شعورهم.
لذلك أوضح القرآن أنهم مغفلون في هذه المسألة، فقال: { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } [طه: 2].
أو يكون الشقاء: تعرُّضه لِعُتاة قريش وصناديدها الذين سخروا منه، وآذوه وسلَّطوا عليه سفهاءهم وصبيانهم، يشتمونه ويرمونه بالحجارة، وهو صلى الله عليه وسلم يُشقِي نفسه بدعوتهم والحرص على هدايتهم.
والحق تبارك وتعالى ينفي الشقاء بهذا المعنى أيضاً: { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } [طه: 2] أي: لتُشقي نفسك معهم، إنما أنزلناه لتبليغهم فحسب، وقد تكرر هذا المعنى في القرآن كثيراً في مثل قوله تعالى:{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً }
[الكهف: 6] وقوله:

إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }[الشعراء: 4].
وسبق أنْ ضربنا لذلك مثلاً ـ ولله المثَل الأعلى ـ برجل عنده عبدان: ربط أحدهما إليه بحبل، وأطلق الآخر حُراً، فإذا ما دعاهما فاستجابا لأمره، فأيهما أطوع له، وأكثر احتراماً لأمره؟
لا شكَّ أنه الحر الطليق؛ لأنه جاء مختاراً، في حين كان قادراً على العصيانوكذلك ربك ـ تبارك وتعالى ـ يريد منك أن تأتيه حُراً مختاراً مؤمناً، وأنت قادر ألاَّ تؤمن.
والبعض يحلو لهم نقد الإسلام واتهام الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقولون: إن رسول الله يخطىء والله يُصوِّب له، ونتعجب: وما يضيركم أنتم؟ طالما أن ربه هو الذي يُصوِّب له، هل أنتم الذين صَوَّبتم لرسول الله!؟ ثم مَنْ أخبركم بخطأ رسول الله؟ أليس هو الذي أخبركم؟ أليس هذا من قوة أمانته في التبليغ ويجب أن تحمد له؟
إذن: فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستنكف أنْ يُربِّيه ربه؛ لذلك يقول:
" إنما أنا بشر يَرِد عليَّ ـ يعني من الحق ـ فأقول: أنا لست كأحدكم، ويُؤخذ مني فأقول: ما أنا إلا بشر مثلكم ".
وقد تمحَّك هؤلاء كثيراً في قصة عبد الله بن أم مكتوم، حينما انشغل عنه رسول الله بكبار قريش، والمتأمل في هذه القصة يجد أن ابن أم مكتوم كان رجلاً مؤمناً جاء ليستفهم من رسول الله عن شيء، فالكلام معه ميسور وأمر سَهْل، أمّا هؤلاء فهم رؤوس الكفر وكبار القوم، ولديهم مع ذلك لَدَد في خصومتهم للإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يحرص على هدايتهم ويُرهِق نفسه في جدالهم أملاً في أنْ يهدي الله بهم مَنْ دونهم.
إذن: النبي في هذا الموقف اختار لنفسه الأصعب، وربه يعاتبه على ذلك، فهو عِتَاب لصالحه، له لا عليه.
ثم يقول الحق سبحانه: { إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ }.( الشعراوي).
" قَوْلُهُ تَعَالَى: { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ }؛ أي لِتُجْهِدَ نفسكَ وتتعبَ، وذلك أنه لَمَّا نزلَ عليه الوحيُ اجتهدَ في العبادةِ، حتى أنه كان يُصلِّي على إحدى رجْلَيْهِ لشدَّة قيامهِ وطوله، فأمرَهُ اللهُ أن يُخَفِّفَ على نفسهِ، وذكرَ له أنهُ ما أنزلَ عليه القُرْآنَ ليتعبَ ذلك التعبَ، ولَم يُنْزِلْهُ، { إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ }؛ قال مجاهدُ: (نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ لِسَبَب مَا كَانَ يَلْقَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ التَّعَب وَالسَّهَرِ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ).
وقال الحسنُ: (هَذا جَوَابٌ لِلْمُشْرِكِيْنَ، وَذلِكَ أنَّ أبَا جَهْلٍ وَالنَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ قَالاَ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: وَإنَّكَ لَتَشْقَى، لِمَا رَأواْ مِنْ طُولِ عِبَادَتِهِ وَشِدَّةِ اجْتِهَادِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " " بُعِثْتُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ " قَالُوا: بَلْ أنْتَ شَقِيٌّ "
، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } وَلَكِنْ لِتَسْعَدَ وَتَنَالَ الْكَرَامَةَ بهِ في الدُّنيا والآخرةِ).والشَّقَاءُ في اللغة: احمرارُ ما شُقَّ على النفْسِ من التعب."
 ( الطبراني).
 
*د يحيى
11 - أكتوبر - 2010
أشقى الأشقياء    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
فما في الأرض أشقى من مُحبٍ ***وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكياً في كل حينٍ *** مخافة فرقة أو لاشتياق ِ
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم *** ويبكي إن دنوا حذر الفراقِ 
فتسخن عينه عند الفراق ***وتسخن عينه عند التلاقي 
 
العشقُ وإن استعذبه صاحبه فهو أعظم عذابٍ للقلب، تراهم يقولون إنهم لا يستطيعون تركه وإنهم وصلوا إلى النحول والذبول والموت بل الانتحار، وإذا كان العشق عذاباً كما يقول العاشقون :" إن الحب عذاب"  وهم يعبرون فعلاً عما يكون في أفئدتهم فكيف يسعى الإنسان في تعذيب نفسه .
قالوا إنه شيء اضطراري إنهم لم يختاروه !!!
قال ابن القيم :" إن مبادئ العشق وأسبابه اختيارية ، داخله تحت التكليف ، لكن إذا وقع فيه صار مسكيناً ، كالريشة في محب الريح .
تولّع بالعشق حتى عشق *** فلما استقل به لم يطق
رأى لجة ظنها موجةً    ***     فلما تمكن منها غرق
تمنى الإقالة من ذنبه *** فلم يستطعها ولم يستفق
( منقول).
*د يحيى
11 - أكتوبر - 2010
لا غنى عن اللغة    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
شقا (لسان العرب)
الشَّقاءُ والشَّقاوةُ، بالفتح: ضدُّ السعادة، يُمَدُّ ويُقْصَرُ، شَقِيَ يشَقَى شَقاً وشَقاءً وشَقاوةً وشَقْوةً وشِقْوةً.
وفي التنزيل العزيز: ربَّنا غَلَبَتْ علينا شِقْوَتُنا؛ وهي قراءة عاصم وأَهل المدينة؛ قال الفراء: وهي كثيرةٌ في الكلام، وقرأَ ابن مسعود شَقاوَتُنا؛ وأَنشد أَبو ثروان: كُلِّفَ مِنْ عَنائهِ وشِقْوَتِهْ بِنتَ ثماني عَشْرَةٍ من حِجَّتِهْ وقرأَ قتادة: شِقاوتُنا، بالكسر، وهي لغة، قال: وإنما جاء بالواو لأَنه بُنِي على التأْنيث في أَوَّلِ أَحواله، وكذلك النهايةُ فلم تكن الياء والواو حرفي إعراب، ولو بُنِيَ على التذكير لكان مهموزاً كقولهم عَظاءةٌ وعَباءَةٌ وصَلاءَة، وهذا أُعِلَّ قبلَ دُخولِ الهاء، تقول: شَقِيَ الرجلُ: انقلبت الواوُ ياءً لكسرة ما قبلَها، ويَشْقَى انقَلبتْ في المضارع أَلِفاً لفتحة ما قبلَها، ثم تقولُ يَشْقَيانِ فيكونانِ كالماضي.
وقوله تعالى: ولم أَكُنْ بدُعائِكَ رَبِّ شَقِيّاً؛ أَراد: كنتُ مُسْتَجابَ الدَّعْوة، ويجوز أَن يكون أَراد مَنْ دَعاكَ مخلِصاً فقد وحَّدَكَ وعَبَدَك فلم أَكنْ بعِبادَتِكَ شَقِيّاً؛ هذا قولُ الزجاج.
وشاقَاهُ فشَقَاهُ: كان أَشَدَّ شَقاءً منه.
ويقال: شاقانى فلان فشَقَوْته أَشْقُوه أَي غَلَبْته فيه.
وأَشْقاه اللهُ، فهو شَقِيٌّ بيِّنُ الشِّقْوة، بالكسر، وفتحُه لغة.
وفي الحديث: الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بطْنِ أُمِّه، وقد تكَرَّرِ ذِكْرُ الشَّقِيِّ والشَّقاءِ والأَشقِياء في الحديث، وهو ضد السَّعِيد والسُّعداءِ والسَّعادةِ، والمعنى أَنَّ مَنْ قَدَّرَ اللهُ عليه في أَصْلِ خِلْقَته أَن يكون شَقِيّاً فهو الشَّقِي على الحقيقة، لا مَنْ عَرَض له الشَّقاء بعدَ ذلك، وهو إِشارة إِلى شَقاءِ الآخرة لا الدنيا.
وشاقَيْت فلاناً مُشاقاةً إِذا عاشَرْتَه وعاشَرَك.
والشَّقاءُ: الشِّدةُ والعُسْرةُ.
وشاقَيّْته أَي صابَرْته؛ وقال الراجز:إِذ يُشاقي الصَّابِراتِ لم يَرِثْ، يكادُ مِنْ ضَعْفْ القُوى لا يَنْبَعِثْ يعني جَمَلاً يصابرُ الجِمالَ مَشْياً.
ويقال: شاقَيتُ ذلك الأَمر بمعنى عانيْتُه.
والمُشاقاةُ: المُعالَجة في الحرْب وغيرها.
والمُشاقاةُ: المُعاناةُ: والمُمارسَةُ.
والشَّاقي: حَيْدٌ من الجَبل طويلٌ لا يُسْتَطاع ارْتِقاؤُه، والجمْعُ شُقْيانٌ.
وشَقا نابُ البَعِيرِ يَشْقى شَقْياً: طَلع وظَهَر كشَقَأَ.
*د يحيى
11 - أكتوبر - 2010
ما أجملَ اللسانَ العربي!    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
البحث عن جذر سعد في لسان العرب

السَّعْد: اليُمْن، وهو نقيض النَّحْس، والسُّعودة: خلاف النحوسة، والسعادة: خلاف الشقاوة. يقال: يوم سَعْد ويوم نحس. وفي المثل: في الباطل دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ، ومعناهما عندهم الباطل؛ قال الأَزهري: لا أَدري ما أَصله؛ قال ابن سيده: كأَنه قال بَطَلَ يعدُ القينُ، فَدُهْدُرَّيْن اسم لِبَطَلَ وسعد مرتفع به وجمعه سُعود. وفي حديث خلف: أَنه سمع أَعرابيّاً يقول دهدرّين ساعد القين؛ يريد سعد القين فغيره وجعله ساعداً. وقد سَعِدَ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادَة، فهو سعيد: نقيض شَقيَ مثل سَلمِ فهو سَليم، وسُعْد، بالضم، فهو مسعود، والجمع سُعداء والأُنثى بالهاء. قال الأَزهري: وجائز أَن يكون سعيد بمعنى مسعود من سَعَده الله، ويجوز أَن يكون من سَعِد يَسْعَد، فهو سعيد. وقد سعَده الله وأَسعده وسَعِد يَسْعَد، فهو سعيد. وقد سَعده الله وأَسعده وسَعِد جَدُّه وأَسَعده: أَنماه.
ويومٌ سَعْد وكوكبٌ سعد وُصِفا بالمصدر؛ وحكى ابن جني: يومٌ سَعْد وليلةٌ سعدة، قال: وليسا من باب الأَسْعد والسُّعْدى، بل من قبيل أَن سَعْداً وسَعْدَةً صفتان مسوقتان على منهاج واستمرار، فسَعْدٌ من سَعْدَة كجَلْد من جَلْدة ونَدْب من نَدْبة، أَلا تراك تقول هذا يوم سَعْدٌ وليلة سعدة، كما تقول هذا شَعر جَعْد وجُمَّة جعدة. وتقول: سَعَدَ يومُنا، بالفتح، يَسْعَد سُعوداً. وأَسعده الله فهو مسعود، ولا يقال مُسْعَد كأَنهم استَغْنَوا عنه بمسعود.
والسُّعُد والسُّعود، الأَخيرة أَشهر وأَقيس: كلاهما سعود النجوم، وهي الكواكب التي يقال لها لكل واحد منها سَعْدِ كذا، وهي عشرة أَنجم كل واحد منها سعد: أَربعة منها منازلُ ينزل بها القمر، وهي: سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وسعد السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة، وهي في برجي الجدي والدلو، وستة لا ينزل بها القمر، وهي: سعد ناشِرَة وسعد المَلِك وسعْدُ البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وسعد البارِع وسعد مَطَر، وكل سعد منها كوكبان بين كل كوبين في رأْي العين قدر ذراع وهي متناسقة؛ قال ابن كناسة: سعد الذابح كوكبان متقاربان سمي أَحدهما ذابحاً لأَن معه كوكباً صغيراً غامضاً، يكاد يَلْزَقُ به فكأَنه مُكِبٌّ عليه يذبحه، والذابح أَنور منه قليلاً؛ قال: وسعدُ بُلَع نجمان معترِضان خفيان. قال أَبو يحيى: وزعمت العرب أَنه طلع حين قال الله: يا أَرض ابلعي ماءك ويا سماء أَقلعي؛ ويقال إِنما سمي بُلَعاً لأَنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أَن يَبْلَعَه؛ قال: وسعد السعود كوكبان، وهو أَحمد السعود ولذلك أُضيف إِليها، وهو يشبه سعد الذابح في مَطْلَعِه؛ وقال الجوهري: هو كوكب نَيِّرٌ منفرد. وسعد الأَخبية ثلاثة كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها وفيها اختلاف، وليست بخف
قد جاء سعدٌ مُقْبِلاً بِجَرِّه، واكِدَةً جُنودُه لِـشَـرِّه
فجعل هوامَّ والأَرض جنوداً لسعد الأَخبية؛ وقيل: سعد الأَخبية ثلاثة أَنجم كأَنها أَثافٍ ورابع تحت واحد منهن، وهي السعود، كلها ثمانية، وهي من نجوم الصيف ومنازل القمر تطلع في آخر الربيع وقد سكنت رياح الشتاء ولم يأْت سلطان رياح الصيف فأَحسن ما تكون الشمس والقمر والنجوم في أَيامها، لأَنك لا ترى فيها غُبْرة، وقد ذكرها الذبياني فقال:
قامت تَراءَى بين سِجْفَيِ كلَّةٍ، كالشمسِ يوم طُلوعِها بالأَسعَد
والإِسْعاد: المعونة. والمُساعَدة: المُعاونة.
وساعَدَه مُساعدة وسِعاداً وأَسعده: أَعانه. واستَسْعد الرجلُ برؤية فلان أَي عدّه سَعْداً.
وسعْدَيك من قوله لَبَّيك وسعديك أَي إِسعاداً لك بعد إِسعادٍ. روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة: لبيك وسعديك، والخير في يديك والشر ليس إِليك؛ قال الأَزهري: وهو خبر صحيح وحاجة أَهل العلم إِلى معرفة تفسيره ماسة، فأَما لبَّيْك فهو مأخوذ من لبَّ بالمكان وأَلبَّ أَي أَقام به لَبّاً وإِلباباً، كأَنه يقول أَنا مقيم على طاعتك إِقامةً بعد إِقامةٍ ومُجيب لك إِجابة بعد إِجابة؛ وحكي عن ابن السكيت في قوله لبيك وسعديك تأْويله إِلباباً بك بعد إِلباب أَي لزوماً لطاعتك بعد لزوم وإِسعاداً لأَمرك بعد إِسعاد؛ قال ابن الأَثير أَي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإِسعاداً بعد إِسعاد ولهذا ثنى، وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال؛ قال الجَرْميّ: ولم نَسْمَع لسعديك مفرداً. قال الفراء: لا واحد للبيك وسعديك على صحة؛ قال ابن الأَنباري: معنى سعديك أَسعدك الله إِسعاداً بعد إِسعاد؛ قال الفراء: وحنَانَيْك رحِمَك الله رحمة بعد رحمة، وأَصل الإِسعاد والمساعدة متابعةُ العبد أَمرَ ربه ورضاه. قال سيبويه: كلام العرب على المساعدة والإِسعاد، غير أَن هذا الحرف جاء مثنى على سعديك ولا فعل له على سعد.....
والسُّعْد، بالضم: من الطيب، والسُّعادى مثله. وقال أَبو حنيفة: السُّعدة من العروق الطيبة الريح وهي أَرُومَة مُدحرجة سوداء صُلْبَة، كأَنها عقدة تقع في العِطر وفي الأَدوية، والجمع سُعْد؛ قال: ويقال لنباته السُّعَادَى والجمع سُعادَيات. قال الأَزهري: السُّعد نبت له أَصل تحت الأَرض أَسود طيب الريح، والسُّعادى نبت آخر. وقال الليث: السُّعادَى نبت السُّعد.
 قال اللحياني: وجمعُ سَعِيد سَعِيدون وأَساعِدُ. قال ابن سيده: فلا أَدري أَعَنى له الاسم أَم الصفة غير أَن جمع سعَيدٍ على أَساعد شاذ.
وبنو أَسعَد: بطن من العرب، وهو تذكير سُعْدَى. وسعُادُ: اسم امرأَة، وكذلك سُعْدى. وأَسعدُ: بطن من العرب وليس هو من سُعْدى كالأَكبر من الكبرى والأَصغر من الصغرى، وذلك أَن هذا إِنما هو تَقاوُدُ الصفة وأَنت لا تقول مررت بالمرأَة السعدى ولا بالرجل الأَسعد، فينبغي على هذا أَن يكون أَسعدُ من سُعْدى كأَسْلَمَ من بُشْرى، وذهب بعضهم إِلى أَن أَسعد مذكر سعدى؛ قال ابن جني: ولو كان كذلك حَريَ أَن يجيءَ به سماع ولم نسمعهم قط وصفوا بسعدى، وإِنما هذا تَلاقٍ وقع بين هذين الحرفين المتفقي اللفظ كما يقع هذان المثالان في المُخْتَلِفَيْه نحو أَسلم وبشرى.
وسَعْدٌ: صنم كانت تعبده هذيل في الجاهلية.
وسُعْدٌ: موضع بنجد، وقيل وادٍ، والصحيح الأَول، وجعله أَوْسُ بن حَجَر اسماً للبقعة، فقال:
تَلَقَّيْنَني يوم العُجَيرِ بِمَـنْـطِـقٍ، تَرَوَّحَ أَرْطَى سُعْدَ منه، وضَالُها
والسَّعْدِيَّةُ: ماءٌ لعمرو بن سَلَمَة؛ وفي الحديث: أَن عمرو بن سَلَمَةَ هذا لما وَفَد على النبي، صلى الله عليه وسلم، استقطعه ما بين السَّعدية والشَّقْراء.
والسَّعْدان: ماء لبني فزارة؛ قال القتال الكلابي:
رَفَعْنَ من السَّعدينِ حتى تفَاضَلَت قَنابِلُ، من أَولادِ أَعوَجَ، قُـرَّحُ
والسَّعِيدِيَّة: من برود اليمن.
وبنو ساعدَةَ: قوم من الخزرج لهم سقيفة بني ساعدة وهي بمنزلة دار لهم؛ وأَما قول الشاعر:
وهل سَعدُ إِلاَّ صـخـرةٌ بـتَـنُـوفَة من الأَرضِ، لا تَدْعُو لِغَيٍّ ولا رُشْدِ؟
فهو اسم صنم كان لبني مِلْكانَ بن كنانة.
وفي حديث البَحِيرة: ساعدُ اللهِ أَشَدُّ ومُوسَاه أَحدُّ أَي لو أَراد الله تحريمها بشقِّ آذانها لخلقها كذلك فإِنه يقول لها: كوني فتكون.
*د يحيى
11 - أكتوبر - 2010
 1  2  3