جعفر الكنج الدندشي: * دكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية من جامعة ستراسبورغ / فرنسا * عضو كتاّب الموسوعة البريطانية (اللغة الفرنسية) * عضو مركز الأبحاث في تاريخ الأديان (جامعة ستراسبورغ) * مدرّس في ثانويات فرنسا . * صدر له ديوان شعر بعنوان : مهاجر آخر. * مجموعة قصصية مصوّرة باللغتين الفرنسية والعربية : مكّة المكرّمة قبل الإسلام ـ عام الفيل)
__________ قرأت له اليوم نشرته القيمة لكتاب (الأسوس) الذي يعتبر (كما يقول) كتاب النصيرية المقدس، أو أشهر كتبها الدينية. وقد اعتمد الدندشي في نشره مخطوطته الوحيدة في العالم وهي التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية بباريس، وتاريخ نسخها عام (1206هـ) أي ما يعادل (1790م) واسم الناسخ الشيخ جابر ابن الشيخ غريب، ونقلت من قرية (رأس بعيلة) من قضاء صافيتا ولاية طرابلس في لبنان حاليا
قدم الدندشي لدراسته هذه بقوله (ص50) : (ليس الهدف من هذه الدراسة إعادة خلق الحزازات فهذه الحزازات موجودة بطبيعتها، وليس لوضع أي كان في قفص الاتهام فجميعنا متهمون، وبالنتيجية جميعنا أبرياء، ولكن إذا أقدمنا على أحداث كالتي مرت في النصف الثاني من القرن العشرين فهذا يعني أننا لسنا إلا مجرمين في حق الوطن والدين والمجتمع، فإن كان الدفاع عن الوطن شرفا وسيظل كذلك فإن الاقتتال جريمة في كافة أشكال الحروب الأهلية والطائفية والسياسية على حد تعبير جمال عبد الناصر).
وسأنشر في التعليقات القادمة صفحات من هذه الدراسة ثم من الكتاب الأصلي بعدما أنوه إلى مسألتين: الأولى: أن كتاب الأسوس حسب ما ورد في مقدمته كتاب كلف الله النبي سليمان بن داود (ع) بجمع حكماء الدنيا لتأليفه، ويقوم بالتعريف بالكتاب الإمام علي الرضا برواية ابن الخدري عن محمد بن إبراهيم البغدادي عنه وكان قد أملاه من حفظه في مجلس المأمون العباسي فجعل له ولاية العهد من بعده.
أما متن الكتاب فيشهد أنه صدى مذهب مسيحي غامض، ربما في أواخر القرن الثاني الهجري، وترد فيه مقاطع تنسب إلى الإنجيل ولكنها لم ترد في أي من الأناجيل الأربعة، كما ترد بجوار كل مقطع آيات قرآنية ويقال في الاستشهاد بها : (كما في الكتاب العربي) أما أسلوب الكتاب فهو شبيه بالحوار الأفلاطوني ويرجح أن يكون من تأليف المفضل بن عمر الجعفي فأسلوب الكتاب هو نفسه أسلوبه في كتابيه (الهفت والأظلة) و(الصراط) بل وردت في كتابه (الهفت) مقاطع حرفية من الأسوس (ص 29 و30) ويفهم من بطاقة التعريف بالمخطوطة أنها مترجمة عن اللغة اليونانية، وقد سجل الأصل اليوناني في الوراق (80) ويعلق الدندشي على هذا بأنه قد يعتبر كتاب الأسوس أقدم كتاب ترجم إلى العربية عن اليونانية مع التغييرات التي أوردها أتباع المذهب النصيري على مدى السنوات في هذا الكتاب. ويرى الدندشي في الكتاب أنه المخطوطة الوحيدة عن الديانة النصيرية التي يمكن وضعها في حيز النقاش إذا ما قيست بالمخطوطات الأخرى المسألة الثانية قول الدندشي في المقدمة (ص22): (أما عن الفرائض في هذا المذهب فهي تختلف كليا عن فرائض الأديان والمذاهب المجاورة لها، وبشكل خاص الإسلامية منها، فهم يقومون بفرائض ظاهرة كما يقومون بفرائض باطنية فالعبادات الظاهرة تتلاءم مع الوسط الديني الذي يعيش ضمنه الفرد العلوي، ففي المجتمع الإسلامي يمارسون العبادات الإسلامية وفي مجتمع مسيحي يمارسون العبادات المسيحية، وهذا يعتبر عندهم تقية، منطلقين من فكرة وهي: انهم يعتبرون أنفسهم الجسد وباقي الأديان والطوائف ما هي إلا اللباس، فأي لباس يلبسه المرء لا يضره. ووجود القداسات في العبادات النصيرية دعت الأب اليسوعي هنري لامانس لكتابة مقاله (النصيريون هل كانوا نصارى)
|