كنت قد نشرت هذه الوصية قبل قليل، ثم ارتأيت أن يكون الملف تحت عنوان (وصايا خالدة) نضم إليها أجمل ما نظفر به من وصايا الأمراء والعلماء
وأفتتح هذا الملف بهذه الوصية المطولة وهي وصية أبي عمران موسى بن سعيد لابنه علي مشاركه في تاليف كتاب (حلى المغرب) نقلتها من (نفح الطيب) واستدركت ما وقع فيها من نقص، وما لحقها من اغلاط الطبع، وقد أوردها المقري في أخبار موسى بن سعيد قال:
(قال ابنه علي: لمّا أردت النهوض من ثغر الإسكندرية إلى القاهرة أول وصولي إلى الإسكندرية، رأى أن يكتب لي وصية أجعلها إماماً في الغربة، فبقي فيها أيّاماً إلى أن كتبتها عنه، وهي هذه، وكفى بها دليلاً على ما اختبر وعلم: أودعك الرحمن في غربتك مرتقباً رحماه في أوبتك وما اختياري كان طوع النوى لكنّني أجري على بغيتك فلا تطل حبل النوى إنّني والله أشتاق إلى طلعتك من كان مفتوناً بأبنائه فإنّني أمعنت في خبرتك فاختصر التوديع أخذاً، فما لي ناظرٌ يقوى على فرقتك واجعل وصاتي نصب عينٍ ولا تبرح مدى الأيام من فكرتك خلاصة العمر التي حنّكت في ساعة زفّت إلى فطنتك فللتّجاريب أمورٌ إذا طالعتها تشحذ من غفلتك فلا تنم عن وعيها ساعةً فإنّها عونّ إلى يقظتك وكلّ ما كابدته في النّوى إيّاك أن يكسر من همّتك فليس يدرى أصل ذي غربةٍ وإنّما تعرف من شيمتك وكلّ ما يفضي لعذرٍ فلا تجعله في الغربة من إربتك ولا تجالس من فشا جهله واقصد لمن يرغب في صنعتك ولا تجادل أبداً حاسداً فإنّه أدعى إلى هيبتك وامش الهوينا مظهراً عفّةً وابغ رضى الأعين عن هيئتك أفش التحيّات إلى أهلها ونبّه الناس على رتبتك وانطق بحيث العيّ مستقبحٌ واصمت بحيث الخير في سكتتك ولا تزل مجتمعاً طالباً من دهرك الفرصة في وثبتك وكلّما أبصرتها أمكنت ثب واثقاً بالله في مكنتك ولج على رزقك من بابه واقصد له ما عشت في بكرتك وايأس من الودّ لدى حاسدٍ ضدٍّ ونافسه على خطّتك ووفّر الجهد فمن قصده قصدك لا تعتبه في بغضتك ووفّ كلاًّ حقّه ولتكن تكسر عند الفخر من حدّتك ولا تكن تحقر ذا رتبةٍ فإنّه أنفع في غربتك وحيثما خيّمت فاقصد إلى صحبة من ترجوه في نصرتك وللرّزايا وثبةٌ ما لها إلاّ الذي تذخر من عدّتك ولا تقل أسلم لي وحدتي فقد تقاسي الذلّ في وحدتك ولتزن الأحوال وزناً ولا ترجع إلى ما قام في شهوتك ولتجعل العقل محكّاً وخذ كلاًّ بما يظهر في نقدتك واعتبر الناس بألفاظهم واصحب أخاً يرغب في صحبتك بعد اختبارٍ منك يقضي بما يحسن في الأخدان من خلطتك كم من صديقٍ مظهرٍ نصحه وفكره وقفٌ على عشرتك إيّاك أن تقربه، إنّه عونٌ مع الدّهر على كربتك واقنع إذا ما لم تجد مطمعاً واطمع إذا نفّست من عسرتك وانمُ نموّ النّبت قد زاره غبّ الندى واسم إلى قدرتك وإن نبا دهرٌ فوطّن له جأشك وانظره إلى مدّتك فكلّ ذي أمرٍ له دولةٌ فوفّ ما وافاك في دولتك ولا تضيّع زمناً ممكناً تذكاره يذكي لظى حسرتك والشّرّ مهما اسطعت لا تأته فإنّه حوبٌ على مهجتك يا بني الذي لا ناصح له مثلي ولا منصوح لي مثلة قد قدمت لك في هذا النظم ما إن أخطرته بخاطرك في كل أوان رجوت لك حسن العاقبة، إن شاء الله تعالى، وإنّ أخفّ منه للحفظ وأعلق بالفكر وأحق بالتقدم قول الأول: يزين الغريب إذا ما اغترب ثلاثٌ فمنهنّ حسن الأدب وثانيةٌ حسن أخلاقه وثالثةٌ إجتناب الرّيب وإذا اعتبرت هذه الثلاثة ولزمتها في الغربة رأيتها جامعة نافعة، لا يلحقك إن شاء الله تعالى مع استعمالها ندم، ولا يفارقك بر ولا كرم، ولله درّ القائل: يعدّ رفيع القوم من كان عاقلاً وإن لم يكن في قومه بحسيب إذا حلّ أرضاً عاش فيها بعقله وما عاقلٌ في بلدةٍ بغريب وما قصّر القائل حيث قال: واصبر على خلق من تعاشره وداره فاللبيب من دارى واتخذ الناس كلّهم سكناً ومثّل الأرض كلّها دارا وأصغ يا بني إلى البيت الذي هو يتيمة الدهر، وسلّم الكرم والصبر: ولو أنّ أوطان الديار نبت بكم لسكنتم الأخلاق والآدابا إذ حسن الخلق أكرم نزيل، والأدب أرحب منزل، ولتكن كما قال أحدهم في أديب متغرّب: (وكان كلّما طرأ على ملك فكأنّه معه ولد، وإليه قصد، غير مستريب بدهره، ولا منكر شيئاً من أمره) وإذا دعاك قلبك إلى صحبة من أخذ بمجامع هواه فاجعل التكلف له سلّماً، وهبّ في روض أخلاقه هبوب النسيم، وحلّ بطرفه محلّ الوسن، وانزل بقلبه نزول المسرة، حتى يتمكن لك وداده، ويخلص فيك اعتقاه، وطهر من الوقوع فيه لسانك، وأغلق سمعك، ولا ترخّص في جانبه لحسود لك منه، يريد إبعادك عنه، لمنفعته، أو حسود له يغار لتجمله بصحبتك، ومع هذا فلا تغتر بطول صحبته، ولا تتمهد بدوام رقدته، فقد ينبهه الزمان، ويغير منه القلب واللسان، ولذا قيل: إذا أحببت فأحبب هوناً مّا، ففي الممكن أن ينقلب الصديق عدوّاً والعدوّ صديقاً. وإنّما العاقل من جعل عقله معياراً، وكان كالمرآة يلقى كل وجه بمثاله، وجعل نصب ناظره قول أبي الطّيب: ولمّا صار ودّ النّاس خبّاً جزيت على ابتسامٍ بابتسام وفي أمثال العامة: من سبقك بيوم فقد سبقك بعقل، فاحتذ بأمثلة من جرّب، واستمع إلى ما خلّد الماضون بعد جهدهم وتعبهم من الأقوال، فإنّها خلاصة عمرهم، وزبدة تجاربهم. ولا تتكل على عقلك، فإن النظر فيما تعب فيه الناس طول أعمارهم وابتاعوه غالياً بتجاربهم يربحك، ويقع عليك رخيصاً. وإن رأيت من له مروءةٌ وعقل وتجربة فاستفد منه، ولا تضيّع فعله ولا قوله، فإن فيما تلقاه تلقيحاً لعقلك، وحثّاً لك واهتداء، وإيّاك أن تعمل بهذا البيت في كل موضع: فالحرّ يخدع بالكلام الطّيّب فقد قال أحدهم: ما قيل أضرّ من هذا البيت على أهل التجمّل، وليس كل ما تسمع من أقوال الشعراء يحسن بك أن تتبعه، حتى تتدبره، فإن كان موافقاً لعقلك مصلحاً لحالك قوّاه ذلك عندك، وإلاّ فانبذه نبذ النواة، فليس لكل أحد يُتبَسّم ولا كل شخص يكلّم، ولا الجود ممّا يعم به، ولا حسن الظنّ وطيب النفس ممّا يعامل به كل أحد، ولله در القائل: وما لي لا أوفي البريّة قسطها على قدر ما يعطى وعقلي ميزان وإياك أن تعطي من نفسك إلا بقدر، فلا تعامل الدون بمعاملة الكفء، ولا الكفء بمعاملة الأعلى، ولا تضيع عمرك فيمن يملكك بالمطامع، ويثنيك عن مصلحة حاضرة عاجلة بغائبة آجلة، (في جواهر الأدب: ولا تضيع عمرك فيمن يعاملك بالمطامع ويثيبك على مصلحة ...) واسمع قول الأول: وبغ آجلاً منك بالعاجل وأقلل من زيارة الناس ما استطعت، ولا تجفهم بالجملة، ولكن يكون ذلك بحيث لا يلحق منه ملل ولا ضجر ولا جفاء، ولا تقل أيضاً أقعد في كسر بيتي ولا أرى أحداً، وأستريح من الناس، فإن ذلك كسل داع إلى الذل والمهانة، وإذا علم عدوّ لك أو صديق منك ذلك عاملاك بحسبه، فازدراك الصديق وجسر عليك العدوّ، وإياك أن يغرّك صاحبٌ واحد عن أن تذخر غيره للزمان، وتطيعه في عداوة سواه، ففي الممكن أن يتغير عليك فتطلب إعانة عليه أو استغناء عنه فلا تجد ذخيرة قدمتها، وكان هو في أوسع حال وأعلى رأي بما دبره بحيلته في انقطاعك عن غيره، فلو اتفق لك أن تصحب من كل صناعة وكل رياسة من يكون لك عدّة لكان ذلك أولى وأصوب، وسلني فإنّي خبير، طال والله ما صبحت الشخص أكثر عمري لا أعتمد على سواه، ولا أعتدّ إلاّ إيّاه، منخدعاً بسرابه، موثوقاً في حبائل خطابه، إلى أن لا يحصل لي منه غير العضّ على البنان، وقول: لو كان ولو كان، ولا يحملنك أيضاً هذا القول أن تظنّه في كل أحد، وتعجل بالمكافأة، وليكن حسن الظن بمقدار مّا، واصبر بقدرٍ مّا، والفطن لا تخفى عليه مخايل الأحوال، وفي الوجوه دلالات وعلامات، وأصغ إلى القائل: ليس ذا وجه من يضيف ولا يق ري ولا يدفع الأذى عن حريم فمن يكن له وجه مثل هذا الوجه فولّ وجهك عنه قبلة ترضاها، ولتحرص جهدك على ألا تصحب أو تخدم إلاّ ربّ حشمة ونعمة، ومن نشأ في رفاهية ومروءة، فإنّك تنام معه في مهاد العافية، وإن الجياد على أعراقها تجري، وأهل الأحساب والمروءات يتركون منافعهم متى كانت عليهم فيها وصمة، وقد قيل في مجلس عبد الملك بن مروان: أشرب مصعب الخمر؟ فقال عبد الملك - وهو عدوّ محارب له على الملك - : لو علم مصعب ا، الماء يفسد مروءته ما شربه. والفضل ما شهدت به الأعداء يا بني، وقد علمت أن الدنيا دار مفارقةٍ وتغير، وقد قيل: اصحب من شئت فإنّك مفارقه، فمتى فارقت أحداً فعلى حسنى في القول والفعل، فإنّك لا تدري هل أنت راجع إليه، فلذلك قال الأول: ولمّا مضى سلمٌ بكيت على سلم وإياك والبيت السائر: وكنت إذا حللت بدار قومٍ رحلت بخزيةٍ وتركت عارا واحرص على ما جمع قول القائل: ثلاثة تبقي لك الودّ في صدر أخيك، أن تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه. واحذر كل ما بيّنه لك القائل: كلّ ما تغرسه تجنيه إلاّ ابن آدم فإنّك إذا غرسته يقلعك، وقول الآخر: ابن آدم يتمسكن حتى يتمكن، وقول الآخر: ابن آدم ذئب مع الضعف، أسد مع القوّة. وإياك أن تثبت على صحبة أحد قبل أن تطيل اختباره، فيحكى أن ابن المقفع خطب من الخليل صحبته، فجاوبه: إن الصحبة رقٌّ، ولا أضع رقي في يدك حتى أعرف كيف ملكتك. واستمل من عين من تعاشره، وتفقّد في فلتات الألسن وصفحات الأوجه، ولا يحملك الحياء على السكوت عما يضرك ألا تبينه، فإن الكلام سلاح السلم، وبالأنين يعرف ألم الجرح، واجعل لكل أمر أخذت فيه غاية تجعلها نهاية لك، وآكد ما أوصيك به أن تطرح الأفكار، وتسلّم للأقدار: واقبل من الدهر ما أتاك به من قرّ عيناً بعيشه نفعه إذ الأفكار تجلب الهموم، وتضاعف الغموم، وملازمة القطوب، عنوان المصائب والخطوب، يستريب به الصاحب، ويشمت العدوّ المجانب، ولا تضرّ بالوساوس إلا نفسك، لأنّك تنصر بها الدهر عليك، ولله درّ القائل: إذا ما كنت للأحزان عوناً عليك مع الزّمان فمن تلوم مع أنّه لا يردّ عليك الفائت الحزن، ولا يرعوي بطول عتبك الزمن. ولقد شاهدت بغرناطة شخصاً قد ألفته الهموم،وعشقته الغموم، ومن صغره إلى كبره لا تراه أبداً خلياً من فكرة حتى لقب "بصدر الهم" ومن أعجب ما رأيته منه أنّه يتنكد في الشدة، ولا يتعلل بأن يكون بعدها فرج، ويتنكد في الرخاء خوفاً من أن لا يدوم، وينشد: توقّع زوالاً إذا قيل تمّ وينشد: وعند التّناهي يقصر المتطاول وله من الحكايات في هذا الشأن عجائب، مثل هذا عمره مخسور يمر ضياعاً. ومتى رفعك الزمان إلى قوم يذمون من العلم ما تحسنه حسداً لك، وقصداً لتصغير قدرك عندك، وتزهيداً لك فيه، فلا يحملك ذلك على أن تزهد في علمك، وتركن إلى العلم الذي مدحوه، فتكون مثل الغراب الذي أعجبه مشي الحجلة فرام أن يتعلّمه فصعب عليه، ثم أراد أن يرجع إلى مشيه فنسيه، فبقي مخبل المشي. كما قيل: إن الغراب وكان يمشي مشيةً فيما مضى من سالف الأجيال حسدّ القطا وأرادَ يمشي مشيها فأصابه ضربٌ من العقَّال فأضلَّ مشيته وأخطأ مشيها فلذلك كنَّوهُ أبا مرقال
ولا يفسد خاطرك من جعل يذم الزّمان وأهله، ويقول: ما بقي في الدنيا كريم ولا فاضل ولا مكان يستراح فيه، فإن الذي تراهم على هذه الصفة أكثر ما يكونون ممّن صحبه الحرمان، واستحقّت طلعته للهوان، وأبرموا على الناس بالسؤال، فمقتوهم، وعجزوا عن طلب الأمور من وجوهها فاستراحوا إلى الوقوع في الناس، وإقامة الأعذار لأنفسهم بقطع أسبابهم، وتعذير أمورهم. ولا تزل هذين البيتين من فكرك: لن إذا ما نلت عزّاً فأخو العزّ يلين فإذا نابك دهرٌ فكما كنت تكون ولا قول الآخر: ته وارتفع إن قيل أق تر وانخفض إن قيل أثرى كالغصن يسفل ما اكتسى ثمراً ويعلوا ما تعرّى ولا قول الآخر: الخير يبقى وإن طال الزّمان به والشرّ أخبث ما أوعيت من زاد واعتقد في الناس ما قاله القائل: ومن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائما وتحفّظ بما تضمّنه قول الآخر: ومن دعا الناس إلى ذمّه ذمّوه بالحق وبالباطل ولله درّ القائل: ما كلّ ما فوق البسيطة كافياً فإذا اقتنعت فكلّ شيء كافي والأمثال يضربها لذي اللّبّ الحكيم، وذو البصر يمشي على الصراط المستقيم، والفطن يقنع بالقليل، ويستدل باليسير، والله سبحانه خليفتي عليك، لا ربّ سواه.
تحياتي لأستاذنا زهير على هذا الملف الهام المفيد، وإلى أساتذتنا المشاركين الذين قاموا بإثرائه،وإلى القراء الأفاضل ،
وأبدا بوصايا منسوبة إلى سيدنا علي كرم الله وجهه:
وصية سيدنا علي(ر) التي وصى بها بنيه حين ضربه ابن ملجم:
أخبرنا الزجاج قال حدثنا المبرد قال حدث لوط بن يحيى بن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال: دخلت على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه حين ضربه ابن ملجم أسأل به فلم أجلس عنده. لأنه دخلت عنده بنت مستترة، فدعا الحسن والحسين صلوات الله عليهما ثم قال لهما: أوصيكما بتقوى اللّه، ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تبكيا على شيء زوي عنكما منها. قولا الحق، وارحما اليتيم، وأعينا الصانع، واصنعا للأخرة. كَونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا، ولا تأخذكما في الله لومة لائم. ثم نظر إلى ابن الحنفية فقال: أسمعت ما وصيّتهما به؟ قال: نعم قال: وأوصيك بمثله، وبتزيين أمر أخويك، ولا تقطع أمرا دونهما. ثم قال لهما، وأوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما، وقد علمتما أّن أباه كان يحبه فأحباّه.(أخبار الزجاجي- الزجاجي/ ت337)
ووصية أخرى لسيدنا علي أوصى بها بنيه وتتعلق بابن ملجم عند اعتقاله:
"...وأما ابن ملجم فأخذ وأدخل على علي، فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي فإما عفوت وإما اقتصصت، وإن أمت فألحقوه بي "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".(أنساب الأشراف- البلاذري/ت279)
ورواية أخرى:
"... يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون: قتل أميرالمؤمنين، قتل أمير المؤمنين! ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي، انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولا تمثلوا بالرجل؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور"." .(شرح نهج البلاغة- ابن أبي الحديد/ت 656).
القصاص من ابن ملجم:
"...فدعا عبد الله بن جعفر بابن ملجم، فقطع يديه ورجليه وسمل عينيه، فجعل يقول: إنك يا ابن جعفر لتكحل عيني بمُلمول مض. ثم أمر بلسانه أن يخرج ليقطع، فجزع من ذلك. فقال له ابن جعفر: قطعنا يديك ورجليك، وسملنا عينيك، فلم تجزع، فكيف تجزع من قطع لسانك؟. قال: إني ما جزعت من ذلك خوفاً من الموت، ولكني جزعت أن أكون حياً في الدنيا ساعة لا أذكر الله فيها، ثم قطع لسانه، فمات." .(الأخبار الطوال- الدينوري/ت282)
"...قالوا: وكان ابن ملجم رجلاً أسمر حسن الوجه أبلج، شعره مع شحمة أذنيه، مستجداً - يعنون أن في وجهه أثر السجود - فلما فرغ من أمر علي ودفنه؛ أخرج إلى الحسن ليقتله، فاجتمع الناس وجاؤوا بالنفط والبواري والنار فقالوا: نحرقه. فقال ولده وعبد الله بن جعفر: دعونا نشف أنفسنا منه، فقالت أم كلثوم بنت علي: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين؟ قال: لو كان أمير المؤمنين ما قتلته، ثم بدر عبد الله بن جعفر فقطع يديه ورجليه وهو ساكت لا يتكلم، ثم عمد إلى مسمار محمي فكحل به عينيه فلم يجزع وجعل يقول: كحلت عمك بملمول له مض، ثم قرأ: "اقرأ بأسم ربك الذي خلق" حتى فرغ منها وعيناه تسيلان، ثم عولج عن لسانه ليقطع فجزع ومانعهم، فقيل له: أجزعت؟ قال: لا ولكني أكره أن أبقى فواقاً - أو قال: وقتاً - لا أذكر الله فيه بلساني، فقطعوا لسانه، ثم إنهم جعلوه في قوصرة كبيرة ويقال: في بواري وأحرق بالنار... ". (أنساب الأشراف- البلاذري).
أقول أنا ياسين:
إن يكن ما ورد في القصاص من ابن ملجم صحيحا، فيكون المقتصون قد خالفوا وصية سيدنا علي(ر) إلى ما نهاهم عنه. ولقد طالعت "موسوعة العذاب" التي جمع موادها الدكتور عبود الشالجي من كتب التراث، فلم أجد ذكرا للقصاص من ابن ملجم؛ علما بأن الشالجي ذكر العديد من حالات التعذيب بسل الألسنة أو بقطعها، وذلك في المجلد الرابع من موسوعته.
لما أراد عمرو بن العاص المسير إلى مصر، قال له معاوية: إني أريد أن أوصيك. قال: أجل. فأوص. قال: انظر فاقة الأحرار فاعمل في سدها، وطغيان السفلة فاعمل في قمعها، واستوحش من الكريم الجائع واللئيم الشبعان، فإنما يصول الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع.(بهجة المجالس... لابن عبد البر القرطبي/ ت463)
العجب من التعزية:
وكتب صاحبٌ لأبي بكر الهذليّ إلى رجل يعزّيه عن أخيه: أُوصِيك بتقوى اللّه وحدَه؛ فإنّه خَلقكوحده، ويبعثُك يومَ القيامة وحدَه، والعجَبُ كيف يعزّي ميْتٌ مَيْتاً عن مَيْت، والسلام(البيان والتبيين-الجاحظ)
وصية بكلب:
حدّثنا أحمد بن منصور عن أبيه عن الأصمعي قال حضَرت بعض الأعراب الوفاة وكلبٌ في جانب خيمته فقال لأكبرِ ولده أوصيك خيراً به فإنّ له صنائع لا أزال أحمَدها، يدل ضيفي عليَّ في غسق الليل إذ النارُ نامَ مُوقدُها. (تفضيل الكلاب...لابن المرزُبان المحوّلي/ت309))
لسانك حصانك إن صنته صانك... وقد ذكرتني هذه الوصية بما ذكرته كتب التراث من قطع الألسنة على الحقيقة لا على المجاز .
ومن هذه الألسنة لسان ابن مقلة الخطاط الشهير. ومن هذه الألسنة أيضا لسان علي بن مقلد* حاجب العرب في عهد سيف الدين تنكز، والذي قطع مرتين. وممن قطعت ألسنتهم شاعر أندلسي اسمه أبو المخشي عاصم بن زيد العبادي؛ ولكن لسانه نبت مرة أخرى مما حدا بالإمام مالك رحمه الله إلى تغيير فتواه في أجَل القصاص ممن يقطع لسان شخص عمدا. و" كان مالك رضوان الله عليه يفتي فيمن قطع لسان رجل عمداً بقطع لسانه من غير انتظار - ثم رجع لما انتهت إليه قصة أبي المخشي، وأنه نبت لسانه بعد أن قطع بمقدار سنة وأنه تكلم به، فقال: ينتظر سنة، فقد ثبت عندي أن رجلاً بالأندلس نبت لسانه بعد أن قطع في نحو هذه المدة." (بدائع البدائه- ابن ظافر/ ت613)
وصية مسلم بن عقبة المرّي إلى الحصين بن نمير السكوني:
" قال هشام بن محمد الكلبي: وذكر عوانة أن مسلم بن عقبة شخص يريد ابن الزبير، حتى إذا بلغ ثنية هرشا نزل به الموت، فبعث إلى رءوس الأجناد، فقال: إن أمير المؤمنين عهد إلي إن حدث بي حدث الموت أن أستخلف عليكم حصين بن نمير السكوني، والله لو كان الأمر إلي ما فعلت، ولكن أكره معصية أمر أمير المؤمنين عند الموت؛ ثم دعا به فقال: انظر يا برذعة الحمار فاحفظ ما أوصيك به؛ عمّ الأخبار، ولا ترع سمعك قريشاً أبداً، ولا تردن أهل الشأم عن عدوهم، ولا تقيمن إلا ثلاثاً حتى تناجز ابن الزبير الفاسق؛ ثم قال: اللهم إني لم أعمل عملاً قط بعد شهادة أن لا إله إلا اللهوأن محمداً عبده ورسوله أحب إلي من قتلي أهل المدينة، ولا أرجى عندي في الآخرة. ثم قال لبني مرة: زراعتي التي بحوران صدقةٌ على مرة، وما أغلقت عليه فلانة بابها فهو لها - يعني أم ولده - ثم مات." (تاريخ الطبري- ابن جرير الطبري / ت310)
" وفيها (سنة 64) توفي مسلم بن عقبة المسمى مسرفاً المقدم ذكره في وقعة الحرة. قال محمد بن جريرالطبري: ولما فرغ مسلم من وقعة الحرة توجه إلى مكة، واستخلف على المدينة روح بن زنباع الجذافي، فأدرك مسلماً الموت فعهد بالأمر إلى الحصين بن نمير.
وذكر الذهبي رحمه الله أن مسلماً هذا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: ولهذا أمسكنا عن الكلام في أمره. وشهد مسلم صفين مع معاوية وكان على الرجالة."(النجوم الزاهرة...لابن تغْري برْدي/ت874)
تم ما نقلته من وصايا
المهم في الوصايا هي العبرة المستفادة منها بطبيعة الحال كما هو معلوم؛ ولكننا لا نركن تماما إلى صدق كل ما ذكرته الكتب التراثية؛ حيث يمكن ان يكون قد تعرض للهوى والتحريف المتعمد، او غير المتعمد، أو الرواية بالمعنى بطريقة غير دقيقة... وربما كان بعضه صحيحا.
وكل الشكر لأستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان على هذه الوصايا المنتخبة، وقد ذكرني تعليقكم الذي تضمن حديث قطع الألسنة بقصة محمد بن عمار التي يرجح أن تكون مختلقة على المتوكل على الله العياسي كما سأبين تعليقا على على النص الآتي وهو ما حكاه محمد طاهر السماوي (ت 1950م) في كتابه (الطليعة في شعراء الشيعة) قال:
عبد الله بن عمار، أبو محمد البرقي:
وسماه في المعالم: علي بن محمد، وكناه: أبا عبد الله وليس به كما ذكره الخوارزمي في رسالته لأهل نيشابور، والثعالبي والحموي.
كان شاعرا أديبا ظريفا، مدح بعض الأمراء في زمن الرشيد إلى أيام المتوكل، وأكثر في مدح الأئمة الأطهار حتى جمع له ديوانا أكثره فيهم وحرق كما سنذكره في سبب موته. حدث حماد بن إسحاق عن أبه قال: قلت في معنى عرض لي: (وصف الصد لمن أهوى
فصد) ثم أجبلت، فمكثت عدة أيام مفكرا في الإجازة فلم يتهيأ لي شيء، فدخل علي عبد الله بن عمار فأخبرته، فقال مرتجلا:
........................وبدا يمزح بالهجر فجد
ما له يعدل عني وجههوهو لا يعدله عني أحد
فمن شعره في الأئمة عليهم السلام قوله من قصيدة مشهورة ألوها:
((ليس الوقوف على الأطلال من شاني))
وقال السمعاني: هي قصيدة للعوني شاعر الشيعة، وذكر انه سمع عمر بن عبد العزيز لما
سمعها وما فيها أمر بقتله، فقتل بالمدينة، ضرب بعمود فمات منه.
يقول فيها:
فـهو الذي امتحن الله القلوب iiبه
عـمـا يجمجمن من كفر iiوإيمان
وهو الذي قد قضى الله العلي iiله
أن لا يـكون له في فضله iiثاني
وأن قـومـا رجوا إبطال iiحقكم
أمسوا من الله في سخط وعصيان
لـن يـدفـعوا حقكم إلا iiبدفعهم
مـا أنـزل الله مـن آي iiوقرآن
فـقـلـدوهـا لأهل البيت أنهم
صـنو النبي وأنتم غير iiصنوان
إلى أن قال:
توفي سنة مائتين وخمس وأربعين وذلك أنه وشي به إلى المتوكل، وقرئت له قصيدته النونية
التي أثبت منها شيئا وفيها ملا يثبت، فأمر بقطع لسانه وإحراق ديوانه، ففعل به ذلك، ومات
بعد أيام، ذكر ذلك جمع غفير منهم الخوارزمي وابن شهر آشوب، وغيرهم من المترجمين،
رحمه الله تعالى.
قلت أنا زهير: وهذه الأبيات قطعة من قصيدة لأبي نواس (1) قد أطبقت كتب الأدب أنه قالها في مدح الأمين، وهي في ديوانه (18) بيتا، وذكرها ابن المعتز في (طبقات الشعراء) وهي في ذم الطالبية ومدح العباسيية وفيها قوله: فَقَلِّدوها بَني العَبّاسِ إِنَّهُمُ = صِنوُ النَبِيِّ وَأَنتُم غَيرُ صِنوانِ
أما قصة حماد بن إسحق وإجازة ابن عمار له في مطلع قصيدته (وصف الصد لمن أهوى فصد) فهي من أشهر أخبار الأدب وقد ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني، وليس في القصة محمد بن عمار بل (عبد الله بن أيوب التيمي) أحد المجان الخلعاء، وسماه ابن ظافر في (بدائع البدائه) عبد الله بن عمار التيمي، والقصيدة برمتها منسوبة في (زهر الآداب) إلى أبي علي البصير. وأما قصيدة العوني التي ذكرها السمعاني في مادة (العوني) فلم يصلنا منها سوى هذا الشطر، وقد أشار إليه الثعالبي في يتيمة الدهر، في ترجمة أبي بكر الخوارزمي الذي ضمن الشطر في قصيدة له، فقال الثعالبي: (المصراع لعبد الله بن عمار الرقي (وليس البرقي)
وكل هذا يدل أن طائفة من الناس كان شغلها الشاغل التعيش بتلفيق الأخبار وتزوير الأشعار، وعند الله تجتمع الخصوم.
______
(1) والجدير بالذكر أن السماوي عد أبا نواس من شعراء الشيعة قال:
ومن شعره في المذهب قوله وقد بايع المأمون للرضا عليه السلام ومدحته الشعراء سواه،
فليم على ذلك فقال، كما رواه جملة من الرواة والمؤرخين:
قيل لي أنت اشعر الناس طرافي المعاني وفي الكلام النبيه
لك من جوهر القريض بديعيثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلا ما تركت مدح ابن موسىوالخصال التي تجمعن فيه
فقلت لا أستطيع مدح إمامكان جبريل خادما لأبيه
وقوله في لأئمة من قصيدة:
مطهرون نقيات ثيابهمتجري الصلاة عليهم أين ما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبهفما له في قديم الدهر مفتخر
والله لما برى خلقا وأتقنهصفاكم واصطفاكم أيها الخير
فأنتم الملأ الأعلى وعندكمعلم الكتاب وما جاءت به السور
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد : فقد قرأت مقالا لفضيلة الدكتور عايض –حفظه الله- منشورا في جريدة الشرق الأوسط وفي بعض المواقع ولفت انتباهي فيه عدة نقاط أقف معها في الأسطر التالية:
الوقفة الأولى : حول العنوان (مهزلة الحفظ) وأستغرب كيف يصف مثقف هذه الخصلة المثلى بالمهزلة ؟ ولعل تفصيل ذلك يأتي في هذه الوقفات. الوقفة الثانية : حول مسألة (بدعة الحفظ) وأن الصحابة لم يحفظوا سوى القرآن والسنة وأن الحفظ كان سمة من سمات الضعف في العصور المتأخرة والدعوة إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف في ذلك…إلخ فأقول للشيخ –لو غيرك قالها يا د. عايض- وذلك لتقاطعها مع فكر اللبراليين –طعنا وتشكيكا- ومخالفتها للواقع واقع الصحابة فقد كانت أمنا عائشة-رضي الله عنها- تحفظ خمسة آلاف بيت من شعر لبيد وحده وأنت تعرف ذلك جيدا ، ومثل ذلك ابن عباس رضي الله عنهما وقصته مع ابن الأزرق في المعجم الكبير والإتقان للسيوطي،وكان أبو هريرة –رضي الله عنه-يحفظ أكثر من خمسة آلاف حديث وكل ذلك وغيره عد في مناقبهم ! ولعل أبا هريرة –رضي الله عنه- كان يعتز بهذه الميزة ويفتخر ومن الأدلة على ذلك قوله في حديثه الطويل الذي رواه مسلم وغيره وفيه : (فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا )[1]. فما أدري هل تعطي لهذه العبارة - فأعلمنا أحفظنا -حكم الرفع على حسب ما قرره علماء مصطلح الحديث . ورحم الله الإمام عبد الرزاق الصنعاني حين قال : (كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا يعده علما) . ونظمه أحد علماء الأمة المتقدمين ممن يلمزهم فضيلة الشيخ بقوله: ليس العلم ما حواه القمطر ما العلم إلا ما حواه الصدر ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: علمي معي حيثما يممت ينفعني قلبي وعاء له لا بطن صندوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق ومن هنا جاءت مقولة (من حفظ المتون حاز الفنون) وهي مقولة صحيحة مسلمة عند كافة العلماء وتارة يعبرون عنها بـ(من علم حجة على من لم يعلم )، أو (من حفظ حجة على من لم يحفظ) ، وهل يستوي من يتكلم عن مسألة يعرف ما ورد فيها من كتاب وسنة ويدرك معاني مفرداتها وتراكيبها ويحفظ الشواهد الشعرية والأنظام الدالة على ذلك ، ويعرف كلام العلماء فيها وأماكنه في المصادر، هل يستوي هو ومن لا يعرف ذلك ويحتاج إلى أن يحضره بالرجوع إلى المصادر والكتب وقد لا يعرف مظانها الحقيقية ؟ (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) . وأظنك يا فضيلة الدكتور تحفظ حديث أبي هريرة رضي الله عنه (إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة …وذكر فيه أنه كان يلزم رسول الله صلى الله عليه على شبع بطنه)وأظن جسمه –رضي الله عنه –كما تدل هذه الرواية وغيرها كان قريبا من أجسام من تحدثت عنهم وتصفهم بما لا يلق. ولا يخفى على مثلك أهمية الحفظ وحاجة العلماء والدعاة إليه بعد عصر الصحابة والتابعين وذلك لسببين رئيسيين: الأول: ضعف الملكات العربية بسبب العجمة واختلاط العرب بإخوانهم العجم المسلمين مما أضعف السليقة العربية التي كان يتمتع بها الصحابة وأكثر التابعين. الثاني : اطلاع الصحابة على الوحي كتابا وسنة ومعايشتهم للتنزيل فقها وممارسة مما أعطاهم معرفة بمقاصد الشرع أغنت عن علوم الآلة، وأخذ التابعون عنهم ذلك مباشرة ثم ضعف ذلك عند من بعدهم حتى وجد العلماء الحاجة إلى تأليف العلوم وكتابتها وهي أمور مبسوطة في نشأة العلوم ، وقد طوى الشاطبي –رحمه الله –شروط المجتهد في هذين الشرطين (العلم بمعرفة العربية وفقه مقاصد الشريعة)، فهل يمكن لعالم اليوم معرفة هذين الشرطين والوصول إلى تلك الملكات التي وصل إليها السلف بغير معرفة هذه المتون؟! وذلك ما يجعل قياسك غير صحيح. أما اعتبار ذلك سمة من سمات الضعف والموازنة بين حفظ المتون وترك القرآن والسنة فهي مغالطة أخرى يرد عليها منهج الحفظ في الأندلس وفي الحواضر الإسلامية قديما ، كما يبطله واقع التعليم المحضري في بلاد شنقيط اليوم من خلال سلمه المعروف الذي يبدأ بالقرآن وعلومه تجويدا ورسما ثم الفقه والأصول واللغة ليترك الباب مفتوحا بعد ذلك للطالب حسب رغبته وحاجة أهله. نعم مرت الأمة بمرحلة منع الاجتهاد وإيجاب التقليد لكنه منع لا يخص مدرسة معينة ولا قطرا معينا ففي أعلامه أهل الحديث والفقه والتفسير بل والأصول ولو أنصفتهم لعرفت أن لذلك أسبابا موضوعية هي الخوف من تبرير الفتاوى السلطانية –ولا يخفى أن الدعوة إلى فتح الاجتهاد مطلب ضروري لكنه حسنة بين سيئتين : فتحه على مصارعه حتى يتكلم الرويبضات في علم الله تحليلا وتحريما بغير حجة ولا برهان ، والسيئة الأخرى : تعطيل استنباط حكم الله فيما يستجد من أمور. والموازنة بين المفسدتين تحتاج إلى نظر علمي لا أدعي قدرتي عليه . وعلى كل حال لم تعد مسألة التقليد اليوم مطروحة بفضل الله وبجهود العلماء المصلحين الذين أمضوا زمنا طويلا في معالجة هذه القضية وكان من أهمهم في بلادنا العلامة بداه ولد البصيري الذي يبدوا وكأنك لم تسمع به قط !. ولم يكن حفظ المتون في وقت من الأوقات سببا في ضعف الأمة ، وما ذكرته من أدلة لا يرقى شيء منه إلا البرهان المقنع . فكونك رأيت بعض من يحفظون المتون كالجراد في نحولة أجسامهم ليس سببه الحفظ، لوجود بعض الحفظة ممن ليسوا كذلك ، وإنما سبب ما رأيته الفقر والمرض وكان عليك أن توازن بينهم وبين آخرين متخمين سمان لا يحفظون ولا يكررون لتعرف أن قياسك غير مطرد ولا منعكس. ولعلك نسيت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذم السمن ، (ويظهر فيهم السمن) ، ورحم الله الشافعي حيث قال : ما رأيت سمينا عاقلا غير محمد بن الحسن ، وهو إمام حافظ أصولي يعرف معنى الاستقراء . كما أنك في غمرة بعدك عن الموضوعية تناسيت كيف كان أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم وأين يصنف جسم أفضل الأمة بعد رسول الله صلى عليه وسلم ، وما هو حال جسم ابن أم عبد ….إلخ ومتى كان الرجل يوزن بجسمه؟! وفي أي مصدر قرأت ذلك بل في أي ثقافة .. وأحيلك إلى ما تحفظه من أشعار العرب في ذلك. أما الوقف الثالثة : فمع تقليلك من إضافات الشناقطة للأمة وموازنتك بين الشناقطة وعالمين من علماء الأمة نقدرهما ونحترم إضافاتهما . وأقول إن موازنتك هنا هي من قبيل موازناتك السابقة فلا يلزم من إضافات عالم عدم إضافة آخر –لكن المطلوب العدل والإنصاف-فضلا عن أمة يعرف لها أهل العلم ما تجاهلته أنت ونحن في الأمة الإسلامية محتاجون إلى كل جهد وإضافة علمية. وأنا أعذرك في هذه النقطة لأنك لم تزر موريتانيا وإن كنت زرتها فلا أشك أنك لم تجالس علماءها ومفكريها ولم تناقشهم في قضايا الأمة السياسية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية ولم تطلع على مؤلفاتهم وأنظامهم ورسائلهم العلمية ،ولأنك لا تعرف مدى إضافاتهم في تأصيل المذهب المالكي وجمع فتاوى الصحراء وإفريقيا الغربية منذ القرن 12وإلى اليوم ، ولا تعرف أن مرحلة الضعف الأدبي واللغوي في مشرقنا العربي كانت مرحلة ازدهار في بلاد شنقيط ، ولعلك لم تدرس الرحلة الشنقطية إلى الحجاز وأثرها العلمي والدعوي الذي لم يقتصر على المسافة بين القطرين بل وصل إلى البلقان وروسيا والهند. ناهيك عن إضافاتهم النوعية في مجال اللغة وعلومها بدءا بابن بونا واستدراكاته على ألفية ابن مالك في ألفية أخرى مرورا ببن التلاميذ وملاحظاته على القاموس ومكتبته النادرة التي لا يوجد لها نسخ عند غيره ولولاه لفقدت تلك العلوم ولا تزال قبلة الدارسين والباحثين إلى اليوم. ولعلك لا تعرف تفاسيرهم لكتاب الله نظما ونثرا ولم تطلع على الرسائل العلمية التي تناولت جهودهم في التفسير والحديث والفقه والأصول واللغة والتاريخ وغيرها. وآمل أن تتواضع للعلم لتستفيد من علمائهم أمثال: العلامة عبد الله بن بية أو العلامة محمد سيدي الحبيب أو العلامة محمد الحسن الددو أو العلامة الشيخ محمد عبد الله بن الشيخ محمد….أو تزور بعض أعلامنا في المدينة أو مكة إن لم تستطع الرحلة العلمية إلى بلاد شنقيط. وآمل أن تتعرف علي شيئ من ذلك في مجلس الإفتاء الأوروبي . لكني لا أعذرك في تجاهل علامة العصر ومفسره محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان-الذي قال تلميذه الذي يعتز بذلك ويفتخر- فضيلة الشيخ عطية محمد سالم المصري –رحمه الله-: إنه لا يوجد أحد من أهل العلم بعده ممن التقى به إلا وله فضل عليه في التعليم والتوجيه ويكفي في ذلك مقولة العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ –رحمه الله: جزى الله الشيخ محمد الأمين خيرا على بيانه هذا فالجاهل عرف العقيدة ، والعالم عرف الطريقة والأسلوب وقال عنه الشيخ الألباني –رحمه الله- :لو كان في هذا الزمان أحد يستحق أن يسمى بشيخ الإسلام لكان الشيخ محمد الأمين فهذا الألباني –رحمه الله- يعرف قدره وقدر شيخه وتجهله أنت!. ولعلك لا تعرف أن ابن السعدي رحمه الله تلميذ لواحد من أولئك الأعلام وهو علم مترجم له في العراق وفي الكويت ويستحق أن يترجم له في أعلام المملكة العربية السعودية وفي موريتانيا ألا وهو فضيلة الشيخ الداعية محمد الأمين الحسني الذي أوجب مناصرة الدولة العثمانية وأفتى بحرمة مناصرة الإنجليز ولقي في سبيل ذلك ما لقي من التنكيل والإخراج من دياره وأنشأ مدرسة في مدينة زبير بالعراق يعرف أهل العراق وأهل الكويت دورها وأثر صاحبها إن لم تطلع عليه أنت. وقد لفت انتباهي مرة ثانية تجاهل الكثيرين من علماء وطلاب العلم في الجزيرة العربية لذكر مشايخهم من الشناقطة ؟ وهي قضية تستحق النظر ومعرفة السبب في ذلك ؟ وهل هو الكبر أم التنقص؟ أم اعتبار العلم حكرا على بلد دون آخر…..إلخ. الوقفة الرابعة: نقدك التكرار الدائم للعلوم والمتون . فأقول لك إن سببه الخوف من النسيان ،فمن تلمزهم بالحفظ وتكرار المحفوظ يعتبرون تلك المحفوظات –التي تدعو لتركها- من أهم ما أوتوا ويعتزون بها ويعلمون من خلال التجربة أن من جانب التكرار لابد أن ينسى ، ولا يريدون تلك المتون والمحفوظات أن تسجل في سيرهم الذاتية أو يأخذون عليها شهادات ثم ينتهي الأمر، وكيف تنكر ذلك وأنت ممن حفظ وكرر ودعا إلى ذلك ولا بد أنك اطلعت على ما ذكره ابن الجوزي عن الفقيه الذي كان يقرأ ويكرر درسه بجوار عجوز فقالت له : لقد حفظت هذا الدرس من سماعك وأنت لم تحفظه فطلب منها أن تسمعه فأسمعته فإذا هي قد حفظته فعلا ، فتركها وظل يكرر وبعد مدة سألها عن ذلك الدرس فإذا بها لم تعد تحفظه فقال لها:إني أكرر حتى لا أنسى كما نسيت. الوقفة الخامسة: أشاطرك الدعوة إلى الفهم وأختلف معك في دعوى الترابط بين الحفظ والفهم فهما مطلوبان –وأبشرك بوجودهما – ولاسيما في بلاد شنقيط وأدعوك إلى زيارة محضرة من محاضر العلم فيها مثل مركز تكوين العلماء - وكلها مراكز (ولله الحمد) لتكوين العلماء وأدعوك - لمناقشة هذه الدعوى في ليلة سامر حول العلوم كافة بدءا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكافة العلوم رواية ودراية وفهما شعرا أو نثرا حتى تعدل فهمك ،وأعيذك بالله من أن تتقاطع مع العلمانيين في دعوتهم وتنقصهم من المتون بدعوى عدم الفهم كما أبشرك بأن الشناقطة حفظوا للأمة هذا المنهج الرائد حتى عادت إليه اليوم وتجاربها في ذلك في كثير من دول العالم حتى في الغرب ويشرف عليها علماء شناقطة يجمعون بين العلم والفهم ، ومع ذلك فمن الخطأ نسبته إليهم دون غيرهم فهو منهج أمة كاملة ولا يزال بحمد الله في كل بلد من عالمنا الإسلامي مدارس تهتم به وتعتني –وإن اختلفت في ترتيب محفوظاتها-وإن كان للشناقطة شرف العناية والممارسة أكثر من غيرهم. الوقفة السادسة: أقول للشناقطة وطلاب العلم عامة أن لا يقعوا فيما وقع فيه فضيلة الدكتور عايض من التعميم وليعلموا أن الشيخ إن إخطأ في تمثيله فهو يستهدف بعبارته ما هو أعم من الشناقطة ويدخل في ذلك كثير من طلبة العلم الحريصين عليه حفظا وفهما في كل مكان ولاسيما في بلاد الحرمين الشرفين التي هي مهبط الوحي ومكان أصل العلوم وأنقل لكم وللشيخ عايض كلاما جميلا لواحد من أعلام هذه البلاد -حفظه الله وزاده علما وفضل - ألا وهو:فضيلة الشيخ د.عبد المحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي والقاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية حيث يقول: العلم أكثر من أن يحاط ، والعاقل يأخذ منه زهرته ، والنبيل يكتب خير ما يسمع ،ويحفظ احسن ما يكتب ، ويحدث بأحسن ما يحفظ ، والعالم لا يكون عالماً بدون حفظ المتون،يقول شيخ الإسلام : " من حفظ المتون حاز الفنون"[!!إذا القائل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله] والرحبي يقول: والثلثان وهما التمام*** فاحفظ فكل حافظ إمام ولا يكون المرء راسخا في العلم بدون حفظ أصول العلم ، وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم إيعابا ،فاطلب من العلم آكده وأوجبه وأغزره نفعا،واحفظ في كل فن مختصراً قال شيخ الإسلام : " وليجتهد أن يعتصم في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم". ثم انتقل إلى المبسوطات وتبحر فيها،وخذ العلم من أهله من شيخ يقتدى به في العلم والعمل. و يقول محمد بن سيرين : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" وخير العلوم ما ضبط اصله واستذكر فرعه.أ.هــ . الوقفة السابعة والأخيرة: أذكر الدكتور عايض –حفظه الله- ببعض كلامه وآرائه المخالفة لما يقول اليوم وأدعوه وغيره لمراجعتها فهي مهمة وتستحق الرجوع إليها ، من ذلك: 1-أن الدكتور عايض ممن حفظ وكرر، ولا أعني هنا –كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل أعني المتون مثل كتاب السلسبيل والآجرومية. 2-بعض نقولك في أهمية الحفظ في كتابك (كيف تطلب العلم)، وجاء فيه قولك : كتب مرشحة للحفظ وذكرت منها : ( العمدة في الفقه،وملحة الإعراب..)، وحددت وقتا تراه مناسبا للحفظ من الفجر إلى طلوع الشمس، ووقتا للمراجعة (التكرار)مابين المغرب والعشاء، وقلت بالحرف: كرر ما تريد أن تحفظه أكثر من خمسين مرة أو أكثر! 3-أذكر بنقول وعناوين مهمة أوردتها لمن أراد الرجوع إليها لأهميتها وتعلقها بالموضوع من ذلك قولك-: احذر ذكر أسماء الناس في معرض الكلام والنقد)، وقولك انظر بعينين ، يقولون من اكتفى بالحديث عن الفقه أو بالفقه عن الحديث كان كصاحب العين الواحدة)، وذكرت أمهات الفنون وهي :التفسير والحديث والفقه. 4-أذكر بما حذرت منه طلاب العلم وهو: (الرياء، والحسد،والكبر). كل هذا في كتابك : (كيف تطلب العلم) وقد كنت فيه موضوعيا حين حذرت من انشغال بعض طلاب العلم عن القرآن بالمتون الأخرى. 5-قولك: الشدائد تصلح من النفس بمقدار ما تفسد من العيش ، والترف يفسد من النفس بمقدار ما يصلح من العيش. ونقلك عن ابن المبارك قوله: أيها الشامت المعير بالدهـ رأأنت المبرأ الموفور أم لديك العهد الوثيق بالأيـ ام بل أنت جاهل مغرور وقولك: (إن المواهب والصفات السامية هي قيمة الإنسان لا ثوبه ولا نعله ولا قصره ولا داره، إنما وزنه في علمه وكرمه وحلمه وعقله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وقولك : العلماء –حين يرفعهم الله- لا يضرهم بعد ذلك نقص شيئ من الدنيا، ونقلت مستدلا على ذلك أن سفيان الثوري –رحمه الله – توسد –ذات مرة- كومة من التراب فسئل عن ذلك فقال: لمخدتي هذه أعظم من مخدة أبي جعفر المنصور. كما أذكر ببعض العناوين المهمة في كتابك (لا تحزن) وهي: (مركب النقص قد يكون مركب كمال،المرء بصفاته، كن جميلا تر الوجود جميلا، أنت أرفع من الأحقاد، ما هكذا تورد الإبل، ثمنك في إيمانك وخلقك،لا تذب في شخصية غيرك، كلا نمد هؤلاء..، كما تدين تدان، ضريبة الكلام الخلاب، أول ليلة في القبر..) كما أذكر بعناوين لبعض كتبك وهي: (ثلاثون وقفة في فن الدعوة،في رحاب الأخوة،أدب الحوار،الأمة الوسط، قل هذه سبيلي). ومهما يكن من شيئ فإن الشيخ كان يمكنه أن يدعو إلى فكرته –المخطئة -دون التمثيل والتعريض ببلد معين ، أثنى على حفظ أهله مشايخه من قبل وأن يتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)؟ وأخشى أن يتعرض بذلك لما تعرض له الشايجي وهيكل.من قبل بسبب مثل هذا الخطأ.، فهناك شباب علماء في الأدب القديم والحديث قد يتعرضون بالنقد الموضوعي لمؤلفاتك. وقديما قال حكمة بن قيس الكناني: نهيت أبا عمرو عن الحرب لو يرى برأي رشيد أو يؤول إلى حـــزم دعاني يشب الحرب بيني وبينه فقلت له لا بل هلم إلى السلم فلما أبى أرسلت فضلة ثوبـــــــــــه إليــــه فلـــــم يرجع بحزم ولا عزم وأمهلته حتى رماني بحرهـــــــــــــــــــا تغلـــــغل من غي غوي ومن إثم فلما رمانيها رميت ســـــــــــــــــــواده ولا بد أن يرمى سواد الذي يرمي
بي شوق عارم لزيارة بلد المليون شاعر بموريتانيا، .........
التعليــقــــات
محمد ولد اندح الشنقيطي، «موريتانيا»، 26/10/2010
شكرا للشيخ الجليل الدكتور عائض القرني على هذا الإطراء الجميل في حق الشنقاطة، بل في حق علمائهم وأئمتهم وفضلائهم الذين لم نشك مرة في أن الشيخ يعرف عن مناقبهم الشيء الكثير، ويدرك أكثر من غيره -وهو الباحث الشغوف بالعلم- كم قدم هؤلاء الأجلاء من خدمة للإسلام، نشراً للعلم وإثراء للمعرفة، وحفظا للدين، وتعميما للأخلاق الحسنة. ولقد كفاني الشيخ -وهو الأبلغ والأقدر على التعبير- إسداء معروف مستحق لأهله بشكر الشناقطة على ما قدموه من واجب خدمتهم لدينهم ولأمتهم. أيها الشيخ الكريم. ليس العيب في أن يخطئ الإنسان فكل بني آدم خطاؤون، إنما العيب في أن لا يعود عن خطئه، وأنتم علمتمونا أفضل سبل العودة عن الخطأ إلى الصواب. ولن أفوت هذه الفرصة لأعتذر لكم باسمي وباسم كل الموريتانيين عما إذا كان قد أزعجكم أي كلام مسيء سقط من شخص هنا أو هناك بعد مقالتكم السابقة، ونحن على يقين من أنكم تفهمتم موقف الموريتانيين يومها وردة فعلهم، فاعذروهم -إن أخطأوا في حقكم- لأن مكانة شنقيط وعلماءها لديهم تعني الكثير. لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وأهلا وسهلا بكم في بلدكم الأول وليس الثاني موريتانيا.
(لاتثريب عليكم اليوم يغفرالله لكم وهوأرحم الراحمين)
أبو البراء، «الامارت العربية المتحدة»، 26/10/2010
هذا ما كنا نتوقعه من الشيخ وبالمناسبة أزف له هذه الأبيات: على عائض – نثرا، ورغم المُعارض - رددنا وِداداً، لا اعتدادَ بعارض. فظني وحسنُ الظنِّ فرضٌ وشيمةٌ به أنه نسَّته بعضُ العوارض أما في جيوب الشيخ أو في رصيده مناديحُ؛ فضلاً عن جميل المعارض؟ فعهدي به عفَّ الحديث وعَذبَه بإلقائه تزدانُ دُورُ المعارض وأوْعاظُه السحر ُالحلال، وكُتْبُه لدى عرضها تشرى مِنَ اَوَّل عارض على أنني سهلُ القريض، الذي أتى يقارضني يلقاه خيرُ مقارض مديحا؛ وهجوُ الناس ساءت سبيله. أخا الهجْوِ بشِّرْ بالقوافي القوارض صواريخَ لا تدري حدوداً، رءوسُها مُجَرْثمة مثل الرياح العوارض سيطلقها بكرٌ قدِ ابيضَّ رأسُه طموحاً، وبالأشعار شابتْ عوارضي أقارض بالأسمار شيبا يرونني على علمهمْ أفتى الشيوخ الفوارضِ ولكنني والله من قبلُ لم أجدْ مقال أديبٍ للمتون معارض فإن شئت يا نجم الفاضاءات فاستقلْ نقلْكَ، وإن ترضَ اعتراضاً فعارِض شعر أحمد سالم بن ما يأبى-- أبو ظبي 6/11/1431هـ 14/10/2010م
محمد المنصف، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
اعتذار ذكي من الشيخ عائض عن مقالته السابقة ,, على كل هذه من فضائل الشيخ أنه رجاع للحق والشناقطة يستحقون مثل هذا الثناء العاطر لدورهم العلمي التاريخي
Bounena Ben Abidine، «النرويج»، 26/10/2010
والله يعلم ان الشناقطة يتمنون زيارتكم,ويشتاقون لسماعكم تحاضرون فى جوامع موريتانيا,فاهلا وسهلا بكم فى بلدكم وبين اخوان لكم يقدرونكم ويحترمونكم عالمنا الجليل.
الشنقيطي محب القرني، «المملكة العربية السعودية»، 26/10/2010
هذاهو شيخنا عائض كما نعرفه, علم فياض, و أدب جم, و فصاحة تعيي ابن ساعدة, قد قلتها لكم أبناء وطني, احفظوا للرجل مكانته, و لا تتركوا كلابكم تعوي خلفه, فلا يمكن أن يصدر عن مثل هذا الطودالأريحي الا خير, و لا يفوح من العود القرني الا مسك طيب, فلا تسيؤوا فهمه, الآن حق عليكم أن تعتذروا له و تتباروا في مدحه بجميل بالشعر الجميع, فعائض لا يمكن الا أن يكون جميلا كما كان و كما سيبقى باذن الله, التلك البسمة و الطوية الطيبة لن تتغير, و لن يتشفى فيه عدو باذن الله, أحب كنت و لا زلت و سأبقى مهما قال العاذلون...و الحقيقة هكذا أهل بلقرن الذين عرفتهم, طيبون, مؤمنون, مسالمون...
موريتاني، «الامارت العربية المتحدة»، 26/10/2010
السلام عليكم، لقد حملت موريتانيا ما تحتمل من المدح والثناء فموريتانيا اليوم ليست موريتانيا الامس فلقد أصابها الداء داء العصر اليوم فلد رحل العلماء وأصحاب الهمم وطلاب العلم ولم يبق الا طلاب اليورو والدولار فليت زيارك كانت قبل الان أو لعل زياتك تكون لإنقاذ مايمكن إنقاذه او بعثا للهمم من جديد
حسن، «موريتانيا»، 26/10/2010
مرحبا قولها باللفظ متحد@لكنها باختلاف الناس تختلف مرحبا بكم ياشيخنا عائض بين أهلكم وأحبتكم
محمد الموريتاني، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
شكرا لك يا شيخ فحبنا لك قديم متجدد وتقديرنا لك ثابت راسخ لا يغيره العتب جزيت خيرا ووقيت ضيرا وأبقاك الله ذخرا للأمة. مرحبا بك في موريتانيا
الشيخ سيدي المختار، «موريتانيا»، 26/10/2010
السلام عليكم، شيخنا الفاضل، لكل جواد كبوة وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، نرحب بك في ربوع أهلك ومضارب إخوانك فوالله إنه لشرف للشناقطة وتاج نضعوه على رؤوسنا أن تحدثت بأنك تتوق لزيارة ربوع وطننا حفظك الله ورعاك
سيدي الطيب المجتبى، «موريتانيا»، 26/10/2010
حياك الله .. لا تحزن يا دكتور عائض .. لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.. أهلا بك في موريتانيا، أهلا بك في بلاد شنقيط..أرض المنارة والرباط..
محمد الامين البار، «موريتانيا»، 26/10/2010
مرحبا بك في أرض شنقيط أرض المنارة والرباط ..أرض المحاظر والعلماء ..جزيرة العربية في شمال إفريقيا ..أرض المخطوطات العربية الإسلامية التي أنتجها الشناقطة في وقت كانت الأمة في سباتها .. مرحبا بك في أرضك وبلدك مهد المرابطين وبني هلال وبني سليم ..أرض التاريخ ..أرض الشعر والشعراء. والله إنا نحبكم في الله .
شنقيطي، «موريتانيا»، 26/10/2010
وقل للشيخ عائض ستجد الشناقطة بانتظارك في المطار ألوفا مؤلفة فعلمك ومكانتك فوق رؤوسنا, لن نخدلك يا ابن الأكرمين فقد ملكتنا بعلمك وكرمك
محمد الموريتاني من نواكشوط، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا الفاضل الداعية العزيز المؤثر عائض القرني يامن: أقام لأهل الأرض دين محمدٍ ... وقد أدبروا وارتاب كل مضلل فما زال حتى قوم الدين سيفه ... وعز بحزمٍ كل قرمٍ محجل لقد ظلمك الشناقطة سامحهم الله ولم تقل لهم إلا خيرا فما ورد في مقالكم هو عبارة مع احترامي الكامل للشناقطة وقد فعلت شيمتك وهي الدعوة بالتي هي أحسن وامتثلت قول الله تعالى كعادتك ادفع بالتي هي أحسن الآية جزاك الله خيرا فقد أطريتنا حتى خلت أنك تعني مهبط الوحي حيث العلماء والدعاة الذين حاربوا الشرك وأهله منذ بزوغ فجر الإسلام إلى اليوم فهم أحق بالشكر والإطراء ولكن قصوري لا يسمتح لي أن أقول ما يدور بخلدي من حبكم وأن أكتب ما يجيش به صدري من محاسنكم ومكارمكم
أبوالأمين، «المملكة العربية السعودية»، 26/10/2010
هكذا يكون الدعاة والعلماء يعرفون لأهل الفضل فضلهم وليس ذالك إلا من فضلهم وبهذابعلمون الناس القدوة وليس هذا غريبا على ابن الجزيرة العربية مهبط الوحي ومصانع الرجال فإن يك فعل المرء الذي ساواحد:فأفعاله الآئ سررن ألوف وتحية لهذه الأرض التي أنجبتك وبارك الله فيك ونحن في لهف إلى لقائك وفي بلدك الثاني موريتانيافإن زرتنافلفضلك وإن زرناك فلفضلك فا لفضل في الحالين لك شكرا
ahmed، «موريتانيا»، 26/10/2010
أيها الشيخ جزاك الله خيرا : لك مكانة فى قلوبنا ولا بأس عندنا فى النقد البناء
الحسن ولد احريمو، «الامارت العربية المتحدة»، 26/10/2010
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم، تحية للدكتور الداعية الكبير عايض القرني فقد طوق أعناقنا بهذا الإطراء الكريم، الذي ربما استحقه أجدادنا النجباء، ولكننا لا نستحقه اليوم بكل تأكيد وقد تبدلت الحال وتبلدت الهمم وأصبح عربنا كغيرهم من العرب طلاب دينار ودولار، بكل أسف. وقد قرأت مقالكم الماضي حول مثالب الاجترار وحفظ المتون -وما أكثرها- الذي فهمه بعض زائدي الحساسية عندنا على أن فيه انتقاصاً من مكانة علمائنا، الذين لا نحسب انهم كانوا يريدون بعلمهم رياء ولا سمعة. ووالله ما رأيت في ذلك المقال تحاملاً، وما رأيت فيه إلا حقاً. وإنما هي العصبية والوطنية الزائدة لدى البعض، هي التي أخرجت المقال عن سياقه. واليوم وقد كتبت فضيلة الشيخ هذا المقال الذي نحسبه إحدى حسنات الدهر على بلادنا وتاريخها الثقافي، فكم أتمنى أن تكتب كل يوم مقال تحامل على زعمهم، لكي تتبعه بمقال توضيح وترضية كهذا. وما أبعد ما بين مقالك هذا ومقالات من تنطعوا للرد عليك من شناقطة الوقت. وأين يقعون مما أريد... وشتان... شتان ما بين اليزيدين: يزيد ويزيد... وهيهات... هيهات... الفتيان كثير... والمثل بعايض يسير.
وسال الدمع فرحاً .. بجمال هذا التصافي .. لأنك شيخنا كما عهدناك كريم الخلق عذب السجايا .. ولأننا إخوة في الإسلام قد نختلف قليلاً لكن العزة والمودة في نفوسنا أبدية لا تنتهي سامحنا يا شيخ نسأل الله أن يرزقنا وإياك الفردوس الأعلى.
احمد امين ماليزيا، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يافضيلة الشيخ انا عندما قرأة المقال الاول لم اصدق نفسي ولكن قلت الشيخ يقصد شي ثاني وانا على جهلي وقلة علمي لم افهم ولم استوعب .... لكن بعد هذا المقال عفت ان شكي كان في محله وان صورتك عندي لا تتزيف ان شاء الله فنحن نحبك في الله ومن متابعي اعمالك ومحاضراتك جزاك الله خير واهلا وسهلا بك في موريتانيا ولا نوصيك على كاس من الشاهي الاخضر بالنعناع. والسلام خير ختام . احمد امين . ماليزيا
شنقيطية وأفتخر، «موريتانيا»، 26/10/2010
السلام عليكم اراحك الله ياشيخي العزيز كما ارحتني فأنا أشتاق الى كتابي (لاتحزن )فقد كان خير انيس لي انت عظيم ياشيخي بعظمة الشناقطه وفقك الله ورعاك وحفظك ونحن في اشد الشوق الى زيارتك لنا في ارض شنقيط ارض العلوم ارض من كابدو ليس لأجل لقمة العيش بل لحفظ أيه يتقوتون بها لزمانهم حفظك الله اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا ولاتجعلنا اتباعه
محمد يحظيه، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
اعتذار ولااروع .. هكذا عندما يعتذر من من ينتقد ولكن ينتقد بماذا .. انها والله لعين الحقيقة حينما يعرف الشيخ لاهل الفضل فضلهم بل ويزيد عليه .. حفظ الله الشيخ واطال في عمره .
أبو محمد، «الامارت العربية المتحدة»، 26/10/2010
السلام عليكم إحوتي الكرام لقد قرأت الكثير من تاعاليقكم على مقالي الشيخ القرني وأقول للشناقطة: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض يغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ما بال الكثير من الشناقطة إذا سخطوا على القرني جعلوه باقلا وإن رضوا عنه سحبانا لقد تجاوزتم الحد في التثريب على الشيخ والشيخ ولم يرد بما قال ـ حسب رأيي ـ النيل من الشناقطة ولا المس من مكانتهم العلمية وأرجو أن تتجاوزوا الحد في الثناء على الشيخ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مرسم تحية للشيخ وتحية للشناقطة وأهلا بالشيخ في بلاد شنقيط الأرض يعرف الشيخ القرني الثناء عليها بالجميل
Sad، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
وجرح السيف تدمله فيبرى ويبق الدهرماجرح اللسان
مكاويه موريتانيه، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
يعطيك العافيه مرحبا فيك لوبغيت اتزورنا اهلا بك..المهم انك اعتذرت ونحن قوم نقبل الأعتذار ولو ذهبت الى موريتانيا سترى العلم والزهد والحفظ والعمامه وتلاوة القرءان والشعار والفقراء
الخليل ولد محمد، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
شكرا لك يا شيخنا الفاضل ، ليتك تهجونا كل يوم لتعتذر اعتذارا مثل هذا ..حفظك الله وأدامك ذخرا لنا وللمسلمين وأهلا بك في موريتانيا
المختار محمد محمود السالم، «الامارت العربية المتحدة»، 26/10/2010
تحية إجلال وإكبار لشيخنا الفاضل الشيخ الدكتور عائض القرني على هذا الاطراء الجميل لأمة شنقيط هذا ما عدناه عليه من تقدير للعلم والعلماء فجزاه الله خيرا وبارك فيه وحياه الله بين اهله واخوانه في بلاد المليون شاعر والمليون عالم
المكي، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
إعتذار جميل ويستحق صاحبه التبجيل وياليت من كتبوا في نقد مقالته أن يعتذروا بدورهم ويبقى على الشيخ عائض اعتذار واحد فقط للمتون لأنها فهي أحق أن يعتذر لها إذ حفظت للأمة كثيرا من تراثها
أبو محمد الموريتاني، «الامارت العربية المتحدة»، 26/10/2010
السلام عليكم ومرحبا بكم وبارك الله في علمكم يا شيخنا الفاضل ونطلب منكم الدعاءالصالح
حامدينو، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
بسم الله الرحمن الرحيم-الي العلامة والداعية الكبير الشيخ عايض القرني لقد فهم البعض مقالتكم السابقة فهما علي غير ماقصدتموه. ونرحب بكم في بلدكم الاول بلد العلم والتسامح فانتم تاج علي رؤسنا لقد حللتم اهلا ونزلتم سهلا.مرحبا قولها باللفظ تتحد لكنها باختلاف الناس تختلف
الشيخ المحب، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
فضيلة الشيخ عائض القرني عدت لنا والعود أحمد . وأذكرك وأذكر نفسي بقول ربنا عز وجل ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) وجزاك الله خيرا .
بغب يوكاه الموريتاني، «غامبيا»، 26/10/2010
كبير انت ياشيخ عائض وكبيرة هي اخلاقك ولا غرور فانت من بلاد الحرمين الشريفين التي فضلها الله علي غيرها
محمدأحمد، «الامارت العربية المتحدة»، 26/10/2010
لقد رأيت المقال لذي ربما فهم منه البعض الإساءة للشناقطة خلافا لما أرى شخصيا لذالك لم اتكلم في الموضوع,حتى ولوكان منه السب والشتم,فكيف به وقد جاء,على خلاف ذالك,ولأنني أعتبر الشيخ القرني حفظه الله, ضمن مجموعة علماء,الأمة,من أمثال: العلامة,القرضاوي,وبن بيه,وسلمان العودة,والددو..فهؤلاءالعلماء,والدعاة,أجلهم لعلمهم ولعلمهم فقط,لذالك التمس الخيرفي كل مايقولون.ثم ان النقد,والتوجيه من العلماء,إن حصل فهو كغيرة الأب عل ابنائه,فلايتصور,منه غيرذالك,وهذالظن أكده الشيخ حفظه الله.بمقاله هذا,وتاكيدا لأنني لم أختلف معه,في مقاله,الأول سأأكدله أنني معه في مقاله الثاني:حيث كنت كتبت عن فخرنابالدين من قصيدة: كماقال الشيخ حفظه الله,قلت(أنا أبن من نشر وادين النبي وهم..إذاك فرسان حد السيف والزندِ..لا يبتغون سوى عزا لدينهم..ولايخافون غير الواحدالصمدِ.)أما شيخنا القرني فأقول له:ولو على عجل:إن زرتنا فحريرالطيب نفرشه..ونفرش العود منه الطيب الرطب والفعل يفديك ياشيخا نسربه..والقول يفديك منه الشعروالأدب.
اباه ولد ديوم(أبو العلاء)، «فرنسا ميتروبولتان»، 26/10/2010
بسم الله الرحمن الرحيم -شيخنا الفاضل نحن ممتنين لك على هذا الاعتذار لاغروا ان كنت وقافا عند الحق رجاعا عن الخطا للرشد والصواب متبعا في ذلك سلفك وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب فتقبل مني هذه الابيات المتواضعه التي هي عبارة عن رد لجميلك ,ولقد التزمت فيها ببحر ابياتك وروي قافيتك: لقد اعتذرت وتلك شيمة عالم أحيى العلوم بسيرة الخطاب ياعائض لا تخشى لومة لائم أنت الأديب وحافظ الآداب ياجهبذ ملأ البرية علمه أدعوك والصحب الكرام لباب
أمين مختار اعبيدة، «موريتانيا»، 27/10/2010
برد هذه يطفئ حر تلك {لاشيء أولى بطالب الحق من الحق} نشكر للشيخ اعتذاره ونرحب به في أرض المتون والحفاظ أهلابكم يا أهل بغيتنا هذا العيون فحلو في مآقينا
الشيخ بلعمش، «موريتانيا»، 27/10/2010
ياشيخ .... لاتحزن (رسالة إلى الشيخ عائض القرني) مـــن لـي بمـثـل مدادك الــمنساب *** خــلــق الــكـرام وطــيـبـة الأحـبـاب فــكـأنـما بعــض الــعتاب ذريعـــــة *** لـــنـعـيـم هــذا الــحــب بعد عذاب يـــأتـــــــي الــزمان بفضله متنكرا *** ويــجــود بــعــد الــجد ب ألف سحاب يثني الــــكريم على الكريم تواضعا *** فــيــكــون بــعــض المـدح قصد عتاب وتـسـره الــذكــرى فيلهج بالــثـنــا *** فــكــأنــمـــا قــال الحياء جـــــوابــــي هــذا لك الحب الــقــديم هــنا ائـتــه *** يـــــا مــــرحــبـا بــك سـيــد المحراب عــطــر زوايـا الليـــل شجو قصيدة *** فــلــربــما اســتـمـعـت إلــيـــك روابي وتــغــن بــالــزمــن الــقــديم فهذه *** دار الـــعــذيـــب و مــعـهــد الأتـــراب قــل لابــن تــاشـــفين حين تضمه *** مـــا حـــال أنــدلــس مــع الأغــــراب؟ وإذا بــعــقبـة مــــر ركبك مسرعا .
خديجة بنت احمد سالم من نواكشوط، «فرنسا ميتروبولتان»، 27/10/2010
سيدي الكريم نحن أمة عاطفية جدا وعصبية جدا ولا نتحمل النقد حتى ولو كان أكاديميا علميا وهو ما قد ورد في مقالكم، فالتمام للمولى عز وجل والنقد ليس استخفافا ولا استعلاء ولا هو انتقاص لمكانة علماء شنقيط ولكنهم بشر مهما كان والبشر محل نقصان وردود سفهاؤنا لن تنقص من مكانتك ولن يعمي التعصب الموضوعيين من ابناء شنقيط...، سيدي الكريم إن مرد هذه الحساسية الزائدة راجع الى عقدة دفينة من جهل بعض المشارقة بهذه الأرض التي غالبا ان تكلموا عنها تكلموا استئزاء وتشكيكا وتنقيصا، وما عاد قومي يتقبلون نقدا قادما من الشرق،لك تحياتنا ونعلم أن القصد كان شريفا والنية سليمة فمثلكم لا يصدر عنه الا تقييم من مستوى علمكم وورعكم ونقاوة سريرتكم.... والدعاء بخير
محبة العلم الشنقيطية، «فرنسا ميتروبولتان»، 27/10/2010
جزاك الله خيرا وأهلا بك شيخنا في موريتانيا ولا أخفيكم أني كنت أتوقع أن يتكلم الشيخ عن الشناقطة ولكن لم أكن أتوقع أن يُنسيّه ذلك (الاعتذار) من الكتب (المتون ) إن صح التعبير وأود أن يبن الشيخ في مقالهِ القادم فضل المتون وأهميتها مثال :بالله عليكم لو أن إنسانا من المعاصرين (العرب المستعربين) حفظ القرآن والكتب الستتة ولم يقرأ تفسيرا للقرآن ولا شرحا للسنة ولم يسبق وأن درس في علوم اللغة بالله عليكم ماذا سينتج هذا الإنسان من خدمة للدين ومن تآليف نافعة .فالبعض ربما يقول أن الصحابة كانوا كذلك فأقول لهؤلاء من منا مثل الصحابة في هذا العصر لغة (فالقرآن كما نعلم جميعا نازل بلغتهم ) و...إلخ والبعض قد يرد علي بأن الشيخ تحدث عن حفظ المتون وليس عن دراستها!فأقول إذا لم يكن المقصود بالمقال السابق التنقص من المتون فلا إشكال لأني لم أسمع عن أناس اشتغلوا بحفظها عن حفظ الأصلين (فأين المهزلة إذًا )هذا وما كان من صواب فمن الله وماكان من خطإ فمن نفسي والشيطان وأستعيذ الله من شرهما وفقنا الله للعلم النافع والعمل الصالح
حمود أحمدو، «الامارت العربية المتحدة»، 27/10/2010
شكرا لشيخنا الدكتور عائض وأعتذرله نيابة عن كل من قل فقهه من أبناء شنقيط واشتط في الرد على مقال الشيخ مهزلة حفظ المتون . وليت الشيخ انتقدنا كل يوم في جميع جرائد العالم وامتدحنا بمثل هذا المقال .
شنقيطي 04، «فرنسا ميتروبولتان»، 27/10/2010
ان الحمد لله نحمده لا نحمد غيره ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه افضل صلاة وازكى تسليم، اما بعد فقد قال جل وعلا (والعافون عن الناس والله يحب المحسنين) لقد تقبلنا ما بدر من الشيخ من اعتذار موصولاً له بجزيل الشكر ولكن ستظل شنقيط ترفرف في سماء الإبداع في فهم العلوم الشرعيه سواء قالها الشيخ او لم يقلها ونأخذ ماقاله الشيخ على مقولة (سقط سهواً) عفا الله عنا وعنه وعن جميع المسلمين
نور الهدى، «اسبانيا»، 28/10/2010
شيخنا الفاضل، باسم الموريتانيين (الشناقطه) أشكر وأحيي فيك ياشيخنا العزيز الاطراء الرائع ولكن يا شيخ كنا ننتظر تبريرا واعتذارا وافيا ومقنعا فالاطراء الحسن والجميل فينا بديهي فنحن اهل له كما قال العلامه الجليل رحمه الله المختار ابن بونا، ونحن ركب من الاشراف منتظم أجل ذا العصر قدرا دونا أدنانا قد أتخذنا ظهور العيس مدرسة بها نبي دين الله تبيانا واهلا وسهلا بحضرتكم الفاضله في بلدكم موريتانيا وجزاك الله خير
مريم صالح، «اليمن»، 28/10/2010
هداكم الله يا مسلمين، تفتخرون بأنكم أهل القرآن والسنة؛ ولا تقبلون النصح أو الارشاد؟ فكيف هذا! وانتقاد الشيخ في المتون (وإن كان ذلك مما تفتخرون به)؛ أشعل فيكم نار الحمية؛ أفهذا خلق أهل القرآن والسنة؟ وردوردكم في هذا المقال جعلت الشيخ حفظه الله ورعاه؛ وكأنه اعتذر من جرم شنيع في حقكم! قال الله تعالى، { فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [32: النجم].. والمؤمن يقدم العمل الصالح وهو يخاف أن لا يتقبله الله منه ويرده عليه خائبا ذليلاً.. اخوتي في الله تقبلوا النصح بروح سمحة مؤمنة تعمل من الصالحات وتسأله القبول والعفو والمغفرة، وهذا ديدنها، وأسأل الله العظيم لشيخنا ولكم ولنا القبول والثبات حتى الممات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ابو الامين، «فرنسا ميتروبولتان»، 28/10/2010
جزاك الله خيرا شيخنا الجليل، كنت وما زلت اقول انك تعيد امجاد العرب وتجعلنا نفتخر اكثر بإرثنا الكبير، وفقك الله، واتمنى ان تزور بلاد الرافدين.
سيدمحمد حمن الجزائر، «الكويت»، 28/10/2010
شكرا للشيخ على هذه اللفتة الكريمة في حق الشناقطة وذكرمناقبهم وخصالهم الحميدة تكون احلى واطيب عندنا لولم تسبقهامهزلة.....المتون وحسب ظني ان الحفظ ليس عيبا(وحفظناه من كل ........)واذكره بقصة لمجيدرول حبل لماقدم مصروافحم علمائهاوحفاظهافكان له مااراد وهوالمكوث مدة اسبوع بين رفوف المكتبات فقدافحهم بالحفظ وسرعة البديهة كمااذكره بقصة الخليفة العباسي ابوجعفرالمنصور..............الخ ياشيخ هذا مانقبله منك التطاول على علماء المنارة والرباط ارض المليون شاعر. كان الاحوط بكم ان تسالوا شيخناوعالمناالقرضاوي وداعيتناعصام البشيراونائب رئيس الاتحادالعالمي للعلماء بن بيه اوالشيخ العالم ول الددولكني اظن ياشيخناانك استشرت المرجفون وازلام واحفاد السيئات (السادات؟)خشنين هيكل والمغسول (احمدمنصور)عن ماهي شنقيط واين تقع وماذاقدمت للامة الاسلامية وقتهايصيرعندك تصورعن هذه الدولة الفتية كمااطلب منك ياشيخناان تنوط اللثام وتغوص في تاريخ الدولة العثمانية بالرغم من ان شنقيط لم تتبع للامبراطورية العثمانية لكن ذالك لم يمنع الامبراطورمن ارسال شنقيطي سفيرا مفاوضا لما حصر الاسطول الخامس من قبل التحالف في بحرالشمال هذاقليل من فيض
محمد سعد مشهور القرنى، «فرنسا ميتروبولتان»، 28/10/2010
تيحة عطره بعطر جبال السراه نديه بنداها وهتانها ومزونها لشيخنا الجليل عايض القرنى وتحية اسجيها الى اهل العلم والفضل وبلد المليون شاعر ( موريتانيا )الذى اجمع بعضهم على ان هناك بيوت او اسر كامله كلهم شعراء ينزفون من محيط وقد تشرفت بمعرفة بعضهم فى امريكا وفرنسا وتونس وايضا فى جده تاسرك معلوماتهم وطيبتهم واهتمامهم بالشعر والدين ولا الوم الشيخ عايض فى وصفه لهم فيستحقون اكثر اتمنى زيارة هذا البلد العربى الاصيل الذى ياسرك بتواضعه وعلمه وفنه الراقى وقد تشرفت بشراء كتاب ( الشعر والشعراء فى موريتانيا ) من تونس العاصمه وقراءته واتمنى ان يقرأه الشيخ عايض ومحبين الشعر ففيه كنوز دفينه وكنت فى رحله من تونس الى جده قبل عشر سنين وبجوارى فى الرحله وبالصدفه سعادة الاخ العزيز اللواء ضيف الله سعيد الشهرى حيث كان ملحق عسكرى بجامعة الدول العربيه قبل ذلك التاريخ وذكر لى ان معظم اهل موريتانيا يرجع اصولهم الى حضرموت واليمن تحياتى لهم ولشيخنا الدكتور عايض وسامحونى ان غالطتنى الملعومات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمدن ول الفاضل، «فرنسا ميتروبولتان»، 28/10/2010
شكرا لكم جميعا
يوسف ولد عبدالرحمن، «فرنسا ميتروبولتان»، 28/10/2010
شكرا لك يا قرني ولا تثريب عليك .. ويجب ان تعلم ِان للشناقطة ابناءا واحفادا لن يسمحوا لاي كان بالنيل منهم وان علي من يقدم بنفسه علي الاساءة اليهم ان يتيقن انه ارتقي مرتقا صعبا وعليه ان يتدارك نفسه ولات حين مندم فعندما ينتصر الشناقطة لانفسهم فليس له حينها بر يقيه ولا بحر فيصبح بلا عاصم من عضة الشناقطة ويظهر عاريا كيوم ولدته امه تحت وجه الحقيقة ولن يشفع له علمه ان كان عالما ولا جاهه ان كان ذو جاه ولا نفوذه ان كان ذو نفوذ فجينئذ تسقط الارض علي السماء ويهر خائبا حقيرا فلتحذر ياقرني وليحذر معك كل من تحده نفسه بان يتقوه بسو لبلد العلم والعلماء وان يحسب لذلك الف حساب وشكرا
الشنقيطي، «فرنسا ميتروبولتان»، 28/10/2010
أحب أن أقول للقرني أن شنقيط بلد القرآن والحديث أولا فأكاد أقسم أن موريتانيا نسبة الحفاظ فيها للقرآن أكبر من أي نسبة في العالم الإسلامي إلى الآن فالمحاظر والطرق التقليدية عندنا وحفظ المتون هي ماجعلها تولدجهابذة مثل الشنقيطي والددو وعدود وولد بي وآب ولد أخطور ولمجيدري الذي أهدى لمصر النسخة الثانية من كتاب فريد في مكتبة اسطنبول من 7 أجزاء حفظه من نظرة واحدة وولد اتلاميد الذي هو آخر من صحح نسخة القاموس العربي وووووووووو... والسلام