البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : الرمضاني    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )
 محمد جميل 
28 - أغسطس - 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
الرمضانيّ
يُنسب المتخرجُ من مدرسة تعليم الفقه إليها فيقال "فقهي" وإلى المتخرج من مدرسة تعليم الحديث "حديثي" وإلى المتخرج من مدرسة التدريب على سلاح المدفعية "مدفعي" كما أن الذي تعود أن يسافر في شهر رجب يُقال عنه "رجبي" السفر وهكذا...
وشهر رمضان هو مدرسة، ودورة تدريبية، لكل من حقق شرط دخولها وهو "الإسلام"  فإذا تخرج منها المسلم بنجاح قلنا عنه إنه "رمضاني"...
والرمضاني يُمضي دورته التدريبية شهرًا كل سنة.. أما مكانها فهو الأرض كلها من حوله... المنزل، والمسجد، والسوق، ومدرسة التعليم، والمتجر، والشارع، وهو لا ينقطع عنها أيا كانت حاله.. إذ ينتظم فيها مقيمًا ومسافرًا، وماشيًا وراكبًا، ونائمًا ومستيقظًا، وآكلاً وصائمًا، وغنيًا وفقيرًا، ومعلّمًا ومتعلّمًا، وبائعًا ومشتريًا، وعزَبًا ومتزوجًا، وهو في هذه الدورة ليلاً ونهارًا، لا ينفكُّ عنها، ولا تنفكّ عنه.. تلازمه دائماً ويلازمها.. تلازمه تعليمًا، وتدريبًا، وتوجيهًا، ومراقبة، وتقويمًا ... ويلازمُها عملاً، وسلوكًا، وطاعةً، وانقيادًا..
تبدأ هذه الدورة من أول ليلة من رمضان... وتنتهي صورتها الجبرية الإلزامية بانتهاء آخر ليلة منه.. لكن صورتها الحقيقية يستمر مفعولها معه إلى ما شاء الله.. فبقدر ما يكون تفاعلُه معها في أثناء الشهر تستمر ملازمته لها بعده ... يساعد على ذلك ما يرفدها من دوراتٍ تكميلية يوميةً (الصلاة) أو أسبوعية(صلاة الجمعة) أو سنوية (الحج).
والمرأة تكون "رمضانية" بالمفهوم ذاته.. والأسرة "رمضانية" إذا كان أفرادها "رمضانيين" أو "رمضانيات".. وكذلك المجتمع ...
تُرى ماذا يتلقى المسلم في هذه الدورة؟
تعوّد المنتسبون إلى الدورات التدريبية، في مجال ما، أن يتلقوا فيها ما جدّ من أمور؛ تخص ذاك المجال... وإذا كانوا هم الجدد؛ فيتلقون كل شيءٍ عنه..حتى يتخرجوا من الدورة متقنين لما تلقوا فيها من علوم وتدريبات..
ومجال الدورة الرمضانية هو "الإسلام" وهو ليس جديدًا على أعضاء الدورة، وليس هناك من جديد يُضاف على أصوله ومبادئه... فماذا عن هذه الدورة إذن؟
مجال "الإسلام" هو " الحياة" والحياة هي أداء عمل، وممارسة سلوك، ينبثقان من فكرة تضبط "بوصلة" ذلك العمل والسلوك باتجاه معين.. فلا تدعها تنحرف يمينًا أو شمالاً..ولا تدعها تجنح إلى الإفراط أو التفريط...ولا تنجذب لغلو أيا كان شكله، أو مصدره...
فالرمضاني يتدرب في مدرسة رمضان على طريقة الحياة.. كيف ينظر إليها؟ كيف يفسر ما حوله ؟ كيف يتعامل مع نفسه؟ كيف يتعامل مع الآخرين؟ وفي المجالات كلها.. من أدق الخصوصيات إلى أجلّ العموميات...
فإذا ما أنهى دورته تلك بنجاح صار لبنة في صرح أسرة بناءة معطاء.. تصلح ولا تفسد، تَهدي ولا تُضل، وتكون هي الأخرى لبنةً في مجتمع ذي شخصية متميزة.. يفعل ولا ينفعل، يؤثر ولا يتأثر.. يُتبَع ولا يَتْبع.. لأن أفراده قد تربّوا على نمط فريد في التعامل مع الحياة.. ويكون هذا المجتمع حصنًا لهم من الضياع والتسيب.. ومن الفقر، والعوز، والحرمان، ومن هجمات من هنا وهناك تريد أن تُقوّضه وتُجْهز عليه...
وهذه النتيجة ليست إلا "التقوى" التي هي أحد وأهم الثمار المرجوة من "الدورة الرمضانية". [[ يا أيها الّذين آمنوا كُتِبَ عليكُم الصّيامُ كَما كُنِبَ على الّذينَ مِنْ قبلِكم لَعَلَّكم تتّقون]].
فالتقوى وقاية من كل مكروه... وقاية من الفساد والانحلال.. ووقايةٌ من الشقاق والنفاق.. ووقاية من التّبعية للآخرين وتقليدهم فيما حسن أو قبح.. ووقاية من "الإمّعية".. ووقاية من الفقر والحاجة والحرمان.. ووقاية من كل خطر ....وتحصيل التقوى شاق، كمن يمشي في أرض مملوءة بالشوك ويسعى إلى أن يتحاشى هذا الشوك.. و عليه فتحصيلها يحتاج إلى صبر، ولذلك يطلق على شهر رمضان شهر الصبر... لكن النتيجة هي الوقاية التي سبقت الإشارة إليها، ويتحقق عندئذ "مجتمع التقوى"  بعد أن أنهى أفراده التدريب  في الدورة الرمضانية.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
شتان بين زيادة الإيمان ونقصانه !!!    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
أسباب نقص الإيمان :
1- الغفلة والإعراض عن ذكر الله وقراءة القرآن الكريم.
2-الجهل بالدين والتقليد الأعمى.
3- ارتكاب المعاصي والآثام واتباع النفس والشيطان.
4-اتباع الهوى وعدم مجاهدة النفس.
5- التقصير في الطاعات والقربات.
6-الحرص على الدنيا والإعراض عن الآخرة.
7-  الجهل بأسماء الله وصفاته ونعمائه وآلائه وعظمته سبحانه وتعالى.
8- التكاسل عن الطاعات وعدم استغلال الأوقات في الأعمال الصالحات.
9-  ضعف الهمة والعزيمة والتسليم للتسويف والمماطلة في المسابقة في الخيرات وطول الأمل.
10-الاستهانة بالمعاصي حتى تورث الاعتياد والإدمان
*د يحيى
28 - أغسطس - 2010
الشيخ علي الطنطاوي ، رحمة الله عليه، وعلى أموات المسلمين.    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
 
 
صديقي رمضان .!  مجلة الرسالة / سنة 1380هـ
بقلم :  الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله -
صديق عزيز, لقيته وأنا طفل في دمشق، ثم افتقدته وأنا شاب أذرع الأرض وأضرب في بلاد الله، ففرحت بلقائه وأحببته، وألمت لفقده وازداد حنيني إليه، فأين أنت يا صديقي رمضان؟
كنت أرقب قدومه، وأحسب له الأيام والليالي على مقدار ما يحسن طفل من الحساب، فإذا جاء فرحت به وضحكت له روحي لأني كنت أرى الدنيا تضحك له وتفرح بقدومه.
كنت أبصره في المدرسة، فالمدرسة في رمضان مسجد، وفيها تلاوة وذكر، وأهلوها أحبة، ما فيهم مدرس يقسو على طلاب، وطلاب يكرهون المدرس، لأن رمضان وصل النفوس بالله, أشرق عليها من لدنه النور فذاقت حلاوة الإيمان، ومن ذاق حلاوة الإيمان، لم يعرف البغض ولا الشر ولا العدوان.

كنت أراه في الأسواق، فالأسواق تعرض بضاعة رمضان وتفيض عليها روح رمضان فتمحو الغش من نفوس أهلها محواً ويملؤها خوف الله ورجاؤه، وتقف ألسنتهم عن الكذب لأنها عمرت بذكر الله واستغفاره، وهانت عليهم الدنيا حين أرادوا الله والدار الآخرة، فغدا الناس آمنين أن يغشهم تاجر، أو يخدعهم في مال أو متاع، ويمضي النهار كله على ذلك، فإذا كان الأصيل ودنا الغروب تجلى رمضان على الأسواق بوجهه فهشت له وجوه الناس، وهتفت باسمه ألسن الباعة، فلا تسمع إلا أمثال قولهم: «الصايم في البيت بركة»، «الله وليك يا صايم» - «الله وليك ومحمد نبيك»، ثم لا ترى إلا مسرعاً إلى داره حاملاً طبق الفول «المدمس»، أو «المسبحة» أو سلال الفاكهة أو قطع «الجرادق» (وهي أطباق جافة رقيقة وكبيرة)، ثم لا تبصر إلا مراقباً المنارة في دمشق ذات الثمانين منارة, أو منتظراً المدفع، فإذا سمع أذان المؤذن أو طلقة المدفع دخل داره، والأطفال يجتمعون في كل رحبة في دمشق ليسمعوها فيصيحون: أذن.. أذن.. أذن.. ثم يطيرون إلى منازلهم كالظباء النافرة.
وكنت أبصر رمضان يؤلف بين القلوب المتباينة، ويجلو الأخوة الإسلامية رابطة (المسلم أخو المسلم) فتبدو في أكمل صورها فيتقابل الناس عند الغروب تقابل الأصدقاء على غير معرفة متقدمة فيتساءلون ويتحدثون ثم يتبادلون التمر والزبيب ويقدمون الفطور لمن أدركه المغرب على الطريق فلم يجد ما يفطر عليه، تمرة أو حبة من زبيب، هينة في ذاتها، تافهة في ثمنها، ولكنها تنشئ صداقة وتدل على عاطفة، وتشير إلى معنى كبير.
وكنت أنظر إلى رمضان وقد سكن الدنيا ساعة الإفطار، وأراح أهلها من التكالب على الدنيا والازدحام على الشهوات، وضم الرجل إلى أهله، وجمع الأسرة على أحلى مائدة وأجمل مجلس وأنفع مدرسة. فوا شوقاه إلى موائد رمضان وأنا الغريب الوحيد في مطعم لا أجد فيه صائماً ولا أسمع فيه أذاناً ولا أرى فيه ظلاً لرمضان.
فإذا انتهت ساعة الإفطار، بدأ رمضان يظهر في جلاله وجماله وعظمته المهولة في المسجد الأموي أجل مساجد الأرض اليوم وأجملها وأعظمها، وكنت أذهب إلى المسجد بعد المغرب وأنا طفل فأراه عامراً بالناس ممتلئاً بحلق العلم كما كان عامراً بهم ممتلئاً بها النهار بطوله، فأجول فيه مع صديقي سعيد الأفغاني خلال الحلقات نستمع ما يقوله المدرسون والوعاظ، وأشهد ثرياته وأضواءه وجماعاته، ومن صنع الله لهذا المسجد أن صلاة الجماعة لا تنقطع فيه خمس دقائق من الظهر إلى العشاء الآخرة في أيام السنة كلها وقد بقي ذلك إلى اليوم على ضعف الدين في النفوس وفساد الزمان.. ولا أنسى تلك الثريا الضخمة ولم تكن قد مدت إليها الكهرباء، فكانت توقد مصابيحها وهي أكثر من ألف بالزيت واحدً بعد واحد يشعلها الحسكيون (الحسكي خادم الأموي)، وهم يطوفون بها على سلالم قصيرة من الخشب، فيكون لذلك المشهد أثر في النفس واضح، ثم يكون العشاء وتقوم من بعده التراويح ولها في الأموي منظر ما رأيت أجل منه ولا أعظم إلا صلاة المغرب حول الكعبة في مسجد الله الحرام فإن ذلك يفوق الوصف، ولا يعرف قدره إلا بالعيان. وليس يقل من يصلي التراويح في الأموي عن خمسة آلاف أصلاً، وقد يبلغون في الليالي الأواخر الخمسة عشر والعشرين ألفاً، وهو عدد يكاد يشك فيه من لم يكن عارفاً بحقيقته ولكنه الواقع، يعرف ذلك الدماشقة ومن رأى الأموي من غيرهم. وحدّث عن الليالي الأواخر (في دمشق) ولا حرج، وبالغ ولا تخش كذباً، فإن الحقيقة توشك أن تسبقك مبالغة، تلك هي ليالي الوداع يجلس فيها الناس صفوفاً حول السدة بعد التراويح، ويقوم المؤذنون والمنشدون فينشدون الأشعار في وداع رمضان بأشجى نغمة وأحزنها ثم يردد الناس كلهم:
«
يا شهرنا ودعتنا عليك السلام.. يا شهرنا هذا عليك السلام».
ويتزلزل المسجد من البكاء حزناً على رمضان.

****

وسَحَر رمضان.. إنه السِّحر الحلال.. إنه جنة النفس ونعيمها في هذه الدنيا، وإني لأقنع من جنات الفردوس أن تكون مثل سحر رمضان، فأين ذهب رمضان؟ وأنى لي بأن تعود أيامي التي وصفت لأعود إليه؟
ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى
والعيش بعد أولئك الأيام
إني لا أشتهي شيئاً إلا أن أعود طفلاً صغيراً لأستمتع بجو المسجد في رمضان وأنشق هواءه وأتذوق نعيمه. لم أعد أجد هذا النعيم، وما تغيرت أنا أفتغيرت الدنيا؟
إني لأتلفت أفتش في غربتي عن رمضان فلا ألقاه لا في المسجد ولا في السوق ولا في المدرسة، فهل مات رمضان؟
إذن فإنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد فقدت أنس قلبي يوم فقدت أمي، وأضعت راحة روحي يوم افتقدت رمضان، فعلى قلبي وأمي ورمضان وروحي رحمة الله وسلامه!
 
*د يحيى
28 - أغسطس - 2010
شهر القرآن ، شهر الصيام ، شهر العتق من النيران، شهر إصلاح البين، شهر التسامح.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
من هم الذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا؟:
" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" {الأحقاف46/13}
" أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
 {46/14}
ما تضمنته هذه الآية الكريمة مما أعده الله في الآخرة للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، ذكره الله تعالى في الجملة، في قوله في الأحقاف:
إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }[الأحقاف: 13ـ14]؛ لأن انتفاء الخوف والحزن والوعد الصادق بالخلود في الجنة المذكور في آية الأحقاف هذه، يستلزم جميع ما ذكر في هذه الآية الكريمة، من سورة فصلت" ( الشنقيطي).
" حدثنا عمران بن بكار الكُلاعي، قال: ثنا أبو روح، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، نحوه.
حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال قال أبو هريرة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" قالَ اللّهُ تَعالى: يَسُبُّ ابْنُ آدَمَ الدَّهْرَ، وأنا الدَّهْرُ، بِيَدِي اللَّيْلُ والنَّهارُ "
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
" يَقُولُ اللّهُ اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي فَلَمْ يُعْطِني، وَسَبَّنِي عَبْدِي يَقُولُ: وَادَهْراهُ، وأنا الدَّهْرُ "
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن الزهريّ، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:
" إنَّ اللّهَ قالَ: لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فإنّي أنا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنهارَهُ، وَإذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُما "
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن هشام، عن أبي هريرة قال:
" لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فإنَّ اللّهَ هُوَ الدَّهْرُ " ( ابن عجيبة).
*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
وصية الله سبحانه وتعالى للإنسان.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
وصية الله – سبحانه – للإنسان:
" وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" {46/15}
" أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ" {46/16}
" يقول الحق جلّ جلاله: { ووصينا الإِنسانَ } بأن يُحسن { بوالديه حُسناً } وقرأ أهل الكوفة
{ إحساناً } وهما مصدران، وقرئ: " حَسَناً " بفتح الحاء والسين، أي: يفعل بهما فعلاً حَسَناً، أو: وصينا إيصاءً حَسَاناً، { حملته أُمه كُرْهاً ووضعته كُرهاً } أي: حملته بكُرْهٍ ومشقة، ووضعته كذلك، وذكره للحث على الإحسان والبرور بها، فإن الإحسان إليها أوجب، وأحق من الأب، ونصبهما على الحال، أي: حملته كارهة، أو: ذات كُره، وفيه لغتان؛ الفتح والضم، وقيل: بالفتح مصدر، وبالضم اسمه. { وحَمْلُه وفِصَالُه } أي: ومدةُ حمله وفصاله، وهو الفطام. وقرأ يعقوبُ: " وفصله " وهما لغتان كالفَطْم والفطام، { ثلاثون شهراً } لأن في هذه المدة عُظَّم مشقة التربية، وفيه دليل على أن أقل مدة ستةُ أشهر؛ لأنه إذ حُط منه لفطام حولان، لقوله تعالى:
حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ }[البقرة: 233] يبقى للحمل ستة، قيل: ولعل تعيين أقل مدة الحمل، وأكثر مدة الرضاع لانضباطهما، وارتباطِ النسب والرضاع بهما.
{ حتى إِذا بلغ أشُدَّه } أي: اكتهل، واستحكم عقله وقوته، وانتهت قامته وشبابه، وهي ما بين ثماني عشرة سنة إلى أربعين، وقال زيد بن أسلم: الحلم، وقال قتادة: ستة وثلاثون سنة، وهو الراجح، وقال الحسن: قيام الحجة عليه. { وبلغ أربعين سنة } وهو نهاية الأشدّ، وتمام العقل، وكمال الاستواء.
قيل: لم يُبعث نبيّ إلا بعد الأربعين، قال ابن عطية: وإنما ذكر تعالى الأربعين، لأنها حدّ الإنسان في فلاحه ونجاته، وفي الحديث
" إن الشيطان يمدّ يده على وجه مَن زاد على الأربعين ولم يتب، فيقول: بأبي وَجْهٌ لايُفلح " هـ. ومن حديث أنس قال صلى الله عليه وسلم: " مَن بلغ أربعين سنة أمّنه الله من البلايا لثالث: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسين خفّف الله عنه الحساب، فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة كما يُحب، فإذا بلغ سبعين سنة غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، وشفع في أهل بيته، وناداه منادٍ من السماء: هذا أسير الله في أرضه " وهذا في العبد المقبل على الله. والله تعالى أعلم. وقُرئ: " حتى إذا استوى وبلغ أشُدَّه ".
{ قال ربِّ أوزعني } أي: ألهمني { أن أشكر نعمتك التي أنعمتَ عليَّ } من الهداية والتوحيد، والاستقامة على الدين، { وعلى والديَّ } كذلك، وجمع بين شكر النعمة عليه وعلى والديه؛ لأن النعمة عليهما نعمةٌ عليه، { وأنْ أعمل صالحاً ترضاه } التنكير للتفخيم والتكثير، قيل: هو الصلوات الخمس، والعموم أحسن، { وأَصْلِحْ لي في ذُريتي } أي: واجعل الصلاة سارياً في ذريتي راسخاً فيهم، أو: اجعل ذريتي مَوقعاً للصلاح دائماً فيهم، { إِني تُبتُ إِليك } من كل ذنب، { وإِني من المسلمين } الذين أخلصوا لك أنفسهم، وانقادوا إليك بكليتهم. قال عليّ رضي الله عنه: نزلت في أبي بكر رضي الله عنه، ولم تجتمع لأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين مَن أسلم أبواه غيره، وأوصاه الله بهما. هـ. فاجتمع لأبي بكر إسلام أبي قحافة وأمه " أم الخير " وأولاده: عبد الرحمن، وابنه عتيق، فاستجاب الله دعاءه في نفسه وفي ذريته، فإنه آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، ودعا لهم وهو ابن أربعين سنة. قال ابن عباس: أعتق أبو بكر تسعةً من المؤمنين، منهم: بلال، وعامر بن فهيرة، ولم يُرد شيئاً من الخير إلا أعانه الله عليه. هـ.
قال ابن عطية: معنى الآية: هكذا ينبغي للإنسان أن يكون، فهي وصية الله تعالى للإنسان في كل الشرائع، وقول مَن قال: إنها في أبي بكر وأبويه ضعيف، لأن هذه نزلت في مكة بلا خلاف، وأبو قُحافة أسلم يوم الفتح. هـ. قلت: كثيراً ما يقع في التنزيل تنزيل المستقبل منزلة الماضي، فيُخبر عنه كأنه واقع، ومنه:
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِى إِسْرَآءِيلَ }[الأحقاف: 10] ووَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }[فصلت:6، 7] وهذه الآية في إسلام إبي قحافة. والله تعالى أعلم.
{ أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا } من الطاعات، فإن المباح لا يُثاب عليه إلا بنية صالحة، فإن يَنقلِب حينئذ طاعة، وضمّن " يتقبل " معنى يتجاوز، فعدّاه بعَن؛ إذ لا عمَلَ يستوجبُ القبول، لولا عفوُ الله وتجاوزه عن عامله، إذ لا يخلو عمل من خلل أو نقص، فإذا تجاوز الحق عن عبده قَبِلَه منه على نقصه، فلولا حلمه تعالى ورأفته ما كان عملٌ أهلاً للقبول. { ويتجاوز عن سيائتهم } فيغفر لهم، { في } جملة { أصحاب الجنة } كقولك: أكرمني الأمير في نار من أصحابه، أي: أكرمني في جملة مَن أكرمهم، ونظمني في سِلكِهمْ ومحله: نصب على الحال، أي: كائنين في أصحاب الجنة، ومعدودين فيهم، { وَعْدَ الصِّدق } أي: وعدهم وعداً صدقاً، فهو مصدر مؤكد، لأن قوله: { يتقبل ويتجاوز } وعد من الله تعالى لهم بالتقبُّل والتجاوز، { الذي كانوا يُوعدون } في الدنيا على ألسنة الرسل عليهم السلام.
الإشارة: لمَّا كانت تربية الأبوين مظهراً لنعمة الإمداد بعد ظهور نعمة الإيجاد وصّى الله تعالى بالإحسان إليهما، وفي الحقيقة: ما ثمَّ إلا تربيةُ الحق، ظهرت في تجلِّي الوالدين، قذف الرأفة في قلوبهما، حتى قاما بتربية الولد، فالإحسان إليها إحسان إلى الله تعالى في الحقيقة. وقال الورتجبي: وصى الإنسانَ بالإحسان إلى أبويه، لأنهما أسباب وجوده، ومصادر أفعال الحق بَدَا منهما بدائعُ قدرته، وأنوارُ ربوبيته، فحُرمتهما حرمة الأصل، ومَن صبرَ في طاعتهما رزقه الله حُسنَ المعاشرة على بساط حُرمته وقُربته.
قال بعضهم: أوصى اللّهُ العوام ببر الوالدين لِما لهما عليه من نعمة التربية والحِفظ، فمَن حفظ وصية الله في الأبوين، وفّقه بركةُ ذلك، لحِفظِ حرمات الله، وكذلك رعاية الأوامر والمحافظةُ عليها تُوصل بركتُها بصاحبها إلى محل الرضا والأنس. قال القشيري: وشر خصال الولد: التبرُّم بطول حياتهما، والتأذي بما يجب من حقهما، وعن قريب يموت الأصل، وقد يبقى النسل، ولا بد ان يتبعَ الأصل. هـ. أي: فيعق إن عقّ أصله، ويبر إن بر، وفي الحديث:
" برُّوا آباءَكُمء تبركمْ أبناؤكم " ثم قال: ولقد قالوا في هذا المعنى وأنشدوا:
رُوَيْدَكَ إنَّ الدَّهْرَ فيه كفاية
   
لِتَفْرِيق ذات البَيْنِ فارتقِبِ الدَّهرا
 
" وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" {46/17}
"ثم ذكر وبال عقوقهما، فقال: { وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ }.قلت: { والذي قال } مبتدأ، وخبره: { أولئك الذين حقَّ عليهم القول } ، والمراد بـ " الذي قال " الجنس، ولذلك جمع الخبر.
يقول الحق جلّ جلاله: { والذي قال لوالديه } عند دعوتهما إلى الإيمان: { أُفًّ لكما } وهو صوت يصدر عن المرء عند تضجُّره، وقَنَطِه، واللام لبيان المؤفّف، كما في " هيتَ لك " وفيه أربعون لغة، مبسوطة في محلها، أي: هذا التأفيف لكما خاصة، أو لأجلكما دون غيركما.
وعن الحسن: نزلت في الكافر العاقّ لوالديه، المكذِّب بالبعث، وقيل: نزلت في عبد الرحمن ابن أبي بكر رضي الله عنه، قبل إسلامه. وأنكرت عائشة رضي الله عنها ذلك، وقالت: والله ما نزل في آل أبي بكر شيئاً من القرآن، سوى براءتي، ويُبطل ذلك قطعاً: قوله تعالى: { أولئك الذين حق عليهم القول } لأنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر أسلم، وكان من فضلاء الصحابة، وحضر فتوحَ الشام، وكان له هناك غناء عظيم، وكان يسرد الصيامَ. قال السدي: ما رأيت أعبد منه.هـ. وقال ابن عباس: نزلت في ابنٍ لأبي بكر، ولم يسمه، ويرده ما تقدّم عن عائشة، ويدل على العموم: قوله تعالى: { أولئك الذين حقّ عليهم القول } ، ولو أراد واحداً لقال: حق عليه القول.

ثم قال لهما: { أَتعدانِني أن أُخْرَج } أي: أُبعث وأُخرج من الأرض، { وقد خَلَت القرونُ من قبلي } ولم يُبعث أحد منهم، { وهما يستغيثانِ اللّهَ } يسألانه أن يُغيثه ويُوقفه للإيمان، أو يقولان: الغِياث بالله منك، ومن قولك، وهو استعظام لقوله، ويقولان له: { وَيْلكَ } دعاء عليه بالثبور والهلاك، والمراد به: الحث والتحريضُ على الإيمان، لا حقيقة الهلاك، { آمِنْ } بالله وبالبعث
 { إِنَّ وعدَ الله } بالبعث والحساب { حَقٌّ } لا مرية فيه، وأضاف الوعد إليه - تعالى - تحقيقاً للحق، وتنبيهاً على خطئه، { فيقول } مكذّباً لهما: { ما هذا } الذي تسميانه وعْد اللّهِ { إلا أساطيرُ الأولين } أباطيلهم التي سطروها في كتبهم، من غير أن يكون له حقيقة.
{ أولئك الذين حقَّ عليهم القولُ } وهو قوله تعالى لإبليس:

لأَمَّلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ }[الأعراف: 18] كما يُنبئ عنه قوله تعالى: { في أمم قد خلت مِن قبلهم من الجن والإنس } أي: في جملة أمم قد مضت، { إِنهم كانوا خاسرين } حيث ضيّعوا فطرتهم الأصلية، الجارية مجرى رؤوس أموالهم، باتباعهم الشيطان، وتقليداً بآبائهم الضالين.
{ ولكلٍّ } من الفريقين المذكورين، الأبرار والفجار، { درجاتٌ مما عملوا } أي: منازل ومراتب من جزاء ما عملوا من الخير والشر، ويقال في جانب الجنة: درجات، وفي جانب النار: دركات، فغلب هنا جانب الخير.
قال الطيبي: ولكلٍّ من الجنسين المذكورين درجاتٌ، والظاهر أن أحد الجنسين ما دلّ عليه قوله:
إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ }[الأحقاف: 13]، والآخر قوله: { والذي قال لوالديه أُف لكما } ثم غلب الدرجات على الدركات، لأنه لمّا ذكر الفريق الأول، ووصفَهم بثباتٍ في القول، واستقامةٍ في الفعْل، وعقَّب ذلك بذكر فريقِ الكافرين، ووصفهم بعقوق الوالدين، وبإنكارهم البعثَ، وجعل العقوقَ أصلاً في الاعتبار، وكرر في القِسم الأول الجزاء، وهو ذكر الجنة مراراً ثلاثاً، وأفْردَ ذكر النار، وأخّره، وذكرَ ما يجمعُهما، وهو قوله: { ولكلٍّ درجات } غلّب الدرجات على الدركات لذلك، وفيه ألا شيء أعظم من التوحيد والثبات عليه، وبر الوالدين والإحسان إليهما، ولا شيء أفحش من عقوق الوالدين، وإنكار الحشر، وفي إيقاع إنكار الحشر مقابلاً لإثبات التوحيد الدلالة على أن المنكر معطل مبطل لحكمة الله في إيجاد العالم.
{ ولنُوفيهم أعمالهم } وقرأ المكي والبصري بالغيب، أي: وليوفيهم الله جزاء أعمالهم، { وهم لا يُظلمون } بنقص ثواب الأولين، وزيادة عقاب الآخرين، واللام متعلقة بمحذوف، أي: وليوفيهم أعمالهم، ولا يظلمهم حقوقهم، فعل ما فعل من ترتيب الدرجات أو الدركات.

الإشارة: عقوق الأساتيذ أقبح من عقوق الوالدين، كما أن برهما أوكد؛ لأن الشيخ أخرجك من ظلمة الجهل إلى نور المعرفة بالله، والوالدان أخرجاك إلى دار التعب، مُعرض لأمرين، إما السلامة أو العطب، والمراد بالشيخ هنا شيخ التربية، لا شيخ التعليم، فلا يقدّم حقه على حق الوالدين، هذا ومَن يَسّر اللّهُ عليه الجمع بين بِر الوالدين والشيخ فهو كمال الكمال. وبالله التوفيق.
ثم ذكر جزاء العاق المنكر للبعث، فقال: { وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ }."
 ( ابن عجيبة).
*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
اللهم أعتق رقابنا ورقاب المسلمين من النار    كن أول من يقيّم
 
*د يحيى
1 - سبتمبر - 2010
هذه    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
 
 
                                               فله ُ الجنّـة !
بقلم : نور الجندلي
خفق القلب لمرأى هلال شعبان، كانت ليلة بمذاقٍ مختلف، وشعور مختلف، أحسستُ فيها وكأنني قد صافحتُ رمضان حقاً قبيل مقدمه، وتعطرتُ بطيبه ولمّا ينتشر، وتذوقتُ حلاوة الأنس بحلوله، قبل أن يأتي... كانت لحظة مختلفة، يوم عثرتُ على نفسي التّائهة في زحام الحياة، فأرسلتُ إليها برقية عجلى، ألا تُمعن في السّفر بعيداً، وأن تظلّ ضمن مضمار السّباق...
كان خوفاً من ضياع تلك اللحظات، قد تملكني، وعصف بي ممزوجاً مع شوقٍ
قديم قديم...
خوفٌ من أن أتلاشى أو أتبعثر، إن عبر الشهر ومازلت في مكاني واقفة
لم أبرح!
وأنا أرى الصّيف قد اغترّ بنفسه، فظنّ أنه سينافسُ رمضان داخل قلوب
المسلمين، تارة يغريهم بالمرح أو الكسل، وتارة يوظّف من ينادي بصوت النّاصح الوجل، مهدداً بلغة خفيّة، فيقولها بكل تبجّح... " لا تنفروا في الحرّ"...
قد سمعتها
مراراً من ألسنة شتّى لم تدرك ما تقول – ربما – أو لعلها أدركت... لكنني على أيّ حال قد تألمت...
لا تنفروا، لن تطيقوا الحرّ والعطش، لن تحملكم أقدامكم على
متابعة المسير، لن تساندكم أجسادكم الضعيفة لتخطوا خطواتكم المعتادة، فرمضان هذا العام قد أتى يرتدي عباءة الحرّ والوهن...
كأني بالمسلمين يرقبون قدوم الشّهر،
قد اشتاقوا لرمضان وحنّوا إليه، وأضمروا في نيّاتهم فعل الخيرات وترك المنكرات، وأبواق المنفّرين تُنفخ...
لا تفعلوا
...
الزمان امتحان، والوقت عصيب،
الأعداء كثر، قد اتحدوا لينالوا منّا...
الحرّ يبطش بالبشر، واللهو يغريهم،
وأعداء الأمة يتربصون، وعلى ثغرهم تلمع ابتسامة خفيّة، فكأن لسان حالهم يقول؛ قد آذن انهيار صفوفنا..
وجيوشنا جميعاً جيوش عسرة، متعبة تحتاج لما ينعشها، فقيرة
تتوق لمن يجهّزها، ومن يبثّ فيها الرّوح لتنطلق، فهل منا كعثمان يغدق على الجيوش الواهنة من جود نفسه فتنطلق؟!
وهل منا مثل عثمان يجري السّخاء في دمه جريان ماء
نهر دافق لا يتوقف، حتى يسمع البشارة النبوية قد ملأت الآفاق، ويتناقل الناس تلك العبارة الموجزة البليغة: " ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم" !
هل بيننا من أحد
يجود بنصف ما يملك كما فعل الفاروق؟
وهل منّا من يسترخص كلّ ما يملك في سبيل
الله مثل الصّديق؟!
رضي الله عنهم أجمعين
...
الزمان: رمضان من هذا
العام...
والحاجة ماسّة للجود والعطاء، ونحن نمتلك كنوزاً شتى، ولكلّ منّا ما
ينفقه، علم أو مال، قوّة في جسد أو تفكير... فلم لا نكون مثلهم ولو لمرّة، ولم لا نغتنم الزمان، ليكون دافعاً لانطلاق جيوش الإيمان تفتح قلوبنا المغلقة، وتسقط حصون الشيطان المشيّدة، وتعلي راية الحق خفّاقة، فمن يدري أيّ عمل مخلص قد يقودنا إلى النجاة... فلعلها نيّة طيبة في لحظة صفاء، ولعلها شقّ تمرة في جوع، أو كلمة طيبة في جفاء ترتق الفتق، وتعيد الحياة لروح خاوية0
أولم يقدم زيد بن حارثة، فيقول
مقولته الشّهيرة: "اللهم إنه ليس عندي مال أتصدق به، اللهم إني أتصدق بعرضي على من ناله من خلقك".
وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يسأل في اليوم التالي عن المتصدق
بعرضه ، فيجيبه، فيقول له: " إن الله قد قبل صدقتك".
كان سخياً من دون مال،
معطاءً في نفسه وأخلاقه...
وقد بكى سبعة من الصحابة ساعة العسرة، حين أتوا
يطلبون ما يركبون عليه سعياً للجهاد، فما وجدوا، ففاضت عيونهم حزناً وألماً، كانوا يمتلكون العزيمة والرّغبة، وكانت قلوبهم المشعّة بالنور قد اغتسلت بماء الإخلاص وحبّ الجود والبذل، تولّوا لكنهم ما خابوا، وذهبوا لكن أجرهم لم يذهب!
فهل سجدت
جباهنا على سجادة الخضوع تسأل الله أن يغدق علينا من رحماته، فتنتشلنا من أرضنا البور، والصحارى المقفرة، إلى صميم المعركة، إلى رمضان...
القافلة تنادي، وهي
ماضية بأثر باق...
لحظات ثمينة وترحل، فمن منّا سينجو وينجح في الامتحان، ليعود
مكللاً بتاج القبول؟!
ومن منّا سيستسلم بوهن، ويتراجع وينكفئ باكراً
جداً...
قبل أن يلقى الهلال
...
 
*د يحيى
1 - سبتمبر - 2010
قصة إسلام داعية أماني    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين
*د يحيى
3 - سبتمبر - 2010
ليلة القدر : تقبل الله منا ومنكم ، وأكرمنا الله بها جميعاً    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
ليلة السابع والعشرين، روى أحمد - بإسناد صحيح - عن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : " من كان متحريها فليتحرها  ليلةالسابع والعشرين"، وروي مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي -وصححه- عن أبيِّ بن كعب أنه قال: "والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثني - والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين.
(صحيح مسلم 8/65 ، طبعة دار الفكر، عام 1403 هجري ، ومسند أحمد ، حديث رقم 2149 ،ج4/19 ، ط دار المعارف بمصر عام 1369 هجري).
 
* تساؤلي يا إخوة يا كرام : هل من كلام واجتهاد بعد قول الصادق المصدوق ، الذي لا يَنطِق عن الهوى ؟
*د يحيى
5 - سبتمبر - 2010
كثرة المال ونتاجه    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 

قال الله عز وجل: " وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ" [الرعد: 26].
فالأموال والدور والقصور متاع قليل.. سنوات تمضي، وأيام تنتهي، وأنفاس لا تعود! ثم الحساب والجزاء..
قال خالد بن صفوان: بتّ ليلتي أتمنى، فكسبت البحر الأخضر، والذهب الأحمر، فإذا يكفيني من ذلك رغيفان وكوزان وطمران.
وقال إسحاق بن جبلة: دخل الحسن بن صالح يوماً السوق
 وأنا معه، فرأى هذا يخيط، وهذا يصبغ، فبكى، وقال: انظر إليهم يتعللون حتى يأتيَهم الموت.
قال الحسن: والله! ما أحد من الناس بسط الله له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر له فيها إلا كان قد نقص عمله، وعجز رأيه، وما أمسكها الله عن عبد، فلم يظن أنه خير له فيها، إلا كان قد نقص عمله، وعجَز رأيه.
وكان همهم الآخرة وعيونهم تجاه يوم عظيم..
قال موسى بن المغيرة: رأيت محمدَ بن سيرين يدخل السوق نصف النهار، يكبر ويسبّح، ويذكر الله ،عز وجل، فقال له رجل: يا أبا بكر في هذه الساعة؟ قال: إنها ساعة غفلة.
وقال مالك بن دينار: اتخذْ طاعةَ الله تجارة تأتِك الأرباحُ من غير بضاعة.
*د يحيى
6 - سبتمبر - 2010