فأين المجنون? كن أول من يقيّم
أقول لأصحابي وقد طلبوا الصلى تعالوا اصطلوا ان خفتم القر من صدري
فان لهيب النار بين جوانحي اذا ذكرت ليلى أحر من الجمر
فقالوا نريد الماء نسقي ونستقي فقلت تعالوافاستقوا الماء من نهري
فقالوا وأين النهر?قلت:مدامعي سيغنيكم دمع الجفون عن الحفر
فقالوا :ولم هذا?فقلت من الهوى فقالوا :لحاك الله , قلت:اسمعوا عذري
ألم تعرفوا وجها لليلى شعاعه اذا برزت يغني عن الشمس والبدر
يمر بوهمي خاطر فيؤدها ويجرحها دون العيان لها فكر
منعمة لو قابل البدر وجهها لكان له فضل مبين على البدر
مبتلة هيفاء مهضومة الحشا موردة الخدين واضحة الثغر
فقالوا:أمجنون فقلت: موسوس أطوف بظهر البيد قفرا الى قفر
فلا ملك الموت المريح يريحني ولا أنا ذو عيش ولا أنا ذو صبر
و في يوم الوداع يقول:
فودعتها والنار تقدح في الحشا وتوديعها عندي أمر من الصبر
و رحت كأني يوم راحت جمالهم سقيت د م الحيات حين انقضى عمري
أبيت صريع الحب دام من الهوى وأصبح منزوع الفؤاد من الصدر
وبعد كل هذا يفاجئنا بتمسكه بهذا الحب المهلك:
مناي دعيني في الهوى متعلقا فقد مت الا أنني لم يزر قبري
فلو كنت ماء كنت من ماء مزنة ولو كنت نوما كنت من غفوة الفجر
ولو كنت ليلا كنت ليل تواصل ولو كنت نجما كنت بدرالدجى يسري
عليك سلام الله يا غاية المنى وقاتلتي حتى القيامة و الحشر.
|