البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : ليس بالإعراب وحده تفهم اللغة    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
  أسامة عثمان 
15 - أغسطس - 2010
ليس بالإعراب وحده تفهم اللغة
د. أسامة عثمان.
 
يختزل قسمٌ من الناس علمَ النحو في الإعراب، وربما بالغ بعضهم في التوهم حتى لا يكاد يخطر بباله حين تُذكر اللغةُ العربيةُ - بما تتضمنه من مستوياتٍ صوتيّة وصرفيَّة ونحويَّة ودلاليَّة...- غيرُ الإعراب. والصحيح أنّ الإعراب فرعٌ من النَّحْو الذي يشمل أيضًا ما يسمى بنظام الجملة والتركيب.

وإذا تذكرنا الوظيفة الأولى، والمهمة الكبرى التي تُعْنى اللغة بها، وهي إيصال المعاني من المرسل، باللسان، أو بالقلم، إلى المتلقي؛ فإننا نستطيع أن نقترب من المكانة الحقيقية للإعراب، بوصفه وسيلةً من الوسائل اللغوية التي تتعاون وتتضافر مع غيرها من القرائن في تحقيق تلك الغاية.

وعليه؛ فإن كلاماً عربياً غير قليل يمكن أن يفهم من قرائن أخرى كالقرينة المعنوية، أو القرينة الحالية، والظروف التي وقعت عملية الكلام فيها، وهو ما يطلق عليها البلاغيون مصطلح " المقام" فلو شَهِد شاهدٌ أمام القاضي على أحد الخصمين؛ فأشار قائلا: "هذا ضربَ هذا"؛ فإن المعنى قد وصل، ولا إعراب في كلامه نُميِّز به الفاعل الذي هو الجاني من المفعول به، وهو المعتدى عليه؛ ذلك أن الإعراب في الحقيقة هو قرينة لفظية؛ بالعلامات الإعرابية؛ الأصلية: الضمة والفتحة والكسرة والسكون، والفرعية: مثل الواو والياء والألف، وغيرها.

وإنه -وإن جعل العلماءُ الإعرابَ شاملاً الأثرَ الظاهر، وهي العلامات الإعرابية، والأثرَ المُقَدَّرَ الذي يمنع من ظهوره سببٌ صوتي، على سبيل التعذر، أو على سبيل الثقل- فإن مزية الإعراب، لا شك تظهر عند وجود الأثر، لا عند تقديره. وفي المثال السابق لا وجود للحركات الإعرابية، ولكن حضور المقام الذي قيلت فيه الجملة قد أرشد إلى المعنى.

فالعربيُّ حين يسمع قولَه تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} [سورة فاطر: الآية 28]، فإنه يميز بالحركات الفاعلَ من المفعول، فيعلم أنّ الذين يخشوَن الله حق الخشية، وأعلاها هم العلماء.
ومع ذلك فإن المتلقي الواعي يدرك بالقرينة المعنوية مَنْ يَخشى، ومَنْ يُخشى. كما يدرك ذلك في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [سورة البقرة: الآية 124].

ولا نبخسُ الإعرابَ مكانتَه، ففي بعض مناحي القول، تتجلى أهميتُه، يحصل ذلك عندما تتوارى القرائنُ الأخرى، مثل قولنا: "أكرمَ زيدٌ عَمْراً" فإن قال قائل: إنَّ قرينة الرُّتْبة أيضا ترشد؛ لأن الأصل في الفاعل أنه يأتي قبل المفعول به. أقول: صحيح، ولكنها رتبة غيرُ محفوظة، بمعنى أن المفعول به قد يتقدم على الفاعل، وهو كثير. فتَقَدُّم " زيد" لا يدل -إذا عُرِّي من الحركة- على كونه الفاعل دلالة قاطعة، ولكن الحركة الإعرابية تفعل ذلك.

ولعلَّ من مزايا العربية، ودلائل عبقريتها أنها لم تعوِّل في توفير الوضوح على قرينة واحدة، بل حرصت على ما يسمِّيه الدكتور تمام حسان في كتابه القيم: "اللغة العربية مبناها ومعناها" بِـ: "تضافر القرائن" ، فلو سمعنا مثلا جملة: "اشترتْ سعادُ بيتاً" فإن الفاعلية من المفعولية متوضِّحةٌ، بعد الإعراب؛ بتاء التأنيث والإسناد الذي يدل أيضا بالعقل على من يصلح أن يَصْدُرَ عنه فعلُ الشراء.

وعلى ذلك يفهم ما صح عن بعض العرب أنهم قالوا: "خرقَ الثوبُ المسمارَ" برفع "الثوب" على الرغم من إعرابه مفعولاً به، ونصب "المسمار" على الرغم من إعرابه فاعلا عندهم، مع التأكيد على عدم صحة القياس على ذلك؛ لأن الأحكام الإعرابية ثابتة، ولا يحوز التلاعب بها، قال السيوطي في "هَمْع الهوامع": "والمبُيح لذلك كلِّه فهمُ المعنى، وعدم الإلباس، ولا يقاس على شيء من ذلك". فقد استهانوا بالعلامة الإعرابية لشدة وضوح القرينة المعنوية، ولعدم احتمال اللَّبْس.

وقد أكَّد ابنُ جِنِّي في "الخصائص" على أهمية المعاني، ودرجة الألفاظ منها، بما هي خادمة لها، إذ قال: "وذلك أن العرب كما تُعنى بألفاظها؛ فتصلحها وتهذبها... فإن المعاني أقوى عندها، وأكرم عليها" 

أقول هذا، وأنوه بهذه الفكرة؛ لعلها تسهم في تصويب التعامل مع النحو واللغة، تعلُّماً، وتعليمًا؛ ذلك من شكاوى تتصاعد من الضعف الشديد في تعلُّم النحو، والتخبط الكبير الذي يقع فيه الطالب بصفة عامة، إذا ما طُلب منه أن يُعرِب، فلعل قسمًا من المدرسين لا يعطي للعلاقة الوثيقة بين الإعراب والمعنى قدرها، والأول يتضمن علاماتٍ شكلية، تدل على معاني النحو، كالفاعلية والمفعولية والحالية وغيرها، والثاني هو الفكرة التي تُحَسُّ، أو تُعْقَل، فلابد من تفعيل الأمرين معاً، مع العناية بالمعنى وتقديمه.

والخطورة تكمن في التعامل مع الإعراب تعاملاً شكليًّا بمعزل عن المعنى. فالصواب أن يفعَّل في التناول النحوي عاملُ الصناعة، وهي قوانين النحو، وعاملُ المعنى كذلك.

وبمناسبة الحديث عن المشاكل التي تعوق تفهُّمَ النحو وتَمثُّله، فلعل من المفيد التأكيد على أهمية العناية بالجانب الوظيفي التطبيقي للغة والنحو، ومنه الإعراب، ومحاولة التخفف قدر الإمكان من التماس العلل المنطقية التي تخرج في أحايين كثيرة عن روح العربية، وتعسِّر، ولا تيسر، كما ذهب إلى ذلك غيرُ واحد من علماء اللغة قديماً وحديثاً، فكان منهم، على سبيل المثال ، ابنُ سنان الخفاجيّ الذي قال: " إنّ النحاة يجب اتباعهم فيما يحكونه عن العرب ويروونه... فأما طريقة التعليل فإن النظر إذا سلط على ما يعلل به النحويون لم يلبث معه إلاّ الفذ الفرد... ولذا كان المصيب منهم من يقول: هكذا قالت العرب، من غير زيادة على ذلك" - طبقات النحويين واللغويين.

ومن المُحْدَثين سعيد الأفغاني الذي دعا إلى تيسير النحو والتخفف من التماس العلل، وجرى على ذلك في مؤلفاته... وكان حريصاً على أن يدرب طلابه على البحث المتعمق والنقد الموضوعي، وعلى تكوين الملكة العلمية فيهم؛ لتقودهم إلى تكوين مهاراتهم اللغوية المنطلقة من حفظ النصوص الرصينة من كتب التراث، وخاصة من القرآن الكريم الذي هو منطلق اللغة العربيّة الأول.

فلا يغني عن كثرة السماع للنماذج العالية والفصيحة، التعمقُ في التعليل، فيحسن أن يتردد الحكمُ النحوي على الدارس كثيراً، بأمثلة مشرقة، وفي نصوص ذات معنى؛ ذلك أن اللغة في الأساس تعتمد على السماع، فالسَّمع -كما قال ابن خلدون- أبو الملَكَات اللسانية.
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عن الإعراب ... وفقه اللغة العربية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذ أسامة ،
تحية طيبة ،
أذكر ، والشيء بالشيء يذكر ، في سني تعليمنا الأولى ، معلّمة اللغة العربية ، سامحها الله ، حين كان ينبهها أحد التلاميذ إلى خطأ نحوي جسيم ... فتجيب ببساطة : " يا لكع .... لسنا في حصة إعراب ... !!
 
ويشير الدكتور "عبد الرحمن حاج صالح " في معرض حديثه عن فشل تجربة تعميم اللغة العربية في مجتمعاتنا ، إلى أنّ ما يدرّس في أقسام اللغة ، منفصل تمام عن حيوات الناس ومآسيهم وأفراحهم ... فيقول على سيبل المزاح : " تصوروا أن بدويا احترقت خيمته ، أكان ينادي على ابنته فيقول : يا فاطمةُ إنّ الخيمةَ تحترقٌ " !!!
يبدو لي أن الإعراب واقع ، كما هو الحال في الكثير من قضايانا ، بين إفراط وتفريط ... فالكثير يراه مقصا لتسلسل الكلام ، وأداة غليضة ، تخصص لها الحصص والساعات المدرسية ، بمعزل عن روح العربية وفقهها ... فيما يراه الآخرون ، بأنّه يعيق علاقة الشخص بالأشياء ... وبدل أن تصبح اللغة أداة تواصل ، تغدو حائطا سميكا من القواعد والمفردات ، والأوامر والنواهي ، بمنأى عن الحياة ذاتها ....
******
وعلى سيبل التدليل ، نتساءل : كيف أمكن "لأم أربعة وأربعين " أن تمشي بهذا التناسق ... وهل كان بوسعها ذلك لو درست فنون الحركة و"قواعد" المشي ... لا شك أنّها لن تبتعد على الإستعانة على عكازات ، بعد أن تفشل في الخطو خطوة واحدة  ....
 
الأمر سيان بالنسبة للغة ، فكلما اقتربت إلى مستوى الفطرة ، وانغرست في الذائقة اللغوية ، كان أداؤها أسهل وأقرب وأصوب ...
*زين الدين
22 - أغسطس - 2010
الإعراب بين الإفراط والتفريط    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
الأستاذ العزيز زين الدين
تحية طيبة، ومرحبا بك
 
أشكرك, وأنوِّه بما تفضلت به، من ملحوظات قيمة, حول تعلُّم النحو والإعراب، وحقا إن الأمثل في تعلُّمه هو الاكتساب الطبيعي بالسماع، كما يكتسب أحدُنا لهجته المحكية من بيئته، دون عناء، أو أخطاء تظل تلازمه.
 
وقد يكون من المفيد في هذا الصدد، وبشيء من التعويض عن غياب البئية اللغوية السليمة، أن يكثر الراغب في اكتساب اللغة الفصيحة المضبوطة من الاستماع إلى النصوص العالية, أو حتى الكلام العربي الملتزم بأحكام النحو.
 
وأضم صوتي إلى صوتك، بأن يُتجنب، قدر الإمكان، الخوضُ في القضايا التعليلية والمسائل الشكلية.
 
 
أسامة عثمان
22 - أغسطس - 2010
هل هذا له علاقة بالموضوع؟    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
أوّلاً إنّ القولَ بأنّ حرَكاتِ الإعرابِ إنّما جيء بِها للتّوصّل إلى النّطقِ بالأصواتِ والحروفِ ، قديمٌ يُنسَب إلى النحويّ قُطْرُب بنِ المُسْتَنير ، الذي قالَ :
« إنما أعربت العربُ كلامَها لأن الاسم في حال الوقف يلزمه السكون، فجعلوه في الوصل محركاً حتى لا يبطئوا في الادراج، وعاقبوا بين الحركة والسكون وجعلوا لكل واحد أليق الأحوال به، ولم يلتزموا حركة واحدة لأنهم أرادوا الاتساع، فلم يضيقوا على أنفسهم وعلى المتكلم بحظر الحركات إلا حركة واحدة ... »
و ذَكَر أبو البَقاء العُكبَرِيّ في "مسائل خِلافيّة" في : مسألة علة الإعراب أنّ الإعراب دخل الكلام ليفرق بين المعاني من الفاعلية والمفعولية والإضافة ونحو ذلك، وقال قطرب واسمه محمد بن المستنير: لم يدخل لعلة وإنما دخل تخفيفاً على اللسان،وذَكَر الرأيَ نفْسَه الزّجّاجي في كتابِه "الإيضاح في علل النّحو" ، وهو رأي قليل جداً لم يتيسّرْ لَه الانتشار
أمّا عن قيمةِ حركاتِ الإعرابِ فأسوقُ نصاً للأستاذ عبّاس محمود العقّاد رحمه الله تحدّث فيه عن قيمةِ الحركاتِ الإعرابيّةِ في بيانِ معاني الجملِ و تمييزِ بنيتِها، فقالَ:
« لقد كانَ للحركاتِ في اللّغةِ العربيّةِ شأنٌ لا نُحيطُ بجميعِ دلالاتِه ومعانيه ، و لكنّنا نلحظُه في الإعرابِ و في غيرِ الإعرابِ ، و نلحظه في أوّلِ الكلمةِ و وسطِها كما نلحظه في نهايتِها و اتّصالِها بغيرِها، ونرى أنّ الاستغناءَ عنه يُلْجِئُنا إلى تغيرِ بنيةِ الجملةِ كلّها
كما تتغيّر بنيتُها أحيانًا من فعليّةٍ إلى اسميّةٍ ... ويحدثُ دائمًا عند إهمالِ الإعرابِ أن يتغيّرَ بناءُ الجملةِ من فعليّةٍ إلى اسميّةٍ ؛ فاللّغاتُ الأوربّيّةُ لا تعرِفُ الإعرابَ و لا تعرِفُ الفعليّةَ
كذلك إلاّ في بعضِ الحالاتِ النّادرةِ ... و هذه الجملةُ الاسميّةُ تظهرُ في اللّغةِ العربيّةِ نفسِها على ألسنةِ العامّةِ الذينَ يُهْمِلونَ الإعرابَ، و من هذا يتّضحُ لنا أنّ الإعرابَ له دلالةٌ مرتبطةٌ بتركيبِ الجملةِ في اللّغةِ ، بحيثُ تحتاجُ إلى تركيبٍ ينوبُ عن الإعرابِ »
[انظر كتابَه: بين الكتب و النّاس : 288-290، دار المعارف-القاهرة]  عبّاس محمود العقّاد
.
( منقول).
*د يحيى
24 - أغسطس - 2010
نقطة ضوء    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
هذا الموضوع الدّقيق 
قد كَتَبَ فيه كثيرٌ من المعاصرينَ ، واختلفوا اختلافاً بين مؤيّد لإهمالِ الحركاتو مُعارِضٍ
و الذي يبدو من القضيّة أنّ مذهَبَ تأصيلِ اللهجاتِ المعاصِرة والبحثِ لَها عن جذورٍ في لغاتِ القبائل العربيّة ، أمرٌ بعيد عن الواقع وطبائعِ الأشياءِ ؛ لأنّ الذي طرأ على هذه اللّهجاتِ اليومَ ضربٌ من التّطوّر أو التّغيّر الذي أصابَها جرَّاءَ تفاعُلِ اللغاتِ و تعدّدها في البلَد الواحد ، و ما حدثَ للبلادِ العربيّة من أحداثٍ جسيمَة منذ سقوطِ الخلافَةِ الإسلاميّة على عهد العثمانيّينَ إلى يومِنا ، كلّ ذلِك لَه تأثيرٌ في تشكيلِ بنيةِ هذه اللهجاتِ
أمّا لغاتُ القبائل فهي نتيجة تطوّرٍ سابِقٍ ، فلا يبعُد أن تكونَ هي نفسها فروعاً منبجسةً عن أصلٍ لغويّ عربيّ واحد، فحدثَ من الأحداثِ والوقائعِ ما جعلَها تتفرّقُ وتتعدّد وتختلِفُ ولكنّها عادت فتوحّدَت مع اقترابِ عهد النبوّةِ والتّنزيلِ في أواخرِ العصرِ الجاهليّ، فوصلت إلينا
اللّغةُ العربيّةُ في تُراثِ الجاهليّةِ مهذّبةً مصقولةً حتّى بلغت مستوى عاليًا من الدّقّةِ ، دقَّةِ الدّلالةِ وإحكامِ الصّياغةِ و العبارةِ ، استطاعَ معه العلماءُ في عصرِ التّدوينِ و ما بعدَه أن يستخلِصوا من تُراثِ الفصحى قواعِدَ النّحوِ و الصّرفِ ، و الاشتقاق و الوضع ، و ضوابِطَ العروضِ ، و أساليبَ البيانِ.
وصلت إلينا و قد أهملتِ الحوشيَّ و الغريبَ و المُسْتثقَلَ، الذي عرفتْه اللهجاتُ العربيّة،و هذّبت صيَغها بالإعلالِ و الإبدالِ و القلبِ و الإدغامِ و الحذفِ ، و ما زالت أسرارُ العربيّةِ محجوبةً ، و ما زالَ الميدانُ
متّسِعًا لاكتشافِ الجديدِ في دلالاتِ الألفاظِ في النّصوصِ المختلفةِ ،
وعلى رأسِها القرآنُ الكريمُ .
ومن المُفيدِ أن يتساءَلَ المرءُ : كيفَ تأتّى لِلُغَةٍ أو لغاتٍ عاشت في بيئةٍ بدويّةٍ صحراويّةٍ معزولةً عن غيرِها من اللّغاتِ أن تتوحّدَ و تُنْتَقى منها لغة جامعَةٌ تتضمّنَ طاقاتٍ هائلةً من التّعبيرِ ؟
و الجوابُ أنّها استطاعت أن تتفوّقَ في التّعبيرِ و الانتشارِ و الظّهورِ على كثيرٍ من اللّغاتِ و اللّهجاتِ ؛ لأنّها تضمّنت الضّوابطَ و القوانينَ التي مكَّنتْها من التّطوُّرِ و المُواكبةِ، و من التّوليدِ و التّفريعِ و التّعبيرِ
في مختلِفِ المجالاتِ و المقاماتِ ، إنّها قوانينُ نموِّ اللّغةِ ، و هذه القوانينُ هي القِياسُ و الاشتقاقُ والقلبُ و الإبدالُ و النّحتُ والارْتِجالُ ...
( منقول). 

*د يحيى
24 - أغسطس - 2010
لقد كبرت سني ، وغدوت غريباً    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
قال أخي الدكتور أسامة عثمان : " ....وحقاً إن الأمثل في تعلُّمه[ الإعراب]هو الاكتساب الطبيعي بالسماع، كما يكتسب أحدُنا لهجته المحكية من بيئته، دون عناء، أو أخطاء تظل تلازمه".
 
عندي سؤال يادكتور :  هل لك في أمثلة تدل القراء فيها على الاكتساب الطبيعي بالسماع ، وتقبلوا امتناني واحترامي.
*د يحيى
24 - أغسطس - 2010
أمثلة على اكتساب اللغة بالاستماع, أو السّماع.    كن أول من يقيّم
 
أخي الفاضل الدكتور يحيى، حفظه الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أشكر تكرمكم بالتعليق الذي يغني المسألة, ويجلو جوانبها.
 
وكما تعلمون دكتور، يعود جلُّ المشكلة في تعلُّم اللغة, وضبطها إلى ما يسمَّى بالازدواجية اللغوية, بين الفصيحة والدارجة، والغلبة للثانية، للأسف؛ ولذلك قد لا يتحقق تعُّلمُ اللغة وقواعدها، إذا اقتصرنا على ما يبذل في المؤسسات التعليمية...
ولو اتيح للمعنيِّ بالسلامة اللغوية أن يدرِّب أذنه، ويملأ محفوظه، بقدر ما يمكن، من الفصيح والسليم من الكلام العربي فإن هذا يسهم - مع تعلّمه القواعد- في تمثُّل أكبر للعربية, نطقا، وكتابة.
 
وبالطبع يستطيع المعنيُّ بالدقة اللغوية أن يكثر من الاستماع إلى القرآن الكريم، وكذا الشعر العربي الملقى إلقاء سليما، وحتى الأطفال تتوفر لهم فرصة في تحسين ضبطهم للغة، والارتقاء بلغتهم، بالاستماع إلى البرامج والرسوم التي تحاولُ اللغةَ السليمة. وعلى ذكر القرآن أعرف اشخاصا، وربما الكثير منا يعرف منهم، لا يدققون كثيرا في تفاصيل النحو والإعراب، بيد ان كثرةَ استماعهم للقرآن الكريم، وتلاوتهم له جعلتهم قلما يلحنون، وهم يتحدثون بارتجال، في الخطابة، أو الحوار.
أسامة عثمان
26 - أغسطس - 2010
مخارج الحروف    كن أول من يقيّم
 
إخواني الأعزاء : بداية إني أشارككم الرأي بأنه ينبغي علينا أن نزيد من الكم المسموع والمقروء بصورة سهلة وميسورة لأبنائنا في المراحل المتقدمة من سنيّ التعليم الأولى , ففي هذا تصحيح لمسامعهم وتنقية لها وتعويدها على الكلمات المنطوقة بشكل صحيح ومن هنا تبدأ عملية غرس للكلمة ولجرسها من كل النواحي  , والطفل في البداية قادر على المحاكاة لكل مايسمع , وقد حاولت ذلك مع أبنائي ؛  فمن المشهور وغير الخافي  على أحد أن المصريين قد تعودوا على نطق الذال والظاء والثاء في  كثير من الأحيان من غير أن يخرجوا اللسان مع هذه الحروف , لكنني وأنا مصري  لايرضيني هذا أبدا وأعده عيباً غير مقبول , لذا فقد علمت أبنائي كيف ينطقون بهذه الحروف وهم صغار في مرحلة ماقبل المدرسة وأصبح الأمر لديهم سهلاً وأصبحوا لايقبلون من أحد مخالفة ماتعلموه وألفوه , هذا مثال واحد من كثير يصلح أن يكون دليلا على ماترمون إليه .
*الدكتور سامي زهران
7 - سبتمبر - 2010
اكتساب الفصحى بالسماع    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة وبعد ..
ردا على سؤال الدكتور يحيى للدكتور أسامة : (هل لك في أمثلة تدل القراء فيها على الاكتساب الطبيعي بالسماع) أقول :
لو قيض لأسرةٍ ما أبٌ وأمٌّ يتكلمان الفصحى فقط مع أطفالهم ، حتى يبلغوا سنا مناسبة ، لصار أطفالهم يتكلمون لغتين : الفصحى التي رضعوها من أهلهم ، والعامية التي تعلموها من المجتمع . وبالطبع يتكلمون الفصحى سليقة ، دون معرفة بمواقع الإعراب .. 
وقد جربت ذلك مع أطفالي أشهرا ، فتعلموا مني (ماء) بدل (مي) و(حثالة القهوة) بدلا من (حثل) العامية ، وظلوا يرددون ذلك حتى بعد توقفي عن الفصحى بأشهر ..
ويروى أن محمود سامي البارودي (رب السيف والقلم) أخذ الفصحى من مطالعاته لدواوين الشعر العربي الجاهلي والإسلامي ، فكأنما تلقى عربيته سليقة ، حيث لم يتعلم في المدرسة العسكرية سوى القليل من العربية .
ويروى أن شخصا لا يتكلم إلا الفصحى ذهب لزيارة صديقه ، فلما دق الباب فتح له الباب طفل في سن المدرسة ، فقال الشخص : أين أبوك ياغلام؟. قال (مش هون) قال : فأين هو إذاً؟. قال (ما بعرف) قال : (حين يأتي أخبره أن فلانا جاء يسأل عنك) وانصرف الشخص ، ولما عاد صاحب الدار قال له ولده (يا بابا سأل عنك شخص) قال الأب ما اسمه أجاب الولد لقد نسيت وبدأ يصف لوالده هيئة الشخص ، فلم يتعرف عليه الوالد ، وأخيرا قال الولد (آه لقد نسيت إنه يتكلم بالقراءة أيضا) ويقصد بالفصحى .. وشكراً
*داوود
16 - يناير - 2011