البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : بارك الله لكم في رمضان    قيّم
التقييم :
( من قبل 8 أعضاء )
 زهير 
9 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم برمضان أخوتي الأكارم وأعاننا وإياكم على احتمال هذا الشهر الصعب (آب اللهاب) والذي أنزل فيه القرآن فقد كان أول رمضان في الإسلام رمضان آب عام 610ميلادي،  ولكنه لم يكن قد فرض الصيام فيه بعد.
(رمضان آب في أبوظبي) ذكرى ما مثلها ذكرى لمن عاشها وقد عشت مع أوابدها العام الفائت وتذكرت اليوم صور أصدقائي الصائمين من سكان أبوظبي فكانت هذه القصيدة (رمضان: آب أبوظبي)
الصوم صوم iiالعرب في  آبَ في iiأبوظبي
يـكـاد من iiيصومه يكشف عن وجه نبي
مـعـركـةٌ  بلا قنا وجـنـةٌ مـن iiلهب
ألـمَـحُ في iiنيرانها صوميَ  إذ أنا صبي
يـلـعب  فيها لاهيا والـجد  غير iiاللعب
أبـوظـبي iiأبوظبي أيـن دمـشق iiوأبي
وصـوم آب واحـد فـيك كصوم iiالحقب
رأيت من فتيانك iiال صيام  أقصى عجبي
مـن  مرهف iiمجرد ووادع  iiمــهـذب
يـذوب  في iiقميصه مـضـمخا  iiبالأدب
أغفو  وأصحو iiبينما أرسـمهم  عن iiكثب
حـقـيقة لا iiقصصا نـقرؤها  في iiالكتب
وصـورا  تلمع iiفي ذاكـرتـي iiكالذهب
 
 5  6  7  8 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أعاده الله على المسلمين بالخير والبركة والرضوان    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

تاريخ الصيام

للأستاذ أبو الحسن الندوي
 
الصوم في الديانات القديمة :
اشتملت جميع الأديان والشرائع المعروفة في التاريخ على الصوم ، وطالبت به جميع من كان يدين بها ، فمن أقدم الديانات ، والتي لا يزال عدد كبير من الناس يدين بها الديانة الهندية البرهمية ويحدث عنها الأستاذ T.M P,Mahadevan رئيس قسم الفلسفة في جامعة مدارس الهند ، وهو بشرح الصوم ومكانته في الشريعة الهندوكية والمجتمع الهندي :
" ومن الأعياد والأيام المحتفل بها في السنة ما خصصت للصوم الذي تقصد به تزكية النفس ، أن كل طائفة من الطوائف الهندكية تخصيص فيكفون عن الطعام ، ويسهرون الليل كله ، ويبيتون يتلون الكتب المقدسة ويراقبون الله ، ومن أعم هذه الصيام ، وأكثرها انتشاراً في الطوائف المختلفة ، (ويكنته إبكاوشي) الذي ينسب إلى (وشنو) فلا يصوم ذلك اليوم أتباع وشنو فحسب بل يصومه أكثر الناس ، فيصومون نهارا ، ويسهرون ليله.
ومن الأيام ما يصومها النساء فقط ، ويدعون الآلهة (مظهر صفات الله النسوية) في مختلف مظاهرها ، وتسمى هذه الأيام لأهميتها الخاصة بـ (برت) أو العهد ، وقد خصصت لتزكية الروح ، وغايتها تغذية الروح بالغذاء الروحاني " .
ولا يزال البراهمة يصومون في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من كل شهر هندي ، وهكذا يبلغ عدد الأيام التي تصام عند البراهمة 24 يوماً في كل سنة ، إذا حافظوا عليها وتقيدوا بها ، وقد فاقت الديانة الجينية في الهند في التشديد في شرائط الصوم وأحكامه ، فأتباعها يواصلون أربعين يوماً بالصوم.
ويظهر الصوم عند المصريين القدماء بجوار أعيادهم الدينية ، وكان صوم اليوم الثالث من شهر (تهسموفيريا) اليوناني خاصاً بالنساء عند اليونان ، ولا تخلوا الصحف المجوسية عن الأمر بالصوم والحث عليه ، ولو لطبقة خاصة ، وتدل آية وردت في بعض كتبهم المقدسة على أن صوم خمسة أعوام كان فريضة على الرؤساء الدينيين.
 
الصوم عند اليهود :
أما اليهود فقد كان الصوم يعتبر رمزاً للحداد والحزن عندهم في العهد البابلي ، وكان يلجأ إليه إذا هدد خطر ، أو إذا كان كاهن أو (ملهم) يعد نفسه لإلهام ، أو (نبوة) ، وكان اليهود يصومون مؤقتاً إذا اعتقدوا أن الله ساخط عليهم ، غير راضٍ عنهم ، أو إذا حلت بالبلاد نكبة عظيمة ، أو خطب كبير ، أو إذا أصيبت البلاد بوباء فاتك ، أو بجدب عام ، وفي بعض الأحيان عندما يعزم الملوك على مشروع جديد.
أيام الصيام المحددة الدائمة قديمة ومحدودة في التقويم اليهودي ، علاوة على يوم الكفارة ، يوم الصوم المقرر الوحيد في الديانة الموسوية ، وكانت هنالك أيام معينة للصوم الدائم ، في ذكرى حوادث أليمة ، وقعت لليهود في أيام الأسر في (بابل) وهي تقع في الشهر الرابع (تموز) وفي الشهر الخامس (آب) وفي الشهر السابع (تشري) وفي الشهر العاشر (تبت) ويرى بعض ربيي (التلمود) أن صيام هذه الأيام إجباري عندما يعيش الشعب الإسرائيلي تحت قسوة الحكومات الأجنبية وفي اضطهاد ، ولا تلزم عندما يتمتع الإسرائيليون بأمن ورخاء.
وزيدت إلى أيام الصيام هذه أيام أخرى ، تصام تذكاراً لكوارث ومآسي نزلت باليهود ، وأضيفت إلى الأول على مر الأيام ، وهي لا تعتبر إلزامية ، ولم تنل الحظوة الكافية عند الجمهور ، ومع اختلاف يسير يبلغ عددها إلى خمسة وعشرين يوماً.
وهنالك أيام صيام شعبية محلية تختلف باختلاف الأقاليم والمناطق التي يسكنها اليهود منذ زمن بعيد ، وهي تذكار كذلك لكوارث وخطوب أصيبت بها هذه الشعوب في أوقات مختلفة ، واضطهاد وقسوة تعرضوا لها في بعض الحكومات ، وأيام صياح تصومها بعض الطبقات دون بعض في ذكرى وقائع ومحن في تاريخ اليهود ، وفي ذكرى مآتم وأفراح في حياتهم الشخصية ، وصوم أول يوم من السنة شائع في كثير من الطبقات ، وهنالك أيام صيام تشرع ، ويأمر بها الربيون إذا تعرض الشعب لخطر ، أو تأخر المطر ، أو أصيبت البلاد بمجاعة ، أو صدرت مراسيم قاسية ، أو قوانين غليظة.
وأيام الصيام الشخصية المختارة التي يفضلها بعض الأفراد دون بعض شائعة في تاريخ اليهود منذ زمن مبكر ، وهي أيام صوم تذكارية لبعض الحوادث الفردية ، أو كفارة عن بعض المعاصي والآثام ، أو لجلب رحمة الله وعفوه عند خطر داهم ، أو بلاء نازل ، وصوم تلك الأيام لا يشجعها الربيون ، ولا يوافقون عليها إذا كان الصائم رجلاً علمياً ، أو أستاذاً معلماً ، حتى لا يشوش ذلك خاطره ، أو يضعف صحته ، وهنالك صوم يصام على إثر رؤيا مفزعة ، ولما كانت الشريعة اليهودية لا تسمح بالصوم في أيام الأعياد (فالتلمود) يبيح هذا الصوم في هذه الأيام ، بشرط أن يكفر عنه بصوم آخر في أيام عادية.
والصوم عند اليهود يبتدئ من الشروق ، وينتهي عند ظهور أول نجوم الليل ، إلا صوم يوم الكفارة ، واليوم التاسع من شهر (آب) فإنه يستمر من المساء إلى المساء ، وليس هنالك أحكام وتقاليد للصيام العادية ، وقد رغب في الصدقة وإطعام المساكين ، وخصوصاً توزيع العشاء المعتاد التقليدي.
إن الأيام التسعة الأولى من شهر (آب) وبعض أيام بين اليوم السابع عشر من شهر (تموز) وبين اليوم العاشر من شهر (آب) تعتبر أيام صوم جزئي فيحرم فيها تناول اللحوم ، وتعاطي الخمور فقط.
 
الصوم عند المسيحيين :
أما الصوم عند المسيحيين فيطول شرحه وتفصيله ، لأن الديانة المسيحية هي من أقل الديانات تشريعاً فقهياً وأحكاماً كلية تشمل أدوار التاريخ والمجتمعات المسيحية والطوائف الدينية كلها وأكثرها تطوراً مع الزمن والعوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية أحياناً ، ولذلك يصعب أن يطلق عليها اسم شريعة إلهية ، وقد حاولنا أن نقدم صورة موجزة عن الصوم عند المسيحيين وما مر به من أدوار وأطوار :
المسيح صام أربعين يوماً قبل أن يبدأ رسالته ، ومن المرجح أنه كان يصوم يوم الكفارة ، الذي كان الصوم المفروض في الشريعة الموسوية ، ككل يهودي مخلص ، إنه لم يشرع أحكاماً للصوم ، إنه خلف المبادئ وترك كنيسته تقنن قوانين لتطبيقها ، وليس لأحد أن يزعم أنه أصدر قوانين عن الصوم رأساً ، إننا نقرأ في المصادر المسيحية حديثاً عن صوم (بولس) والمسيحيين الأولين ، إن المسيحيين الذين كانوا من السلالة الإسرائيلية ظلوا يصومون يوم الكفارة ، وينوه به الراهب بيوك كيوم يحتفل به ، ولكن المسيحيين الذي ينتمون إلى أصول أخرى لم يلحوا على ذلك.
وبانتهاء القرن المسيحي الأول ونصف قرن بعد وفاة القديس (بولس) نواجه رغبة ملحة في تقنين القوانين للصوم ، وقد كان ذلك مولاً إلى تقوى الصائم ، نرى الرهبان وبعض رجال الكنيسة يقترحون صياماً ليقاوم به المسيحيون الإغراءات المادية والجنسية ، وكان يسود في ذلك العصر شعور بالواجب ، وتحذير عن أن يظل الصوم عملاً خارجياً لا يؤثر في نفس الصائم ، ويتحدث القديس (ايرينيس) عن أنواع الصيام ، منها ما يستغرق اليم ، ومنها ما يستغرق يومين ، أو بضعة أيام ، ومنها ما كان يستغرق أربعين ساعة متوالية ، وقد استمر هذا الوضع مدة طويلة ، وكان صوم (جمعة الآلام أو الصلبوت) صوماً شعبياً عاماً ، وكان صوم يوم الأربعاء ويوم الجمعة في كل أسبوع شائعاً في بعض الأقطار في القرن الثاني المسيحي ، وكان الذين ينتظرون الاصطباغ (التعميد) يصومون يوماً أو يومين ، وكان يشترك فيه الذين يأخذون الاصطباغ والذي يتولى ذلك.
وهنالك خلافات جزئية في مناهج الصوم وأحكامه في الطوائف المسيحية ، وقد نال الصوم قسطاً كبيراً من التنظيم والتقنين في فترة بين القرن الثاني والقرن الخامس المسيحيين ، فقد أصدرت الكنيسة قائمة أحكام وتوجيهات عن الموضوع ، وقد اتسم الوصم بصلابة وشدة في القرن الرابع ، فقد انتقل من طور الرقة والتوسع المرونة إلى طور الصلابة والغلظة والتدقيق ، وقد حدد اليومان اللذان يسبقان (عيد الفصح) بالصوم في هذا العصر ، وكان الصوم في هذين اليومين ينتهي في نصف الليل ، والمرضى الذين لا يستطيعون أن يصوموا في هذين اليومين كان يسمح لهم أن يصوموا يوم (السبت) وقد سجلت في تاريخ المسيحية والمسيحيين في القرن الثالث أيام الصوم ، وكان هنالك اختلاف في نهاية الصوم ، فكان بعضهم ينهي ويفطر عند صوت الديك ، وبعضهم إذا أرخى الليل سدوله.
أما صوم أربعين يوماً ، فلا يوجد له أثر إلى القرن الرابع الميلادي ، وكانت هنالك عادات وأوضاع للصوم تختلف باختلاف التي يسكنها المسيحيون ، فكان في (روما) صيام يختلف عن الصيام في (لانان) و (الإسكندرية) وكان بعضهم يمسك عن تناول الحيوانات خلافاً لغيره ، وبعضهم يجتزئ بالسمك والطيور ، وبعضهم يضرب عن البيض والفواكه ، وبعضهم يجتزئ بالخبز اليابس ، وبعضهم يكف عن كل ذلك ، وقد شرعت أيام أخرى للصوم في القرون المتأخرة تذكاراً لحوادث وأيام تتصل بحياة المسيح وبتاريخ المسيحية يطول عدها ، منها ما كان يستغرق ثلاث ساعات ، وأربعاً ، ويمسك فيها الصائم عن الأكل والشرب ، وقد حددت أيام مختلفة في القرون الوسطى للصوم في العالم المسيحي ، تطورت مع تقدم الزمن ، وهي تختلف باختلاف الاقاليم والبلاد التي تحكم عليها الكنيسة المسيحية.
وبعد الإصلاح حددت الكنيسة الإنجليزية أيام الصوم ، ولم تقنن قوانين وحدوداً للصائمين ، تاركة ذلك لضمير الفرد وشعوره بالمسؤولية ، ولكن قوانين البرلمان الإنكليزي في عهد (إيدورد الساس) و (جيمس الأول) و (مرسوم اليزيبت) فرض الإمساك عن اللحوم في أيام الصوم ، وبرر ذلك بقوله : (إن صيد السمك ، والتجارة البحرية ، يجب أن تجشع وتربح).
لذلك لما شرع الله الصوم في الإسلام ، وفرضه على المسلمين ، قال : { يا أيها الذين آمنوا كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } .
 
صيام مجموعة متتابعة ، أم متشتتة موزعة ؟
وكانت الأيام التي تصام في كثير من الديانات القديمة ، وعند طوائف من الأمم أياماً موزعة مبعثرة في طول السنة ، تتخلل بينها فترات طويلة تفقدها التأثير في الأخلاق والميول والعادات ، ولا تجعل النفس تنصبغ بها ، فكان من المصلحة والحكمة أن تتوالى هذه الأيام وأن تتكرر ، يقول شيخ الإسلام الدهلوي رحمه الله :
" يجب أن يكون الإمساك فيها متكرراً ليحصل التمرن والانقياد ، وإلا فجوع واحد أي فائدة يفيد ، وإن قوي واشتد".
وقد جاء التشريع الإسلامي للصوم مستوفياً لجميع هذه الشروط والصفات ، محققاً لجميع هذه الأغراض والنتائج الروحية والخلقية ، والنفسية والاجتماعية وكان ذلك صيام رمضان الذي فرضه الله على المسلمين.
*صادق السعدي
19 - أغسطس - 2010
أحاديث ، منها الضعيف ، ومنها الموضوع.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 

1- (( لو يعلم العباد مافي رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها، إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول .... )) الخ، وهو حديث طويل.....
فهذا الحديث رواه ابن خزيمة (رقم:1886) وابن الجوزي في (( كتاب الموضوعات)) (2/188-189) وأبو يعلى في (( مسنده )) ، كما في (( المطالب العالية )) ( ق 46/أ- ب / النسخة المخطوطة) من طريق جرير بن أيوب البجلي، عن الشعبي، عن نافع بن بردة ، عن أبي مسعود الغفاري.
وهذا حديث موضوع، آفته جرير بن أيوب ، ترجمه ابن حجر في (( لسان الميزان)) (2/101) وقال: (( مشهور بالضعف )) ثم نقل عن أبي نعيم قوله فيه: (( كان يضع الحديث )) وعن البخاري قوله : (( منكر الحديث )) وعن النسائي : ((متروك))!! وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، وقال ابن خزيمة بعد أن رواه : (( إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي )).
ومنها أيضا :
2- (( يأيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة وقيامه تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ... وهو شهر أوله رحمة ، ووسطه مغفرة، وأخره عتق من النار ...)) الخ.
وهو طويل أيضا ، اقتصرنا على إيراد أشهر كلام فيه .
وهذا الحديث رواه ابن خزيمة أيضا ( رقم:1887) والمحاملي في (( أماليه)) (رقم: 293) ، والأصبهاني في ((الترغيب)) ( ق/178، ب / النسخة المخطوطة ) من طريق علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد ابن المسيب عن سلمان.
وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، قال ابن سعد: (( فيه ضعف، ولا يحتج به ))، وقال أحمد بن حنبل :
(( ليس بقوي )) ، وقال ابن معين : (( ضعيف)) ، وقال ابن أبي خيثمة : (( ضعيف في كل شئ ))
وقال ابن خزيمة : (( لا أحتج به لسوء الحفظ)) . كذا في (( تهذيب التهذيب)) ( 7 /322-323).
وقال ابن خزيمة بعد روايته له : (( إن صح الخبر)) ، وقال ابن حجر في (( الأطراف)) : (( ومداره على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف )) ، كما نقله السيوطي في (( جمع الجوامع)) ( رقم : 23714 – ترتيبه).
ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه في (( علل الحديث)) ( 1 / 249) : (( حديث منكر))!

ومنها أيضا
3- (( صوموا تصحوا))
وهو قطعة من حديث رواه ابن عدي في (( الكامل)) ( 7 /2521) من طريق نشهل بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس.
ونشهل متروك كان يكذب، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.
ورواه الطبراني في (( الأوسط)) ( 1 / ق ، 69 / أ – مجمع البحرين ) . وأبو نعيم في (( الطب النبوي)) كما في (( تخريج الإحياء)) ( 3 / 87) . وابن بخيت في (( جزئه)) – كما في ((شرح الإحياء)) ( 7 / 401) – من طريق محمد بن سليمان بن أبي داوود، عن زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبي هريرة.
وسنده ضعيف ، قال أبو بكر الأثرم : (( سمعت أحمد – وذكر رواية الشاميين عن زهير بن محمد – قال: يروون عنه أحاديث مناكيرهؤلاء )) ، وقال أبو حاتم : (( في حفظه سوء ، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه))، وقال العجلي : ((وهذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني)) كذا في (( تهذيب الكمال))
(9 /417) .
ومحمد بن سليمان شامي مترجم في (( تاريخ دمشق)) (15 / ق386- النسخة المخطوطة) فروايته عن زهير كما نصص الأئمة – منكرة ، وهذا حديث منها. !!

وأخيرا :
4 – (( من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولامرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه)).
وهذا حديث علقه البخاري في (( صحيحه)) ( 4 / 160- فتح الباري) دون إسناد. وقد وصله ابن خزيمة في (( صحيحه)) (1987) ، والترمذي (723) ، وابن ماجه(1672) ، والنسائي في (( الكبرى)) ، كما في (( تحفة الأشراف)) ( 10 /373) ، والبيهقي (4 /228) ، وابن حجر في(( تغليق التعليق)) (3 /170) من طريق أبي المطوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة.
وقال ابن حجر في (( فتح الباري)) (4 / 161) : (( واختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت اختلافا كثيرا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب ، والجهل بحال أبي المطوّس ، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة)).
وقال ابن خزيمة بعد روايته : (( إن صح الخبر ، فإني لا أعرف ابن المطوّس ولا أباه )) ، فالحديث ضعيف أيضا.

( منقول)
*د يحيى
19 - أغسطس - 2010
تعرَّفْ إليها.... وجزى الله خيراً مُنشئها.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
جامعة المعرفة العالمية
مداد
صرح علمي متميز يعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات لتقديم تعليم عالي ذي جودة متميزة تصل للجميع في كل مكان، وتعتمد الجامعة أسلوب التعليم عن بعد باستخدام الوسائل الالكترونية (شبكة الانترنت بشكل رئيسي)، وتمنح الجامعة حاليا درجة البكالوريوس في تخصصي الشريعة و الدراسات القرآنية و يتضمن تخصص الدراسات القرآنية القراءات و علوم القرآن و التفسير، وقد استقطبت الجامعة في هيئة التدريس كبار العلماء والأساتذة المرموقين لضمان تقديم محتوى دراسي متميز، عملت الجامعة على بناء خطط أكاديمية حديثة ومتطورة، تلبي احتياجات طلبة العلم بمختلف تخصصاتهم، واعتمدت أسس ومبادئ ترتكز على أحدث أساليب التدريس المطبقة في أعرق الجامعات العالمية.
مداد
نظام التعليم في جامعة المعرفة العالمية
يستند نظام التعلم والتعليم في جامعة المعرفة العالمية إلى :
 أولا: التعلم عن بعد: الذي يقوم على أساس استلام الطالب لمقرراته الدراسية الأساسية والداعمة بالإضافة لدليل الدراسة الذاتية الذي يشرح له الطريقة الأكثر كفاءة في الاستفادة من هذه المقررات الدراسية و بما يضمن  الاستفادة المثلى منها في النواحي العملية والتطبيقية ويأتي الإشراف الدراسي باستخدام وسائل تكنولوجيا الاتصالات وعلى رأسها شبكة الإنترنت، من خلال قسم التعليم الافتراضي كهيئة تدريبية مسؤولة عن تقديم كل التوجيه الدراسي والمساعدة المطلوبة لضمان أفضل إنجاز دراسي للطالب في الفرع الذي يدرس فيه.
 ثانيا :التعليم المبدع: يتم التركيز في نظام قسم التعلم عن بعد على المتابعة المستمرة للطالب لتلبية احتياجاته العلمية والتعليمية بالإضافة إلى رسم خطة عامة لتفعيل إنجاز الطالب الدراسي من خلال التشارك معه في دراسات عملية مصغرة وأعمال بحثية مبسطة لضمان تفعيل المهارات العملية والإبداعية لدى الطالب، ويتم تطوير تلك الخطة بما يتناسب مع الإنجاز السابق للطالب والميول والتوجهات التطبيقية التي يهتم بها.
 
 مداد
مدير الجامعة
مدير الجامعة الشيخ الدكتور / عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس 
إمام وخطيب الحرم المكي – المملكة العربية السعودية 
مداد
أعضاء هيئة التدريس
سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ
مفتي المملكة العربية السعودية
معالي الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء ،وعضو اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في المملكة العربية السعودية
معالي الشيخ / صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية
معالي الشيخ الدكتور/ عبدالله بن محمد المطلق
عضو هيئة كبار العلماء ،وعضو اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في المملكة العربية السعودية
الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن علي الركبان
أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وعضو هيئة كبار العلماء سابقاً
فضيلة الدكتور/ يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين
الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
معالي الشيخ الدكتور/ سعد بن ناصر الشثري
عضو هيئة كبار العلماء ،وعضو اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في المملكة العربية السعودية
فضيلة الدكتور/ إبراهيم بن ناصر الحمود
الأستاذ المشارك في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الشيخ الدكتور/ سعد بن تركي الخثـــلان
الأستاذ المشارك في قسم الفقه في كلية الشريعة في الرياض
معالي الشيخ الدكتور / نورالدين بن مختار الخادمي
أستاذ التعليم العالي بالمعهد الأعلى لأصول الدين بتونس
الأستاذ الدكتور/ مهدي رزق الله أحمد
  باحث و مؤلف في السيرة النبوية و الثقافة الإسلامية و عضو دائرة السنة و الشمائل بمركز بحوث القرآن الكريم و السنة و النبوية - جامعة القرآن الكريم و العلوم الإسلامية - السودان , و خطيب جمعة.
الدكتور/ إبراهيم بن سليمان المطرودي
الأستاذ المساعد في كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الأستاذ/ عقل بن محمـد عقل
أستاذ مهارات الاتصال في جامعة المعرفة العالمية
مداد
و للمزيد من المعلومات عن الجامعة ، يمكنك زيارة موقع جامعة المعرفة العالمية على العنوان التالي :
*د يحيى
19 - أغسطس - 2010
موسم الثقافات    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
تعدد الزوجات مطلب عضوي وظيفي
الاحد 29 شوال 1430 الموافق 18 أكتوبر 2009
 
تعدد الزوجات مطلب عضوي وظيفي

د. سعيد بن محمد القرني
سياق الحديث عن تعدّد الزّوجات مرتَهَنٌ بكشف المخبوء في سياق دعواتٍ شاذّةٍ لهيئاتٍ دوليّةٍ ذات شأنٍ دوليٍّ في توجيه مسار البحوث العلميّة ورعايتها، ويُبنَى عليها مصائرُ النّاس وتوجيه حياتهم الجنسيّة. فلك أن تعلم ـ أخي الكريم ـ أنّ ثلاث دولٍ في الشّمال الأوروبيّ السّويد والدّانمارك والنّرويج، وكندا في الشّمال الأمريكيّ أقرّوا زواج المثليّين(Homosexualism ) آصرةً طبعيّةً بين أفراد الجنس الواحد، واعتلّوا لذلك بالقدر الجنسيّ المشترك بين الجنسيْن، وأنّ ثمّة جنساً مغايراً مخبوءاً عند الذّكر والأنثى على السّواء، وأنّ حاجة الذّكر إلى الذّكر جنسيّاً حاجة عضويّةٌ بيولوجيّةٌ أو حيويّةٌ.
وفي مجال حمْل الرّجل قالوا: إنّ بيئة الأمعاء الدّقيقة (small intestine ) تشبه بيئة الرّحم فلابدّ من استثمارها في تكافؤ فرص الحمل بين الرّجل والمرأة، ورعايةً لحقوق المرأة في المساواة المطلقة بينها وبين الرّجل. وأنتجت هوليوود (Hollywood )  في ذلك أفلاماً؛ ومنها: الرّجل الحامل  (Pregnant man )، وغيره. ورعت المراكز البحثيّة التّابعة للأمم المتّحدة مثل هذا التّوجّه في حقل الدّراسات المعزّزة لحقوق المرأة بزعمهم، فوقعوا في مشكلاتٍ لا حصر لها بسببٍ من رغبةٍ جامحةٍ وطغيانٍ وتجربةٍ في تغيير خلق الله. فلما أن ضاهؤوه طغَوا فراموا تغيير ناموسه في وصل الأقطاب المختلفة حتّى تأتلف؛ ذكر وأنثى، وموجب وسالب، ونحوهما.وفي مجال تغيير الجنس البشريّ استثمروا وجود قدرٍ مشتركٍ من الجينات أو المولّدات المورّثات الجنسيّة بين الذّكر والأنثى؛ فـ " x " قاسمٌ مشتركٌ بينهما يمكن أن ينشط (Activiation phrase ) ويستحيل الرّجل معها امرأةً؛ لما ذكرنا سلفاً من تناظرٍ في الخلْق بينهما من غير تكافؤٍ. فاستُغلّتْ طاقات هذا العصْر في ما يضرّ وفي العدوان على سنن الله في الخلْق.
أمّا أصداء ذلك كلّه في شرق الأرض فهو بيّنٌ يظهر أحياناً في بعض الزّيجات الشّاذّة بين رجلٍ ورجلٍ، وامرأةٍ وامرأة، وفي تجارب تغيير الجنس، فقد اعتاد شرقُ هذا الزّمان في ما اعتادَ أن يكون صدًى لدعوة الغرب ومجالاً خِصْباً لتجريبه وتخريبه، ولا صلاح بحقٍّ للنّاس كافّةً إلاّ بتسويد هذا الدّين وقيامه على رعاية البحث العلميّ وتوجيهه، وإلاّ أفضينا إلى خراب العالم ودماره جنسيّاً واجتماعيّاً ونفسيّاً، ومظاهر الفساد لسنا بسبيل ذكرها في هذه المحاضرة .
مدافعة بعض الدّول الإسلاميّة فضلاً عن غيرها لتعدّد الزّوجات أو تحريمها إيّاه وتجريمها فاعليه رسميّاً، ومدافعة كثيرٍ من النّساء له بأثرٍ من إعلامٍ أو تعليمٍ شعبيّاً باعثان على أن نجلي الأمر؛ فلعلّ في معرفة مقاصد الخلْق وطبيعته ما يُزيل تلك الغشاوة عن كثيرٍ من النّاس رجالاً ونساءً.
ولسائلٍ أن يقول: فيم يعدّد الرّجل ولا تُعدّد المرأة؟!
والجواب عن ذلك يستدعي الحديث عن طبيعة كلٍّ الخلْقيّة أو الجنسيّة ودور كلٍّ منها في التّكاثر الّذي هو غاية الوصْل بينهما في سكينةٍ ومودّةٍ ورحمةٍ.
والنّاس اليوم يقعون في خلْطٍ عظيمٍ في توصيف علاقة الرّجل بالمرأة أو الذّكر بالأنثى كمّاً وكيفاً؛ لتباعدهم من شريعة خالقهم، الّتي تستكنه طبيعة كلٍّ الجنسيّة أو الخلْقيّة على الوجْه الّذي خلقَ الله عليه خلْقَه؛ لعلمِ الله الكامل بما خلقَ ومن خلقَ، وعلم الإنسان القاصر الّذي يقوم على الملحوظة النّاقصة.
وللخلْط في عدم الوعْي بطبيعة خلْق كلّ مظاهر في ما استجدّ من قضايا أساءت استخدام نتائج العلوم مؤمنةً بالمحسوس النّاقص معرضةً عن الغيب الكامل، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصْر: زواج المثليّين (Homosexualism )، وتغيير الجنس (Transsexualism )، وحمل الرّجل (Male pregnancy )؛ فقد تسرّبت الملالة إلى الذّكور والإناث على السّواء من بقاء الصّلة بين ذكرٍ وأنثى يستولد فيه الذّكر، وتلدُ فيها الأنثى، وأخذ الإنسان الخارج عن ناموس ربّه يجرّب، فقدّس التّجارب، وظنّ أنّها وحدها السّبيل إلى العلم والمعرفة، وهجر دليلَ الخالق في تسيير خلْقه.
وسرّ تماسك هذا الكون وإحكام خلقه خلقُ ما فيه على أزواجٍ مختلفةٍ، من حيثُ طبيعةُ خلقِ كلّ مؤتلفةٍ من حيثُ حاجةُ كلٍّ إلى زوجه. موجِبٍ وسالبٍ، وحَمْضٍ وقاعدةٍ، وليلٍ ونهارٍ، وإضمارٍ وإظهارٍ في المعنى والحسّ على السّواء، ونحو ذلك. ولو خلقَ الله الخلق على غير أزواجٍ لتنافر الخلقُ؛ فنحن نرى الموجِب والموجِب يتنافران، والسّالب والسّالب يتنافران، ولو زايل أيٌّ منهما طبيعة خلْقه لما تمّ المقصود بالخلْق.
فالرّجل في العلاقة الزّوجيّة موجبٌ قاعديٌّ مانحٌ (Donator )، والمرأة سالبٌ حَمْضيٌّ مكتسِبٌ (Acceptor )، والصّلة بينهما صلةٌ تكامليّةٌ تفاضليّةٌ، وليستْ صلةَ صراعٍ على مكاسب، بل المكاسب الكبرى في أن يكون السّالبُ سالباً، والموجبُ موجباً.
والإيجابُ قيمةٌ ظاهرةٌ والسّلب قيمةٌ مستترةٌ فيها خفاءٌ؛ ولذا ظهرتْ أعضاء الجنس السّفليّةُ للرّجل؛ لأنّها مانحةٌ، واستتر ما يقابلها من المرأة؛ لأنّها مكتسِبةٌ سالبةٌ؛ ليُعلمنا الله أنّ السّترَ يناسب المرأة، والظّهور يناسب الرّجل في الإنتاج. ولمّا كانت المرأة مانحةً من جهة ثدييْها ظهرا، واستترا عند الرّجل؛ لقصوره عن الإنتاج، ولو كانا على نسقٍ واحدٍ لتنافرا.
خلقَ الله آدمَ خلقاً مستقلاًّ، وخلق من ضِلعه حوّاء؛ ليُعلمنا أنّ صلاحها في أن تكون منه لا عنه. وكم ضِلعاً له؟! فالّذين يصوّرون للمرأة أنّها مكافئةٌ في أصل الخلْق لآدم أبعدوا النّجعةَ وجانبهم الصّواب، فليس الذّكر كالأنثى بهذا الاعتبار، فهو متحرّكٌ وهي سكنه، وهو طاردٌ وهي جاذبةٌ، والّذي يجعلهما على نسقٍ واحدٍ يباعدهما من بعضٍ وينافر بينهما، والّذي يفعل ذلك إمّا رجلٌ يدعو إلى حقوق المرأة بفكر رجلٍ وحسّه، وإمّا امرأةٌ تفكّر للرّجل بفكر المرأة، فاستأنث الرّجال واسترجل النّساء.
وإذا كان الرّجل مصدراً للطّاقة الحيويّة الّتي تسري منه إلى المرأة، فإنّ مولّدات الطّاقة يناسبها تعدّد النّهايات الطّرفيّة لها؛ فيمكن أن ترى أكثر من برّادٍ على مولّدٍ واحدٍ، أو سخّانٍ أو تليفزيونٍ، ولكن هل رأيتَ في ناموس ما خلقَ الإنسانُ على نقصان خلْقه أكثر من مولّدٍ تسري طاقتهما في آنٍ لبرّادٍ أو سخّانٍ واحدٍ؟! فما بال النّاس يعتدون على ناموس خلْق الله وقد سلمتْ مصنوعاتهم من مثل ما اعتدوا به، وما كان لهم أن يصنعوا شيئاً ممّا صنعوا لولا قياسهم على مصنوع خلْق الله؟!
إنّ المرأة حرثٌ للرّجل ببييضتها الّتي تفرزها مرّةً واحدةً كلّ (28) يوماً، يتكافأ المِبْيضان على إنتاجها، وهي بُييضةٌ واحدةٌ كرويّة الشّكل مغشّاةٌ بمخاطٍ للزّينة والحماية تبقى في محبسها قناة المبيض (قناة فالوب: Falobian tube ) تنتظر الحيوان المنويّ حتّى يُخصبها في خدْرها مستورة، وهو يتحرّك ويرتحل إليها وهي ساكنةُ، حتّى إذا يئستْ من مجيئه ماتتْ، وانهالتْ أغشية المخاط المبطّنة للرّحم حزناً عليه؛ فيعرى جسم الرّحم الدّمويّ، ويحدث الطّمث أو العادة الشّهريّة (Ministrual cycle )، ولذا أمرنا باعتزال النّساء في المحيض مخافة الأذى؛ ومنه انتقال المايكروبات الدّاخلة للرّحم من الخارج أيّاً كانتْ وسائلُها للدّم مباشرةً بعد أن عرِي الرّحم من الحماية. فهل المرأة والرّجل على مستوى الإنتاج على سواءٍ؟! لا، فلا يُساوَى بين من ينتِج بييضةً واحدةً في الشّهر بمن ينتج (60) مليون حيوانٍ منويٍّ في السّنتيمتر المكعّب الواحد؛ فحجم الدّفقة الطّبيعيّة للرّجل (10) سم مكعّب ترتحل جميعها إلى البييضة، ولا يخصب البييضةَ إلاّ واحدٌ منها، فلا يجتمع على الأنثى ذكران، كما لا يجتمع عاملان على معمولٍ كما يقول أهل اللغة. فهل يحلّ بعد ذلك للمرأة أن تعدّد؟!
أمّا الرّجل المعياريّ فخصوبته دائمةٌ غير مقيّدةٍ بحمْلٍ أو طمْثٍ كما عند المرأة، ولذا حلّ له أن يبتغي حرثاً آخر له؛ فتعطيل الحرْث لاشتغال واحدٍ بحملٍ أو نحوه خلاف القصْد. ونحن نعلم أنّ المرأة قد تتّصل بأكثر من رجلٍ، ولا تحمل إلاّ من واحدٍ، فإذا حمِلتْ لم تستطع الحمل على حملها؛ لأنّ الحمل مشغولٌ بالزّرع. على حين أنّ الرّجل قد يجامع نساءً ويحملْن منه جميعاً، ولا يفقد بذلك خصوبته وقدرته على تحقيق مقصود الله بالتّكاثر، ولذا شرع الله له التّعدّد، وقصر المرأة على زوجٍ واحدٍ، فإذا رامت استبداله؛ لاستحالة العيش بينهما انفصلتْ عنه واستبرأتْ لرحمها بالعِدّة؛ فإنّ الأرض إذا أحصد زرعُها لا تُزرَع بعده مباشرةً من غير مهلةٍ زمنيّةٍ تهيّئها للزّرع ثانيةً.
جديرٌ بالذّكر أنّ لغتنا العربيّة راعت الفروق بين الذّكر والأنثى؛ فالأصل في الأسماء التّذكير كما أنّه في أصل الخلْق ذلك، والتّأنيث فرعٌ عنه، والفروع تتعدّد، والأصول مفردةٌ، ولو كان الفرع بعِدّة الأصل لكان الأصل فرعاً، والعكس. ولذا يحتاج المؤنّث إلى علامةٍ يا دعاة نبْذ المحارم، فكم علامةً للمؤنّث؟ أربع علاماتٍ؛ تاءٌ مربوطةٌ، وتاءٌ مفتوحةٌ، وألفٌ مقصورةٌ وألفٌ ممدودةٌ. ويُشار إلى المفرد المذكّر باسمٍ واحدٍ، والمؤنّث بأربعة أسماء، والحديث في هذا مستفيضٌ لا يسعه الزّمن المتاح، والحقّ أبلج لمن رام السّبيل.
*د يحيى
20 - أغسطس - 2010
من أعظم الأعمال عند الله سبحانه وتعالى.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
معالم في إصلاح ذات البين
 
 
معالم في إصلاح ذات البين

د. محمد بن إبراهيم الحمد
إصلاح ذات البين شعبة إيمانية, وشرعة إسلامية, تُستلّ بها السخائم, وتصفو القلوب, وتخمد نيران الفتن.
قال الله -عز وجل- منوّهاً بتلك الخصلة: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً). [النساء: 114].
ولكن هذه الخصلة الكريمة، والقربة العظيمة تحتاج إلى ممارسة ودربة، وألمعية مهذبة، كما تحتاج إلى نية صالحة، وقدرة على حسن الأخذ بالأسباب، ومعرفة لدخول البيوت من الأبواب؛ فهذه -على سبيل الإجمال- أسس لابد للمُصْلِح من مراعاتها، والأخذ بها حال خوضه لغمار إصلاح ذات البين.
أما تفصيل ذلك فيحتاج إلى بسط وتفصيل، والمقام لا يسمح إلاّ بأقل القليل.

وفيما يلي معالم بازرة في هذه الشأن هي أشبه بالإيضاح للأسس الماضية المجملة.
1- احتساب الأجر: - كما قال -عز وجل-: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً). [النساء: 114].

فما ظنك بعمل صالح رتب الله عليه هذا الثواب الجزيل؟
إنه عمل عظيم وله -في نظر الشارع- مقام جليل؛ فاحتساب ذلك على الله -عز وجل- يبعث الهمم، ويقود إلى المسارعة والمسابقة في ذلك السبيل، ويمد القائم به بالصبر، والروح، والطمأنينة.
2- استشعار أن ذلك العمل استجابة لأمر الله، قال الله -عز وجل-: (وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ). [الأنفال: 1].
3- استحضار أنه سبب لقوّة الأمة: لأن الأمة المتصارعة، المتفككة توشك أن تنهار، وأن تلتهمها أمم أخرى؛ فإصلاح ذات البين سبب لقوة الأمة، وصلابتها، وهيبة أعدائها لها.
4- شكر الله -عز وجل-: فحقيق على المُصلِح بين الناس, المُيَسَّر لهذا العمل الجليل - أن يشكر الله - على هذه النعمة؛ وأن يعترف له بتلك المنّة؛ فانشراح صدره لذلك العمل, وقبول الناس لإصلاحه, وإصغاؤهم لكلامه, وأخذهم برأيه - إنما هو محض فضل الله -عز وجل-.
قال الإمام الشافعي-رحمه الله-:
الناسُ بالناس ما دام الحياةُ بهم
والسعدُ لا شكّ تاراتٌ وهباتُ

وأفضلُ الناس ما بين الورى رجلٌ
تُقضى على يده للناس حاجاتُ

لا تمنعنّ يدَ المعروفِ من أحدٍ
ما دمتَ مقتدراً فالسعدُ تاراتُ

واشكرْ فضائلَ صنعِ الله إذ جُعلت
إليك لا لك عند الناس حاجاتُ
5- التحلي بالحلم وسعة البال: لأن المصلح -في الأغلب- سيدخل بين أطراف يقلّ عندها العدل والعقل، ويفشو فيها الظلم والجهل؛ فيحتاج -إذاً- إلى ضبط النفس، وسعة الصدر، واحتمال ما يصدر من سفه، وتطاول، وترديد كلام، وإطالة في المقدمات.
فلا يحسن به أن يكون ضيق الصدر، قليل الصبر.
وليعلم أن مهمته مرهقة؛ فليوطّن نفسه على عقبات الطريق، وليداوِ كلوم النفوس بالهدوء، وسعة الصدر، ولين الجانب، ومقابلة الإساءة بالإحسان؛ فإن تلك الصفات رقيةُ النفوس الشرسة، وبلسم الجراح الغائرة.
6- التصوّر التام للقضية: فلا بد للمصلح إذا أراد الدخول في قضية ما - أن يكون على تصوّر تام لها؛ فالحكم على الشيء فرع عن تصوّره؛ إذ كيف يدخل في مجاهل، ومفاوز لا يدرك غورها، ولا يسبر مسالكها؟!
فلا بد -إذاً- من تصوّر القضية، ومعرفة أطرافها، وأحوال أصحابها، وما يكتنفها من غموض، وظروف.
7- النظر في إمكان الدخول في القضية: فإذا تصوّر المصلح القضية تماماً نظر في إمكان الدخول فيها، وجدوى السعي في حلها.
وربما احتاج إلى الاستشارة، والاستخارة؛ فربما تكون القضية فوق طاقته، وربما يكون دخوله فيها كعدمه، بل ربما لحقه ضرر دون أدنى فائدة.
ومن هنا كان التحرّي، والتروي، وحسن النظر - متحتم قبل الدخول في القضية.
8- الدعاء وسؤال الله التوفيق: فمهما بلغ الإنسان من الكياسة والفطنة، والسياسة، وحسن التصرف - فإنه لا يستغني عن توفيق الله ولطفه، وإعانته؛ فليلجأ المصلح إلى ربه وليسأله التوفيق، والتسديد, واللطف، فإنه -عز وجل- يجيب من دعاه، ويعين من استعان به (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). [غافر: 60].
9- المحافظة على أسرار المتخاصمين: فذلك من الأخلاق التي يجب على المصلح أن يأخذ بها، وألاّ يسمح لنفسه بالتفريط في شأنها.
أما إذا احتاج إلى إفشاء شيء من ذلك لمن يعنيه الأمر، أو لمن يمكن الإفادة من رأيه - فذلك داخل في الإصلاح.
10- الحذر من اليأس: فربما حاولت المحاولة الأولى، وبذلت وسعك في معالجة المشكلة - فأخفقت؛ فإن كنت قصير النَّفَس، ضيّق العطن أيست من العلاج، وتركت المحاولة إلى غير رجعة.
أما إذا أخذت بسياسة النفس الطويل، وتدرّجت في مراحل العلاج مرحلة مرحلة - أوشكت أن تصل إلى مبتغاك؛ فاحذر -إذاً- من اليأس، وإن أعيتك حيلة فالجأ إلى أخرى، وإذا انسدّت عليك طريق - فاسلك غيرها.
11- الاستعانة بمن يفيد: سواء من أقارب الأطراف، أو من أصدقائهم، أو معارفهم، أو من له تأثير عليهم.
ولكن يُراعى في ذلك أن يكون أولئك من ذوي الروية، والبصيرة، والحكمة.
12- مراعاة الذوق العام: ويندرج تحت ذلك أمور كثيرة، وربما كان بعضها صغيراً، لكنه قد يغير مسار القضية تماماً، فيدخل تحتَ الذوقِ تجنّبُ بعضِ الكلمات الجافية المثيرة، واستعمالُ العبارات اللائقة الجميلة التي تبهج النفس، وتشرح الصدر.
ويدخل في ذلك اللمسةُ الحانيةُ، والبسمةُ الصادقة، ويدخل فيه استثارة النخوة، وتحريك العاطفة، بل قد يدخل فيه العتب والغضب إذا كان ذلك في محله، وممن يليق منه ذلك.
ويدخل في ذلك مراعاة العادات، وفهم الطبائع والنفسيات.
فهذه الأمور، وما جرى مجراها من جملة ما يحتاجه المصلح مع مراعاة وضع كل أمر في نصابه دون وكس ولا شطط، ولا تكلّف.
13- حسن الاستماع: لأن كلَّ طرف من الأطراف يزعم أنه على حق، وأن صاحبه على باطل؛ فيحتاج كلُّ واحد منهما إلى مَنْ يَستمع إليه، ويرفق به، ويأخذ ويعطي معه.
بل إن بعض الخصوم يكفيه أن يفرغ ما في نفسه من غيظ، أو كلام؛ فيشعر بعد ذلك بالراحة، ويكون مستعداً لما يُراد منه.
14- الانفراد بكل طرف على حدة: فاللقاء الفردي بكل واحد من الأطراف ربما يحسن في بعض الأحيان؛ حتى لا يحصل الصراع والعراك في بداية الأمر؛ فيتعذر الإصلاح.
فإذا حصل اللقاء الفردي كان ذلك سبباً لأن يقف المُصْلِحُ على حقيقة الأمر، وما يريده كل طرف من الآخر.
15- الرفع من قيمة المتخاصمين: وذلك بإنزالهم منازلهم، ومناداتهم بأحب أسمائهم إليهم، والحذر من انتقاصهم، أو الحطّ من أقدارهم.
16- الحذر من الوقيعة بأحد الخصمين عند الآخر: لأن ذلك ضرب من الغيبة, ولأنهما ربما اصطلحا، فأخبر كل واحد منهما بما قلته في صاحبه؛ فتحصل على الضرر من غير ما فائدة، وقديماً قيل:
كم صاحبٍ عاديتَه في صاحبٍ
فتصالحا وبقيتَ في الأعداءِ
17- الوضوح ولزوم الصدق والصراحة: والمقصود بالصراحة ههنا ألاّ يساير أحداً من الخصمين على باطل، وألاّ يَعِدَ أحداً منهما وعداً وهو غير قادر على إنفاذه، إلى غير ذلك مما يستلزم الوضوح والصدق.
وليس من شرط ذلك أن يشتد المصلح، أو أن يواجه الخصوم بما يكرهون بحجة أنه صريح، بل يحرص على أن تكون صراحته مغلّفة بالأدب واللياقة، وأن تكون كلماته خفيفة الوقع على أسماع المتخاصمين.
كما لا ينافي الصراحةَ والصدق تنميةُ الخير, واستعمال المعاريض, والعبارات الواسعة التي تصلح وتقرب.
18- تذكير الخصوم بالعاقبة: فيحسن بالمصلح أن يُذكِّر الأطراف المتخاصمة بالعاقبة؛ فيذكرهم بعاقبة الخصومة, وما تجلبه من الشقاق, وتوارث العداوات, واشتغال القلوب, وغفلتها عن مصالحها.
ويذكرهم -كذلك- بالعاقبة الحميدة للصلح في الدنيا والآخرة, ويسوق لهم الآثار الواردة في ذلك كقوله -تعالى-: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [البقرة: 237] وكقوله: ( وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ) [آل عمران: 134] وكقوله: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) [الشورى: 40].
ويسوق لهم قصصاً لأناس عفوا, فحصل لهم من العز, والخير ما حصل.
وهكذا…
فذلك يبعث النفوس إلى الإقصار عن التمادي في الخصام.
19- إعطاء الوقت والفرصة الكافية: فإذا قام المصلح بما ينبغي له أن يقوم به فَلْيَدَعْ للزمن دوره, حتى تهدأ النفوس, ويختمر الرأي في الأذهان, ويبدأ الأطراف في المراجعة.
20- الحذر من إلحاق الضرر بأيٍ من الخصوم: وذلك بالحرص على ألاّ يترتب على الإصلاح إضرار بأحد الأطراف، كحال من إذا رأى حادثاً مرورياً في طريقٍ ما - بادر إلى حثّ الطرفين على الصلح.
وربما جامل صاحب الحق، وسكت، وعفا، وتحمّل نتيجة الحادث، مع أنه قد يكون قليل ذات اليد، وقد يضطر إلى المسألة؛ ليصلح سيارته.
فلا بد -إذاً- من مراعاة هذا الأمر؛ فلا ضرر ولا ضرار، ولا بد في العفو من الإصلاح لا الإفساد.
وقسْ على هذه النبذة كثيراً مما قد يقع من الخلاف، والتنازع في الحقوق.
21- ألاّ تدخل في قضية بشرط النجاح: بل عليك -أيها المصلح- بذل الوسع، واستنفاد الطاقة، ثم بعد ذلك وطِّن نفسك على أن محاولاتك ربما لا تفلح؛ فلا يكبر عليك ذلك، وأعلم بأنك مأجور مثاب، وليس من شرط الإصلاح إدراك النجاح، وليكن شعارك ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). [هود: 88].
*د يحيى
21 - أغسطس - 2010
من أجل هذا لُعِن اليهود    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
إن مَن يقرأ سورة البقرة يعتقد - بلا أدنى ريب - أن اليهود قوم جحود، والجحود - كما يفسره المعجم العربي - هو الإنكار مع العلم، فلقد جحد اليهود نِعَم الله – تعالى - وكذبوا بآلائه التي أخرجتهم من ظلمات الباطل إلى نور الحق المبين، وأنجتْهم من سوء عذاب سامهم إياه أعداؤهم.

وقد تجسَّدت تلك النعم في معجزات وخيرات عاينها اليهود، ونعموا بآثارها الطيبة، ولكنهم - برغم ذلك - جحدوها جحودًا لم يأتِ بمثله قومٌ من قبلهم أو من بعدهم.

ونرى دلائل الجحود حين نقرأ في سورة البقرة عن نِعَم غامرة، جحدها اليهود وكذَّبوا بها، وهم يعلمون سوء فعلهم، لقد نجاهم الله - تعالى - من آل فرعون الذين ساموهم سوء العذاب، فذبَّحوا أبناءهم، واستحْيَوْا نساءهم، ففلق الله - تعالى - لهم البحر، حتى ظهرت لهم الأرض اليابسة، فمشوا عليها، وبذلك نجوا من آل فرعون الذين تتبعوهم يريدون الفتك بهم، ورأوا بأعينهم آل فرعون وهم يغرقون، ثم أنعم الله عليهم بأن واعَدَ موسى أن يعطيه التوراة بعد أربعين ليلة، وفيها هدى لهم ورحمة، ولكنهم جحدوا تلك النعم، فاتَّخذوا العجل إلهًا حين ذهب موسى للقاء ربه، وبرغم ذلك الجحود عفا الله عنهم؛ لعلهم يشكرون: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 49 - 52].

وأنزل الله - تعالى - من أجل اليهود وهدايتهم كتابًا على موسى، وآتاه السلطان الذي يفرق به بين الحق والباطل، ونصحهم موسى فأخلص لهم النصح، وذكَّرهم بظلمهم حين اتخذوا العجل إلهًا، وذكَّرهم أيضًا بفضل الله عليهم حين تاب عليهم، ولكنهم جحدوا، فأعلنوا لموسى أنهم لن يؤمنوا له إلا بعد أن يرَوُا اللهَ جهارًا، فلما تطلعوا يريدون رؤية الله - سبحانه - أخذتْهم صاعقة من السماء وهم ينظرون، ثم بعث الله - تعالى - أولئك الذين أرادوا رؤيته بعد أن أحرقتهم الصاعقة، وتفضل الله عليهم بعد ذلك بالمَنِّ - إفراز حلو المذاق، تفرزه بعض الأشجار - وبالسلوى - الطائر المعروف بالسمان - ليَقِيهم الهلاك جوعًا في بيئة مجدبة؛ ولكنهم جحدوا أيضًا كل هذه النعم؛ {وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة: 53 - 57].

ويذكِّر الله - تعالى - اليهود بما تفضَّل عليهم بعد خروجهم من تِيهٍ وضياع في صحراء سيناء، إذ أمرهم بدخول بيت المقدس وهم ساجدون، يسألون الله أن يَحطَّ عنهم ذنوبهم، ويغفر لهم عنادهم، ووعدهم - سبحانه - بالمكافأة وحسن الجزاء، إن فعلوا ما أمرهم به، ولكنهم لم يستغفروا ربهم؛ بل انهمكوا في الشهوات، ولما عطشوا في التيهِ، تفضل الله عليهم بتكليف موسى أن يضرب بعصاه حجرًا، فتفجرت منه عيون بقدر عدد قبائلهم، لكل قبيلة عين خاصة يأخذون منها حاجتهم، ولا يشاركهم فيها غيرهم، ولكن اليهود - بعد كل هذه النعم - أعلنوا السأم مما هم فيه من نعم؛ بل طلبوا من موسى أن يطلب لهم من ربه أن يرزقهم مما تُنْبت الأرض، من بقل، وقثاء، وثوم، وعدس، وبصل، وتعجَّب موسى من استعاضتهم الأردأ بالأحسن من الطعام، فهذا يدل على عدم ثباتهم على الحق، وهم يعلمون أنه حق؛ {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 58 - 61].

وتمضي آيات الذكر الحكيم في سورة البقرة تذكِّر اليهود بآلاء الله، حين أخذ عليهم العهد أن يعملوا بما بأمر به في التوراة، وهدَّدهم - سبحانه - بمعجزة رفع الجبل فوق رؤوسهم، ولكنهم - برغم هذا - أعرضوا وعاندوا، ولولا فضل الله عليهم لباؤوا - جزاء إعراضهم وعنادهم - بخسران مبين.

وأمرهم الله - تعالى - أن يتفرغوا يوم السبت للعبادة؛ ولكنهم احتالوا، فاستباحوا الصيد في يوم السبت، فاستحقُّوا أن يمسخهم الله قردة منبوذين؛ ليكونوا عبرة لمعاصريهم وللأجيال من بعدهم؛ {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 63 - 66].

ويبلغ اليهود في جحود نِعَم الله مدى بعيدًا في قصة البقرة، ذلك أن رجلاً منهم قتل رجلاً، وبادر القاتل بشكوى لموسى، فبحث موسى عن القاتل، فلم يهتدِ إليه، فأمرهم الله - تعالى - أن يذبحوا بقرة، فجادلوا موسى جدالاً شديدًا، متسائلين عن لون البقرة، وشكلها، وسِنِّها، وكلما شدَّدوا شدَّد الله عليهم، حتى صارت نادرة، فتعبوا في الحصول عليها، وبعد جهد جهيد، حصلوا على بقرة لا مُسِنَّة ولا فتيَّة، صفراء خالصة الصفرة، ليست بصعبة، تهيج الغبار إذا تحركت، تسقي الزرع، سليمة من العيوب، في جلدها قطعة لونُها يخالف لونه.

وهذه الصفات إنما طلبها الله - تعالى - نتيجة لطول لَجاجهم وتشددهم، وقد حصلوا على بقرة تتوافر فيها هذه الصفات بضعف ثمن مثلها، وذبحوها بعد أن قاربوا ألاَّ يفعلوا ما أُمِروا به.

وأرشدهم الله أن يضربوا جثة القتيل ببعض أعضاء تلك البقرة، فعاد إلى الحياة وأخبرهم عن قاتله، وفي هذه القصة آية من الله لعلهم يعقلون، ولكن قلوبهم - برغم هذه المعجزة البينة - قَسَت حتى صارت كأنها الحجارة أو أشد؛ {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 67 - 74].

على أن اليهود يبلغون قمة الجحود حين يزيِّفون أعظم ما يعتز به كل ذي قلب سليم، حين يزيفون العقيدة، مبرِّرين سوء فعلهم بعذر أقبح من الذنب، وهو أن قلوبهم مغلقة، لا تصلح لإدراك العقيدة الصحيحة، البعيدة عن الزيف، فلقد أنزل الله - تعالى - على موسى التوراة، وأرسل من بعده رسلاً إلى أمم كثيرة، حتى جاء دور عيسى ابن مريم، فآتاه الله الآيات الواضحات، وشدَّ أزره بجبريل، ولكن اليهود استكبروا عن اتِّباع أولئك الرسل؛ لأنهم لم يجيئوا بما يوافق هواهم، فكذبوا فريقًا من الرسل، وقتلوا الفريق الآخر، ولما انتهت الرسالة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - ودعاهم، وأكَّد لهم أن قلوبهم ليست مغلقة، ولكن الله أبعدهم عن قبول الخير بسبب كفرهم، فقليلاً ما يؤمنون بحقيقة، ومصداق ذلك أنه جاءهم القرآن من عند الله مصدقًا للتوراة التي معهم، وموافقًا لها، وكانوا من قبل نزوله يطلبون النصر على أعدائهم بحرمة النبي المنتظر، الذي كانوا يتوقعون مبعثه، ويُمَنون أنفسهم بالمبادرة إلى اتِّباعه، فلما جاءهم محمد – صلى الله عليه وسلم - وفيه العلامات التي عرفوها مِن كُتُبهم، قابلوه بالكفر به، وجحود النعمة العظمى التي جاء بها، نعمة العقيدة الصحيحة، البعيدة عن الزيف، وبذلك استحقوا اللعنة التي وصم الله بها الكافرين؛
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 87، 88].

هكذا استحقَّ اليهود اللعنة؛ لأنهم جحدوا آلاء الله ونعمه، وجعلوا أصابعهم في آذانهم حين ناداهم الحق - تعالى - مذكِّرًا ومحذرًا:
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ * وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 40 - 42]
سيد أحمد شاعر
*د يحيى
21 - أغسطس - 2010
رب اشرح لي صدري    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
الذين آمنوا والذين كفروا:
"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" {محمد47/2}
" ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ" {47/3}
" { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } يعم المهاجرين والأنصار والذين آمنوا من أهل الكتاب وغيرهم. { وَءَامَنُواْ بِمَا نُزّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ } تخصيص للمنزل عليه مما يجب الإيمان به تعظيماً له وإشعاراً بأن الإيمان لا يتم دونه، وأنه الأصل فيه ولذلك أكده بقوله: { وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبّهِمْ } اعتراضاً على طريقة الحصر. وقيل حقيقته بكونه ناسخاً لا ينسخ، وقرىء «نَزَّلَ» على البناء للفاعل و «أنزل» على البناءين و «نَزَلَ» بالتخفيف. { كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيّئَـٰتِهِمْ } سترها بالإِيمان وعملهم الصالح. { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } في الدين والدنيا بالتوفيق والتأييد.
{ ذٰلِكَ } إشارة إلى ما مر من الإِضلال والتكفير والإِصلاح وهو مبتدأ خبره. { بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْبَـٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْحَقَّ مِن رَّبِِّهِمْ } بسبب اتباع هؤلاء الباطل واتباع هؤلاء الحق، وهذا تصريح بما أشعر به ما قبلها ولذلك سمي تفسيراً. { كَذٰلِكَ } مثل ذلك الضرب. { يَضْرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ } يبين لهم. { أَمْثَـٰلَهُمْ } أحوال الفريقين أو أحوال الناس، أو يضرب أمثالهم بأن جعل اتباع الباطل مثلاً لعمل الكفار والإِضلال مثلاً لخيبتهم واتباع الحق مثلاً للمؤمنين، وتكفير السيئات مثلاً لفوزهم." ( البيضاوي).
 
العلم ، ثم التوحيد:
"فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ" {47/19}
" { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ } أي دُمْ على العلم بذلك، واستدل بعضهم بهذه الآية على أن النظر والعلم قبل العمل، لأنه قدم قوله: فاعلم على قوله: واستغفر { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } قيل: متقلبكم تصرفكم في الدنيا، ومثواكم إقامتكم في القبور. وقيل: متقلبكم تصرفكم في اليقظة، ومثواكم منامكم"
( ابن جزي الغرناطي)
"  قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ }؛ الخطابُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والمرادُ بهِ غيرهُ. والمعنى: إذا جاءَتْهم الساعةُ فاعلم أنَّه لا قاضيَ حينئذٍ إلاَّ اللهُ، ولا مخرجَ يومئذٍ إلاَّ إليهِ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قد كان عَلِمَ ذلك، ولكن هذا خطابٌ يدخلُ فيه الناسُ.
والمعنى: مَن عَلِمَ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ فليَقُمْ على العلمِ ويَثبُتْ عليهِ، قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ }؛ أي استَعصِمْ مِن مُواقعَةِ ذنبٍ يُوجِبُ الاستغفارَ. ويقالُ: معناهُ: استَغفِرْ لصَغَائِرِكَ؛ فإنه لا صغيرةَ مع الإصرار،{ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ }؛ واستغفِرْ لذُنوب المؤمنين والمؤمناتِ، وهذا إكرامٌ من اللهِ لهذه الأُمة حين أمرَ نبيَّهم أنْ يستغفرَ لهم وهو الشفيعُ الْمُجَابُ فيهم.
وقوله تعالى: { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }؛ أي مُتصرَّفَاتِكم في الدُّنيا من أوَّلِ ما ينقلِبُون من ظهرٍ إلى بطنٍ إلى أن تَخرُجوا من دُنياكم إلى قُبوركم، ويعلمُ أينَ مَثْوَاكُمْ في الآخرةِ، قال عكرمةُ: (مَعْنَاهُ: واللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ مِنَ أصْلاَب الآبَاءِ إلَى أرْحَامِ الأُمَّهَاتِ، وَمَثْوَاكُمْ مَقَامَكُمْ فِي الأَرْضِ). وقال مقاتلُ: (وَاللهُ يَعْلَمُ مُنْتَشَرَكُمْ بالنَّهَار وَمَأْوَاكُمْ باللَّيْلِ). والمعنى: إنَّهُ عالِمٌ بجميعِ أحوالِكم، لا يخفَى عليه شيءٌ منها."
( الطبراني)
*د يحيى
22 - أغسطس - 2010
حليب الأم ليس كحليب البقرة !    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
       الرضاعة الطبيعية تمنح الطفل.. حماية صحية
 
حليب الأم يوفر غذاء إضافيا لبكتيريا معوية تقي الوليد من أنواعها الضارة
نيويورك: نيكولاس واد*
لا يتمكن الأطفال الرضع من هضم قسم كبير من حليب الأم، ولهذا فإنه يبدو أن هناك هدفا آخر لهذا الحليب غير موجه لتغذية الطفل، وهو التأثير على تكون البكتيريا في أمعاء الطفل.
وقد كانت تفاصيل هذه العلاقة الثلاثية بين الأم والطفل وميكروبات الأمعاء محط اهتمام ثلاثة من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، هم بروس غيرمان، وكارليتو ليبريلا، وديفيد ميلز، إذ وجدوا هم وزملاؤهم أن سلالة معينة من البكتيريا وسلالة فرعية منها تسمى بيفيدوبكتيريا Bifidobacterium longum تمتلك نوعاً معيناً من الجينات تمكنها من العيش على المكونات غير المهضومة من اللبن.
هذه الأنواع الدقيقة من البكتيريا عادة ما تكون موجودة في غائط الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم. وهي التي تغلف بطانة أمعاء الطفل وتحميها من البكتيريا الضارة.
وعادة ما يكتسب الأطفال بكتيريا البيفيدو من أمهاتهم، لكن الغريب أنها لم تلاحظ حتى الآن لدى البالغين. ويقول الدكتور ميلز: «نحن نتعجب، كباحثين، عن المكان الذي تختفي فيه هذه البكتيريا».
حليب الأم
* المواد التي لا تهضم التي تفضلها بكتيريا البيفيدو تمثل عدداً هائلاً من السكريات المعقدة المشتقة من اللاكتوز، المكون الرئيسي في حليب الأم. وتتكون هذه السكريات المعقدة من جزء اللاكتوز الذي أضيفت إليه سلاسل أخرى من وحدات السكر.
ولا يحتوي الجينوم البشري على الجينات الضرورية لكسر السكريات المعقدة، لكن بكتيريا البيفيدو قادرة على القيام بذلك. ونشر الباحثون ما توصلوا إليه في العدد الجديد من مجلة «أعمال أكاديمية العلوم».
وقد شاع اعتقاد في السابق بأن السكريات المعقدة لا تمثل أهمية بيولوجية، على الرغم من تشكيلها نسبة 21 في المِئة من حليب الأم، إلا أنها، وعدا أهميتِها في عملية نمو بكتيريا البيفيدو، فهي تعمل أيضاً كشرك أو فخ للبكتيريا الضارة، التي قد تهاجم أمعاء الطفل.
وهذه السكريات مشابهة للغاية لتلك الموجودة في خلايا جسم الإنسان، وتتكون في الثدي عبر الإنزيمات ذاتها. والكثير من البكتيريا السامة والفيروسات الضارة تتعلق بسطح الخلية الحية عبر الالتصاق على سطح السكريات. لكنها ستلتصق بالسكريات المعقدة في الحليب بدلاً من ذلك.
ويرى الدكتور غيرمان أن الحليب منتج مذهل من التطور، الذي تشكل بصورة قوية عبر عملية الانتقاء الطبيعي، لأنه حيوي للغاية لحياة كل من الأم والطفل. وقال غيرمان: «كل ما في الحليب يكلف الأم، إذ يقوم جسمها بتحليل خلاياه لكي تنتجه». أما فيما يتعلق بالطفل، فإنه يولد إلى العالم محملاً بالكثير من الجراثيم الضارة مع جهاز مناعة غير مدرب ويفتقر إلى أحماض المعدة التي تقتل البكتيريا لدى أغلب البالغين، وأي عنصر في الحليب يحمي الطفل يكون ذا أفضلية عبر الانتقاء الطبيعي.
استراتيجية الأمومة :
* وقال الدكتور غيرمان: «كنا مندهشين للغاية من احتواء حليب الأم على هذا الكم الكبير من المواد التي لا يستطيع الطفل أن يهضمها، وعندما وجدنا أن هذه الانتقائية تحفز نمو نوع معين من البكتيريا التي تتحول بدورها إلى حامية للطفل، دعونا نتأمل في هذه الاستراتيجية العبقرية، الأم توظف حياة أخرى للعناية بطفلها.
ويحاول الدكتور غيرمان وزملاؤه «تفكيك الحليب على أساس النظرية التي تقول إن السائل تكون عبر 200 مليون عام من تطور الثدييات، ويحتوي على ثروة من المعلومات حول أفضل الطرق للتغذية والدفاع عن الجسم البشري. وعلى الرغم من أن هذا الحليب مخصص للأطفال فقط، فإن الدروس المستفادة منه تصلح للكبار أيضاً».
السكريات المعقدة، على سبيل المثال، طريق واضح للتأثير على الكائنات العضوية في المعدة، التي قد تستخدم في الأساس لمساعدة الأطفال المبتسرين (الخُدّج) أو الأطفال المولودين بولادة قيصرية ولا يكتسبون سلالة البيفيدو في الحال. وقد ساد اعتقاد منذ زمن طويل بأنه لا يوجد مصدر للسكريات غير حليب الأم، لكنهم اكتشفوها مؤخراً في مصل حليب المواشي. ويخطط الباحثون الثلاثة لاختبار السكريات المعقدة للاستفادة منها في الأطفال المبتسرين والبالغين.
بروتينات الحليب :
* كما أن البروتينات في الحليب لها أدوار خاصة. ويستطيع أحد هذه البروتينات، ويسمى ألفا لاكتالبومين، مهاجمة خلايا الأورام والخلايا المصابة بفيروسات عن طريق استعادة قدرتها المفقودة على إجراء انتحار الخلايا. كما أن هذا البروتين، الذي يتراكم عندما يتم فطام الطفل، يعد إشارة للثدي لإعادة نفسه مرة أخرى إلى حالته الطبيعية.
وجعلت هذه النتائج الباحثين الثلاثة على وعي بأن كل مكون من مكونات الحليب له دور خاص. وقال الدكتور ميلز إن «جمعيها موجود لغرض ما، على الرغم من أننا لا نزال نحدد ما هو هذا الغرض. لذا، بالله عليكم، توجهوا لإرضاع الأطفال من الثدي».
                  *خدمة نيويورك تايمز.
*د يحيى
22 - أغسطس - 2010
لكل مجتهد نصيب    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
http://www.youtube.com/watch?v=IKmZHYNC7-E&feature=related
*د يحيى
24 - أغسطس - 2010
مساهمة في بناء حضارة إنسانية.    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
             «لسان حضارة القرآن»
يسعى محمد الأوراغي في في كتابه «لسان حضارة القرآن» الى أن يتخذ من اللغة العربية وثقافتها الإسلامية قاعدة للإسهام في بناء حضارة إنسانية تكون بديلاً للحضارة المادية السائدة حالياً، من خلال تركيزه على العربية وعلومها اللسانية بصفتها لغة حضارة القرآن، أي أنه يسعى الى تحديد موقع العربية في مجتمع اللغات، ومكانة ديوانها الثقافي، ودوره في المحافظة على وتيرة التنمية البشرية والارتقاء بها الى مستوى الإنسانية.
وهنا يطرح تساؤلات عدة:
كيف يمكن أن نجعل من المعرفة اللغوية العربية أداة منهجية لدراسة الخطاب الشرعي دراسة علمية دقيقة؟
كيف تمكنت العربية بثقافتها الإسلامية أن تتعايش على مر العصور مع لغات الأمصار في البلدان الإسلامية على كثرة لغاتها المحلية واختلاف ثقافتها الأصلية؟ يجيب الباحث عن هذه الأسئلة من خلال حوار علمي يُدخل فيه اللغة العربية وثقافاتها في علاقة التدافع مع الحضارات الأخرى، فينتج عن ذلك فكر متطور ومعرفة جديدة. صدر الكتاب عن الدار العربية للعلوم في بيروت بالتعاون مع منشورات الاختلاف ودار الأمان.
المصدر : دار الحياة
*د يحيى
24 - أغسطس - 2010
 5  6  7  8