البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : بارك الله لكم في رمضان    قيّم
التقييم :
( من قبل 8 أعضاء )
 زهير 
9 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم برمضان أخوتي الأكارم وأعاننا وإياكم على احتمال هذا الشهر الصعب (آب اللهاب) والذي أنزل فيه القرآن فقد كان أول رمضان في الإسلام رمضان آب عام 610ميلادي،  ولكنه لم يكن قد فرض الصيام فيه بعد.
(رمضان آب في أبوظبي) ذكرى ما مثلها ذكرى لمن عاشها وقد عشت مع أوابدها العام الفائت وتذكرت اليوم صور أصدقائي الصائمين من سكان أبوظبي فكانت هذه القصيدة (رمضان: آب أبوظبي)
الصوم صوم iiالعرب في  آبَ في iiأبوظبي
يـكـاد من iiيصومه يكشف عن وجه نبي
مـعـركـةٌ  بلا قنا وجـنـةٌ مـن iiلهب
ألـمَـحُ في iiنيرانها صوميَ  إذ أنا صبي
يـلـعب  فيها لاهيا والـجد  غير iiاللعب
أبـوظـبي iiأبوظبي أيـن دمـشق iiوأبي
وصـوم آب واحـد فـيك كصوم iiالحقب
رأيت من فتيانك iiال صيام  أقصى عجبي
مـن  مرهف iiمجرد ووادع  iiمــهـذب
يـذوب  في iiقميصه مـضـمخا  iiبالأدب
أغفو  وأصحو iiبينما أرسـمهم  عن iiكثب
حـقـيقة لا iiقصصا نـقرؤها  في iiالكتب
وصـورا  تلمع iiفي ذاكـرتـي iiكالذهب
 
 4  5  6  7  8 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
فتوى/ فتاوٍ ، وفتاوى.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
السؤال:

     متى يُباح الفطر في رمضان للحامل والمرضع‏؟‏ وما هي مفسدات الصوم عمومًا‏؟‏ وهل يجوز للمرأة أن تتناول الحبوب المانعة للعادة الشهرية حتى تتمكن من صيام رمضان بدون انقطاع‏؟‏
المفتي:
الإجابة:
 
يجوز الإفطار للحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما من أضرار الصيام؛ لأنه يمكن أن الصيام يضعف الغذاء الذي يتغذى به المولود في بطن أمه؛ فإذا كان الأمر كذلك؛ فلها أن تفطر وأن تقضي من أيام أخر وتطعم مع القضاء، وإن خافت على نفسها من الصيام؛ لأنها لا تستطيع الصيام وهي حامل أو لا تستطيع الصيام وهي مرضع؛ فهذه تفطر وتقضي من أيام أخر وليس عليها إطعام‏.‏ هذا ما يتعلق بالحامل والمرضع‏.‏ ويجوز للمرأة تناول الحبوب التي تمنع عنها الحيض من أجل أن تصوم إذا كانت هذه الحبوب لا تضر بصحتها‏
 
السؤال:

     هل يجوز لزوجتي التي ترضع ابني البالغ من العمر عشرة أشهر الإفطار في شهر رمضان ؟
المفتي:
الإجابة:
 
الحمد لله
المرضع ومثلها الحامل لها حالان:
الأولى: أن لا تتأثر بالصيام، فلا يشق عليها الصيام ولا يُخشى منه على ولدها، فيجب عليها الصيام، ولا يجوز لها أن تفطر .
الثانية: أن تخاف على نفسها أو ولدها من الصيام ويشق عليها، فلها أن تفطر وعليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها. وفي هذه الحال الأفضل لها الفطر، ويكره لها الصيام، بل ذكر بعض أهل العلم أنها إذا كانت تخشى على ولدها وجب عليها الإفطار وحرم الصوم .
قال المرداوي في الإنصاف" (7/382) : "يُكْرَهُ لَهَا الصَّوْمُ وَالْحَالَةُ هَذِهِ . . . وَذَكَرَ ابْنُ عَقِيلٍ : إنْ خَافَتْ حَامِلٌ وَمُرْضِعٌ عَلَى حَمْلٍ وَوَلَدٍ , حَالَ الرَّضَاعِ لَمْ يَحِلَّ الصَّوْمُ , وَإن لَمْ تَخَفْ لَمْ يَحِلَّ الْفِطْرُ" اهـ . باختصار .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في فتاوى الصيام (ص161) :
إذا أفطرت الحامل أو المرضع بدون عذر وهي قوية ونشيطة ولا تتأثر بالصيام فما حكم ذلك ؟
فأجاب: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطرا في نهار رمضان إلا للعذر، فإذا أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم ، لقول الله تعالى في المريض : ( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) . وهما بمعنى المريض وإذا كان عذرهما الخوف على الولد فعليهما مع القضاء عند بعض أهل العلم إطعام مسكين لكل يوم من البر (القمح) ، أو الرز، أو التمر، أو غيرها من قوت الاۤدميين ، وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال ؛ لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة ، والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها ، وهذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله ، وهو قوي اهـ .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أيضاً في فتاوى الصيام (ص162) :
عن الحامل إذا خافت على نفسها أو خافت على ولدها وأفطرت فما الحكم ؟ فأجاب: جوابنا على هذا أن نقول: الحامل لا تخلو من حالين:
إحداهما: أن تكون نشيطة قوية لا يلحقها مشقة ولا تأثير على جنينها ، فهذه المرأة يجب عليها أن تصوم ؛ لأنها لا عذر لها في ترك الصيام.
والحال الثانية: أن تكون الحامل غير متحملة للصيام : إما لثقل الحمل عليها ، أو لضعفها في جسمها ، أو لغير ذلك ، وفي هذه الحال تفطر ، لاسيما إذا كان الضرر على جنينها ، فإنه قد يجب الفطر عليها حينئذ . وإذا أفطرت فإنها كغيرها ممن يفطر لعذر يجب عليها قضاء الصوم متى زال ذلك العذر عنها ، فإذا وضعت وجب عليها قضاء الصوم بعد أن تطهر من النفاس ، ولكن أحياناً يزول عذر الحمل ويلحقه عذر آخر وهو عذر الإرضاع ، وأن المرضع قد تحتاج إلى الأكل والشرب لاسيما في أيام الصيف الطويلة النهار ، الشديدة الحر، فإنها قد تحتاج إلى أن تفطر لتتمكن من تغذية ولدها بلبنها، وفي هذه الحال نقول لها أيضاً: أفطري فإذا زال عنك العذر فإنك تقضين ما فاتك من الصوم اهـ .
وقال الشيخ ابن باز في مجموع الفتاوى (15/224) :
أما الحامل والمرضع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك الكعبي عن أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح أنه رخص لهما في الإفطار وجعلهما كالمسافر . فعلم بذلك أنهما تفطران وتقضيان كالمسافر ، وذكر أهل العلم أنه ليس لهما الإفطار إلا إذا شق عليهما الصوم كالمريض ، أو خافتا على ولديهما والله أعلم اهـ .
وجاء في فتاوى "اللجنة الدائمة" (10/226) :
"أما الحامل فيجب عليها الصوم حال حملها إلا إذا كانت تخشى من الصوم على نفسها أو جنينها فيرخص لها في الفطر وتقضي بعد أن تضع حملها وتطهر من النفاس" اهـ
السؤال:

     هل يجوز للمرأة أن تصوم ستاً من شوال قبل أن تقضيَ الأيام التي أفطرتها في رمضان لعذر شرعي مثلاً .
المفتي:
الإجابة:
 
الحمد لله
اختلف العلماء في هذه المسألة، منهم من أجاز أن تصوم الست قبل قضاء الواجب ومنهم من لم يجز ذلك والأحوط للمؤمن والمؤمنة أن يبدأ بالقضاء، فالذي عليه قضاء يبدأ به قبل الست، هذا هو الأحوط، هذا هو الذي ينبغي، لأن الواجب أهم من النافلة، فالتي عليها قضاء تبدأ به ثم تصوم إن تيسر لها ذلك وإلا فالقضاء أهم، وهكذا الرجل الذي عليه قضاء بسبب مرض أو سفر يبدأ بالقضاء .
*د يحيى
17 - أغسطس - 2010
الفطور على رطبات أو تمر أو ماء    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
*د يحيى
18 - أغسطس - 2010
لاإله إلا الله أستغفر الله. اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

من فطر صائماً
 
 
نعم سحور المؤمن التمر
 
 
أطيب من ريح المسك
 
 
ثلاثة لا ترد دعوتهم
 
 
شهر الرحمة والغفران
 
 
تعجيل الفطر
*د يحيى
18 - أغسطس - 2010
بحسب ابن آدم لقيمات: خفف في الفطور ، ووفّر للقيام والسحور.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 

فرصة للعتق من النار
 
 
خفف في الفطور ووفر للقيام و السحور
 
 
أقبل رمضان
 
 
القيام علاج الروح
 
 
اهجرها
 
 
شهر القرآن
*د يحيى
18 - أغسطس - 2010
من خصائص شهر القرآن.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 

خصائص شهر رمضان

يحيى الزهراني

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلاله وعظمته وقدرته وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي أوجب الصيام في رمضان على عباده، والصلاة والسلام على من سن القيام في رمضان لأصحابه واتباعه.. أما بعد:

فإني أحمد الله إليكم أن بلغنا رمضان لهذا العام، ولا يخفى على كل مسلم ما لرمضان من مكانة في القلوب، كيف لا وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر كله هبات وعطايا ومنن من الحق سبحانه وتعالى، وسنتطرق إلى الخصائص التي اختص بها هذا الشهر عن سواه من الشهور.


                      خصائص شهر رمضان

1- من خصائص شهر رمضان: أن الله تبارك وتعالى أنزل فيه القرآن، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]، وهو دستور هذه الأمة، وهو الكتاب المبين، والصراط المستقيم، فيه وعد ووعيد وتخويف وتهديد، وهو الهدى لمن تمسك به واعتصم، وهو النور المبين، نور لمن عمل به، لمن أحل حلاله، وحرم حرامه، وهو الفاصل بين الحق والباطل، وهو الجد ليس بالهزل، فعلينا جميعاً معشر المسلمين العناية بكتاب الله تعالى قراءةً، وحفظاً، وتفسيراً، وتدبراً، وعملاً وتطبيقاً.

2- ومن خصائص شهر رمضان: تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين وعصاتهم، فلا يصلون ولا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، قال صلى الله عليه وسلم : «إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين»، وفي رواية: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة» [البخاري].

3- ومن خصائص شهر رمضان: تضاعف فيه الحسنات.

4- ومن خصائص شهر رمضان: أن من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً، قال صلى الله عليه وسلم : «من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء» [حسن صحيح رواه الترمذي وغيره].

5- ومن خصائص شهر رمضان: أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي الليلة المباركة التي يكتب الله تعالى فيها ما سيكون خلال السنة، فمن حرم أجرها فقد حرم خيراً كثيراً، قال صلى الله عليه وسلم : «فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» [أحمد والنسائي وهو صحيح]. ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، قال صلى الله عليه وسلم : «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]، وقال: من قامها إبتغاءها، ثم وقعت له، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. [الإمام أحمد]. فياله من عمل قليل وأجره كثير وعظيم عند من بيده خزائن السموات والأرض، فلله الحمد والمِنة.

6- ومن خصائص شهر رمضان: كثرة نزول الملائكة، قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر:4].

7- ومن خصائص شهر رمضان: فيه أكْلةُ السحور التي هي مِيزة صيامنا عن صيام الأمم السابقة، وفيها خير عظيم كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلةُ السَّحر» [مسلم]، وقال عليه الصلاة والسلام: «تسحّروا فإنّ في السحور بركة» [متفق عليه].

8- ومن خصائص شهر رمضان: وقعت فيه غزوة بدر الكبرى، وهي الغزوة التي تنزلت فيها الملائكة للقتال مع المؤمنين، فكان النصر المبين، حليف المؤمنين، واندحر بذلك المشركون، فلا إله إلا الله ذو القوة المتين.

9- ومن خصائص شهر رمضان: كان فيه فتح مكة شرّفها الله تعالى، وهو الفتح الذي منه انبثق نور الإسلام شرقاً وغرباً، ونصر الله رسوله حيث دخل الناس في دين الله أفواجاً، وقضى رسول الله على الوثنية والشرك الكائن في مكة المكرمة فأصبحت دار إسلام، وتمت بعده الفتوحات الإسلامية في كل مكان.

10- ومن خصائص شهر رمضان: أن العُمرة فيه تعدِل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام: «عمرة في رمضان تعدل حجة» أو قال «حجة معي» .

11- ومن خصائص شهر رمضان: أنه سبب من أسباب تكفير الذنوب والخطايا، قال صلى الله عليه وسلم : «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان الى رمضان مكفراتٌ لما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر» [مسلم].

12- ومن خصائص شهر رمضان: أن فيه صلاة التراويح، حيث يجتمع لها المسلمون رجالاً ونساءً في بيوت الله تعالى لأداء هذه الصلاة، ولا يجتمعون في غير شهر رمضان لأدائها.

13- ومن خصائص شهر رمضان: أن الأعمال فيه تضاعف عن غيره، فلما سئل صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أفضل قال: «صدقة في رمضان» [الترمذي والبيهقي].

14- ومن خصائص شهر رمضان: أن الناس أجْود ما يكونون في رمضان، وهذا واقع ملموس لنجده الآن، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجْودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.. ".

15- ومن خصائص شهر رمضان: أنه ركن من أركان الإسلام، ولا يتِم إسلام المرء إلا به، فمن جحد وجوبه فهو كافر، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]، وقال صلى الله عليه وسلم : «بُني الإسلام على خمس شهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام» [متفق عليه].

16- ومن خصائص شهر رمضان: كَثرة الخير وأهل الخير، واقبال الناس على المساجد جماعاتٍ وفرادى، مما لا نجده في غير هذا الشهر العظيم المبارك، وياله من أسف وحسرة وندامة أن نجد الإقبال الشديد على بيوت الله تعالى في رمضان، أما في غير رمضان فإلى الله المشتكى. فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.

فشهرٌ هذه خصائصُه وهذه هباتُه وعطاياه، ينبغي علينا معاشرَ المسلمين استغلالُ فرصِه وإستثمارُ أوقاتِه فيما يعود علينا بالنفع العميم من الرب العليم الحليم، فلا بد لنا من واجبات نحو هذا الشهر.


               واجباتنا في شهر رمضان

1- أن ندرك أن الله أراد أن يمتحن إيماننا به سبحانه، ليعلم الصادق في الصيام من غير الصادق، فالله هو المطّلع على ما تُكنّه الضمائر.

2- أن نصومَه بنيةٍ؛ فإنه لا أجرَ لمن صامه بلا نية.

3- أن لا نقطع يومنا الطويل في النوم.

4- أن نُكثر فيه من قراءة القرآن الكريم.

5- أن نجّدد التوبة مع الخالق سبحانه وتعالى.

6- أن لا نعمر لياليه بالسهر والسمر الذي لا فائدة منه.

7- أن نكثر فيه من الدعاء والاستغفار والتضرع إلى الله سبحانه.

8- أن نحافظ على الصلوات الخمس جماعة في بيوت الله تعالى.

9- أن تصوم وتُمسك جميعُ الجوارح عما حرّم الله عز وجل.

هذا- عباد الله- شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، شهر القرب من الجنان والبعد عن النيران، فيا من ضيّع عمره في غير الطاعة، يا من فرّط في شهره، بل في دهره وأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط، وبئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، قل لي بربك كيف ترجو النجاة بمن جعلته خصمك وضدك، فرب صائم ٍحظه من صيامه الجوعُ والعطش، ورُبَّ قائمٍ حظه من قيامه السهر والتعب، فكل قيام لا ينهَى عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بُعداً، وكل صيام لا يُصان عن الحرام لا يورث صاحبه إلا مقتاً .

يا قوم.. أين نحن من قوم إذا سمِعوا داعيَ الله أجابوا الدعوة، وإذا تُليت عليهم آياتُ الله وجِلت قلوبهم ، وإذا صاموا صامت منهم الألسن والأسماع والأبصار،فنشكو إلى الله أحوالنا، فرحماك ربنا ،فلا إله إلا الله كم ضيعنا من أعمارنا، فكلما حسنت من الأقوال ساءت الأعمال، فأنت حسبنا وملاذنا.


يا نفس فاز الصالحون بالتقــى *** وأبصروا الحق وقلبي قد عمــــي

يا حسنـــهم والليل قــد جنهم *** ونورهـــــم يفوق نــــور الأنجــــم

ترنمــــوا بالذكــــر فــي ليلــهم *** فعيشــــهم قد طــــاب بالترنــــم

      قلوبــــهم للذكــر قد تفرغـــــت *** دموعهـــم كالؤلــــــــؤ منـــــتظم

         أسحارهم بهم لهم قد أشرقت *** وخلع الغــفران خــــير القســــم

      ويحـــــــك يانــــفس ألا تيــــقظ *** ينــــفع قــــبل أن تــزل قدمــــي

مضـى الزمان في توان وهوى *** فاستدركي ما قد بقي واغتنمي


فاللهَ اللهَ أيها المسلمون بالتوبة النصوح، والرجوع الحق الى الله تعالى، فرمضان فرصة لأهل (الدخان) ليبرهن لهم بالدليل القاطع أنهم يستطيعون تركه، ولكنهم اتبعوا الشيطان، وإلا فكيف بمن يصبر عن الدخان أكثر من خمسَ عشْرةَ ساعةً متواصلة، ألا يمكن لهذا أن يقلع عن هذا الأمر المحرّم شرعاً، بلى والله، ولكنه الهوى والشهوات، فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

هذا ما يسّر الله لي كتابته في هذا الموضوع، وأسأل المولى جلّ وعلا أن يجعل هذه الكلمات خالصةً لوجهه سبحانه، وأن ينفعنا بها يوم العرض عليه، وأن يجعلها في موازين حسنات الجميع، إنه سميع قريب مجيب الدعاء. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وسيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
*د يحيى
18 - أغسطس - 2010
لكل مشكلة حل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
نياجرا الدولية - كندا ، السعودية - عمان
أول من ابتكر العسل الخالي من السكر و السعرات
و أول من ابتكر عســـل المستخلصات الطبيعية
آمن - فعال - موثق - مرخص - لدي أرقى الموزعين
 
بوستر دعاية عسل النياجرا للموزعين
أطلب
عسل نياجرا
 منزوع السكر
 
معجزة عسل النياجرا المعملي الخالي من السكر بالغذاء الملكي
عسل نياجرا خالي من جميع أنواع السكر بشهادة تحليل و تجربة عملية أمامك بجهاز قياس السكر
لا تقبل أي إدعاء بخلو أي عسل من السكر إلا بتجربة جهاز السكر
خلو أي العسل من السكروز لا يجعله عسل رشاقة كما يدعي البعض أو حتى إنخفاض الجلوكوز فيه عن الفراكتوز , بل يجب خلوه من الجلوكوز حيث أنه أقوى من السكروز في رفع سكر الدم و تثبيط حرق الدهون و لذلك يستخدم في إختبارات رفع سكر الدم - نياجرا تقدم مواصفات جديدة لعسل الرشاقة و مرضى السكر
حسب أبحاثنا فإنه لا يوجد عسل يخلو من جميع أنواع السكر ماعدا عسل نياجرا حتى الآن
مذاق سكري جداً مميز و عجيب
مركز جداً و يستخدم بعشر كمية العسل العادي
لجميع أفراد العائلة
الآن بمحلات النوري بالرصيفة أمام دوار أم القرى
مدخل مكة المكرمة
 
مركز جداً و طعمه شديد الحلاوة بالرغم من محتوياته السعرية صفر و تستخدم ملعقة صغيرة جدا في استخدامه - قمة التوفير
مرضى السكر - الحوامل و المرضعات - مصابات سكر الحمل - الحمية و التخسيس - الأطفال و المراهقين و الشباب - الأزواج و الزوجات - كبار السن
 
 
الآن ما كان ممنوعا أصبح في متناول يديك و بآمان - إستمتع بجميع فوائد العسل و الغذاء الملكي ما عدا السكر
جميع فوائد تحسين أداء البنكرياس من غذاء الملكات لمرضى السكري بدون الرفع الفوري للسكر
جميع الفوائق التغذوية للأم و الجنين و المرضعة و الرضيع بدون رفع مستوي الجلوكوز بالدم
جميع ما تحتاجه الحامل المصابة بإرتفاع سكر الحمل من معادن و فيتامينات بدون تأثر سكر الجنين
جميع ما يحتاجه الجسم من تغذويات تمنع الجسم من إكتناز الدهون أثناء الحمية و التخسيس بدون طاقة السكر الفوري التي تمنع حرق الدهون للطاقة
للنمو السليم العقلي و الجسماني في الدراسة و الإجازة للأطفال و المراهقين من الجنسين بدون الطاقة الزائدة من السكر
للأزواج من الجنسين حيث يوفر دعم هرموني منظم للجنسين لحياة زوجية سعيدة و مستقرة
لكبار السن حيث يوفر الأحماض الأمينية و الفيتامينات المطلوبة لعمر ذهبي بدون مشاكل صحية أو ضغط على العينين من الإرتفاع المفاجئ لجلوكوز الدم
وصفات:
يؤكل بالقشطة و يضاف إلى الحليب و الرائب و الزبادي و اللبنة  للشرب و الملعقة و الساندويتش
يضاف إلى جميع أنواع الحلويات و خاصة الكيك و البسبوسة و الكنافة و البقلاوة بإجمل من طعم الشيرة و بكل فوائد و خيرات النحل و تمثيل فوري لكل محتوياته من خلال الإمتصاص من خلال الفم و تحت اللسان مما يعطي إعجاب فوري بطعامك و بهجة
يحمل كل العناصر الأساسية للإفطار و السحور بأيام الصيام و لإفطار و عشاء الأيام العادية
*د يحيى
18 - أغسطس - 2010
القدس مدينة السلام    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
توصيف 
اصطفى الله الشام من الأرض، واصطفى فلسطين من الشام، واصطفى القدس من فلسطين، واصطفى المسجد الأقصى من القدس، واصطفى الصخرة من المسجد الأقصى، وفيها ثاني المسجدين وثالث الحرمين.
ويتفق علماء التاريخ البشري على أنه لم تحظ مدينة قط بما حظيت به القدس من أهمية لدى شعوب الأرض قاطبة، فهي مهبط الوحي، وموطن إبراهيم خليل الرحمن، ومقر الأنبياء، ومبعث عيسى كلمة الله التي ألقاها إلى مريم، وقد قال ابن عباس: «البيت المقدس بنته الأنبياء، وسكنته الأنبياء، ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي أو قام فيه ملك».
وهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين، استقبلها المسلمون زهاء عام ونصف بعد هجرة الرسول الكريم إلى المدينة.
وخصها الله بإسراء رسوله المصطفى وهذا كله جعلها محط أنظار أهل الديانات والغزاة، بل إنها دمرت على يد غزاتها ثماني عشرة مرة، واحتلت خمساً وعشرين مرة، وقلما نعم أهل مدينة السلام بالسلام، فهم بين الغزو والغزو في غزو، وبين الدمار والدمار خراب!.
والقدس مدينة مقدسة عند أصحاب الديانات الثلاث، الإسـلام، والمسيحية واليهودية، فهي تضم «نحو 200 أثر إسلامي، و60 أثراً مسيحياً، و15 أثراً يهودياً.
( منقول)
*د يحيى
18 - أغسطس - 2010
وأنتم بألف خير    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
وفي الحديث: أَنه خطب آخر يوم من شعبان فقال:
أَيها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيم
أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم كأَنه أَلْقى عليكم ظِلَّه.
وفي الحديث أيضاً: أنه كان يقول إذا دخل شهر رمضان:
اللهم سلمني من رمضان، وسلم رمضان لي، وسلمه مني
قوله سلمني منه؛ أي لا يصيبني فيه ما يحول بيني وبين صومه من مرض أو غيره،
قال: وقوله وسلمه لي؛ هو أن لا يغم عليه الهلال في أوله وآخره فيلتبس عليه الصوم والفطر،
وقوله وسلمه مني أي بالعصمة من المعاصي فيه.
 
وشَهْرُ الصَّبْرِ: شهر الصَّوْم
وفي حديث الصَّوْم:
صُمْ شَهْرَ الصَّبْر
وأَصل الصَّبْرِ الحَبْس، وسُمِّي الصومُ صَبْراً لِمَا فيه من حَبْس النفس عن الطَّعام والشَّرَاب والنِّكاح.
وناتِقٌ: شهر رمضان
وأَنتَقَ: صامَ ناتِقاً، وهو شهر رمضان.
قال:
وفي ناتِقٍ أَجْلَتْ، لدى حَوْمَةِ الوغى         ووَلَّت على الأَدْبارِ فُرْسانُ خَثْعَما
 
اللهم كما بلغتَ أحبابنا عشر الرحمة، فبلغهم عشر المغفرة، وعشر العتق
اللهم وبلغهم ليلة القدر
وارفع بها قدرهم
واقبل صومهم، وقيامهم، ودعاءهم
يا كريم 
*عمر خلوف
18 - أغسطس - 2010
رِزق الرزاق ذي القوة المتين.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
قوله تعالى: { وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ } أي جعل منكم غنياً وفقيراً وحراً وعبداً. { فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ } أي في الرزق. { بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } أي لا يرد المولى على ما ملكت يمينه مما رُزق شيئاً حتى يستوي المملوك والمالك في المال. وهذا مثل ضربه الله لعبدة الأصنام، أي إذا لم يكن عبيدكم معكم سواء فكيف تجعلون عبيدي معي سواء؛ فلما لم يكن يشركهم عبيدهم في أموالهم لم يجز لهم أن يشاركوا الله تعالى في عبادة غيره من الأوثان والأنصاب وغيرهما مما عُبد؛ كالملائكة والأنبياء وهم عبيده وخلقه. حكى معناه الطبري، وقاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم. وعن ابن عباس أيضاً أنها نزلت في نصارى نَجْران حين قالوا عيسى ابن الله فقال الله لهم: { فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } أي لا يرد المولى على ما ملكت يمينه مما رزق حتى يكون المولى والعبد في المال شرعاً سواء، فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم فتجعلون لي ولداً من عبيدي. ونظيرها: { ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ } على ما يأتي. ودل هذا على أن العبد لا يملك، على ما يأتي آنفاً".( القرطبي).
 
" يبين تعالى للمشركين جهلهم وكفرهم فيما زعموه لله من الشركاء، وهم يعترفون أنها عبيد له؛ كما كانوا يقولون في تلبيتهم في حجهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، فقال تعالى منكراً عليهم: أنتم لا ترضون أن تساووا عبيدكم فيما رزقناكم، فكيف يرضى هو تعالى بمساواة عبيد له في الإلهية والتعظيم، كما قال في الآية الأخرى:
ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِى مَا رَزَقْنَـٰكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ }[الروم: 28] الآية، قال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية: يقول: لم يكونوا ليشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني؟ فذلك قوله: { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } وقال في الرواية الأخرى عنه: فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم؟ وقال مجاهد في هذه الآية: هذا مثل الآلهة الباطلة، وقال قتادة: هذا مثل ضربه الله، فهل منكم من أحد يشاركه مملوكه في زوجته وفي فراشه، فتعدلون بالله خلقه وعباده؟ فإن لم ترض لنفسك هذا، فالله أحق أن ينزه منك.
وقوله: { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } أي: إنهم جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً، فجحدوا نعمته، وأشركوا معه غيره. وعن الحسن البصري قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الرسالة إلى أبي موسى الأشعري: واقنع برزقك من الدنيا، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق بلاء يبتلي به كلاً، فيبتلي من بسط له كيف شكره لله وأداؤه الحق الذي افترض عليه فيما رزقه وخوله، رواه ابن أبي حاتم". (ابن كثير).
 
ً" { وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرّزْقِ } فمنكم غني ومنكم فقير، ومنكم موال يتولون رزقهم ورزق غيرهم ومنكم مماليك حالهم على خلاف ذلك. { فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدّي رِزْقِهِمْ } بمعطي رزقهم. { عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ } على مماليكهم فإنما يردون عليهم رزقهم الذي جعله الله في أيديهم. { فَهُمْ فِيهِ سَوَآء } فالموالي والمماليك سواء في أن الله رزقهم، فالجملة لازمة للجملة المنفية أو مقررة لها، ويجوز أن تكون واقعة موقع الجواب كأنه قيل: فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فيستووا في الرزق، على أنه رد وإنكار على المشركين فإنهم يشركون بالله بعض مخلوقاته في الألوهية ولا يرضون أن يشاركهم عبيدهم. فيما أنعم الله عليهم فيساورهم فيه. { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } حيث يتخذون له شركاء، فإنه يقتضي أن يضاف إليهم بعض ما أنعم الله عليهم ويجحدوا أنه من عند الله، أو حيث أنكروا أمثال هذه الحجج بعدما أنعم الله عليهم بإيضاحهم، والباء لتضمن الجحود معنى الكفر. وقرأ أبو بكر «تجحدون» بالتاء لقوله: { خَلَقَكُمْ } و { فَضَّلَ بَعْضَكُمْ }." ( البيضاوي).
 
"هذا من الاستدلال على أن التّصرف القاهر لله تعالى. وذلك أنه أعقب الاستدلال بالإحياء والإماتة وما بينهما من هرم بالاستدلال بالرّزق.
ولما كان الرّزق حاصلاً لكل موجود بُني الاستدلال على التّفاوت فيه بخلاف الاستدلال بقوله تعالى:
والله خلقكم ثم يتوفاكم }
[سورة النحل: 70].
ووجه الاستدلال به على التصرّف القاهر أن الرزق حاصل لِجميع الخلق وأن تفاضل الناس فيه غير جار على رغباتهم ولا على استحقاقهم؛ فقد تجد أكيس الناس وأجودهم عقلاً وفهماً مقتّراً عليه في الرزق، وبضدّه ترى أجهل الناس وأقلّهم تدبيراً موسّعاً عليه في الرزق، وكلا الرجلين قد حصل له ما حصل قهراً عليه، فالمقتّر عليه لا يدري أسباب التّقتير، والموسّع عليه لا يدري أسباب تيسير رزقه، ذلك لأن الأسباب كثيرة متوالدة ومتسلسلة ومتوغّلة في الخفاء حتى يُظن أن أسباب الأمرين مفقودة وما هي بمفقودة ولكنها غير محاط بها. ومما ينسب إلى الشافعي:
ومن الدّليل على القضاء وكونه
   
بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
ولذلك أسند التفضيل في الرزق إلى الله تعالى لأن أسبابه خارجة عن إحاطة عقول البشر، والحكيم لا يستفزّه ذلك بعكس قول ابن الراوندي:
كم عاقل عاقل أعيَت مذاهبه
   
وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا
هذا الذي ترك الأوهام حائرة
   
وصيّر العالم النّحرير زنديقا
وهذا الحكم دلّ على ضعف قائله في حقيقة العلم فكيف بالنّحريرية.
وتفيد وراء الاستدلال معنى الامتنان لاقتضائها حصول الرزق للجميع.
فجملة { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } مقدمة للدّليل ومنّة من المنن لأن التفضيل في الرزق يقتضي الإنعام بأصل الرزق.
وليست الجملة مناط الاستدلال، إنما الاستدلال في التمثيل من قوله تعالى: { فما الذين فضلوا برادي رزقهم } الآية.
والقول في جعل المسند إليه اسم الجلالة وبناء المسند الفعلي عليه كالقول في قوله تعالى:

والله خلقكم ثم يتوفاكم }[سورة النحل: 70]. والمعنى: الله لا غيره رزقكم جميعاً وفضّل بعضكم على بعض في الرزق ولا يسعكم إلا الإقرار بذلك له.
وقد تمّ الاستدلال عند قوله تعالى: { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } بطريقة الإيجاز، كما قيل: لمحة دالة.
وفرع على هذه الجملة تفريع بالفاء على وجه الإدماج قولُه تعالى: { فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء }. وهو إدماج جاء على وجه التمثيل لتبيان ضلال أهل الشرك حين سَوّوا بعض المخلوقات بالخالق فأشركوها في الإلهية فساداً في تفكيرهم. وذلك مثل ما كانوا يقولون في تلبية الحجّ (لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك). فمثل بطلان عقيدة الإشراك بالله بعضَ مخلوقاته بحالة أهل النّعمة المرزوقين، لأنهم لا يرضون أن يُشركوا عبيدهم معهم في فضل رزقهم فكيف يسوّون بالله عبيده في صفته العظمى وهي الإلهيّة".ورشاقة هذا الاستدلال أن الحالتين المشبّهتين والمشبّه بهما حالتا مولى وعبد، كما قال تعالى:
ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم }
[سورة الروم: 28].
والغرض من التمثيل تشنيع مقالتهم واستحالة صدقها بحسب العرف، ثم زيادة التشنيع بأنهم رضوا لله ما يرضونه لأنفسهم، كقوله تعالى:
ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون }[سورة النحل: 57] إلى قوله:ولله المثل الأعلى }
[سورة النحل: 60].
وقرينة التمثيل والمقصد منه دلالة المقام.
وقوله تعالى: { فما الذين فضلوا } نفيٌ. و (ما) نافية، والباء في { برادي رزقهم } الباءُ التي تزاد في خبر النفي بــــ (ما) و (ليس).
والرادّ: المعطي. كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم
" والخُمُس مردود عليكم "
، أي فما هم بمعطين رزقهم لعبيدهم إعطاء مشاطرة بحيث يسوّونهم بهم، أي فما ذلك بواقع.
وإسناد الملك إلى اليمين مجاز عقلي، لأن اليمين سبب وَهمِي للمِلك، لأن سبب الملك إما أسر وهو أثر للقتال بالسيف الذي تمسكه اليد اليمنى، وإما شراء ودفع الثمن يكون باليد اليمنى عرفاً، فهي سبب وهَمي ناشىء عن العادة.
وفرعت جملة { فهم فيه سواء } على جملة { فما الذين فضلوا برادي رزقهم } ، أي لا يشاطرون عبيدهم رزقهم فيستووا فيه، أي لا يقع ذلك فيقع هذا. فموقع هذه الجملة الإسميّة شبيه بموقع الفعل بعد فاء السببية في جواب النفي.
وأما جملة { أفبنعمة الله يجحدون } فصالحة لأن تكون مفرّعة على جملة { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } باعتبار ما تضمّنته من الامتنان، أي تفضّل الله عليكم جميعاً بالرزق أفبنعمة الله تجحدون، استفهاماً مستعملاً في التوبيخ، حيث أشركوا مع الذي أنعم عليهم آلهة لا حظّ لها في الإنعام عليهم. وذلك جحود النعمة كقوله تعالى:
إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له }
[سورة العنكبوت: 17]. وتكون جملة { فما الذين فضلوا } إلى قوله تعالى: { فهم فيه سواء } معترضة بين الجملتين.
وعلى هذا الوجه يكون في { يجحدون } على قراءة الجمهور بالتحتية التفات من الخطاب إلى الغيبة. ونكتته أنهم لما كان المقصود من الاستدلال المشركين فكانوا موضع التوبيخ ناسب أن يعرض عن خطابهم وينالهم المقصود من التوبيخ بالتعريض كقول:
أبى لك كسب الحمد رأي مقصّر
   
ونفس أضاق الله بالخير باعها
إذا هي حثّته على الخير مرّة
   
عصاها وإن همّت بشر أطاعها
ثم صرّح بما وقع التعريض به بقوله: { أفبنعمة الله يجحدون }.
وقرأ أبو بكر عن عاصم ورويس عن يعقوب { تجحدون } بالمثناة الفوقية على مقتضى الظاهر ويكون الاستفهام مستعملاً في التحذير.
وتصلح جملة { أفبنعمة الله يجحدون } أن تكون مفرّعة على جملة { فما الذين فضلوا برادي رزقهم } ، فيكون التوبيخ متوجّهاً إلى فريق من المشركين وهم الذين فضلوا بالرزق وهم أولو السّعة منهم وسادتهم وقد كانوا أشدّ كفراً بالدين وتألّباً على المسلمين، أي أيجحد الذين فضلوا بنعمة الله إذْ أفاض عليهم النّعمة فيكونوا أشد إشراكاً به، كقوله تعالى:
وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهّلهم قليلا }
[سورة المزمل: 11].
وعلى هذا الوجه يكون قوله تعالى: { يجحدون } في قراءة الجمهور بالتحتية جارياً على مقتضى الظاهر. وفي قراءة أبي بكر عن عاصم بالمثناة الفوقية التفاتاً من الغيبة إلى خطابهم إقبالاً عليهم بالخطاب لإدخال الروع في نفوسهم.
وقد عُدّي فعل { يجحدون } بالباء لتضمّنه معنى يكفرون، وتكون الباء لتوكيد تعلّق الفعل بالمفعول مثل:
وامسحوا برؤوسكم }[سورة المائدة: 6]. وتقديم بنعمة الله على متعلّقه وهو { يجحدون } للرعاية على الفاصلة.( ابن عاشور).
 
*د يحيى
18 - أغسطس - 2010
الرزق    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
" أظهر التفسيرات في هذه الآية الكريمة: أن الله ضرب فيها مثلاً للكفار، بأنه فضل بعض الناس على بعض في الرزق، ومن ذلك تفضيله المالكين على المملوكين في الرزق، وأن المالكين لا يرضون لأنفسهم أن يكون المملوكون شركاءهم فيما رزقهم الله من الأموال والنساء وجميع نعم الله. ومع هذا يجعلون الأصنام شركاء لله في حقه على خلقه، الذي هو إخلاص العبادة له وحده، أي إذا كنتم لا ترضون بإشراك عبيدكم معكم في أموالكم ونسائكم - فكيف تشركون عبيدي معي في سلطاني!.
ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى:

ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ }[الروم: 28] الآية. ويؤيده أن " ما " في وقوله { فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } نافيه. أي ليسوا برادي رزقهم عليهم حتى يسووهم مع أنفسهم اهـ.
فإذا كانوا يكرهون هذا لأنفسهم - فكيف يشركون الأوثان مع الله في عبادته! مع اعترافهم بأنها ملكه، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك.
وهذه الآية الكريمة نص صريح في إبطال مذهب الاشتراكية القائل: بأنه لا يكون أحد أفضل من أحد في الرزق، ولله في تفضيل بعضهم على بعض في الرزق حكمة. قال تعالى:

نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً }[الزخرف: 32] الآية، وقال:ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ }
[الرعد: 26]، وقال:عَلَى ٱلْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى ٱلْمُقْتِرِ قَدْرُهُ }[البقرة: 236] إلى غير ذلك من الآيات.
وفي معنى هذه الآية الكريمة قولان آخران:
أحدهما - أن معناها أنه جعلكم متفاوتين في الرزق. فرزقكم أفضل مما رزق مماليككم وهو بشر مثلكم وإخوانكم. فكان ينبغي أن تردوا فضل ما رزقتموه عليهم، حتى تساووا في الملبس والمطعم. كما
" ثبت عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمر مالكي العبيد " أن يطعموهم مما يطعمون، ويكسوهم مما يلبسون "
وعلى هذا القول فقوله تعالى: { فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } لوم لهم، وتقريع على ذلك.
القول الثاني - أن معنى الآية - أنه جلَّ وعلا هو رازق المالكين والمملوكين جميعاً. فهم في رزقه سواء، فلا يحسبن المالكون أنهم يريدون على مما ليكهم شيئاً من الرزق، فإنما ذلك رزق الله يجريه لهم على أيديهم. والقول الأول هو الأظهر وعليه جمهور العلماء، ويدل له القرآن كما بينا. والعلم عند الله تعالى.
وقوله { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُون } إنكار من الله عليهم جحودهم بنعمته. لأن الكافر يستعمل نعم الله في معصية الله، فيستعين بكل ما أنعم به عليه على معصيته، فإنه يرزقهم ويعافيهم، وهم يعبدون غيره. وجحد: تتعدى بالباء في اللغة العربية. كقوله:
وَجَحَدُواْ بِهَا }[النمل: 14] الآية، وقوله:

فَٱلْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }
[الأعراف: 51] والجحود بالنعمة هو كفرانها".( الشنقيطي).
 
" لو نظرنا إلى الكون من حولنا لوجدنا أننا لا نتساوى إلا في شيء واحد فقط، هو أننا عبيدٌ لله.. نحن سواسية في هذه فقط، وما دون ذلك فنحن مختلفون فيه، تختلف ألواننا، تختلف أجسامنا.. صورنا.. مواهبنا.. أرزاقنا.
والعجيب أن هذا الاختلاف هو عَيْنُ الاتفاق؛ ذلك لأن الاختلاف قد ينشأ عنه الاتفاق، والاتفاق قد ينشأ عنه الاختلاف.
مثلاً: إذا دخلتَ أنت وصديقك أحد المطاعم وطلبتما دجاجة.. أنت بطبيعتك تحب صدر الدجاجة وصديقك يحب جزءاً آخر منها.. هذا خلاف.. فساعة أن يأتي الطعام تجد هذا الخلاف هو عين الوفاق حيث تأخذ أنت ما تحب، وهو كذلك.. هذا خلاف أدى إلى وفاق.. فلو فرضنا أن كلانا يحب الصدر مثلاً.. هذا وفاق قد يؤدي إلى خلاف إذا ما حضر الطعام وجلسنا: أينا يأخذ الصدر؟!
فالحق سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين في أشياء، وأراد أن يكون هذا الاختلاف تكاملاً فيما بيننا.. فكيف يكون التكامل إذن؟
هل نتصور مثلاً أن يُوجَد إنسان مجمعاً للمواهب، بحيث إذا أراد بناء بيت مثلاً كان هو المهندس الذي يرسم، والبنَّاء الذي يبني، والعامل الذي يحمل، والنجار والحداد والسباك.. الخ. هل نتصور أن يكون إنسان هكذا؟.. لا..
ولكن الخالق سبحانه نثَر هذه المواهب بين الناس نَثْراً لكي يظل كل منهم محتاجاً إلى غيره فيما ليس عنده من مواهب، وبهذا يتم التكامل في الكون.
إذن: الخلاف بيننا هو عَين الوفاق، وهو آية من آياته سبحانه وحكمة أرادها الخالق جَلَّ وعَلا، فقال:

وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ }[هود: 118].
فقد خلقنا هكذا. وإلا فلو اتحدنا واتفقنا في المواهب، فهل يعقل أن نكون جميعاً فلاسفة، أطباء، علماء، فمَنْ يبني؟ ومَنْ يزرع؟ ومَنْ يصنع؟.. الخ.
إذن: من رحمة الله أنْ جعلنا مختلفين متكاملين.فالحق سبحانه يقول:{ فِي ٱلْرِّزْقِ... } [النحل: 71].

ينظر الناس إلى الرزق من ناحية واحدة، فهو عندهم المال، فهذا غنيّ وهذا فقير.. والحقيقة أن الرزق ليس المال فقط، بل كُلّ شيء تنتفع به فهو رِزْقك.. فهذا رِزْقه عقله، وهذا رِزْقه قوته العضلية.. هذا يفكر وهذا يعمل.
إذن: يجب ألاَّ ننظر إلى الرزق على أنه لَوْن واحد، بل ننظر إلى كل ما خلق الله لخَلْقه من مواهب مختلفة: صحة، قدرة، ذكاء، حِلْم، شجاعة.. كل هذا من الرزق الذي يحدث فيه التفاضل بين الناس.
والحق سبحانه وتعالى حينما تعرَّض لقضية الرزق جعل التفاضل هنا مُبْهماً، ولم تحدد الآية مَنِ الفاضل ومَنِ المفضول، فكلمة ـ بَعْضٍ ـ مُبْهمة لنفهم منها أن كل بعض منَ الأبعاض فاضل في ناحية، ومفضول في ناحية أخرى. فالقوي فاضل على الضعيف بقوته، وهو أيضاً مفضول، فربما كان الضعيف فاضلاً بما لديه من علم أو حكمة.. وهكذا.
إذن: فكلُّ واحد من خَلْق الله رَزَقه الله موهبة، هذه الموهبة لا تتكرر في الناس حتى يتكامل الخَلْق ولا يتكررون.. وإذا وجدت موهبة في واحد وكانت مفقودة في الآخر فالمصلحة تقتضي أن يرتبط الطرفان، لا ارتباط تفضُّل، وإنما ارتباط حاجة.. كيف؟
القويُّ يعمل للضعيف الذي لا قوةَ له يعمل بها، فهو إذن فاضل في قوته، والضعيف فاضل بما يعطيه للقوي من مال وأجر يحتاجه القوي ليقُوتَ نفسه وعياله، فلم يشأ الحق سبحانه أنْ يجعلَ الأمر تفضُّلاً من أحدهما على الآخر، وإنما جعله تبادلاً مرتبطاً بالحاجة التي يستبقي بها الإنسان حياته.
وهكذا يأتي هذا الأمر ضرورة، وليس تفضَّلاً من أحد على أحد؛ لأن التفضُّل غير مُلْزَم به ـ فليس كل واحد قادراً على أن يعطي دون مقابل، أو يعمل دون أجر.. إنما الحاجة هي التي تحكم هذه القضية.
إذن: ما الذي ربط المجتمع؟ هي الحاجة لا التفضُّل، وما دام العالم سيرتبط بالحاجة، فكل إنسان يرى نفسه فاضلاً في ناحية لا يغترّ بفاضليته، بل ينظر إلى فاضلية الآخرين عليه؛ وبذلك تندكُّ سِمَة الكبرياء في الناس، فكلٌّ منهما يُكمل الآخر.
وقد ضربنا لذلك مثلاً بالباشا الغني صاحب العظمة والجاه.. والذي قد تُلْجِئه الظروف وتُحوجه لعامل بسيط يُصلح له عُطْلاً في مرافق بيته، وربما لم يجده أو وجده مشغولاً، فيظل هذا الباشا العظيم نَكِداً مُؤرّقاً حتى يُسعفه هذا العامل البسيط، ويقضي له ما يحتاج إليه.
هكذا احتاج صاحب الغنى والجاه إلى إنسان ليس له من مواهب الحياة إلا أنْ يقضي مثل هذه المهام البسيطة في المنزل.. وهو في نفس الوقت فاضل على الباشا في هذا الشيء.
فالجميع ـ إذن ـ في الكون سواسية، ليس فينا مَنْ بينه وبين الله سبحانه نسب أو قرابة فيجامله.. كلنا عبيد لله، وقد نثر الله المواهبَ في الناس جميعاً ليتكاملوا فيما بينهم، وليظل كُلٌّ منهم محتاجاً إلى الآخر، وبهذا يتم الترابط في المجتمع.
وقد عُرِضَتْ هذه القضية في آية أخرى في قوله تعالى:

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً.. }[الزخرف: 32].
البعض يفهم أن الفقير مُسخّر للغنيّ، لكن الحقيقة أن كلاً منهما مُسخَّر للآخر.. فالفقير مُسخّر للغني حينما يعمل له العمل، والغني مُسخّر للفقير حينما يعطي له أجره.. ولذلك فالشاعر العربي يقول:
النَّاسُ لِلْناسِ مِنْ بَدْوٍ وحاضرة
   
بَعْضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خَدَمُ
ونضرب هنا مثلاً بأخسِّ الحرف في عُرْف الناس ـ وإنْ كانت الحِرف كلها شريفة، وليس فيها خِسَّة طالما يقوت الإنسان منها نفسه وعياله من الحلال.
فالخِسَّة في العامل الأخرق الذي يُتقِن عملاً.
هذا العامل البسيط ماسح الأحذية ينظر إليه الناس على أنهم أفضل منه، وأنه أقل منهم، ولو نظروا إلى علبة الورنيش التي يستخدمها لوجدوا كثيرين من العمال والعلماء والمهندسين والأغنياء يعملون له هذه العلبة، وهو فاضل عليهم جميعاً حينما يشتري علبة الورنيش هذه.. لكن الناس لا ينظرون إلى تسخير كل هؤلاء لهذا العامل البسيط.فقوله تعالى:
لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً.. }
[الزخرف: 32].
مَنْ مِنّا يُسخّر الآخر؟! كُلٌّ منا مُسخَّر للآخر، أنت مُسخَّر لي فيما تتقنه، وأنا مُسخَّر لك فيما أتقنه.. هذه حكمة الله في خَلْقه ليتم التوازن والتكامل بين أفراد المجتمع.
وربُّنا سبحانه وتعالى لم يجعل هذه المهن طبيعية فينا.. يعني هذا لكذا وهذا لكذا.. لا.. الذي يرضى بقدر الله فيما يُناسبه من عمل مهما كان حقيراً في نظر الناس، ثم يُتقن هذا العمل ويجتهد فيه ويبذل فيه وُسْعه يقول له الحق سبحانه: ما دُمْتَ رضيتَ بقدري في هذا العمل لأرفعنّك به رِفْعة يتعجَّب لها الخَلْق..
وفعلاً تراهم ينظرون إلى أحدهم ويشيرون إليه: كان شيالاً.. كان أجيراً.. نعم كان.. لكنه رَضِي بما قسم الله وأتقن وأجاد، فعوَّضه الله ورفعه وأعلى مكانته.
ولذلك يقولون: مَنْ عمل بإخلاص في أيّ عمل عشر سنين يُسيّده الله بقية عمره، ومَنْ عمل بإخلاص عشرين سنة يُسيّد الله أبناءه، ومَنْ عمل ثلاثين سنة سيَّد الله أحفاده.. لا شيء يضيع عند الله سبحانه.
فليس فينا أَعْلى وأَدْنى، وإياك أنْ تظنَّ أنك أعلى من الناس، نحن سواسية، ولكن مِنَّا من يُتقِن عمله، ومِنَّا مَنْ لا يتقن عمله؛ ولذلك قالوا: قيمة كل امرئ ما يُحسِنه.
ولا تنظر إلى زاوية واحدة في الإنسان، ولكن انظر إلى مجموع الزوايا، وسوف تجد أن الحق سبحانه عادلٌ في تقسيم المواهب على الناس.
وقد ذكرنا أنك لو أجريتَ معادلة بين الناس لوجدتَ مجموع كل إنسان يساوي مجموع كُلِّ إنسان، بمعنى أنك لو أخذتَ مثلاً: الصحة والمال والأولاد والقوة والشجاعة وراحة البال والزوجة الصالحة والجاه والمنزلة.. الخ لوجدت نصيب كُلٍّ منّا في نهاية المعادلة يساوي نصيب الآخر، فأنت تزيد عني في القوة، وأنا أزيد عنك في العلم، وهكذا.. لأننا جميعاً عبيدٌ لله، ليس مِنّا مَنْ بينه وبين الله نسب أو قرابة.
وقوله تعالى:{ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ... } [النحل: 71].
فما ملكت أيمانهم: هم العبيد المماليك.. والمعنى: أننا لم نَرَ أحداً منكم فضّله الله بالرزق، فأخذه ووزّعه على عبيده ومماليكه، أبداً.. لم يحدث ذلك منكم.. والله سبحانه لا يعيب عليهم هذا التصرف، ولا يطلب منهم أنْ يُوزّعوا رزق الله على عبيدهم، ولكن في الآية إقامةٌ للحجة عليهم، واستدلال على سُوء فعلهم مع الله سبحانه وتعالى.
وكأن القرآن يقول لهم: إذا كان الله قد فضَّل بعضكم في الرزق، فهل منكم مَنْ تطوع برزق الله له، ووزَّعه على عبيده؟.. أبداً.. لم يحدث منكم هذا.. فكيف تأخذون حق الله في العبودية والألوهية وحقّه في الطاعة والعبادة والنذر والذبح، وتجعلونه للأصنام والأوثان؟!
فأنتم لم تفعلوا ذلك فيما تملكون.. فكيف تسمحون لأنفسكم أنْ تأخذوا حقَّ الله، وتعطوه للأصنام والأوثان؟
ويقول تعالى في آية أخرى:
ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ.. }
[الروم: 28].
أي: أنكم لم تفعلوا هذا مع أنفسكم، فكيف تفعلونه مع الله؟ فهذه لَقْطة: أنكم تُعاملون الله بغير ما تُعاملون به أنفسكم:{ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ... } [النحل: 71].
أي: أنكم سوَّيتُم بين الله سبحانه وبين أصنامكم، وجعلتموهم شركاء له سبحانه وتعالى وتعبدونهم مع الله.
والحق سبحانه وإنْ رزقنا وفضَّلَنا فقد حفظ لنا المال، وحفظ لنا الملكية، ولم يأمرنا أن نعطي أموالنا للناس دون عمل وتبادل منافع، فإذا ما طلب منك أن تعطي أخاك المحتاج فوق ما افترض عليك من زكاة يقول لك:
مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ.. }
[البقرة: 245].
مع أن الحق سبحانه واهب الرزق والنِّعَم، يطلب منك أنْ تُقرِضه، وكأنه سبحانه يحترم عملك ومجهودك، ويحترم ملكيتك الخاصة التي وهبها لَك.. فيقول: أقرضني. لعلمه سبحانه بمكانة المال في النفوس، وحِرْص المقرض على التأكد من إمكانية الأداء عند المقترض، فجعل القرض له سبحانه لتثقَ أنت أيها المقرض أن الأداء مضمون من الله.
ويختم الحق سبحانه الآية بقوله:{ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } [النحل: 71].
أي: بعد أنْ أنعم الله عليهم بالرزق، ولم يطلب منهم أنْ ينثروه على الغير، جحدوا هذه النعمة، وأنكروا فَضْل الله، وجعلوا له شركاء من الأصنام والأوثان، وأخذوا حَقَّ الله في العبودية والألوهية وأعطوْهُ للأصنام والأوثان، وهذا عَيْنُ الجحود وإنكار الجميل.
ثم يقول الحق سبحانه: { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ... }." ( الشعراوي).
*د يحيى
18 - أغسطس - 2010
 4  5  6  7  8