البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : معان صوفية للصوم    كن أول من يقيّم
 Makki 
28 - يوليو - 2010
السلام على الاحبة من زوار وسراة الوراق ورحمة الله وبركاته
 
كثيرة هي البحوث والدراسات التي تتناول المعاني الروحية والنفسية للصوم ، لكن ما يستوقفني أكثر تلك البحوث القليلة والمتناثرة هنا وهناك عن المعاني العرفانية والصوفية لهذا اللون التعبدي.
لقد قرأت لبعض العارفين أن "الصوم هو الغيبة عن رؤية الخلق برؤية الحق جل وعلا" وأن الصوم هو " إشارة إلى الامتناع عن استعمال المقتضيات البشرية ليتصف العبد  بصفات صمدية" وأن الصوم بحسب شرع القوم المتصوفين هو" الإمساك عما سوى محبوبهم" والمقصود هنا هو الذات الإلهية.
في  التجربة الروحية نجد تأكيدا ملحا على الجوارح أكثر من سواها فالباحث محمد غازي عرابي مثلا عبر عن الصوم في كتابه "النصوص في مصطلحات التصوف" بأنه : "فطم النفس عن شهواتها وهي حاجة ملحة لخروج النفس من قمقمها المادي بمعنى كسرها إياه لا بمعنى المفارقة" والصوم عماد الدين بعد الصلاة ، هو توأمها ورديفها الثاني ، فمن دون الصوم لا يمكن للعبد أن يتفكر في ما اعتاده في حياته من عادات ثابتة .
وفيما يعتبر " العاديون من امثالي" شهر رمضان شهراً للطاعة وطلباً للمغفرة وشهراً لغسل الذنوب وشهر مثوبة يراه العارفون على انه شهر نكران الذات والتخلي عن كل شي إلا الله تعالى ومعرفة ذلك معرفة حقيقية والتمسك بكونها إرادة إلاهية.
وللصوم أنواع كما يرى الشيخ محمد الكسنزان الحسيني في موسوعته "موسوعة الكسنزان" فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان قال : للصوم في الطريقة أنواع عديدة منها : الصوم عن الذنوب ، الصوم عن الغيبة ، الصوم عن النفاق الصوم عن البهتان ، الصوم عن الحسد ، الصوم عن النظر الحرام ، الصوم عن التجسس ، الصوم عن تخريب البلاد ، إلى غير ذلك من الأنواع ، وكلها تجعل حياة المريد في صوم روحي دائم فليس الصيام أن تترك الطعام والشراب فقط وإنما الصيام أن تترك الذنوب والمعاصي فالصيام في جوهره صيام الجوارح .  
ولكن ما الرمزية الصوفية لفوائد الصوم ؟
يقول جعفر بن محمد الصادق "الصوم يميت مراد النفس وشهوة الطبع ، وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارح وعمارة الظاهر والباطن والشكر على النعم والإحسان إلى الفقراء وزيادة التضرع والخشوع والبكاء .
رحلة تتعمق في الفهم الواعي للعبادة عموما ، فهل من اضاءات تنير دواخلنا في هذا الدرب يا رعاكم الله؟
 
مودتي لكم لا تنقطع
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مشاركة متواضعة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وعليكم السلام ورحمة الله أيها الأخ الحبيب، وشكرا لك على مودتك إيانا، وشكرا لك على موضوعك الجميل،
كلما اقترب الشهر الكريم، تخطر ببالي فائدة أراها عظيمة القيمة بين فوائد الصوم العديدة. وهذه الفائدة تتلخص في منحة الحرية التي يمنحها لنا شهر الصيام  العظيم. فالعبودية التي نرزح تحت نيرها في شهور الإفطار، وهي عبوديتنا لشهواتنا المادية والنفسية ، وسعينا إلى التكالب عليها و محاولتنا الاستئثار بها ، كل منا لنفسه، تصبح هذه العبودية لدى الصائم الحق لاغية تماما ، حيث تحل  محلها حرية  عصية على كل قيد .
ترى ، لو اننا أحسنا استغلال هذه الحرية في غير رمضان أيضا، ألا يمكن أن تنقلب مسيرة حياتنا رأسا على عقب كما يقال، ونصبح أحرارا؛ ليس  من عبودية الطعام والشراب والشهوات والغرائز المتعددة فحسب، فهذه يمكن أن نتحرر منها غصبا عنا، برغبة أن تبدو أجسامنا بمظهرخادع خلاب ( وسرائرنا ألطف يا لطيف...)، أو بداء عضال لا حيلة لنا برده يهد أجسامنا هدا، أو بهرم لا بد وآت مهما ظنناه بعيدا، إن قدر لنا أن يدركنا الهرم؛ وإنما من عبودية  الجهل والجهالة، والتعصب لغير الحق، وعبودية الحقد والضغينة، وعبودية النفاق الاجتماعي، وعبودية الانقسام والفرقة، وعبودية فرض الرأي على الغير فرضا، وعبودية التفاخر بالأموال والأولاد ، والتسابق على أعراض الدنيا الزائلة مهما كانت سبلنا في التسابق ضالة، وعبودية التفاخر بالنسب والعشيرة والقبيلة.، وعبودية التعصب للعرق.. وعبوديات لا حصر لها ما نزال نرزح تحت ثقلها الرهيب. فبدل أن نكون عبيدا لتلك الشهوات الخسيسة، نكون عبادا لله وحده .
ولن أختم مشاركتي بالقول: ليتنا نحقق ما نصبو إليه من عزة وكرامة، بل أقول: عسى الله، إن علم في قلوبنا خيرا، أن يتولانا برحمته وفضله ، وأن يعيننا على تحصيل ما نصبو إليه، فهو نعم المولى، ونعم المتفضل، ونعم المعين .
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
29 - يوليو - 2010
نبذة عن التصوف    كن أول من يقيّم
 
*د يحيى
31 - يوليو - 2010