البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : مع التحية إلى من أحب وأحترم    قيّم
التقييم :
( من قبل 8 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمد جميل 
19 - يوليو - 2010
                                              إلى من أحب وأحترم..
كثيرون، بحمد الله، أولئك الذين يتحفوننا بمقالاتهم القيمة، وآرائهم السديدة، وأفكارهم النيرة ، في شتى حقول المعرفة... في الأدب والفلسفة والعلوم البحتة من فيزياء وكيمياء وفي علم الوراثة والطب.. وفي الرياضيات.. وفي التاريخ والجيولوجيا، وحين تقرأ لأحدهم في مجال تخصصه أو في أي مجال آخر تحس بنشوة وسعادة وهو يجول ويصول في بحثه ذاك، آتيًا عليه من الجوانب كافة.. عباراته سلسة وجلية، ومفرداته منتفاة بدقة ومهارة، ولا تأتي إلى نهاية الموضوع الذي يكتب إلا وقد صارت لديك فكرة تامة وشاملة عما يريد هو أن يوصل إليك.. فلا يسعك عندئذٍ إلى أن ترفع المقال، بحالة عفوية، وتقبله من شدة إعجابك به.. وتسأل نفسك أي عملاق وعظيم كان وراء ما قرأت وفهمت ووعيت... فتحمد الله سبحانه على وجود أمثال هذه المصابيح في طريق البشرية ليضيئوا أمام الناس الدروب إلى الكثير من المناهل المعرفية...
من جهة أخرى، ألقي نظرة أخرى، ومن زاوية ثانية إلى أسماء عديدة لبعض هؤلاء الذين ذكرت عنهم ما ذكرت آنفًا.. فتأخذني الحيرة، وأغدو وكأني أتقلب على جمر تتوهج عنه أسئلة كثيرة...
أقول في نفسي: لا مكان للعبثية في هذا الكون الفسيح.. كل شيء يسير بدقة وانتظام.. ولغاية مُحكمة.. ولم يختل نظام أي من مكوناته عبر العصور والأزمنة... يقول تعالى: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا تُرجعون" وقال " وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهوًا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين*" وأنظر إلى الإنسان فأجد أنه ربما يكون آخر المخلوقات في ترتيب خلق الأحياء.. لكنه كان أكرمها وأشرفها.. " ولقد كرّمنا بني آدم" ولهذا التكريم مظاهر كثيرة: منها ما هو خَلْقي فقد جعله الله في أحسن تقويم، ووهبه نعمة العقل التي تميز بها عمن سواه.. ومنها على المستوى الحياتي البيولوجي ومقوماته فقد هيأ له أفضل أنواع الأطعمة وأطيبها ليقوم بها جسمه، وعدّد أصنافها ومذاقاتها ووظائف تأثيرها الإيجابي في جسم الإنسان..ومنها ما هو خدمي.. فقد سخر الله للإنسان ما في السماء والأرض، كل في خدمته ولتحقيق سعادته.. ليتفرغ لما خُلق له وهو العبادة المتمثلة في إعمار الأرض ونشر العدل فيها ورفع الظلم.. ومنها ما هو إرشادي وتوجيهي فبين له طريق فلاحه وطمأنيته وسعادته، فأرسل الأنبياء وأنزل الكتب، وكان مع كل نبي من الحجة والبينة ما على مثله يقنع بنو قومه وعصره بما جاء به... وختم الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلّم، وختم الكتب بالقرآن الكريم... وجعلهما للناس كافة، في حين كان كل نبي من قبل يُبعث في قومه فقط.
ومن الأسئلة الملتهبة التي تجيش في النفس أنك ترى العديد من أولئك الذين برعوا وأبدعوا فيما قدموه للبشرية قد أداروا ظهرهم للحقيقة التي من وضوحها وجلائها لا يُمكن أن يُعذروا فيما فعلوا .. وإدارة الظهر هذه تأتي على محورين:
الأول: على الإيمان بوجود خالق لهذا الكون مدبر عالم قوي لا يعجزه شيء ... والثاني: على الإيمان بهذا الخالق وفق الهدي القرآني... 
أما عن المحور الأول فلن نطيل النظر فيه.. فقليلون جدًا أولئك النشاز من أكابر العلماء في الغرب والشرق الذين لم يعلنوا صيحة مدوية عن ضرورة الإيمان بالخالق العظيم..ولو أردنا سرد أسمائهم وما قالوا في ذلك لضاق المجال....ولكن ماذا عن المحور الثاني... وهو بيت القصيد -كما يقولون-.. فالقرآن يقول عن نفسه:: "ألم* ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" [ البقرة 1،2] و "كتاب أُحْكِمَتْ آياته ثم فُصِّلت من لدن حكيم خبير" [هود1] و " إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " [الإسراء9] و " شفاء لما في الصدور" [يونس 57]وقد تحدى أن يؤتَى بمثله.. أو بمثل آية منه.. والمثلية هنا تشمل مثلية البيان والبلاغة.. ومثلية المعالجة لأدواء النفس والمجتمع.. ومثلية الأخبار الصادقة الماضية والحاضرة والمستقبلية.. ومثلية التشريع ونظام الحياة... ومثلية الإحاطة والشمول.... و.. ولما كان القرآن هو الكتاب الخاتم والمنزل هاديًا للبشرية كلها حتى قيام الساعة.. أقول أما يكفي أن يكون هذا حافزًا للعلماء الأفذاذ أيا كانت أفكارهم ومعتقداتهم إلى النظر العميق والموضوعي، ودراسة القرآن للوصول إلى الحقيقة الكبرى التي تفوق كل الحقائق التي أبرزوها في كتبهم ومقالاتهم.. أما سأل أحدهم نفسه؛ ماذا لو كان القرآن فعلاً هو كما يتحدث عن نفسه وعن الكون والإنسان والحياة...(وهو كذلك) ألا يستحق مثلُ هذا السؤال أن يُبحث عن جواب شاف له..؟ فالمسألة مسألة فوز وسعادة ونجاح أو خسران وشقاوة وفشل... كتاب جاء بمثل هذه المهمة الكبيرة الضخمة وهي هداية البشرية وإنقاذها، وأنه فيه الدواء الناجع لما تعانيه المجتمعات من علل وأمراض وانتكاسات،ويصف نفسه بأنه المهيمن على ما سبقه، وأن من تولّى عنه وأدار ظهره له سيلقى مصيرًا أسود في الدنيا وبعد الموت.. وأنه يدعو العقلاء وأولي النهى والمفكرين إلى تدبره وفهمه.. " أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عندِ غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيراً"[النساء82] ويتحدى أن يؤتى بمثله أو بمثل بعضه.."قلْ لَئن اجتمعتِ الجنُّ والإِنْسُ على أنْ يأْتوا بِمثلِ هذا القرآن لا يأْتون بِمثلِه ولو كانَ بعضهم لبعضٍ ظهيرا"[الإسراء88].
 كتاب مثل هذا- وهو الوحيد- الذي فيه تلك الصفات.. ولم يُعرف ذلك عن أي كتاب سواه، ولا يوجد أصلاً ..ألا يستحق من منظري الفلسفة والاقتصاد والعلوم البحتة والتطبيقية، والطب واللغة وعلم الآثار والسياسة أن يعطوه الجهد والوقت الكافيين.. لسعادتهم هم أنفسهم وسعادة البشرية معهم.. هذا فضلاً عن أولئك الذين يؤمنون به ولكنهم لم يولوه الاهتمام والالتزام.. فتراهم - مع إعلانهم الإيمان به - هم في واد وهو في واد... هو ينهاهم عن الظلم، ولا يخجلون من موقعهم العلمي والأكاديمي، فتراهم يسوغون الظلم ويبرورنه لعتاته.. هو ينهاهم عن العبث وهدر الوقت والمال وتراهم في ذلك سادرون.. وهكذا... قال تعالى " اقترب للناس حسبهم وهم في غفلة معرضون* ما يأتيهم من ذكر من ربّهم مُحدَثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون* لاهية قلوبهم.."[الأنبياء1-3] وقال " يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون". ومن الجور التعميم..فهناك من هُدي فاهتدى وهدى، وذُكّر فتذكّر وذَكّر... فيا من نجلهم من أعماق قلوبنا، على ما قدموا للبشرية..أنّى كنتم على وجه هذه الأرض.. ولأننا نحب لكم الخير؛ نذكّر أنفسنا وإياكم بضرورة الالتفات بجدية إلى هذا القرآن لنغنم من كنوزه، ونسعد في ظلاله، وتزيد عطاءاتنا بفضله.. ونفوز في دنيانا وآخرتنا.. وأسأل الله ألا نندرج فيمن شكاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه: " وقال الرسول: ياربّ، إن قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا". [الفرقان30] وفقنا الله جميعًا لما يحبه ويرضاه.     
  
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
فيليب دخل في دين الله ، وأسمى نفسه عمر ....    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
أشهر مدرب الكرة الفرنسي الشهير فليب تروسييه وزوجته الإسلام مؤخراً في مكان إقامتهما الحالية بالمغرب، وأطلق على نفسه اسم "عمر" وسمّى زوجته "أمينة" .
وذكرت صحيفة "لاوبنيون" المغربية الناطقة بالفرنسية الخميس أن "تروسييه لم يعد فيلب، فقد أصبح اسمه عمر وزوجته أمينة". ونقلت مصادر مقربة من الزوجين نبأ دخولهما في الإسلام لوكالة الأنباء الفرنسية حيث جرى إعلان إسلامهما خلال احتفال أقيم أمس الجمعة.
ووصفت الصحيفة هذا النبأ بأنه "مفاجأة رائعة ومدهشة" قائلة "مرحباً بعمر وأمينة في مملكة القوة ومملكة الحق" في إشارة إلى الإسلام.
وأضافت الصحيفة " بوصفِنا مسلمين نشعر بالسعادة لرؤية شخصية قوية ومعروفة مثل فليب تروسييه أصبحت فرداً من هذا الدين الذي يحث على السلام والتسامح".
ونقلت الصحيفة عن تروسييه قوله: "لا أريد أن أوضح مزيداً من التفاصيل بشأن دخولي الإسلامَ، أريد أن أبقِي مشاعري لنفسي.. كما ترى، فإن الأشياء تتطور".
وكانت صحيفة "المساء المغربي" قد كشفت أن الزوجين قد قاما بكفالة طفلتين مغربيتين هما: سلمى ومريم.
وقام فليب تروسييه (51 عاما) - والمعروف بكثرة ترحاله- بتدريب المنتخب المغربي حتى نهاية عام 2005، كما تولى مسؤولية التدريب في فريق مرسيليا الفرنسي ومنتخبات قطر وجنوب إفريقيّة ونيجريا وساحل العاج وبوركينا فاسو واليابان، حيث قاد الأخيرة إلى الجولة الثانية من كأس العالم لكرة القدم الذي جرى في عام 2002.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دراسات نشرت مؤخراً أن آلاف الفرنسيين يتحولون إلى الإسلام سنوياً في فرنسا، إلا أن أغلبهم لا يعلنون ديانتهم الجديدة ؛خوفاً من الاضطهاد.
الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتِمّ الصالحات.
*د يحيى
25 - يوليو - 2010
كل ما يتعلق بكتاب الله : القرآن الكريم.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
http://www.qurancomplex.org/earab.asp?TabID=2&SubItemID=5&l=arb&SecOrder=2&SubSecOrder=5
*د يحيى
25 - يوليو - 2010
سيدنا محمد ، صلى الله عليه وسلم، بُشرى سيدنا عيسى ، عليه السلام.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
 
تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
" قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } أي واذكر لهم هذه القصة أيضاً. وقال: { يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ } ولم يقل «يا قوم» كما قال موسى؛ لأنه لا نسب له فيهم فيكونون قومه { إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم } أي بالإنجيل. { مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } لأن في التوراة صفتي، وأني لم آتكم بشيء يخالف التوراة فتنفروا عني. { وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ } مصدقاً. «ومبشّراً» نصب على الحال؛ والعامل فيها معنى الإرسال. و «إليكم» صلة الرسول. { يَأْتِي مِن بَعْدِي ٱسْمُهُ أَحْمَدُ } قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو «مِنْ بَعْدِيَ» بفتح الياء. وهي قراءة السُّلَمِي وزِرّ بن حُبَيش وأبي بكر عن عاصم. واختاره أبو حاتم لأنه اسم؛ مثل الكاف من بعدك، والتاء من قمت. الباقون بالإسكان. وقرىء «من بعدى اسمه أحمد» بحذف الياء من اللفظ. و «أحمد» اسم نبيّنا صلى الله عليه وسلم. وهو اسم عَلَمٍ منقول من صفة لا من فعل؛ فتلك الصفة أفعل التي يراد بها التفضيل. فمعنى «أحمد» أي أَحْمَدُ الحامدين لربِّه. والأنبياء صلوات الله عليهم كلهم حامدون الله، ونبِيُّنا أحمد أكثرهم حمداً. وأما محمد فمنقول من صفة أيضاً، وهي في معنى محمود؛ ولكن فيه معنى المبالغة والتكرار. فالمحمَّد هو الذي حُمِد مَرّةً بعد مرةً. كما أن المُكَرَّم من الكرم مرة بعد مرة. وكذلك الممدَّح ونحو ذلك. فاسم محمد مطابق لمعناه، والله سبحانه سمّاه قبل أن يُسَمِّيَ به نفسه. فهذا عَلَمٌ من أعلام نبوّته، إذ كان اسمه صادقاً عليه؛ فهو محمود في الدنيا لما هدى إليه ونفع به من العلم والحكمة. وهو محمود في الآخرة بالشفاعة. فقد تكرر معنى الحمد كما يقتضي اللفظ. ثم إنه لم يكن مُحَمَّداً حتى كان أحمدَ، حَمِد ربَّه فَنّبأه وشرّفه؛ فلذلك تقدّم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمد فذكره عيسى عليه السلام فقال: «اسمُهُ أَحمَدُ». وذكره موسى عليه السلام حين قال له ربه: تلك أمة أحمد، فقال: اللَّهُمَّ اجعلني من أمة أحمد. فبأحمد ذَكره قبل أن يذكره بمحمد، لأن حَمْدَه لربّه كان قبل حمد الناس له. فلما وُجد وبُعث كان محمداً بالفعل. وكذلك في الشفاعة يحمد ربّه بالمحامد التي يفتحها عليه، فيكون أحمد الناس لربه ثم يشفع فيحمد على شفاعته. وروي أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " اسمي في التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار واسمي في الزبور الماحي محا الله بي عَبَدة الأوثان واسمي في الإنجيل أحمد واسمي في القرآن محمد لأني محمود في أهل السماء والأرض " وفي الصحيح: " لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي تحشر الناس على قَدَمي وأنا العاقب " وقد تقدّم. { فَلَمَّا جَاءَهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } قيل عيسى. وقيل محمد صلى الله عليه وسلم.{ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } قرأ الكسائي وحمزة «ساحر» نعتاً للرجل. وروي أنها قراءة ابن مسعود. الباقون «سِحر» نعتاً لما جاء به الرسول".
التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
قْوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي ٱسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }؛ معناهُ: واذكُرْ يا مُحَمَّدُ لقومِكَ قصَّةَ عيسى وعاقبةَ مَن آمنَ معه، وعاقبةَ من كفرَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { مُّصَدِّقاً } نُصب على الحالِ؛ أي في حالِ تصديقي بالتَّوراةِ التي أوتِيها موسَى عليه السلام مِن قبلي، وفي حالِ تبشيري برسولٍ من بعدي يأتِي اسمهُ أحْمَدُ.
وذلك أنَّ الْحَوَاريِّينَ قَالُوا لِعِيسَى عليه السلام: يَا رُوحَ اللهِ هَلْ مِنْ بَعْدِنَا مِنْ أُمَّةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ أُمَّةُ أحْمَدَ. قَالُواْ: يَا رُوحَ اللهِ وَمَا أُمَّةُ أحْمَدَ؟ قَالَ: حُكَمَاءٌ عُلَمَاءٌ أبْرَارٌ أتْقِيَاءٌ؛ كَأَنَّهُمْ مِنَ الْفِقْهِ أنْبيَاءُ، يَرْضَوْنَ مِنَ اللهِ بالْيَسِيرِ مِنَ الرِّزْقِ، وَيَرْضَى اللهُ مِنْهُمْ بالْيَسِِيرِ مِنَ الْعَمَلِ، وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بـ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ.
وفي تسميةِ نبيِِّنا عليه السلام أحمدَ قولان: أحدُهما: أنَّ الأنبياء كانوا حَمَّادِينَ للهِ تعالى، ونبيُّنا صلى الله عليه وسلم أحمدُ؛ أي أكثرُ حَمْداً للهِ منهم، فيكون معنى أحمدَ المبالغةَ في الفاعلِ.
والثاني: الأنبياءُ كلهم مَحمُودُونَ، ونبيُّنا عليه السلام أكثرُ مناقباً للفضائلِ، فيكون معناهُ مبالغةٌ من المفعولِ، يعني إنه يُحْمَدُ بما فيه من الأخلاقِ والمحاسنِ أكثرَ مما يُحمَدُ غيرهُ.
قال صلى الله عليه وسلم:
" إنَّ لِي أسْمَاءً: أنَا أحْمَدُ؛ وَأنَا مُحَمَّدُ؛ وَأنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بيَ الْكُفْرَ، وَأنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبيٌّ"
 
 
*د يحيى
26 - يوليو - 2010
مذاق...... لمحمد رضا الشيرازي.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
".... إن الشمس والقمر يشرقان كل يوم على شيء جديد، وكذلك القرآن إنه ينطبق كل يوم على مصداق جديد ليس خاصاً لجيل دون آخر أو لزمان دون زمان أو مكان دون مكان، بل هو لكل زمان ولكل مكان. وكما أن الشمس والقمر يبددان الظلمات ويضيئان من حولنا الأشياء، كذلك القرآن إنه يضيء لنا طرق الحياة، ويكشف ما خفي علينا من الأمور.
ب - عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال لحمران: " ظهر القرآن الذي نزل فيهم، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم، يجري فيهم ما نزل في أولئك."
ج - عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام): "ولو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية لمات الكتاب، ولكنه حي يجري في من بقي، كما جرى في من مضى."
د - عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): "... ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والأرض".
هـ - عن أبي عبد الله (عليه السلام): "إن القرآن حي لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا ".
إذن، فمن الخطأ "التسمر" في فهم القرآن على أفراد معينين أو على حقب معينة. من الخطأ أن ندفن آيات القرآن في قبو الماضي السحيق، بل يجب تطبيق القرآن تطبيقاً حياً على الواقع الذي نعيش وعلى الأفراد الذين نتعامل معهم ضمن هذا الواقع من الحاكم والتاجر والقوى الاجتماعية وسائر فئات الشعب....". ( محمد رضا الشيرازي).
*د يحيى
26 - يوليو - 2010
الرد على القاديانية ، هداهم الله الهادي.....    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
السؤال
" أود طرح نقطة حرجة أرقتني و لم أجد لها حلاً، وكلما سألت ذا علم قوبلت بأجوبة، مثل (ملحد، كافر، منافق) فالدين الإسلامي يرتكز على القرآن الكريم، والذي نزل على رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم- وفي القرآن عينه وجدت آية "ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"، ولكن أين أحمد؟! لقد جاءنا محمد وليس أحمد، فماذا لو بعد عدة سنين جاءنا رجل اسمه أحمد، وقال: إنه هو الرسول، ويقول: إن كتابكم قال ذلك "
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: القرآن الكريم قد ثبتت صحته بعشرات الأدلة، وذلك من خلال محتواه اللفظي والمعنوي.
أما اللفظي فقد تحدى العرب وهم الفصحاء البلغاء الذين كانوا أمراء العبارة وفرسان الكلام فعجزوا، فدل على أنه ليس في مقدور بشر أن يأتي بمثله ولا بسورة من مثله.
ثانياً: هذا الاسم مثبت في القرآن الكريم منذ نزوله، وسمعته العرب وهي تعرف أن الذي أنزل عليه القرآن هو "محمد"، فلم ينكر شخص واحد على هذه التسمية – وسيأتي التعليل بمشيئة الله-.
ثالثاً: هذا الاسم مثبت في القرآن، وقد سمعه أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولم ينكروا، مما يدل على أنه ليس فيه شبهة عندهم.
رابعاً: هذه البشارة بهذا الاسم نزلت في لغة غير عربية، واللغات لا تتطابق فيها الأسماء تمام المطابقة، فقد يقرأ الاسم الواحد بأكثر من لفظ لضرورة الترجمة.
ألا ترى "إبراهيم" يقرأ كذلك، ويقرأ "إبراهام" ويقرأ "إبراهوم" في قراءات القرآن الكريم، ولم يقل أحد أن الاسم الأول غير الاسم الثاني، ولكن جرى التسامح في رسمها ونطقها لاختلاف اللغة.
خامساً: اللفظ الذي ورد في كتب اليهود والنصارى يؤدي المعنيين فكلاهما حق.
فـ "محمد" اسم على وزن "مفعول" أي محمود من الناس.
و "أحمد" كذلك اسم على وزن "أفعل" أي أحمد من غيره.
فكلاهما يرجعان إلى اشتقاق متقارب.
سادساً: الاسم الذي ورد في كتبهم وتحتمله كتبهم مشتقة من الحمد وهو: "الفار قليط"، ومن معناها عندهم: "الحماد" أو "الحامد" أو "الحمد"، فكلها كما ترى مشتقة من "الحمد".
ونحن نعلم ما تعرضت له كتب النصارى من تحريف.
سابعاً: القرآن الكريم نزل على النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- وعمره أربعون سنة، وقد عرف في قومه باسم "محمد" والقرآن نزل واسمه معروف، فلو كان دلالة أحمد غير دلالة محمد بالنسبة لما ورد في الكتب السابقة لقال الله عز وجل: "اسمه محمد"، ولما كان كلا اللفظين تدل عليه الكتب السابقة التي ذكر فيها –عز وجل- الاسم سماه الله -عز وجل- "أحمد" وفي مكان آخر: "محمداً".
ثامناً: يبدو أن اللغة التي دونت بها التوراة والإنجيل إنما ذكر فيها المادة التي يشتق منها الاسم، فكلا الاسمين يشتقان من تلك المادة، فقارئ التوراة والإنجيل يفهم من تلك المادة كلا الاشتقاقين.
هذا موجز عن هذه المسألة أرجو أن تحقق المطلوب".
( منقول من موقع علماء الشريعة).
*د يحيى
26 - يوليو - 2010
" ما يلفِظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" (سورة ق/ آية 18).    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 تفسير الهداية إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ)
" ... روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنّ الله عز وجل وَكّل بعبده ملَكين يكتبان عملَه، فإذا مات قال الملَكان اللذان وكّلا به: ربَّنا قد مات عبدُك فلان بن فلان فتأذن لنا فنصعَد إلى السماء فيقول: سمائي مملوءة من ملائكتي، فيقولان: ربَّنا فنُقيم في الأرض، فيقول الله، عز وجل،: أرضي مملوءةٌ من خَلقي، فيقولان: ربَّنا فأين، فيقول قُومَا عند قبرِ عبدي فسبِّحاني واحمَداني وكبِّراني وهلِّلاني واكتُبا ذلك لعبدي إلى يوم يُبعثون ".
 
فائدة: لَفَظَ، يَلفِظ ( بكسر الفاء)،وغَفَلَ ، يَغفُل(بضم الفاء)، وحَرَصَ، يَحرِص(بكسر الراء)، ونَقَمَ، يَنقِم(بكسر القاف)، وكَفَلَ،يَكفُل(بضم الفاء)، ونَضِجَ، يَنضَج (بفتح الضاد).....
 
*د يحيى
26 - يوليو - 2010
أنواع الرضا    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 
التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ }؛ وذلك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجِبْرِيْلَ عليه السلام: " " وَدَدْتُ أنَّ اللهَ تَعَالَى صَرَفَنِي عَنْ قِبْلَةِ الْيَهُودِ إلَى غَيْرِهَا؟ " فَقَالَ جِبْرِيْلُ: إنَّمَا أنَا عَبْدٌ مِثْلُكَ لاَ أمْلِكُ شَيْئاً؛ فَاسْأَلْ رَبَّكَ أنْ يُحَوِّلَكَ عَنْهَا، فَارْتَفََعَ جِبْرِيْلُ وَجَعَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُدِيْمُ النَّظَرَ إلَى السَّمَاءِ رَجَاءَ أنْ يَأْتِيَهُ جِبْرِيْلُ بمَا سَأَلَ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ: { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } " ، { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ }.
وروي: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَأصْحَابَهُ كَانُواْ يُصَلُّونَ بمَكَّةَ إلَى الْكَعْبَةِ، فَلَمَّا هَاجَرُواْ إلَى الْمَدِيْنَةِ أمَرَهُ اللهُ أنْ يُصَلِّيَ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؛ لِيَكُونَ أقْرَبَ إلَى تَصْدِيْقِ الْيَهُودِ لَهُ إذَا صَلَّى إلَى قِبْلَتِهِمْ مَعَ مَا يَجِدُونَ مِنْ صِفَتِهِ فِي التَّوْرَاةِ. فَرُويَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم صَلَّى هُوَ وَأصْحَابُهُ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شهراً؛ وَكَانَتِ الْكَعْبَةُ أحَبَّ الْقِبْلَتَيْنِ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
واختلفوا في السبب الذي كان لأجله يكرهُ قبلةَ بيت المقدس وهَوِيَ الكعبة. فقال ابن عباس: (لأنَّهَا قِبْلَةُ أبيْهِ إبْرَاهِيْمَ عليه السلام). وقال مجاهدٌ: (مِنْ أجْلِ أنَّ الْيَهُودَ قَالُواْ: يُخَالِفُنَا مُحَمَّدٌ فِي دِيْنِنَا وَيَتَّبعُ قِبْلَتَنَا).
وقال مقاتلٌ: " لَمَّا أمَرَ اللهُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَتِ: الْيَهُودُ: يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أنَّهُ نَبيٌّ؛ وَمَا نَرَاهُ أَحْدَثَ فِي نُبُوَّتِهِ شَيْئاً! ألَيْسَ يُصَلِّي إلَى قِبْلَتِنَا، وَيَسْتَنُّ بسُنَّتِنَا! فَإنْ كَانَتْ هَذِهِ نُبُوَّةً فَنَحْنُ أقْدَمُ وَأوْفَرُ نَصِيْباً. فَشَقَّ ذلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَازْدَادَ شَوْقاً إلَى الْكَعْبَةِ وَقَالَ: " وَدَدْتُ أنَّ اللهَ تَعَالَى صَرَفَنِي عَنْ قِبْلَةِ الْيَهُودِ إلَى غَيْرِهَا، فَإنِّي أبْغِضُهُمْ وَأبْغِضُ مُوَافَقَتَهُمْ " فَقَالَ جِبْرِيْلُ عليه السلام: إنَّمَا أنَا عَبْدٌ مِثْلُكَ، لَيْسَ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، فَاسْأَلْ رَبَّكَ. ثُمَّ عَرَجَ جِبْرِيْلُ عليه السلام؛ فَجَعَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُدِيْمُ النَّظَرَ إلَى السَّمَاءِ رَجَاءَ أنْ يَنْزِلَ جِبْرِيْلُ بمَا يُحِبُّ مِنْ أمْرِ الْقِبْلَةِ، فأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } "
أي فَلَنُلْحِقَكَ إلى قبلةٍ تحبُّها وتَهواها، { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } أي نحوه وقصدهُ. وهو نُصب على الظرف. وقيل: شطرُ الشيء نصفهُ، فكأن اللهَ أمرهُ أن يحوِّلَ وجهَهُ إلى نصفِ المسجد الحرام؛ والكعبةُ في النصف منه من كلِّ جهة.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ }؛ أي أينما كنتم من برٍّ أو بحر أو جبل أو سهل أو شرق أو غرب فولوا وجوهكم نحوه. فحولت القبلة في رَجَبَ بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين.
وقال مجاهد: (نَزَلَتِ الآيَةُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ بَنِي سَلَمَةَ وَقَدْ صَلَّى بأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، فَتَحَوَّلَ فِي الصَّلاَةِ فَاسْتَقْبَلَ الْمِيْزَابَ فَسُمِّيَ ذلِكَ الْمَسْجِدُ مَسْجِدَ الْقِبْلَتَيْنِ. فَلَمَّا حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ إلَى الْكَعْبَةِ؛ قَالَتِ الْيَهُودُ: يَا مُحَمَّدُ مَا أُمِرْتَ بهَذَا وَمَا هُوَ إلاَّ شَيْءٌ تَبْتَدِعُهُ مِنْ نَفْسِكَ، فَتَارَةً تُصَلِّي إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَتَارَةً تُصَلِّي إلَى الْكَعْبَةِ، فَلَوْ ثَبَتَّ عَلَى قِبْلَتِنَا لَكُنَّا نَرْجُو أنْ تَكُونَ صَاحِبَنَا الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى قَوْلَهُ: { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } ، يعني أمر الكعبة وأنَّها قبلةُ إبراهيم، أي وأنَّ اليهودَ والنصارى ليَعلمون أنَّ استقبالَ الكعبةِ حَقٌّ من ربهم؛ لأنَّ نعتَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في التوراةِ أن يكون صاحبَ القِبلتين، ثم هدَّدَهم عَزَّ وَجَلَّ: { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }؛ أي لا يخفى عليه جحُودهم.
 
·        تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ)
" جاء مؤكداً باللام وسوف، وقال بعض العلماء: يعطيه في الدنيا من إتمام الدين وإعلاء كلمة الله، والنصر على الأعداء.
والجمهور: أنه في الآخرة، وهذا إن كان على سبيل الإجمال، إلا أنه فصل في بعض المواضع، فأعظمها ما أشار إليه قوله تعالى:{ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }
[الإسراء: 79].
وجاء في السنة بيان المقام المحمود وهو الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون، كما " في حديث الشفاعة العظمى حين يتخلى كل نبي، ويقول: " نفسي نفسي، حتى يصلوا إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها أنا لها... "
.
ومنها: الحوض المورود، وما خصت به أمته غراً محجلين، يردون عليه الحوض.
ومنها: الوسيلة، وهي منزلة رفيعة عالية لا تنبغي إلا لعبد واحد، كما في الحديث:
" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ وسلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلاَّ لعبد واحد، وأرجو أن أكون أنا هو ".
وإذا كانت لعبد واحد فمن يستقدم عليها، وإذا رجا ربه أن تكون له طلب من الأمة طلبها له، فهو مما يؤكد أنها له، وإلاَّ لما طلبها ولا ترجاها، ولا أمر بطلبها له. وهو بلا شك أحق بها من جميع الخلق، إذ الخلق أفضلهم الرسل، وهو صلى الله عليه وسلم مقدم عليهم في الدنيا، كما في الإسراء تقدم عليهم في الصلاة في بيت المقدس.
ومنها: الشفاعة في دخول الجنة كما في الحديث
:
" أنه صلى الله عليه وسلم أول من تفتح له الجنة، وأن رضواناً خازن الجنة يقول له: أمرت ألا أفتح لأحد قبلك ".

ومنها: الشفاعة المتعددة حتى لا يبقى أحد من أمته في النار، كما في الحديث: " لا أرضى وأحد من أمتي في النار " أسأل الله أن يرزقنا شفاعته، ويوردنا حوضه. آمين.
وشفاعته الخاصة في الخاص في عمه أبي طالب، فيخفف عنه بها ما كان فيه.
ومنها: شهادته على الرسل، وشهادة أمته على الأمم وغير ذلك، وهذه بلا شك عطايا من الله العزيز الحكيم لحبيبه وصفيه الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
فائدة من يحيى: كل ما جاء على زِنة( فِعَل) و (فُعَل) ،نحو: رِضا،زنى ، ضُحا ذُرا... يجوز رسمه بالألف الممدودة ، وبالألف المقصورة.
تنبيه:

اللام في { وَلَلآخِرَةُ } وفي { وَلَسَوْفَ } للتأكيد وليست للقسم، وهي في الأول دخلت على المبتدأ، وفي الثانية المبتدأ محذوف تقديره، لأنت سوف يعطيك ربك فترضى. قاله أبو حيان وأبو السعود.


 
 
*د يحيى
26 - يوليو - 2010
كليمة عن بلاغة كتاب الله الحكيم ؛ كلام رب العالمين.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
من أسرار البيان في القرآن (بلاغة القرآن)
  الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر
(عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
 
القرآن وعلومه
 

تعرف العربية عبر تاريخها الطويل خطاباً أبلغ ولا أرقى ولا أسمى من خطاب القرآن، ولا غرو، فهو كلام الله عز وجل المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وإذا أردت أن تقف على عظمة القرآن فاشخص ببصرك إلى القوم الذين نزل بساحتهم لأول أمره، وتليت بين ظهرانَيهم آياته، وتوجهت إليهم خطاباته، فلقد كانوا قوماً ذوي بيان وفصاحة، بل كانوا رؤساء صناعة الخطب، وعبيد الشعر، وفرسان الحكمة، ولقد تحداهم القرآن في مرات كثيرة أن يأتوا بمثله، أو بأقل سورة منه، فعجزوا العجر كله، وسجل عليهم القرآن عجزهم، وقطع عليهم الطريق قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) الأسراء:88. بيد أنه وجد في القوم من لم يستطع كتم إعجابه وانبهاره بأسلوب القرآن ومن هذا ما جاء عن الوليد بن المغيرة أحد صناديد قريش، وكان قد استمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو شيئا من القرآن، فقال: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإته ليعلو ولا يعلى(ينظر: تفسير عبد الرزاق الصنعاني 2/328، مستدرك الحاكم 2/506، دلائل النبوة للبيهقي 2/198. لقد تعددت مناحي الإعجاز البلاغي، ذلك لأن القرآن بلغ الذروة في صياغته وأسلوبه، قال القاضي أبو بكر الباقلاني: وهو-أي القرآن- بديع النظم، عجيب التأليف، متناه في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه)(إعجاز القرآن 68). وقال أبن أبي الأصبع المصري: ( وإذا انتهيت إلى بلاغة الكتاب العزيز انتهيت إلى نهاية البلاغة (تحرير التحبير، 329)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمة: أكمل الألسنة لسان العرب، وأكمل البلاغة بلاغة القرآن، باتفاق أهل العلم.(الرد على البكري 319). طفق العلماء يكتبون بصدق صادق في بلاغة القرآن وطرائق نظمه، وعرضوا لمجازاته ، وتشبيهاته، واستعاراته، وكناياته، إلى غير ذلك من ضروب الأداء فيه، كما تحدثوا عن مراعاته لمقتضى الحال، واختلاف نظم الآيات المتحدة في معانيها، أو ما يعرف بالمتشابه اللفظي، فكتبت كتابات مستقلة في هذا، ومن ذلك(النكت في إعجاز القرآن، لأبي الحسن الرماني(ت386) و(بيان إعجاز القرآن) لأبي سليمان الخطابي (ت388هـ) و(الرسالة الشافية) و (دلائل الإعجاز) كلاهما لعبد القاهر الجرجاني (ت471هـ) وكل هذه الكتب مطبوعة. فأما كتب التفسير فقلما خلا كتاب منها من الحديث في بلاغة القرآن، فمن مقل منهم ومن مكثر، والغرض من كل أولئك الكشف عن مراد الله في أحكامه، وما يريده من العباد، ثم تلمس مواضع الحسن، ومواطن الجمال في أسلوب الذكر الحكيم. هذا؛ وإسهاما من هذا الموقع في خدمة كتاب الله، رؤي أنه تكون هذه المساحة ميداناً تعرض فيه آيات من القرآن، ثم تتبع بالحديث عن بلاغتها، وتحليل أسرار النظم فيها، حديثاً يعين على تجلية المعنى ويدخل السرور على القلوب إن شاء الله، ويزيد العبد إيماناً وتصديقاً بكلام ربه، وهذه مطالب سامية وأغراض شريفة، يجب أن يتوخاها مجتمعة كل من يكتب أو يقرأ في بلاغة التنزل العزيز، لا أن تكون الكتابة أو القراءة في هذا لمحض الإمتاع والتذوق الفني، فإن ذلك يكون على حساب المعاني، وهذا ما لا يليق بمؤمن، ولم ينزل القرآن لمجرد الإمتاع. وسنشرع فيما قصدنا إليه بدءا من الحلقة التالية، والله أسأل وبأسمائه وصفاته أتوسل أن يجعل عملنا خالصا صواباً، وينفع به قارئه وكاتبه، إنه سميع مجيب.
*د يحيى
26 - يوليو - 2010
نظرة لغوية للأستاذ الدكتور صالح حسين العايد. حفظه الله...    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 

قال تعالى:"يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم

وما يشعرون"( البقرة2/9).


ثم قال تعالى: " ألاّ إنّهم هم المفسدون ولكن لايشعرون"(2/12).
في الآية الأولى استخدم المولى النفي ب"ما"، فقال : " وما يشعرون"،

وفي الأخرى استخدم النفيَ ب"لا"، فقال : " لايشعرون".

وهناك فرق بين النفي ب "لا" والنفي ب "ما"، ف"ما" تنفي الحال؛

أي تنفي الفعل الواقع في الزمن الحاضر..

ونفي"لا" ممتد يشمل الحاضروالمستقبل،

فاستعمال النفي ب"ما" في المخادعة ، وعدم الشعور بها من

قبل أصحابها ؛لأنّ المخادعة ليست عملاً مستمراً دون انقطاع،

بل هي تحصل بين الفَينة والأخرى، ولايمكن تصورها لاحتمال أن

يكتشف حقيقتَها المؤمنون فلا تكون مجدية ولانافعة فناسب

التعبير عن ذلك بالنفي ب"ما" التي لنفي الحال.


أما الإفساد فهو خصلة سوء ملازمة لأصحابها المنافقين، ولذلك

تأمل تعبير الله عن هذه الخصلة فيهم حيث استعمل الجملة

الاسمية المؤكدة بعدد من المؤكدات "ألا"  "إنّهم"  "هم"

"المفسدون" ولكنهم فقدوا كل إحساس بحالهم المفسدة فصار

اليأس من استيقاظهم أمراً محتماً فناسب التعبير عن ذلك بالنفي

ب"لا"
*د يحيى
27 - يوليو - 2010
نظرة لغوية أخرى....    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
قال تعالى:

"وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا،وإذا خلوا الى شياطينهم


قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزئون"(2/14).

يقول المؤلف :" إن النظم القرآني الفريد كان في غاية

الإبداع، وهو يزاوج بين الجمل الاسمية،والجمل الفعلية

ويكون التعبير بأحدهما في سياق لاتنفع فيه الأخرى،

فالاسم يدلّ على الحدث أو الحقيقة غير مقرون بزمان،

على حين الفعل يدل على الحدث أو الحقيقة مقروناً بزمان

وكل ماكان زمانياً فهو متغير، والتغّير يشعر بالتجدد والحدوث،

أمّا الجملة الاسمية فتدل على الثبات والدوام.

والمتأمل في خطاب المنافقين أنّهم خاطبوا المؤمنين

بعدة خطابات مختلفة فقالوا: "آمنّا" وهي جملة فعلية تدل على

التجدد والحدوث.....وأرادوا باستخدامهم الجملة الفعلية

الدلالة على حدوث الإيمان في قلوبهم،والإيماء إلى تجدده فيها

والإشعار بتحولهم عمّا كان يعرفه المؤمنون فيهم من

الكفروالنفاق.

أمّا حين خاطبوا إخوانهم الكفار واليهود فقد خاطبوهم بقولهم:

"إنّا معكم" وهي جملة اسمية تدل على الثبوت والدوام على


كفرهم للدلالة والتأكيد على أنّ إظهارهم الإيمانَ أمام المؤمنين

إنّما كان للتعمية والخداع،وليس إيماناً حقيقياً ، ولذلك أكدوا

خطابهم لهم "إنّ" وبالجملة الاسمية، فالتعبير بالجملة

الاسمية نوع من أنواع التأكيد.

واذا تأملنا الآية مرة أخرى نجد أنّ خطابهم للمؤمنين

ورد غير مؤكد بمؤكدات...حتى لايثيروا الشك والريبة فيهم

من قبل المؤمنين..في حين جاء خطابهم لإخوانهم الكافرين

مؤكداً بمؤكدين هما: الجملة الاسمية و "إن"،

مع أن ظاهر الحال يدل على أن إخوانهم الكفار لايشكون

في بقائهم على دينهم، وكان مقتضى الحال يقتضي

عكس كلامهم.
*د يحيى
27 - يوليو - 2010
 1  2  3  4