لقد جاء ذكر القرين في القرآن واصفاً إياه بالعداء للإنسان
دائماً ما تردنا اسئلة كثيرة عن الرقيب والعتيد المذكورين في القرآن.. وعن القرين الذي جاء ذكره في سورة »ق« ما هو الرقيب وما هو العتيد? وما علاقتهما بالانسان? وما هو القرين هل هو ملك ام شيطان? افيدونا أفادكم الله..
يجيب على هذه الاسئلة الاستاذ الدكتور احمد شوقي ابراهيم رئيس الاعجاز العلمي في القرآن والسنة بالقاهرة - فيقول: ¯ ذكر لنا القرآن العظيم حقيقة الرقيب والعتيد, وعلاقته بالانسان في سورة ق17 - 18 في قول الله عز وجل: (ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).
الوسوسة: هي حديث النفس بما لا يعبر عنه اللسان.
وحبل الوريد: تعبير لغوي عن نفس الانسان وقلبه, فالله عز وجل اقرب الى الانسان من نفسه وقلبه, المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد: هما الملكان يتلقيان اعمال الانسان, احدهما عن يمينه يكتب الحسنات.. والآخر عن شماله يكتب السيئات.. وقعيد بمعنى قاعد. ولم يقل قعيدان وهما اثنان. لأن المراد القول: عن اليمين قعيد, وعن الشمال قعيد. فحذف الاول لدلالة الثاني عليه. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم »كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على شماله. وكاتب الحسنات امين على كاتب السيئات, فاذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا, واذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: دعه ست ساعات لعله يسبح او يستغفر« (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد): اي لا يتكلم الانسان بشيء الا كتب عليه, والله تعالى اعلم فلا يحتاج الامر الى ملك يخبر, ولكن الله عز وجل وكلهما بالانسان الزاما للحجة عليه.. والرقيب: هو المتتبع للامور والشاهد والحافظ عليها.. والعتيد: الحاضر الذي لا يغيب, والحافظ المعد للحفظ.
وقال ابوالجوزاء ومجاهد: يكتب على الانسان كل شيء حتى الانين في مرضه وروى انس - رضي الله عنه - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من حافظين يرفعان الى الله ما حفظا, فيرى الله في اول الصحيفة خيراً, وفي آخرها خيراً, الا قال الله تعالى لملائكته: اشهدوا اني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة).
ويقول الله عز وجل في سورة ق18: (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد, وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد, ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. وقال قرينه هذا ما لدي عتيد).
فالانسان في يوم الحساب يأتي ملك يسوقه وملك يشهد عليه, والانسان على نفسه شهيد ايضا, وقد يكون ملكا واحدا جامعا بين الامرين سائقا وشهيدا, لقد كان الانسان في حياته الدنيا في غفلة من هذا الموقف العظيم يوم الحساب. وحينئذ يكشف عن الانسان الغطاء, فاذا ببصره اكثر حدة ومضاء.. والمراد به البصيرة.. ونقرأ في السنة حديثا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت, يكتب الله عز وجل له بها رضوانه الى يوم يلقاه, وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن تبلغ ما بلغت, يكتب الله عليه بها سخطه الى يوم يلقاه).
فما يلفظ اي انسان من قول الا ويسجل عليه, وسيعرض عليه يوم الحساب ليحاسب بمقتضاه, وسيشهد على نفسه كما يشهد الملك عليه ايضا, وقال الزمخشري في تفسيره: المعنى ان ملكا يسوقه, وآخر يشهد عليه, وشيطانا مقرونا به يقول: لقد أعدته لجهنم وهيأته لها بإغوائي واضلالي.. ويقول للملكين: القياه في جهنم كما قال عز وجل في سورة ق23 - .29
(ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. مناع للخير معتد مريب. الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد. قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد. ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد).
الآية الكريمة تتحدث عن القرين.. فما هو القرين? هل هو ملك موكل بالانسان في الدنيا. ام هو شيطان يلازمه?.. الظاهر ان كلا الرأيين صحيح. فقد قال الحسن: ان القرين هو ملك موكل بالانسان في الدنيا. وقال مجاهد: ان القرين هو شيطان قيض للانسان.
ولقد جاء ذكر القرين في القرآن الكريم في ستة مواضع, متصفا فيها جميعا بالعداء للانسان كما في سورة النساء 38 في قول الله تعالى: (ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا) وفي سورة الزخرف 36 يقول تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون. حتى اذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين). وفي صورة ق يقول الله تعالى: (وقال قرينه هذا ما لدي عتيد) وقال تعالى ايضا: (قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد).
وفي سورة الصافات 50 - 51 قال تعالى: (فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون: قال قائل منهم اني كان لي قرين) فما هو القرين? يقول العلماء ان لكل مخلوق في الوجود قرينا حتى الجماد له قرين.. وقال بعض علماء الفلك, ان الشمس كنجم كان له قرين, وانفجر, ومنه تكونت الكواكب السيارة, ودليل ذلك ان مكونات الكواكب السيارة مختلفة عن مكونات الشمس.
والقرين في اللغة هو نقيض الشيء.
ان صورة اي انسان في المرآة نفس صورته, ولكن اليسار يكون يمينا.. واليمين يكون يسارا.. والقرين كذلك.. انه على نفس صورة كل انسان منا, ولكن يميننا في القرين يسار, ويسارنا في القرين يمين.
نفهم من كل ذلك, ان لكل انسان منا ملائكة موكلين به في حياته الدنيا, ويسجلون عليه كل افعاله واقواله, ومعه ايضا قرين من الجن يلازمه ويأمره بالشر ويوسوس اليه به. وما الدليل على ذلك? الدليل ما رواه مسلم والامام احمد, عن سالم بن ابي الجعد, عن عبدالله ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (ما منكم من احد الا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة), وروي مسلم في صحيحه عن صدقة بن يسار عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اذا كان احدكم يصلي فلا يدع احدا يمر بين يديه, فإن ابى فليقاتله فإن معه القرين) وقرين الانسان من الملائكة, يأمره بالخير ويحثه عليه, وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه. ( منقول).
دائماً ما تردنا اسئلة كثيرة عن الرقيب والعتيد المذكورين في القرآن.. وعن القرين الذي جاء ذكره في سورة »ق« ما هو الرقيب وما هو العتيد? وما علاقتهما بالانسان? وما هو القرين هل هو ملك ام شيطان? افيدونا أفادكم الله..
يجيب على هذه الاسئلة الاستاذ الدكتور احمد شوقي ابراهيم رئيس الاعجاز العلمي في القرآن والسنة بالقاهرة - فيقول: ¯ ذكر لنا القرآن العظيم حقيقة الرقيب والعتيد, وعلاقته بالانسان في سورة ق17 - 18 في قول الله عز وجل: (ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).
الوسوسة: هي حديث النفس بما لا يعبر عنه اللسان.
وحبل الوريد: تعبير لغوي عن نفس الانسان وقلبه, فالله عز وجل اقرب الى الانسان من نفسه وقلبه, المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد: هما الملكان يتلقيان اعمال الانسان, احدهما عن يمينه يكتب الحسنات.. والآخر عن شماله يكتب السيئات.. وقعيد بمعنى قاعد. ولم يقل قعيدان وهما اثنان. لأن المراد القول: عن اليمين قعيد, وعن الشمال قعيد. فحذف الاول لدلالة الثاني عليه. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم »كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على شماله. وكاتب الحسنات امين على كاتب السيئات, فاذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا, واذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: دعه ست ساعات لعله يسبح او يستغفر« (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد): اي لا يتكلم الانسان بشيء الا كتب عليه, والله تعالى اعلم فلا يحتاج الامر الى ملك يخبر, ولكن الله عز وجل وكلهما بالانسان الزاما للحجة عليه.. والرقيب: هو المتتبع للامور والشاهد والحافظ عليها.. والعتيد: الحاضر الذي لا يغيب, والحافظ المعد للحفظ.
وقال ابوالجوزاء ومجاهد: يكتب على الانسان كل شيء حتى الانين في مرضه وروى انس - رضي الله عنه - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من حافظين يرفعان الى الله ما حفظا, فيرى الله في اول الصحيفة خيراً, وفي آخرها خيراً, الا قال الله تعالى لملائكته: اشهدوا اني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة).
ويقول الله عز وجل في سورة ق18: (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد, وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد, ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. وقال قرينه هذا ما لدي عتيد).
فالانسان في يوم الحساب يأتي ملك يسوقه وملك يشهد عليه, والانسان على نفسه شهيد ايضا, وقد يكون ملكا واحدا جامعا بين الامرين سائقا وشهيدا, لقد كان الانسان في حياته الدنيا في غفلة من هذا الموقف العظيم يوم الحساب. وحينئذ يكشف عن الانسان الغطاء, فاذا ببصره اكثر حدة ومضاء.. والمراد به البصيرة.. ونقرأ في السنة حديثا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت, يكتب الله عز وجل له بها رضوانه الى يوم يلقاه, وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن تبلغ ما بلغت, يكتب الله عليه بها سخطه الى يوم يلقاه).
فما يلفظ اي انسان من قول الا ويسجل عليه, وسيعرض عليه يوم الحساب ليحاسب بمقتضاه, وسيشهد على نفسه كما يشهد الملك عليه ايضا, وقال الزمخشري في تفسيره: المعنى ان ملكا يسوقه, وآخر يشهد عليه, وشيطانا مقرونا به يقول: لقد أعدته لجهنم وهيأته لها بإغوائي واضلالي.. ويقول للملكين: القياه في جهنم كما قال عز وجل في سورة ق23 - .29
(ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. مناع للخير معتد مريب. الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد. قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد. ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد).
الآية الكريمة تتحدث عن القرين.. فما هو القرين? هل هو ملك موكل بالانسان في الدنيا. ام هو شيطان يلازمه?.. الظاهر ان كلا الرأيين صحيح. فقد قال الحسن: ان القرين هو ملك موكل بالانسان في الدنيا. وقال مجاهد: ان القرين هو شيطان قيض للانسان.
ولقد جاء ذكر القرين في القرآن الكريم في ستة مواضع, متصفا فيها جميعا بالعداء للانسان كما في سورة النساء 38 في قول الله تعالى: (ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا) وفي سورة الزخرف 36 يقول تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون. حتى اذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين). وفي صورة ق يقول الله تعالى: (وقال قرينه هذا ما لدي عتيد) وقال تعالى ايضا: (قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد).
وفي سورة الصافات 50 - 51 قال تعالى: (فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون: قال قائل منهم اني كان لي قرين) فما هو القرين? يقول العلماء ان لكل مخلوق في الوجود قرينا حتى الجماد له قرين.. وقال بعض علماء الفلك, ان الشمس كنجم كان له قرين, وانفجر, ومنه تكونت الكواكب السيارة, ودليل ذلك ان مكونات الكواكب السيارة مختلفة عن مكونات الشمس.
والقرين في اللغة هو نقيض الشيء.
ان صورة اي انسان في المرآة نفس صورته, ولكن اليسار يكون يمينا.. واليمين يكون يسارا.. والقرين كذلك.. انه على نفس صورة كل انسان منا, ولكن يميننا في القرين يسار, ويسارنا في القرين يمين.
نفهم من كل ذلك, ان لكل انسان منا ملائكة موكلين به في حياته الدنيا, ويسجلون عليه كل افعاله واقواله, ومعه ايضا قرين من الجن يلازمه ويأمره بالشر ويوسوس اليه به. وما الدليل على ذلك? الدليل ما رواه مسلم والامام احمد, عن سالم بن ابي الجعد, عن عبدالله ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (ما منكم من احد الا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة), وروي مسلم في صحيحه عن صدقة بن يسار عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اذا كان احدكم يصلي فلا يدع احدا يمر بين يديه, فإن ابى فليقاتله فإن معه القرين) وقرين الانسان من الملائكة, يأمره بالخير ويحثه عليه, وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه. ( منقول).