البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أميرة في خيالي / من أشعاري    قيّم
التقييم :
( من قبل 53 أعضاء )
 العايد 
1 - يوليو - 2010
قـدْ عـادَ لـي الشِعْرُ فَيّاضاً iiبِوَادِيْهِ يُـحْـيـيْ مَـوَاتاً مِنَ التَهيام iiناسيْهِ
تـراقـصَتْ  لانبعاثِ الشوقِ قافيتيْ فَـصِـرْتُ  كالطيرِ يَشدُوْ في مَغانيْهِ
أمـيـرتـيْ  أيّ سِحْرٍ فِيْكِ iiيَجْذِبُنيْ فـالشِعْرُ ضاقتْ عَنِ الوَصْفِ iiقوافِيْهِ
أُسَـرِّحُ  الطَرْفَ في دنيا الجَمَالِ iiفما أرى نـظـيـراً لـها أوْ مَنْ iiيُدانيهِ
كَـمِـيْـلَـةُ الحُسْنِ عَيْنُ اللهِ تَكْلَؤها أبـهـى  من البدرِ في صافي iiلياليهِ
رقـيـقـةٌ مِـثلُ قَطْرِ المَاءِ iiمُنْسَكِباً مِـنَ  الـغَـمَـام تَهَادَى فيْ iiسَوَاقِيْهِ
نَـدِيّـةٌ  مِـثلُ رَوْضِ الحَزْنِ iiبَاكَرَهُ وَبْـلُ الـسـحابِ هَتُوْناً ليسَ iiيُؤذيْهِ
زَكِـيّـةٌ مِـثلُ أنفاسِ الرُبَى iiانبَعثتْ فَـوّاحَـةَ  الـطِيبِ مَرُّ الرِيْحِ iiيُذكِيْهِ
ذَكِـيّـةٌ لـو رأى شَـنٌّ iiنَـبَـاهَتَها لَـمَـا  اجْـتَبَى غَيْرَها خِلاً iiيُصَافيْهِ
حَـسِـيْـبَةٌ  مِنْ تَمِيْمٍ طَابَ iiمَحْتَدُهَا مِـنْ نَـسْلِ قَيْسٍ وَمَا أصْلٌ iiيُضاهِيْهِ
أمـيـرتيْ إنْ مَشَتْ فالمَيْسُ iiمِشْيَتُهَا وَشْـيُ  الـطَوَاوِيْسِ يَحْكِيَْها iiوَتَحْكِيْهِ
رَشِـيْـقَـةُ  الـقَـدِّ لا رِيْمٌ iiتُشابهُهَا جِـيْـداً  ولا غُـصْنُ بَانٍ في iiتَثَنِّيْهِ
مَـلِـيْـحَـةٌ  زانها طَرْفٌ بهِ iiحَوَرٌ لو بِيْعَ في السُوْقِ أغلى السِعْرَ شارِيْهِ
هَـيْـفَـاءُ  عَنْقَاءُ نَجْلاءُ العُيُوْنِ iiبها مـنْ سِـحْرِ هاروتَ ما يُعْيِيْ بِرَاقِيْهِ
رَخِـيْمَةُ  الصَوْتِ تَحْكِيْ في iiعُذُوْبَتِهِ مِـزْمَـارَ  داودَ صَـدّاحـاً iiبِـنَادِيْهِ
وَرْقَـاءُ  سَـاجِـعَـةٌ لَحْناً على فَنَنٍ أذنُ  الأصَـمِّ تَـجَـافَى عَنْ iiتَنَاغِيْهِ
آهٍ  عـلـى المُزْنِ تَهْمِيْ فَوْقَ iiمَاحِلَةٍ لا نَـبْـتَ مـنـهـا ولا ماءً تُرَوِّيْهِ
آهٍ عـلى الوَرْدِ فاحَ العِطْرُ مِنهُ iiعلى أنْـفٍ  تَـسـاوَى بهِ السَيْءُ وزاكيهِ
آهٍ  عـلـى الـحُـسْنِ تَخْتالُ مَفاتِنُهُ أمـامَ  عَـيْـنَيْ ضريرٍ كَيْفَ iiيُغْرِيْهِ
آهٍ  عـلـى الـحُبِّ ما هَبَّتْ iiنَسَائِمُهُ إلا عـلـى طَـلَـلٍ تُـعْمِيْ iiسَوَافِيْهِ
أمـيـرتـيْ  إنّ بَعْضَ الظَنِّ iiمَأثَمَةٌ وَلَـيْـسَ سَـامِـعُ شيءٍ مِثْلَ iiرَائِيْهِ
وقـد  يـلـومُ الفتى مَنْ ليسَ يعرفُهُ ولـو بـدا عُـذرُهُ مـا لامَ iiشـانِيهِ
لا  تَـعْـذِلِـيْهِ على صَمْتٍ يَنُوءُ iiبهِ فَـلَـيْـسَ يَـعْرِفُ ما يُخْفِيْ iiفَيُبْدِيْهِ
تَـرْسُـو  المَرَاكِبُ في الشُطْآنِ آمِنَةً لَـكِـنَّ  مَـرْكَـبَـهُ قَدْ ضَلَّ iiهَادِيْهِ
وراكـبُ  الـبـحرِ والأمواجُ iiعاتيَة كـراكـبِ الـلـيـثِ تَنْعَاهُ iiنَوَاعِيْهِ
والـقوسُ يَرْمِيْ بهِا مَنْ ليسَ iiيُحْسِنُهُ قـد  يـرتويْ سَهْمُهُ مِنْ نَحْرِ iiرامِيْهِ
أمـيـرتيْ  لَمْ أزَلْ فيْ حَيْرَتِيْ iiثَمِلاً ولـسْـتُ مِمَّنْ كُؤُوْسُ الخمرِ iiتُغْوِيْهِ
أبِـيْـتُ نَـهْـبـاً لأفْـكارٍ iiتُؤَرِّقُنِيْ يَـلَـفُّـنـيْ  مِنْ لَهِيْبِ الشَكِّ iiداجِيْهِ
إذا حَـضَرْتِ خفُوقُ القلبِ iiيَفْضَحُنِيْ يَـكـادُ يَـقْـفِـزُ قلبيْ مِنْ iiمَرَاسِيْهِ
وإنْ تـغَـيَّـبْتِ يَبْقَى الصَدْرُ iiمُكْتَئِباً لا تَـسْـتطيْعُ الرواسيْ حَمْلَ ما iiفِيْهِ
حـارَ اللبيبُ : أداءُ العِشقِ iiداهَمَنِيْ؟ والـرأسُ  قـدْ شابَ قاصِيْهِ iiوَدَانِيْهِ!
وأسْـوَأُ  الـنـاسِ حـالاً مَنْ تقاذَفُهُ أمـواجُ حَـيْـرَتِـهِ فـي لُجَّةِ iiالتِيْهِ
أمـيـرتـيْ  قد أتاكِ القلبُ iiمُنكسراً مُـصَـفَّـداً بِـإسَـارِ الـعَقْلِ iiيَثْنِيْهِ
ذلُّ الإسـارِ تَـمـادَى فـيْ iiمَـذلَّتِهِ حـتّـى  الـتَمَادِيْ تَمادَى فيْ تَمَادِيْهِ
كـأنّـنـي الـصَـقرُ خانتْهُ iiقَوادِمُهُ ولـمْ  تُـعِـنْـهُ وقدْ قُصَّتْ iiخَوافِيْهِ
أمـيـرتـيْ  يَقْطَعُ الشَكَّ اليَقِيْنُ iiبِنَا أنَّ الـثُـرَيَّـا سُـهَـيْـلاً لا iiتُلاقِيْهِ
وَأجْـمَـلُ الـيأسِ يَأسٌ لا رَجَاءَ iiلهُ يَـنْـفِـيْ  الـمُعَنَّى بهِ زَيْفَ iiأمانِيْهِ
فـالـيـأسُ راحةُ مَنْ سُدَّتْ iiمَذاهِبُهُ كـالـمـاءِ  يَغْمُرُ جَمْرَ النارِ iiيُطْفِيْهِ
وَرُبَّ داءٍ دَوَاءٍ يُــسْـتَـراحُ iiبِـهِ كـالـمَـوْتِ يـأتيْ لِمَيْئوسٍ iiتَشَافِيْهِ
أمـيـرتي  البَذرُ في سَبْخاءَ مَضْيَعَةٌ حَـصَـادُهٌ  الـفَقْرُ والبُؤسى iiلِرَاجِيْهِ
والـمُـشْـتريْ كاسِداً لِلبيعِ iiيَعْرِضُهُ وَيَـطْـلُبُ الرِبْحَ خُسْرٌ ما سعى iiفيهِ
وَمَـنْ  بَنى قَصْرَهُ في الرملِ مُجْتَهِداً فـإنَّـمـا قـد بَـنَـى قبراً iiيُواريهِ
وَقـابِـضُ  الـرِيْحِ لا ماءٌ ولا iiثَمَرٌ وَزارِعُ  الـشَوْكِ شَوْكاً سَوْفَ iiيَجْنِيْهِ
ومُسْتقي  الماءِ مِنْ بحرِ السَرابِ iiوقدْ فـاحَ الـهـجيرُ زُؤامُ الموتِ iiساقيهِ
أمـيرتي  السَيْرُ في الصَحْرَاءِ مَهْلَكَةٌ مَـفَـازَةٌ  مـا بِـهَـا فَـوْزٌ iiلِبَاغِيْهِ
فَـالـعَـوْدُ  أحْمَدُ عَنْ دَرْبٍ بِهِ هَلَكٌ تُـبْـدِيْ أوائـلُـهُ عُـقْـبَى iiتَوالِيْهِ
بَـانَ الـخَـفِـيُّ فلا عُذرٌ ولا iiعِلَلٌ قـدْ أفـصَحَ اللفظ عَنْ فَحْوَى معانيْهِ
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الشاعر العايد بين حبه وعتابه    ( من قبل 48 أعضاء )    قيّم
 
الشاعر عاشق هيمان، والهيمان : عطشان ، يزوره الهيام ليلاً لا نجوم فيه من غير استئذان ، ولولم يكن هيمانَ ، عاشقاً، شديدالوجد، لما ذكر التهيام ، وصدق كُثيِّر :
          وإني ، وتَهيامي بِعَزّة بعدما** تخلّيتُ مما بيننا وتخلّتِ
أما ( وادي الشعر) ، " فإنه وادي الصحراء يخلو فيه العاشق والشاعر ، ويقال: هو وادي الكلام".
وقد عرتْه هزةٌ ، فانتفضت قافيته تتراقص كما العصفور بلله القطر، ثم فاض واديه ، وهو الطير الذي يشدو في مغانيه... سألها عن سحرها الجذاب الذي يخلب الألباب ، وتقف يد الشعر مغلولة لا تقد ر على الوصف....
وما أجملَ ( أسَرّحُ الطرْف) ! إنه يُطلق لعينيه العَنان بالغداة. أما ( دنيا الجمال)، فهي ( السَّرحة) : وهي دوحة مِحلال واسعة ، يحُلّ تحتها الناسُ في الصيف، ويبتنون البيوت ، وظِلها صالح :
    فيا سرحة الرُّكبان ، ظِلّكِ باردٌ ** وماؤكِ عذبٌ ، لا يحِلّ لواردِ
 والعرب تَكْني عن المرأة بالسَّرحة النابتة على الماء.....
* أميرة الشاعر ( كميلة الحسن) : بمعنى كاملة:
     على أنه بعدما قد مضى ** ثلاثون للهَجر حولاً كميلا
والكامل: من شطور العروض معروف ، وأصله ( متفاعلن) ست مرات ، سمّي كاملاً ؛ لأنه على أصله في الدائرة: ( أجزاء وحركات) ، وكان أكملَ من ( الوافر) ؛ لأنّ الوافر توفّرتْ حركاته ، ونَقَصت أجزاؤه.
و( كامِل) : اسم فرس سابق لامرِىء القيس ، وفرس زيد الخير ، واسم فرس زيد الفوارس الضبي.
 وهكذا،فالكاف واللام والميم أصل صحيح يدل على تمام الشيء .
إنها بَضة رقيقة مِـثلُ قَطْرِ المَاءِ مُنْسَكِباً من الغمام : وهو السحاب الأبيض[ بشائر] بعد الغم الذي يغُم السماء ؛ أي يسترها ، قال الحطيئة يمدح سعيد بن العاص:
        إذا غِبتَ غابَ عنا ربيعنا ** ونُسقى الغَمامَ الغُرّ حين تؤوبُ
الغمام تهادى: والتهادي هو مشي النساء في تمايل وسكون. وإذا فعلتْ ذلك المرأة وتمايلتْ في مشيتها من غير أن يماشيَها أحد قيل : تهادى.
أما ( هتون) فمِن( هَتَنَ، يهتِن): صَبَّ يصُبّ... وهو من المطر فوق الهَطْل ، أو الهَتْل . والتهتان: مطر ساعة، ثم يفتر، ثم يعود. ويقال: هتن المطر والدمع، وعينٌ هتون الدمع، وسحاب هتون.
و(زكية): طيّبة طاهرة، وهكذا فالزاي والكاف والحرف المعتل يدل على نماء وزيادة. ويقال: الطهارة زكاة المال، قال تعالى: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتُزكّيهم بها"(9/103) ، وأرض زكية: طيبة سمينة.
·    أميرة خيال العايد ذكية تناسبه، أمّا أخوه ( شَن) فتناسبه ( طبَقة) : و( شن) : كان رجلاً من دهاة العرب وعقلائهم ،قال: والله لأطوفنّ حتى أجدَ امرأة مثلي أتزوجها. فبينما هو في بعض مسيرٍ إذا وافقه رجلٌ في الطريق ،فسأله شن: أين تريد ؟ فقال: موضع كذا. يريد القرية التي يقصِدها شن، فوافقه حتى أخذا في مسيرهما قال له شن: أتحملني أم أحملك؟  فقال له الرجل: يا جاهلُ أنا راكبٌ وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت عن شن وسارا حتى إذا قربا من القرية إذا بزرعٍ قد استحصد، فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟ فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا؟ فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازةٌ،فقال شن: ترى هل صاحب هذا النعش حي أو ميت ؟ فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك ترى جنازة تسأل عنها أميّت صاحبُها أم حي؟ فسكت عنه شن فأراد مفارقته، فأبى الرجل أن يتركَه حتى يصير به إلى منزله، فمضى معه فكان للرجل بنتٌ يقال لها "طبقة" فلما دخل عليها أبوها، سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جهله وحدّثها بحديثه، فقالت: يا أبتِ ما هذا بجاهلٍ. أما قوله " أتحملني أم أحملك"؟  فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا. وأما قوله " أترى هذا الزرع أكل أم لا " فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا؟ وأما قوله في الجنازة فأراد :هل ترك عقِباً يحيا بهم ذِكره أم لا؟ فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال: أتحب أن أفسّر لك ما سألتني عنه. قال: نعم فسِّره. ففسَّره. قال شن: ما هذا من كلامك فأخبرني عن صاحبه. قال: ابنة لي. فخطبها إليه فزوّجه إياها وحملها إلى أهله فلما رأوها، قالوا: وافق شنٌّ طبقة، فذهبت مثلاً. يُضرب للمتوافقين.
**      إنها ذات حسَب ونسب، والحسب هو الشرف الثابت في الآباء، وقد يكون الحسب المال. والرجل حسيب ، والمرأة حسيبة.
وفي الحديث: " حسَبُ الرجل خُلُقُه وكرمه ودِينه.
*هي تميمية ومن نسل قيس : تميم ترجِع إلى مضر بن نزار بن عدنان ؛ جد رسول الله، صلى الله عليه وسلم،... وقبيلة قيس عيلان بن مضر بن نزار بن عدنان.. شجرة مباركة . أما مضر بن نزار فكانوا أهل الكثرة والغلب بالحجاز من سائر بني عدنان، وكانت لهم رياسة بمكة فيجمعهم فخذان عظيمان، وهما خندف وقيس. ومعنى قيس : رجل الشدة ، وتقيّسَ الرجل: إذا تشبّه بقيس عَيلان، أو تمسك منهم بسبب : إما بِحِلْفٍ وإما بجِوار وإما بولاء.
أرأيت الحسيبة النسيبة ؟
·    المَيْس مِشيتها: الميس ضربٌ من الميَسان في تبختر تَهادٍ كما تميس العروس،قال لقيط بن زرارة :
أتحلق القرونَ أم تميس ** لا بل تميس إنها عروس
وفي حديث أبي الدرداء ، رضي الله عنه،:" تدخل قيساً وتخرج ميساً"
والمَيس : شجرة من أجْود الشجر وأجود الخشب ؛ لصنعة الرِّحال ، ومنها تُتخذ رِحال الشام ، فلما كثر قالت العرب: المَيس الرحل.
·    وشْيُ الطواويس يحكيها وتحكيه: الوشي من النبات معروف. والوشي يكون من كل لون ، كقول الأسْود بن يعفر :
حمتها رماح الحرب حتى تهوّلتْ ** بِزاهرِ نَوْرٍ مِثلِ وشْيِ النمارقِ
هي رشيقة القَد : أرشقت الظّبْيَة ؛ أي مَدّتْ عُنُقَها، وجِيدٌ أرشق: منتصب. وناقة رشيقة : خفيفة سريعة ، والرشيقة : الخفيفة الجسم.
·    مليحة ، حوراء: المُلحة في الألوان بياضٌ، وربما خالطه سواد . والحَوَرُ: شِدة سوادِ المُقلة في شدة بياض الجسد. وليس في بني آدمَ من الرجال حَوَرٌ، وإنما قيل في النساء : حُور العين ؛ لأنهنّ شُبّهن بالظباء... وفي حديث صفة الجنة : " إنّ في الجنة لَمجتمعاً لِلحُور العِين".
وقد جمع الشاعر( العايد) بين بيت مسكين الدارمي :
    قل للمليحة في الخمار الأسود** ماذا فعَلتِ بناسك متعبّد
وبيت جَرير التميمي:
إنّ العيون التي في طرفها حَوَرٌ** قتَلْنَنا ثم لم يُحْيينَ قتلانا
وأميرة الشاعر( هيفاء) : ضامرة البطن،ورقيقة الخصر. والهيفاء هي فَرَس طارق بن حَصَبة.
وهي ( نجلاء) : والنَّجْل سَعَةُ شقّ العين مع حُسْن. وفي حديث ابن الزُّبَير: "عينَين نَجلاوَين". والنجل: الرمي بالشيء، وطعنة نجلاء ؛ أي واسعة... ويقال: هو كريم النجل ؛ أي الأصل والطبع.
·    تتعطل لغة كلام العاشق الولهان حين يسمع صوت حبيبته الشجي الرخيم...
وامرأة رخيمة ورخيم: إذا كانت سهلة المنطق. وفي حديث مالك بن دينار:
" بَلَغّنا أنّ الله تبارك وتعالى يقول لِداود : مَجِّدْني بذلك الصوت الحسن الرخيم"؛ هو الرقيق الشجي الطيّبُ النغْمة، وكلام رخيم ؛ أي رقيق ، قال امرؤ القيس:
رخيمُ الكلامِ قطيع القيا      مِ تفترّ عن ذي غروبٍ خَصِر
 قال الأصمعي: " أخذ عني الخليل ( معنى الترخيم) ، فقال لي : ما تُسمي العربُ السهلَ من الكلام؟
فقلتُ له: العرب تقول : جارية رخيمة إذا كانت سهلةَ النطق ، فَعَمِلَ باب الترخيم [ في المنادى] على هذا". والترخيم كذلك: التليين. وهكذا فالراء والخاء والميم أصل يدلّ على رِقّة وإشفاق.
·    (ورقاء): يقال للحمامة ورقاء؛ لِلَونِها، وهو الأُدمة: السُّمْرة ، ومنه قيل للرماد: أورقُ. والورقاء شُجيرة معروفة، تسمو فوق القامة، تنبت في الأودية، وفي جنباتها، وفي القيعان، وهي مرعى...
انفجرت قافية شعر الشاعر ، وفاض الشعر في وادي الشعراء العشاق ، والمحبوبة الورقاء في الوادي دائمة البقاء....
 
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
(2)    ( من قبل 30 أعضاء )    قيّم
 
·    (ساجعة ) : تقول العرب " سَجَعت الحمامة إذا دعت وطرّبت في صوتها وهَدَرَت". والسجع: الكلام المقفّى ، وسُمّي سَجعاً ؛ لاشتباه أواخرِه وتَناسُبِ فواصله كقوافي الشعر؛ كقولهم : " مَن قلّ ذَلّ، ومن أُمِرَ فَلّ".
وسَجَعَ الحَمامُ : هَدَلَ على جهة واحدة ، وفي المَثَل : " لا آتيك ما سَجَعَ الحمام"،يريدون الأبد . وحمامة سَجوع، وساجعة.
وهكذا فالسين والجيم والعين يدل على صوت متوازن.
*( السّيء وزاكيه) : السّيء – بفتح السين وبكسرها- اللبّن يكون في أطراف الأخلاف قبل نزولِ الدِّرَّة ، قال زهير يصف قطاة:
كما استغاث بِسَيء فرُّ غَيطلةٍ ** خاف العيونَ ولم يُنظرْ به الحَشَكُ
و( تَسَيّأت) الناقة ؛ إذا أرسلت لبنها من غير حلْب....
·    ( تُعمي سوافيهِ) : جمع ( السّافياء) الريح التي تحمل تراباً كثيراً على وجه الأرض تهجُمه على الناس. والسّفى: التراب المُخرَج من البئر أو القبر، والسفى : شُوك البُهمى.
·    بين الآية والمَثَل:
أميرتي،إنّ بعض الظنّ مأثمة ** وليس سامعُ شيءٍ مِثْلَ رائيهِ
قال تعالى : " ... إنّ بعض الظن إثم" ( الحُجُرات/ من12).
المَثَل هكذا: " ماراءٍ كَمَن سَمِعا" :
يابنَ الكرامِ ، ألا تدنو فتُبصرَ ما** قد حّدثوكَ، فما راءٍ كمن سَمِعا
·    حال الشاعر:
إذا حضرتْ، خفوقُ القلبِ يفضحني** يكاد يقفِز قلبي من مراسيهِ
وإنْ تغيّبتْ يبقى الصدر مكتئباً ** لا تستطيع الرواسي حَمْلَ ما فيهِ
وشاعر ٌ من قومٍ إذا عشِقوا ماتوا (من قبيلة عُذْرة) يقول:
يموتُ الهوى مني إذا ما لقِيتُها ** ويحيا إذا فرقتُها فيعودُ
 
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
طلب إليها أن تعود    ( من قبل 20 أعضاء )    قيّم
 
- وراكب البحر.......
- وأسوأ الناس........
- كأنني الصقر.......
* أميرتي ، البذر.......
 
وهكذا : العَودُ أحمدُ ، ثم قفل قصيدته :
 ..........*   قد أفصح اللفظ عن فحوى معانيه
الأستاذ الدكتور صالح بن حسين العايد ، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية ، حفظه الله، متخصص في النحو والصرف ، أديب ،عروضي، ذواقة ، النحْوي الشاعر ، خِصب الثقافة ، آلِفٌ مألوف ، صديقي الحميم ، أحبه أخاً عزيزاً كريماً ، وأدعو له بظهر الغيب...
 لك تحياتي يا أبا أسامة مع اعتذاري عن افتقار زادي.
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
سقطت الألف في أثناء الطباعة !    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يموت الهوى مني إذا ما لقِيتها ** ويحيا إذا فارقتها فيعودُ
المجلس: دوحة الشعر
* الموضوع : أميرة خيال الشاعر
يرجى التكرم بزيادة الألِف ، ولكم الشكر.
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
أين خالي أمير العروض د/ عمر خلوف ؛ ليزيدنا ، زاده الله رِضاً منه وتوفيقاً.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
المُقْتَضَبُ من الشِّعْر: فاعلاتُ مُفْتعلن مرتين؛ وبيته:
أَقْبَلَتْ، فَلاحَ لها عارِضانِ كالْبَرَدِ
وإِنما سُمِّي مُقْتَضَباً، لأَنه اقْتُضِبَ مفعولات، وهو الجزء الثالث من البيت؛أَي قُطِعَ.
*د يحيى
15 - يوليو - 2010
الأنساب والأحساب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 
 
 
أحيي الأستاذ العايد صاجب القصيدة الجميلة، وأحيي كذلك شيخي أبا بشار؛ شاكرا له تعليقاته المفيدة على القصيدة ، التي تذكرنا بقصائد شعراء الغزل العذري الممتزج بشيء من الحكمة والعبرة من أشعار أجدادنا القدماء. ولكن الأميرة التي في خيال الشاعر لولا هذا البيت :
حسيبة من تميم طاب محتدها= من نسل قيس وما أصل يضاهيه
لقلت إنها حوراء عيناء من حور الجنة العين، وقد رسمها الشاعر في خياله ، وقام بتقريب صورتها لنا بمقدرته اللغوية وتمكنه من عرض الصورة الشعرية؛ ولكني لما عرفت أنها حسيبة نسيبة وأنها تميمية ، أدركت ساعتها أنها اميرة من بني البشر ربما كان للشاعر معها فيض من الذكريات. وسواء كانت الأميرة والذكريات حقيقة، أوكانت خيالا ، فالعبرة بجودة إيصال ما خطر ببال الشاعر بصورة يتفاعل معها المتلقي تفاعلا إيجابيا، وهذا ما تم بالفعل وفقا لظني؛خاصة من قِبل المتلقين الذين يعجبون بالإبقاء على هذا النوع من النهج الشعري الغزلي القديم ، الذي كان أصحابه يعنون بالجمال الحسي أكثر من عنايتهم بالأوصاف المعنوية لمن يتغزلون به ، ولا عجب في ذلك من شعراء كان الغزل بالجمال الأنثوي، بل والذكوري أيضا، يعتبر معلما بارزا من معالم ثقافتهم الشعرية عموما. على أن البيت المذكور دعاني معناه إلى التعليق على الافتخار بالأنساب في عصرنا هذا الحاضرلأقول إنه ينبو عن الصواب، ليس لأن دين الإسلام لا يلقي بالا للأنساب فحسب، فقيمة المرء في عرف الدين هي ما يحسنه من علم وتقوى، وإنما عصرنا هذا لا يحفل بالنسب والحسب من اهله الشعراء وقراء الشعر، من المسلمين أو من غير المسلمين أيضا. وعلى هذا، فإن المتلقي المعاصر مهما كان دينه، سوف يرى في هذا الافتخار امرا مذموما، وسوف يصف شعر الافتخار بالحسب والنسب هذا أنه ينتمي لعصر غير هذا العصر دون شك، اللهم إلا في بيئات معينة ما تزال تحسب للنسب حسابا في تعاملاتها الاجتماعية.
إن مسألة الحسب والنسب مسألة تعود في أصلها لدى العرب إلى الثقافة العربية في ما قبل الإسلام، وبقيت جذورها ممتدة لدى العرب إلى ما بعده كما هو معلوم ، ولكن الكثير من المسلمين في القديم لم يكونوا عربا أصلا، وهم، وإن كان بعضهم من ذوي الأنساب والأحساب في أقوامهم التي هي من غير الأرومة العربية، فإنهم تناسوها في مقابل اعتناقهم دين الإسلام الذي نبذ التعصب للأحساب والأنساب والأعراق؛ ولكنهم لما لمسوا من العرب تمسكهم بالتعصب لأنفسهم ولأصولهم القبلية وتمجيدها ، رأينا بعضهم وقد  أعلنوا ، وبجلاء، تعاليهم على العرب كجنس، وتمسكهم ، كمسلمين، بدين العرب باعتباره دينا لا يفرق بين عرق وعرق، وباعتباره أيضا دينا من لدن الله رب الخلائق كلها، وليس من لدن العرب أنفسهم. وقد ظهر ذلك بوضوح  لدى مهيار الديلمي ،كنموذج، في قصيدته الشهيرة  التي مطلعها:
أعجبت بي بين نادي قومها = أم سعد* فمضت تسأل بي
على ان فضل العرب عند المسلمين من غير العرب ينحصر في اصطفاء الله لنبيه النبي العربي ليكون مبلغا رسالته ، والله أعلم حيث يجعل رسالته وكفى. أما ان يتجاوز فضل العرب أفضال غيرهم إلى الافتخار بالأنساب لأعراض دنيوية زائلة، فهذا ما تأباه النفوس الحرة الكريمة من نفوس الناس من غير العرب، بل وتمقته النفوس العربية التي أصحابها ممن لم يسعدهم الحظ  ليتكلفوا اكتشاف أصولهم القبلية ليعلموا إن كانت من تميم أو من غير تميم.
ومن عجيب الاتفاق انني وانا أحدث نفسي بمضمون تعليقي هذا بداية كتابتي سطوره الأولى، وكنت أشاهد الأخبار على شاشة التلفاز، إذا بخبر يأتي من اليمن يقول: إن هناك منطقة يمنية ما زال اهلها يستعبدون فئة من الناس هناك ويصفونهم بالعبيد ويصفون انفسهم بالأسياد . وتفرست في صور وجوه اولئك العبيد ، فرأيت سحنتها سحنة يمنية تمتزج بسحنة اهالي شرق إفريقيا..وتالمت من هذا الخبر دون ان استغربه ، وما زدت على القول لنفسي: أين انت يا بلال بن رباح! أتراك كنت تنتمي إلى دين الإسلام لو كان النبي وصحبه من الأسياد؟!! وتلك الرواية (يا ابن السوداء)التي قيلت فيك وفي ابي ذر،صحت او لم تصح، ففيها لنا عبرة واية عبرة! لقد كان ابو ذر عربيا من غفار، وكنت من السودان الأحباش، ولكن كليكما لآدم وآدم من تراب. ثم فطنت إلى الشعوبية واسباب نشوئها وترقيها ، فما وجدت سببا لها اشد وقعا وابلغ اثرا على نفوس متبعيها من افتخار العرب حينذاك على غير العرب، ومن استئثار العرب بالحكم والسياسة ونبذ غير العرب من المسلمين بعيدا عنهما. وتمضي السنون على وتيرة التعصب للجنس حتى انقلبت الحال في عهد بني العباس من بعد عهدهم الأول، فصار الأسياد من غير العرب، وما بقي للعرب غير السيادة الاسمية، والتي لم يكن فيها ما يسمن او يغني من سؤدد أو فضل، بل كما قيل: " بوس الأيادي، ضحك على الذقون" ، وما الله بغافل عما يفتخر به المفتخرون. ثم تجدد افتخار العرب بأنفسهم في العصر الحديث وإن بصورة أخرى لم يكن الهدف الظاهر للعيان منها التفاضل بين قبيلة وأخرى في الحسب والنسب؛ وإنما الافتخار بالقومية العربية وحدها على حساب أية قومية أخرى بحجة وحدة اللغة والمصير المشترك ، مع تناسي القوميات الأخرى من المسلمين.. تلك القوميات التي نشأت أجيالها المتعاقبة على حب النبي صلوات الله عليه وحب دينه، وما نالها من قومية العرب إلا النكران. إضافة إلى ذلك، فإن دين الإسلام دين عالمي توجه للإنسانية جميعها.. وتمضي الأيام وإذا بالقومية المذكورة لا تحقق مكسبا يساوي مصاريف وسائل الإعلام التي بذلت من أجلها .. ولم يعقبها سوى النزاع والخصام والدمار والخراب بين العرب أنفسهم حين صارت لكل دولة من دول العرب قومية بذاتها بحجة المصلحة الوطنية ..وصار التعامل مع الأجنبي هو المصلحة الوطنية، ومقاطعة العربي لأخيه تحكمه تلك المصلحة الوطنية المزعومة.
أعود الآن إلى مهيار الديلمي:
شاعر كما تقول المصادر اسلم على يد الشريف الرضي، وتقول إنه كان مغاليا في التشيع.. ولنا ان نتساءل عن تلك المغالاة ما سببها؟ ولكننا من قبل الإجابة على التساؤل، علينا ان نطالع ما قاله مهيار في القصيدة التي ذكرنا مطلعها..
قال مهيار:
قوميَ استولوْا على الدهر فتى = ومضوا فوق رؤوس الحقب
عمموا بالشمس هاماتهمو = وبنوا أبياتهم بالشهب
وابي كسرى على إيوانه= أين في الناس أب مثل أبي!
قد قبست المجد من خير أب= وقبست الدين من خير نبي
فضممت الفخر من أطرافه= سؤدد الفرس ودين العرب
فإذا كان مهيار شعوبيا،وهذا ما بدا لي منه، فقد وجد لشعوبيته مكانا مناسبا لتفرخ فيه، بيد أنه لم يتنكر لدين الإسلام. فدين الإسلام لا يميز بين العرب والفرس بطبيعة الحال، أما الذين مارسوا التمييز فهم الذين انتسبوا لدين الإسلام من العرب.
ولو كان العرب قبل الإسلام قد بلغوا من الوحدة العربية مبلغا، وبلغوا من القوة ما يمكنهم من الانتصار على دولة الأكاسرة، وكانت المعاملة بالمثل مطلبا لهم، لحق لهم ان يتعالوا على الفرس، الذين كانوا يعدون العرب بدوا جهلة اجلافا، ويحتقرونهم احتقارا بالغا؛ ولكن العرب المسلمين، لا يجوز لهم ذلك بعد ان دخلوا في الإسلام أبدا، وما جعلهم يهدمون دولة الفرس ودين المجوسية إلا الإسلام.
إن مغالاة مهيار الديلمي في التشيع لا بد وكان من العوامل التي خلقتها عامل التمييز العنصري؛ وبما ان النبي صلوات الله عليه هو رمز دين الإسلام، فالتشيع لآله دون غيرهم يبدو منطقيا ، لا لأنهم عرب بالدرجة الأولى، ولاحتى الثانية ؛ وإنما لأنهم مسلمون أولا واخيرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·         لم ابحث عن أم سعد هذه لأعرف من هي؛ ولكن عبد الوهاب لما لحن هذه القصيدة وغناها استبدلها بـ (ذات حُسن) وخيرا فعل، ذلك أن زوجة اخيه الشيخ حسن عبد الوهاب كانت كنيتها ام سعد، هذا، غير أن (ذات حسن) أنسب من (أم سعد ) في المعنى واللحن والغناء.
 
*ياسين الشيخ سليمان
17 - يوليو - 2010
تحياتي لك يا أبا أحمد ؛الأستاذ ياسين ، وهاهي ذي ( دردشتي).    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
ممن عمل على ضبط الأنساب منذ القرن الثاني الهجري : هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى بعد 204 هـ ، وعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي المولود 384 هـ , والشريف محمد بن أبي جعفر شيخ الشرف العبيدلي المتوفى 435، والشريف الحسين بن محمد المعروف بابن طباطبا الحسني النسّابة المتوفى 449 ، والإمام فخر الرازي المتوفى 606هـ ، والسيد عزالدين أبو طالب إسماعيل بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد المروزي المتوفى بعد 614 هـ ، والنسابة المؤرخ صفي الدين محمد بن تاج الدين علي المعروف بابن الطقطقي الحسني المتوفى 709 هـ ،...
وقد روي عنه ،صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أنه قال :
" كل حسب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي ". رواه البيهقي والحاكم.
يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي –رحمه الله-:
" يُروَى عن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "إياكم وخضراءَ الدِّمَن" فقيل: وما خضراء الدِّمَن؟ قال: "المرأة الحسناء في مَنبَت السُّوء"
الحديث ذكره ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" والألباني –رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الضعيفة.
وسواءٌ صح الحديث أو لم يصح فهو يعني فساد النسب إذا كان الأصل غير سليم. والدِّمَن هي آثار الإبل والغنم وأبوالها وأبعارها، فربما نبَت فيها نبات فيكون منظره حسنًا أنيقًا ومَنبَته فاسد. والمراد التحذير من الزواج بذوات المنظر الحسن والجمال الفاتن بغير دين أو
خلق،[ وهو النسب]. فهذا يُنتج ذرية غير صالحة. فعلى المؤمن أن يبحث عن ذات الدين التي إن أمرها أطاعته وإذا نظر إليها سَّرَّته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله....
ويقول العلامة القرضاوي، حفظه الله :
 الإنسان لا يتزوج المرأة فقط، هو يتزوج المرأة ويصاهر أهلها، والمرأة بنت بيئتها، ولذلك قال الشاعر قديماً قال لأولاده مُمتناً عليهم:
لماجدة الأعراق بادٍ عفافُها
وأول إحساني إليكم تخيُّري
فأول فضل لي عليكم أنني اخترت لكم أماً طيبة، اخترت لكم معدِناً حسناً، فهذا هو التخير للنطف... والنبي عليه الصلاة والسلام قال "تخيروا لنطفكم فإن العرق نزّاع"، وفي رواية : دسّاس. وإنْ كان الحديث فيه ضعفٌ....
 وأقول ( أنا يحيى) ماذا لو كان أخوها دُيّوثاً ، أو يلاط به ؟ وماذنب الابن أو البنت أن يقال: إن الخال هو....؟!
 وكنت قد سمعت مرة الشيخ الكبيسي يقول: إن أبا حنيفة النعمان كان يقدّم النسب على كل خَصلة ، ومؤكداً على الافتقار إن لم تكن الفتاة ذات دِين.
*د يحيى
18 - يوليو - 2010
لماذا هكذا يا هذا؟    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
البيت هكذا ، ولا أدري لماذا انقلب ، والغريب أني عندما ذهبت إلى ( آخر مشاركة) ؛للتصويب ، لم أشاهد النص!!!!
 
وأولُ إحساني إليكم تَخيُّري ** لِماجدةِ الأعراق بادٍ عفافُها
*د يحيى
18 - يوليو - 2010
ولكن الله سلم    كن أول من يقيّم
 
أبدأ تعليقي هذا بكلام الله تعالى :
" ونفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" قال ابن عباس : لا يفتخرون بالأنساب في الآخرة كما يفتخرون بها في الدنيا ، ولا يتساءلون فيها كما يتساءلون في الدنيا ؛ من أي قبيلة أنت ولا من أي نسب ، ولا يتعارفون لهول ما أذهلهم ( القرطبي) .
تحياتي لشيخي الفاضل ، د يحيى، أبي بشار، حفظه الله،
ها أنذا احترمك وأعرف لك قدرك، لعلمك ولخلقك الحسن، دون أن اعرف نسبك ، فهو لا يعنيني، ولست بحاجة إلى كتب الأنساب وثقافة مؤلفيها بعد أن من الله علي بدين الإسلام ، ولست بحاجة إلى الأحاديث الضعيفة لأحبذ الافتخار بالأنساب، والله ورسوله لا يحبانه . ولن أكون بحاجة إلى التنبيه لقول النبي صلوات الله عليه"... فاظفر بذات الدين..." ، ذلك أن الله كلامه فوق كل كلام، وأمره فوق كل أمر أو نهي. ولو كنت مكان الشيخ القرضاوي لما استشهدت ببيت من الشعر قديم، يمكن أن يفهم منه حسن التفاخر بالأعراق ...
ولو كان التفاخر بالأنساب محمودا لكان للناس يوم القيامة مطلبا ، ولجاز لهم ذلك . ولكنهم لا ينفعهم إلا ما قدموا من أعمال الخير بلا شك. وأعيد هنا الحديث الذي سبق لك وذكرته يا شيخي: " حسَبُ الرجل خُلُقُه وكرمه ودِينه".
أما أن يكون فلان من الناس ديوثا أو يلاط به، فهل ينفعه نسبه إن كان من قبيلة أو عشيرة ذات نسب و حسب يشار إليه بالبنان؟! أو ترانا ننكر أن يكون من نسل ذوي الأنساب والأحساب من صفاته رذيلة؟!
ومن المشركين في عهد النبي صلوات الله عليه من كانوا ذوي نسب يشتركون فيه مع النبي، فهل ينفعهم هذا؟! وقيل عن أبي جهل إنه كان مأبونا يعصفر إليته، فهل ينفعه بعد هذه العصفرة أن يكون من قريش، وما أدراك ما قريش عند العرب؟! ولو احتج علينا متعصب للأنساب والأحساب بأن ما قلناه كان في مشرك ، لقلنا له : وقد كان ذلك في بعض أبناء العرب المسلمين من ذوي النسب والحسب.
أما أن يتخير الواحد منا عند المصاهرة ، ويختار ذا الخلق والدين والتربية الحسنة، فهذا لا دخل له في نسب المختار من جهة أصله وأصل أجداده .
يا شيخي الفاضل يحيى،
دردشتك كادت أن تجعلني أفصح عن معايب من يدعون أنهم من أهل النسب والحسب، مما ورد في كتب التراث من المعايب ومما لم يرد في كتب التراث، ولكن الله سلم .
واختم تعليقي الموجز هذا بخير الكلام:
" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" .
*ياسين الشيخ سليمان
20 - يوليو - 2010
اللهم اهدني في من هديت    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
" : الآية هكذا : " فإذا نُفخ في الصُّور..." ( 23المؤمنون/101)
* " ولن أكون بحاجة إلى التنبيه لقول النبي صلوات الله عليه"... فاظفر بذات الدين..." ، ذلك أن الله كلامه فوق كل كلام،": بل نحن بحاجة إلى التذكير.
"ولو كنت مكان الشيخ القرضاوي لما استشهدت ببيت من الشعر قديم، يمكن أن يفهم منه حسن التفاخر بالأعراق" : تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ)
أما قوله: { فَلاَ أَنسَـٰبَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءلُونَ } فمن المعلوم أنه سبحانه إذا أعادهم فالأنساب ثابتة لأن المعاد هو الولد والوالد، فلا يجوز أن يكون المراد نفي النسب في الحقيقة بل المراد نفي حكمه. وذلك من وجوه: أحدها: أن من حق النسب أن يقع به التعاطف والتراحم كما يقال في الدنيا: أسألك بالله والرحم أن تفعل كذا. فنفى سبحانه ذلك من حيث إن كل أحد من أهل النار يكون مشغولاً بنفسه وذلك يمنعه من الالتفات إلى النسب، وهكذا الحال في الدنيا لأن الرجل متى وقع في الأمر العظيم من الآلام ينسى ولده ووالده وثانيها: أن من حق النسب أن يحصل به التفاخر في الدنيا، وأن يسأل بعضهم عن كيفية نسب البعض، وفي الآخرة لا يتفرغون لذلك وثالثها: أن يجعل ذلك استعارة عن الخوف الشديد فكل امرىء مشغول بنفسه عن بنيه وأخيه وفصيلته التي تؤويه فكيف بسائر الأمور، قال ابن مسعود رضي الله عنه يؤخذ العبد والأمة يوم القيامة على رؤوس الأشهاد وينادي مناد ألا إن هذا فلان فمن له عليه حق فليأت إلى حقه فتفرح المرأة حينئذ أن يثبت لها حق على أمها أو أختها أو أبيها أو أخيها أو ابنها أو زوجها { فَلاَ أَنسَـٰبَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ } وعن قتادة لا شيء أبغض إلى الإنسان يوم القيامة من أن يرى من يعرفه مخافة أن يثبت له عليه شيء ثم تلايَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْء مِنْ أَخِيهِ وَأُمّهِ وَأَبِيهِ }[عبس: 34] وعن الشعبي قال: قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله، أما نتعارف يوم القيامة، أسمع الله تعالى يقول: { فَلاَ أَنسَـٰبَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءلُونَ } فقال عليه الصلاة والسلام " ثلاثة مواطن تذهل فيها كل نفس؛ حين يرمى إلى كل إنسان كتابه، وعند الموازين، وعلى جسر جهنم " ".
* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنىّ بقوله: { فإذَا نُفِخَ فـي الصُّور } من النفختـين أيُتهما عُنِـيَ بها؟ فقال بعضهم: عُنِـيَ بها النفخة الأولـى.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلـم، قال: ثنا عمرو بن مطرف، عن الـمنهال بن عمرو، عن سعيد ابن جُبـير، أن رجلاً أتـى ابن عبـاس فقال: سمعت الله يقول: { فَلا أنْسابَ بَـيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ }... الآية، وقال فـي آية أخرى:
وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ }
فقال: أما قوله: { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } فذلك فـي النفحة الإولـى، فلا يبقـى علـى الأرض شىء، { فلا أنْساب بَـينَهـمْ يَومَئذ ولا يَـتَساءلون }.فإنهم لـما دخـلوا الـجنة أقـيـل بعضهم علـى بعض يتساءلون:
وأما قوله:
وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلـى بَعْضٍ يتساءلون }
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفـيان، عن السديّ، فـي قوله: { فإذَا نُفِخَ فـي الصُورِ فَلا أَنْسابَ بَـيْنَهُمْ يَوْمَئذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ } قال: فـي النفخة الأولـى.
حدثنا علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { فَلا أنْسابَ بَـيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ولا يَتَساءَلُونَ } فذلك حين ينفخ فـي الصور، فلا حيّ يبقـى إلا الله.
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ } ذلك إذا بُعثوا فـي النفخة الثانـية.
قال أبو جعفر: فمعنى ذلك علـى هذا التأويـل: فإذا نفخ فـي الصور، فصَعِق مَنْ فـي السموات ومَنْ فـي الأرض إلا مَنْ شاء الله، فلا أنساب بـينهم يومئذٍ يتواصلون بها، ولا يتساءلون، ولا يتزاورون، فـيتساءلون عن أحوالهم وأنسابهم.
وقال آخرون: بل عُنِـيَ بذلك النفخة الثانـية.
ذكر من قال ذلك:
دثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن فضيـل، عن هارون بن أبـي وكيع، قال: سمعت زاذان يقول: أتـيت ابن مسعود، وقد اجتـمع الناس إلـيه فـي داره، فلـم أقدر علـى مـجلس، فقلت: يا أبـا عبد الرحمن، من أجل أنـي رجل من العجم تَـحْقِرُنـي؟ قال: ادْنُ قال: فدنوت، فلـم يكن بـينـي وبـينه جلـيس، فقال: «يؤخذ بـيد العبد أو الأمة يوم القـيامة علـى رؤوس الأوّلـين والآخرين، قال: وينادِي مناد: ألا إن هذا فلان ابن فلان، فمن كان له حقّ قبله فلـيأت إلـى حقه، قال: فتفرح الـمرأة يومئذٍ أن يكون لها حقّ علـى ابنها أو علـى أبـيها أو علـى أخيها أو علـى زوجها
{ فَلا أنسْابَ بَـيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ.
«حدثنا القاسم، قال ثنا الـحسين، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن هارون بن عنترة، عن زاذان، قال: سمعت ابن مسعود يقول: «يؤخذ العبد أو الأمة يوم القـيامة، فـينصب علـى رؤوس الأوّلـين والآخرين، ثم ينادِي مناد، ثم ذكر نـحوه، وزاد فـيه: فـيقول الربّ تبـارك وتعالـى للعبد: أعطِ هؤلاء حقوقهم فـيقول: أي ربّ، فَنِـيتِ الدنـيا، فمن أين أعطيهم؟ فـيقول للـملائكة: خذوا من أعماله الصالـحة وأعطوا لكل إنسان بقدر طِلبته فإن كان له فضلُ مثقال حبة من خردل، ضاعفها الله له حتـى يدخـله بها الـجنة.
ثم تلا ابن مسعود:إنَّ اللّهَ لا يَظلِـمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أجْراً عَظِيـماً }
وإن كان عبداً شقـيًّا قالت الـملائكة: ربنا، فنـيت حسناتُه وبقـي طالبون كثـير، فـيقول: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلـى سيئاته، وصُكُّوا له صَكًّا إلـى النار.
« قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج:{ فإذَا نُفِخَ فِـي الصُّورِ فَلا أنْسابَ بَـيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءلُونَ } قال: لا يُسأل أحد يومئذٍ بنسب شيئا، ولا يتساءلون، ولا يـمتّ إلـيه برحم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي مـحمد بن كثـير، عن حفص بن الـمغيرة، عن قتادة، قال: لـيس شيء أبغض إلـى الإنسان يوم القـيامة من أن يرى من يعافُه، مخافة أن يذوب له علـيه شيء. ثم قرأ:
يَوْمَ يَفِرُّ الـمَرْءُ مِنْ أخِيهِ وأُمِّه وأبِـيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِـيهِ لِكُلّ امرِىءٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شأْنٌ يُغْنِـيهِ }
قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا الـحكَم بن سِنان، عن سَدُوس صاحب السائريّ، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذَا دَخَـلَ أهْلُ الـجَنَّةِ الـجَنَّةَ وأهْلُ النَّارِ النَّارَ، نادَى مُنادٍ مِنْ أَهْلِ العَرْشِ: يا أهْلَ التَّظالُـمِ تَدَارَكُوا مَظالِـمَكُمْ وَادْخُـلُوا الـجَنَّةَ ".
* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ)
في هذه الآية الكريمة، سؤالان معروفان يحتاجان إلى جواب مبين للمقصود مزيل للإشكال.
السؤال الأول: أنه تعالى ذكر في هذه الآية: أنه إذا نفخ في الصور، والظاهر أنها النفخة الثانية، أنهم لا أنساب بينهم يومئذ، فيقال: ما وجه نفي الأنساب بينهم، مع أنها باقية كما دل عليه قوله تعالى:

فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ }
[عبس: 33-36] ففي هذه الآية ثبوت الأنساب بينهم.
السؤال الثاني: أنه قال: { وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } مع أنه ذكر في آيات أخر أنهم في الآخرة يتساءلون، كقوله في سورة الطور
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ }[الطور: 25] وقوله في الصافاتفَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ }[الصافات: 50] إلى غير ذلك من الآيات.
وقد ذكرنا الجواب عن هذين السؤالين في كتابنا: دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب بما حاصله:
إن الجواب عن السؤال الأول: هو أن المراد بنفي الأنساب انقطاع آثارها، التي كانت مترتبة عليها في دار الدنيا، من التفاخر بالآباء، والنفع والعواطف والصلات. فكل ذلك ينقطع يوم القيامة، ويكون الإنسان لا يهمه إلا نفسه، وليس المراد نفي حقيقة الأنساب، من أصلها بدليل قوله:
يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ }[عبس: 34-35] الآية.
وإن الجواب عن السؤال الثاني من ثلاثة أوجه:
الأول: هو قول من قال: إن نفي السؤال بعد النفخة الأولى، وقبل الثانية، وإثباته بعدهما معاً. وهذا الجواب فيما يظهر لا يخلو من نظر.
الثاني: أن نفي السؤال عند اشتغالهم بالصعق والمحاسبة، والجواز على الصراط وإثباته فيما عدا ذلك وهو عن السدي، من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.
الثالث: أن السؤال المنفي سؤال خاص، وهو سؤال بعضهم العفو من بعض، فيما بينهم من الحقوق، لقنوطهم من الإعطاء، ولو كان المسؤول أباً أو ابناً أو أماً أو زوجة، ذكر هذه الأوجه الثلاثة صاحب الإتقان".
* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ)
" والأنساب: جمع نسب. والمراد به القرابة".
***التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ }؛ قال ابنُ عبَّاس: (يَعْنِي النَّفَخَةَ الأُوْلَى). وَقِيْلَ: هي النفخةُ الثانية. وقولهُ تعالى: { فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } ، قال الحسنُ: (وَاللهِ إنَّ أنْسَابَهُمْ لَقَائِمَةٌ بَيْنَهُمْ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى:يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ }[عبس: 34-35] وَلَكِنَّهُمْ لاَ يَنْتَفِعُونَ بأَنْسَابهِمْ وَلاَ يَتَعَاطَفُونَ عَلَيْهَا، فَكَأَنَّهُمْ لاَ أنْسَابَ لَهُمْ).
وَقِيْلَ: معناهُ: لا تَفَاخُرَ بينهم كما يتفاخَرون في الدُّنيا، ولا يتساءَلون كما تسألُ العربُ في الدُّنيا: مِن أيِّ قَبيْلٍ أنتَ؟ وَقِيْلَ: لا يسألُ بعضُهم بعضاً عن خبرهِ وحاله كما كانوا في الدُّنيا؛ لشُغْلِ كلِّ واحد منهما بنفسه، ولا يسألُ بعضهم بعضاً أنْ يحملَ شيئاً من ذنوبهِ"
*د يحيى
21 - يوليو - 2010
 1  2