البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : ناقصات عقلا    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 عبد الحي 
25 - مايو - 2010
شيخ المثالية الألمانية كانط أحد الأربعة الذين يعتبرون أقطاب الفلسفة منذ العصر اليوناني القديم إلى عصرنا هذا(أفلاطون وأرسطو وديكارت وكانط) قال:
"ليس ذكاء النساء دون ذكاء الرجال، ولكنه ذكاء جميل.
أما ذكاؤنا نحن فقد لزم أن يكون عميقا مقاربا للجليل، والأفعال الجميلة تؤدى في راحة ويسر. والمرأة التي تتكبد مشاق العلم والتحصيل لتظفر بإعجاب الرجال إنما تقضي على مزايا الجنس اللطيف، والمرأة التي تحشو رأسها باليونانية مثل "مدام دوسييه"، أو تتولى قيادة المجادلات العلمية عن الميكانيكا مثل "المركيزة دوشاتليه" لا ينقصها إلا أن تكون ذات لحية ليتحقق لها التعبير عن العمق الذي تطمح فيه، وكما أنه من غير اللائق للمرأة أن تفوح منها رائحة البارود، كذلك مما لا يليق بالرجل أن يتطيب بعطر المسك. ولما كان الرجال يعلمون أن نظرة دلال واحدة من المرأة تسبب للرجل من الحرج والإرتباك ما يزيد على أعوص الأسئلة الأكاديمية، فقد عمدوا ماكرين تشجيع النساء على النظر العقلي وأخذوا بعد ذلك يبدون لهن من العطف والعون ما يدعم فضلهم عليهن. وزهو النساء بأنفسهن، ذلك الزهو الذي كثيرا ما يشدد عليه التنكير، هو عيب ولكنه جميل ولا ضرر منه على الإطلاق.
النساء يستعرضن ذكاءهن وذوقهن ويزدن بذلك من فتنهن ، وتوجيه النقد إلى هذا شيء قبيح.
في فرنسا، المجالس والمحافل كلها تشرف عليها النساء، ومحفل بغير سيدات سرعان ما يخيم عليه الضجر والملل. إنهن يضفين على  المجتمع أنغاما حلوة، ولما كانت الحلاوة المجردة أسرع إلى إثارة الإشمئزاز، فقد لزم على الرجل أن يضيف الجد والنبل... وفي فرنسا لا يسأل الزائر: هل السيد بالدار؟ ولكنه يسأل: هل السيدة بالدار؟ السيدة متوعكة المزاج... السيدة... إن المرأة مركز كل شيء هناك. ولكن حظها من التكريم، على الرغم من هذا كله، ليس أكبر من حظه؛ فإن
 الرجل الذي يغازل لا يعرف الإحترام الحقيقي ولا الحب العميق."
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
" الرجال قوامون على النساء " : الرد على الشهبة.(1)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
                                          الرجال قوَّامون على النساء
الرد على الشبهة:
 فى المدينة المنورة نزلت آيات " القوامة " قوامة الرجال على النساء.. وفى ظل المفهوم الصحيح لهذه القوامة تحررت المرأة المسلمة من تقاليد الجاهلية الأولى ، وشاركت الرجال فى العمل العام مختلف ميادين العمل العام ؛ فكان مفهوم القوامة حاضراً طوال عصر ذلك التحرير.. ولم يكن عائقاً بين المرأة وبين هذا التحرير..
 ولحكمة إلهيةِ قرن القرآن الكريم فى آيات القوامة بين مساواة النساء للرجال وبين درجة القوامة التى للرجال على النساء ، بل وقدم هذه المساواة على تلك الدرجة ، عاطفاً الثانية على الأولى ب " واو " العطف ، دلالة على المعية والاقتران.. أى أن المساواة والقوامة صنوان مقترنان ، يرتبط كل منهما بالآخر ، وليسا نقيضين ، حتى يتوهم واهم أن القوامة نقيض ينتقص من المساواة..
 لحكمة إلهية جاء ذلك فى القرآن الكريم ، عندما قال الله سبحانه وتعالى فى الحديث عن شئون الأسرة وأحكامها:
(ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ) (1).
 وفى سورة النساء جاء البيان لهذه الدرجة التى للرجال على النساء فى سياق الحديث عن شئون الأسرة ، وتوزيع العمل والأنصبة بين طرفى الميثاق الغليظ الذى قامت به الأسرة الرجل والمرأة فإذا بآية القوامة تأتى تالية للآيات التى تتحدث عن توزيع الأنصبة والحظوظ والحقوق بين النساء وبين الرجال ، دونما غبن لطرف ، أو تمييز يخل بمبدأ المساواة ، وإنما وفق الجهد والكسب الذى يحصِّل به كل طرف ما يستحق من ثمرات..(ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شىء عليماً * ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شىء شهيداً * الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم..) (2).
 ولقد فقه حبر الأمة ، عبد الله بن عباس [ 3ق هجرية 68 هجرية / 619 687م ] الذى دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن يفقهه فى الدين فهم الحكمة الإلهية فى اقتران المساواة بالقوامة ، فقال فى تفسيره لقول الله ، سبحانه وتعالى -:(ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف) تلك العبارة الإنسانية ، والحكمة الجامعة: " إننى لأتزين لامرأتى ، كما تتزين لى ، لهذه الآية " !
 وفهم المسلمون قبل عصر التراجع الحضارى ، الذى أعاد بعضاً من التقاليد الجاهلية الراكدة إلى حياة المرأة المسلمة مرة أخرى ؛ أن درجة القوامة هى رعاية رُبّان الأسرة الرجل لسفينتها ، وأن هذه الرعاية هى مسئولية وعطاء.. وليست ديكتاتورية ولا استبدادا ينقص أو ينتقص من المساواة التى قرنها القرآن الكريم بهذه القوامة ، بل وقدمها عليها..
 ولم يكن هذا الفهم الإسلامى لهذه القوامة مجرد تفسيرات أو استنتاجات ، وإنما كان فقهاً محكوماً بمنطق القواعد القرآنية الحاكمة لمجتمع الأسرة ، وعلاقة الزوج بزوجه.. فكل شئون الأسرة تُدار ، وكل قراراتها تُتَّخذ بالشورى ، أى بمشاركة كل أعضاء الأسرة فى صنع واتخاذ هذه القرارات ، لأن هؤلاء الأعضاء مؤمنون بالإسلام والشورى صفة أصيلة من صفات المؤمنين والمؤمنات : (والذين يجتنبون كبائرالإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون *والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون * والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون) (3).
 فالشورى واحدة من الصفات المميزة للمؤمنين والمؤمنات ، فى كل ميادين التدبير وصناعة القرار.. والأسرة هى الميدان التأسيسى والأول فى هذه الميادين.. تجبُ هذه الشورى ، ويلزم هذا التشاور فى مجتمع الأسرة – لتتأسس التدابير والقرارات على الرضا ، الذى لا سبيل إليه إلا بالمشاركة الشورية فى صنع القرارات.. يستوى فى ذلك الصغير والخطير من هذه التدابير والقرارات.. حتى لقد شاءت الحكمة الإلهية أن ينص القرآن الكريم على تأسيس قرار الرضاعة للأطفال - أى سقاية المستقبل وصناعة الغد على الرضا الذى تثمره الشورى.. ففى سياق الآيات التى تتحدث عن حدود الله فى شئون الأسرة.. تلك الحدود المؤسسة على منظومة القيم.. والمعروف.. والإحسان.. ونفى الجُناح والحرج.. وعدم المضارة والظلم والعدوان.. والدعوة إلى ضبط شئون الأسرة بقيم التزكية والطهر ، لا " بترسانة " القوانين الصماء !.. فى هذا السياق ينص القرآن الكريم على أن تكون الشورى هى آلية الأسرة فى صنع كل القرارات: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما أتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير) (4).
 هكذا فهم المسلمون معنى القوامة.. فهى مسئولية وتكاليف للرجل ، مصاحبة لمساواة النساء بالرجال.. وبعبارة الإمام محمد عبده: " إنها تفرض على المرأة شيئاً وعلى الرجل أشياء ".
 وكانت السنة النبوية فى عصر البعثة البيان النبوى للبلاغ القرآنى فى هذا الموضوع.. فالمعصوم صلى الله عليه وسلم الذى حمّله ربه الحمل الثقيل فى الدين.. والدولة.. والأمة.. والمجتمع - (إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً ) (5). هو الذى كان فى خدمة أهله - أزواجه - وكانت شوراهن معه وله صفة من صفات بيت النبوة ، فى الخاص والعام من الأمور والتدابير.. ويكفى أن هذه السنة العملية قد تجسدت تحريراً للمرأة ، شاركت فيه الرجال بكل ميادين الاجتماع والسياسة والاقتصاد والتربية.. وحتى القتال.. كما كان صلى الله عليه وسلم دائم التأكيد على التوصية بالنساء خيراً..فحريتهن حديثة العهد ، وهن قريبات من عبودية التقاليد الجاهلية ، واستضعافهن يحتاج إلى دوام التوصية بهن والرعاية لهن.. وعنه صلى الله عليه وسلم تروى أقرب زوجاته إليه عائشة رضى الله عنها: " إنما النساء شقائق الرجال " رواه أبو داود والترمذى والدارمى والإمام أحمد وعندما سئلت:
 ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل فى بيته ؟
قالت: " كان بشراً من البشر ، يَغْلى ثوبه ، ويحلب شاته ، ويخدم نفسه " رواه الإمام أحمد يفعل ذلك ، وهو القَوَّام على الأمة كلها ، فى الدين والدولة والدنيا جميعاً !..وفى خطبته صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع [ 10 هجرية / 632 م ] وهى التى كانت إعلانا عالميا خالداً للحقوق والواجبات الدينية والمدنية – كما صاغها الإسلام أفرد صلى الله عليه وسلم للوصية بالنساء فقرات خاصة ، أكد فيها على التضامن والتناصر بين النساء والرجال فى المساواة والحقوق والواجبات فقال: " ألا واستوصوا بالنساء خيراً ، فإنهن عوان عندكم ، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك ، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة. ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً.. فاتقوا الله فى النساء ، واستوصوا بهن خيراً ، ألا هل بلغت !. اللهم فاشهد " (6).
هكذا فُهمت القوامة فى عصر التنزيل.. فكانت قيادة للرجل فى الأسرة ، اقتضتها مؤهلاته ومسئولياته فى البذل والعطاء.. وهى قيادة محكومة بالمساواة والتناصر والتكافل بين الزوج وزوجه فى الحقوق والواجبات ومحكومة بالشورى التى يسهم بها الجميع ويشاركون فى تدبير شئون الأسرة.. هذه الأسرة التى قامت على " الميثاق الغليظ " ميثاق الفطرة والذى تأسس على المودة والرحمة ، حتى غدت المرأة فيها السكن والسكينة لزوجها حيث أفضى بعضهم إلى بعض ، هنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهن ، فهى بعض الرجل والرجل بعض منها:(بعضكم من بعض) (7) - (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) (8) (هنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهن ) (9) (وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا ) (10).
وإذا كانت القوامة ضرورة من ضروريات النظام والتنظيم فى أية وحدة من وحدات التنظيم الاجتماعى ، لأن وجود القائد الذى يحسم الاختلاف والخلاف ، هو مما لا يقوم النظام والانتظام إلا به.
 فلقد ربط القرآن هذه الدرجة فى الريادة والقيادة بالمؤهلات وبالعطاء ، وليس بمجرد " الجنس " فجاء التعبير: (الرجال قوامون على النساء) وليس كل رجل قوّام على كل امرأة.. لأن إمكانات القوامة معهودة فى الجملة والغالب لدى الرجال ، فإذا تخلفت هذه الإمكانات عند واحد من الرجال ، كان الباب مفتوحاً أمام الزوجة إذا امتلكت من هذه المقومات أكثر مما لديه لتدير دفة الاجتماع الأسرى على نحو ما هو حادث فى بعض الحالات !..
 هكذا كانت القوامة فى الفكر والتطبيق فى عصر صدر الإسلام.. لكن الذى حدث بعد القرون الأولى وبعد الفتوحات التى أدخلت إلى المجتمع الإسلامى شعوباً لم يذهب الإسلام عاداتها الجاهلية ، فى النظر إلى المرأة والعلاقة بها ، قد أصاب النموذج الإسلامى بتراجعات وتشوهات أشاعت تلك العادات والتقاليد الجاهلية فى المجتمعات الإسلامية من جديد..
 ويكفى أن نعرف أن كلمةٍ " عَوَان " التى وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بها النساء ، فى خطبة حجة الوداع ، والتى تعنى فى [ لسان العرب ]: " النَّصَف والوسط " (11) أى الخيار وتعنى ذات المعنى فى موسوعات مصطلحات الفنون (12).. قد أصبحت تعنى - فى عصر التراجع الحضارى - أن المرأة أسيرة لدى الرجل ، وأن النساء أسرى عند الرجال.. وأن القوامة هى لون من " القهر " لأولئك النساء الأسيرات !! حتى وجدنا إماماً عظيماً مثل ابن القيم ، يعبر عن واقع عصره العصر المملوكى فيقول هذا الكلام الغريب والعجيب: " إن السيد قاهر لمملوكه ،حاكم عليه ، مالك له. والزوج قاهر لزوجته ، حاكم عليها ، وهى تحت سلطانه وحكمه شبه الأسير " (13) !!
وهو فهم لمعنى القوامة ، وعلاقة الزوج بزوجه ، يمثل انقلاباً جذريا على إنجازات الإسلام فى علاقة الأزواج بالزوجات !.. فالعادات والتقاليد الجاهليةأصبحت تغالب قيم الإسلام فى تحرير المرأة ومساواة النساء للرجال..
 ووجدنا كذلك فى عصور التقليد والجمود الفقهى تعريف بعض " الفقهاء " لعقد النكاح ، فإذا به: " عقد تمليك بضع الزوجة " !!.. وهو انقلاب على المعانى القرآنية السامية لمصطلحات " الميثاق الغليظ " و " المودة ".. والرحمة.. والسكن والسكينة.. وإفضاء كل طرف إلى الطرف الآخر ، حتى أصبح كل منهما لباساً له "..
 هكذا حدث الانقلاب ، فى عصور التراجع الحضارى لمسيرة أمة الإسلام..
 ولذلك ، كان من مقتضيات البعث الحضارى ، الحديث والمعاصر ، لنموذج الإسلام فى تحرير المرأة وإنصافها ، كبديل للنموذج الغربى الذى اقتحم عالم الإسلام فى ركاب الغزوة الاستعمارية الغربية لبلادنا والذى شقيت وتشقى به المرأة السوية فى الغرب ذاته كان من مقتضيات ذلك إعادة المفاهيم الإسلامية الصحيحة لمعنى قوامة الرجال على النساء.. وهى المهمة التى نهضت بها الاجتهادات الإسلامية الحديثة والمعاصرة لأعلام علماء مدرسة الإحياء والتجديد..
 فالإمام محمد عبده ، قد وقف أمام آيات القوامة (ولهن مثل الذىعليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) (14) فإذا به يقول:
 " هذه كلمة جليلة جداً ، جمعت على إيجازها مالا يُؤَدى بالتفصيل إلا فى سفر كبير ، فهى قاعدة كلية ناطقة بأن المرأة مساوية للرجل فى جميع الحقوق ، إلا أمراً واحداً عبّر عنه بقوله: (وللرجال عليهن درجة) وقد أحال فى معرفة ما لهن وما عليهن على المعروف بين الناس فى معاشراتهن ومعاملاتهن فى أهليهن ، وما يجرى عليه عرف الناس هو تابع لشرائعهم وعقائدهم وآدابهم وعاداتهم..
 فهذه الجملة تعطى الرجل ميزانا يزن به معاملته لزوجه فى جميع الشئون والأحوال ، فإذا همّ بمطالبتها بأمر من الأمور يتذكر أنه يجب عليه مثله بإزائه ، ولهذا قال ابن عباس ، رضى الله عنهما: إننى لأتزين لامرأتى كما تتزين لى ، لهذه الآية.
 وليس المراد بالمثل المثل بأعيان الأشياء وأشخاصها ، وإنما المراد: أن الحقوق بينهما متبادلة ، وأنهما كفئان ، فما من عمل تعمله المرأة للرجل إلا وللرجل عمل يقابله لها ، وإن لم يكن مثله فى شخصه ، فهو مثله فى جنسه ، فهما متماثلان فى الذات والإحساس والشعور والعقل ، أى أن كلا منهما بشر تام له عقل يتفكر فى مصالحه ، وقلب يحب ما يلائمه ويسر به ، ويكره مالا يلائمه وينفر منه ، فليس من العدل أن يتحكم أحد الصنفين بالآخر ويتخذه عبدا يستذله ويستخدمه فى مصالحه ، ولا سيما بعد عقد الزوجية والدخول فى الحياة المشتركة التى لا تكون سعيدة إلا باحترام كل من الزوجين الآخر والقيام بحقوقه..
 هذه الدرجة التى رُفع النساء إليها لم يرفعهن إليها دين سابق ولا شريعة من الشرائع ، بل لم تصل إليها أمة من الأمم قبل الإسلام ولا بعده..
 لقد خاطب الله تعالى النساء بالإيمان والمعرفة والأعمال الصالحة ، فى العبادات والمعاملات ، كما خاطب الرجال ، وجعل لهن مثل ما جعله عليهن ، وقرن أسماءهن بأسمائهم فى آيات كثيرة ، وبايع النبى صلى الله عليه وسلم المؤمنات كما بايع المؤمنين ، وأمرهن بتعلم الكتاب والحكمة كما أمرهم ، وأجمعت الأمة على ما مضى به الكتاب والسنة من أنهن مجزيات على أعمالهن فى الدنيا والآخرة..
 وأما قوله تعالى: (وللرجال عليهن درجة) فهو يوجب على المرأة شيئاً ، وذلك أن هذه الدرجة درجة الرياسة والقيام على المصالح ، المفسرة بقوله تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) (15).
 إن الحياة الزوجية حياة اجتماعية ، ولا بد لكل اجتماع من رئيس ، لأن المجتمعين لابد أن تختلف آراؤهم ورغباتهم فى بعض الأمور ، ولا تقوم مصلحتهم إلا إذا كان لهم رئيس يُرجع إلى رأيه فى الخلاف ، لئلا يعمل كل ضد الآخر فتفصم عروة الوحدة الجامعة ويختل النظام ، والرجل أحق بالرياسة لأنه أعلم بالمصلحة ، وأقدر على التنفيذ بقوته وماله ، ومن ثم كان هو المطالب شرعاً بحماية المرأة والنفقة عليها ، وكانت هى مطالبة بطاعته فى المعروف.
 إن المراد بالقيام " القوامة " هنا هو الرياسة التى يتصرف فيها المرؤوس بإرادته واختياره ، وليس معناه أن يكون المرؤوس مقهورا مسلوب الإرادة لا يعمل عملا إلا ما يوجهه إليه رئيسه.
 إن المرأة من الرجل والرجل من المرأة بمنزلة الأعضاء من بدن الشخص الواحد ، فالرجل بمنزلة الرأس والمرأة بمنزلة البدن.
 أما الذين يحاولون بظلم النساء أن يكونوا سادة فى بيوتهم ، فإنما يلدون عبيدًا لغيرهم "‑(16) !!.
 " وإذا كانت عصور التراجع الحضارى كما سبق وأشرنا قد استبدلت بالمعانى السامية لعقد الزواج المودة ، والرحمة ، والسكن والميثاق الغليظ " ذلك المعنى الغريب "عقد تمليك بُضع الزوجة " ! – وعقد أسر وقهر !. فلقد أعاد الاجتهاد الإسلامى الحديث والمعاصر الاعتبار إلى المعانى القرآنية السامية.. وكتب الشيخ محمود شلتوت
[ 13101383 هجرية 1893 1963م ] فى تفسيره للقرآن الكريم تحت عنوان [ الزواج ميثاق غليظ ] يقول:
*د يحيى
27 - مايو - 2010
التكملة    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
يقول:
" لقد أفرغت سورة النساء على عقد الزواج صبغة كريمة ، أخرجته عن أن يكون عقد تمليك كعقد البيع والإجارة ، أو نوعاً من الاسترقاق والأسر حيث أفرغت عليه صبغة " الميثاق الغليظ ".
 ولهذا التعبير قيمته فى الإيحاء بموجبات الحفظ والرحمة والمودة. وبذلك كان الزواج عهدا شريفاً وميثاقاً غليظاً ترتبط به القلوب ، وتختلط به المصالح ، ويندمج كل من الطرفين فى صاحبه ، فيتحد شعورهما ، وتلتقى رغباتهما وآمالهما. كان علاقة دونها علاقة الصداقة والقرابة ، وعلاقة الأبوة والبنوة(هنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهن) (17) (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (18). يتفكرون فيدركون أن سعادة الحياة الزوجية إنما تُبنى على هذه العناصر الثلاثة: السكن والمودة والرحمة..
 وإذا تنبهنا إلى أن كلمة (ميثاق) لم ترد فى القرآن الكريم إلا تعبيرًا عما بين الله وعباده من موجبات التوحيد ، والتزام الأحكام ، وعما بين الدولة والدولة من الشئون العامة والخطيرة ، علمنا مقدار المكانة التى سما القرآن بعقد الزواج إليها ، وإذا تنبهنا مرة أخرى إلى أن وصف الميثاق " بالغليظ " لم يرد فى موضع من مواضعه إلا فى عقد الزواج وفيما أخذه الله على أنبيائه من مواثيق(وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً) (19). تضاعف لدينا سمو هذه المكانة التى رفع القرآن إليها هذه الرابطة السامية ".
 ثم تحدث الشيخ شلتوت عن المفهوم الإسلامى الصحيح " للقوامة " فقال:
 ".. وبينت السورة الدرجة التى جعلها الله للرجال على النساء ، بعد أن سوى بينهما فى الحقوق والواجبات ، وأنها لا تعدو درجة الإشراف والرعاية بحكم القدرة الطبيعية التى يمتاز بها الرجل على المرأة ، بحكم الكد والعمل فى تحصيل المال الذى ينفقه فى سبيل القيام بحقوق الزوجة والأسرة ، وليست هذه الدرجة درجة الاستعباد والتسخير ، كما يصورها المخادعون المغرضون " (20).
 تلك هى شبهة الفهم الخاطئ والمغلوط لقوامة الرجال على النساء.. والتى لا تعدو أن تكون الانعكاس لواقع بعض العادات الجاهلية التى ارتدت فى عصور التراجع الحضارى لأمتنا الإسلامية فغالبت التحرير الإسلامى للمرأة حتى انتقلت بالقوامة من الرعاية والريادة ، المؤسسة على إمكانات المسئولية والبذل والعطاء ، إلى قهر السيد للمسود والحر للعبد والمالك للمملوك !.
 ولأن هذا الفهم غريب ومغلوط ، فإن السبيل إلى نفيه وإزالة غباره وآثاره هو سبيل البديل الإسلامى الذى فقهه الصحابة ، رضوان الله عليهم للقوامه.. والذى بعثه من جديد الاجتهاد الإسلامى الحديث والمعاصر ، ذلك الذى ضربنا عليه الأمثال من فكر وإبداع الشيخ محمد عبده والشيخ محمود شلتوت.
 بل إننا نضيف ، للذين يرون فى القوامة استبدادا بالمرأة وقهرا لها سواء منهم غلاة الإسلاميين الذين ينظرون للمرأة نظرة دونية ، ويعطلون ملكاتها وطاقاتها بالتقاليد أو غلاة العلمانيين ، الذين حسبوا ويحسبون أن هذا الفهم المغلوط هو صحيح الإسلام وحقيقته ، فيطلبون تحرير المرأة بالنموذج الغربى.. بل وتحريرها من الإسلام !.. أقول لهؤلاء جميعاً:
 إن هذه الرعاية التى هى القوامة ، لم يجعلها الإسلام للرجل بإطلاق.. ولم يحرم منها المرأة بإطلاق.. وإنما جعل للمرأة رعاية – أى " قوامة " – فى الميادين التى هى فيها أبرع وبها أخبر من الرجال.. ويشهد على هذه الحقيقة نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالأمير الذى على الناس راع عليهم ، وهو مسئول عنهم ، والرجل راع على أهل بيته ، وهو مسئول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ، وهى مسئولة عنهم.. ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن راعيته " رواه البخارى والإمام أحمد.
فهذه الرعاية "القوامة "-هى فى حقيقتها " تقسيم للعمل " تحدد الخبرةُ والكفاءةُ ميادين الاختصاص فيه.. فالكل راع ومسئول-وليس فقط الرجال هم الرعاة والمسئولون-وكل صاحب أو صاحبة خبرة وكفاءة هو راع وقوّام أو راعية وقوّامة على ميدان من الميادين وتخصص من التخصصات.. وإن تميزت رعاية الرجال وقوامتهم فى الأسر والبيوت والعائلات وفقاً للخبرة والإمكانات التى يتميزون بها فى ميادين الكد والحماية..فإن لرعاية المرأة تميزاً فى إدارة مملكة الأسرة وفى تربية الأبناء والبنات.. حتى نلمح ذلك فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى سبق إيراده - عندما جعل الرجل راعياً ومسئولاً على " أهل بيته " بينما جعل المرأة راعية ومسئولة على " بيت بعلها وولده "..
فهذة " القوامة " - توزيع للعمل ، تحدد الخبرة والكفاءة ميادينه.. وليست قهراً ولا قَسْراً ولا تملكا ولا عبودية ، بحال من الأحوال..
هكذا وضحت قضية القوامة.. وسقطت المعانى الزائفة والمغلوطة لآخر الشبهات التى يتعلق بها الغلاة.. غلاة الإسلاميين.. وغلاة العلمانيين.
فالطريق مفتوح أمام إنهاض المرأة بفكر متزن يرى أنها مع الرجل قد خلقا من نفس واحدة وتساويا فى الحقوق والواجبات واختلفت وظائف كل منهما اختلاف تكامل كتكامل خصائصهما الطبيعية لعمارة الدنيا وعبادة الله الواحد الأحد.
المراجع
(1) البقرة: 228.
(2) النساء: 32-34.
(3) الشورى: 37 - 39.
(4) البقرة: 233.
(5) المزمل: 5.
(6) [مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوى والخلافة الراشدة] ص283. جمعها وحققها: د. محمد حميد الله. طبعة القاهرة سنة 1956م.
(7) آل عمران: 195.
(8) الروم: 21.
(9) البقرة: 187.
(10) النساء: 21.
(11) ابن منظور [ لسان العرب ] طبعة دار المعارف. القاهرة.
(12) انظر: الراغب الأصفهانى [ المفردات فى غريب القرآن ] طبعة دار التحرير. القاهرة سنة 1991م. وأبو البقاء الكفوى [ الكليات ] ق2 ص287. تحقيق: د. عدنان درويش ، طبعة دمشق سنة 1982م.
(13) [ إعلام الموقعين ] ج2 ص106. طبعة بيروت سنة 1973م.
(14) البقرة: 228.
(15) النساء: 34.
(16) [ الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ] ج 4 ص 606 – 611- وج5 ص 201، 203. دراسة وتحقيق: د. محمد عمارة. طبعة القاهرة 1993م.
(17) البقرة: 187.
 (18) الروم: 21.
 (19) النساء: 21.
 (20) تفسير القرآن الكريم  ص 172 174. طبعة القاهرة 1399 هجرية 1979م
 
*د يحيى
27 - مايو - 2010
ميراث الأنثى نصف ميراث الذكر !!....    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
                                    ميراث الأنثى نصف ميراث الذكر
الرد على الشبهة:
 صحيح وحق أن آيات الميراث فى القرآن الكريم قد جاء فيها قول الله سبحانه وتعالى:(للذكر مثل حظ الأنثيين) (1) ؛ لكن كثيرين من الذين يثيرون الشبهات حول أهـلية المرأة فى الإسـلام ، متخـذين من التمايز فى الميراث سبيلاً إلى ذلك لا يفقـهون أن توريث المـرأة على النصـف من الرجل ليس موقفًا عامًا ولا قاعدة مطّردة فى توريث الإسلام لكل الذكور وكل الإناث. فالقرآن الكريم لم يقل: يوصيكم الله فى المواريث والوارثين للذكر مثل حظ الأنثيين.. إنما قال: (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين).. أى أن هذا التمييز ليس قاعدة مطّردة فى كل حـالات الميراث ، وإنما هو فى حالات خاصة ، بل ومحدودة من بين حالات الميراث.
 بل إن الفقه الحقيقى لفلسفة الإسلام فى الميراث تكشف عن أن التمايـز فى أنصبة الوارثين والوارثات لا يرجع إلى معيار الذكورة والأنوثة.. وإنما لهذه الفلسفة الإسلامية فى التوريث حِكَم إلهية ومقاصد ربانية قد خفيت عن الذين جعلوا التفاوت بين الذكور والإناث فى بعض مسائل الميراث وحالاته شبهة على كمال أهلية المرأة فى الإسلام. وذلك أن التفاوت بين أنصبة الوارثين والوارثات فى فلسـفة الميراث الإسلامى ـ إنما تحكمه ثلاثة معايير:
أولها: درجة القرابة بين الوارث ذكرًا كان أو أنثى وبين المُوَرَّث المتوفَّى فكلما اقتربت الصلة.. زاد النصيب فى الميراث.. وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب فى الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين..
 وثانيها: موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال.. فالأجيال التى تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمل أعبائها ، عادة يكون نصيبها فى الميراث أكبر من نصيب الأجيال التى تستدبر الحياة. وتتخفف من أعبائها ، بل وتصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات.. فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ.. وترث البنت أكثر من الأب ! – حتى لو كانت رضيعة لم تدرك شكل أبيها.. وحتى لو كان الأب هو مصدر الثروة التى للابن ، والتى تنفرد البنت بنصفها ! ـ.. وكذلك يرث الابن أكثر من الأب ـ وكلاهما من الذكور..
وفى هذا المعيار من معايير فلسفة الميراث فى الإسلام حِكَم إلهية بالغة ومقاصد ربانية سامية تخفى على الكثيرين !..
 وهى معايير لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة على الإطلاق..
وثالثها: العبء المالى الذى يوجب الشرع الإسلامى على الوارث تحمله والقيام به حيال الآخرين.. وهذا هو المعيار الوحيد الذى يثمر تفاوتاً بين الذكر والأنثى.. لكنه تفـاوت لا يفـضى إلى أى ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها.. بل ربما كان العكس هو الصحيح !..
 ففى حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون فى درجة القرابة.. واتفقوا وتساووا فى موقع الجيل الوارث من تتابع الأجيال - مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً - يكون تفاوت العبء المالى هو السبب فى التفاوت فى أنصبة الميراث.. ولذلك ، لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى فى عموم الوارثين ، وإنما حصره فى هذه الحالة بالذات ، فقالت الآية القرآنية: (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين).. ولم تقل: يوصيكم الله فى عموم الوارثين.. والحكمة فى هذا التفاوت ، فى هذه الحالة بالذات ، هى أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى ـ هى زوجه ـ مع أولادهما.. بينما الأنثـى الوارثة أخت الذكرـ إعالتها ، مع أولادها ، فريضة على الذكر المقترن بها.. فهى ـ مع هذا النقص فى ميراثها بالنسبة لأخيها ، الذى ورث ضعف ميراثها ، أكثر حظًّا وامتيازاً منه فى الميراث.. فميراثها ـ مع إعفائها من الإنفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ، لجبر الاستضعاف الأنثوى ، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات.. وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين..
 وإذا كانت هذه الفلسفة الإسلامية فى تفاوت أنصبة الوارثين والوارثات وهى التى يغفل عنها طرفا الغلو ، الدينى واللادينى ، الذين يحسبون هذا التفاوت الجزئى شبهة تلحق بأهلية المرأة فى الإسلام فإن استقراء حالات ومسائل الميراث ـ كما جاءت فى علم الفرائض (المواريث) ـ يكشف عن حقيقة قد تذهل الكثيرين عن أفكارهم المسبقة والمغلوطة فى هذا الموضوع.. فهذا الاستقراء لحالات ومسائل الميراث ، يقول لنا:
1 ـ إن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل.
2 ـ وهناك حالات أضعاف هذه الحالات الأربع ترث فيها المرأة مثل الرجل تماماً.
3 ـ وهناك حالات عشر أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل.
4 ـ وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال.
 أى أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل.. (2) "!!.
تلك هى ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث فى عـلم الفرائض (المواريث) ، التى حكمتها المعايير الإسلامية التى حددتها فلسفة الإسلام فى التوريث.. والتى لم تقف عند معيار الذكورة والأنوثة ، كما يحسب الكثيرون من الذين لا يعلمون !..
 وبذلك نرى سقوط الشبهة الأولى من الشبهات الخمس المثارة حول أهلية المرأة ، كما قررها الإسلام.
المراجع
(1) النساء: 11.
(2) د. صلاح الدين سلطان "ميراث المرأة وقضية المساواة " ص10 ، 46 ، طبعة القاهرة ، دار نهضة مصر سنة 1999م ـ " سلسلة فى التنوير الإسلامى ".
 
 
*د يحيى
27 - مايو - 2010
قضية الحجاب    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين /النموذج الإسلامى لتحرير المرأة
 
                                           قضية الحِجاب
الرد على الشبهة:
 السياق القرآنى لآية الخمار يبين أن العلة هى العفاف وحفظ الفروج ، حيث يبدأ بالحديث عن تمييز الطيبين والطيبات من الخبيثين والخبيثات.. وعن آداب دخـول بيوت الآخرين ، المأهول منها وغير المأهول.. وعن غض البصر.. وحفظ الفروج ، لمطلق المؤمنين والمؤمنات..وعن فريضة الاختمار ، حتى لا تبدو زينة المرأة ـ مطلق المرأة ـ إلا لمحـارم حددتهم الآية تفصيلاً. فالحديث عن الاختمار حتى فى البيوت ، إذا حضر غير المحارم.. ثم يواصل السياق القرآنى الحديث عن الإحصان بالنكاح (الزواج) وبالاستعفاف للذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله:
 (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم * يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تَذكَّرون * فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم * ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون * قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهـن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون * وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم * وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً وآتوهم من مال الله الذى آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم )
(1).
 فنحن أمام نظام إسلامي ، وتشريع إلهي مفصل ، في العفة وعلاقتها بستر العورات عن غير المحارم. وهو تشريع عام ، في كل مكان توجد فيه المرأة مع غير محرم.
 بل إن ذات السورة ـ (النور) تستأنف التشريع لستر العورات داخل البيوت ـ نصًا وتحديداً ـ فتقول آياتها الكريمة: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاثُ عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوّافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم * والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم ) (2).
 فنحن أمام تشريع لستر العورات ، حتى داخل البيوت ، عن غير المحارم ـ الذين حددتهم الآيات ـ ومنهم الصبيان إذا بلغوا الحلم.. فحيث أمر الله بالعفاف وحرم الزنا وأقر الزواج وأباح إمكانية التعدد فكان لابد لكمال التشريع من الأمر بدرء ما يوصل إلى عكس ذلك كله فأمر بالحجاب وبغض البصر وبعدم الخلوة وهو أَمْرٌ له سبحانه فى كل دين.
المراجع
(1) النور: 26- 33.
(2) النور: 68: 70
*د يحيى
27 - مايو - 2010
التجربة تحسم القضية    كن أول من يقيّم
 
آه يا أمي ، يازوجتي ، يا أختي ، يا عمتي ، يا خالتي ، يا جدتي...
الواضح انه ليس للدكتور يحيى إبنة فلم أرك أدرجتها في هذه السلسلة التي تنم عن تفاضل بين النساء عندك أي أن هناك نسبية في التفاضل بين النساء والتفاضل عدم مساواة أراك لا تساوي بين النساء فكيف تريد مساواة بين النساء والرجال مطلقة وغير معينة
المساواة بين الأم والزوجة في ماذا
المساواة بين الرجل والمرأة في ماذا أيضا
الرجل والمرأة جنسين لا يختلف على اختلافهما عاقل ويتجلى ذلك في التسمية نساء ورجال ولو كانا متساويين لما اختص كل منهما باسم يميزه
 
بالنسبة لموضوعنا وفي مجلس الفلسفة تطرقنا إلى اختلاف مدعوما برأي فلسفي من فياسوف مغمور بالغ الفلاسفة في تعظيمه كشوبنهور الذي يرى أن الإنسان يبقى طفلا في معرفته حتى يقرأ كانط ويفهمه، التفاضل في القوة العقلية بين الجنسين، فلا يكون الرد أن هناك امرأة تفوقت في كذا على كثير من الرجال ... فنحن نتحدث عن المجموع وليس عن المخصص
"كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع"
نتحدث عن القوة العقلية كما نتحدث عن القوة البدنية  فالرجال يحطمون أرقاما قياسية أعلى من التي يحطمها النساء ونستنتج أن الرجال أقوى من النساء وهذا لا يعني أنك يا دكتور يحيى ولا أنا كرجال ستنجز 10.88 كزمن في 100 متر
الرجال النساء السباق
10.01 10.88 100 متر
19.93 22.18 200 متر
43.87 49.42 400 متر
01:42.7 01:54.0 800 متر
02:15.0 02:35.4 1000 متر
03:30.2 03:51.3 1500 متر
03:49.3 04:17.6 الميل
07:28.8 08:28.8 3000 متر
12:52.6 14:30.9 5000 متر
26:41.8 30:26.5 10000 متر
07:58.7 09:24.5 3000 متر حواجز
13.08 12.84 110 متر حواجز
48.02 54.4 400 متر حواجز
2.37 2.01 وثب عاي (المتر)
5.8 4.48 قفز بالزانة 
8.34 7.14 قفز طويل
17.5 14.62 قفز ثلاثي
22.73 20.54 رمي الجلة
70.13 74.4 رمي القرص
82.93 73.24 رمي المطرقة
83.87 63.01 رمي الرمح
 
اثنين من الأكاديميين البريطانيين أعلنا أن الرجال أذكى من النساء بكثير وطلاب الجامعات الذكور يتفوقون على الاناث ، من خلال نقاط معدل الذكاء ما يقرب من خمس درجات.
 في اختبارات القراءة والفهم ، وسرعة الإدراك الحسي ، والذاكرة الترابطية ، يتفوق عادة الذكور على الإناث إلى حد كبير
 
هذه تجارب _ونحن نعلم ما تعنيه التجربة في الفلسفة_ تفسر معنى نقصان العقل عند النساء بالمقارنة معه عند الرجال
*عبد الحي
28 - مايو - 2010
" للذكر مثل حظ الأنثيين" وجلاء شبهة الأميين.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
                         ميراث الأنثى نصف ميراث الذكر
الرد على الشبهة:
 صحيح وحق أن آيات الميراث فى القرآن الكريم قد جاء فيها قول الله سبحانه وتعالى:(للذكر مثل حظ الأنثيين) (1) ؛ لكن كثيرين من الذين يثيرون الشبهات حول أهـلية المرأة فى الإسـلام ، متخـذين من التمايز فى الميراث سبيلاً إلى ذلك لا يفقـهون أن توريث المـرأة على النصـف من الرجل ليس موقفًا عامًا ولا قاعدة مطّردة فى توريث الإسلام لكل الذكور وكل الإناث. فالقرآن الكريم لم يقل: يوصيكم الله فى المواريث والوارثين للذكر مثل حظ الأنثيين.. إنما قال: (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين).. أى أن هذا التمييز ليس قاعدة مطّردة فى كل حـالات الميراث ، وإنما هو فى حالات خاصة ، بل ومحدودة من بين حالات الميراث.
 بل إن الفقه الحقيقى لفلسفة الإسلام فى الميراث تكشف عن أن التمايـز فى أنصبة الوارثين والوارثات لا يرجع إلى معيار الذكورة والأنوثة.. وإنما لهذه الفلسفة الإسلامية فى التوريث حِكَم إلهية ومقاصد ربانية قد خفيت عن الذين جعلوا التفاوت بين الذكور والإناث فى بعض مسائل الميراث وحالاته شبهة على كمال أهلية المرأة فى الإسلام. وذلك أن التفاوت بين أنصبة الوارثين والوارثات فى فلسـفة الميراث الإسلامى ـ إنما تحكمه ثلاثة معايير:
أولها: درجة القرابة بين الوارث ذكرًا كان أو أنثى وبين المُوَرَّث المتوفَّى فكلما اقتربت الصلة.. زاد النصيب فى الميراث.. وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب فى الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين..
 وثانيها: موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال.. فالأجيال التى تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمل أعبائها ، عادة يكون نصيبها فى الميراث أكبر من نصيب الأجيال التى تستدبر الحياة. وتتخفف من أعبائها ، بل وتصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات.. فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ.. وترث البنت أكثر من الأب ! – حتى لو كانت رضيعة لم تدرك شكل أبيها.. وحتى لو كان الأب هو مصدر الثروة التى للابن ، والتى تنفرد البنت بنصفها ! ـ.. وكذلك يرث الابن أكثر من الأب ـ وكلاهما من الذكور..
وفى هذا المعيار من معايير فلسفة الميراث فى الإسلام حِكَم إلهية بالغة ومقاصد ربانية سامية تخفى على الكثيرين !..
 وهى معايير لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة على الإطلاق..
وثالثها: العبء المالى الذى يوجب الشرع الإسلامى على الوارث تحمله والقيام به حيال الآخرين.. وهذا هو المعيار الوحيد الذى يثمر تفاوتاً بين الذكر والأنثى.. لكنه تفـاوت لا يفـضى إلى أى ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها.. بل ربما كان العكس هو الصحيح !..
 ففى حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون فى درجة القرابة.. واتفقوا وتساووا فى موقع الجيل الوارث من تتابع الأجيال - مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً - يكون تفاوت العبء المالى هو السبب فى التفاوت فى أنصبة الميراث.. ولذلك ، لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى فى عموم الوارثين ، وإنما حصره فى هذه الحالة بالذات ، فقالت الآية القرآنية: (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين).. ولم تقل: يوصيكم الله فى عموم الوارثين.. والحكمة فى هذا التفاوت ، فى هذه الحالة بالذات ، هى أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى ـ هى زوجه ـ مع أولادهما.. بينما الأنثـى الوارثة أخت الذكرـ إعالتها ، مع أولادها ، فريضة على الذكر المقترن بها.. فهى ـ مع هذا النقص فى ميراثها بالنسبة لأخيها ، الذى ورث ضعف ميراثها ، أكثر حظًّا وامتيازاً منه فى الميراث.. فميراثها ـ مع إعفائها من الإنفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ، لجبر الاستضعاف الأنثوى ، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات.. وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين..
 وإذا كانت هذه الفلسفة الإسلامية فى تفاوت أنصبة الوارثين والوارثات وهى التى يغفل عنها طرفا الغلو ، الدينى واللادينى ، الذين يحسبون هذا التفاوت الجزئى شبهة تلحق بأهلية المرأة فى الإسلام فإن استقراء حالات ومسائل الميراث ـ كما جاءت فى علم الفرائض (المواريث) ـ يكشف عن حقيقة قد تذهل الكثيرين عن أفكارهم المسبقة والمغلوطة فى هذا الموضوع.. فهذا الاستقراء لحالات ومسائل الميراث ، يقول لنا:
1 ـ إن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل.
2 ـ وهناك حالات أضعاف هذه الحالات الأربع ترث فيها المرأة مثل الرجل تماماً.
3 ـ وهناك حالات عشر أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل.
4 ـ وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال.
 أى أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل.. (2) "!!.
تلك هى ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث فى عـلم الفرائض (المواريث) ، التى حكمتها المعايير الإسلامية التى حددتها فلسفة الإسلام فى التوريث.. والتى لم تقف عند معيار الذكورة والأنوثة ، كما يحسب الكثيرون من الذين لا يعلمون !..
 ---------------------------------------------------------------
(1) النساء: 11.
(2) د. صلاح الدين سلطان "ميراث المرأة وقضية المساواة " ص10 ، 46 ، طبعة القاهرة ، دار نهضة مصر سنة 1999م ـ
" سلسلة فى التنوير الإسلامى ".
*د يحيى
28 - مايو - 2010
قد تتفوق المرأة في الميراث على الرجل ، وأحياناً هي ترث ، وهو لا يرث.    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
مهاجمة نظام المواريث الإسلامي :
إن أعداء الإسلام الذين يهاجمون نظام الإرث في الإسلام ، ويدعون أن المرأة مظلومة ؛ لأن للذكر مثل حظ الانثيين ، فهذا ادعاء باطل ومردود عليه ، ولم يقصد به إلا الهجوم غير القائم على أساس من منطق أو تفكير ، فنظام الإرث في الإسلام نظام مثالي ، فهو إذ يقرر للمرأة نصف نصيب الرجل ، فإنه قد حقق العدالة الاجتماعية بينهما .

فالمرأة قديمـًا كانت تباع وتشترى ، فلا إرث لها ولا ملك ، وإن بعض الطوائف اليهودية كانت تمنع المرأة من الميراث مع إخوتها الذكور ، وإن الزوجة كانت تباع في إنجلترا حتى القرن الحادي عشر ، وفي سنة " 1567م " صدر قرار من البرلمان الاسكتلندي يحظر على المرأة أن يكون لها سلطة على شيء من الأشياء .

أما عرب الجاهلية فقد وضعوا المرأة في أخس وأحقر مكان في المجتمع ، فكانت توأد طفلة وتُورَث المرأة كما يورث المتاع ، وكانوا لا يورثون النساء والأطفال ، حيث كان أساس التوريث عندهم الرجولة والفحولة والقوة ، فورثوا الأقوى والأقدر من الرجال على الذود عن الديار ؛ لأنهم كانوا يميلون إلى الفروسية والحرب ، وكانوا أهل كر وفر وغارات من أجل الغنائم .

نظام الإرث في الإسلام
إن الإسلام عامل المرأة معاملة كريمة وأنصفها بما لا تجد له مثيلاً في القديم ولا الحديث ؛ حيث حدد لها نصيبـًا في الميراث سواءً قل الإرث أو كثر ، حسب درجة قرابتها للميت ، فالأم والزوجة والإبنة ، والأخوات الشقيقات والأخوات لأب وبنات الإبن والجدة ، لهنَّ نصيب مفروض من التركة .
قال تعالى : (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)[النساء/7] ، وبهذا المبدأ أعطى الإسلام منذ أربعة عشر قرناً حق النساء في الإرث كالرجال ، أعطاهنَّ نصيبـًا مفروضـًا ، وكفى هذا إنصافـًا للمرأة حين قرر مبدأ المساواة في الاستحقاق ، والإسلام لم يكن جائرًا أو مجاوزًا لحدود العدالة ، ولا يحابي جنسـًا على حساب جنس آخر حينما جعل نصيب المرأة نصف نصيب الرجل ، كما في قوله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)[النساء/11] .

فالتشريع الإسلامي وضعه رب العالمين الذي خلق الرجل والمرأة، وهو العليم الخبير بما يصلح شأنهم من تشريعات ، وليس لله مصلحة في تمييز الرجل على المرأة أو المرأة على الرجل ، قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)[فاطر/15] .

فقد حفظ الإسلام حق المرأة على أساس من العدل والإنصاف والموازنة ، فنظر إلى واجبات المرأة والتزامات الرجل ، وقارن بينهما ، ثم بين نصيب كل واحدٍ من العدل أن يأخذ الابن " الرجل " ضعف الابنة " المرأة " للأسباب التالية :
1- فالرجل عليه أعباء مالية ليست على المرأة مطلقـًا .
فالرجل يدفع المهر ، يقول تعالى : (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)[النساء/4] ، [ نحلة : أي فريضة مسماة يمنحها الرجل المرأة عن طيب نفس كما يمنح المنحة ويعطي النحلة طيبة بها نفسه ] ، والمهر حق خالص للزوجة وحدها لا يشاركها فيه أحد فتتصرف فيه كما تتصرف في أموالها الأخرى كما تشاء متى كانت بالغة عاقلة رشيدة .
2- والرجل مكلف بالنفقة على زوجته وأولاده ؛ لأن الإسلام لم يوجب على المرأة أن تنفق على الرجل ولا على البيت حتى ولو كانت غنية إلا أن تتطوع بمالها عن طيب نفس
يقول الله تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا…)[الطلاق/7] ، وقوله تعالى : (…وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ …)[البقرة/233] .
وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجة الوداع عن جابر رضي الله عنه : " اتقوا الله في النساء فإنهنَّ عوان عندكم أخذتموهنَّ بكلمة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف " .
والرجل مكلف أيضـًا بجانب النفقة على الأهل بالأقرباء وغيرهم ممن تجب عليه نفقته ، حيث يقوم بالأعباء العائلية والالتزامات الاجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره جزءًا منه أو امتدادًا له أو عاصبـًا من عصبته ، ولذلك حينما تتخلف هذه الاعتبارات كما هي الحال في شأن توريث الإخوة والأخوات لأم ، نجد أن الشارع الحكيم قد سوَّى بين نصيب الذكر ونصيب الأنثى منهم في الميراث قال تعالى : (…وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ…)[النساء/12] .
فالتسوية هنا بين الذكور والإناث في الميراث ، لأنهم يدلون إلى الميت بالأم ، فأصل توريثهم هنا الرحم ، وليسوا عصبةً لمورثهم حتى يكون الرجل امتدادا له من دون المرأة ، فليست هناك مسؤوليات ولا أعباء تقع على كاهله .
على حين المرأة مكفية المؤونة والحاجة ، فنفقتها واجبة على ابنها أو أبيها أو أخيها شريكها في الميراث أو عمِّها أو غيرهم من الأقارب .
مما سبق نستنتج أن المرأة غمرت برحمة الإسلام وفضله فوق ما كانت تتصور بالرغم من أن الإسلام أعطى الذكر ضعف الأنثى ـ فهي مرفهة ومنعمة أكثر من الرجل ، لأنها تشاركه في الإرث دون أن تتحمل تبعات ، فهي تأخذ ولا تعطي وتغنم ولا تغرم ، وتدخر المال دون أن تدفع شيئـًا من النفقات أو تشارك الرجل في تكاليف العيش ومتطلبات الحياة ، ولربما تقوم بتنمية مالها في حين أن ما ينفقه أخوها وفاءً بالالتزامات الشرعية قد يستغرق الجزء الأكبر من نصيبه في الميراث.

وهنا يجب أن يكون السؤال : لماذا أنصف الله المرأة ؟
والإجابة : لأن المرأة عرضٌ ، فصانها ، إن لم تتزوج تجد ما تنفقه ، وإن تزوجت فهذا فضل من الله .
وتفوق الرجل على المرأة في الميراث ليس في كل الأحوال ، ففي بعض الأحوال تساويه ، وفي بعض الأحيان قد تتفوق المرأة على الرجل في الميراث ، وقد ترث الأنثى والذكر لا يرث .
متى تحصل المرأة على نصف نصيب الرجل ؟
المرأة لا تحصل على نصف نصيب الرجل إلا إذا كانا متساويين في الدرجة ، والسبب الذي يتصل به كل منهما إلى الميت .
فمثلاً : الابن والبنت … والأخ والأخت ، يكون نصيب الرجل هنا ضعف نصيب المرأة ، قال تعالى : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْن…)[النساء/11] .
وقال تعالى : (…وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[النساء/176] .

متى تتساوى المرأة والرجل في الميراث
في ميراث الأب والأم فإن لكل واحد منهما السدس ، إن كان للميت فرع وإرث مذكر وهو الابن وابن الابن وإن سفل .
كما في قوله تعالى : (…وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد…)[النساء/11]
مثال : مات شخص وترك أباه وأمه وابنه، فما نصيب كل منهم ؟
الحل : الأب : 6/1 فرضـًا لوجود النوع الوارث المذكر .
الأم : 6/1 فرضـًا لوجود الفرع الوارث .
الابن : : الباقي تعصيبـًا ، لما روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : " ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما بقي فلأولى رجل ذكر " .
ويكون ميراث الأخوة لأم ـ ذكرهم وأنثاهم ـ سواءٌ في الميراث ، فالذكر يأخذ مثل نصيب الأنثى في حالة إذا لم يكن للميت فرع وارث مذكر ذكراً أو مؤنثاً ، أو أصل وارث مذكراً " الأب أو الجد وإن علا " ، كما قال تعالى : ( …وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ…)[النساء/12] .
مثال : مات شخص عن " أخت شقيقة ، وأم ، وأخ وأخت لأم " فما نصيب كل منهم ؟
الحل : الأخت الشقيقة : 2/1 فرضـًا ، لانفرادها ولعدم وجود أعلا منها درجة ، ولعدم وجود من يعصبها .
الأم : 6/1 فرضـًا ، لوجود عدد من الأخوة .
الأخ والأخت لأم : 3/1 فرضـًا بالتساوي بينهما .

متى تتفوق المرأة على الرجل في الميراث
- هناك صور من الميراث تأخذ فيه المرأة أضعاف الرجل ، كما في قوله تعالى : (…فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ )[النساء/11] .
فهنا الأب يأخذ السدس ، وهو أقل بكثير مما أخذت البنت أو البنات ، ومع ذلك لم يقل أحد إن كرامة الأب منقوصة بهذا الميراث .
وقد تتفوق المرأة على الرجل في الميراث إذا كانت في درجة متقدمة كـ " البنت مع الأخوة الأشقاء ، أو الأب والبنت مع الأعمام " .
مثال : مات شخص عن " بنت وأخوين شقيقين " ، فما نصيب كل منهم ؟
الحل : البنت : 2/1 فرضـًا لانفرادها ، ولعدم وجود من يعصبها .
الأخوان الشقيقان : الباقي تعصيبـًا بالتساوي بينهما ، فيكون نصيب كل أخ شقيق 4/1 ، وهنا يكون نصيب أقل من الأنثى .
مثال آخر : مات شخص عن بنتين ، وعمين شقيقين ، فما نصيب كل منهم ؟
الحل : البنتان : 3/2 فرضـًا لتعددهنَّ ، ولعدم وجود من يعصبهنَّ بالتساوي بينهما ، فيكون نصيب كل بنت = 3/1 فرضـًا .
العمان الشقيقان : الباقي تعصبـًا ، فيكون نصيب كل عم = 6/1 ، وهنا يكون نصيب الذكر أقل من الأنثى .

متى ترث الأنثى ولايرث الذكر ؟
وقد ترث الأنثى والذكر لا يرث في بعض الصور :
مثال : مات شخص عن ابن ، وبنت ، وأخوين شقيقين ، فما نصيب كل منهم ؟
الحل : الابن والبنت : لهما التركة كلها للذكر مثل حظ الأثنيين .
الأخوان الشقيقان : لا شيء لهما لحجبهما بالفرع الوارث المذكر ، وهنا نجد أن الأنثى " البنت " ترث ، والذكر " الأخ الشقيق " لا يرث.
 
تذكير
  لقد قرأ السيد عبد الحي عنواناً منتهياً بنقاط ، ثم بنى حكمه، وبعد ذلك وضّح واضحاً وهو قوة الرجل العضلية والجسمية ، ثم بين لنا كمال عقل المرأة ، وليس ( النقصان) كما قال الصادق المصدوق ، صلى الله عليه وسلم ، ساهيهاً بأن العربية من بلاغتها قد تطلق الكل على الجزء ، أو الجزء على الكل ، فاضطرابها ونسيانها ؛ بسبب الدورة الشهرية هو المقصود، ولعله لم يقرأ الحديث الشريف أو كلام العلماء...... على كل حال: إن الله عز وجل قد ساوى بين الرجل والمرأة في التكاليف الشرعية ، وهو العدل ، سبحانه وتعالى ،...
 وقصدي من المشاركة كان تكريمه؛ بوصفه أحد الإخوة السراة ، واسترعاء انتباه القراء بالرد على المشككين.
*د يحيى
28 - مايو - 2010
تحليل العلماء للدماغين.    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
أثبت فريق من علماء النفس أن سبب تكلم المرأة أكثر من الرجل عائد لهرمون الاستروجين الذي يؤثر مباشرة على وصل جزئي للدماغ ودفع الخلايا العصبية إلى مزيد من الحركة والتواصل.
وأشار الأطباء في بحث علمي جديد إلى أن المرأة باستطاعتها أن تتكلم وتسمع بآن واحد بسبب القدرة العصبية لديها حيث تمتلك 30
% من الاتصالات العصبية المخصصة للكلام فقط.
في حين تثبت الصورة الصوتية أن دماغ الرجل في حالة راحة اكثر من المرأة، حيث 70% من الحركة الكهربائية عنده تكف عن العمل، بينما في دماغ المرأة تتابع هذه الحركة نفسها مشوارها بنسبة 90% أي دماغ المرأة لا يكف عن تحليل وتنسيق كل المعلومات الواردة إليه.
بينما تركيبة دماغ الرجال أفضل من النساء في مواد الرياضيات والحساب وقيادة السيارات.

فقد اكتشف العلماء في معهد جونز هوبكنز الطبي الأميركي، أن جزء الدماغ الذي يعالج المعلومات الصادرة عن الحواس مثل البصر واللمس، أكثر حجماً في الرجال عنه في النساء.
ووجد الباحثون بعد فحص أدمغة 15 شخصاً، باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي للمقارنة بين الحجم الكلي للفص الجدري الداخلي السفلي من الدماغ. وهو جزء الدماغ المسؤول عن الحواس الذي يقع في مستوى الإذنين على جانبي الدماغ، أنه أكبر حجماً في الرجال بنحو 6% منه في النساء، بعد الأخذ في الاعتبار أن حجم رأس الرجال ودماغه أكبر بشكل عام من دماغ المرأة.

وأوضح الخبراء أن هذا الجزء هو نفسه الذي تبين أنه أكبر حجماً في دماغ العالم العبقري ألبرت آينشتاين، حيث لا يكون مسؤولا عن الوظائف الحسية العامة فقط ، بل يلعب دوراً أيضاً في إبراز أنماط التفكير التي تشمل التركيز والانتباه والإدراك.
وأشار هؤلاء إلى أن هذا الجزء الدماغي يرتبط بوجه خاص، بالقدرة على تقدير الوقت وضبط السرعة وتخيل الأجسام بأبعادها الثلاثية، وحل المشكلات الحسابية والمعادلات الرياضية، فقد يكون هذا هو السبب وراء وجود أعداد أكثر من الرجال في مجالات الهندسة المعمارية والإلكترونية وعلوم الرياضيات وقيادة سيارات السباق والمركبات الكبيرة.
وفي المقابل أكدت دراسة علمية حديثة بجامعة مينسوتا أن النساء يتفوقن على الرجال في القدرة على تذكر المواقف العاطفية واستدعاء أشياء من الذاكرة يعجز الرجال عن تذكرها بسهولة خاصة اللحظات الحرجة المتعلقة بالوجدان والعاطفة.

و قد تم إجراء دراسة على مجموعة من الأزواج والزوجات شاهدوا نحو مئة صورة فوتوغرافية تحتوي على مناظر عادية جدا ومألوفة، ومناظر أخرى مؤثرة جدا، وبعد ثلاثة أسابيع تعرضت المجموعة لاختبار مفاجئ للذاكرة تبين منه أن الزوجات تفوقن في تذكر الوصف التفصيلي للصور وأحداثها العاطفية على نحو سريع ومكثف، كما كن أكثر حيوية من أزواجهن في تذكر أحداث معينة مثل أول لقاء.. أول كلمة حب.. وآخر إجازة.. وآخر شجار وقع بينهما.
بمعنى أن مراكز الإحساس بالوجدان لدى المرأة تظهر مع تصوير المخ، وهي ممتلئة بتدفق الدم والأكسجين ضعف الرجل.لكن الأهم أنه وجد أخيرا أن الاتصالات العصبية بين الفص الأيمن، والأيسر في المرأة أكثر كثافة من الرجل.. ومن المعروف أن الفص الأيمن هو الفنان العاطفي الوجداني.. أما الفص الأيسر فهو العالم المنطقي فالمرأة تعمل بالفصين المنطقي والوجداني بصورة أفضل كثيرا من الرجل. ( منقول).
*د يحيى
29 - مايو - 2010
أيهما أعلى تقدماً ؟ دماغ المرأة ، أم دماغ الرجل    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
                                           معجزات الدماغ 
أيهما أعلى تقدماً دماغ المرأة ام دماغ الرجل؟
 
الدماغ عضو لا يضاهيه عضو آخر في الجسم فهو عضو عالي التعقيد والتركيب والاداء، يصفونه باحدى لغات العجمة الانكليزية  super-smart   و (سمارت) في المعجم العربي تعني الماكر البارع الانيق ويعني (الدماغ فوق البارع او الماكر) لانه خفي يؤدي دوره او يفرض دوره على الانسان دون ان يدري.
 المعجزة الاولى اننا نستخدم 10% من كتلة الدماغ. الواقع ان الدماغ مليء بالاسرار والغوامض وهو مايزال يحتوي الكثير من الاسرار التي لم يستطع البحث الطبي التوصل لها رغم علو التقنقة الحديثة في الدراسات، بعض الاسرار ما زالت من ابواب الافتراض. 
التسائل الاكبر كيف يستطيع دماغ الانسان، اداء مهمته  كساعة حسية وكيف يدرك الزمن رغم انه ليس كالساعة التي تعمل بالمكننة، الدماغ لديه قدرة عالية عجيبة في تحديد الوقت بالاستعانة بالملايين الملايين من الاعصاب والعصيبات التي تحفظ له المعرفة ثم يطبقها في الحياة بعدئذ.
الدماغ البشري يمتلك ساعة داخلية بيولوجية تمكنه من تعقب وتحديد الزمن ليس بالدقة التي تحددها الساعة الدقاقة بل لكنها ملائمة له في معرقة الوقت الذي يأكل فيه او يستيقض صباحا او ينام. تقترح دراسة حديثة، ُأجريت بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس، نموذجاً جديداً تعمل فيه سلسلة من التغييرات الفيزيائية في خلايا الدماغ على مساعدة هذا العضو على مراقبة مرور الزمن. يقول (دين بونومانو)؛ الخبير في علم الأعصاب والطب النفسي، من كلية (ديفيد غيفين) الطبية في جامعة كاليفورنيا، وعضو معهد الجامعة في أبحاث الدماغ (أن الكثير من عمليات الدماغ معقدة منها القدرة على فهم الكلام  والقدرة على عزف الآلات الموسيقية  كلها تعتمد على قدرة الدماغ على تحديد الزمن بدقة، إلا أنه ما من أحد بوسعه أن يبت بشكل قاطع ونهائي كيف يتمكن الدماغ من القيام بذلك). يقول (بونومانو): (أن آلية التوقيت، هي التي توفر أرضية لقابليتنا على تمييز الكلام والتمتع بالموسيقى، وتكون ُموزّعة على كل كتلة الدماغ، وهي لا تشابه الساعات الآلية باي حال من الاحوال). ولهذا يبقي الامر غامظا غموض افلام (هيتشكوك)، ان الدماغ وان كان كتلة فاعلة فما من احد يستطيع كشف جميع اسراره.
حبن نطق (لورنس سامرز)، رئيس جامعة هارفارد، في مؤتمر علمي نظمته جامعة كمبردج هذه المقولة، (موهبة النساء الطبيعية للرياضيات والعلوم الطبيعية أدنى من موهبة  الرجال) بدأت الضجة وصرخات الغضب بعضهم اثاره الاعجاب ولكن ضجة النساء كانت عارمة لهذ لجأت جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا الى تنظيم مؤتمرين علميين واحد في (دماغ المرأة) وآخر في (دماغ الرجل).
يرى لورنس سامرز، رئيس جامعة هارفارد ان هناك ثلاث تفسيرات للإختلافات بين الجنسين:
اولها النساء أقل اهتماما من الرجال بتقديم التضحيات المطلوبة ممن يشغلون المناصب العليا
.
وثانيا ربما تكون للرجال موهبة فطرية في مجال العلوم رفيعة المستوى
.
وثالثا ان النساء قد يقعن فريسة تمييز قديم
.
وان الرجل أقدر على التفكير عميقا والمرأة أقدر على اكتشاف الروابط بين الأشياء.
الجميع يتسائلون عما توصلت له الدراسات الواسعة حول الفروق في القدرات العقلية بين الرجل والمرأة؟ والسلوك الذي ينتهجهما في شنتى الاحوال، فهل صحيح ان الرجل اكثر نبوغا في العلوم؟ ام انها سخرية يدعيها الرجل على المرأة،
بقي الأمر محفوفا بالمخاطر دائما ان نستخدم العلوم لحسم الجدل العام، فكل شخص ينظر الى شيء ما من زاوية مختلفة، كما هي الحال بالنسبة لمائة رجل، كل منهم يجد شكلا مختلفا للغيوم، ولكن حين يتبلور الامر في اذهانهم ويتخذون القرار تكون الغيمة قد انقشعت. بيد ان العلماء قضوا حياتهم في دراسة اختلاف الدماغ بين الرجل والمرأة فيعضهم يرى الامر كما يراه لورنس سامرز، رئيس جامعة هارفارد، في مؤتمر علمي نظمته جامعة كمبردج والبعض يعارضها كليا. لعل تكنولوجيات تصوير الدماغ الحديثة، قد حسمت الامر شيئا ما لان الدماغ لايزال امره غامضا ولم يكشف اكثره. هناك من غير شك اختلافات حقيقية بين دماغ الرجل ودماغ المرأة في تصاوير اجهزة المسارقة، وهذه الاختلافات اكبر مما كنا نتخيله قبل عشر سنوات. وتقول (ساندرا وتيلسون) الباحثة في علم الاعصاب، التي اكتسبت شهرة واسعة في التسعينات بسبب دراستها حول دماغ البيرت اينشتاين، ان (الدماغ عضو من الاعضاء التناسلية). وتضيف قائلة (طرأت زيادة ذات دلالة خلال السنوات العشر الماضية، في عدد الدراسات التي وجدت فوارق في دماغي كل من الرجل والمرأة، انه امر مثير للغاية).
ولكن هذه هي بداية الجدل فقط، فقد تبين ان الكثير من هذه الفوارق لا تغير سلوكنا، ولكن بعضها يفعل، وبطريقة قد لا نتوقعها. ولا توجد بعض الفروق الاكثر دراماتيكية في ادمغتنا فقط، بل في عيوننا وانوفنا وآذاننا، وهي الاعضاء التي تزود الدماغ بالمعلومات. ومع ذلك، فإن معظم هذه الفروق ليست جامدة، فالدماغ يتغير باستمرار استجابة للهرمونات والتشجيع والممارسة والنظام الغذائي والادوية. فالانماط الذهنية تتذبذب في الشخص الواحد، اعتمادا على السن والوقت خلال اليوم الواحد. وهكذا، ففي حين ان (سامرز) كان محقا في ان الرجال يسجلون نتائج افضل من النساء في اختبارات العلوم والرياضيات، فإن من الغريب القول ان الفرق يعود بشكل اساسي، الى البيولوجيا او البيئة. وهذان العاملان يتفاعلان منذ الولادة، الامر الذي يجعل الحياة اكثر اثارة. وفي شان اللااتفاق في شأن دماغي المراة والرجل يقول (يو زاي) بروفيسور علم النفس الاجتماعي في جامعة ميتشيغان ان اية نظرية تبسيطية (محكومم عليها بالفشل) ثم يضيف يقول (انني لا استثني البيولوجيا كتفسير للفارق بين دماغي الرجل والمرأة، لكني اعرف ان العوامل البيولوجية لن تلعب اي دور الا اذا تفاعلت مع الظروف الاجتماعية).  
وبالتقنيات الحديثة في  رسم خوارط الدماغ بالدقة والتحدي الآن، وجد (ريتشارد هاير)، برفيسور علم النفس الذي يدرس الذكاء في جامعة كاليفورنيا: (اذا كان هناك ما يتصل بالجينات في هذا الموضوع، فهذا يدل انه بيولوجي، واذا تمكنا من ايجاد تفسير للبيولوجيا، فينبغي ان نكون قادرين على تعديل البيولوجيا) اي علم الحياة وربما كان فشل (لورنس سامرز)،  في الخيال وليس الحساسية. أظهرت دراسة مقارنة بين النساء والرجال، تواجد منطقة بيضاء أكبر ومنطقة رمادية أقل في مسألة الذكاء. وبدا من البحث أن الرجال والنساء حققوا نتائج متشابهة في فحوص الذكاء في مختلف مناطق الدماغ، الأمر الذي يشير الى عدم وجود هيكل تحتي واحد في التشريح العصبي للذكاء العام، وأن الأنواع المختلفة من تصاميم الدماغ قد تُظهر أداء متكافئا في الذكاء. قبل ثلاثة عقود، كان نصيب المرأة دكتوراه واحدة من كل عشر درجات دكتوراه في العلوم والهندسة. وكان نصيب المرأة ثلثا فقط من بين كل درجات الدكتوراه في العلوم. اما الآن فان المرأة في الولايات المتحدة الامريكية تشكل  29% من الكوادر العلمية والهندسية في المؤسسات التعليمية ، لكنها تحتل 15%  فقط من هذه الكوادر في أكبر 50 مراكز البحوث والجامعات، اما في مجالات علم النفس الاجتماعي المرأة تشغل 36% منها في المناصب العليا. كما ان المرأة اكثر من 20% في كوادر العلوم البيولوجية والفلك والكيمياء واكثر من 10%  في كوادر الاقتصاد والكمبيوتر والهندسة الكيماوية والمدنية والميكانيكية و الكهربائية والرياضيات والفيزياء.
في تجربة جرت في انكلترا وجدوا ان المواليد الذكور  تجذبهم الاشياء المعلقة المتحركة على المهد اكثر مما تجذب الاناث. ربما يكون هذا الامر تفسيرا لماذا يفضل الأولاد اللعب في ألعاب متحركة كالشاحنات والسيارات والطائرات اما الفتيات فتجذبهن (باربي) الجميلة بارديتها الملونة. والواقع ان آذان النساء اكثر حساسية لبعض الضجيج لهذا فان الفتيات الصغيرات الاناث فانهن يسمعن مدى من الاصوات اكثر من الفتيان الصغار، ويصبح هذا الوضع اكثر وضوحا مع تقدم السن. وبالنسبة للرائحة، اظهرت دراسة نشرت عام 2002 ان النساء في عمر الانجاب كن اكثر حساسية (من الرجال) تجاه العديد من الروائح.
 .....
   
 توما شماني – تورونتو
 عضو اتحاد المؤرخين العرب 
 
*د يحيى
29 - مايو - 2010
هذا من جهة ...    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
ومن جهة أخرى.. أقدم
 المـقـاربـة الـنـسـويـة

 
تمثل نعيمة هدى المدغري ، فضلا عن رشيدة بنمسعود وزهور كرام ولطيفة لبصير، طلائع الحركة النقدية النسائية في المغرب التي مافتئت تتعزز وتتقوى بالإفادة من المنجزات الكونية والانفتاح على تجارب متعددة والانخراط الفعلي في خضم النقاش الثقافي والفكري لإعطاء المرأة المنزلة المستحقة بحثا ، إلى جانب الرجل، عن المساواة والدعة والطمأنينة والرخاء الاجتماعي.
ويأتي كتاب « النقد النسوي :حول المساواة في الفكر والآداب»(1) لنعيمة هدى المدغري تتويجا لما أنجزته زميلاتها الناقدات في المضمار نفسه، وسعيا إلى صياغة تصور تركيبي يجمع شتات القضايا والآراء المثارة حول المرأة عربيا وغربيا، و تأهيلا لدورها وقدرتها على انتزاع حقوقها والتعبير عن هواجسها وتطلعاتها وأحاسيسها في منأى عن أشكال الوصاية والحجر والعسف، و حرصا على إثارة زوبعة من الأسئلة التي تحوم في مجملها حول وضع المرأة وموقعها في خضم علائق القوى الاجتماعية والسياسية، وخصوصية كتابتها وجدواها وملاءمتها وأبعادها الفكرية والجمالية.
بينت الباحثة نعيمة أن النسويات خضن صراعا مريرا على الواجهات الثقافية والنفسية واللغوية للتحرر من القيود التي تكبل حريتها، ومقاومة الإيديولوجية الذكورية والسلطة الأبوية. وفي هذا الصدد استندت إلى مرجعيات مختلفة لبيان ما قدمته المرأة من نضال وجهد لإثبات مكانتها، وإبراز قدراتها، والتنديد بالعنف والقمع الممارسين عليها، ورفض الثقافة الذكورية التي تكرس التمييز بين الجنسين، والمراهنة على ترسيخ ثقافة الاعتراف والمساواة في المجتمع. ويمكن أن نختزل القضايا النسوية المثارة في الكتاب في ثلاثة مواضيع ، وهي: الحركة النسوية، والمرأة والكتابة ، والنقد الأدبي النسائي.
جابت الباحثة رحاب مختلف تجليات النقد السنوي وتوجهاته حرصا على استطلاع تطلعاته وأطاريحه وتمثلاته وخلفياته، وبيان ما يستقطبه من رؤى ثرة ومتضاربة أحيانا تبين مدى ديناميته وحيويته وفاعليته في أفق تحقيق المساواة بين الجنسين على المستويات جميعها. وفي ترحالها بين مختلف الآراء والمواقف بينت مدى تأرجح النقد النسوي بين طرفي النقيض. يرى الطرف المتطرف الذي تمثله سيمون ديبوفوارSimone de Beauvoir- أن المرأة محكوم عليها بالألم لتبعيتها للجنس ، فكلما رغبت في التصرف بصفتها كينونة بشرية شعرت بالإحباط لصعوبة سوغها لقدرها البيولوجي. في حين ينحو الطرف المعتدل الذي تمثلة هلين سيكسوHélène Cixous وأخريات- في اتجاه استبعاد المواصفات السلبية المقترنة بالأنوثة، وتشجيع التعددية في المجتمع، وتأسيس علاقة جدلية بين الحنسين، وحفزهما على التعاون والتآزر لتغيير المفاهيم التي تذكي شعلة الصراع والمواجهة بينهما.
لقد أسعفت الفرويدية والنسوية - رغم اصطدامهما أحيانا-النسويات على مقاومة القيم الأوديبية الذكورية، ومعاودة النظر في الفرضيات النفسية التي تهم ،عن كثب، القمع والتحريم وعقدتي أوديب وإلكترا، واستثمار التحليل النفسي لفهم طبيعة الاختلاف بين الجنسين في مجتمع أبيسي.
وتعتبر اللغة مؤسسة ذكورية بحكم هيمنة الرجل وسطوته والفرص المتاحة له على مر التاريخ، وهذا ما جعلها ملتبسة بالرواسم التي تعلي من شأن الرجل وبالمقابل تنتقص من قدرات المرأة وملكاتها، وتصفها بواصفات مستخفة من قبيل الفقر اللغوي والتلقي السلبي والالتصاق بالمحسوس. وهذا ما يحتم على الحركة النسوية ، علاوة على العاملين الثقافي والنفسي، بذل مزيد من الجهد والتضحيةلاجتثاث هذه الرواسم التي تكرس الفوارق الثقافية والنفسية واللغوية بين الجنسين، والسعي إلى ابتكار لغة جديدة خالية من الظلم والعسف والصغار، والكد من أجل تضميد الجراح الرمزية والنفسية المضمنة في الخطابات المتداولة وتنقيتها من الألفاظ الجارحة(2) التي تخدش كرامة المرأة وتنتقص من قدراتها ومؤهلاتها.
لعبت الظروف السياسية والصحافة النسوية والصالونات الأدبية دورا كبيرا في تحرر المرأة واندماجها في المجتمع، وتفجير طاقاتها وإمكاناتها الإبداعية والنقدية والفكرية، ورد الاعتبار لمكانتها وفاعليتها في الرقي الاجتماعي. واختارت، من بين قنوات عديدة، الرواية وسيلة للتعبير عن معاناتها، والصدع بتطلعاتها، وإثبات ذاتها، والتدليل على خصوصية كتابتها الإبداعية.
وبعد أن جمعت الباحثة مفردات المتن عمدت إلى تصنيفه إلى ثلاث مراحل، وهي: مرحلة الاحتذاء والتقليد، ثم مرحلة الرفض والتحدي، ثم مرحلة التجربة السياسية الذاتية.
توجد، ضمن رائدات المرحلة الأولى، وردة اليازجي، ومرايانا الحراش، وعائشة تيمور وزينب فواز ولبيبة هاشم وفريدة عطية ومي زيادة. انشغلن في البداية ، على غرار زملائهن الكتاب، بالكتابة التاريخية على نمط جرجي زيدان وبالرواية الاجتماعية على منوال سليم البستاني. ورغم ما اتسمت به هذه المرحلة من تقليد لما يقوم به الرجل، فهي تؤشر على اقتحام المرأة مجال الكتابة الروائية، وتبين مدى عزمها وحرصها على التعبير عن تطلعاتها ومطامحها.
يضم الجيل الثاني كوكبة من الروائيات ، على نحو ليلى بعلبكي وكوليت الخوري ولطيفة الزيات وإميلي نصر الله ومنى جبور وغيرهن. ورغم اختلاف ثقافتهن وتجربتهن وميولهن فقد استطعن أن يبلورن صحوة الوعي لدى المرأة العربية، ويصغن تصورا جديدا وجريئا يفضي إلى الخروج من متاهات الثنائيات الوهمية التي تكرس التمييز بين الجنسين، وتغلب كفة أحدهما على الآخر.
إن المرحلة الثالثة - التي تضم كاتبات مثل حنان الشيخ وحميدة نعنع وسحر خليفة وليلى أبو زيد- تزامنت مع ظهور الحركة النقدية ما بعد الاستعمارية التي تقترح حلولا جديدة للعيش والحياة، وتكشف عن الأفكار الجديدة التي صدرت عن كتاب عاشوا صدمة الاستعمار. واتسمت الكتابة النسائية في هذه المرحلة بطرق مواضيع جديدة من قبيل الحرب والتحرر الوطني والهيمنة الثقافية الغربية وخيبة الأمل والاغتراب واهتزاز الانتماءات الجغرافية ، والتصادمات الفكرية والثقافية والعرقية، وارتداد المجتمعات إلى زمن القبائل.
يستفيد النقد النسوي من توجهات نقدية مختلفة (ماركسية ونفسية وبنيوية وتفكيكية وما بعد حداثية)، ويطمح إلى تأسيس لغة واصفة تميزه عن غيره من النقود، وتسعفه على تبين خصوصية الكتابة النسائية. وفي انتظار اكتمال عدته النقدية يكرس خطابه لمواجهة الثقافة الذكورية المتعسفة وتدمير قوالبها، وإتاحة مزيد من الفرص للمرأة لتنعم بالمساواة في الفكر والأدب والنقد. واعتمدت الباحثة على مؤلفات عينة من الناقدات العربيات ( على نحو لطيفة الزيات و خالدة سعيد ورشيدة بنمسعود (3)لاستخلاص الضوابط المتحكمة فيها وإبراز مضمراتها وخلفياتها. ومما استخلصته منها أنها تتسم بميسم التدمير وتدافع عن خصوصية الكتابة النسائية. فهي علاوة على تدميرها لكل الخطابات التي تهمش المرأة ولكل التقاليد التي تكبلها، تجلي امتدادات الخصوصية على المستوى البيولوجي واللغوي والتحليل النفسي والثقافي.
وفيما يلي بعض الملاحظات العامة عن الكتاب:
أ-يتوفر على مادة غنية ومتنوعة تهم الحركة النسوية في تفاصيلها ومفارقاتها وامتداداتها. وهو ما يسعف الباحثة نفسها على تطوير بعض الأمور والقضايا المثارة في الكتاب وبلورتها في شكل مشروع متكامل. ويمكن ، في المنحى عينه، أن ينير مسالك الباحثين ويقدم لهم العون اللازم لتعميق البحث في المجال ذاته، والنظر إليه من منظورات جديدة وزوايا مختلفة.
ب-يعتبر هذا الكتاب لبنة أساسية تتناول بالتحليل والفحص العلميين النقد النسوي في شموليته ورحابته سعيا إلى تركيب المعطيات المستمدة من حقول وآفاق مختلفة واستثمارها في صياغة منظور موحد ومتماسك، وزحزحة كثير من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي كرستها الإيديولوجية الذكورية، وبحثا عن سبل جديدة لاستيعاء الكتابة الفنية والجمالية التي تستدعي من المرأة- حسب وجهة نظر فرجنيا وولف- التمتع بالحرية والسلم والاستقلال المادي والمعنوي.
ج-لم تنجرف نعيمة هدى وراء النزعة النسوية الضيقة التي تردد الشعارات والأسئلة المكرورة التي تكون غالبا مفعمة بالانفعالات وردود الفعل، وإنما تناولت قضية المرأة عموما بهدوء ورصانة ، وهذا ما أهلها إلى مقاربة الجنسين بمنظور متزن يقوم على التعددية والاختلاف والتنوع والخنوثة الفكرية، ويند عن التمييز والمعاداة والتضاد والإقصاء والتهميش. وعليه اتخذت النسوية في الكتاب بعدا إيجابيا يسعى إلى تحرير الرجل والمرأة معا من هيمنة مفاهيم من قبيل « الذكورة» و»الأنوثة» و» اللامساواة المطلقة» ، وحفزهما على الانخراط معا في توزيع الأدوار وتدبير الخلافات بطرق حضارية تسهم في تقدم المجتمع ودمقرطته ورقيه.
د-مما عزز طغيان النفحة النسوية على المقاربة النقدية أن هم الباحثة كان منصبا أساسا على إثبات مدى قدرة النساء على ممارسة سلطة مكافئة للرجل، وإلحاحهن على انتزاع الشرعية والاعتراف بمؤهلاتهن في الأدب والنقد والكتابة عموما. وهذا ما جعل الباحثة مشدودة أكثر إلى الحركة النسوية بوصفها حركة نضالية وسياسية للدفاع عن قضية المرأة والدعوة إلى مساواتها مع نظيرها الرجل في المجالات جميعها بما فيها الحق في الكتابة والتعبير في منأى عن أساليب الوصاية و الإقصاء والتبخيس(4). وبهذا الصنيع يمثل هذا الكتاب رافدا من روافد النقد النسائي العربي الذي ما فتئ يتعزز لمقاربة مختلف أجناس الكتابة النسائية (وخاصة الرواية والسيرة الذاتية والقصة القصيرة) من زوايا ورؤى متعددة وبمناهج ومقاربات مختلفة.
**********
(*) نص المداخلة التي قدمت خلال اللقاء حول كتاب الباحثة نعيمة هدى المدغري « النقد النسوي: حول المساواة في الفكر والأداب « المنظم من طرف المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بتعاون مع مجلة «فكر»، يوم الجمعة 14 ماي 2010. وقد شارك كذلك في تقديم الكتاب - علاوة على المؤلفة- شيخ عاطف حبيبة، وسير اللقاء عبد الواحد المرابط .
1 - منشورات فكر ، سلسلة دراسات وأبحاث رقم 16، ط1، 2009.
2 - تتوفر اللغة أحيانا على ألفاظ جارحة (Mots injurieux) وتتضمن عداوة لغوية (Agressions verbales) تكرس اللامساواة بين الرجل والمرأة. ونحيل في هذا الصدد إلى الكتاب أسفله الذي راهنت صاحبته جوديث باتلر على تناول السلطة والنفوذ اللغويين من منظور تداولي قوامه إنجازية الخطاب أو سياسة الإنجازي. وحاولت فيه بيان كيف يتحول التلفظ إلى « عنف لغوي» و» شرطة لغوية» تفصل بين ما يجب أن يقال و ما يحظر قوله، وبين ما يرضي طرفا وما يجرح طرفا مناوئا.
3 - لطيفة الزيات ، من صور المرأة في القصص والرويات العربية، دار النشر الثقافة الجديدة، ط1، 1989. خالدة سعيد، المرأة التحرر الإبداع، نشر الفنك، ط1، 1991. رشيدة بنمسعود، المرأة والكتابة سؤال الخصوصية بلاغة الاختلاف، أفريقيا الشرق، ط1، 1994.
4 - وفي هذا الصدد يُستحضر الجرح الرمزي والنفسي الذي خلفته محاكمة ليلى بعلبكي إثر إصدارها مجموعتها القصصية» سفينة حنان إلى القمر « عام 1964، ويكرس النظرة الأخلاقية الضيقة ويفضح ضيق المجتمع الذكوري. ومنذ ذلك التاريخ ?رغم توفقها في معركة الدفاع عن حرية التعبير وكرامة المرأة - -تخلت عن الإبداع وتوارت عن الأنظار.
5/28/2010
محمد الداهي
 
الملحق الثقافي  لجريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية
*abdelhafid
1 - يونيو - 2010
 1  2  3