ابن الراوندي وآراؤه (3). ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
ولكي نعرف مدى أهمية هذه الأجسام المضادة التي اكتشفت في عام 1950م يحسن بنا أن نشير إلى تقرير للدكتور روبرت آلن جود المشهور بتخصصه في أمراض السرطان والأستاذ بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، فقد أثبت الدكتور جود في تقريره هذا أن جسم الإنسان يولد ما يتراوح بين عشرة خلايا وعشرة آلاف خلية من خلايا السرطان منذ المهد وإلى آخر أيام العمر، ولولا الأجسام المضادة التي تطرد الخلايا الأجنبية من الجسم وتحول دون انقسام خلية(6) السرطان وانتشارها لنمت خلايا هذا الداء اللعين وغزت الجسم البشري كله. ومن رأيه أن السبب لفي إصابة الشيوخ بالسرطان بنسبة تفوق نسبة إصابة الشباب به هو أن جسم الشيخ يولد من الأجسام المضادة كمية أقل مما يولده جسم الشاب، وبالتالي يتعذر على الشيوخ مقاومة هذا الداء العضال. ومما قاله الدكتور روبرت آلن جود إن وجود الأجسام المضادة بكميات غير كافية في جسم الإنسان يساعد على الإصابة بالسرطان، وإنه إذا أريد علاج هذا المرض فلا بد للطبيب من أن يفكر في وسيلة لتقوية جسم المصاب وتمكينه من توليد قدر أكبر من الأجسام المضادة. أو ليس مما يثير الدهشة أن يكون عالم من العلماء مضى عليه أحد عشر قرناً ونصف قرن قد استطاع أن يكشف سراً من أهم أسرار الصحة البدنية، دون أن ينتبه أحد إلى هذا الكشف، ودون أن يهتم به العلماء الباحثون في النصف الأول من القرن الحاضر؟ وقد لقيت نظرية ابن الراوندي التي طلع بها قبل ألف ومائة وخمسين سنة إعجاباً عاماً وقبولاً من الأوساط العلمية والطبية في جميع أنحاء العالم بعد ما تبينوا صوابها، لأن الثابت عند جميع الأطباء أن الإنسان هدف مستمر لأعداء خطرين يسعون إلى القضاء عليه، ويتمثل هؤلاء الأعداء في الميكروبات والفيروسات والخلايا الدخيلة. ولابن الراوندي نظرية أخرى لا تقل شأناً عن النظرية السابقة مؤداها أن الإنسان إذا ابتلي بمرض مستعص عز علاجه وفقد الدواء فعله تلقاءه، وجب أن يحقن بمرض آخر ينقل إليه، وهكذا ينجو من خطر الموت، ومتى تم علاجه بهذه الكيفية من المرض الأول، قام الطبيب بعلاجه من المرض الثاني. فإذا كانت هذه النظرية التي قال بها ابن الراوندي في القرن الثالث للهجرة من البينات التي أقيمت على مرضه بالصرع، فقد أصبحت في القرون اللاحقة موضوع اهتمام الأطباء، إذ ثبت لديهم من التجربة أن المصاب بمرض مستعص يمكن الاستعانة على علاجه تدريجياً بتعريضه للإصابة بمرض آخر، وقد تحققت نتائج هذه التجارب بمحض المصادفة والاتفاق، ولكن الأمر الذي عجز الأطباء قديماً عن الاهتداء إليه هو نوع المرض الثاني الذي يستعان به في العلاج، ثم القدرة على التحكم فيه بعد نقله إلى المريض. ومنذ القرن التاسع عشر بدأ تطبيق هذا النوع من العلاج الذي دخل طوراً جديداً بعد كشف الميكروب وسموم التوكسين(7). فمنذ القرن التاسع عشر والأطباء يحاولون علاج الأمراض بإدخال الميكروب أو التوكسين إلى أجسام المصابين بها. ومن ذلك مثلاً أن الدكتور وليم كالي قام في القرن التاسع عشر بتجربة نظرية ابن الراوندي، وبصورة خاصة في علاج السرطان، عن طريق إدخال التوكسين إلى جسم المريض. وقد تبين له أنه كلما أخذ المرض الجديد في الظهور، بدأت أنسجة خلايا السرطان تتحلل وتزول، وبهذه الكيفية نجح في إنقاذ حياة أكثر من مائتي مريض كان شفاؤهم ميئوساً منه، فعاشوا بعد العلاج حياة طبيعية. وأقل نتيجة حققها هذا الأسلوب في العلاج هي إطالة أعمار المصابين بالسرطان في مراحله المتأخرة خمس سنين أخرى. والمهم هنا أن طريقة الدكتور كالي برهنت على صحة نظرية ابن الراوندي، وإن كانت تجارب تطبيقها قد توقفت لأسباب منها أن المرض الثاني (المجلوب)، إن كان مرضاً ضعيفاً، عز عليه التأثير في وقف انتشار الخلايا السرطانية، وإن كان قوياً كان بمثابة علاج الأفسد بالفاسد فيضعف الجسم، وربما تعذر بعدئذ علاج المرض الثاني أو طال أمد علاجه. إلا أن الدكتور روبرت آلن جود استمر في ما بعد يعالج السرطان بطريقته المستمدة من نظرية ابن الراوندي. ويؤخذ من التقارير العلمية أن النجاح حالفه في كثير من الحالات. ابن الراوندي في نظر معاصريه(8): يقول عبد الرحيم العباسي مؤلف كتاب (معاهد التنصيص) (طبع بولاق عام 1274 هـ ص176ـ177): (كان (ابن الراوندي) أحد المتكلمين المعتزلة، عاش في بغداد، ثم ألحد وارتد وانفصل عن المعتزلة). ونقل عن أبي القاسم البلخي (وهو تلميذ لأبي القاسم الخياط وأحد المعتزلة الذين تصدوا لآراء ابن الراوندي ووضعوا رداً على كتبه) قوله في كتابه (محاسن خراسان): (كان ابن الراوندي من المعتزلة العظام. لم يواكبه أحد في سبر غور علم الكلام. ولم يكن أحد أعرف منه بمذاهب أهل الملة واختلاف آرائهم. وكان في بداية أمره على صحة المذهب وحسن السيرة، ثم حاد عن الطريق، وترك المنهج والسبيل الحق. وقيل إن ذلك كان لغضبه على رفاقه الذين طردوه من حلقتهم وناديهم، فأخذ يؤلف كتباً لأبي عيسى الأهوازي (اليهودي) ). وقد توفي ابن الراوندي في داره في أهواز. وأحصى البلخي خمسة فقط من كتبه، هي: (كتاب التاج) وقد دافع فيه عن أبدية العالم، و(كتاب الزمرد) وقد أطلق عليه هذا الاسم اعتقاداً منه بأنه كتاب سيعمي أعداءه ومعارضيه كما يعمي الزمرد عيون الأفاعي، و(كتاب الفرند)، و(كتاب اللؤلؤ) و(كتاب الدامق)، وقد أودعه كلاماً عن الخالق يسوء ذكره، فاعتبر ما في الدنيا من ظلم وشر وسوء من صنع الخالق. وفي كتاب (الفهرست) لابن النديم استشهاد بما ذكره ابن البلخي. وعده ابن المرتضى في كتابه (طبقات المعتزلة) من الطبقة الثامنة، وأضاف أنه انحرف وأصبح زنديقاً ملحداً، ووضع كتاب (التاج) وكتاب (عبث الحكمة) الذي طعن فيه على مذهب التوحيد وتحدث عن الثنوية، وكتاب (الدامق) الذي عارض فيه القرآن الكريم، وكتاب (الفرند) الذي انتقد فيه بعث الرسل ورسالة الأنبياء، وكتاب (الطبايع) وكتاب (الزمرد) وكتاب (الإمامة) وقد رد عليه وعلى آرائه ومؤلفاته جماعة منهم الشيخ أبو علي (الجبائي) والخياط والزبيري وأبو هاشم الذي رد على كتابه (الفرند). ومن خلال عرضنا السريع لأقوال أصحاب السير والتواريخ، يتبين أن ابن الراوندي كان من الشخصيات العلمية البارزة، ومن أعلام المعتزلة في القرن الثالث الهجري، ويربي عدد مؤلفاته على مائة وثلاثين كتاباً. أيد المعتزلة، ووضع لهم الكتاب تلو الكتاب للدفاع عن آرائهم الكلامية والفلسفية، إلى أن انفصل عنهم، فأخذ ينتقد آراءهم ومناهجهم ويرد عليهم، فرموه بالزندقة مرة، وبالإلحاد أخرى، وبالميل إلى الرافضة، وأخيراً بالميل إلى اليهودية. والجميع متفقون على أن ابن الراوندي كان في مستهل حياته صائب الرأي، سليم العقيدة، وذلك عندما كان يلتقي مع المعتزلة في رأيهم حول الإمامة ومسائل عقائدية أخرى، وما لبث أن وضع كتابه (الإمامة). وهذا الكتاب هو بداية انحراف ابن الراوندي إلى الزندقة والكفر، يقول الخياط في سياق نقله لهذا الكتاب: (كتاب (الإمامة)، يطعن فيه على المهاجرين والأنصار (باختيارهم الخليفة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) ) ويزعم أن النبي (صلى الله عليه وآله) استخلف عليهم رجلاً بعينه واسمه ونسبه، وأمرهم أن يقدموه، ولا يتقدموا عليه، وأن يطيعوه ولا يعصوه، فأجمعوا جميعاً إلا نفراً يسيراً، خمسة أو ستة، على أن يزيلوا ذلك الرجل عن الموضع الذي وضعه في رسول الله (صلى الله عليه وآله) استخفافاً منهم بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتعهداً منهم لمعصيته). يبدو من هذا أن السبب الرئيسي في انحراف ابن الراوندي ـفي نظر الخياطـ هو ميله إلى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتفضيله إياه على غيره، وتأكيده بأن الخلافة أو الولاية قد خصه النبي (صلى الله عليه وآله) بها، فهاجم الخياط لذلك ابن الراوندي وعده فاسقاً ومنحرفاً. وبعدما انشق عن جماعة المعتزلة لهذا السبب، وضع كتابه الثاني رداً على كتاب (فضيلة المعتزلة) لعمرو بن بحر الجاحظ، وسماه (فضيحة المعتزلة). وأثار هذا الكتاب غضب المعتزلة جميعاً، فتصدوا له بطرق ووسائل شتى، فهذا أبو الحسين بن عثمان الخياط المعتزلي يضع كتاباً عنوانه (الانتصار) في الرد على ابن الراوندي وكتابه (فضيحة المعتزلة)، وبفضل كتاب الخياط هذا الذي رد فيه فقرة فقرة على آراء ابن الراوندي ومؤلفاته، عرفنا شخصية ابن الراوندي وقيمته العلمية ومؤلفاته الكثيرة التي وضعها، وإن كان لم يصلنا منها إلا كتابان هما (الابتداء والإعادة) و(الفرند)، وفقرات من كتاب (فضيحة المعتزلة) كما وردت في كتاب الخياط. ولم يقف المعتزلة عند هذا الحد في مهاجمتهم لابن الراوندي وطعنهم عليه، بل سعوا عند الخليفة لإيغار صدره عليه، فأمر بالقبض عليه، لولا أنه فر من بغداد ومات متخفياً في الكوفة. وقد قال القاضي أبو علي التنوخي إن أبا الحسين (ابن الراوندي) كان يعاشر الملاحدة. وعندما سئل عن ذلك، قال إنه يريد أن يعرف معتقداتهم وأفكارهم. وقيل إن أباه كان يهودياً فأسلم، فقال اليهود للمسلمين إنه سيخرب عليكم دينكم كما فعل أبوه بديننا. ويقول أبو العباس الطبري: (لم يستقم يوماً ابن الراوندي، ولم يستقر في مذهب ولا مسلك. وكتب كتابه (البصيرة) لليهود مقابل أربعمائة درهم استلمه من يهود سامراء، ثم عكف على رد المتاب بنفسه، فدفع له اليهود مائة درهم آخر ليمتنع عن الرد) (راجع (معاهد التنصيص) ). والتقى ابن الراوندي بأبي علي الجبائي على جسر بغداد، وسأله: (هل سمعت معارضتي للقرآن؟) فأجاب أبو علي: (إنني أعرف قدرك وعلمك ورفاقك الملحدين، ولكن إذا أشهدت قلبك وضميرك، هل تجد ما يريحك ويرضيك عن فعلك هذا؟ وهل تجد أنسق نظماً وأجمل عرضاً وأوقع في النفس من القرآن؟). فأجاب ابن الراوندي: (لا والله). فقال أبو علي: (إذن، اذهب إلى حيثما شئت). (راجع (معاهد التنصيص) ). وكلما زادت شقة الخلاف بين ابن الراوندي والمعتزلة كلما زادت الاتهامات الموجهة إليه، حتى قيل إنه يناصر اليهودية على الإسلام، بل قيل إنه يهودي، وإنه يلجأ إلى اليهود ويموت في أحضانهم. ولم يذكر المؤرخون الذين تعرضوا لحياة ابن الراوندي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إلحاده وزندقته، فمنهم من قال إن الفقر هو الذي ورطه في هذا، ومنهم من قال إنه كان خاضعاً لليهود، ومنهم من قال إنه كتب في الإلحاد لأن هناك من أغراه بالمال على ذلك، حتى لقد قيل إنه تقاضى ثلاثين ديناراً عن تأليف كتاب (الإمامة). وقد جاء في الفقرة 66 من كتاب (الانتصار) ما يناقض الحقيقة من ناحية، ويوضح مدى غضب المعتزلة وكرههم لابن الراوندي. يقول الخياط: لقد هجره أكثرهم (أي المعتزلة)، فبقي طريداً وحيداً، فحمله الغيظ الذي دخله على أن مال إلى الرافضة.. فوضع لهم كتابه (الإمامة) (الانتصار ص77). والحقيقة أن ابن الراوندي وضع كتاب (الإمامة) قبل ظهور الخلاف بينه وبين المعتزلة، وأنه أغضب المعتزلة عندما وضع كتابه (فضيحة المعتزلة)، وأثار غيظهم وسخطهم فنسبوه إلى الإلحاد مرة وإلى الزندقة أو الثنوية واليهودية مرة أخرى. ومات ابن الراوندي في أخريات القرن الثالث الهجري، وأغلب الظن أنه عاش ما يقارب ثمانين سنة. وذكر صاحب (كشف الظنون) أنه مات في 301 للهجرة (ج4 ص446 و5: 60). فإذا كانت ولادته كما قال أكثر المؤرخين قد حدثت في سنة 205 أو 215 للهجرة، فوفاته حسب (معاهد التنصيص) وقعت في سنة 298، كما أشار إلى ذلك ابن النجار. وقال المسعودي في (مروج الذهب) (ج7: 237) بعد ذكر وفاة أبي عيسى الوراق في سنة 247 للهجرة: (وتوفي أبو الحسين أحمد بن يحيى إسحاق الراوندي في رحبة مالك بن طوق) وقال البعض في بغداد سنة 245 للهجرة عن عمر يناهز 40 سنة وقد ألف 114 كتاباً وبهذا يكون ابن الراوندي من معاصري عيسى الوراق. وهذه قائمة ببعض مؤلفات ابن الراوندي، كما ذكرها الخياط في ثنايا رده على ابن الراوندي في كتابه (الانتصار) وسائر المؤرخين، ونبدأ بالكتب التي وضعها وهو مع المعتزلة، ثم الكتب التي وضعها بعد أن هجرهم واختلف معهم، أو كما يقول ابن البلخي الكتب التي وضعها وهو ملحد وزنديق: 1ـ كتاب الابتداء والإعادة (ذكره ابن البلخي) 2ـ كتاب الأسماء والأحكام (ذكره ابن البلخي) 3ـ كتاب خلق القرآن (ذكره ابن البلخي وابن النديم) 4ـ كتاب البقاء والفناء (ذكره ابن البلخي) 5ـ كتاب لا شيء إلا موجود (ذكره ابن البلخي) 6ـ كتاب الطبائع في الكيمياء (ذكره الانتصار وابن المرتضى) 7ـ كتاب اللؤلؤ (ذكره ابن البلخي) وبعد انفصاله عن المعتزلة واختلافه معهم ألف الكتب الآتية: 8 ـ كتاب الإمامة (ذكره الانتصار وابن المرتضى) 9ـ كتاب فضيحة المعتزلة: وقد وضع الخياط كتاب (الانتصار) رداً عليه. 10ـ كتاب القضيب: سماه ابن البلخي: كتاب القضيب الذهبي (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان). 11ـ كتاب التاج: (ذكره الخياط وابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان) وذكره ابن النديم أن أبا سهل النوبختي رد عليه في كتابه (السبك) (الفهرست ص117). 12ـ كتاب التعديل والتجوير: زعم فيه أنه من أمرض عبيده، فليس بحكيم في ما فعل بهم ولا ناظر لهم ولا رحيم بهم، كذلك من أفقرهم وابتلاهم (الانتصار ص1). 13ـ كتاب الزمرد: ذكر فيها آيات الأنبياء فطعن فيها وزعم أنها مخاريق ـحسب كلام الخياطـ (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان والخياط). 14ـ كتاب الفرند: انتقد فيه الأنبياء، وقد رد عليه أبو هاشم (أشار إلى ذلك ابن المرتضى، ويقول ابن البلخي إن الخياط رد عليه) (وجاء ذكر هذا الكتاب عند ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان). 15ـ كتاب البصيرة: (ذكره أبو العباس الطبري، وقال إنه ألف هذا الكتاب نزولاً عند رغبة اليهود وطعناً في الإسلام. 16ـ كتاب الدامق: ذكره ابن البلخي وابن المرتضى، وذكر ابن البلخي بأن الخياط رد على هذا الكتاب، وقال أبو علي الجبائي إن ابن الراوندي كتب هذا الكتاب بطلب من اليهود، وأثار غضب السلطان، وقد أمر بإحضاره لكنه هرب والتجأ إلى يهودي مات عنده. 17ـ كتاب التوحيد (ذكره الخياط في الانتصار (الفقرة 5) ). 18ـ كتاب الزينة (ذكره صاحب (كشف الظنون) 5: 9). 19ـ كتاب اجتهاد الرأي (ذكره ابن النديم في (الفهرست) ص177) وأضاف أن أبا سهل النوبختي رد على هذا الكتاب. |