حاوره في القاهرة إميل أمين
القاهرة، الأربعاء 26 مايو 2010 (Zenit.org) . - ** ما هي المنجزات أو المدركات التي تتطلع ان يقوم عليها سينودس الشرق الأوسط المقبل ؟
أولا وقبل كل شيء أتطلع لانجاز واحد فقط وهو ان يكتشف الكهنة والأساقفة انه بدون حياة روحية نقية تقية ، وبدون معنى فائق الطبيعة داخل الكنيسة فان تعبنا باطل وعملنا أيضا باطل ، نتطلع للتجديد الروحي في أعماق الكنيسة قبل كل شيء ، نحن لسنا كهنة آمون ، لسنا موظفين ولا مرتزقة ولسنا أصحاب مهنة ، نحن أصحاب رسالة ، ولذلك الانجاز الوحيد الذي أتمنى ان يتحقق هو ان يدرك جميع أعضاء السينودس ان الحاجة الى تعميق الحياة الروحية ، وتعميق فهم سر التجسد والفداء والسعي في طريق فهم أسرار تجسد الله الكلمة في حياتنا كبشر .
** ما بين ضغوطات الراديكاليين وهجرة الأقليات المسيحية من العالم العربي الى أين يمضي مستقبل المسيحية المشرقية ؟
هناك إيضاح في هذا السياق لابد منه وهو ان التيارات المتطرفة لا تضغط على المسيحيين فقط ، هذه نظرة خاطئة وضيقة وغير صحيحة ، التطرف والتعصب يضغط على المسلمين في العالم العربي والإسلامي قبل المسيحيين أحيانا وغالبية ضحاياه من المعتدلين الإسلاميين .
الحكومات العربية بدورها باتت تخشى التطرف والمتطرفين والمفكرون العرب يخشون التطرف أكثر من أي نفر أخر ، ولهذا فالإبداع يكاد يكون منعدماً في العالم العربي بسبب الخوف ، هل يصدق احد ان نجيب محفوظ بعظمته يطعن بسكين في عنقه أو الدكتور فرج فودة يقتل بالرصاص وان الدكتور المفكر نصر حامد أبو زيد يجبر على تطليق امرأته ويهاجر الى هولندا ؟
إذن هناك خطا في القول بان التطرف والأصولية يضغطان على المسيحيين فقط ، بل على المسلمين أيضا ويجب ان نفهم نحن المسيحيين ان مصيرنا ليس منفصلاً عن مصير إخوتنا المسلمين ، نحن في مركب واحد وعلينا ان نتحد مع المعتدلين المسلمين وان ننشئ جبهة وطنية واحدة في مصر ، الأردن ، العراق ، في كل العالم العربي لمواجهة إعصار التطرف والتعصب حتى يزول .
أما عن الهجرة فرغم خطورتها على واقع مسيحيي الشر ق الأوسط فهي كذلك عند مسلمي المنطقة عشرة أضعاف الهجرة عند المسيحيين بحكم النسبة العددية وفي كل الأحوال أقول ان التطرف والأصولية كابوس ثقيل على المنطقة برمتها .
** كيف نطالب سينودس الشرق الأوسط بالاهتمام بأحوال مسيحيي المنطقة وهم في الأساس مختلفون بين بينهم وبعضهم البعض ومثال ذلك ما جرى مؤخرا في مجلس كنائس الشر ق الأوسط ؟
كنت رئيسا المجلس عن العائلة الكاثوليكية لمدة أربع سنوات ولا أزال رئيس شرف ، وحقيقة اخجل ان أقول إن الكنائس نفسها الأعضاء غير مقتنعة بدور مجلس كنائس الشر ق الأوسط وتسألني لماذا إذن الاستمرارية ؟
أقول ان هناك مصالح متواضعة أخرى تخدم بعض أبنائنا كالعمالة والموظفين واشتراك الشباب سويا في لقاءات متبادلة وربما هذه أهم منجزات هذا المجلس ، بجانب بعض مشروعات التنمية الصغيرة ، عبر ست عشرة سنة شعرت وكثيرون غيري وجدتهم غير مقتنعين بالمجلس رغم عضويتهم فيه ولهذا فانه مع أول خلاف جدي انهار المجلس ؟
** ما أسباب الخلاف الجذري الذي حدث مؤخرا وهل من طريق لإصلاحه ؟
انهار المجلس عندما اصطدم الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وممثلها مع بطريرك القدس للروم الأرثوذكس اليوناني وأنا لست ادري هنا هل يعيش هذا البطريرك في القرن الواحد والعشرين ام لا؟ وهل لا يزال بيزنطي الطبع والتفكير ويفضل قبعة التركي على برنيطة اللاتيني ان جاز التعبير ؟ أنا استنكر روح الهجوم التي أظهرها تجاه كنيسة مصر وأقباط مصر ، والحقيقة حاولنا عمل لجنة للصلح وذهب غبطة البطريرك الأنبا انطونيوس نجيب للقاء الأنبا شنودة الثالث وامتثلنا بسيادة المطران بولس مطر في لبنان وحصلت مشاورات كثيرة لكن أخر الأخبار عندي تقول بان بطريرك الروم الأرثوذكس يرفض ان يوجه حتى كلمة اعتذرا في مقابل الاهانات التي وجهها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولهذا يصمم الأنبا شنودة الثالث على الانسحاب من مجلس كنائس الشرق الأوسط .
** ألا يتوجب على القائمين على أمر السينودس القادم ان يدعوا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولو بصفة مراقبة لمثل هذا السينودس؟
أعتقد ان الدعوة لبعض الكنائس في هذا الإطار ستكون مفيدة جدا ولو بصفة مراقبين ؛لأنه ليس هناك عمل كاثوليكي منفرد ولا عمل أرثوذكسي منفرد ، نحن نقوم برسالة واحدة ، اختلاف المذاهب والعقائد لا يجب ان يعقد العمل المشترك لا سيما ان الإيمان واحد على أرضية سري التجسد والفداء ، هناك مساحة كبيرة جدا مشتركة بيننا وعلى ذلك سأكون سعيدا جدا لو اشترك مندوبون من الكنائس الأرثوذكسية في أعمال السينودس القادم كمراقبين أو متابعين لما يدور .
** البعض يرى ان هناك ربما حاجة الى دعوة مفكرين مسلمين أو يهود من الذين يساندون فكرة الحضور المسيحي في الشر ق الأوسط .. هل توافق هذا الرأي ؟
تعليق أحد القراء:
أخشى هنا أن يتحول السينودس الى مؤتمر عام ، وان تصبح القضية ومعالجتها قضية سطحية ، ولهذا أفضل ان يكون الحضورمحدودا جدا وفي جلسات معينة وليس كل الجلسات ، لاسيما انه لابد من جلسات خاصة بالوفود الكاثوليكية حتى نعبر عن أنفسنا بأريحية وحرية وصراحة.