البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.    قيّم
التقييم :
( من قبل 64 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
11 - مايو - 2010
                    اتفاق الشرائع مع القوانين وافتراقهما
السرقة محرمة في الشرع ، ومحرمة في القانون ، فمن ترك السرقة ، ممكن تقول : يخاف من السجن ، والمسؤولية ، ولك أن تقول : يخاف من الله ، ما الحقيقة ؟ الله أعلم ، لكن الذي يغضُّ بصره عن محارم الله ، يقيناً يخاف من الله ، لأنه ليس في الأرض كلها تشريعٌ أو قانونٌ ، يأمرُ بغض البصر ، إذن هنا افترقت الشريعة عن القانون .
الصيام ، بإمكانك أن تدخل البيت في أيام الصيف الحارة ، وأن تدخل الحمام بعيداً عن نظر أولادك وزوجتك ، وأن تشرب الماء النمير البارد ، من العداد رأساً ، ولا يدري بك أحد ، إذن الصيام عبادة الإخلاص ، ما دمت تمتنع عن أن تشرب قطرة ماء ، إذن أنت تُراقب الله عزَّ وجل .
يعني حكم العِبادات أحياناً ، من أجل أن تعلم أنك تحب الله ، من أجل أن تعلم أنك تعلم أن الله يُراقبك ، من أجل أن ترتفع معنوياتك ، من أجل أن تُحس أنك في رضي الله عزَّ وجل ، إذن لا تستغرب ، أنه يا أخي ما هذه الحياة ، كلها صراع ، نفسي تميل ، وفي الطريق نساءٌ كاسياتٌ عاريات ، والله يأمرني أن أغض بصري ، وضع غير طبيعي ، لا هذا هو الطبيعي ، لأنه خلقك للجنة ، وثمن الجنة ضبط الشهوات ، لأنه خلقكَ لحياةٍ أبدية لا تنتهي  وأن ثمن هذه الجنة :
 
( سورة النازعات )
 
فأنا أتمنى دائماً أن أوضح لإخواننا الشباب ، كما أنه ليس في الإسلام حرمان  ليس فيه تفلُّت ، الله قال :
 
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
هم كتبوها على أنفسهم ، هم اجتهدوا فأخطؤوا ، والدليل أنهم أخطأوا :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
لم يتمكنوا ، لأنها خلاف الفطرة ، الترهُّب ، الرهبنة ، خلاف فطرة الإنسان   لذلك القصص التي تروى ، عن الرهبان في انحرافاتهم الجنسية ، لا تعدُّ ولا تحصى ، لأنهم ألزموا أنفسهم ، ما لا ينبغي أن يكون ، ما كتبناها علينا ، والدليل أنهم :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
فالإسلام دين الفطرة ، فكما أن الإسلام ، ما كلفك ما لا تطيق ، كذلك ما أطلقك  إلى حيث تريد ، في منهج ، يعني تقريباً ، طريق ، الطريق عريض ، لك حرية الحركة في حدود هذا الطريق ، لكن بعد الطريق هناك ممنوعات .
فأجمل حياة يعيشها ، حياة القيم ، حياة المنهج ، حياة الدستور ، أنظر إلى السيارة أروع ما تكون وهي على الطريق المعبَّد ، لأن هذا الطريق صنع لهم ، وهي صنعت له ، فإذا سارت على الطريق المعبدَّ ، تجدها كلها مرتاحة ، لا يوجد أصوات أبداً ، أما إذا نزلت إلى الطريق الوعر ، تحس أن هذه الطريق ليست لهذه السيارة ، وهذه المركبة ليست لهذا   الطريق .
أردت من هذه المقدمة ، أن نربط الجزئيات بالكليات ، لا أن نبقى في هذه حرام  لماذا حرام ؟ أنت تعيش في مجتمع ، هناك أناس ليس لديهم وازع ديني إطلاقاً ، أما آتاهم الله منطقاً ، عندهم عقل ، فإذا ملكت الحجَّة ، بالمناسبة :
" ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، لو اتخذه لعلمه ".
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
يعني يوجد قوة للمؤمن ، قد تكون غير مادَّية ، قد يكون مؤمن ، يعني  من أقل المراتب في المجتمع ، قد يكون موظف ، صغير جداً ، ضارب آلة كاتبة ، حاجب قد يكون  لكن قوته نابعةٌ من حجته ، لما ربنا قال :
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
لكل مؤمنٍ من هذه الآية نصيب ، قوةٌ ، يجوز حاجب في دائرة ، يناقش المدير العام المتفلت ، الذي عقيدته فاسدة ، هذا الحاجب ، أقوى منه في المناقشة ، المؤمن ، يعلّم لماذا يغضُّ بصره ؟ يعلَّم لماذا يصوم ؟ يعلّم لماذا يصدق ؟ يعلّم لماذا يتكلَّم بالحق ؟ فنحن نريد مؤمن متمكِّن ، لا أريد مؤمن يطبِّق الإسلام إلى حين ، لو أنَّك عرفت الأمر الشرعي  من دون حيثيات ، من دون أن تربطه بالكلّيات ، من دون عقيدة صحيحة ، يمكن _أن تنطبق الأمرّ ، لكن مقاومتك هشة ، هشة ، يعني أدنى ضغط ، أو أدنى إغراء ، تجد مقاومتك قد انهارت ، لذلك كلّ إنسان يربي ، كل إنسان يبني إخوانه بناء ، إذا بنى النفوس بناء صحيح  بناء علمي ، بناء منطقي ، على أساس من العقيدة الصحيحة ، تجد هذا الأخ قوياً ، أي قوي في دينه ، أينما ذهب مستقيم ، الملاحظ لما ينبني إنسان بناء هش ، أو يبنى بناء نصِّي غير تعليلي .
يعني أنت عندما تعرف أن هذا الأمر مربوط ، بهذه العقيدة الصحيحة ، مربوط بهذه الكلِّية ، أي أنت مؤمن بخالق الكون ، أنت مخلوق للجنّة ، والجنّة ثمنها ، ضبط الشهوات الشهوات أودعت فيك لترقى بها إلى الله ، أودعت فيك ، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً للكل.
 3  4  5  6  7 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
سيدنا أبو بكر الصديق ن رضي الله عنه    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
                                      بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,
هذه رسالة لطيفة في الرد على من فضّل الامام علياً رضي الله تعالى عنه على أبي بكر الصديق نقلتها لكم من موقع رباط الفقراء إلى الله نفع الله بمن قام بصّفها ونشرها وله الأجر إن شاء الله .


                          الـروض الأنـيـــق فـي فـضـــل الـصـــديـق

                  لمولانا الإمام الحافظ العلامة الجلال السيوطي رضي الله عنه

"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل خير هذه الأمة أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه ، ورفع مقامه على كل مقام بزيادة اليقين والتصديق... شيخ الإسلام على التحقيق، أحمده وهو بكل حمد خليق، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة توسع على قائلها كل ضيق وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله النبي الرفيق صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أولي الرشاد والتوفيق.
أما بعد، فهذا كتاب لقبته (الروض الأنيق في فضل الصديق) أوردت فيه أربعين حديثاً مختصرة سهل حفظها على من أراد ذلك من البررة، واسأل الله أن ينفعنا بالانتساب إليه ويجمعنا وإياه في دار الزلفاء لديه بمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم آمين آمين آمين.

الحديث الأول
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبى الله والمؤمنون أن يختلفوا عليك يا أبا بكر) . أخرجه الإمام أحمد.

الحديث الثاني
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، ما خلا النبيين والمرسلين) .أخرجه الضياء في مختاره،وجمع كثيرون.

الحديث الثالث
عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة) . أخرجه الضياء في مختاره،وجمع آخرون.

الحديث الرابع
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده- وماله غيره- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أبو بكر وعمر مني كمنزلة السمع والبصر من الرأس) . أخرجه البارودي وأبو نعيم وغيرهما.

الحديث الخامس
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر من هذا الدين، كمنزلة السمع والبصر من الرأس) . أخرجه ابن النجار،وأخرجه الخطيب في تاريخه عن جابر." اهـ

الحديث السادس
"عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر الصديق وزيري وخليفتي على أمتي من بعدي، وعمر ينطق على لساني، وعلي ابن عمي وأخي وحامل رايتي، وعثمان مني وأنا من عثمان) . أخرجه الطبراني في الكبير،وابن عدي في الكامل وغيرهما.

الحديث السابع
عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر أرأف أمتي وأرحمها، وعمر خير أمتي وأعدلها، وعثمان بن عفان احيى أمتي وأكرمها، وعلي بن أبي طالب ألبّ أمتي وأشجعها، وعبد الله بن مسعود أبر أمتي وآمنها، وأبوذر أزهد أمتي وأصدقها، وأبو الدرداء أعبد أمتي وأتقاها، ومعاوية بن أبي سفيان أحكم أمتي وأجودها) أخرجه ابن عساكر وضعفه،وأخرجه غيره أيضاً.

الحديث الثامن
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر خير الأولين وخير أهل السموات وخير أهل الأرض، إلا النبيين والمرسلين) . أخرجه ابن عدي والحاكم في الكنى، والخطيب في تاريخه.

الحديث التاسع
عن عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أبو بكر خير الناس بعدي، إلا أن يكون نبي) . أخرجه ابن عدي والطبراني في الكبير وغيرهما.

الحديث العاشر
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار فاعرفوا له ذلك، فلو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر) . أخرجه عبدالله بن الإمام أحمد في زوائد المسند والديلمي وغيرهما. " اهـ

الحديث الحادي عشر
"عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر مني كعيني في رأسي، وعثمان بن عفان مني كلساني في فمي، وعلي بن أبي طالب مني كروحي في جسدي) . أخرجه ابن النجار.

الحديث الثاني عشر
عن إبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى) . أخرجه الخطيب في تاريخه وغيره.

الحديث الثالث عشر
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر مني وأنا منه، وأبو بكر أخي في الدنيا والآخرة) . أخرجه الديلمي.

الحديث الرابع عشر
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر خير أهل السموات وأهل الأرض، وخير من بقي إلى يوم القيامة) .أخرجه الديلمي.

الحديث الخامس عشر
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر عتيق الله من النار) .أخرجه أبو نعيم في المعرفه.

الحديث السادس عشر
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وزير يقوم مقامي، وعمر ينطق بلساني، وأنا من عثمان وعثمان مني، كأني بك يا أبا بكر تشفع لأمتي) . أخرجه ابن النجار.ووصف عمر بما ذكر لأنه من المحدثين الذين تنطِق الملائكه على ألسنتهم فاعلم.

الحديث السابع عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي يدخل منه أمتي) . قال أبو بكر: ودِدت أني كنت معك حتى أنظرَ إليه، قال: (أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي) . أخرجه أبو داوود وغيره،وصححه الحاكم من طريق آخر.

الحديث الثامن عشر
عن علي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فقلت: من يهاجر معي قال: أبو بكر، وهو يلي أمتك بعدك، وهو أفضل أمتك) .أخرجه الديلمي.

الحديث التاسع عشر
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فقال لي: يا محمد إن الله يأمرك أن تستشير أبا بكر) .أخرجه تمام.

الحديث العشرون
عن أبي الدرداء قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مشى أمام أبي بكر فقال له: (أتمشي أمام من هو خير منك. إن أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس وغربت) .
وأخرج الحديث أبو نعيم في فضائل الصحابة ولفظة: (أتمشي أمام من هو خير منك؟ ألم تعلم أن الشمس لم تشرق أو تغب على أحد خير من أبي بكر، ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أحد أفضل من أبي بكر) ." اهـ


الحديث الحادي والعشرون
"عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتيت بكِفة ميزان فوضعت فيها وجيء بأمتي فوضعت في الكفة الأخرى، فرجحت بأمتي. ثم رفعت وجيء بأبي بكر فوضع في كفة الميزان فرجح بأمتي. ثم رفع أبو بكر وجيء بعمر بن الخطاب فوضع في كفه الميزان فرجح بأمتي، ثم رفع الميزان إلى السماء وأنا أنظر إليه) .أخرجه أبو نعيم في الفضائل.

الحديث الثاني والعشرون
عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحب النساء إلي عائشة، ومن الرجال أبوها) .أخرجه الشيخان.

الحديث الثالث والعشرون
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحشر أنا وأبو بكر وعمر يوم القيامة )هذا( وأخرج السبابة والوسطى والبنصر- ونحن مشرفون على الناس) .أخرجه الترمذي الحكيم.

الحديث الرابع والعشرون
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحشر يوم القيامة بين أبي بكر وعمر حتى أفق بين الحرمين، فيأتيني أهل المدينة وأهل مكة).أخرجه ابن عساكر.

الحديث الخامس والعشرون
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ادعي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) .أخرجه الإمام أحمد ومسلم." اهـ
*د يحيى
16 - مايو - 2010
من روايات أهل البيت في سيدنا أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
*د يحيى
16 - مايو - 2010
أهل البيت ، عليهم السلام    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
بعض الروايات من كتب أهل البيت

في أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332].

إن علياً عليه السلام قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر"،
ولم لا يقول هذا وهو الذي روى (أننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد) ["الاحتجاج" للطبرسي].


كان أمير المؤمنين يتعشى ليلة عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلة عند عبد الله بن العباس" ["الإرشاد" ص14].
فهذا ابن عباس يقول وهو يذكر الصديق رحم الله أبا بكر، كان والله للفقراء رحيماً، وللقرآن تالياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن الله خائفاً، وعن المنهيات زاجراً، وبالمعروف آمراً. وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً، فاق أصحابه ورعاً وكفافاً، وسادهم زهداً وعفافاً) ["ناسخ التواريخ" ج5 كتاب2 ص143، 144 ط طهران].

يقول ابن أمير المؤمنين عليّ ألا وهو الحسن بن علي - الإمام المعصوم الثاني عند القوم، والذي أوجب الله اتباعه على القوم حسب زعمهم -
يقول في الصديق، وينسبه إلى رسول الله عليه السلام أنه قال: (إن أبا بكر مني بمنزلة السمع) ["عيون الأخبار" ج1 ص313، أيضاً "كتاب معاني الأخبار" ص110 ط إيران].

وكان حسن بن علي رضي الله عنهما يؤقر أبا بكر وعمر إلى حد حتى جعل من أحد الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما (إنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب، وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين) ، - وفي النسخة الأخرى - الخلفاء الصالحين ["منتهى الآمال" ص212 ج2 ط إيران].

الإمام الرابع للقوم علي بن الحسن بن علي، فقد روى عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني أنتم {المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون}؟ قالوا: لا، قال: فأنتم { الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا }، اخرجوا عني، فعل الله بكم" ["كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران].

عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة" ["كشف الغمة" ج2 ص1].

الناطق بالوحي سماه الصديق كما رواه البحراني الشيعي في تفسيره "البرهان"
ولم يقل هذا إلا لأن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وانظر إلى الأنصار محبتين (مخبتين خ) في أفنيتهم، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم! قال: فأرنيهم، فمسح على عينيه فرآهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الصديق" ["البرهان" ج2 ص125].

أبو عبد الله جعفر الملقب بالسادس - سئل عن أبي بكر وعمر كما رواه القاضي نور الله الشوشترى"إن رجلاً سأل عن الإمام الصادق عليه السلام، فقال: يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة" ["إحقاق الحق" للشوشتري ج1 ص16 ط مصر].

عن أبي عبدالله جعفر رواه الأربلي أنه كان يقول: "لقد ولدني أبو بكر مرتين" ["كشف الغمة" ج2 ص161].

حسن بن على الملقب بالحسن العسكري - الإمام الحادي عشر المعصوم - فيقول وهو يسرد واقعة الهجرة أن رسول الله بعد أن سأل علياً رضي الله عنه عن النوم على فراشه قال لأبى بكر رضي الله عنه: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر: يا رسول الله! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلى من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال رسول الله عليه الصلاه والسلام: لا جرم أن اطلع الله على قلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن" ["تفسير الحسن العسكري" ص164، 165 ط إيران].

وهذه روايه "إن ناساً من رؤساء الكوفة وأشرافها الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده، وقالوا له: رحمك الله، ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال: ما أقول فيهما إلا خيراً كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحد غيرنا، وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله" ["ناسخ التواريخ" ج2 ص590 تحت عنوان "أحوال الإمام زين العابدين"].

وقال فيه علي: إن سلمان باب الله في الأرض، من عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً" ["رجال الكشي" ص70].
فهذا السلمان يقول: إن رسول الله كان يقول في صحابته: ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في قلبه" ["مجالس المؤمنين" للشوشتري ص89].

وفى رواية "سأل الصديق علياً كيف ومن أين تبشر؟ قال: من النبي حيث سمعته يبشر بتلك البشارة، فقال أبو بكر: سررتني بما أسمعتني من رسول الله يا أبا الحسن! يسرّك الله" ["تاريخ التواريخ" ج2 كتاب 2 ص158 تحت عنوان "عزام أبي بكر"].
 
 
*د يحيى
16 - مايو - 2010
التتمة    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
وهذه ايضا روايه "وكان علي عليه السلام يقول: محمد ابني من ظهر أبي بكر" ["الدرة النجفية" للدنبلي الشيعي شرح نهج البلاغة ص113 ص إيران].


فيقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر الفاروق وولايته مصدقاً لرؤيا سيد ولد آدم عليه الصلاه والسلام الذي رآه وبشر به عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
"
ووليهم وال، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه" ["نهج البلاغة" بتحقيق صبحي الصالح تحت عنوان "غريب كلامه المحتاج إلى التفسير" ص557 ط دار الكتاب بيروت، أيضاً "نهج البلاغة بتحقيق الشيخ محمد عبده ج4 ص107 ط دار المعرفة بيروت].

فانظر إلى ابن عم رسول الله ووالد سبطيه وهو يبالغ في مدح الفاروق، ويقول:
لله بلاد فلان، فقد قوم الأود، وداوى العمد وخلف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي بها الضال، ولا المستيقن المهتدي" ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص350، "نهج البلاغة" تحقيق محمد عبده ج2 ص322].

ويقول ابن أبي الحديد: العرب تقول: لله بلاد فلان أي در فلان ….. وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضى أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر ….. وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي: هو عمر، فقلت له: أثنى عليه أمير المؤمنين عليه السلام؟ فقال: نعم" ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج3 ص92 جزء12].

، فانظر كيف يصفه بهذه الأوصاف ولقد استشاره في الخروج إلى غزو الروم فقال له:
إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً محرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى، كنت ردأ للناس ومثابة للمسلمين" ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص193].

وأيضاً أشار بذلك إلى دعاء النبي عليه الصلاه والسلام "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب - رواه المجلسي في "بحار الأنوار" عن محمد الباقر –" ["بحار الأنوار" ج4 كتاب السماء والعالم] فإن دعاء الرسول لا بد له أن يقبل.

فهذا هو السيد مرتضى يقول: فلما وصل الأمر إلى علي بن أبي طالب (ع) كلم في رد فدك، فقال: إني لأستحي من الله أن أردّ شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر" ["كتاب الشافي في الإمامة" ص213، أيضاً "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد].

الأولى من حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أنه قال: لا أعلم علياً خالف عمر، ولا غيّر شيئاً مما صنع حين قدم الكوفة" ["رياض النضرة" لمحب الطبري ج2 ص85].

والرواية الثالثة أن علياً قال حين قدم الكوفة: ما كنت لأحل عقدة شدها عمر" ["كتاب الخراج" لابن آدم ص23، أيضاً "فتوح البلدان" للبلاذري ص74 ط مصر].

لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: صلى الله عليه وآله وسلم ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى (أي المكفون) بين أظهركم" ["كتاب الشافي" لعلم الهدى ص171، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428 ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص117 ط إيران].

وأما ابن أبي الحديد فيذكر "طعن أمير المؤمنين فانصرف الناس وهو في دمه مسجى لم يصل الفجر بعد، فقيل: يا أمير المؤمنين! الصلاة، فرفع رأسه وقال: لاها الله إذن، لا حظ لامرئ في الإسلام ضيع صلاته، ثم وثب ليقوم فانبعث جرحه دماً فقال: هاتوا لي عمامة، فعصب جرحه، ثم صلى وذكر، ثم التفت إلى ابنه عبد الله وقال: ضع خدي إلى الأرض يا عبد الله! قال عبد الله: فلم أعج بها وظننت أنها اختلاس من عقله، فقالها مرة أخرى: ضع خدّي إلى الأرض يا بني، فلم أفعل، فقال الثالثة: ضع خدّي إلى الأرض لا أم لك، فعرفت أنه مجتمع العقل، ولم يمنعه أن يضعه هو إلا ما به من الغلبة، فوضعت خدّه إلى الأرض حتى نظرت إلى أطراف شعر لحيته خا رجة من أضعاف التراب وبكى حتى نظرت إلى الطين قد لصق بعينه، فأصغيت أذني لأسمع ما يقول فسمعته يقول: يا ويل عمر وويل أم عمر إن لم يتجاوز الله عنه، وقد جاء في رواية أن علياً عليه السلام جاء حتى وقف عليه فقال: ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى" ["شرح النهج" لابن أبي الحديد ج3 ص147].

لقد شهد علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ["كتاب الشافي" ج2 ص428].

وأيضاً:
إنهما إماما الهدى، وشيخا الإسلام، والمقتدى بهما بعد رسول الله، ومن اقتدى بهما عصم" ["تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428].

وأيضاً:
:
إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر" ["عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري"].

والجدير بالذكر أن هذه الرواية رواها عليّ عن الرسول الكريم عليه الصلاه والسلام ,وقد رواها عن علي ابنه الحسن رضي الله عنهما.

ولقد مدحه ابن عباس رضي الله عنه وهو أحد أعلام أهل بيت النبوة وسادتهم وابن عم النبي عليه السلام بقوله: رحم الله أبا حفص كان والله حليف الإسلام، ومأوى الأيتام، ومنتهى الإحسان، ومحل الإيمان، وكهف الضعفاء، ومعقل الحنفاء، وقام بحق الله صابراً محتسباً حتى أوضح الدين، وفتح البلاد، وآمن العباد" ["مروج الذهب" للمسعودي الشيعي ج3 ص51، "ناسخ التواريخ" ج2 ص144 ط إيران].

إن جعفر بن محمد - الإمام السادس المعصوم لدى الشيعة - لم يكن يتولاهما فحسب، بل كان يأمر أتباعه بولايتهما أيضاً، فيقول صاحبه المشهور لدى القوم أبو بصير: كنت جالساً عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخلت علينا أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه. فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيسرّك أن تسمع كلامها؟ قال: فقلت: نعم، قال: فأذن لها. قال: وأجلسني على الطنفسة، قال: ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة، فسألته عنهما (أي عن أبى بكر وعمر) فقال لها : توليهما، قالت : فأقول لربي إذا لقيته : إنك أمرتني بولايتهما؟ قال : نعم" ["الروضة من الكافي" ج8 ص101 ط إيران تحت عنوان "حديث أبي بصير مع المرأة"].

زواج الفاروق من أم كلثوم (وهذا يدل على فضل الفاروق عند علي رضي الله عنهما)

فيقول المؤرخ الشيعي أحمد بن أبي يعقوب في تاريخه تحت ذكر حوادث سنة 17 من خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"
وفي هذه السنة خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم بنت علي، وأمها فاطمة بنت رسول الله، فقال علي: إنها صغيرة! فقال: إني لم أرد حيث ذهبت. لكني سمعت رسول الله يقول: كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري، فأردت أن يكون لي سبب وصهر برسول الله، فتزوجها وأمهرها عشرة آلاف دينار" [تاريخ اليعقوبي ج2 ص149، 150].

وروى أيضاً عن سليمان بن خالد أنه قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام - جعفر الصادق - عن امرأة توفي زوجها أين تعتد؟ في بيت زوجها أو حيث شاءت؟ قال : بلى حيث شاءت، ثم قال : إن علياً لمّا مات عمر أتى أم كلثوم فأخذ بيدها فانطلق بها إلى بيته" ["الكافي في الفروع" كتاب الطلاق، باب المتوفى عنها زوجها ج6 ص115، 116، وفي نفس الباب رواية أخرى عن ذلك، وأورد هذه الرواية شيخ الطائفة الطوسي في صحيحه "الاستبصار"، أبواب العدة، باب المتوفى عنها زوجها ج3 ص353، ورواية ثانية عن معاوية بن عمار، وأوردهما في "تهذيب الأحكام" باب في عدة النساء ج8 ص161]

وهنالك رواية أخرى رواه الطوسي عن جعفر - الإمام السادس عندهم - عن أبيه الباقر أنه قال:
ماتت أم كلثوم بنت علي وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما من الآخرة وصلي عليهما جميعاً" ["تهذيب الأحكام" كتاب الميراث، باب ميراث الغرقى والمهدوم،
 
*د يحيى
16 - مايو - 2010
المفاضلة تزيد في شقة الخلاف    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي يا شيخي العزيز،
لدى تعليق واستفسار( يتعلقان بمشاركتكم بعنوان "سيدنا أبو بكر الصديق ن رضي الله عنه أرغب في أن أبينهما فيما يلي :
إشاعة التفاضل بين الناس بذكر الأسماء ربما يزيد في شقة الخلاف بين أصحاب المذاهب الإسلامية* ؛ لذا فإن تناسي هذا التفاضل أفضل من تذكره، ويبقى الله تعالى هو العليم بخلقه .  ولو سألنا شيعيا إماميا عن أفضل الصحابة، لما تردد بالقول :" إنه علي بن أبي طالب عليه سلام الله". ويكفينا كل الكفاية ما ذكر الله تعالى في كتابه ، في الآية الكريمة من سورة التوبة: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " ، فهي آية توضح أن كبار الصحابة** من مهاجرين وأنصار وممن اتبعهم بإحسان، دون تعيين شخص منهم بعينه، هم أفضل الناس جيلا بين الأجيال المتعاقبة. وهي آية تذكرنا بآية أخرى من سورة الفتح: " لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير"، وتذكرنا ايضا بحديث عمران بن حصين(رض) عن النبي (ص) : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..." .
إن الأحاديث التي ذكرها السيوطي في فضل أبي بكر وغيره من الصحابة(رض) حيرني منها الحديث التاسع! فهل بعد خاتم النبيين نبي حتى يكون أفضل من أبي بكر! ، أم أنني لم أفهم معنى الحديث؟
ثم الحديث الحادي عشر:
إذا كان علي بن أبي طالب(رض) بمنزلة روح النبي(ص) من جسده الشريف، وأبو بكر وعمر (رض) بمنزلة العينين، وعثمان (رض) بمنزلة اللسان، فمن أعلى المذكورين في الحديث منزلة؟ هذا الحديث لم يضعفه ابن عساكر وحسب؛ وإنما أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*جاء في " صحيح مسلم بشرح النووي" ( من قرص المحدث):
قال الإمام أبو عبد الله المازري: اختلف الناس في تفضيل بعض الصحابة على بعض فقالت طائفة: لا نفاضل بل نمسك عن ذلك، وقال الجمهور بالتفضيل ثم اختلفوا فقال أهل السنة أفضلهم أبو بكر الصديق، وقال الخطابية أفضلهم عمر بن الخطاب، وقالت الراوندية أفضلهم العباس، وقالت الشيعة علي، واتفق أهل السنة على أن أفضلهم أبو بكر ثم عمر قال جمهورهم ثم عثمان ثم علي، وقال بعض أهل السنة من أهل الكوفة بتقديم علي على عثمان والصحيح المشهور تقديم عثمان، قال أبو منصور البغدادي: أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة على الترتيب المذكور ثم تمام العشرة ثم أهل بدر ثم أحد ثم بيعة الرضوان، وممن له مزية أهل العقبتين من الأنصار وكذلك السابقون الأولون وهم من صلى إلى القبلتين في قول ابن المسيب وطائفة، وفي قول الشعبي أهل بيعة الرضوان، وفي قول عطاء ومحمد بن كعب أهل بدر، قال القاضي عياض: وذهبت طائفة منهم ابن عبد البر إلى أن من توفي من الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل ممن بقي بعده وهذا الإطلاق غير مرضي ولا مقبول، واختلف العلماء في أن التفضيل المذكور قطعي أم لا، وهل هو في الظاهر والباطن أم في الظاهر خاصة؟انتهى.
وربما يتساءل المرء عن اختلاف الناس في تفضيل بعض الصحابة على بعض ما الحاجة إليه، وما الفائدة التي تعود علينا منه.وإذا كان هناك من فائدة فليست سوى الاقتداء بأفعال الرعيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه دون تعيين أحد منهم باسمه. أما أن يقود الاختلاف إلى خلاف، فهذا بالقطع غير محمود.
** في تعريف الصحابي بين العلماء اختلاف . وقد سيطر تعريف الصحابي عند أهل الحديث على غيره من التعريفات . ففي تفسير القرطبي: " قال البخاري في صحيحه: " من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه." . ويضيف القرطبي: " وروي عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد الصحابي إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين" أ.هـ. وهذا التعريف اتبع معناه فقهاء علم الأصول. وفي مقدمة ابن الصلاح ما يبين ما نقلته من تفسير القرطبي. يقول ابن الصلاح:
" وبلغنا عن (أبي المظفر السمعاني المروزي) أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثاً أو كلمة، ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من الصحابة، وهذا لشرف منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم -، أعطوا كل من رآه حكم الصحبة.
وذكر: أن اسم الصحابي - من حيث اللغة والظاهر - يقع على من طالت صحبته للنبي - صلى الله عليه وسلم -وكثرت مجالسته له على طريق التبع له والأخذ عنه. قال: وهذا طريق الأصوليين" أ.هـ.
وكان سعيد بن المسيب (ت93) من أجلة التابعين وأجلة علمائهم ، وممن رووا الحديث عن أبي هريرة(رض) وعن العديد من الصحابة، وعن عائشة أم المؤمنين(رض) وعن أم المؤمنين أم سلمة(رض)، وقد جمع بين الفقه والتفسير غير رواية الحديث.، فكان بذلك أشهر من نار على علم. ويبدو انه اهتم بالمعنى اللغوي للصاحب؛ ولكن تعريفه هذا للصحابي لا يستقيم والحاجة إلى جمع الأحاديث النبوية ، خاصة عندما أخذ تدوين الحديث بالانتشار على نطاق واسع . فالصحابة وفقا لتعريف بن المسيب لن يصل عددهم إلى الآلاف فكيف بعشراتها!
*ياسين الشيخ سليمان
16 - مايو - 2010
الأمراض الجنسية    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
الأمراض الجنسية
العودة إلى الصفحة الرئيسة                                                            الدكتور محمد علي البار
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا " .
والطاعون يطلق في اللغة العربية وغيرها من اللغات على كل وباء مجازا ، وإلا فهو وباء مخصوص يصيب المراق والإبط ، ويظهر على هيئة غدد كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم :" الطاعون غدة كغدة البعير ، يظهر في المراق والإبط "  .. والطاعون أنواعه ( الغددي والرئوي والدموي ) سببه ميكروب من فصيلة ( الباستوريلا ) .
والمقصود أن كثيرا من الأمراض التي لم تكن معهودة من قبل قد ظهرت بسبب ظهور الفاحشة وانتشارها .. وأول ظهور لمرض الزهري ( السفليس ) الخطير كان في عام 1494 م أثناء الحرب الإيطالية الفرنسية عندما انتشر في الجنود خاصة الزنا ، وسماه الإيطاليون " الداء الفرنسي " وكذلك فعل الإنجليز والألمان والنمساويون لأنه انتشر بينهم بواسطة الجنود الفرنسيين .. أما الفرنسيون فقد أسموه الداء الإيطالي .
ولما وصل الاستعمار الغربي إلا البلاد العربية ظهر ذلك الداء معهم فسماه العرب الداء الفرنجي  .. ولا يزال هذا الاسم مستعملا حتى اليوم . وفي العصور الحديثة ظهر مرض الهربس كوباء جنسي واسع الانتشار ، ويبلغ معدل الإصابة به السنوية في الولايات المتحدة نصف مليون حالة .
وفي عام 1979 م لأول مرة ظهر داء خطير جديد هو مرض فقدان المناعة المكتسب في الولايات المتحدة والمعروف باسم الإيدز. وانتشر بسرعة رهيبة في الشاذين جنسيا ، حتى بلغ عدد المصابين به في الولايات المتحدة أكثر من 3000 شخص . وفي بقية أنحاء العالم 2000 حالة . وقد توفي منهم ما يربو على 60 % .
وتتحدث المراجع الطبية عن الأمراض الجنسية باعتبارها أكثر الأمراض المعدية انتشارا في العالم .. ولقد تم التغلب على كثير من الأمراض المعدية ، ورغم ذلك ظهرت الأمراض الجنسية بصورة وبائية مفزعة وخطيرة .
يقول مرجع مرك الطبي Merk Manual :  " إن الأمراض الجنسية هي أكثر الأمراض المعدية انتشارا في العالم ، ويزداد في كل عام عدد المصابين بها ، وذلك منذ عقدين من الزمن تقريبا ، وتقدر منظمة الصحة العالمية WHO  عدد الذين يصابون بالسيلان بأكثر من 250 مليون شخص سنويا .. كما تقدر عدد المصابين بالزهري بـ 50 مليون شخص سنويا .. ويقدر مركز أتلانتا لمكافحة الأمراض المعدية في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة عدد المصابين بالسيلان في الولايات المتحدة بـ 3 ملايين شخص سنويا وعدد المصابين بالزهر بـ 400 ألف شخص سنويا " .
وقد انتشرت أمراض مختلفة ومتنوعة بسبب انتشار الفاحشة وشيوعها وانتشار الشذوذ الجنسي وخاصة في الغرب .
وتنقل مجلة Medicine Digest تقريرا من فلوريدا بالولايات المتحدة قام به فريق من أخصائي أمراض النساء والولادة جاء فيه : " أن هناك زيادة بنسبة 800 % في الحالات المشتبهة لسرطان عنق الرحم للفتيات البالغ أعمارهن من 15 سنة إلى 22 سنة وذلك في خلال أربع سنوات  ، ويرجع الباحثون هذه الزيادة الرهيبة إلى الزيادة المضطرة في الممارسات الجنسية دون تمييز " .
وبالمقارنة يقول البروفيسور وليم بيكرز الذي عمل في البلاد العربية لأكثر من عشرين عاما : " غن أطهر الفروج التي فحصها كانت في الجزيرة العربية " . فقد فحص أكثر من ثلاثين ألف امرأة هناك فحوصات متكاملة مع أخذ عينات من المهبل وعنق الرحم ، وجميعا تقريبا كانت سلبية بالنسبة للسيلان والكلاميديا والفطريات وسرطان عنق الرحم .. ويقول البروفيسور وليم بيكرز أن ذلك يرجع إلى سببين هامين هي : ندرة الزنا ، وختان الرجال....
*د يحيى
16 - مايو - 2010
التركيب الجسدي بين الأنثى والذكر    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 

 

           اختلاف الذكر عن الأنثى في تركيبها الجسدي
العودة إلى الصفحة الرئيسة                                                                                             الدكتور محمد علي البار
 
أثبتت الدراسات الطبية المتعددة أن كيان المرأة النفسي والجسدي قد خلقه الله تعالى على هيئة تخالف تكوين الرجل ، وقد بني جسم المرأة ليتلاءم مع وظيفة الأمومة ملاءمة كاملة ، كما أن نفسيتها قد هيئت لتكون ربة أسرة وسيدة البيت ، وقد كان لخروج المرأة إلى العمل وتركها بيتها نتائج فادحة في كل مجال .. ويقول تقرير هيئة الصحة العالمية الذي نشر في العام الماضي أن كل طفل مولود يحتاج إلى رعاية أمه المتواصلة لمدة ثلاث سنوات على الأقل .  وإن فقدان هذه الرعاية يؤدي إلى اختلال الشخصية لدى الطفل كما يؤدي إلى انتشار جرائم العنف الذي انتشر بصورة مريعة في المجتمعات الغربية . وقد أثبتت الدراسات الطبية والنفسية أن المحاضن وروضات الأطفال لا تستطيع القيام بدور الأم في التربية ولا في إعطاء الطفل الحنان الدافق الذي تغذيه به .
الاختلاف على مستوى النطفة :
وإذا سرنا في سلم الفروق ، وارتفعنا إلى مستوى الخلايا التناسلية فسنجد الفرق شاسعا والبون هائلا بين الحيوانات المنوية وبين البويضة .
تفرز الخصية مئات الملايين من الحيوانات المنوية في كل قذفة مني بينما يفرز المبيض بويضة واحدة في الشهر . ونظرة فاحصة لخصائص الحيوان المنوي الذي يقاس بالميكرون تجعلنا نوقن بأنه يجسد خصائص الرجولة . بينما نرى البويضة تجسد خصائص الأنوثة فالحيوان المنوي له رأس مدبب ، وعليه قلنسوة مصفحة وله ذيل طويل وهو سريع الحركة قوي الشكيمة لا يقر له قرار حتى يصل إلى هدفه أو يموت . بينما البويضة كبيرة الحجم ( 0.5 مليمتر ) وتعتبر أكبر خلية في جسم الإنسان الذي يحتوي على ستين مليون مليون خلية . وهي هادئة ساكنة تسير بدلال وتتهادى باختيال وعليها تاج مشع يدعو الراغبين إليها ، وهي في مكانها لا تبرحه ولا تفارقه ، فإن أتاها زوجها وإلا ماتت في مكانها ثم قذفها الرحم مع دم الطمث .
وإذا دققنا النظر في قطرة صغيرة من مني الرجل تحت المجهر لهالنا ما نرى .. مئات الملايين من الحيوانات المنوية تمخر عباب بحر المني المتلاطم وهي تضرب بأذيالها لتجري في طريقها الشاق الطويل الوعر المحفوف بالمخاطر حتى تصل إلى البويضة ، وفي أثناء هذه الرحلة الشاقة الهادرة تموت ملايين الحيوانات المنوية ولا يصل إلى البويضة إلا بضع مئات .
وهناك على ذلك الجدار تقف هذه الحيوانات تنتظر أن يؤذن لها بالدخول وتتحرك يد القدرة الإلهية ليلقح تلك الدرة المكنونة .. ويلج الحيوان المنوي سريعا إلى هذه الكوة والفرجة ليقف وجها لوجه أمام البويضة .. وهناك يفضي لها بمكنون سره ويعطيها أسرار الوراثة وتعطيه ، ويتحدان ليكونا النطفة الأمشاج التي يخلق الله سبحانه وتعالى منها الإنسان كاملا ...
وظائف المرأة الفيسيولوجية تعوقها عن العمل خارج المنزل
العودة إلى الصفحة الرئيسة                                                                                             الدكتور محمد علي البار
 
وإذا نظرنا فقط إلى ما يعتري المرأة في الحيض والحمل والولادة ، لعرفنا أن خروجها إلى مجال العمل إنما هو تعطيل للعمل ذاته .. كما أنه مصادم لفطرتها وتكوينها البيولوجي الذي لا مندوحة عنه ..
أ ) المـحيض :
إن أنثى الإنسان .. والثدييات العليا مثل القردة والشمبانـزي هي التي تحيض ولها دورة رحمية كاملة .. أما بقية الحيوانات فلا تحيض إناثها رغم ما يشاع عن حيض الأرنب والضبع والخفاش .. فهذه جميعا لا تحيض وإن كانت تنـزل دوما من أرحامها عند اهتياجها الجنسي الشديد
وللحيوانات جميعها فترة محدودة للنشاط الجنسي وعادة ما يكون في فصل الربيع بينما النشاط الجنسي للإنسان متصل على مدار العام .. ولا تفرز الإناث من هذه الحيوانات بويضاتها إلا في فترة محدودة من العام ، بينما تفرز المرأة بويضة مرة في كل شهر منذ البلوغ إلى سن اليأس. أي خلال ما يزيد عن ثلاثين عاما كاملة .. وهي طوال هذه المدة معرضة للحيض في كل شهر إذا وقع الحمل وتتعرض المرأة أثناء الحيض لآلام ومعاناة نلخصها كما يلي :
1.    تصاب بعض النساء بالصداع النصفي قرب بداية الحيض .. وتكون الآلام مبرحة وتصحبها زغللة في الرؤية وقيء
2.    تصاب أكثر النساء بآلام وأوجاع في أسفل الظهر وأسفل البطن .. وتكون آلام بعض النساء فوق الاحتمال مما يستعدي استدعاء الطبيب واستعمال الأدوية المسكنة للألم .
3.    تصاب الغدد الصماء بالتغير أثناء الحيض فتقل إفرازاتها الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض .
ب ) آلام الـولادة :
إن آلام الطلق تفوق أي ألم آخر .. ومع هذا فلا تكاد المرأة تنتهي من ولادة حتى تستعد لولادة أخرى .. ولا يكاد الطفل يخرج إلى الدنيا ويلامس جسمه جسمها حتى يفتر ثغرها عن ابتسامة متعبة وهي تعطيه أول رضعة من ثديها . وفي الماضي كانت الولادة عملية شديدة الخطورة وتنتهي كثير من حالاتها بوفاة الأم أو وفاة الجنين أو وفاتهما معا ..
كما كانت حمى النفاس منتشرة بين الوالدات .. والحمد لله فقد أمكن في العصور الحديثة خفض مضاعفات الولادة على الأم والجنين ولكن الطب لم يتمكن ولن يتمكن من إزالة جميع مخاطر الولادة .. ولا تزال مجموعة من النساء يلدن بالعملية القيصرية .. ومجموعة أخرى يلدن بالجفت .. كما أن مجموعة قليلة تفقد حياتها أثناء الولادة أو بسبب حمى النفاس أو تمزق الرحم .. أما الأمراض المزمنة الناتجة عن الحمل والولادة فلا تزال رغم التقدم الطبي الهائل ليست بالقليلة . وأهمها أمراض الكلى وضغط الدم وأمراض القلب وأمراض الجهاز التناسلي وأمراض الكبد .. كما أن الأمراض النفسية وحالات الكآبة تكثر أثناء الحمل وفي فترة النفاس ....
*د يحيى
16 - مايو - 2010
معنى الأثر الوارد عن ابن مسعود    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم


معنى ما ورد في الأثر عن ابن مسعود : " ما كرب نبي من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح " .
السؤال: ما معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه: ما كرب نبي من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح.



الجواب :
الحمد لله
هذا الأثر رواه ابن سمعون في "أماليه" (رقم 162/ الشاملة ) عن أبي عبيدة عن عبد الله – يعني ابن مسعود رضي الله عنه - قال : " ما كرب نبي من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح " .
وأبو عبيدة هو ابن عبد الله بن مسعود ، واسمه عامر ، مشهور بكنيته ، وهو ثقة من رجال الجماعة ، لكنه لم يسمع من أبيه كما قال الإمام أحمد وابن معين والترمذي وابن سعد وابن حبان والعجلي وغيرهم .
راجع : "التهذيب" (5/65-66) – "تاريخ ابن معين" (3/354) – "الثقات" لابن حبان (5/561) – "الثقات" للعجلي (2/414) .
وجزم ابن القيم رحمه الله في "الجواب الكافي" (ص 7) بنسبته إلى ابن مسعود رضي الله عنه.
ومعنى هذا الكلام – على فرض صحته عن ابن مسعود – أن التسبيح كان استغاثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عند الشدائد والكروب ، فإذا ألمّ بأحدهم كرب ، أو نزلت به نازلة ، فزع إلى ربه بالتسبيح ، وهو من التوسل المشروع بالعمل الصالح .
فمعنى قوله : " إلا استغاث بالتسبيح " : أي استغاث بالثناء على الله بتسبيحه وتنزيهه عن النقائص والعيوب ، وقد يقوم الثناء على الله تعالى مقام الدعاء ، أو يتضمنه ، كما سيأتي في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وقال ابن القيم رحمه الله :
" نفس الحمد والثناء متضمن لأعظم الطلب وهو طلب المحب ، فهو دعاء حقيقة بل أحق أن يسمى دعاء من غيره من أنواع الطلب الذي هو دونه . والمقصود أن كل واحد من الدعاء والذكر يتضمن الآخر ويدخل فيه " انتهى .
"بدائع الفوائد" (3 / 521)

وهو يشبه – من وجه - قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) رواه الترمذي (3524) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
قال في "النهاية" (4 / 500) :
" أي الْزَمُوه واثْبُتُوا عليه وأكْثِرُوا من قوله والتَّلَفُّظِ به في دُعائِكم . يقال : أَلَظَّ بالشيء يُلِظُّ إلْظَاظاً إذا لَزِمَه وثابرَ عليه " انتهى .
ويشهد لذلك – في الجملة – قول الله عز وجل : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) الأنبياء / 87 – 88
وقال تعالى : ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
الصافات / 143 - 144
وروى البخاري (3396) ومسلم (2377) عن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ) .
وروى علي بن الجعد في "مسنده" (67) عن علي رضي الله عنه قال : " لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ، سبح الله عز وجل في الظلمات " .
قال الحافظ رحمه الله :
" وفي رواية للطحاوي : " إنه سبح الله في الظلمات " فأشار إلى جهة الخيرية المذكورة "
انتهى .
فيتبين بما تقدم أن التسبيح هو الذي أنجى الله به نبيه يونس عليه السلام ، ولولا أنه كان من المسبحين لما نجا ، وأن هذه سنة الله تعالى في خلقه ، كما قال تعالى : ( وكذلك ننجي المؤمنين ) ، وأولى الناس بالعمل بهذه السنة هم الأنبياء .

- ويحتمل أن يكون المعنى : أنهم كانوا يجعلون بين يدي الدعاء في الكروب : الثناء على الله تعالى بتسبيحه وتقديسه ، كما روى أبو داود (1481) عن فَضَالَةَ بْن عُبَيْدٍ رضي الله عنه قال : سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدْ اللَّهَ تَعَالَى وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلَ هَذَا ) ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) . وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

وقد روى الحاكم (1864) عن سعد رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ألا أخبركم بشيء إذا نزل رجل منكم كرب أو بلاء من بلايا الدنيا دعا به يفرج عنه ؟ ) فقيل له : بلى فقال : ( دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .
صححه الألباني في "الصحيحة" (1744)

وهو في البخاري (6346) ومسلم (2730) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، ولفظه :
( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورب الأرض وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) .
فهذا ونحوه يدل بقوة على أن التسبيح يكشف الله به الكرب عن عبده المؤمن ، نبيا كان أو غيره.
والله تعالى أعلم
*د يحيى
16 - مايو - 2010
ضوء الصباح يغني عن المصباح    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 

** شهادة علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر".
 ["كتاب الشافي" ج2 ص428].

** قال علي رضي الله عنه على منبر الكوفة: لا أوتى برجل يفضّلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري [الكشي: ترجمة رقم: (257)، ومعجم الخوئي: (8/153، 326)، والفصول المختارة127].
 
** يصرح علي رضي الله عنه بحبه لأبي بكر وعمر فيقول : إنّ أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر" ["عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري"].
*د يحيى
17 - مايو - 2010
لا تغضب ، وأحياناً اغضب....    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
نعمة الغضب !!
قديما قالوا : إن الغضب جمرة في جوف الإنسان تحمر منها عيناه ، وتنتفخ أوداجه ، وتحمل صاحبها عل الإضرار بالآخرين والانتقام منهم والعدوان عليهم .
وهذا الغضب ذمته الشرائع ،وقبّحته التعاليم ،ونبذته الفطر السليمة ...ولكن هناك نوع من الغضب واجب تحققه ، وفرض وجوده، ولزاما على الناس أفرادا وجماعات أن يتحلوا به ..إنه الغضب لله إذا انتهكت الحرمات ، و الغضب للوطن إذا سرقت الثوابت ، والغضب للمقدسات إذا دنست الساحات ..والغضب للمظلوم إذا لم يجد ناصرا ولا معينا ..
في هذه الأيام يعلن الكيان الصهيوني قراره العنصري لإبعاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين عن الضفة الغربية المحتلة .! وسوف يسري العمل بهذا القرار قريبا، والأمور كلها جاهزة، وكأن الصهاينة في سباق مع الزمن ..
كل ذلك وسط صمت فلسطيني رسمي مريب ، وصمت عربي غريب ..ولم يحرك أحد ساكنا ، ولم يغضب أحد ، والتزم الجميع الأدب ! لأن الغضب جريمة عقوبتها النفي والإبعاد والإسقاط من هذا العرش أو ذاك ...
ويأتي هذا القرار وفق دراسة إسرائيلية وصلت إلى حد المشاورات ، وأخذت موافقة من بعض الجهات في الإدارة الأمريكية وسكوت ورضا دول عربية مجاورة عُرف عنها أنها " لا تغضب!!" حول خطط لنسف مشروع دولة فلسطينية في أراضي 67 ، والقيام بخطة الترحيل إلى سيناء لإنشاء دولة فلسطينية هناك في مقابل استرضاء مصر والأردن على أن تبقى الضفة الغربية كاملة تحت السيادة الإسرائيلية !!.
إن رؤساء العرب سوف يجتمعون في قمة عربية طارئة ، ولكنها لن تكون قمة غاضبة ، بل قمة لحسن السيرة والسلوك لن تزيد بياناتها عن الشجب والتنديد والاستنكار ، ولكن دون احمرار العينين أو انتفاخ الأوداج ..فصحة زعمائنا أغلى عندنا من مثل هذا الصنيع الذي يقعدهم عن أداء الواجب ، أو يصيبهم بعطب مزمن في أجهزتهم النشطة ..!!.
وليس بعيدا عن أرض الرباط تتحرك بعض النخب المتنورة التي رزقت نعمة الغضب في شوارع قاهرة المعز ، لتعبّر عن رفضها لقوانين الطوارئ ، وتطالب بإعادة النظر في الدستور ، وترفض التوريث ، وتختار مرشحا للرئاسة ...ولكن الغضب الذي يغير الأوضاع ، ويؤدب الظَلَمة ، ويدافع عن الحريات ، ويثور على الذين يبيعون الغاز والحديد لإسرائيل ، والذين يريدون قانونا لنهب آثار مصر ، والذين يُطعمون الشعب الخبز المسرطن ، والذين يحتفلون بأعياد ميلادهم في نوادي الماسونية ...
إن هؤلاء جميعا لن يغضبوا أبدا مادام الغضب يحجب عنهم المنافع ، ويحرمهم الضّرع الذي يدرُّ عليهم لبنا خالصا سائغا للشاربين !!!.
وأتوقع أن صيف هذا العام سوف يكون صيف الغضب في مصر  المحروسة ..لأن أوهام ثورة يوليو1952 اقتربت من نهايتها ، ولا يصح إلا الصحيح ، ومهما طال الليل فلا بد من طلوع الفجر ، والقادمون من الشباب الجدد لم يستمرئوا الهراء بتمجيد الثورات التي لم تجن منها الشعوب إلا استقلالا مزيفا خرجت به من ظلم الأجنبي إلى ظلم ذوي القربى !!.
إنهم يعبرون عن عمق الأزمة السياسية والاجتماعية في مصر ، وبهم سوف يبزغ فجر مصر الجديد ،ولن يستطيع النظام المتهاوي مهما أوتي من وسائل القمع أن يُسكت الغضب المتفجر ...فقد انكسرت الحواجز ، وانكشف المستور ، ولم يعد هناك شيء يُخاف عليه !.
وبعيدا عن هذا التهريج هناك في أرض الشهداء ، في أرض الجزائر الثائرة ، تطلع علينا وزارة الداخلية بقرار منع الخمار واللحية في بطاقات الهوية وجواز السفر البيومترية ظنا منها أنها تواكب العبقرية في ميدان السلامة والأمن البيومتري ، ولم يعلم هذا المسئول أو ذاك أن هذه التكنولوجيا والتقنية المعلوماتية سبقتنا إليها دول في الشرق والغرب ، ونحن لا ننكر فوائدها في حفظ الأمن ، ومنع التزوير ، ورصد تحركات المشبوهين ..
وقد كانت البداية من أمريكا التي أنتجتها وصدرتها ثم فرضتها على العالم ، وبالرغم من أن كثيرا من الدول جلبت لمواطنيها المتاعب كسويسرا وبلجيكا وألمانيا وآخرهم فرنسا إلا أن واحدة منهم لم تطرح مسألة الخمار واللحية كشرط لاستخراج البطاقات والجوازات ، واحترمت خصوصيات الأقليات المسلمة التي تعيش في ديارها إلا في فرنسا التي تشكل الاستثناء ، وثبت أن هناك 60 علامة في الوجه يعتمدها التفكيك الضوئي للوجه ، تمثل خصوصيات مدللة على صاحبها بعيدا عن اللحية الكثيفة ، والأذنين اللتين تريد الداخلية أن تبعث بالخمار وراءهما !!.
إن هذا الاستفزاز لمشاعر الناس لن يقابله إلا الغضب الجزائري المدمّر ، الذي لا يعرف الحوار ولا التفاهم ، بل يمضي إلى ساحات العنف والصدام ..وقد أمضينا سنوات العنف بما فيه الكفاية ، وليس للمسئول الجزائري إلا أن يكفكف من غلواء التحدي لمشاعر شعب لم يبق له إلا بعض من ثوابته التي يفاخر بها .
وعندما تصاب مشاعر الأمة بالتكلس ، وأحاسيسها بالتأسن ، ولا تغضب حيث يجب الغضب فعلى الأمة السلام ، وليس على حكامها من ملام
وقديما كانت برودة الأعصاب ، وتصلب المشاعر ، وعدم الغضب سببا في سقوط دولة من أعظم دول الإسلام ، وهي دولة بني أمية ..
حيث كان واليها البطل على خراسان (نصر بن سيار) يطلق صيحاته المدوية إلى العرب في خراسان حتى يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب ، ويصحوا من غفلتهم ، وينتبهوا إلى ما يحاك لهم من مؤامرات تطيح بدولتهم وتُذهب ريحهم ..ولكن صيحاته ذهبت في واد سحيق ليس له قرار ..فالآذان صمٌّت عن السماع ، ولم يكن من الهزيمة بدٌّ.
ومما قاله نصر بن سيار :
أبلغ ربيعة في مرو وإخوتهم      أن اغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب
ولكن العرب في خراسان لم يغضبوا ، وبنو أمية في بلاد الشام لم يغضبوا ، فلم تغن عنهم النّذر ، واستطاع بنو العباس أن يجهزوا على الجسد المتهالك ، ويُسقطوا دولة الأمويين إلى الأبد ..!.
*د يحيى
17 - مايو - 2010
 3  4  5  6  7