اللهم فقهنا في دينك الحق ( من قبل 4 أعضاء ) قيّم
[ 51 ] ـ س: تكلم عن الإيمان بالملائكة . ج: يجب الإيمان بالملائكة أي بوجودهم وأنهم عباد مكرمون، ليسوا ذكوراً ولا إناثاً لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون، قال تعالى: { عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون} سورة التحريم / 6. والذي يقول إن الملائكة إناث حكمه التكفير‘ قال تعالى: { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى} سورة النجم / 27، وقد يتشكلون بصورة الرجال من غيرءالة الذكورية .
[ 52 ] ـ س: تكلم عن الإيمان بالرسل. ج: يجب الإيمان برسل الله أي أنبيائه من كان رسولاً ومن لم يكن رسولاً ، وأولهم ءادم عليه السلام وءاخرهم محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: { لا نفرّق بين أحدٍ من رسُله} سورة البقرة / 285 . [ 53 ] ـ س: ما الفرق بين النبي غير الرسول والنبي الرسول؟ ج: النبي غير الرسول هو إنسان أوحي إليه لا بشرعٍ جديد، بل أوحي إليه باتباع شرع الرسول الذي قبله، والرسول من أوحي إليه بشرعٍ جديد ، وكلاهما مأمور بالتبليغ، قال تعالى: { كان الناس أمةً واحدةً فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} سورة البقرة / 213 . [ 54 ] ـ س: تكلم عن الإيمان بالكتب السماوية. ج: يجب الإيمان بالكتب السماوية المنزلة على رسل الله، وهي كثيرة أشهرها: القرءان والتوراة والإنجيل والزبور، وعدد الكتب السماوية مائة وأربعة كما نقل ذلك الشيخ شمس الدين الرملي في كتاب نهاية المحتاج في شرح المنهاج. [ 55 ] ـ س: تكلم عن الإيمان بالقدر خيره وشره . ج: يجب الإيمان بالقدر خيره وشره، أي أن كل ما دخل في الوجود من خير وشر فهو بتقدير الله الأزلي، فالخير من أعمال العباد بتقدير الله ومحبته ورضاه، والشر من أعمال العباد بتقدير الله لا بمحبته ورضاه، قال صلى الله عليه وسلم: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" رواه مسلم . [ 56 ] ـ س: تكلم عن بعض ما يتعلق بالإيمان برسالة نبينا صلى الله عليه وسلم. ج: يجب الإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبأنه خاتم النبيين أي ءاخرهم ، قال تعالى:{ وخاتم النبيين} سورة الأحزاب/ 40. وقال صلى الله عليه وسلم: " وخُتم بي النبيون" رواه مسلم. ويجب الإيمان بأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم سيد ولد ءادم أجمعين، وهذا متفق عليه عند العلماء، وهو مأخوذ من حديث رواه الترمذي: " أنا سيد ولد ءادم يوم القيامة ولا فخر"، أي لا أقول ذلك افتخاراً إنما تحدثاً بنعمة الله. [ 57 ] ـ س: تكلم عن بعض الصفات الواجبة لأنبياء الله تعالى. الله تعالى أرسل أنبياءه ليبلغوا الناس مصالح دينهم ودنياهم فهم قدوة للناس، ولذلك فإن الله تعالى جملهم بصفات حميدة وأخلاق حسنة منها: الصدق والأمانة والفطانة والشجاعة والعفة، قال تعالى بعد ذكر عدد منهم: {وكلاً فضلنا على العالمين} سورة الأنعام / 86. فالأنبياء هم صفوة الخلق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " ما بعث الله نبياً إلا حسن الوجه حسن الصوت، وإن نبيكم أحسنهم وجهاً وأحسنهم صوتاً" رواه الترمذي. [ 58 ] ـ س: تكلم عن بعض ما لا يجوز على أنبياء الله من الصفات. لما كان الأنبياء قدوة للناس وقد جملهم الله بالصفات الحميدة ، فإنه كذلك عصمهم ونزههم عن الصفات الذميمة، فلا يجوز على أنبياء الله الكذب والخيانة والرذالة والسفاهة والبلادة، كما أنهم معصومون من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها، ويمكن أن يرتكب الواحد منهم معصية صغيرة ليس فيها خسة ودنائة، لكن ينبهون فوراً للتوبة قبل أن يقتدي بهم فيها غيرهم. [ 59 ] ـ س: قال تعالى حكاية عن نبي الله إبراهيم: { بل فعله كبيرهم هذا فسْألوهم إن كانوا ينطقون } سورة الأنبياء /63 فما معنى ذلك ؟ ج: لا شك أن الأنبياء منزهون عن الكذب، والوارد في هذه الآية من أمر إبراهيم ليس كذباً حقيقياً بل هو صدق من حيث الباطن والحقيقة، لأن كبيرهم هو الذي حمله على الفتك بالأصنام الأخرى من شدة اغتياظه منه لمبالغتهم في تعظيمه بتجميل صورته وهيئته، فيكون إسناد الفعل إلى الكبير إسناداً مجازياً، فلا كذب في ذلك. [ 60 ] ـ س: ما معنى قول إبراهيم عن الكوكب حين رآه { هذا ربي } سورة الأنعام / 78 ؟ ج: الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعدها، فقول إبراهيم عن الكوكب حين رآه { هذا ربي } هو على تقدير الإستفهام الإنكاري، فكأنه قال: أهذا ربي كما تزعمون، أما إبراهيم فكان يعلم قبل ذلك أن الربوبية لا تكون إلا لله، قال تعالى: { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} سورة ءال عمران / 67 . [ 61 ] ـ س: قال تعالى إخباراً عن يوسف: { ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه} سورة يوسف / 24 . ما معنى { وهمّ بها } ؟ ج: أحسن ما قيل في تفسير { وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه } أن جواب لولا محذوف يدل عليه ما قبله أي لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها ، فلم يحصل منه همّ للزنى لأن الله أراه برهانه. وقال بعض المفسرين من أهل الحق إن معنى وهمّ بها أي همّ بدفعها. ومعنى { لولا أن رأى برهان ربه } أن الله أعلمه البرهان أنك يا يوسف لو دفعتها لقالت لزوجها دفعني ليجبرني على الفاحشة، فلم يدفعها بل أدار لها ظهره ذاهباً فشقت قميصه من خلف، فكان الدليل عليها. أما ما يروى من أن يوسف همّ بالزنى وأنه حل إزاره وجلس منها مجلس الرجل من زوجته فإن هذا باطل لا يليق بنبي من أنبياء الله تعالى، قال الله تعالى في براءة يوسف: { قالت ِ امرأةُ العزيزِ اْلآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين} سورة يوسف / 51 . [ 62 ] ـ س: قال تعالى حكاية عن أحد الخصمين اللذين اختصما إلى داود: { إن هذا أخي له تسعٌ وتسعونَ نعجةً وليَ نعجةٌ واحدةٌ فقال أكْفلنيها وعَزَّنىِ في الخطاب} سورة ص / 23 ، ما المراد بالنعاج في هذه الآية؟ ج: قد تكني العرب بالنعاج عن النساء، لكن لا يجوز تفسير النعاج في هذه الآية بالنساء كما فعل بعض المفسرين، فقد أساءوا بتفسيرهم لهذه الآية بما هو مشهور من أن داود كان له تسع وتسعون امرأة، وأن قائداً كان له واحدة جميلة فأعجب بها داود، فأرسل هذا القائد إلى المعركة ليموت فيها ويتزوجها هو من بعده، فهذا فاسد لأنه لا يليق ما ذكر فيه بنبي من أنبياء الله، قال الإمام ابن الجوزي في تفسيره بعد ذكر هذه القصة المكذوبة عن سيدنا داود: وهذا لا يصح من طريق النقل ولا يجوز من حيث المعنى، لأن الأنبياء منزهون عنه، وأما استغفار داود ربه ، فهذا لأنه حكم بين الإثنين بسماعه من أحدهما قبل أن يسمع من الآخر. باب الردة [ 63 ] ـ س: ما هي الردة وإلى كم قسم تقسم ؟ ج: الردة هي قطع الإسلام، وهي ثلاثة أقسام كما قسمها النووي وغيره من شافعية وحنفية وغيرهم: اعتقادات وأفعال وأقوال. [ 64 ] ـ س: اذكر دليلاً من الحديث على أنه لا يُشترط للوقوع في الكفر معرفة الحكم. ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها في النار سبعين خريفاً"، أي مسافة سبعين عاماً في النزول، وذلك منتهى جهنم، وهو خاص بالكفار، والحديث رواه الترمذي وحسنه، وفي معناه حديث رواه البخاري ومسلم وهو: " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب "، قال الحافظ ابن حجر في شرحه على البخاري في تفسيره الحديث المذكور: " وذلك ما كان فيه استخفاف بالله أو بشريعته " وهذان الحديثان دليل على أنه لا يشترط للوقوع في الكفر معرفة الحكم ولا انشراح الصدر ولا اعتقاد معنى اللفظ كما يقول صاحب كتاب فقه السنة، فإنه اشترط ذلك وهو شرط فاسد. [ 65 ] ـ س: أذكر دليلاً من القرآن على أن الاستخفاف بالله ورسوله كفر. ج: قال تعالى: { ولئن سألتهم ليقولُنّ إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون (65 ) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ( 66 ) } سورة التوبة .
[ 66 ] ـ س: أذكر واحدا ً من العلماء ممن نقلوا الإجماع على تكفير ساب الله. ج: قال الإمام القاضي عياض اليحصبي في كتاب الشفا: " لا خلاف أن ساب الله من المسلمين كافر" . [ 67 ] ـ س: أذكر واحداً من العلماء ممن نقلوا الإجماع على تكفير من تلفظ بلفظ كفري او فعل فعلاً كفرياً . قال تاج الدين السبكي في مقدمة الطبقات: لا خلاف عند الأشعري وأصحابه بل وسائر المسلمين أن من تلفظ بالكفر أو فعل أفعال الكفار أنه كافر بالله العظيم مخلد في النار وإن عرف قلبه، وأنه لا تنفعه المعرفة مع العناد ولا تغني عنه شيئاً، لا يختلف مسلمان في ذلك". [ 68 ] ـ س: ما حكم من أنكر ما علم من الدين بالضرورة؟ ج: من أنكر ما علم علماً ظاهراً يشترك في معرفته العلماء والعامة من المسلمين كفر، إلا أن يكون نحو حديث عهد بإسلام أو نشأ في بادية بعيدة عن العلماء، شرط أن يكون غير عالم بأن هذا من دين الإسلام، وشرط أن يكون هذا الأمر غير نحو تنزيه الله عن الشبيه وعن المكان . [ 69 ] ـ س: إلى كم قسم قسّم العلماء اللفظ وبيّن معنى ذلك؟ قسّم العلماء اللفظ إلى ظاهر وصريح، فالظاهر ما كان له بحسب وضع اللغة وجهان فأكثر ولكنه إلى بعض الوجوه أقرب. فمن تكلم بلفظ ظاهر في الكفر لا يحكم بكفره حتى يتبين مراده. وأما الصريح فهو الذي لا يقبل التأويل. فمن تكلم بلفظ صريح في الكفر كفَر، ولا يُسأل عن مراده ولا يُقبل له تأويل، إلا أن يكون لا يعرف ذلك المعنى الصريح بل يظن أن معناه غير ذلك، فإن هذا اللفظ بالنسبة إليه ليس له حكم الصريح. [ 70 ] - س: ماذا يجب على من وقعت منه ردة؟ ج: يجب على من وقعت منه الردة العود فوراً الى الاسلام بالنطق بالشهادتين والاقلاع عما وقعت به الردة ويجب عليه الندم والعزم على ان لا يعود لمثله. [ 71 ] ـ س: المرتد إذا لم يرجع عن كفره، ماذا يفعل به الخليفة ؟ ج: إن لم يرجع عن كفره بالشهادة وجبت استتابته أي يُطلب منه الرجوع إلى الإسلام لمدة ثلاثة أيام، ويجب ذلك على الخليفة أو من يقوم مقامه، ثم لا يقبل منه إلا الإسلام وإلا قتله وجوباً إن لم يسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " مَن بدّل دينه فاقتلوه " رواه البخاري . [ 72 ] ـ س: أذكر بعض الأحكام التي تتعلق بالردة ؟ ج: من الأحكام التي تتعلق بالمرتد أن صيامه يبطل وكذا تيممه ونكاحه قبل الدخول وإن رجع إلى الإسلام، أما بعد الدخول فإن رجع إلى الإسلام قبل انتهاء العدة تعود له زوجته من غير أن يُشترط تجديد عقد النكاح. وكذلك نكاح المرتد لا يصح على مسلمة ولا يهودية ولا نصرانية ولا غيرهنّ، ويحرم أكل ذبيحته، ولا يرث ولا يورث، ولا تجوز الصلاة عليه ، ولا يجب غسله، ولا يجب تكفينه، ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين، ومالُه فيء أي يصرف في مصالح المسلمين. [ 73 ] ـ س: تكلم عن أداء الفرائض وعلى من يجب ؟ ج: يجب على كل مكلف أداء جميع ما أوجبه الله عليه من صلاة وصيام وزكاة وحج وغير ذلك، ويجب عليه أن يؤديه على ما أمره الله به من الإتيان بأركانه وشروطه، ويجتنب مبطلاته، فلا يكفي مجرد القيام بصور الأعمال، قال صلى الله عليه وسلم: " رُبّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر، ورُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" رواه ابن حبان. [ 74 ] ـ س: من كان تاركاً لشيء من الفرائض ماذا يجب تجاهه؟ ج: يجب على من رأى تارك شيء مما افترض الله أو يأتي به على غير وجهه، أن يأمره بالإتيان به على الوجه الذي يصح به، ويجب عليه قهره على ذلك إن قدر عليه، وإلا وجب عليه الإنكار بقلبه إن عجز عن القهر والأمر، وذلك أضعف الإيمان، أي أقل ما يلزم الإنسان عند العجز. |