البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.    قيّم
التقييم :
( من قبل 64 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
11 - مايو - 2010
                    اتفاق الشرائع مع القوانين وافتراقهما
السرقة محرمة في الشرع ، ومحرمة في القانون ، فمن ترك السرقة ، ممكن تقول : يخاف من السجن ، والمسؤولية ، ولك أن تقول : يخاف من الله ، ما الحقيقة ؟ الله أعلم ، لكن الذي يغضُّ بصره عن محارم الله ، يقيناً يخاف من الله ، لأنه ليس في الأرض كلها تشريعٌ أو قانونٌ ، يأمرُ بغض البصر ، إذن هنا افترقت الشريعة عن القانون .
الصيام ، بإمكانك أن تدخل البيت في أيام الصيف الحارة ، وأن تدخل الحمام بعيداً عن نظر أولادك وزوجتك ، وأن تشرب الماء النمير البارد ، من العداد رأساً ، ولا يدري بك أحد ، إذن الصيام عبادة الإخلاص ، ما دمت تمتنع عن أن تشرب قطرة ماء ، إذن أنت تُراقب الله عزَّ وجل .
يعني حكم العِبادات أحياناً ، من أجل أن تعلم أنك تحب الله ، من أجل أن تعلم أنك تعلم أن الله يُراقبك ، من أجل أن ترتفع معنوياتك ، من أجل أن تُحس أنك في رضي الله عزَّ وجل ، إذن لا تستغرب ، أنه يا أخي ما هذه الحياة ، كلها صراع ، نفسي تميل ، وفي الطريق نساءٌ كاسياتٌ عاريات ، والله يأمرني أن أغض بصري ، وضع غير طبيعي ، لا هذا هو الطبيعي ، لأنه خلقك للجنة ، وثمن الجنة ضبط الشهوات ، لأنه خلقكَ لحياةٍ أبدية لا تنتهي  وأن ثمن هذه الجنة :
 
( سورة النازعات )
 
فأنا أتمنى دائماً أن أوضح لإخواننا الشباب ، كما أنه ليس في الإسلام حرمان  ليس فيه تفلُّت ، الله قال :
 
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
هم كتبوها على أنفسهم ، هم اجتهدوا فأخطؤوا ، والدليل أنهم أخطأوا :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
لم يتمكنوا ، لأنها خلاف الفطرة ، الترهُّب ، الرهبنة ، خلاف فطرة الإنسان   لذلك القصص التي تروى ، عن الرهبان في انحرافاتهم الجنسية ، لا تعدُّ ولا تحصى ، لأنهم ألزموا أنفسهم ، ما لا ينبغي أن يكون ، ما كتبناها علينا ، والدليل أنهم :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
فالإسلام دين الفطرة ، فكما أن الإسلام ، ما كلفك ما لا تطيق ، كذلك ما أطلقك  إلى حيث تريد ، في منهج ، يعني تقريباً ، طريق ، الطريق عريض ، لك حرية الحركة في حدود هذا الطريق ، لكن بعد الطريق هناك ممنوعات .
فأجمل حياة يعيشها ، حياة القيم ، حياة المنهج ، حياة الدستور ، أنظر إلى السيارة أروع ما تكون وهي على الطريق المعبَّد ، لأن هذا الطريق صنع لهم ، وهي صنعت له ، فإذا سارت على الطريق المعبدَّ ، تجدها كلها مرتاحة ، لا يوجد أصوات أبداً ، أما إذا نزلت إلى الطريق الوعر ، تحس أن هذه الطريق ليست لهذه السيارة ، وهذه المركبة ليست لهذا   الطريق .
أردت من هذه المقدمة ، أن نربط الجزئيات بالكليات ، لا أن نبقى في هذه حرام  لماذا حرام ؟ أنت تعيش في مجتمع ، هناك أناس ليس لديهم وازع ديني إطلاقاً ، أما آتاهم الله منطقاً ، عندهم عقل ، فإذا ملكت الحجَّة ، بالمناسبة :
" ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، لو اتخذه لعلمه ".
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
يعني يوجد قوة للمؤمن ، قد تكون غير مادَّية ، قد يكون مؤمن ، يعني  من أقل المراتب في المجتمع ، قد يكون موظف ، صغير جداً ، ضارب آلة كاتبة ، حاجب قد يكون  لكن قوته نابعةٌ من حجته ، لما ربنا قال :
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
لكل مؤمنٍ من هذه الآية نصيب ، قوةٌ ، يجوز حاجب في دائرة ، يناقش المدير العام المتفلت ، الذي عقيدته فاسدة ، هذا الحاجب ، أقوى منه في المناقشة ، المؤمن ، يعلّم لماذا يغضُّ بصره ؟ يعلَّم لماذا يصوم ؟ يعلّم لماذا يصدق ؟ يعلّم لماذا يتكلَّم بالحق ؟ فنحن نريد مؤمن متمكِّن ، لا أريد مؤمن يطبِّق الإسلام إلى حين ، لو أنَّك عرفت الأمر الشرعي  من دون حيثيات ، من دون أن تربطه بالكلّيات ، من دون عقيدة صحيحة ، يمكن _أن تنطبق الأمرّ ، لكن مقاومتك هشة ، هشة ، يعني أدنى ضغط ، أو أدنى إغراء ، تجد مقاومتك قد انهارت ، لذلك كلّ إنسان يربي ، كل إنسان يبني إخوانه بناء ، إذا بنى النفوس بناء صحيح  بناء علمي ، بناء منطقي ، على أساس من العقيدة الصحيحة ، تجد هذا الأخ قوياً ، أي قوي في دينه ، أينما ذهب مستقيم ، الملاحظ لما ينبني إنسان بناء هش ، أو يبنى بناء نصِّي غير تعليلي .
يعني أنت عندما تعرف أن هذا الأمر مربوط ، بهذه العقيدة الصحيحة ، مربوط بهذه الكلِّية ، أي أنت مؤمن بخالق الكون ، أنت مخلوق للجنّة ، والجنّة ثمنها ، ضبط الشهوات الشهوات أودعت فيك لترقى بها إلى الله ، أودعت فيك ، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً للكل.
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بُعْد ، وأبعاد    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
                         بُعْدٌ، أبعاد
كثيراً ما تُستعمل في الكتابات المعاصرة كَلِمَتا (بُعْد) و(أبعاد) استعمالاً لا هو على الحقيقة، ولا على المجاز.
·      جاء في (المعجم الوسيط): «البُعد: اتساع المدى. ويقولون في الدعاء عليه: بُعداً له: أي هلاكاً. وقالوا: إنه لذو بُعد: ذو رأي عميق وحزم. ويقال (بُعْدَك): يُحذِّره شيئاً من خَلْفِه.»
وجاء فيه: «المدى: المسافة. والمدى: الغاية«.
هذه معاني كلمة (بُعْد) العربية.
·      أما كلمة dimension الإنكليزية فقد شرحها معجم أكسفورد على النحو الآتي:
أولاً: في حالة إفرادها:
1-                         قياس، بُعد (من أي صنف: طول، عرض، ارتفاع، ثخانة، الخ…)؛ مدى. يقال: ما هي أبعاد الغرفة؟
2-                         مجازاً: مَظهر، جانب، نحو: للمسألة جانب لم نناقشه.
ثانياً: في حال جَمْعها بحرف s:
1- حجم؛ مقدار؛ قَدْر؛ شأن، نحو: مخلوق عظيم الحجم (لا الأبعاد).
2- حجم بالمعنى المجازي؛ نحو: لم أدرك حجم المشكلة!
ويعطي معجم وبستر شروحاً مماثلة.
ويلاحظ القارئ المدقق فيما يُنشر في مجلات ومطبوعات هذه الأيام استعمال كلمتي  (بُعْد وأبعاد) استعمالاً يجانبه التوفيق، ويجعل الجملة في غاية الركاكة.
فقد جاء في عدة أعداد من مجلة راقية و واسعة الانتشار العبارات الآتية:

1- «…بيد أن المصطلح (التسامح) اتخذ أبعاداً غير الأبعاد اللغوية، وصار يعبّر عن موقف ثقافي- اجتماعي.»

والوجه أن يقال: …اتخذ دلالاتٍ غير الدلالة اللغوية…

2- «…ويقود إلى التفكير في أصول هذا المصطلح ومنابِعِهِ وأبعاده الثقافية والاجتماعية والنفسية…»

والوجه أن يقال: …ومنابِعِهِ وآثاره الثقافية و…

3- عنوان المقال: (البرمجيات: البُعد الثقافي)!
والوجه أن يقال: البرمجيات: الوجه / الجانب الثقافي.
4- «… وتُلقي الضوء على الأبعاد الجديدة للمعلوماتية…»
والوجه أن يقال: … على الجوانب / المظاهر الجديدة للمعلوماتية…
وإضافة إلى ما ذكر، يمكن الكاتبَ (للكاتب) الحريص على سلامة اللغة، أن يستعمل بدلاً من (بُعد) و(أبعاد) ما يقتضيه السياق من الكلمات الآتية:
مَعنى / مَعانٍ؛ مغزى؛ صعيد؛ عواقب؛ حجم، إلخ…
*د يحيى
12 - مايو - 2010
إصلاح الأسلوب واجب....    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
* بِمَنْزِلة كذا، يقوم مَقام كذا، كَـ
جاء في (المعجم الوسيط): «المَثابُ والمَثَابَةُ: البيت. والمثابة: الملجأ. وفي التنْزيل العزيز: ]وإذْ جَعَلنا البيتَ مَثابةً للناس وأمْناً[. والمثابة: مجتمع الناس. والمثابة: الجزاء.»
ويخطئ كثيرون في استعمال كلمة (مثابة):
 
فيقولون:
والصواب:
§                    هو عندي بمثابة أبي.
§                    هذه الأداة البسيطة هي بمثابة حاسوب.
§                    وكانت له هذه المُرضِع بمثابة الأم الرؤوم.
§                    وسنعتبر عدم إجابتكم بمثابة موافقةٍ على المشروع.
§                    هو عندي بمَنْزلة أبي.
§                    البسيطة تقوم مَقام/ تَسُدُّ مَسَدُّ حاسوب صغير.
§                    المرضع كالأمِ الرؤوم.
§                    إجابتكم موافَقَةً على المشروع
 
* التأريخ، وتقسيم ليالي الشهر
يؤرخ العرب بالليالي، ففي اليوم الأول من الشهر يقولون: لِليلةٍ خَلَتْ، وفي الخامس يقولون: لِخَمْسٍ خَلَوْنَ من شهر كذا وهكذا إلى اليوم الرابع عشَرَ، وفي اليوم الخامسَ عشَرَ يقولون: للنِصْف من شهر كذا.
ويقولون في اليوم السادسَ عشَرَ: لأِربعَ عشْرةَ ليلَةً بَقيَتْ من شهر كذا، وفي التاسع والعشرين: لآخِرِ ليلةٍ بقيت، وفي اليوم الثلاثين: لآخر يومٍ من شهر كذا.
وتُقْسَم ليالي الشهر الثلاثون إلى ثلاثة أقسام متساوية، يَضمُّ كلٌّ منها عَشْرَ لَيالٍ، فيقال:
أ العَشْرُ الأُوَل (أو الأُوْلى، مفرد الأُول).
ب العَشْرُ الوُسَط (أو الوُسْطى، مفرد الوُسَط).
ج العَشْر الأَوَاخِر (أو الآخِرة، مفرد الأواخر).
جَ العَشْرُ الأُخَر (أو الأُخْرى، مفرد الأُخَر). [تجيء (الأُخرى) في الاستعمال بمعنى (الآخِرة) التي تدل على الانتهاء (مؤنث الآخِر)، وهي هنا بهذا المعنى! وتجمع (آخِرة) على (أَواخِر): فاعلة ¬ فواعل. ولهذا لك أن تقول: العَشْر الأُخَر أو الأواخِر (أو الآخِرات إنْ شِئت !).]
        ·        ومن الخطأ كما يقول صاحب (المصباح المنير /عشر) قول العامة: العَشْر الأَوَّل، أو الأوسط أو الآخِر: «لأن المراد بالعَشْر، الليالي؛ وهي جَمْعُ مؤنثٍ فلا توصف بمفرد مذكر بل بمثلها.»
بَيْدَ أنّ جمع مؤنث ما لا يعقل يوصف بمثله (بجمعٍ مؤنث)، وبمفرد مؤنث أيضاً. تقول: السُّفُنُ (السَّفينات) جارياتٌ وجَوَارٍ وجارية
 
*د يحيى
12 - مايو - 2010
لماذا ألغت ( تونس) سجود اللاعبين؟     ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 

سجود اللاعبين


السؤال :
ما حكم سجود اللاعبين ؟
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد :
أولا : نتحدث عن سجود الشكر في الشرع :
فنقول : هو سجدة واحدة ، يسجد المسلم عند حصول النعمة ، أو اندفاع نقمة .
ودليلها حديث أبي بكرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به ، خر ساجدا شكراً لله تبارك وتعالى . أخرجه أبو داود وابن ماجة ، وحسنه الألباني .
متى يشرع سجود الشكر:
قال الشافعي رحمه الله : سجود الشكر سنة عند تجدد نعمة ظاهرة ، واندفاع نقمة ظاهرة انتهى.
فسجود الشكر إذن يسن في حالتين:
1) يسن عند تجدد النعم ، كمن بُشّر بهداية أحد ، أو إسلامه ، أو بنصر المسلمين ، أو بشر بمولود ونحو ذلك .
2) ويسن كذلك عند اندفاع النقم والشرور ، كمن نجا من غرق ، أو حرق ، أو عدو ونحو ذلك .
أما صفة سجود الشكر:
فقد اختلف العلماء في صفة سجود الشكر ، فبعض العلماء يرى له الوضوء وستر العورة والتكبير ، وبعضهم يرى التكبيرة الأولى فقط ثم يخر ساجدا ، والصحيح أنه لا يشترط له الوضوء ولا استقبال القبلة بل يستحب ذلك مع ستر العورة .
وصفته : سجدة واحدة بلا تكبير ولا تسليم ، ويسجد حسب حاله قائماً أو قاعداً ،
 ثم يقول سبحان ربي الأعلى ويكرر ذلك ثلاثًا أو أكثر ويدعو بما تيسر له من الأدعية‏ .‏
وقد سجد النبي صلى الله عليه وسلم مرات وأصحابه شكرا :
ففي " المسند " من حديث عبد الرحمن بن عوف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد شكرا لما جاءته البشرى من ربه أنه من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه .
وفي سنن أبي داود : من حديث سعد بن أبي وقاص : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه فسأل الله ساعة ثم خر ساجدا ثلاث مرات ثم قال : " إني سألت ربي وشفعت لأمتي ، فأعطاني ثلث أمتي ، فخررت ساجدا شكرا لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي ، فأعطاني الثلث الثاني فخررت ساجدا شكرا لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي ، فأعطاني الثلث الآخر فخررت ساجدا لربي ".
* وسجد كعب بن مالك لما جاءته البشرى بتوبة الله عليه ، ذكره البخاري .
* وذكر سعيد بن منصور : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سجد حين جاءه قتل مسيلمة .
* وروى أحمد : عن علي رضي الله عنه أنه : سجد حين وجد ذا الثدية في قتلى الخوارج .
* أما بالنسبة لسجود اللاعبين فيجب أن نسأل أنفسنا أولاً : هل تسجيل الهدف يعتبر نعمة يشكر الله عليها أم لا  ؟ فإذا كان نعمة ، فإنه يجوز أن يسجد لله شكرا عليها .
فاللاعب يسجد شكرا لله تعالى على نعمة توفيقه لإحراز هدف?! فهو يرى أن إحرازه لهذا الهدف نعمة تستوجب الشكر ؟!
لكن إذا نظرنا إلى اللعب بالكرة نرى انشغال اللاعبين بالكرة كثيرا ، وإغراقهم في اللهو والبعد عن ذكر الله ، وعن الصلاة أحيانا ، ووقوعهم في بعض المخالفات الشرعية ، ففي هذه الحالة لا يجوز سجود الشكر للاعب بلا شك ، لأن صاحبها واقع في معصية الله بما سبق ذكره .
ويرى بعض أهل العلم : أن سجود المسلم في أرض الكفار أمام الجماهير المنافسة وسيلة دعوية ؟
في حين يرى البعض أنها تجعلهم يعتقدون أنها حركة لاستفزازهم من قبل هذا اللاعب المسلم ، مما يشوّه صورة الدين الإسلامي في الخارج ويصد عن سبيل الله .
والله تعالى أعلم
*د يحيى
12 - مايو - 2010
حب الزوجين.....وأسلحة قتل هذا الحب.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
          سبعة أمور قد تقتل الحب بين الزوجين

سبعة أمور قد تقتل الحب والود بينك وبين زوجك ، وتكون سببا لوقوع البغض والوحشة بينكما ، ومن ثم الفرقة .
فاحذري هذه الأخطاء السبعة التي تقتل الحب بين الزوجين ...
وهناك قواعد تقوم عليها هذه العلاقة ، ولا يجوز الانحراف عنها مهما كانت قوة العلاقة بين الاثنين .
وإذا همسنا لأنفسنا بأن علاقتنا أكبر من أن تتحطم ، فهذا يسمى خداع النفس !
فاحذري أيتها الزوجة هذه الأخطاء فهي قاتلة مع تراكمها اليومي ، وهي باختصار :
1ـ الاستهزاء وجرح المشاعر:
السخرية من المظاهر الجسيمة االخطيرة ، وتولد الكراهية في النفس والبغضاء ، لأنها تقلل من شأن الطرف الآخر ، وبالتالي ينعدم الاحترام بينهما ، ويحل محله النزاعات والمشادات ، فمن أهم أعمال الزوجه في حياة زوجها حفظ كرامته في حضورة وغيابه ، وأشعاره الدائم بالثقة بالنفس ودفعه الى النجاح ، وذلك لا يتأتي بالمواخذة الدائمة ، والتعليق السلبي الذي لا فائدة منه على سلوكه ومظهره بطريقه مؤذية .
2ـ الانشغال الدائم عنه :
إهمال الزوجة لزوجها سواء داخل المنزل ، أو خارجه ، بالعمل والصديقات وممارسة الهوايات والأسواق وغيرها ، تشعره بالنبذ والفراغ لا سيما إن كان ليس لدية ما يشغله ، لذلك يجب الانتباه لذلك ، ولو كان ذلك على حساب بعض الاهتمامات الاخرى ، حتى لا يشعر زوجك بالأهمال ، وبالتالي الفتور العاطفي .
3ـ الغيرة الشديدة :
الغيرة إذا تجاوزت الحدود تهدد العلاقة الزوجية بشدة ، وقد تصل بشريكي الحياة الى منحدرات سيئة العواقب كالعنف ، وتكذيب أحدهما للآخر باستمرار ، والاتهامات ، والشك ، وذلك يعتبر أقوى مطب ومهلك للعلاقة بينهما .
فعن جابر بن عتيك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من الغيرة مايحب الله ، ومنها ما يبغض الله ، ... فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة ، وأما التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة .. " رواه أحمد وأبوداود وصححه ابن حبان والألباني .
4- نصائح الأخريات :
استماع الزوجة الى جميع النصائح التي توجهها لها الصديقات والزميلات ! على اختلاف وتفاوت ثقتهن وصدقهن في النصيحة ، يؤدى بها الى التشوش والتخبط في الأفكار، فلكل زوج له طباع وأفكار تختلف عن زوج الصديقة أو الزميلة ، لذلك حاولي أن تتفهمى زوجك بنفسك ، فالعلاقة بينكما خاصة ، ولا تشبهها أي علاقة بين اثنين آخرين ، واهتمي بحفظ أسرارك وخصوصياتك ، ولا تطلبي المشورة إلا من أهل التخصص والأمانة والثقة .
5 - عدم الاحترام والتوقير :
قد يكون لزوجك طموحات وأحلام تحتاج الى مساندة ومساعدة ، ولكن عدم تفهمك لهذه الطموحات قد يترجمها الزوج أنك لا تقدرينه كما يجب ، ويعتبر عدم مشاركتك له - ولو بعبارات التشجيع - نوعا من الإحباط ، وهذا يعد من الأخطاء التى تقع فيها الزوجات ، وقد تدمر حياتهن الزوجية ثم يتساءلن بعد ذلك عن السبب ؟!!
6 - التسلط والديكتاتورية :
تعتقد بعض الفتيات أن امتلاكها للقرارت في الحياة الزوجية ، سيحقق لها الأمان وراحة البال !!
 ولكن الصحيح أن الزوج بما وهبه الله تعالى من قوة في العقل وحكمة وتدبير ، قد أعطاه الله القوامة واتخاذ القرارات في البيت .
ولا يعني هذا عدم التشاور بين الزوجين .
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور زوجاته ، كما شاور أم المؤمنين أم سلمة في الحديبية
 والزوجة اذا تفهمت رأي زوجها واحترمته ، وتشاورت معه للوصول للصواب ، فإن ذلك سيعود عليها بالنجاح الأكبر كزوجة وربة منزل ، فالحياة الزوجية مشاركة بين طرفين متساويين في الواجبات والحقوق ، وليست أمرا تحكمه الزوجة وحدها ، وينفذ أحكامها الزوج !!
7 - الشكوى المستمرة والتذمر :
اذا استشعر الزوج أن زوجته دائمة الشكوى من البيت والأولاد والخادمة وغير ذلك ، وتكثر الحديث عن المشكلات التى تريد أن تجد لها حلاً ، فقد يمل من التحدث معها وربما يلجأ الى "الصمت الزوجي" طلباً للسلامة وراحة البال ، فالزوج يشعر بالرضا عن اختياره لزوجته حينما يلمس فيها التعقل والذكاء ، والقدرة على اتخاذ قرارات حكيمة في مواجهة المشاكل المنزلية البسيطة ، ويثق في ان لدية من يعاونه ويؤازره في الحياة ، لا من يضيف الى أعبائه حملا جديدا بالزواج ، ويريد أن يلقي بواجباته عليه ، هروبا من المسئولية المشتركة .
وهذا لا يعني طبعا أن يكون الزوج سلبيا تجاه ما يحصل ببيته من مشكلات ، ولا يهتم به .
أخيرا ... احذري أختي الزوجة هذه الأخطاء السبعة ، والتي قد تضر بعلاقتك بزوجك وشريك حياتك .
والله الموفق والهادي للصواب ،،،
*د يحيى
12 - مايو - 2010
متى بدأ الإسلام ؟    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
بدأ تاريخ الإسلام يوم خلق الله -عز وجل- الكون بسماواته وأراضيه، وجباله وسهوله، ونجومه وكواكبه، وليله ونهاره. وسَخَّرَ كل هذا للإنسان.
وبدأت حياة هذا الإنسان فى الكون عندما خلق الله -عز وجل- آدم من تراب، ونفخ فيه من روحه.
ثم خلق الله حواء؛ لتكون زوجة لآدم، ولتكون منهما البشرية.
وسمح الله -سبحانه- لآدم وحواء أن يعيشا فى الجنة، ويستمتعا بكل شىء فيها بشرط أن لا يأكلا من شجرة واحدة منها، ونبَّه سبحانه آدم إلى عداوة الشيطان له، وحذره منه.
وعاش آدم وحواء فى الجنة، سالمين عابدين يستمتعان بخيراتها، تحيط بهما الأشجار المثمرة، والأنهار العذبة، فكانت حياة جميلة هادئة، حتى جاءهم الشيطان، وأغواهما أن يأكلا من الشجرة التى نهاهما الله عنها، وأكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة، فأخرجهما الله-عز وجل- من الجنة حيث كانت السعادة والراحة، وأنزلهما إلى الأرض حيث التعب والشقاء.
وعلم آدم أنه عصى ربه، فأسرع وتاب إليه؛ ودعا ربه، فعفا عنه، وتاب عليه، وأمر آدم أن يهبط إلى الأرض هو وزوجته، وأُنزل معه الشيطان، قال تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة: 38].
وبدأت حياة البشرية على الأرض بآدم -عليه السلام- وزوجه وجاءت منهما ذرية مسلمة مؤمنة بالله، وعلمهم الله الزراعة، وكيفية الاستفادة من مياه المطر، ومن الأنعام، بلحومها وألبانها وأصوافها، وعلمهم صناعة السفن وركوب البحر، وكيف يهتدون بالنجوم فى سيرهم فى ظلمات الطرق، وغير ذلك مما ييسر لهم العيش على الأرض.
وعلَّم الله -سبحانه- آدم -عليه السلام- كيف يباشر المهمة التى خلقه لها، ووضَّح آدم لذريته طريق الخير، وحذرهم من طريق الشر، وأخبرهم أنهم سيموتون ويبعثون ويحاسبون، وأن الفائز من يدخل الجنة، والخاسر من انتهت حياته وأعماله إلى النار.
ونبه آدم ذريته إلى أن الشيطان عدوهم الأول، وإلى خطورة دوره فى حياتهم، وأخبرهم أنهم فى مأمن من الشيطان ماداموا عبادًا مخلصين لله -عز وجل-، قال الله تعالى للشيطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42].
وفهمت الأجيال المسلمة التى تربت على عهد آدم الدرس كاملا، فعاشت فى طاعة الله مئات السنين، حتى بدأ العصيان يظهر بينها، وبدأ الانحراف يزداد يومًا بعد يوم، وينتهى إلى عبادة غير الله والكفر باليوم الآخر، وكان الله -عز وجل- يرسل إلى هذه الأجيال المنحرفة الأنبياء والرسل، ومنهم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى ومحمد -عليهم السلام-، وكانت دعوتهم جميعًا :( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59].
وهذه هى دعوة الإسلام: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون )[الأنبياء: 92].
إن مسيرة الأنبياء الكرام عبر السنين الطويلة وحتى مبعث أكرم الأنبياء محمد ( هى جزء أصيل من تاريخنا الإسلامى، لذا كانت دعوة محمد (: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون )[البقرة: 136].
إنه لا دين غير الإسلام: ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران: 19]. (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين [آل عمران: 85]
*د يحيى
12 - مايو - 2010
هدية خاصة إلى حبيبي الوراق    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 
وأنتظر تعليقاً منكم ، مع التكرم بالدعاء لوالديكم وأبنائكم وإخوانكم في الله ، مع تحياتي لأخوتي: زهير، وعمر، وياسين، وأحمد عزو، وعبد الحفيظ، وبنلفقيه، وسائر السادة الكرام....
*د يحيى
12 - مايو - 2010
لطيفة قرآنية للدكتور محمود عكام : مفتي حلب ، وخطيب جامع التوحيد.    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
والتفت الساق بالساق
قال تعالى:﴿والتفت الساق بالساق* إلى ربك يومئذٍ المساق﴾.
ما الذي يمكن أن نفهمه من هذه الآية ﴿والتفت الساق بالساق﴾ ؟
أولاً: لا بد من أن نقول: إن كلمة (الساق) تطلق على ما بين الركبة والقدم. هذا من حيث تحديد العضو في الإنسان.
ثانياً: هنالك أقوال كثيرة تتجاوز المئة حول المراد من هذه الآية، لذلك سأعرض عليكم جملة من هذه الأقوال، ثم بعد ذلك سأقول رأيي.
أهم هذه الأقوال:
1-  المراد من الآية ﴿والتفت الساق بالساق﴾ أي ساقا الميت إذا التفّتا وهما في الكفن. وهذا القول مروي عن سعيد بن المسيب.
2-  المراد من الآية ﴿والتفت الساق بالساق﴾ أي يبست ساقا الميت، لأن الروح تخرج أول ما تخرج من القدم، فالساق، فالفخذ، فالبطن، فالصدر، فالترقوة... فالرأس. فإذا يبست الساقان، فإن الساق تلتفُّ بالساق. وهذه حالة بيولوجية (جسمية).
3-  المراد من الآية ﴿والتفت الساق بالساق﴾ أي اجتمع عليه أمران شديدان: الناس يُجهزون جسده (تغسيل وتكفين...) والملائكة تُجهز روحه، فساق الأمر الشديد بالتجهيز لجسده، يجتمع مع ساق الأمر الشديد بالتجهيز لروحه، فالساق تطلق على الأمر الشديد.
4-  المراد من الآية ﴿والتفت الساق بالساق﴾ أي التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة، فالساق هنا المراد بها الشدة. ولكن من أين أتى هذا المعنى ؟
الجواب: أوليس اللغويون يقولون: عندما يُقتحم الإنسان بأمر شديد، أو يستقبل أمراً شديداً: (شمّر عن ساقيه)، فالتشمير عن الساق تعبير عن وقوع شدة، ثم أُطلقت الساق على الشدة، وهذا ما نسميه في اللغة: (مجاز المرسل)، وهو إطلاق الحال على المحل والمحل على الحال.
مثلاً نقول: جرى النهر. هذا مجاز مرسل، أطلقنا المحل على الحال، فالنهر لا يجري وإنما يجري الماء، وكذلك نقول: واسأل القرية. هذا أيضاً مجاز مرسل، أطلقنا المحل على الحال، والمراد واسأل أهل القرية.
المهم: أن الساق تعني الشدة، ﴿والتفت الساق بالساق﴾ أي التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة، فالشدة ساق، لأن الإنسان إذا داهمته شدة شمّر عن ساقيه، فأطلقنا الشدة على الساق والساق على الشدة من باب المجاز المرسل، كقوله تعالى:﴿ يوم يُكشف عن ساق...﴾ أي يكشف عن شدة كبيرة تعتري الناس في اليوم الآخر.
5- أما رأيي فأقول: المراد من الآية ﴿والتفت الساق بالساق﴾ هو أنّ للإنسان ساعدين وساقين. الساعد: هو ما بين الكف إلى المرفق، والساق: هي ما بين القدم إلى الركبة، وعندما يلتقي الإنسان بالإنسان نقول: التفت السواعد بالسواعد (التقاء الأيادي)، لكن عندما يفترق الإنسان مع الإنسان نقول: التفّت الساق بالساق، التفت الأيادي عند اللقاء، والتفت السوق ( جمع ساق) عند الفراق.
كيف تلتف السوق عند الفراق ؟ التفاف الأيادي عند اللقاء أمر معروف، أما التفاف السوق (الساقين) عند الفراق، فهذا لأنني عندما أتركك وتتركني، أنت تتركني وقد حاكت ساقي ساقك، فأنت تغادرني باتجاهٍ معاكس، أنت تغادرني إلى الشمال وأنا أغادرك إلى الجنوب، تلتقي الساقان لقاء قوياً، تلتفّ الساق بالساق، لكن من أجل الفراق وليس من أجل اللقاء.
﴿والتفت الساق بالساق﴾ أي ساقُ الميت التفت بساقِ الحيّ الذي هو بجانبه، فالميت يمكن أن يكون أباك ويمكن أن يكون ولدك ويمكن أن يكون صديقك... وأنت الآن معه، سيفارقك وستكون هذه المفارقة بالتفافِ ساقه مع ساقك، لأن الفراق يُعبَّر عنه بالحركة التي ركّب الله عز وجل الإنسان عليها بالتفاف الساق بالساق.
هنالك معاكسة بين السوق والسواعد، فالسواعد دائماً يُعبر عنها: بالقوة والترحاب واللقاء، والسوق يُعبر عنها: بالفراق والشدة والقسوة وعدم التلاقي...، لذلك ﴿والتفت الساق بالساق﴾ توصيف لحالة طبيعية تُعبر عن الفراق.
ولو نظرنا إلى الآية التي قبلها ﴿وظن أنه الفراق* والتفت الساق بالساق﴾ يعني لا تظنَّ أنه الفراق بل اعتقد بأنه الفراق، لأن ساق الميت التفت بساق الحي، وإذا التفت الساق بالساق فذاك الأمر يعني المفارقة وانتهى الأمر.
ثم لماذا قال الله: ﴿والتفت الساق بالساق﴾ ولم يقل:( التفت الساقان بالساقين) ؟
الجواب: لأن الساق الأولى للميت والساق الثانية للحي، وكذلك بالنسبة لنا نحن الأحياء: تلتف ساقك اليمنى بساقي اليمنى، وساقك اليسرى بساقي اليسرى من تلك الجهة، فأنت تقف أمامي الآن ونريد أن نفترق فتضع أنت ساقك بجانب ساقي ويذهب كل باتجاه، الميت يذهب إلى الآخرة وأنت تذهب إلى الدنيا. ولكن كيف تذهب إلى الدنيا وأنت باقٍ فيها ؟ والجواب: لأن الإنسان الحي ليس واقفاً في مكانه وإنما هو في ذهابٍ في هذه الدنيا، والله عز وجل يقول: ﴿بل هم في لبس من خلق جديد لأن الإنسان دائماً في حركة مستمرة من حيث الخلايا والتكوين، ومن حيث السلوك والمعاني والتفكير... والإنسان لا يقف أبداً لا في حياته ولا في مماته، لذلك ﴿والتفت الساق بالساق﴾ لأن التفاف الساق بالساق عنوان الفراق.
وفي عودة إلى الآيات التي قبلها: ﴿كلا إذا بلغت التراقي﴾ فإننا نرى أن جواب الشرط هو قوله تعالى ﴿إلى ربك يومئذ المساق﴾ فيكون المعنى: إذا بلغت التراقي فإلى ربك يومئذٍ المساق. وكلمة (مساق) هي مصدر ميمي من ساق يسوق سوقاً، مثل كلمة (مقال) من قال يقول قولاً. ﴿إلى ربك يومئذ المساق﴾ أي ستساق أنت إلى ربك أيها الإنسان فهيّا إلى الله عز وجل.
نسأل الله أن يسوقنا إليه ونحن مطمئنون للوقوف بين يديه، لا نجيب إلا بما يرضيه عنا جل وعلا.
*د يحيى
13 - مايو - 2010
الإسلام والموسيقا للدكتور محمود عكام ، حفظه الله،...    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
الإسلام والموسيقا
الموسيقا والغناء في التراث الديني
أ. الإسلام والموسيقى :
فالحديث عن الإسلام حديث عن مضمون وأسلوب، فالإسلام بعقيدته وشريعته مضمون صالح أيما صلاح للإنسان ، والموسيقى أسلوب من جملة الأساليب الجميلة التي تؤدى ويقدم بها هذا المضمون .
وإذا كانت الموسيقى تعني النغمات الموزونة التي يترقرق فيها الصوت الحسن الحامل للكلمة الطيبة النافعة المنتجة فما أروعها إذاً من صيغة يتبناها العقل المتدين والدين المتعقل .
لقد حرصت الرسالات السماوية على رعاية الإنسان وفعلت أحاسيسه الناعمة، ليستقبل عطاءها بحب، ومن هنا قال صلّى الله عليه وسلّم: (ما بعث الله نبياً إلا كان حسن الصوت حسن الوجه) [1] .
وكذلك فقد أكد بواقعية ذلك يوم صدر تشريع الأذان، وهو الدعوة إلى الصلاة فقال لعبد الله بن زيد مَن رأى في منامه كيفية الأذان وكلماته وأُقر على ذلك: (لقنها بلالاً فإنه أندى منك صوتاً) [2] .
وتتابع المهمة في قرن المضمون والأسلوب لتتجلى واضحة في دعوة أكيدة وجادة إلى مَوسقة القرآن والتغني به، فقد سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم أبا موسى الأشعري يتلو القرآن بالموزون من النغمات فامتدحه وقال: (يا أبا موسى لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داوود) [3] .
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي يتغنى بالقرآن)، وفي رواية: (لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن) [4] .
ويقول أيضاً مؤكداً على تزيين القرآن بالصوت واللحن: (زينوا القرآن بأصواتكم) [5] ويقول أيضاً: (حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) [6].ويصل الأمر إلى حد من أنكر ضرورة هذا القرن والجمع بين الكلمة وتحسين الأداء أعني أداءها غناء وتلحيناً: (ليس منا من لم يتغنى بالقرآن) [7] .
ويدعو النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى لحن يناسب الكلمة في جنسيتها فيقول: (اقرؤوا القرآن بلحون العرب) [8] .
ولعل الأمر لا يقتصر فقط على الكلمة الجادة من أجل تقديمها عبر قناة الموسقة والتغني، بل هناك ممارسات نبوية قدوة تؤكد على تبني الكلمة المسلية والفرِحة لتصاغ في قالب لحني، فتتشكل مساحة فنية ترفيهية ضرورية لهذا الإنسان العامل الساعي، ففي الإسلام فسحة كما يقول صلّى الله عليه وسلّم : (لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إنا بعثت بحنيفية سمحة) [9] . والفسحة رئة في جسم الحياة أو بالأحرى متنفس يجدد عبرها الإنسان نشاطه، حتى يتابع المسير والمسيرة بفاعلية وانسجام.
ولذلك أيضاً جاء الحديث العظيم ليقول: (روحوا القلوب ساعة فساعة) [10] .
ويروي البخاري أيضاً عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها، والنبي صلّى الله عليه وسلّم عندها يوم فطر أو أضحى، وعندها قينتان تغنيان. فقال أبو بكر: مزمار الشيطان (مرتين). فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيداً وإن عيدنا هذا اليوم) [11] .
ويروي البخاري أيضاً عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال لها نبي الله يا عائشة: (ما كان معكم من لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو، وفي رواية فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني)، وفي رواية: (أدركيها بزينب، وزينب امرأة كانت تغني بالمدينة) [12]
وعن عامر بن سعد البجلي وقد دخل على قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري وزيد بن ثابت وإذا عندهم جوار يغنين ويضربن بالدف فقلت: أنتم أصحاب رسول الله من أهل بدر يفعل هذا عندكم؟ فقالوا: اجلس معنا إن شئت فاسمع معنا وإن شئت فاذهب، فقد رُخّص لنا في اللهو في العرس) [13] .
أرأيتم إلى اللحن يكتنف الكلمة الجادة ويطلب ليرافق الكلمة المسلية في زمن الفسحة، واللهو المؤدي إلى نشاط في بقية الميادين البناءة.
نعم لقد لحنت كلمة التشريع، وكذلك تلك التي تدعو وتحرض إيجاباً في البناء والحرب، وكلنا يذكر نشيد حفر الخندق في غزوة الخندق، وذلك الذي قيل في استقبال النبي صلّى الله عليه وسلّم المهاجر من مكة إلى المدينة، من قبل النساء والرجال على حد سواء:
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة
مرحباً يا خير داع
والعناية التي انصبت على فقه الكلمة، ونحوها وصرفها في صدر الإسلام لم تكن أكثر من تلك التي كانت للحن والموسقة، فقد نقل ابن عبد البر في التمهيد ج10ص115، وعبد الحي الكتاني في التراتيب الإدارية ج2ص134: "أن علم الموسيقى كان في الصدر الأول عند من يعلم مقداره من أجلّ العلوم ولم يكن يتناوله سوى أعيان العلماء وأشرافهم".
وينقل الأدفوي في "الإمتاع بأحكام السماع" ص 117 عن الإمام البخاري قوله: "لم يختلف النقلة في نسبة الضرب بالعود إلى أشهر المحدثين وأوثقهم وأكثرهم رواية بالمدينة".
ويقول الإمام الغزالي في الإحياء ج2ص248 : "ولم يزل الحجازيون عندنا بمكة يسمعون السماع في أفضل أيام السنة، ثم قال ولم يزل أهل المدينة مواظبين كأهل مكة على السماع إلى زماننا هذا ".
على أن الكلمة المسلية أو تلك التي كانت في أي ميدان ينبغي ألا تنقطع عن الكلمة الأصل أو الكلمة الأم، أو الكلمة المكون، أو الكلمة الإنسان، وألا يكون بينهما تنافر أو تضاد، بل الانسجام مطلوب بين كل ما يصدر عن الإنسان في كل المجالات والصعد.
" أخرج منك ليصدر عنك ما يليق. وإياك وما لا يليق" فالذي يؤمن بالله عبر الكلمة المعبرة المصدقة ، لا يتغنى بكلمة ملحدة ،والذي يدندن حول الفضيلة في وجوده ورسالته، لا يتهاوى في عبارات الرذيلة غناء أو شعراً ….
والذي يحب الوطن أساساً يعيش عليه، وحقيقة يحيا بها وينافح عنها لا يصدر عبر غنائه ما يرمي هذا الأساس بالنقض.
و الذي يجد في تكوين الأسرة وسلامتها وطيب علاقات أفرادها لا يموسق كلمات تنقض هذه الخلية الأهم في تكوين المجتمع. وهكذا…
يا ناس : الألحان و الأنغام هي هي ، فلم لا تكون الكلمة هي هي؟!! والمطلوب من الإنسان – يا سادة – إنسانية في كل حال، فلماذا لا ننادي بالكلمة المطابقة والموافقة لإنسانية الإنسان في كل حال أيضاً؟!!
الموسيقا علم، وعلم هام، وقد صنفت تحت ما يسمى بعلوم الأدوات، والإسلام معها ، كما هو مع بقية العلوم يحض عليها وينادي إليها، ويروضها مقودة لقيمة "الخير" فالخير قيمة أعلى تحكم كل العلوم والفنون ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) كما جاء في القرآن الكريم.

ب . مساهمة في خدمة " الأغنية السورية التي أريد لها إغناء التراث":

لقد رفع شعار في هذا المهرجان " من أجل أغنية سورية تغني التراث" وهو شعار طيب، والتراث المراد إغناؤه عربي الشخصية، إسلامي الهوية، والإسلامية المعنية هنا واسعة سعة التاريخ الممتد إلى عمق اتصال الإنسان بالسماء، وسعة الجغرافيا المكتنفة لكل المتعايشين في ظلال رسالات السماء المتعاقبة (ووصى إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و انتم مسلمون ).
وإذا كانت الأغنية تقوم على ثلاثة أركان هي اللحن والكلمة والأداء، فما أحرانا أن ندعو إلى لقاء مع التراث لهذه الأركان، وذلك بما يلي: فاللحن إنساني ، والكلمة سماوية، والأداء حيوي، والمجموع حضارة، والمتبني سورية الغالية مهد الحضارات ومأمل السعادة إلى الإنسان الحضاري الأنموذج.
اللحن الإنساني: لأن الموسيقا لازمة إنسانية هي فيه أصلية، وهو لا ينفك عنها، في تعبيرات الوجود وتجلياته، نبض قلب، ورفة عين، وإيقاع مسير، وعزف فم في حركة آسرة على وتر الحرف، فالكلمة سيمفونية الحياة أو هي –والعياذ بالله – النشاز والإبادة.
والكلمة سماوية المصدر: عُلوية المعنى، سامقة الاتجاه، عصيّة على التدني والسفاهة، قالبها عربي فصيح، سواء أكان من عالم الفصحى أو من استراحة المفصح.
عتبي على أرباب الكلمة في عالم الأغنية ثوباً ومضموناً، فأين جزالة اللغة العربية وتصويرها؟ وأين المضمون الزاحف على كل الزوايا الإنسانية: اجتماعيو واقتصادية وسياسية ووطنية وبيئية وغزلية؟
والأداء حيوي: يفيض بالتعبير الداعم للكلمة الواعية البناءة وعتبي على بعض المؤدين من المغنين ذكوراً وإناثاً إذ يجعلون من المستمعين مشاهدين على حساب الاستماع، ومشوّشين في إرواء الرغبات على حساب المشاهدة… وهكذا إلى أن تتلاشى الأغنية وتتناسخ إلى شئ آخر فهل يجوز هذا؟
وطني: سورية -أيها الحبيب- عاشت أغنياتك التي تُرى فيها قوياً خيّراً معطاءً إنسانياً منظماً مرتباً أميناً، وسقط ما سوى ذلك.
فإن تكلمت لم أشد بغيركم وإن سكت فشغلي عنكم بكم.

[1] رواه الترمذي في سننه.
[2] رواه مسلم في صحيحه، وأبو داوود في سننه.
[3] رواه البخاري جزء 6صفحة 241.
[4] رواه البخاري ج 6 ص236. ومسلم ج1ص545.
[5] رواه الدارمي في سننه ج2 ص240.
[6] رواه الدارمي في سننه ج2 ص 240
[7] رواه البخاري في صحيحه ج 9 ص 188
[8] رواه الطبراني في الأوسط . انظر مجمع الزوائد ج7ص169
[9] رواه أحمد في مسنده.
[10] رواه الإمام مسلم.
[11] رواه البخاري في صحيحه ج7ص265
[12] رواه البخاري ج7 ص28
[13] رواه النسائي 6/135، والحاكم 1/102
*د يحيى
13 - مايو - 2010
عالمية الإسلام    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
عالمية الإسلام
المطلب الأول : أدلة عالمية الإسلام من القرآن الكريم

"نحن في رحاب القرآن الكريم نسمع نداءه العالمي وإن فصلتنا عنه حقب بعيدة من الزمان ، ونعي صراحته ومجاهرته ، بأن الإسلام عقيدة لا ينفرد بها شعب أو مجتمع بعينه ،ولا يختص ببلد أو بلاد معينة ، بل هو دين ذو قوانين تسري على الأفراد على اختلافهم من العنصر ،و الوطن، واللسان  ، ولا يفترض لنفوذه حاجزاً بين بني الإنسان ، ولا يعترف بأية فواصل وتحديدات جنسية أو إقليمية أو زمنية فهو عام في المكان والزمان "(80) .

جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى :)ليكون للعالمين نذيراً( قوله: والمراد  بالعالمين هنا الإنس والجن ، لأن النبي  r قد كان رسولاً إليهما ونذيراً لهما ،وأنه خاتم الأنبياء ، ولم يكن غيره عامّ الرسالة إلا نوح فإنه عم برسالته
جميع الإنس بعد الطوفان لأنه بدأ به الخلق(81).
وقال الزجاج: معنى العالمين كل ما خلق الله كما قال : وهو رب كل شيء، وهو جامع كل عالم ،قال ولا واحد لعالم من لفظه لأن عالماً جمع أشياء مختلفة فإن جعل عالم لواحد منها صار جمعاً لأشياء متفقة(82) قال ابن عباس في قوله تعالى )الحمد لله رب العالمين( رب الجن والإنس وقال قتادة رب الخلق كلم.
قال الأزهري : الدليل على صحة قول ابن العباس قوله عز وجل :)تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً( وليس النبي r للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خلق الله ؛ وإنما بعث محمدr نذيراً للجن والإنس ،وروي عن وهب بن منبه أنه قال:لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم ، الدنيا منها عالم واحد.
فهلم معنا أخي القارئ نقرأ نصوص القرآن التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، كي نتعرف على دلالته الواضحة ، على عالمية الرسالة المحمدية ، من عدة وجوه  :
· الوجه الأول : نصوص صريحة.
النص الأول:قال تعالى:) تبارك الذي نـزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ((83).
النص الثاني: قال تعالى :)وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ((84).
النص الثالث : قال سبحانه :) قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ((85).
النص الرابع:قال سبحانه:)ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ((86)
النص الخامس : قال تعالى عن القرآن الكريم الذي أوحاه إلى نبيه r :) إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين ((87).
النص السادس : وقال عز من قائل :) وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ((88).
أي كل من يصل إليه بلاغ القرآن، وكل من سمعه في جميع أقطار الأرض ، في أي زمن من الأزمان وصل إليه هذا البلاغ . قال تعالى :) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ((89).وقال تعالى :) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ((90).
 إن هذه الآيات فيها من وضوح النص والدلالة ما يغني عن شرحها والتعليق عليها . فهي صريحة واضحة لا تقبل التأويل أبداً ، بل تدل على عالمية الرسالة المحمدية ، دلالة ضوء الشمس على طلوعها .
·       الوجه الثاني : دعوة غير العرب .
جاء في القرآن الكريم دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمشركين إلى الإسلام الذي جاء به محمد r  سواءاً كانوا من العرب أو غير العرب ،وبين لهم بأن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل
الله سواه ،قال تعالى:)ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين((91)؛بل تجاوزت رسالة نبينا محمد r اليهود والنصارى والبشرية بأكملها فلم تقتصر على عالم الإنس فقط بل تعدت ذلك إلى عالم الجن أيضاً .قال تعالى :) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً ((92)، وقال تعالى :) وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنـزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ((93)
· الوجه الثالث : خطابات القرآن ونداءاته العامة
" إن القرآن الكريم كثيراً ما يوجه خطاباته إلى الناس غير مقيدة بشيء ، وهذا دليل واضح على أن خطاباته وتوجيهاته تعم الناس كافة "(94)، والقرآن هو وحي الله لرسوله محمد  rوفيه أحكام الإسلام وهذا دليل على أن الإسلام لجميع البشر بل للإنس والجن   .
وأمثلة لذلك قوله تعالى :) يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ((95).وقوله تعالى:) يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون((96).
وغيرها من الآيات كثير فهو يخاطب الناس جميعاً بقوله يا أيها الناس ولم يقل يا أيها العرب .
· الوجه الرابع : القوانين والتشريعات القرآنية عالمية :
لأنها من محتويات الإسلام ، والإسلام رسالة عالمية كما قلنا و الإسلام يعتمد في جميع أحكامه وتشريعاته , وما يخص الإنسان في معاشه ومعاده على طبيعة الإنسان التي يتساوى فيها جميع البشر .
"ولا يجد الباحث مهما أوتي من مقدرة علمية كبيرة فيما جاء به نبي الإسلام r أي طابع إقليمي،أو صبغة طائفية ،وتلك آية واضحة على أن دعوته دعوة عالمية لا تتحيز إلى فئة معينة ، ولا تنجرف إلى طائفة خاصة " (97).
فالعبادات والمعاملات والأخلاق..الخ , كلها ليس فيها صبغة الطائفية والإقليمية بل تكتسي بالصبغة العالمية ؛لأنها تناسب الإنسان وطبيعته فهي الصالحة له دون سواها.
وكذلك النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والقضائي..الخ ,لا تجد في ثنايا أياً منها أي تفكير طائفي أو نـزعة إقليمية .فمثلاً في المعاملات وما يترتب عليها من مقاضاة بين الناس يأمر الله سبحانه وتعالى المسلم أينما وجد زماناً ومكاناً , قائلاً :) إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ((98)،بينما نجد غير المسلمين تتجسد الطائفية والنـزاعات العرقية فيهم بوضوح ،فهؤلاء اليهود كما يخبر عنهم الله عز وجل حين يتعاملون مع غير من ينتمي إلى دينهم فيقول عنهم سبحانه وتعالى :) ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ((99).
· الوجه الخامس : الإسلام ينبذ أي مقومات للتفرقة بين الناس :
إن أقوى دليل على أن الإسلام رسالة عالمية مكافحته للنـزاعات الإقليمية والطائفية فالإسلام لا يفرق بين أبيض و أسود ولا بين جنس و آخر ، بل ينبذ العنصرية والطائفية ، ويرفض جعلها مقياس للتفاضل في ميزان الإسلام و المقياس الوحيد للتفاضل في الإسلام هو التقوى ، قال تعالى :) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم ((100).
فالإسلام : هو أول من حارب العصبية ودعا إلى الأخوة تحت لواء التوحيد الخالص ومقتضاه الإسلام
*د يحيى
15 - مايو - 2010
أدلة عالمية الإسلام (1)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
الأدلة على عالمية الرسالة من كتب أهل الكتاب :
أولاً : في كتب العهد القديم (التوراة):
البشارة الأولى : من سفر النبي حجى : بشارة النبي حجى في سفره الوارد بالإصحاح الثاني عدد 7 يقول فيه :" وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم ،فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود".(108)
وفي العدد (9) يقول :"مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود"(109) .
ولفظ ( مشتهى كل الأمم ) لا تعني إلا رسول يأتي وتنتظره كل الأمم وعبر عن ذلك الانتظار بلفظ مشتهى كل الأمم بمعنى أنه يخرج من غير الإسرائيليين كما لا يكون مرسلاً إليهم خاصة بل إلى جميع أمم الأرض لأن هؤلاء الإسرائيليين يذكرون غيرهم  من الناس بتعبير الأمم ... وإذا رجعنا إلى الأصل العبراني لكلمة(مشتهى كل الأمم ) نجد أنها ( حمدوت ) الأمم ، أي محمود الأمم ، واسم محمود(110) هو من ضمن أسماء النبي محمد r (111).
البشارة الثانية : من سفر التكوين :
جاء في سفر التكوين من الآية العاشرة من الباب التاسع والأربعين النص التالي :" فلا يزول القضيب من يهوذا أو المدبر من تحت فخذيه،حتى يجيء الذي له الكل وإياه تنتظر الأمم "(112). هذا في الترجمة العربية سنة 1722م وسنة 1831م وسنة 1844م .
وفي الترجمة العربية سنة 1811م (هكذا):" فلا يزول القضيب من يهوذا و الرسم من أمره إلى أن يجيء الذي هو له وإليه تجتمع الشعوب" .
"والقضيب هو النبوة على ارجح  التفسيرات ومقتضى الكلام أن الذي له الكل وإياه تنتظر الأمم لابد أن يكون محمداً r ، ولا يصح أن يفسر به غيره ، لأنه لو فسرنا أن المقصود بذلك المسيح لكان فهمنا متناقض مع النص ، إذ المسيح من آل إسرائيل ومن ذريته ، والكلام هنا عن نبوة تخرج عن ذرية إسرائيل إلى إنسان تجتمع إليه الشعوب من غيرهم وليس ذلك لغير محمد r (113)".
البشارة الثالثة : من الزبور :
وهي موجودة في الزبور في الإصحاح المائة والتاسع والأربعين، وهذه هي :" لأن الرب يسر بشعبه ، ويشرف المتواضعين بالخلاص ، يفتخر الأبرار بالمجد ويبتهجون على مضاجعهم ، ترفيع الله في حلوقهم ، وسيوف ذات ضمين في أياديهم ، ليضعوا انتقاماً في الأمم ، وتوبيخات في الشعوب ، ليقيدوا ملوكهم بالقيود وأشرافهم بالأغلال من حديد ، ليضعوا بهم حكماً مكتوباً ، هذا المجد يكون لجميع الأبرار" (114).
البشارة الرابعة : من سفر النبي أشعيا :
في الباب الثاني والأربعين من كتاب أشعيا هكذا : (9)" التي قد كانت أولها قد أتت ،وأنا مخبر أيضاً بأحداث قبل أن تحدث وأسمعكم إياها ".(10)"سبحوا للرب تسبيحه جديدة ، حمده من أقاصي الأرض راكبين في البحر وملؤه الجزائر وسكانهن"، (11)"يرتفع البرية ومدتها في البيوت كل قيدار سبحوا يا سكان الكهف،من رؤوس الجبال يصيحون"،(12)"ويجعلون للرب كرامة، وحمده يخبرون به في الجزائر "(115)  فالتسبيحة الجديدة عبارة عن العبادة على النهج الجديد التي هي الشريعة المحمدية وتعميمها على سكان أقاصي الأرض ، وأهل الجزائر وأهل المدن والبراري إشارة إلى عموم نبوته r ، ولفظ قيدار أقوى إشارة إليه ، لأن محمداً r من أولاد قيدار بن إسماعيل . وقوله :" من رؤوس الجبال يصيحون إشارة إلى العبادة المخصوصة التي تؤدى في أيام الحج ، يصيح مئات الآلاف من الناس (لبيك اللهم لبيك) . وقوله : حمده يخبرون به في الجزائر، إشارة إلى الأذان يخبر به ألوف ألوف في أقطار العالم في الأوقات الخمسة بالجهر "(116).
البشارة الخامسة : من سفر النبي أشعيا :
يقول سفر النبي أشعيا ( 21: 13-14) " في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الفدادين . هاتوا ماءاً لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء ، وافوا الهارب بخبره "(117)، وطبعة كولينـزا الإنكليزية تعنون هذا الجزء من التوراة بعنوان (العبء على جزيرة العرب):" والعبء بدون ريب هو عبء تبليغ رسالة الله في عموم البشر حيث يصرح سفر أشعيا هكذا .أن الله سبحانه وتعالى قد ألقى هذا العبء على كاهل العرب"(118) .
ثم نجد النص يصرح ببلاد العرب وسكان قيدار هم سكان المدينة المنورة فهو يأمرهم بأنه إذا جاء النبي r ، هارباً من مكة بأن يستقبلوه ويعطوه الماء والخبز إكراماً له .
وهذا ما حدث فعلاً لنبينا محمد r ، عندما هاجر من مكة إلى المدينة
*د يحيى
15 - مايو - 2010
 1  2  3  4