البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.    قيّم
التقييم :
( من قبل 64 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
11 - مايو - 2010
                    اتفاق الشرائع مع القوانين وافتراقهما
السرقة محرمة في الشرع ، ومحرمة في القانون ، فمن ترك السرقة ، ممكن تقول : يخاف من السجن ، والمسؤولية ، ولك أن تقول : يخاف من الله ، ما الحقيقة ؟ الله أعلم ، لكن الذي يغضُّ بصره عن محارم الله ، يقيناً يخاف من الله ، لأنه ليس في الأرض كلها تشريعٌ أو قانونٌ ، يأمرُ بغض البصر ، إذن هنا افترقت الشريعة عن القانون .
الصيام ، بإمكانك أن تدخل البيت في أيام الصيف الحارة ، وأن تدخل الحمام بعيداً عن نظر أولادك وزوجتك ، وأن تشرب الماء النمير البارد ، من العداد رأساً ، ولا يدري بك أحد ، إذن الصيام عبادة الإخلاص ، ما دمت تمتنع عن أن تشرب قطرة ماء ، إذن أنت تُراقب الله عزَّ وجل .
يعني حكم العِبادات أحياناً ، من أجل أن تعلم أنك تحب الله ، من أجل أن تعلم أنك تعلم أن الله يُراقبك ، من أجل أن ترتفع معنوياتك ، من أجل أن تُحس أنك في رضي الله عزَّ وجل ، إذن لا تستغرب ، أنه يا أخي ما هذه الحياة ، كلها صراع ، نفسي تميل ، وفي الطريق نساءٌ كاسياتٌ عاريات ، والله يأمرني أن أغض بصري ، وضع غير طبيعي ، لا هذا هو الطبيعي ، لأنه خلقك للجنة ، وثمن الجنة ضبط الشهوات ، لأنه خلقكَ لحياةٍ أبدية لا تنتهي  وأن ثمن هذه الجنة :
 
( سورة النازعات )
 
فأنا أتمنى دائماً أن أوضح لإخواننا الشباب ، كما أنه ليس في الإسلام حرمان  ليس فيه تفلُّت ، الله قال :
 
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
هم كتبوها على أنفسهم ، هم اجتهدوا فأخطؤوا ، والدليل أنهم أخطأوا :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
لم يتمكنوا ، لأنها خلاف الفطرة ، الترهُّب ، الرهبنة ، خلاف فطرة الإنسان   لذلك القصص التي تروى ، عن الرهبان في انحرافاتهم الجنسية ، لا تعدُّ ولا تحصى ، لأنهم ألزموا أنفسهم ، ما لا ينبغي أن يكون ، ما كتبناها علينا ، والدليل أنهم :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
فالإسلام دين الفطرة ، فكما أن الإسلام ، ما كلفك ما لا تطيق ، كذلك ما أطلقك  إلى حيث تريد ، في منهج ، يعني تقريباً ، طريق ، الطريق عريض ، لك حرية الحركة في حدود هذا الطريق ، لكن بعد الطريق هناك ممنوعات .
فأجمل حياة يعيشها ، حياة القيم ، حياة المنهج ، حياة الدستور ، أنظر إلى السيارة أروع ما تكون وهي على الطريق المعبَّد ، لأن هذا الطريق صنع لهم ، وهي صنعت له ، فإذا سارت على الطريق المعبدَّ ، تجدها كلها مرتاحة ، لا يوجد أصوات أبداً ، أما إذا نزلت إلى الطريق الوعر ، تحس أن هذه الطريق ليست لهذه السيارة ، وهذه المركبة ليست لهذا   الطريق .
أردت من هذه المقدمة ، أن نربط الجزئيات بالكليات ، لا أن نبقى في هذه حرام  لماذا حرام ؟ أنت تعيش في مجتمع ، هناك أناس ليس لديهم وازع ديني إطلاقاً ، أما آتاهم الله منطقاً ، عندهم عقل ، فإذا ملكت الحجَّة ، بالمناسبة :
" ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، لو اتخذه لعلمه ".
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
يعني يوجد قوة للمؤمن ، قد تكون غير مادَّية ، قد يكون مؤمن ، يعني  من أقل المراتب في المجتمع ، قد يكون موظف ، صغير جداً ، ضارب آلة كاتبة ، حاجب قد يكون  لكن قوته نابعةٌ من حجته ، لما ربنا قال :
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
لكل مؤمنٍ من هذه الآية نصيب ، قوةٌ ، يجوز حاجب في دائرة ، يناقش المدير العام المتفلت ، الذي عقيدته فاسدة ، هذا الحاجب ، أقوى منه في المناقشة ، المؤمن ، يعلّم لماذا يغضُّ بصره ؟ يعلَّم لماذا يصوم ؟ يعلّم لماذا يصدق ؟ يعلّم لماذا يتكلَّم بالحق ؟ فنحن نريد مؤمن متمكِّن ، لا أريد مؤمن يطبِّق الإسلام إلى حين ، لو أنَّك عرفت الأمر الشرعي  من دون حيثيات ، من دون أن تربطه بالكلّيات ، من دون عقيدة صحيحة ، يمكن _أن تنطبق الأمرّ ، لكن مقاومتك هشة ، هشة ، يعني أدنى ضغط ، أو أدنى إغراء ، تجد مقاومتك قد انهارت ، لذلك كلّ إنسان يربي ، كل إنسان يبني إخوانه بناء ، إذا بنى النفوس بناء صحيح  بناء علمي ، بناء منطقي ، على أساس من العقيدة الصحيحة ، تجد هذا الأخ قوياً ، أي قوي في دينه ، أينما ذهب مستقيم ، الملاحظ لما ينبني إنسان بناء هش ، أو يبنى بناء نصِّي غير تعليلي .
يعني أنت عندما تعرف أن هذا الأمر مربوط ، بهذه العقيدة الصحيحة ، مربوط بهذه الكلِّية ، أي أنت مؤمن بخالق الكون ، أنت مخلوق للجنّة ، والجنّة ثمنها ، ضبط الشهوات الشهوات أودعت فيك لترقى بها إلى الله ، أودعت فيك ، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً للكل.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
اخترت لك (2)    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
أعزائي المشاهدين أسعدتم مساء و أهلاً بكم و مرحباً .
قال أحد النقاد لقد واكب الأدب العربي بشعره ونثره عبر تاريخه الطويل البطولات العربية في شتى ميادينها فصورها وجعل منها مثلاً يحتذى للأجيال الصاعدة وضح هذا القول وأيد ما تذهب إليه ببعض الشواهد المنتزعة من الأدب العربي .
هناك قول الناقد وهناك نص السؤال ، وإذا أردنا أن نكتب مقالة أدبية أو موضوعاً تعبيرياً توضيحاً لقول الناقد وجواباً لنص السؤال علينا أن نتبع المراحل التالية :
أولاً : استنباط العناصر ووضع خطةً تفصيلية .
ثانياً : اختيار الشواهد المناسبة وتحديد الأبيات والمقاطع منها .
ثالثاً : صياغة الموضوع صياغةً أدبية .
وها نحن نفصل في هذه المراحل الثلاثة مرحلةً مرحلة ، المرحلة الأولى من خلال القراءة المتأنية الواعية والدقيقة لقول الناقد يقول الناقد لقد واكب الأدب العربي بشعره ونثره عبر تاريخه الطويل البطولات العربية في شتى ميادينها فصورها وجعل منها مثلاً يحتذى للأجيال الصاعدة ، هذا قول الناقد أما نص السؤال وضح هذا القول وأيد ما تذهب إليه ببعض الشواهد المنتزعة من الأدب العربي .
من خلال القراءة المتأنية والواعية والدقيقة لنص السؤال ولقول الناقد تتضح وتستنبط العناصر التالية :
أولاً : محور الموضوع البطولات العربية والأدب الذي صورها ، الموضوع كله حول هذين الخطين ، ميادين البطولة التي وردت في قول الناقد يمكن أن تجزأ وتفرع إلى البطولة في القيادة والبطولة في الأخلاق والبطولة في الحرب ، وأما الأدب العربي الذي عبر عن البطولة فيمكن أن نتحدث عن تاريخه في العصر الجاهلي والراشدي والأموي والعباسي وعصر الانحدار وعصر النهضة ، والأدب العربي بشعره ونثره .
وأما الهدف من هذا التصنيف وذاك الرسم فهو تصوير البطولات أولاً وتوجيه الأجيال الصاعدة ثانياً إلى طريق تحررها وتقدمها ، وبعد التأمل في هذه العناصر يمكن أن نضيف إليها عناصر تقتضيها طبيعة الموضوع ومنها تعريف البطولة ، كما أنه ينبغي أن تفرع بعض العناصر الغنية كالبطولة في الحرب هذا عنصر غني يمكن أن يفرع ويشقق فهناك بطولة في الفتوح وهناك بطولة في صد العدوان وهناك بطولة في التحرير وهناك بطولة في الإباء والكرامة وهناك بطولة في الاستشهاد ، هذا العنصر الغني الثالث يمكن أن يفرع ويقسم وقد أضفنا عنصر تقتضيه طبيعة الموضوع وبهذا تصبح خطة الموضوع على الشكل التالي:
أولاً : البطولة كما تصورها الأديب الجاهلي لابد قبل البدء بتفصيلات الخطة من التأكيد أن المقدمة يجب أن تشمل كلمةً عامة عن البطولة وكلمة عامة عن الأدب الذي صورها .
 فالبند الأول في الخطة هو البطولة كما صورها الأديب الجاهلي ونقتطف أبياتاً للشاعر لقيط بن يعمر الأيادي .
والفقرة الثانية في الموضوع البطولة القيادية في العصر الراشدي نقتطف مقطعاً من مسرحية الإزار الجريح للشاعر سليمان العيسى .
وفي الفقرة الثالثة نتحدث عن البطولة الأخلاقية في العصر الأموي نتحدث عن مقطع من مقالة لأحمد أمين تتحدث عن الأحنفي .
وفي الفقرة الرابعة نتحدث عن بطولة الفتوح في العصر العباسي نتحدث عن سيف الدولة الحمداني من خلال أبيات قالها المتنبي .
 الفقرة الخامسة نتحدث فيها عن البطولة التي من نوع صد العدوان في عصر الانحدار البطل صلاح الدين الأيوبي والنص لعباس محمود العقاد.
وفي الفقرة السادسة نتحدث عن بطولة التحرير من الاستعمار في عصر النهضة البطل عمر المختار والشاعر أحمد شوقي .
وفي الفقرة السابعة نتحدث عن بطولة الإباء والكرامة في عصر النهضة البطل يوسف العظمة والشاعر إيليا أبو ماضي .
وفي الفقرة الأخيرة نتحدث عن بطولة الاستشهاد في عصر النهضة للشاعر عبد الرحيم محمود والبطل عبد الرحيم محمود .
والآن إلى تنفيذ فقرات الموضوع فقرة فقرة ، المقدمة تعريف البطولة ، ليس هناك تعريف جامع مانع للبطولة وإذا اختلف الدارسون في تعريفها فإنهم يتفقون على أن البطل إنسان متميز يرى ما لا يراه الآخرون ويشعر بما لا يشعرون ويتمتع بوعي عميق وإدراك دقيق له قلب كبير وعزم متين وإرادة صلبة ، هدفه أكبر من حاجاته ورسالته أسمى من رغباته ، يملك نفسه ولا تملكه ويقود هواه ولا ينقاد له ، تحكمه القيم ويحتكم إليها من دون أن يسخرها أو يسخر منها ، أعطى ولم يأخذ ، هيأه تفوقه ليكون سيداً فوق الجميع فعاش واحداً بين الجميع ، سما حتى اشرأبت إليه الأعناق وصفا حتى مالت إليه الأفئدة .
والبطولة أيها المشاهدون لا تتعلق لا بعصر ولا مصر ولا جنس ولا بلون ولا بعمر ولا بأصل ولا غنىً ولا بفقر .
أطفال يلعبون في أحد شوارع المدينة يمر بهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان شديد الهيبة فيتفرقون إلا واحداً منهم يلزم مكانه لا يريب  فلما حازاه عمر سأله يا غلام لمَ لم تذهب مع من ذهب ؟ فقال الغلام : أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك ولست مذنباً فأخشى عقابك والطريق يسعني ويسعك .
هذا نموذج من من بطولة أبنائنا ، والأدب العربي عبر تاريخه الطويل طافح ببطولات عديدة ، طافح بصور من البطولة في شتى ميادينها لقد تصور الأدب العربي البطل المنقذ وصور بطولة القيادة وبطولة السيطرة على الذات والبطولة الحربية بطولة الفتوح وبطولة صد العدوان وبطولة التحرير وبطولة الإباء و الكرامة وبطولة الاستشهاد .
والآن إلى هذه الصور صورةً صورة :
تصور البطولة شيء وتصويرها شيء آخر إن الإنسان قد يجمح به خياله نحو نموذج إنساني يدرء الخطر عن الجماعة ويحقق طموحها الكبير وهذا ما كان من لقيط بن يعمر الأيادي الشاعر الجاهلي الذي رأى قبيلته سائرةً في غفلتها تمزقها المنازعات في حين أن خطر الأعداء محدق بهم فتمنى عليها أن تقلد أمرها رجلاً مطلعاً بأمر الحرب بعيداً عن الترف يحمل إنسانية الإنسان جلداً يتجشم المصاعب متطلعاً لما فيه خير قبيلته يقول :
يا لهف نفسي إن كانت أموركم    شتى وأحكم أمر الناس فاجتمــع
مالي أراكم نياماً في ملهلـةٍ       وقد ترون شهاب الحرب قد سطع
قوموا قيام على أمشاط أرجلكم     ثم افزعوا قبل من فــــــزع
وقلدوا أمركم لله دركــــم      رحب الذراع بأمر الحرب مطلـع
لا مترفاً أو رخي العيش ساعده   ولا إذا عض مكروه به خشعـــا
وليس يشغله مالٌ يثمره عنكم    ولا ولد يبغي له الرفعـــــــا
هذه صور من البطولة في العصر الجاهلي كما تصورها الشاعر لقيط ابن يعمر الإيادي وإذا انتقلنا إلى المجتمع العربي في العصر الراشدي حيث بدت القيم الجديدة قيم الحق والخير والعدالة في أبهى صورها نجد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يجسد هذه القيم بمواقفه وأحكامه فكان بحق بطل مبدأ مضى نحو تحقيقه من دون أن ينظر إلى الثمن ففي خلافته جاءه إلى المدينة جبلة بن الأيهم آخر ملوك الغساسنة يعلن إسلامه ويرحب به عمر ولكنه في أثناء الطواف في الحج كان بدوي من فزارة قد داس إزار الملك الغساني فيغضب هذا الملك ويلتفت إلى هذا البدوي فيهشم أنفه فيشكوه الفزاري إلى عمر بن الخطاب ويستدعى الملك الغساني إلى مجلس عمر ويجري بين عمر وجبلة حوار صاغه الأستاذ الشاعر سليمان العيسى وهو غني عن التعريف فشعره القومي على ألسنة أبنائنا الصغار والكبار وهذا الحوار فصل من مسرحية شعرية عنوانها الإزار الجريح التي قرأها الكثير :
يقول عمر لجبلة يا بن أيهم جاءني هذا الصباح مشهد يبعث في النفس بدوي من فزارة بدماء تتظلم بجراح تتكلم مقلة غارت وأنف قد تهشم فسألناه فألقى فادح الوزر عليك بيديك أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح .
عندئذ قال جبلة بن الأيهم :
لست من ينكر أو يكتم شيئا أنا أدبت الفتى أدركت حقي بيدي .
يجيبه عمر : أي حق يا بن أيهم عند غيري يقهر المستضعف العافي ويظلم عند غيري جبهة بالإثم بالباطل تلطم نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها أقمنا فوقها صرحاً جديدا وتساوى الناس أحراراً وعبيدا أرض الفتى لابد من إرضائه مازال ظفرك عالقاً بدمائه أو يهشمن الآن أنفك وتنال ما فعلته كفك .
سمع جبلة هذا الكلام وقد أخذ فقال جبلة :
كيف ذاك يا أمير المؤمنين كيف ذاك ؟ وهو سوقة ، أي من عامة الناس، وأنا عرش وتاج كيف ترضى أن يخر النجم أرضا كان وهماً ما مشى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز أنا مرتد إذا أكرهتني .
يقول عمر :
عنق المرتد بالسيف تحز عالم نبنيه كل صدع فيه بشدى السيف يداوى وأعز الناس بالصعلوك بالعبد تساوى .
يا إخوتنا المشاهدين :
إذا انتقلنا إلى العصر الأموي نجد أن هناك ميادين جديدة للبطولة منها تلك التي تتمثل بالسيطرة على الذات فقد يحمل الإنسان نفسه على مكارم الأخلاق ويدفعها نحو معالي الأمور حتى يسمو بها فتغدو محط الأنظار ومهوى الأفئدة وعندئذ يطغى مخبره على مظهره ويبلغ منزلة تتقطع دون بلوغها أعناق الطامحين ، هذه صورة من صور البطولة الأخلاقية يقدمها الكاتب أحمد أمين من أحنف بن قيس أحد بنات تاريخنا العظيم ، الكاتب أحمد أمين يصف الأحنف بن قيس :
ضئيل الجسم صغير الرأس متراكم الأسنان مائل الذقن ناتئ الوجنة غائر العينين خفيف العارضين أحنف الرجل ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بحظ تنبو عن مرآه الأحداق وتتفادى من شخصه الأبصار وهو مع ذلك سيد قومه إن غضب غضب لغضبته مائة ألف سيف لا يسألونه فيما غضب ، تتركز عظمته في خصلتين تتصل إحداهما بالأخرى اتصالاً وثيقاً إنه منح نظراً صائباً يتعرف به المحاسن والمساوئ ومعالي الأمور وسفاسفها ثم منح إلى ذلك إرادةً يحمل بها نفسه على ما أدرك من معال ومحاسن مهما كلفه من مشقة وحمله من جهد فلو علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه .
فعندما كان معاوية يأخذ البيعة لابنه يزيد أخذ الناس بالثناء على يزيد والأحنف ساكت فقال له معاوية ما لك لا تتكلم يا أبا بحر ؟ فقال قولته الشهيرة أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت فكأن كنايته أبلغ من التصريح .
وفي العصر العباسي من منا لا يعجب بتلك الصورة الرائعة التي رسمها المتنبي لسيف الدولة الحمداني ذلك البطل الفذ الذي قاد أمته إلى النصر في معارك مؤزرة ضد الروم كتب فيها أروع صفحات الفخار وذلك ميدان آخر من ميادين البطولة وهي البطولة الحربية يقول الشاعر المتنبي :
يكلف سيف الدولة الجيش همه     وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه     وذلك ما لا تدعيه الضراغـــم
وقفت وما في الموت شك لواقف     كأنك في جفن الردى وهو نائـم
تمر بك الأبطال كلمى هزيلـةً      ووجهك وضاح وثغرك باســـم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما        مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
في عصر الانحدار حيث انطوت الأعلام العربية وكبت الخيول بأشبال النضال سطعت وسط هذه الظلمة القاتمة بطولة فذة نادرة بددت الظلام وانتزعت اليأس من النفوس إنها بطولة صلاح الدين الأيوبي وقد وصف عباس محمود العقاد جانباً من بطولته وهي من نوع صد العدوان وردع المحتلين وقد أقبلت جيوش الغزو الفرنجي الثالثة يقودها سبعةً وعشرين ملكاً وأميراً يتقدمهم ريكاردس ملك إنكلترا وقد قال لصلاح الدين قبل التحام الجيوش إني أنا ريكاردس والقوة عندنا هي كل شيء وسأريك البرهان ثم دعا بقضيب من حديد ثم سل سيفه وأهوى به عليه فاخترقه نصفين فضحك صلاح الدين وقال لريكاردس : ليس الحرب صلابة سيف وقوة ساعد إنما هي مضاء حد وسداد يد ثم قذف بمنديل من الحرير الشفاف إلى أعلى وتلقاه بسيفه فشطره شطرين وقال لريكاردس بمثل هذا السيف سنلقاكم غداً . وتعلمون أيها الإخوة المشاهدون من كان المنتصر .
وفي مطلع عصر النهضة شهد الوطن العربي معارك طاحنة مع الاستعمار وقد برز من خلال هذه المعارك أبطال عظام ومقاتلون أشداء سجل لهم التاريخ بطولاتهم وتضحياتهم وكان عمر المختار أحد هؤلاء الذين انتزعوا إعجاب الأجيال من بعدهم فكانوا مشعلاً وضاءً للأجيال الصاعدة في طريق كفاحها ونضالها وكانوا قدوةً ومثالاً يحتذى لأبناء أمتنا في معركة تحررها وتقدمها ، وهذا الشاعر أحمد شوقي يؤكد أن البطولة لها دور كبير في بث روح التضحية والفداء لدى المناضلين يقول:
ركزوا رفــاتك في الرمــال لواء        يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منـــاراً من دم         يوحي إلى جيل الغـد البغضاء
جرح يصيح على المـدى و ضحية        تتلمــس الحــرية الحمراء
فالصحارى غمـــد كل مــهند       أبلى فأحســـن في العدو بلاء
خيرت فاخترت المبيت على الطـوى      لم تبن جاهـاً أو تلـــم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظمــا       ليس البطولـــة أن تعب الماء
وحينما يكون الأمل في تحقيق النصر ضئيلاً بسبب التفوق الكبير للمعتدي في العدة والعتاد ، وحينما يكون الاستسلام والخضوع لقوة القهر أمراً مهيناً تبرز بطولة من نوع خاص وهي بطولة الكرامة والإباء وهذا ما بدا واضحاً في البطل الشهيد يوسف العظمة الذي آثر الموت من أن يرى عدواً مغتصباً يدنس بأقدامه ثرى وطنه ويقدم إيليا أبو ماضي صورةً لهذا النوع من البطولة :
بأبي وأمي في العرئم والســـد           بعث الحياة مطامحاً ورغابا
لما ثوى في ميسلون ترنحــت           هضبــاتها وتنفست أطيابا
هذا الذي اشتاق الكرى تحت الثرى         كي لا يرى في جلق الأغرابا
وإذا نبى العيش الكريم بماجــد          حر رأى الموت الكريم صوابا
والآن يا إخوتنا المشاهدين وفي خاتمة المطاف جاء دور الشعراء الأبطال الذين رفضوا الالتزام شعراً يملأ الأذن حديثاً عن البطولة والتضحية والفداء بل رأوه موقفاً نضالياً قد يكون الاستشهاد ثمنه فهذا الشاعر عبد الرحيم محمود الذي روى ثرى فلسطين بدمه الطاهر يقول عن نفسه قبل أن يستشهد :
سأحمل روحي على راحتي      وألقي بها في مهب الردى
فإما حياة تسر الصديــق      وإما ممات يغيظ العـدى
ونفس الشريف لها غايتان       ورود المنايا ونيل المنى
وما العيش لا عشت إلم أكن     مخوف الجناد حرام الحمى
إذا قلت أصغى لي العالمون     ودوى مقالي بين الورى
أرى مقتلي دون حقي السليب   ودون بلادي هو المبتغى
وأحمي حياضي بحد الحسام     فيعلم قومي بأني الفتى
وبعد أن استشهد أبنه إسحاق الحسيني فقال :
أيها الشاعر الشهيد أطأطئ رأسي مرةً أمام شعرك ومئة مرة أمام دمك الذكي الذي بذلته في سبيل الوطن الغالي وهكذا ترون يا أيها الإخوة المشاهدون أن الأدب العربي قد واكب البطولات بشعره ونثره عبر تاريخه الطويل ، واكب هذه البطولات في شتى ميادينها فصورها وجعل منها مثلاً يحتذى للأجيال الصاعدة .
 
(د/ عبد الغني النابلسي = الاختياران الآنفان: من دون تدخل في الأسلوب). 
*د يحيى
11 - مايو - 2010
نصر الله سبحانه وتعالى    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
 
نصر الله:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ" {محمد47/7}.
" يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، إن تنصروا الله ينصركم بنصركم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم على أعدائه من أهل الكفر به وجهادكم إياهم معه لتكون كلمته العُليا ينصركم عليهم، ويظفركم بهم، فإنه ناصر دينه وأولياءه. كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
{ إنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكمْ } لأنه حقّ على الله أن يعطي من سأله، وينصر من نصره.
وقوله: { وَيُثَبِّتْ أقْدَامَكُمْ } يقول: ويقوّكم عليهم، ويجرّئكم، حتى لا تولوا عنهم، وإن كثر عددهم، وقلّ عددكم " ( الطبري).
" روى البخاري من حديث قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، يتقاضون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة، والذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا " ثم قال تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } كقوله عز وجل:
وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ }[الحج: 40] فإن الجزاء من جنس العمل، ولهذا قال تعالى:
{ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } كما جاء في الحديث: " من بلغ ذا سلطان حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبت الله تعالى قدميه على الصراط يوم القيامة " ( ابن كثير).
" والمراد بنصر المؤمنين لله - تعالى - نصرهم لدينه، بأن يستقيموا على أمره ويتبعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى كل ما أمرهم به أو نهاهم عنه.
والمعنى: يا من آمنتم بالله - تعالى - حق الإِيمان، إن تنصروا دين الله - عز وجل - وتتبعوا رسوله، { يَنصُرْكُمْ } - سبحانه - على أعدائكم { وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } عند قتالكم إياهم ويوفقكم بعد ذلك للثبات على دينه، والشكر على نعمه.
وفى معنى هذه الآية، وردت آيات كثيرة، منها قوله - تعالى -:
وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }وقوله - سبحانه -:وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ }وقوله - عز وجل -:
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ }.
وبعد هذا النداء الذى يحمل أكرم البشارات للمؤمنين، ذم - سبحانه - الكافرين ذما شديداً، فقال: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }.
والاسم الموصول مبتدأ وخبره محذوف، و { تَعْساً } منصوب على المصدر بفعل مضمر من لفظه، واللام فى قوله { لَّهُمْ } لتبيين المخاطب، كما فى قولهم: سقيا له، أى: أعنى له يقال: تعس فلان - من باب منع وسمع - بمعنى هلك.
قال القرطبى ما ملخصه وقوله: { تَعْساً لَّهُمْ } نصب على المصدر بسبيل الدعاء، مثل سقيا له.. وفيه عشرة أقوال: الأول: بعداً لهم. الثانى: حزنا لهم.. الخامس) هلاكا لهم.. يقال: تعسا لفلان، أى ألزمه الله هلاكا. ومنه الحديث الشريف:
" تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة. إن أعطيَ رضِي، وإن لم يُعطَ لم يَرضَ ". وفى رواية: " تعس وانتكس، وإذا شيك - أي أصابته شوكة - فلا انتقش "
أي: فلا شُفي من مرضه.
والمعنى: والذين كفروا فتعسوا تعساً شديداً، وهلكوا هلاكاً مبيراً، وأضل الله - تعالى - أعمالهم، بأن أحبطها ولم يقبلها منهم، لأنهم صدرت عن نفوس أشركت مع خالقها ورازقها آلهة أخرى فى العبادة.
فقوله: { وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } معطوف على الفعل المقدر الذى نصب به لفظ " تعسا " ودخلت الفاء على هذا اللفظ، تشبيها للاسم الموصول بالشرط.
ثم بين - سبحانه - الأسباب التى أدت بهم إلى الخسران والضلال فقال: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }.
أى: ذلك الذى حل بهم من التعاسة والإِضلال بسبب أنهم كرهوا ما أنزله - تعالى - على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من قرآن يهدى إلى الرشد، فكانت نتيجة هذه الكراهية، أن أحبط الله أعمالهم الحسنة التى عملوها فى الدنيا كإطعام وصلة الأرحام.. لأن هذه الأعمال لم تصدر عن قلب سليم، يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
ثم وبخهم - سبحانه - على عدم اعتبارهم بما فى هذا الكون من عبر وعظات فقال: { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }." ( طنطاوي).
*د يحيى
11 - مايو - 2010
حديث الفتن    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 

حديث فتن كرياح الصيف


حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- الصحابي الجليل معروف بخصوصية، وهي أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يفضي إليه ببعض الأمور، ويسر إليه، كما كان يخبره يعني ببعض المنافقين، فهو يعلم من أحوال بعض الناس ونفاق بعض المنافقين ما لا يعلمه غيره، وكان من شأنه -رضي الله عنه- أنه يهتم بمعرفة الشر كما في قوله: كان الناس يسألون الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فلهذا كان له عناية بمعرفة ما سيكون من الفتن، ولهذا عمر في الحديث الصحيح يسأله عن الفتنة العظمى التي تموج كموج البحر.
وهنا في هذا الخبر يقول: إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين قيام الساعة، وليس ذلك لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خصني بهذا العلم، فقد حدثنا الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن الفتن، كنا معه في مجلس، يعني هو وغيره، معه جماعة، ولكن الذين كانوا معه في هذا المجلس قد ذهبوا وانقرضوا، إذن فهذا هو سر تفرده بهذا العلم، سر تفرده أن الذين سمعوا ذلك قد ذهبوا قبله، فهذا هو سر تفرده بهذا العلم.
فذكر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حدثهم عن الفتن، وأن منها ثلاث كبريات، ولكن لم يبين لنا، وهناك فتن صغار، وحقا إن الفتن متفاوتة، بعضها أعظم من بعض، والفتن -كما تقدم- يحتمل أن المراد يعني جنس الفتن، فتنة المال، وفتن يعني الجاه والسلطان، وفتن المصائب التي تنزل بالناس من الأوبئة النازلة، يحتمل، لكن كأن السياق والأظهر فيها أنها فتن الفتن التي تكون بين الناس، فتن تكون بين الناس، وهي فتن النزاعات والحروب كما تقدم، إن أولى تلك الفتن ثورة المنافقين والفاسقين وأصحاب الأهواء على خليفة المسلمين، الخليفة الراشد عثمان -رضي الله عنه-، ثم ما نشأ عنها وما تبعها من الفتن.
فالمقصود أن حذيفة -رضي الله عنه- لم يعين لنا نوع تلك الفتن، ولم يعرفها، ولم يحدد لها تواريخ، إنما ذكر أن الفتن ستكون فتنا كثيرة، ومنها صغار، ومنها كبار، وأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- خص بالذكر منها ثلاثا، وعلى الإنسان أن يقرأ التاريخ، ويقرأ الواقع، ويشهد ويتأمل، ويعتبر ويتفكر في ماضي الزمان، وفي تأريخ الناس، ماذا جرى عليهم من الأمور والمحن والفتن والحروب التي لا يتميز فيها المحق من المبطل، وهذه الحروب العمياء تارة يكون كل من الأطراف مبطلا وظالما، وأحيانا يكون كل من الأطراف يعني مجتهدا، والمجتهد إما أن يكون مخطئا وإما أن يكون مصيبا، وعلى المسلم أن يتجنب هذه الفتن كلها، ويعتزل هذه النزاعات، نعم أعد الحديث، حديث حذيفة.
أعلم الناس: يعني في وقت تحديثه لدلالة آخر الكلام، أعلم الناس يعني في وقت تحديثه بهذا الحديث، لأن الذين سمعوا معه ذلك الحديث قد ذهبوا، نعم، بعده.
وما بي ألا يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسرّ إلي في ذلك شيئا لم يحدث به غيري.
يعني هو يقول أنا لا أدعي أن الرسول أسر إلي بشيء من خبر هذه الفتن لم يحدّث به غيري، نعم.
ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يعد الفتن: منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا
منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا، كأنها فتن عظيمة تعم، وتستأصل يعني خلقا كثيرا، أو أنها فتن تعم الناس، وينال كل أحد من شرها، منهن ثلاث لا يتركن أو لا يذرن شيئا إلا نلنه بشيء من آثارها وشرها وأضرارها، والله أعلم.
يعني تأتي سريعة، تأتي سريعة وتذهب، نعم.
منها صغار ومنها كبار، قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري.
*د يحيى
11 - مايو - 2010
مذاق آخر    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
رواية وشعر وأدب شباب ونصوص حرّة:
المرأة تستأثر بـ
«الجائزة الأميركية الوطنية للكتاب»
للعام 2004
الجائزة الوطنية للكتاب، حدث ثقافي ذو وقع وصدى كبيرين هنا في أوساط الساحة الأدبية والفكرية في الولايات المتحدة الأميركية. يقام سنوياً في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ويعلن خلاله عن أسماء الكتّاب الفائزين من بين لائحة طويلة من المرشحين.
وعدا عن القيمة المعنوية لهذه الجائزة، فإن قيمتها المادية تقدّر بعشرة آلاف دولار لكل فائز. وتضمّنت لائحة المرشحين النهائية لهذا العام أسماء عشرين كاتباً وكاتبة عن الفئات الأربع التالية: «الرواية»، «الشعر»، «أدب الشباب» Non Fiction وهي كتابات متفرقة في شؤون تتفاوت بين السياسة والنقد والتاريخ والبحوث والدراسات، الخ.
معظم الأوساط الأدبية والثقافية المحلية رحّبت بالأسماء التي أعلنتها لجنة التحكيم، كونها تمثل شرائح متفرقة ومتنوعة من النتاج الثقافي للمجتمع الأميركي المعاصر. فهي باقة باهرة على اختلاف أساليبها وأصواتها وموضوعاتها، وهي من بين الأقلام الأميركية الموهوبة والمتميزة.
وتجدر الإشارة الى ان الروائي والناقد الشهير «ريك موودي» وأيضاً الشاعر «مايكل واترز» هما من بين أعضاء لجنة التحكيم.
ولعل أبرز ما يميز هذا الحدث لهذا العام، ان العنصر النسائي استأثر بفئة «الرواية»، فالأسماء الخمسة المرشحة كلها كانت لنساء وروائيات يقمن في مدينة «نيويورك». كذلك، من بين الشعراء الذين رشحوا لجائزة «الشعر»، الشاعر الاميركي الكبير «دونالد جاستس» الذي غيبه الموت في شهر آب (أغسطس) الماضي من هذا العام، والذي سبق ان رشح اسمه لهذه الجائزة في سنين ماضية، كما سبق ونال جائزة «بوليتزر» لعام 1979.
وايضاً، ثمة ما لا يقل عن خمسة كتب وردت أسماؤها على اللائحة النهائية صادرة عن دور نشر صغيرة وغير معروفة.
تميزت الموضوعات المتناولة في مجال «أدب للشباب» بجاذبيتها الفائقة لأنها تطرقت الى مسائل حساسة مثل: الهوية الجنسية، التمييز العنصري، الإلحاد وغيرها، بينما في مجال Non Fiction نجدها أقل بريقاً واستقطاباً، اذ انها عادت الى الماضي مع «حياة شكسبير وأعماله»، وأحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، والحقوق المدنية في عصر الجاز، وعالم السجناء الخارجي وغيرها من الموضوعات المستنزفة.
وقد فاز كتاب «كيفين بويل» «قوس العدالة» الصادر عن دار «هنري هولت وشركاه» عن فئة Non Fiction. وكذلك كتاب «الملحد» للكاتب «بيت هوتمان» عن فئة «أدب للشباب»، وهو صادر عن دار «سيمون وشستر» الشهيرة.
اما في ما يخص الرواية، فقد سبق وذكرنا انها كانت «للنساء فقط» في هذا العام. جميعهن روائيات غير شهيرات، لا بل ان اثنتين من الروايات التي رشحت اسماؤها هما من الأعمال الروائية الأولى.
لكن الجائزة كانت من نصيب الروائية «ليلى تاك» الأكثر شهرة بين الأخريات، عن روايتها «الأخبار من الباراغواي» الصادرة عن دار «هاربر كولنز». وهي ملحمة تاريخية تروي قصة حب غريبة، قصة امرأة تشق طريقها عبر التاريخ نحو ديكتاتور يمنحها عائلة ثم يدمرها، ملقية الضوء على ملامح «الباراغواي» في القرن التاسع عشر. ومما قاله الروائي «ريك موودي» عضو لجنة التحكيم: «إنها رواية ذات جودة مذهلة، تختزن كثافة في اللغة والمخيلة في آن». وليس أكثر دلالة على ذلك مما قالته الروائية نفسها أثناء حفل تسليم الجوائز، عندما اعترفت بأنها أبدا لم تدس قدماً في «الباراغواي» ولا حتى فكرت في ذلك. ولكم سُئلت الروائية عن سبب اختيارها «الباراغواي» مكاناً لروايتها، وجوابها كان دائماً يتمحور حول رغبتها في الكتابة عن أشياء يجهلها الناس، ما يخولها استعمال سحر قلمها ومخيلتها، ويشبع رغبتها الدفينة في التوجيه واعطاء التعليمات!
ولدت «ليلى تاك» في باريس، ولديها ثلاث روايات ومجموعة قصصية، وسبق لها ان رشحت لـ«جائزة فوكنر الأدبية» للعام 2000.
وأخيراً، فإن جائزة الكتاب الوطنية عن فئة «الشعر» حازتها الشاعرة «جين فالنتاين» عن مجموعتها الشعرية «باب في الجبل: قصائد جديدة ومختارة 1965-2003».
وهي مجموعة ضخمة تضم اكثر من سبعين قصيدة جديدة اضافة الى قصائد مختارة من بين ثمانية دواوين سابقة.
وهنا لمحة خاطفة عن حياة الشاعرة.
ولدت «جيم فالنتاين» والتي يناهز عمرها السبعين عاماً، في مدينة شيكاغو، ونالت إجازتها الجامعية من كلية «رادكليف»، الا انها أمضت معظم حياتها وما زالت في مدينة نيويورك. لها ثمانية دواوين شعرية، أولها صدر عام 1965 ونال «جائزة يال للشعراء الشباب»، ثم توالت الجوائز الشعرية على الشاعرة من مؤسسات ثقافية وأدبية وفنية أميركية مختلفة الى ان بلغت التسع حتى الآن. حالياً تدرس في اكثر من كلية وجامعة في مدينة نيويورك.
وفي حديث صحافي سابق عن مجموعتها الفائزة «باب في الجبل» علقت الشاعرة جين فالنتاين على هذه المجموعة قائلة: «كان من سابع المستحيل تصوري ان في حياتي أو حتى في ما بعدها سيضحى لي كتاب يضم اعمالي الشعرية الكاملة! أنا جداً مسرورة».
وفي المقابلة نفسها تسأل الشاعرة عن مدى «أميركيتها»: «هل أنت شاعرة أميركية في شكل خاص؟»، ومما تجيب به الشاعرة: «إذا ما فكّرت في الامر، أحسب انني شاعرة أميركية بامتياز... وعلى رغم انني عشت في ايرلندا لسنوات غير انني لم أفلح في فهم نكاتهم بعد!... ان الدخول تحت جلد ثقافة ما يتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً... وقد يفوتنا الاعتقاد بأننا شعراء البلد الذي ننتمي اليه، لكننا حينما نغادر الى بلد آخر، نلاحظ كم نحن متأثرين لا بل ناطقين باسم ثقافة بلدنا الأصلي».
ومما تقوله الشاعرة الأميركية «أدرين رتش» في شعر «فالنتاين»: «يشبه النظر الى قصيدة «جين فالنتاين» النظر الى بحيرة، حيث في وسعك رؤية معالمك الخارجية وأشكال عالم السطح منعكسة بين صخور، وحياة تحت المياه، وبريق قوارير ضائعة، وأوراق شجر هائمة. المعلوم والمألوف يتحدان مع الغامض وشبه التبرّي في نقطة يلتقي فيها الشعور باللاشعور. هذا شعر من الدرجة العالية، لأنه يقودنا الى فضاءات ومعان ما كنا لنرتقيها بطريقة أخرى».
«جين فالنتاين» شاعرة الاختزال وكثافة المعاني. تكتب الألم والحب والجسد والحياة بالقليل المصفّى من السطور، وبالكثير الجيّاش من الشعر.
قصائدها تخترق قلوبنا ووجداننا بصورها الشعرية العميقة والمبطنة، وبعذوبة انسيابها.
تعالوا نقرأ «جين فالنتاين» عبر هذه الترجمة السريعة لبعض من قصائدها.
بابٌ في الجبل
أبداً لم أعد بهذا الجهد في وادٍ
أبداً لم ألتهم بهذا العدد نجوماً
كنتُ أحمل غزالاً ميتاً
موثقاً الى عنقي وكتفيَّ
قدما الغزال متدليتان أمامي
ثقيلتان على صدري
الناس أبوا إدخالي
باب في الجبل
أدخلني.
جسدي العتيق
جسدي العتيق
سُلَّم من ضياء
غبار عُطارد سابح في الأرجاء
عفوكَ،
كيف تعلّمتَ ان تحبّني في نومي.
السعادة (3)
لحظة التفتَّ صوبي في شارع رقم 4 الغربي
رقّتكَ نحوي
عشب الشتاء المتجمّد هنا تحت حذائي
الصقيع
ركعتُ فوق الجليد لأهلكَ
الضوء الدافئ على جانب محيّاك الأيمن
الضوء على جفون بوذا
ركعتُ لأهلي
لعذابهم
كم من النوم كان في النوم
كيف اللا عذاب ضاع.
ذات مرّة
مرّة كان هناك حطّاب،
حين سألني الزواج منه
المرأة في محل البقالة قالت:
لكأنكِ فقدتِ صديقكِ الأخير.
حبّكِ الأول!
عندما افترقنا
بدتْ كأنما البيضة الأخيرة في البيت
وقعت على الأرض المحطّمة.
هذا العالم في كل مكان!
المرأة قالت،
لن تنجي من النموذج!
بيت السلّة
بيت السلّة
ليأويني
داخل كهف الليل
الخواء
حيث الآخر يحويني
يرعاني
في الفراغ يحملني
كما الورقة المصنوعة من شجرة
تحمل غزالاً
ويمسكني عن قرب:
يسحب الشريط مني إليه
مدى فوق مدى
جين فالنتاين.
 
ترجمة: أمال نوّار / أوهايو - الحياة -
*د يحيى
11 - مايو - 2010
ألا ماأجملَ اللسانَ العربيَّ !    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
أَشْيَعُ معاني (دُوْنَ)
لهذه الكلمة مَعانٍ كثيرة... فهي تأتي:
1- بمعنى (تحت)؛ 2- بمعنى (فوق)؛ 3- بمعنى (أمام). يقال: مَشَى دونَهُ: أي أمامه.
قال النابغة: «... ولا يَحُولُ عطاءُ اليومِ دونَ غدِ» أي: لا يقف عطاء اليوم حاجزاً أمام عطاء الغد. وقال حسان بن ثابت:
تَرَكَ الأحبَّةَ لم يقاتل دونَهم            ونَجَا برأس طِمِرَّةٍ و لِجامِ
4- بمعنى (وراء). يقال: جَلَسَ دون َالأمير: أي خَلْفَهُ.
ويقال: هذا أميرٌ على ما دونَ جيحون، أي على ما وراءه.
5- بمعنى (قَبْل). يقال: دونَ النصر أهوال؛ دونَ النهرِ قتال، أي قبل أن تصل إلى ذلك.
وفي المَثَل: «دونَ ذلك خَرْطُ القتادَ» يُضرب للشيء لا يُنال إلا بمشقة عظيمة.
6- بمعنى استبعاد ما تُضاف إليه، نحو:
·      ... فَصَوَّبَ الاستعمال الأول دونَ الثاني.
·      ... واقتصر على الفَتْح دونَ الكسْر.
·      ... المقصود بالحديث هو الحديد دونَ المواد الأخرى.
·      قال الرافعي في (إعجاز القرآن /323): «فنأخذ بالجملة دون تفصيلها.»
7- بمعنى (أَقَلَّ من)، نحو: )ويَغْفر ما دونَ ذلك لمن يشاء(؛ هُم دونَنا عدداً !
8- بمعنى (غير / سوى)، نحو: )إنْ يَدْعون من دونه إلا إناثاً(.
ونحو: قام من فَوْرِهِ دون إبطاء، أي من غير إبطاء.
9- بمعنى التقصير عن الغاية. قا ل المرزوقي: «وقد يَحْبِسُ قِلَّةُ المال صاحبَهُ دونَ ما يهتم له أو يهتم به.» ؛أي قد تجعل قلة المال صاحبَه يُقصِّر عن غايته في تحقيق ما يهتم له.
10- بمعنى يفيد الاختصاص ونفْيَ الشركة، نحو:
·      ... ولقد كان من فضله عليَّ دونَ كثيرٍ من الآخرين أنْ...
·      ... وليس هذا أمراً خاصاً بالإنسان وحدَه دونَ الكائنات الحية الأخرى.
·      جاء في (كتاب أسرار الحكماء /149) للمستعصِمي البغدادي: «قالت أعرابية للأمير خالد القسْري: ونصيحتي للأمير أن يأمر لي بخادمٍ وما يُصْلحني وإياها. قال خالد: هذه نصيحة لكِ دوننا! قالت: ما هي لي دونَك! لكَ أجرُها وذكْرها وثناؤها وعلاؤها، ولي نفعُها.»
11- اسم فِعْل أمْر بمعنى (خُذْ): دونَكَ الدرهمَ / الكتابَ: خُذْهُ!
هذا، وقد جاءت كلمة (دون) في القرآن الكريم بمَعان ٍأخرى أوردها (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذي أصدره مَجمع القاهرة،
منها: التجاوز: )أَفَتتَّخذونه وذُرِّيته أولياءَ من دوني(
(الكهف /50).
ومنها: من جهتها: )... لم نجعلْ لهم من دونها ستراً( (الكهف /90).
( جزى الله خيراً مَن صنع).
*د يحيى
12 - مايو - 2010
تقويم القلم واللسان    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
                                 تَمَّ
 هذا الفعل معناه (كَمُل، اكتمل). يقال على الصواب:
        ·    تَمَّ بناءُ هذه المدرسة في 12/4/1990.
        ·    يحتاج فعل الشرط إلى جوابٍ يتمُّ المعنى به.
        ·    ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
        ·    إذا تَمَّ أمرٌ بدا نقصُهُ         تَرَقَّبْ زوالاً إذا قيل تَمّ
ونلاحظ أننا لو وضعنا (اكتمل) بدلاً من (تمّ) لَمَا فسد المعنى ولا تغيَّر.
ومن الشائع أن يقال: «يتم جلب الفحم من المناجم، ويتم تخزينه في المستودعات، ثم يتم حرقه في الأفران.» ويكفي ليتضح فساد التركيب وسوءُ استعمال (يتم) أن يستعاض عنه بـ (يكتمل)!!
والصواب أن يقال: يُجلب الفحم… ويُخزن… ثم يُحرق… (بالبناء للمجهول).
ويمكن أحياناً استعمال فعل (جرى) أو (حَدَثَ) عوضاً عن البناء للمجهول.
جاء في كتاب رسمي: «نذكّر بأن اجتماع المجلس سيتم في الساعة 12 من يوم الأحد 18/12/1994، وسيتم تحديد مكان الاجتماع قبل نهاية دوام يوم السبت في 18/12/1994.»
والصواب: … الاجتماع سيُعقد في الساعة … وسيُحدّد مكانه قبل…
*د يحيى
12 - مايو - 2010
اختيار خاص..    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
الأستاذ يحيى تحية طيبة .
 
                 اختياري لهذا الملف هو تلاوات مباركة لأكبر المقرئين ..
               
                     * يرجى الضغط على الرابط التالي :
 
*abdelhafid
12 - مايو - 2010
نقطة ضوء    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
             بالنظر إلى كذا؛ نظراً إلى كذا؛ نظراً لكذا
مما جاء في (المعجم الوسيط):
1- نَظَرَ الشيءَ: أبصره.                    3- نَظَرَ فيه: تَدَبَّره وتَفَكَّر فيه.
2- نظر إلى الشيءِ: أبصره وتأمله بعينه.    4- نَظَرَ لفلان: رَثى له وأعانه.
قال في (القاموس المحيط): «النَّظَرُ: الفكر في الشيء تُقَدِّره وتقيسه.»
وجاء في (محيط المحيط): «نظراً إلى كذا، وبالنظر إليه: ملاحظةً واعتباراً له
ويعزِّز هذا التفسيرَ عبارةٌ وردت في كتاب الشيخ محمد الخضر حسين (محاضرات إسلامية /8): «... وَضْعُ آثار النفوس العالية على مِحَكِّ النظر والاعتبار
·           جاء في (الكليّات 5/250) للكفوي: «(السيْن) فرع (سوف): فمن استعمل (سوف) نَظَرَ إلى الأصل، ومن استعمل (السين) نظر إلى الإيجاز والاختصار.» [أي: اعتبر الأصل]، [أي: اعتبر الإيجاز والاختصار].
وقال الشيخ محمد الخضر حسين في كتابه (محاضرات إسلامية /22):
«ونظراً إلى قاعدة المساواة قال علماء الأصول...» [أي: واعتباراً لقاعدة المساواة..]
·      وقال الشيخ نفسه في كتابه (دراسات في العربية وتاريخها /46): «وهذا المذهب- بالنظر إلى ما يحتمله التركيب من الوجوه المقبولة في القياس- مذهب وجيه.» [أي: باعتبار ما يحتمله التركيب...].
وفي (ص 49): «وقد يختلفون في القياس نظراً إلى ما يقف لهم من الأحوال التي تعارض السماع.» [أي: اعتباراً لما يقف لهم...].
وفي (ص 178): «أما الحديث الوارد على وجهٍ واحد، فالظاهر صحة الاحتجاج به، نظراً إلى أن الأصل الرواية باللفظ، وإلى تشديدهم في الرواية بالمعنى.» [أي: على اعتبار أن الأصل... وباعتبار تشديدهم...].
·      وقال الشيخ محمد علي النجار في كتابه (لغويات /139):
«المَصْدر الذي يوصَف به لا يتغير في العدد، وذلك نظراً إلى أصله: فإن المصدر يقع على الحَدَث قَلَّ أو كثُر.» [أي: اعتباراً لأصله...، يُريد: المصدر لا يتغير إذا وُصف به مفرد أو مثنى أو جمع ].
ورد في بداية هذه الفقرة معنى (نَظَرَ لفلان).
·      قال مصطفى صادق الرافعي (تحت راية القرآن /294):
«...كان يُبطن الكفر ويُظهر الإسلام. فَتَعالَمَ الناسُ ذلك منه، فَوسِعُوه إشفاقاً عليه ونظراً له
أما (نظراً لكذا) فقد استُعمل هذا التركيب أحياناً بمعنى (نظراً إلى كذا)، كما استُعمل بمعنى (بسبب كذا).
·      جاء في (نفح الطيب 1/276): «وأَقَرَّه بمدينة إشبيلية لاتصالها بالبحر نظراً لقربه من مكان المجاز.»
·      وجاء فيه (1/516): «...انصرفنا من منازلة قرطبة نظراً للحشود التي نَفِدَتْ مُعِدّات أَزْوادها.»
 
·      وقال الدكتور عبد الكريم اليافي (مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد 74، الجزء الأول، سنة 1999):
§              «... وإذا ظهرت (الزُهرة) في الصباح قيل لها نجم الصباح نظراً لوضاءتها.» (ص 165).
§              قال الأستاذ الأجنبي الجليل: « إننا نتحدث دائماً بالعربية حين نتكلم في الفلك، وذلك نظراً لكثرة أسماء النجوم بالعربية.» (صفحة171).
§              «وعالجه علماء البلاغة العربية في قسم المعاني، أولِ أقسام البلاغة نظراً لمكانته.» (صفحة 175).
§              وجاء في كتاب (قواعد اللغة العربية) لمؤلِفِيْه: حفني ناصف ورفاقه، في مبحث اسم الإشارة:
«تقول: ذلِكَ وذلِكِ وذلكما وذلكم وذلكنّ نظراً للمخاطب.» [أي: اعتباراً للمخاطب / على حَسَب المخاطب / وفقاً للمخاطب.]
*د يحيى
12 - مايو - 2010
على حِدَةٍ ، على حِدَتِهِ    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
* الخطأ في قولنا: (هاتف خليوي)
إذا نَسَبْتَ إلى ما خُتم بتاء التأنيث، حذفتَها وجوباً. فتقول في (فاطِمة): فاطِميّ، وفي (مَكَّة): مكِّي.
وإذا نَسَبْتَ إلى ما خُتم بياء مُشَدَّدة مسبوقة بحرفين، مثل: عَدِيّ؛ نَبِيّ؛ خليّة؛ أُميّة، حذفتَ الياء الأولى وفتحت ما قبلها وقَلَبْتَ الثانية واواً، فتقول: عَدَوِيّ؛ نَبَوِيّ؛ خَلَوِيّ، أُمَوِيّ…
قُلْ إذن: هاتف خَلَوِيّ.
ولا تقل: (هاتف خليوي).
 
* وَقَعَ ذلك أخيراً / بِأَخَرَةٍ / حديثاً / قبل مدة قصيرة / قريباً لا: مُؤَخَّراً‍!
جاء في (المعجم الوسيط): «المُؤَخَّر: نهاية الشيءِ من الخَلْف. يقال: مُؤَخَّر السفينة، ومُؤَخَّر البناء. والمؤخَّر من الدَّيْن أو الصّداق [بفتح الصاد وكسرها]: ما أُجِّل منه.»
وجاء أيضاً (أخيراً): «يقال: لَقِيْتُه أخيراً، وجاء أخيراً: آخِرَ كلِّ شيء.»
وفي التنْزيل العزيز: ]كَمَثَلِ الذين مِن قَبْلهم قريباً ذاقوا وَبالَ أَمْرِهم[ أي: مَثَلُهم كَمَثَل الذين من قَبْلهم بزمنٍ قريب.
 (تفسير الجلالين).
 
* على حِدَةٍ، على حِدَتِهِ، على حِدَتِها (لا: على حِدا، ولا: على حِدى، ولا: على حِدَه!)
جاء في معجم (متن اللغة /وحد):
«وَحَدَ يَحِدُ وَحْداً وحِدَةً: صار وَحْدَه». وجاء فيه:
«الحِدَةُ: كالعِدَة (مَصْدر). تقول: جَعَلَه على حِدَةٍ، أي مُنْفرداً وَحْدَهُ. وتقول: فَعَلَه من ذات حِدَتِهِ، وعلى ذات حِدَتِه ومن ذي حِدَتِه، أي من ذات نَفْسِه ومن ذات رأيه. وتقول: جَلَسَ على حِدَتِه، وعلى حِدَتِهما، وعلى حِدَتِهم، وعلى حِدَتِهِنَّ
ولا بدّ من التفريق بين الهاء والتاء المربوطة، بوضع نقطتين فوق التاء، وإنْ كنا نقف عليها هاءً!.
قال مصطفى صادق الرافعي (وحي القلم 2/266):
«قال: هذا مجنون وليس بنابغة؛ بل هذا من جهلاء المجانين؛ بل هو مجنون على حِدَتِهِ.».
( جزى الله خير من صنع).
 
 
*د يحيى
12 - مايو - 2010
جزاك الله خير الجزاء يأخي عبد الحفيظ.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
أثلجتَ قلبي، وشرحت صدري ، وبارك الله فيك وفي أهلك وفي راتبك..... آمين.
*د يحيى
12 - مايو - 2010
 1  2  3