اللهم وفقنا إلى الخير والحق كن أول من يقيّم
آمين آمين... تحياتي إلى أساتذتي الكرام، ...أن النص مصرع المطلع، فكيف يكون في وسط نص الإمام علي رضي الله عنه، على النحو الذي أورده أخي أحمد عزو. ومعروف أن التصريع خاص بالمطلع غالبًا.. الأبيات في السواك والأراك، والمنسوبة إلى سيدنا علي(رض) ، والتي ذكرها أخونا الأستاذ أحمد عزو في ملف " ابن منظور أديبا" أعيد نشرها هنا: ما لي أراك يا أراك بثغرها ** أوما خشيت يا أراك أراك لو كنت من أهل القتال قتلتك ** لكن ما لي يا سواك سواك تالله إن جزت بوادي الأراك ** وقبلت أغصانه الخضر فاك فابعث إلى المملوك من بعضها ** فإنني والله مالـي سـواك ألقي إلـي بقيـَّة المسـواك ** لا تظهري بخلاً بعود أراك أراك يا عود الأراك حظيت بثغرها ** ما فاز يا عود الأراك سواك ولا يخفى على أستاذي، د صبري أن الأبيات المنسوبة لسيدنا علي ليست من وزن واحد، وفيها من ركة الوزن وقلة الترابط في المعنى ما فيها . ولقد بحثت عنها في قصائد الموسوعات الشعرية وكتبها فلم اعثر لها على أثر إلا مطلع أبيات ابن زيدون، وما نسب إلى ابن منظور وغيره. وأضيف إلى ما تقضلتَ به يا دكتور صبري حولها؛ معتذرا بقلة علمي بالعروض وبغير العروض: البيتان الأولان من الكامل لو لم تكن فيهما متفعلن ( وأرجو من أمير العروض، الأستاذ عمر خلوف، ودكتور صبري، أستاذ العروض، التعليق على ما فيهما من مشكلات ، وكذلك على باقي الأبيات) ، والبيتان التاليان من السريع كما ذكر أستاذي ، د صبري، أما البيتان الأخيران، فالأول من الكامل( وهو مشهور لابن زيدون)، والشطر الأول من البيت الثاني لا اعرف من أي بحر، أما الشطر الأخير فمن الكامل على ما يظهر لي . الحاصل أن الأبيات لا يمكن أن تكون لسيدنا علي ، لا من جهة الخلط في الأوزان ، ولا من جهة الموضوع. فعلي بن أبي طالب(كرم الله وجهه) من أجلة الصحابة، ولا يُتصور منه أنه كان معنيا بالغزل، حتى بزوجه فاطمة (رض)، في عهد ابتلي المسلمون فيه بالفتن العمياء. والذي نحل سيدنا عليا الأبيات المذكورة فطن إلى شجاعة علي وبأسه في الغزوات والحروب، فاستغل ذلك قائلا: لو كنت من أهل القتال قتلتكا.. ظنا منه أن يصدقه الناس بما نحل . ثم" لكنّ مالي.." ما مدى صحتها لغويا من جهة معناها يا شيخي أبا بشار؟ كم المترجمين، والتواتر والآحاد: أنا معك فيما تفضلت به يا د. صبري، من ان الخبر المتواتر يفيد العلم أكثر من خبر الآحاد؛ ولكن كتب التاريخ والتراجم تنقل عن بعضها نقلا حرفيا في كثير من الأحيان ، وتخلو ، في العادة، من النقد والتمحيص ، ويمتزج فيها الهوى بالنقل، والقصص الأدبي الخيالي بالتاريخ ؛ لذا لا يطمئن الواحد منا تماما إلى كثرة المترجمين الذين توافقوا على نسبة نص ما لشخص ما . ومما يزيد في قلة اطمئناننا أن البيتين محل النقاش ادعاهما أكثر من واحد، مما يشي بأن المدعين كذبوا، أو ضلوا، إلا واحدا ، فكيف تكون، بعد هذا، نظرتنا نحو المدعين من جهة سلامة روايتهم وأمانتهم ! ولقد تذكرت هنا قصة سبق أن ذكرها المعافى بن زكريا في الجليس الصالح ، والسراج القاري في مصارع العشاق ،والذهبي في سير أعلام النبلاء، والدميري في حياة الحيوان الكبرى، وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة، ، وابن العماد في شذرات الذهب ، وربما ذكرتها مصادر أخرى . هذه القصة رووها كما هي تقريبا دون ان يتساءل أحد منهم عن مدى صحتها. والقصة أنسخها لكم من " سير أعلام النبلاء" : قال الكوكبي حدثنا محرز بن أحمد الكاتب حدثنا محمد بن مسلم السعدي قال دخلت على يحيى بن أكثم فقال افتح هذا القِمَطر ففتح فإذا فيه شيء رأسه رأس إنسان ومن سرته إلى أسفل خلقة زاغ وفي ظهره سلعة يعني حدبة وفي صدره كذلك فكبرت وهللت وجزعت ويحيى يضحك فقال لي بلسان طلق أنا الزاغ أبو عجوة أنا ابن الليث واللبوه أحب الراح والريحا ن والنشوة والقهوة فلا عربدتي تخشى ولا تحذر لي سطوة ثم قال يا كهل أنشدني شعرا غزلا فأنشدته أغرك أن أذنبت ثم تتابعت ذنوب فلم أهجرك ثم أتوب.. وفي المصادر الأخرى توجد بعض الزيادات. وما قول أخي الأستاذ احمد عزو في خبر الزاغ أبي عجوة! إذا كان هناك من انكر ان تكون ولادة ابنة المستكفي شخصية حقيقية، فأنى له أن يصدق قصة ابن الليث واللبوة؟! |