البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : بعض ما قيل في السواك من أشعار    قيّم
التقييم :
( من قبل 6 أعضاء )

رأي الوراق :

 ياسين الشيخ سليمان 
23 - أبريل - 2010
 
خطر ببالي، وبإيحاء من موضوع ملف  دكتور صبري أبو حسين، وعنوانه : " ابن منظور أديبا" ، والذي نشر في مجلس " دوحة الشعر"، أن أعقد مقارنة فكرية بين بعض الأشعار التي قيلت في السواك على مر عصور الشعر العربي، لأتبين ، ما أمكنني، إن كان هناك نوع من التجديد في المعاني الشعرية الخاصة بالسواك لدى شعراء العصور المتأخرة . وقد اعتمدت في معرفة تلك الأشعار الموسوعة الشعرية ومكتبتها . ومن طريف ما حصل معي في بداية كتابتي هذا الموضوع ، ومصباح غرفتي مطفأ، أني لمحت تحت ضوء شاشة الحاسوب عودين ظننتهما من( البيجلا) ، وقد أبقاهما واحد من أولادي بجانب الشاشة، فقلت لنفسي: أتسلى بتناول هذين العودين من طحين القمح الذي أحب طعمه كثيرا. وما إن لامس العود (ثناياي) المعتلة حتى صحت: آخ! ما هذه( البيجلا) الطرية؟! لقد كان عودا (البيجلا) مسواكين رفيعين، كان صهر لنا قد قدمهما لنا حين باركنا له أمس بعمرة اعتمرها . ولقد حفزني أمر المسواكين على البحث عن بعض الأشعار التي قيلت في السوك من أراك وبشام أكثر وأكثر؛ محاولا أن يكون الشعراء مرتبين زمنيا .
 
قال أعشى قيس(ت 7 ):
تُجري السِواكَ بِالبَنانِ عَلى أَلمى كَأَطرافِ السَيالِ iiرَتِلْ
وكأنه التفت إلى جمال أناملها فقال : بالبنان، ليكشف عن التشابة بين السواك والبنان في دقته وجماله وبياض لونه. وهذا عندي شعر غير مصنوع ولا متكلف. فصاحبه ينساب الشعرعلى لسانه كانسياب الماء في الجدول الرقراق . وهو شعر الطبع لا شعر التطبع.
قال الأزهري في( التهذيب) :" وقال الليث: السَّيَال: شجر سَبْط الأغصان عليه شوك أبيض. أصوله أمثال ثنايا العذارى.".
وفي (لسان العرب): " والرَّتَلُ: حُسْن تَناسُق الشيء. وثَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ: حَسَن التنضيد مُستوي النباتِ... وكلامٌ رَتَل ورَتِلٌ أَي مُرَتَّلٌ حسَنٌ على تؤدة.
ورَتَّلَ الكلامَ: أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه. والترتيلُ في القراءة: التَّرَسُّلُ فيها والتبيين من غير بغي. وفي التنزيل العزيز: ورَتِّل القرآن ترتيلاً... " .
 
ِِ
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وقال سلامة...    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
وقال سَلامَة بن جَندَل السعدي (ت 23 ق. هـ) من قصيدة له ذكرها المفضل الضبي في مختاراته:
وَعِندَنا قينَةٌ بَيضاءُ ناعِمَةٌ       مِثلُ المَهاةِ مِنَ الحورِ الخَراعيبِ
تُجري السِواكَ عَلى غُرٍّ مُفَلَّجَةٍ       لَم يَغذُها دَنَسٌ تَحتَ الجَلابيبِ
وفي (اللسان) أيضا: والخَرْعَبةُ: الشابةُ الحَسَنةُ الجَسِيمةُ في قَوامٍ كأَنها الخُرْعُوبةُ؛ وقيل: هي الجَسِيمةُ اللَّحِيمةُ؛ وقال اللحياني: الخَرْعَبةُ: الرَّخْصةُ اللَّيِّنةُ، الحَسَنةُ الحَلْقِ؛ وقيل: هي البَيْضاء. وامرأَةٌ خَرْعَبةٌ وخُرْعُوبةٌ: رَقِيقةُ العَظْمِ، كثيرةُ اللحم، ناعمةٌ. الخُرْعُوبةُ: القِطْعةُ من القَرْعةِ، والقِثَّاءِ، والشَّحْمِ. والخَرْعَبُ والخُرْعُوبُ والخُرْعُوبةُ: الغُصْنُ لسَنَتِه، وقيل: هو القَضِيبُ السامِقُ الغَضُّ؛ وقيل: هوالقَضِيبُ الناعِمُ، الحديثُ النَّباتِ الذي لم يَشْتَدَّ.أهـ.
 
*ياسين الشيخ سليمان
24 - أبريل - 2010
وقال سراقة...    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
وقال سراقة البارقي(ت79):
 تُجرِى السِّوَاكَ على نَقِىٍّ لَونُهُ       مِثلُ المُدَامَةِ رِيحُهُ أَو أَطيَبُ ِ
فالثغر النقي اللون الطيب الريح ينفي صفة البخر عنه ، ويذكرنا بقول من قالوا: أطيب الأفواه أفواه الظباء. وما أشبه الجواري الحسان بالظباء!
ولعمر بن أبي ربيعة(ت93):
ِتُجري السِواكَ عَلى أَغَرَّ مُفَلَّجٍ       عَذبِ اللِثاتِ لَذيذِ طَعمِ المَشرَبِ
عمر بن لجأ التيمي(ت105):
وَتُبيحُ مِسواكَ الأَراكِ بِكَفِّها       بَرَدا تُلثِّمُهُ الضَجيعَ بَرودا
وقال جرير(ت 110):
تُجري السِواكَ عَلى أَغَرَّ كَأَنَّهُ       بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِن مُتونِ غَمامِ
وقال أيضا:
أَتَذْكُر يومَ تَصْقُل عارِضَيْها         بِفَرعِ بَشامةٍ؛ سُقِيَ البَشامُ
" يعني أَنها أَشارَتْ بسِواكِها، فكان ذلك وداعَها ولم تتكلَّم خِيفة الرُّقَباء؛ وصدر هذا البيت في التهذيب: أَتَذْكُر إذ تُوَدِّعُنا سُلَيْمَى. "(لسان العرب).  وفي (الصحاح) : والبَشامُ: شجَرٌ طيِّب الريح يُسْتاكُ به.
*ياسين الشيخ سليمان
24 - أبريل - 2010
يعض كفه غيرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ابن ميادة(ت149):
تُجري السِواكَ عَلى أَغَرَّ مُفَلَّجٍ       عَذبِ المَذاقَةِ طَيِّبِ الأَرواحِ
العكوك(ت213):
وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى       رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ
 
متنبي المغاربة ابن هانئ الأندلسي (ت362):
ووراءَ ما يحوي اللِّثامُ مُقَبَّلٌ       رَتِلٌ بمِسواكِ الأراك مُقبَّل
ولعمري كيف عدوا القبلة يختلسها المختلس من ثغر المرأة من اللمم ، وهي السبيل إلى ما استغلق من النساء على الرجال!
الشريف الرضي(ت406):
وَأَعَضُّ الكَفَّ إِن نا       لَ ثَناياكَ البَشامُ
هذا الشريف أرى أنه قد أحسن أيما إحسان في عبارته عن عض الكف من شدة غيرته على ثناياها من مسواك البشام .
أما ابن حمديس (ت527) فقال:
أحرَقْتُ فضلَةَ مِسْوَاكٍ لها حَسَداً       له على لثم دُرٍّ في اللمى يَقَقِ
وما علمتُ بجهلٍ أنَّ ريقتها       تُعْطي السلامةَ ريَّ المندل العبقِ
لا عدتُ أُحرِقُ عوداً من سواكِ فمٍ       يزيدُ إحراقُه في شِدّةِ الحُرَق
وقال شرف الدين الحلي(ت 627) :
ويُجِيلُ مسواك الأراك بكفِّه       في كأس درّ ما عليه فِدام
والفدام هنا المصفاة .أنظر (فدم) في لسان العرب.
 
*ياسين الشيخ سليمان
24 - أبريل - 2010
ابن منظور وغيره    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ولابن منظور جمال الدين بن المكرم، وانسخ هنا جزءا من مشاركة أخي دكتور صبري في ملفه السابق ذكره مع شكري إياه:
بالله إن جُزت بوادي الأراكْ         وقبّلَتْ عيدانُه الخضرُ فاكْ
ابعثْ إلى المملوك من بعضها         فإنني والله ما لي سواكْ
[أنشده أثير الدين عن فتح الدين أبو عبدالله البكري في أعيان العصر، والوافي بالوفيات، وفي نكت الهميان، وفي فوات الوفيات، والدرر الكامنة، ووردا مجهولي القائل في نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري(ت733هـ)، ونسبا إلى ابن تمرداش في فوات الوفيات برواية:
يا قمري إن جزت وادي الأراك         وقبلت أغصانه الخضر فاك
أرسل إلى عبدك من بعضها         فإنني والله ما لي سواك
ويروى(عبدك)، و ( من فضله، أو بعضه)]
وأضيف ما عثرت عليه في ( الحلل السندسية في الأخبار التونسية) من كتب موسوعة الشعر العربي في إصدارها الأول، من نسبة البيتين المذكورين إلى فتح الدين بن سيد الناس (ت734 كما في البداية والنهاية)، وذلك بعد أن جُعل البيتان من المتقارب:
" قال: وأنشدني للشيخ الفاضل فتح الدين أبي عمر بن سيد الناس - رحمه الله تعالى -: (متقارب)
فبالله إن جُزْتَ وادي الأراك         وقَبَّلَتْ عِيدَانُه الخضر فاك
فأرسل لعبدك من بعضها         فإنَّيَ والله مَالِي سِواك "
والبلوي في كتابه: (تاج المفرق في تحلية علماء المشرق) ذكر البيتين من إنشاد فتح الدين بن سيد الناس أيضا .
وفي يتيمة الدهر للثعالبي طالعت بيتين في السواك منسوبين لأبي سعد، عبد الرحمن بن دوست، وهو من أفراد علماء نيسابور في عصر الثعالبي كما قال الثعالبي نفسه:
جعلت هديتي لكم سواكاً         ولم أقصد به أحداً سواكا
بعثت إليك عوداً من أراكٍ         رجاءٍ أن أعود وأن أراكا
يخاطب المُهدى إليه بصيغة الجمع في صدر البيت تعظيما لشأنه ، ثم يعود فيخاطبه بصيغة المفرد في باقي البيتين! ولا أظن ذلك مستحسنا ؛ ولكن الاضطرار لصحة الوزن أدى إلى ذلك على ما يبدو . ويبدو الشاعر وقد اهتم بالتجنيس الخالي من جمال المعنى وجمال الصورة . فقد خلا البيتان من الجمالين .
*ياسين الشيخ سليمان
24 - أبريل - 2010
بين العُذيب وبارق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ولشهاب الدين بن تمرداش(ت723)
أقول لمسواك الحبيب لك الهنا         برشف فم ما ناله ثغر عاشق
فقال وفي أحشائه حرق النوى         مقالة صب للديار مفارق
تذكرت أوطاني فقلبي كما ترى         أعلله بين العُذيْب وبارق
أبيات ابن تمرداش تنبض بالعاطفة الرقيقة ، وفيها، وفقا لظني، صورة مستحدثة نوعا ما عما قبلها من صور الشعراء في السواك ، ولكن العُذيب وبارقا أسماء أمكنة ترددت في الشعر كثيرا.
وابن الوردي(ت749) قال مقلدا لابن تمرداش:
غَبَطتُ مسواكَ حِبي       فقال إني مفارِقْ
دعني أعللُ قلبي       بينَ العُذيبِ وبارقْ
يتبع إن شاء الله
*ياسين الشيخ سليمان
24 - أبريل - 2010
فضل السواك وفوائده    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
http://www.al-athary.net/index.php?option=com_content&task=view&id=90&Itemid=15
*د يحيى
25 - أبريل - 2010
مشاركة من نحب (1)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
المصدر موقع الدكتور أنس نعنوع الطبي
السواك في اللغة والشعر
تعريف السواك وما يستاك به
تعريف السواك:
قال الإمام النووي في كتابه (المجموع):
قال أهل اللغة: السواك بكسر السين. ويطلق السواك على الفعل وهو الاستياك، وعلى الآلة التي يُستاك بها. ويقال في الآلة أيضاً مِسواك بكسر الميم، يقال: ساك فاه يسوكه سوكاً، فإن قلت: استاك، لم تذكر الفم. والسواك مذكر نقله الأزهري عن العرب، قال: وغلط الليث بن المظفر في قوله: إنه مؤنث، وذكر صاحب المحكم (ابن سيده) أنه يؤنث ويذكر لغتان، قال أبو حنيفة (يعني الدينوري الإمام في النبات وفي اللغة)، ربما هُمز فقيل سؤاك، قال: والسواك مشتق من ساك الشيء إذا دلكه، وأشار غيره إلى أنه مشتق من التساوك يعني التمايل، يقال جاءت الإبل تتساوك أي تتمايل في مشيتها. والصحيح أنه من ساك إذا دلك. هذا مختصر كلام أهل اللغة فيه. وهو في اصطلاح الفقهاء: استعمال عود أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير ونحوه. والله أعلم.
وجاء في (القاموس المحيط) : ساك الشيء دلكه، وفمه بالعود. وسوّكه تسويكاً واستاك تسوك، ولا يذكر العود ولا الفم معهما. والعود مسواك وسواك بكسرهما ويذكر جمعاً ككتب. (سوك) والسواك والتساوك: السير الضعيف.
وجاء في (لسان العرب): سوك: السوك: فعلك بالسواك والمسواك. وساك الشيء سوكاً دلكه، وساك فمه بالعود يسوكه سوكاً. واسم العود المسواك يذكر ويؤنث، وقيل السواك تؤنثه العرب. وفي الحديث: (السواك مطهرة للفم)، بالكسر أي يطهر الفم، قال أبو منصور: ما سمعت أن السواك يؤنث، والسواك مذكر. وقوله مطهرة للفم كقولهم: الولد مجبنة مجهلة مبخلة. والسواك ما يدلك به الفم من العيدان، والسواك كالمسواك والجمع سوك وقال أبو حنيفة (الدينوري) ربما همز فقيل سؤك، وقال أبو زيد يجمع السواك على سؤك، على وزن فُعُل مثل كتاب وكتب، والسواك والتساوك السير الضعيف، وقيل رداءة المشي من إبطاءٍ أو عجف. ويقال: تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال، أراد أنها تتمايل من ضعفها.
وجاء في (المعجم الوسيط): الفرشاة: هي أداة تنظيف الثياب أو الأسنان ونحوها (مولدة)، وهي تحريف فرجون.
وجاء في (الصحاح): السواك: المسواك، قال أبو زيد السواك يجمع على سوك مثل كتب وكُتب، قال الشاعر:
أغـرُّ الثنايـا أحَـمُّ اللِـثا
ت تمنحه سُـوكَ الإسحـلِ
وسوك فاه تسويكاً. وإذا قلت استاك أو تسوك لم تذكر الفم. ويقال: جاءت الإبل تساوك، أي تتمايل من الضعف في مشيها، قال عبيد الله بن الحرّ الجعفي:
إلى الله نشكـو ما نرى بجيادنـا
تساوكُ هَزلـى مخُّهـنَّ قليـلُ
ما يُستاك به وما لا يستاك به:
تحصل مشروعية الاستياك بكل شيء خشن (نسبياً) يصلح لإزالة بقايا الطعام والرائحة المتغيرة من الفم والصُّفرة التي تعلو الأسنان، وذلك كعود شجر الأراك وعود شجر الزيتون وجريد النخل، ويُكره أن يكون من عود شجر لا يعرف حتى لا تكون منه مضرة، حيث إن بعض الأشجار بها مواد سامة أو ضارة. وأما ما ورد من أحاديث تنهى عن الاستياك بعود الريحان والآس فهي أحاديث ضعيفة أو موضوعة عند أهل علم الحديث، ومثالها الأحاديث التالية:
أخرج العقيلي في الضعفاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نهى رسول الله r أن يتخلل بالقصب والآس وقال: إنهما يسقيان عرق الجذام).
وأخرج ابن السكن (أورده ابن الجوزي في الموضوعات)، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (نهى رسول الله r أن يستاك بعود الآس وعود الريحان فإنهما يحركان عرق الجذام).
وأخرج أبو نعيم في الطب النبوي عن ضمرة بن حبيب مثله، وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم الغساني الشامي ضعيف عند أهل الحديث.
وأخرج ابن السُّني وأبو نعيم كلاهما في الطب النبوي عن قبيصة بن ذؤيب عن النبي r قال: (لا تخللوا بقصب آس ولا قصب ريحان، فإني أكره أن يحرك عرق الجذام).
قال في تقريب التهذيب. (روايته عن أهل الشام غير مستقيمة فضَعُفَ بسببها).
وأضاف بعض العلماء كراهة الاستياك بأعواد التبن والقصب والأشنان والحِلفة، وكل ما جُهِلَ أصله من الأعواد، وفي ذلك يقول الناظم:
تجنَّب من الأشياء سبعاً فلا تكن
بها أبداً تستاك، تنجو من العطب
بحِلفـةٍ أو رمّانٍ أو مـا جهلتَهُ
وريحانَ أو أشنانَ تبنـاً أو قصب
وحكى ابن عبد البرّ عن بعض أهل العلم كراهة السواك بشء يُغيّر الفم ويصبغه بأي لون لما فيه من التشبه بزينة النساء.
وخلاصة القول إنه لم يثبت في النهي عن المصطفى r حديث صحيح أو حسن، وأما الاستياك بما هو مجهول من الأشجار فأمر يدل عليه العقل والتجربة لاحتمال ما في تلك الشجرة من مواد ضارة.
وأما ما يستاك به فأي مما يقلع القَلَح ويزيل التغير في الفم كالخرقة الخشنة وأعواد الأشجار المعروفة أو الخشبة أو الإصبع الخشنة. وقد اختلف العلماء في الإصبع، هل تُجزي أو لا تُجزي؟ واستدل القائلون بأنها تجزي بما جاء في سنن البيهقي حديث أنس رضي الله عنه قال: أن رجلاً من الأنصار من بني عمرو بن عوف قال: يا رسول الله إنك رغَّبتنا في السواك، فهل دون ذلك من شيء؟ قال: أُصبُعاك سواك عند وضوئك تمرهما على أسنانك، إنه لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسبة له.
وفي رواية أخرى: (الإصبع تُجزيء من السواك).
وفي المهذب للشيرازي: (وإن أمرَّ إصبعه على أسنانه لم يُجزئه لأنه لا يسمى سواكاً)، قال الإمام النووي في شرحه في كتاب المجموع: (وأما الإصبع فإن كانت ليِّنة لم يحصل بها السواك بلا خلاف، وإن كانت خشنة ففيها أوجه؛ الصحيح المشهور لا يحصل، لأنها لا تسمى سُواكاً ولا هي في معناه، بخلاف الأشنان ونحوه فإنه وإن لم يُسمّ سواكاً فهو في معناه، وبهذا الوجه قطع المصنّف (أي الشيرازي) والجمهور. والثاني: يحصل لحصول المقصود، وبهذا قطع القاضي حسين والمحاملي في (اللباب)، والبغوي، واختاره الروياني في كتابه (البحر). والثالث: أنه إن لم يقدر على عود ونحوه حصل وإلا فلا، حكاه الرافعي. ومن قال بالحصول فدليله ما ذكرناه من حصول المقصود.
وأما الحديث المرويّ عن أنس عن النبي r : (يجزي من السواك الأصابع)، فحديث ضعيف، ضعَّفَهُ البيهقي وغيره. والمختار الحصول، لما ذكرناه، ثم الخلاف إنما هو في إصبعه أما إصبع غيره الخشنة فتجزئ قطعاً لأنها ليست جزءاً منه فهي كالأشنان).
ومن ذلك كله نرى أن استعمال الفرشاة والمعجون هو من السواك، ومن ميزات الفرشاة أنها يمكن أن ينظف بها الإنسان باطن الأسنان بسهولة ويسر، وأن في المعجون مواد منظفة ومطهرة بالإضافة إلى الفلورايد الذي يزيد في قوة الأسنان.
وهناك أبحاث تدلل على الفوائد المتعددة لعود الأراك وسيأتي ذكرها، ومما يؤيد ذلك ما أخرجه الطبراني من حديث أبي خيرة الصباحي، (له صحبة)، وفيه: (ثم أمر لنا رسول الله r بأراك فقال: استاكوا بهذا).
*د يحيى
25 - أبريل - 2010
مشاركة من نحب (2)    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
وروى الحاكم في المستدرك من حديث عائشة في دخول أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر في مرض رسول الله r ومعه سواك من أراك، فأخذته عائشة رضي الله عنها فطيّبته ثم أعطته رسول الله r ، وقد أورد البخاري في صحيحه حديث عائشة في كتاب الجمعة، باب من تسوّك بسواك غيره، وليس في لفظِه من (أراك).
وروى أحمد في مسنده عن ابن مسعود: (أنه يحتبي سواكاً من الأراك).
ولهذا يرى أكثر العلماء أفضلية الاستياك بعود الأراك.. وقال البعض بأفضلية الاستياك بعود الزيتون لأنه من شجرة مباركة.
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم:
(ومن المستحب أن يستاك بعود متوسط لا  شديد اليبس يجرح، ولا رطب لا يزيل، والمستحب أن يستاك عرضاً ولا يستاك طولاً لئلا يدمي لحم أسنانه. ويستحب أن يُمر السواك على طرف أسنانه، وكرسي أضراسه، وسقف حلقه إمراراً لطيفاً، ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن. وأن يُعود الصبي السواك ليعتاده).
 
الشعر والسواك
لقد ذكر الشعراء والناظمون السواك وذكروا فوائده واستخدموه للتشبيه، قال الشاعر يصف محبوبته:
 
أغــرَّ الثنايـا أحـمّ اللثــا
ت تمنحـه سـوكُ الإسحـل

والأغر هو الأبيض الناصع والثنايا هي الأسنان الأمامية وهي القواطع. والأحم المائل إلى السواد، والمقصود الأحمر المائل إلى السواد، وبياض الأسنان وحمرة اللثة الضاربة إلى السواد من آيات الجمال عند العرب.
واللثة: بكسر اللام وبالثاء المثلثة بالتخفيف: ما حول الأسنان، وأصلها لثى، والهاء عوض من الياء، وجمعها لثاث ولثى.. وهي لحم الأسنان.
والإسحل نبات تستخدم أعواده لتنظيف الفم،  الأسنان، وسوك جمع سواك.
والشاعر يتغزل في محبوبته ذات الثنايا الغُرُّ واللثات الداكنة.. وسبب صحة أسنانها ولثاتها وجمالها هو استخدامها  سواك الإسحل.
أما امرؤ القيس فقد وصف أصابع حبيبته في رقتها ودقتها كأنها مساويك الإسحل، قال في معلقته المشهورة:
وتعطـوا برخص غير شَثن كأنه
أساريع ظبي أو مساويك إسحل
وتعطوا من العطو وهو التناول، والفعل عطا يعطوا عطواً، والإعطاء المناولة، والتعاطي التناول، والرخص: اللين الناعم، والشثن: الغليظ الكزّ.
والأساريع جمع أُسروع وقد جاء في قواميس اللغة أن الأُسروع يطلق على يرقة الفراش، وهي دودة تتغذى بشراهة على أوراق الشجر الذي تنمو وتعيش عليه، ومنها دودة القز التي تصنع الإبرَيْسَم (الحرير)، كمما أن الأساريع خطوط وطرائق في القوس، والواحدة أُسروع ويَسروع. والسرع كل قضيب رطب، ومنه قضيب الكرم الغض.
والشاعر يقول إن حبيبته تناوله بيد غضة ناعمة رَخصة لا غليظة ولا كَزَّة، وقد شبهها مرة بقضيب ظبي (وقيل بل شبهها بدودة القز الرطبة اللينة، وظبي ها هنا اسم موضع) وشبهها مرة أخرى بمساويك الإسحل الرقيقة الغضة الطرية.
وقال الشاعر وهو يتحدث إلى محبوبته:
يا سيدي إن جُزتَ وادي الأراكْ
وقبَّلَتْ أعوادُهُ الخضرُ فاكْ
ابعـث إلى المملـوك من بعضِهِ
فإننـي والله مالـي سواكْ
وهو ها هنا يخاطب المحبوب ويطلب من أن يبعث له بالسواك (أو بعضه) الذي استخدمه والذي حظي بثغر المحبوب وقبَّله، ويقسم بأنه (ليس له سواك) وليس له أحد غير المحبوب أو ليس له سواك يستاك به.. وهو من تداخل المعاني اللطيفة.
وقد جاء في حاشية الرهوني على شرح الزرقاني مختصر خليل أن الحكيم الترمذي (محمد بن علي) المشهور بالولاية والعلم صنف كتاباً في السواك وذكر فيه قصة: أن الإمام علي كرم الله وجهه دخل على سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء فرآها تستاك فأنشد قائلاً:
هُنِّيت يا عـودَ الأراك بثغرها
ما خِفتَ منـي يا أراك أراكا
لو كـان غيرك يا سواك قتلته
ما فاز منِّي يا سـواك سواكا
وقد أورد أيضاً هذه الأبيات الباجوري في حاشيته، أخبرني بذلك العلامة الشاعر المؤرخ المحدث الفقيه السيد محمد أحمد الشاطري، ومما رواه لي في هذا الباب قول الشاعر:
يا قٌرّة العيـن إنـي لا أُسميــكِ
أكنّي بأخرى ولكن أنتِ أعنيك
يا أطيب الناس  ثغراً  غير مُختَبَرٍ
إلا شهادة أطـراف  المساويكِ
قد زرتِنا مرةَ في الدهـر واحـدةً
ثنّي ولا تجعليها بيضـة الديكِ
فمحبوبة طاهرة مطهرة وهي أطيب الناس ثغراً ويشهد لها بذلك أطراف المساويك إذ لم يلمس شفتيها أحد غير المساويك، ثم يطلب من حبيبته النقيّة أن تزوره مرة أخرى ولا تجعل تلك الزيارة بيضة الديك، لأنهم يزعمون أن الديك يبيض في الدهر مرة واحدة فقط...
*د يحيى
25 - أبريل - 2010
مشاركة من نحب (3)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
فوائد السواك نظماً:
ذكر الناظمون فوائد السواك وتباروا في ذلك. قال الناظم الشاعر:
إن السـواك يُستحـبُّ لسُنَّةٍ
ولأنه مما يطيب لـه الفمُ
لم تخشَ من حفَرٍ  إذا أدمنته
وبه يُسال من اللّهاة البلغمُ
وقد أجمل الشاعر فوائد السواك بأنه سُنّة ثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأنه يطيب نكهة الفم ويحسن صحته..  وأنه يقي من الحَفَر.. والحَفَر بالتحريك: التراب يستخرج من الحُفرة، وتقول: في أسنانه حفَر، إذا فسدت أصولها وأَحفَر المهر إذا ذهبت رواضعه وهي الثنايا والرباعيات، أي الأسنان اللبنية التي تظهر في مقدمة الفم والتي تظهر في سن الرضاع. والحفر هو البيوريا والنّساع أو التهاب ما حول السن.
وقد ذكر الشاعر من هذه المزايا أربع: أنه سُنة، وأنه يُذهب البَخَر (النفس الكريه) ويُطيب الفم، وأنه يمنع حدوث الحفر، وأنه ينزع البلغم.
وقد ذكر الإمام الحافظ ابن حجر الععسقلاني عدة أبيات في فوائد السواك ننقلها من كتاب: حاشية الرهوني على شرح الزرقاني لمختصر خليل، ويبدو فيها الفقيه المحدث الذي ليس له حظّ من الشعر، قال الحافظ:
إن السواك من رضى الرحمان
وهـو كذا مبيّضُ الأسنانِ
مطهّر الثغر ومُذكــي الفِطنهْ
يزيد فـي فصاحة وحُسنهْ
مشـدد اللثـة أيضـاً مُذهـبُ
لبَخَرٍ وللعــدوّ مُرهـبُ
كـذا يصفـي حلقـه ويقطـعُ
رطـوبةً وللغـذاء ينفـعُ
ومبطـئٌ للشـيب و الإهـرامِ
ومُهضـمٌ للأكل و الطعامِ
و قـد غـدا مُـذَكّـرَ الشهادةِ
مسهّل النزع لدى الشهادة
ومُـرغـم الشيطـانِ والعـدوِّ
و العقلَ والجسمَ كذا يقويّ
و مُـورثٌ لِسَعَــةٍ مع الغنى
و مذهبُ الآلام حتى لَلعنا
وللصــداع وعـروقِ الراسِ
مُسـكّنٌ لوجع الأضراسِ
يزيد في مالٍ وينمـي الولَـدا
مُطهرٌ للقلب جالٍ للصدى
مبيّضٌ للوجـه جالٍ للبصرْ
ومُذهبٌ للبلغم مع الحَفَرْ
ميسِّـرٌ موسّـعٌ للــرزقِ
مـفرِّحٌ للكاتبيـن الحقِّ
وهي فوائد متعددة فهو مرضي للرحمن، مغضب للشيطان، مبيض للأسنان، مطهر للفم مذهب للبخر، مشدد للثة حافظ لها من الحفر، وهو يزيد من الفصاحة ومذكي للفطنة، مفيد للصحة، مزيل للصداع وعروق الرأس، مبيّض للوجه فهو يجلوه ويجلو القلب لما يصحبه من ذكر الله ومن إقامة للصلاة وقراءة للقرآن، ولذا بركاته تظهر في الحال والمال والولد، ويوسع الرزق ويفرح الملكين الكاتبين ويرضيهما جداً، وبالتالي مُهين مرغم للشيطان والأعداء..
وبالإضافة إلى ذلك فهو ينزع البلغم وبالتالي يبطئ الشيب والهرم لارتباط الشيخوخة بالبلغم كما يقرره أطباء ذلك الزمان (من جالينوس إلى الرازي وابن سينا وغيرهم)، وهو لذلك منشط للجسم مساعد على الصحة مذهب للآلام ومسكن لوجع الأضراس.
وننهي هذا الفصل بأبيات للعلامة الداعية إلى الله الحبيب عبد الله الشاطري يذكر فيها من ابتُلي بالدخان مقرّعاً له وموبخاً، ويطلب من أن يستبدل السيجارة بالسواك فيقول:
يا تائهـاً فـي الغيّ من أعماكا؟
وبحبّ هذا الداء من أغراكا؟
يا تائهـاً في مَهْمـهِ الغفـلات يا
متجـاهلاً متخبطاً بخطاكا!!
تستحسن التُمباك في فيكا الطهور
وتستحي أن تأخذ المسواكا؟!
والشـرع ثم الطب قد نهياكا عن
هذا الأذى، وبفضل ذا أمراكا
لو كنت تعكس في القضية كان أو
لـي منك لكن اللعينْ أغراكا
أتراك تفعلــه وجَـدُّك حاضـر
لا والذي مــن نُطفةٍ سواّكا
مـا ينبغي لك يا ابن طه ترتضي
خُلُقَ اللئامِ و شؤمها يغشـاكا
وخلـعت جلباب الحياء وقلت ذا
حريةٌ ، أخطـأت في مرماكا
*د يحيى
25 - أبريل - 2010
إهداء إلى سيدنا بنلفقيه ، وبيّض الله وجهك ياأستاذ ياسين.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


شاهدوا هذه الصور لمراحل زرع و إنتاج السواك

تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 953 * 839 و حجم 203KB.









تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 1057 * 1987 و حجم 183KB.

*د يحيى
25 - أبريل - 2010
 1  2  3