الصلاة المسيحية كن أول من يقيّم
الصلاة بنوعيها =الفردية والجماعية= ليست عندهم إلا ادعية تختلف من مكان إلى آخر، ومن شخص إلى آخر بحسب الظروف والضغوط والأبعاد التي يعيشها ويروم الوصول إليها، وغاية ما يجب أن تحتويه الصلاة بنوعيها ان تكون على نسق الصلاة الربانية التي تولى المسيح تعليمها للحواريين (أبانا الذي في السموات ... إلخ) كما يحسن بنا التمييز قبل الدخول في التفاصيل بين صلاة الرهبان في الاديرة، وبين الصلاة العادية في الكنائس، لأن صلاة الرهبان في الأديرة أطول وأعمق، وهي صلوات من يهب نفسه للكنيسة والمسيح ويقضي معظم أوقاته متعبدا مصليا أما الصلاة الجماعية الطقوسية هي صلاة منن يجمع بين دينه ودنياه، وليس للصلوات الفردية الخاصة اوقات معينة ولا امكنة مضبوطة. أما الصلوات الجماعية الطقوسية فليس حولها إجماع في تحديد الوقت ولا بيان الكيفية ولا في عدد هذه الصلوات، يراها بعضهم ثلاث صلوات: في اول النهار ومنتصفه وآخره، ويرفع بعضهم عددها إلى خمس، وحتى إلى سبع. ولكن هذا العدد رهين إماكنيات الشخص وظروفه، فمن ليست له أشغال يستطيع أن يصلي ما شاء أما من كثرت شواغله فلا أقل من صلاتين في اليوم، في الصباح والمساء. ويرى الكثير من المسيحيين أن الانتظام فها اختياري لا جبر فيه، ويختلف عددها باختلاف بعد أو قرب المواطن عن حياة الأديرة، لأن الصلوات التي يقيمها الرهبان سبع 1- صلاة البكور 2- صلاة الساعة الثالثة 3- صلاة الساعة السادسة 4- صلاة الساعة التاسعة 5- صلاة الساعة الحادية عشرة 6- صلاة صلاة الثانية عشرة 7- صلاة ما بعد منتصف الليل والحفاظ عليها بهذا الترتيب لا يوجد إلا في الأديرة، ويمارس بعضهم خمس صلوات فقط وهي: 1- صلاة الفجر 2- صلاة الصبح او صلاة الحمد 3- صلاة منتصف النهار 4- صلاة المساء 5- صلاة الليل (نقلا عن الأب دمير سمان رئيس معهد الاداب العربية للآباء البيض تونس) وهناك إلى جانب هذه الصلوات صلوات فردية مثل (صلاة الطلب) و(صلاة السلم) و(صلاة الاستسقاء) و(صلاة الجنازة) و(صلاة تبريك الزوجين) و(صلاة التعميد) و(صلاة الإثبات) و(صلاة سر القربان المقدس) و(صلاة الكهنوت) (ص 117 – 122) القبلة: (ص125 يتجه المسيحيون أثناء صلاتهم إلى المذبح إذا كانوا متواجدين في الكنيسة أو في منازلهم، والواقع لا وجود في الصلاة المسيحية لقبلة معينة إذ يتجه بعضهم أثناء صلاته إلى السماء أو إلى المذبح) على من تجب (ص 95) يؤكد العارفون بالمسيحية أنه لا وجوب لقواننين معينة او سنن محددة بالأمر بالصلاة كاشتراط البلوغ مثلا، فما دامت الصلاة طلبا ودعاء وتقربا فكل الناس في حاجة إلى الغفران ورضا الله وطلب معونته الطهارة (ص 92) المسيحية لا تقيم وزنا لطهارة الجسد ولا لنواقض الطهارة فلا يؤثر عندهم ي صحة الصلاة نجاسة البدن ولا نجاسة الثوب ولا السكر ولا اي شيء غيره مادام المعول عليه في العبادة عندهم نظافة الضمير وطيبة الروح. ونقل المؤلف (ص 85) عن الشيخ يوسف القرضاوي قوله في كتابه (العبادة في اسلام: ص 178) نصا حول انحراف المسيحية في العصور الوسطى واعتبار العناية بطهارة الجسد خطيئة حتى أثنى أحد الرهبان على آخر بقوله: يرحمه الله لقد عاش طول عمره ولم يقترف غسل الرجلين. وينقل (ص70 عن كتاب القرضاوي (ص 150) قصة عميد الطائفة اليهودية بمصر زكي عريبي الذي اعتنق الإسلام عام 1960م وفيه (ص 31) بحث بيّن فيه أن معظم الجامعات الأوربية كانت في أصلها كنيسة ومثال على ذلك السوربون الفرق بين هيئة الصلاة عند الأرثوذكس والكاثوليك (ص 134) (يقف نصارى الشرق التابعون للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية معتدلين مادين أيديهم إلى الأمام تماما كما يفعل المسلمون عندما يمدون أيديهم لقراءة الفاتحة. اما نصارى الكنيسة الغربية (الكاثوليك والبروتستانت) إنهم يجلسون أثناء الصلاة على الركبتين مع وضع كفي اليدين مشتبكين عموديا في مستوى الصدر، وبذلك يدخلون في صلاتهم، ويستمرون في أدعيتهم من أول الصلاة إلى نهايتها: يبدأون أولا بتلاوة الفاتحة (أبانا الذي في السموات .. إلخ) ثم يدعو المصلي بعد الفاتحة بما يناسب الصلاة التي يؤديها من الأدعية الشخصية المؤلفة أو المحفوظة المنقولة عن القديسين، والصلاة عندهم خالية تماما من كل ركوع وسجود، ما عدا الصلاة التي تقع ي الكنسة فإنه يقع يها أحيانا سجود من طرف الكاهن وتختم صلاة القداس الكنائسي عادة بدعاء لظه ان يقول الكاهن إثر انتهاء الصلاة (اذهبوا في سلام المسيح) يرد عليه المصلون بقولهم: نحمد الله (ص 135) صلاة الجماعة: يقصد النصارى رجالا ونساء الكنيسة فيجلس الرجال على اليمين والنساء على اليسار على مقاعد خاصة مثبتة بأرضية الكنيسة متجهين إلى المذبح، حيث يقف الراهب متجها إليهم يحادثهم ويعظهم ويبارك صلواتهم، فعندما يرتل يتابعونه بالترتيل إلى ان ينتهي القداس تعريف توما الإكويني للصلاة (ص 45) (الصلاة ظاهرة ذكاء فطري وإرادة فكرية تنبع من داخل الإنسان فتؤثر على جوارحه الخارجية وتجعلها بالتالي تنشط في اداء الصلاة) |