البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : ابن منظور أديبًا    قيّم
التقييم :
( من قبل 25 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
13 - أبريل - 2010
ابن منظور أديبًا:
هل يعقل أن مؤلف أشمل معجم لغوي في تراثنا وأشيعه(لسان العرب) لا يبدع أدبًا؟
لم يبحث أحد -فيما أعلم- في ذلك! وإلا فلنجب عن الآتي:
أين تراثه النثري؟
أين شعره؟
ما موقف القدامى من أدبه؟
ما شكله وما مضمونه؟
أرجو مساعدة البحاثة زهير ظاظا، والذواقة ياسين سليمان، والمبدع أحمد عزو، والأمير عمر خلوف، والنشيط طماح الذؤابة في هذا الملف، الذي أحاول في هذا الملف إنجازه!
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مرحبا أستاذ ياسين    كن أول من يقيّم
 
إذا كنا نكتب ونقرأ ونعبر عن هذه المعضلة في لحظات واحدة ولكن سبقتني بالنشر يا أستاذ ياسين فحياك الله وبياك ومتعنا برؤياك
*زهير
16 - أبريل - 2010
قلة الإبداع أو كثرته    كن أول من يقيّم
 
قلة الإبداع أو كثرته
إذا كان الإبداع في الأدب يعني الإتيان بالجديد الخارج عن نطاق المألوف ولكن بشكل يلفت انتباه المتلقي انتباها إيجابيا ، فإن هذا المعنى ربما لا ينطبق تماما على البرهة التي مر بها الأدب العربي  في زمن ابن منظور وما تلاه من أزمان حتى بداية النهضة الأدبية الحديثة ؛ وإنما تجميع العلوم، والقيام باختصار المطولات ، والإكثار من الشروحات ، والإكثار من ألوان البديع في الشعر وفي النثر ( على معنى ما ذكره الأستاذ تركي) هي السمات المنطبقة على أدب البرهة المذكورة . وفي أبيات أبي حيان ، أثير الدين، في تقريظ (لسان العرب) مما ذكره أخي د. صبري ما يساند ما نقول. وعليه أرجو من أستاذي العزيز، د.صبري، أن لا يضيق صدره بما قلته لتوي، والذي دعاني إليه هو ذكره كلمة( الإبداع) التي ذكرها في مشاركته عن إشكاليات شعر ابن منظور. ولكن ، والحق يقال ، إن سعة علم ابن منظور باللغة، نحوها وصرفها ومعاني جملها ومفرداتها ، يمكن أن يجعله ، على اقل تقدير ، ناقدا لغويا مدققا وممحصا . وبما أن المقدرة على النقد والتمحيص يمكن أن تنتج نوعا من الإبداع الفكري ، فلا بد لنا أن نعد ابن منظور من بين المبدعين لغويا على الأقل .
 
*ياسين الشيخ سليمان
17 - أبريل - 2010
وأهلا بكم أستاذنا    كن أول من يقيّم
 
أسعدت مساء استاذنا الغالي. من حسن حظي أن ألتقيك في هذه اللحظة السعيدة. فبارك الله فيك ونفعنا بعلمك.
*ياسين الشيخ سليمان
17 - أبريل - 2010
رؤية أولى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
رغم تقديري لذوق شيخي ياسين والأستاذ تركي إلا أنني أرى في هذا المجموع الشعري ما يكفي دليلاً على أن ابن المكرم يمتلك موهبة شعرية، لكنها لم ترزق بتفرغ كامل، لتخدم فن الشعر، وتأتي فيه بالجديد الرائق. إنها كما قلت في تعاليقي القادمة: نموذج جيد لشعر العلماء!
وأشكر البحاثة زهيرًا على تعليقه، وأقول له: إنه مشهور في مصادر التراث بابن المكرم، وليس بابن منظور، وقد أشار إلى ذلك فيما أتذكر الدكتور إحسان عباس في تحقيقه كتابه سرور النفس بمدارك الحواس الخمس...
وفي قادم التعاليق مجموع بنثره قد يزيد الحالة الأدبية لابن المكرم وضوحًا وجلاءً...  
 
*صبري أبوحسين
17 - أبريل - 2010
لمّا ينته الموضوع !!!    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم
 
1-     أ.د/ إحسان عباس قال بالحرف: " وذلك هو محمد بن جلال الدين المكرم الذي شهر
 باسم" ابن منظور" ". عمي في أواخر عمره، ومن شعره: ( نكت العميان للصفدي،ص116،115):
محمد بن مكرّم: بتشديد الراء ابن علي بن أحمد الأنصاري الرويفعي الإفريقي ثم المصري. القاضي جمال الدين أبو الفضل. من ولد رويفع بن ثابت الصحابي. سمع بن يوسف بن المخيلي، وعبد الرحمن بن الطفيل، ومرتضى بن حاتم، وابن المقير، وطائفة. وتفرد وعمر وكبروا وأكثروا عنه. وكان فاضلاً وعنده تشيع. بلا رفض. خدم في ديوان الإنشاء بمصر. ثم ولى نظر طرابلس. وكتب عنه الشيخ شمس الدين الذهبي. أخبرني العلامة اثير الدين أبو حيان رحمه الله قال: ولد المذكور يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وست مئة. وتوفي رحمه الله تعالى سنة إحدى عشرة وسبع مئة. قال وأنشدني لنفسه من نظمه سنة إحدى وثمانين وست مئة:
ضع كتابي إذا أتاك إلى الأ ... رض وقلبه في يديك لماما
فعلى ختمه وفي جانبيه ... قبل قد وضعتهن نؤاما
كأن قصدي بها مباشرة الأر ... ض وكفيك بالتثامي إذا ما

ومن شعر جمال الدين بن مكرّم:
بالله إن جزت بوادي الأراك ... وقبلت عيدانه الخضر فاك
ابعث إلى المملوك من بعضه ... فإنني والله مالي سواك
قلت: هو والد القاضي قطب الدين بن المكرم، كاتب الإنشاء الشريف بمصر، الصائم الدهر، المجاور بمكة زماناً. أخبرني قطب الدين المذكور بقلعة الجبل في ديوان الإنشاء أن والده ترك بخطه خمس مئة مجلد. قلت: وما أعرف في كتب الأدب شيئاً إلا وقد اختصره. من ذلك: كتاب الأغاني الكبير، رتبه على الحروف مختصراً. وزهر الآداب للحصري. واليتيمة. والذخيرة. ونشوان المحاضرة. واختصر تاريخ ابن عساكر. وتاريخ الخطيب. وذيل ابن النجار عليه. وجمع بين صحاح الجوهري، وبين المحكم لابن سيده، وبين الأزهري، في سبع وعشرين مجلدة. ورأيت أنا أولها بالقاهرة، وقد كتب عليه أهل ذلك العصر يقرظونه ويصفونه بالحسن: كالشيخ بهاء الدين بن النحاس، وشهاب الدين محمود، ومحيي الدين بن عبد الظاهر، وغيرهم. واختصر صفوة الصفوة . ومفردات ابن البيطار. وكتاب التيفاشي. فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولى الألباب، اختصره في عشر مجلدات، وسماه سرور النفس. ورأيت كتاب الصحاح للجوهري، في مجلدة واحدة بخطه، في غاية الحسن. ولم يزل يكتب لي أن أضر وعمي في آخر عمره. رحمه الله تعالى
2-     منظور هو جده السابع:  " حياة ابن منظور
هو محمد بن مكرم بن علي بن أحمد الأنصاري محمد بن جلال الدين مكرم بن نجيب الدين أبي الحسن علي بن أبي القاسم بن حبقة بن محمد بن منظور من بني مالك .
اشتهر بنسبته إلى جده السابع منظور إذ يقف عند أكثر من ترجم له
ثم يرفع بنسبته إلى جده الأعلى رويفع ...
وقد عبر ابن منظور عن نفسه في كتابه (اللسان )عن ذلك بقوله :
( رويفع بن ثابت هذا جدنا الأعلى من الأنصار .كما رأيته بخط جدي نجيب الدين والد المكرم) .يكنى ابن منظور بأبي الفضل ويلقب بجمال الدين"[ كذا في كناشتي من غير إشارة إلى مصدر، وسأتعقبه بإذن الله تعالى...].
 
                                                 من نوادر العميان
قال بعضهم لبشار بن برد: ما أذهب الله كريمتي مؤمن إلا عوضه الله خيراً منهما. فبم عوضك؟ قال: بعدم رؤية الثقلاء مثلك.
وقال بعضهم: يقال إن أهل هيت يكون أكثرهم عوراً. فرأيت رجلاً منهم صحيح العينين. فقلت له: إن هذا لغريب! فقال يا سيدي إن لي أخاً أعمى قد أخذ نصيبه ونصيبي.
يقال: إن رجلاً أعمى تزوج امرأة قبيحة: فقالت له: رزقت أحسن الناس وأنت لا تدري. فقال لها: يا بظراء! أين كان البصراء عنك قبلي؟ قال بعضهم: نزلت في بعض القرى وخرجت في الليل لحاجة فإذا أنا بأعمى على عاتقه جرة ومعه سراج. فقلت له: يا هذا؟ أنت والليل والنهار عندك سواء! فما معنى السراج؟ فقال: يا فضولي! حملته معي لأعمى البصيرة مثلك، يستضيء به. فلا يعثر بي فأقع أنا وتنكسر الجرة.
قيل إن الأعمش كان يقوده النخعي، وهو أعور. فيصيح بهما الصبيان: عين بين اثنين. فكان النخعي إذا انتهى إلى مجامعهم خلى عنه: فقال له الأعمش: ما عليك؟ يأثمون وتؤجر. فقال النخعي أن يسلموا ونسلم.
قالت لأبي العيناء قينة يوماً: يا أعمى! فقال لها: ما استعين على وجهك بشيء أصلح من العمى.
وسمع محمد بن مكرم رجلاً يقول: من ذهب بصره، قلت حيلته. فقال له: ما أغفلك عن أبي العيناء؟
 
 
*د يحيى
17 - أبريل - 2010
التعريف بابن منظور ، رحمات الله الرحيم عليه...    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 

ابن منظور

 
 
نسبه وموطنه:
هو محمد بن مكرّم بن على بن أحمد، الأنصاري الرويفعى الأفريقي المصري، القاضي جمال الدين أبو الفضل، المعروف بابن منظور، الأديب الإمام اللغوي الحجة.
يُعدّ من أحفاد الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري، عامل معاوية على طرابلس الغرب، وقد ولد بمصر - على الأرجح - يوم الاثنين، الثاني والعشرين من المحرم، سنة ثلاثين وست مئة من الهجرة.
وهو والد القاضي قطب الدين بن المكرم، كاتب الإنشاء الشريف بمصر، الصائم الدهر، المجاور بمكة زماناً.
صفاته وأعماله:
كان ابن منظور - رحمه الله - صدرا رئيسا فاضلا في الأدب، عالما في الفقه واللغة، عارفا بالنحو والتاريخ والكتابة، وكان مليح الإنشاء له نظم ونثر، وقد تفرد بالعوالي، وكان فيه شائبة تشيع بلا رفض، وقد عمي في آخر عمره.
وقد أهلته صفاته السابقة لأن يعمل فترة طويلة في ديوان الإنشاء بالقاهرة، ثم يتولى بعد ذلك منصب القضاء في طرابلس.
ومما أُثر عنه من نظمه قوله:
الناس قد أثموا فينا بظنهم... وصدقوا بالذي أدري وتدرينا
ماذا يضرك في تصديق قولهم... بأن نحقق ما فينا يظنونا
حملي وحملك ذنباً واحداً ثقة... بالعفو أجمل من إثم الورى فينا
وقال أيضا:
توهم فينا الناس أمراً وصممت... على ذاك منهم أنفس وقلوب
وظنوا وبعض الظن إثم وكلهم... لأقواله فينا عليه ذنوب
تعالي نحقق ظنهم لنريحهم... من الإثم فينا مرة ونتوب
شيوخه وتلاميذه:
سمع ابن منظور من ابن يوسف بن المخيلي، وعبد الرحمن بن الطفيل، ومرتضى بن حاتم، وابن المقير وطائفة، وتفرد وعمر وكبروا وأكثروا عنه، وروى عنه السبكي والذهبي، وقد حدث بمصر ودمشق.
مؤلفاته:
غلب على ابن منظور في تواليفه عمل اختصارات للكتب السابقة عليه، وفي هذا يقول ابن حجر: "وكان - ابن منظور - مغرى باختصار كتب الأدب المطولة... وكان لا يمل من ذلك"، وقال الصفدي أيضاً: "ولا أعرف في كتب الأدب شيئا إلا وقد اختصره".
وفي جملة مصنفاته قال الصفدي: "وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمس مئة مجلدة، قال: ولم يزل يكتب إلى أن أضر وعمي في آخر عمره رحمه الله تعالى".
ومن أهم مصنفاته تلك ما يلي:
مختار الأغاني الكبير، ويقع في اثنى عشر جزءا، وقد رتبه على الحروف مختصراً، ومختصر زهر الآداب للحصري، ومختصر يتيمة الدهر للثعالبي، ولطائف الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، اختصر به ذخيرة ابن بسام، ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر في ثلاثين مجلدا، ومختصر تاريخ بغداد للسمعاني، ومختصر كتاب الحيوان للجاحظ، ومختصر أخبار المذاكرة ونشوار المحاضرة للتنوخي، وله نثار الأزهار في الليل والنهار في الأدب، وأخبار أبى نواس، وقد جمع بين صحاح الجوهري وبين المحكم لابن سيده وبين الأزهري في سبع وعشرين مجلدة، وعن هذا قال الصفدي: "ورأيت أنا أولها بالقاهرة، وقد كتب عليه أهل ذلك العصر يقرظونه ويصفونه بالحسن، كالشيخ بهاء الدين بن النحاس، وشهاب الدين محمود، ومحيي الدين بن عبد الظاهر، وغيرهم".
واختصر أيضا صفوة الصفوة، ومفردات ابن البيطار، وكتاب التيفاشي فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولى الألباب، اختصره في عشر مجلدات وسماه: "سرور النفس"، وله أيضا تهذيب الخواص من درة الغواص للحريري، وغيرها.
إلا إنه كان من أهم شهر أعماله وأكبرها، والذي طيّر اسمه في الآفاق هو كتابه "لسان العرب"، ذلك الذي جمع فيه أمات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعا، ولأهميته ومكانته سنعرج عليه بشيء من التفصيل.
لسان العرب.. أشمل معاجم العربية:
يُعد "لسان العرب" لابن منظور من أشهر المعاجم العربية وأطولها، كما يُعد أشمل معاجم العربية للألفاظ ومعانيها، وأتم المؤلفات التي صنفت في اللغة بصفة عامة، ومرجع العلماء والعمدة المعول عليه بين أهل هذا اللسان.
وقد جمع ابن منظور في معجمه الخالد هذا بين أمهات المعجمات العربية الخمسة السابقة عليه، فجمع بين "تهذيب اللغة" للأزهري، و "المحكم" لابن سيده، و "الصحاح" للجوهري، و "حاشية الصحاح" لابن بري، و "النهاية في غريب الحديث" لعز الدين بن الأثير، ولم يذكر "جمهرة اللغة" لابن دريد، مع أنه رجع إليها كثيرا.
وفي منهجه في معجمه هذا فقد نهج ابن منظور نهج الجوهري في الصحاح، وذلك باعتماد الترتيب الهجائي للحروف، بانيا أبوابه على الحرف الأخير من الكلمة، وأول أبوابه ما ينتهي بالهمزة، وقد صرح في مقدمته بقوله: "ولا أدعي فيه دعوى، فأقول: شافهت أو سمعت، أو فعلت أو صنعت، أو شددت الرحال، أو رحلت، أو نقلت عن العرب العرباء، أو حملت، فكل هذه الدعاوى لم يترك فيها الأزهري وابن سيده لقائل مقالاً، ولم يخليا لأحد فيها مجالاً، فإنهما عيّنا في كتابهما عمن رويا، وبرهنا عما حويا، ونشرا في خطبهما ما طويا، ولعمري لقد جمعا فأوعيا، وأتيا بالمقاصد ووفيا... وليس في هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها، سوى أني جمعت فيه ما تفرق في هذه الكتب... وأديت الأمانة في نقل الأصول بالفص، وما تصرفت بكلام غير ما فيها من النص، فليعتد من ينقل عن كتابي أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة.
هذا وقد بلغ عدد المواد اللغوية التي ضمنها لسان العرب ثمانين ألف مادة، و هو ضعف ما في الصحيح، وأكثر بحوالي عشرين ألف مادة من المعجم الذي جاء بعده، وهو القاموس المحيط للفيروزآبادي.
وقد صدّر ابن منظور "اللسان" بمقدمة غير قصيرة، افتتحها بالتحميد والتهليل، ثم أخذ في ذكر شرف اللغة العربية وارتباطها بالقرآن الكريم، ثم عرّج بعد ذلك على نقد التهذيب والمحكم والصحاح، ثم ذكر السبب الدافع إلى تأليف معجمه، والذي يتمثل في أنه وجد أن الذين سبقوه إما أحسنوا الجمع وأساءوا الوضع والترتيب، وإما أحسنوا الوضع ولكنهم أساءوا الجمع، وقد عنى بذلك أنه أراد الجمع بين صفتي الاستقصاء والترتيب.
ووضع ابن منظور بين المقدمة والمعجم بابين: الأول في تفسير الحروف المقطعة في أول سور القرآن الكريم، والثاني في ألقاب حروف المعجم وطبائعها وخواصّها، ثم إنه رتب معجمه على نظام الأبواب والفصول، حيث يعالج كل باب حرفًا من حروف الهجاء، وفقًا لآخر جذر الكلمة، ثم يورد في كل باب فصلاً لكل حرف وفقًا لأوائل جذور الكلمات، وهي نفسها الطريقة التي عليها - كما ذكرت - معجم الجوهري "الصحاح"، وقد فرغ منه سنة تسع وثمانين وستمائة من الهجرة.
وإن "لسان العرب" ليُعد بعد ذلك معجما موسوعيا يتسم بغزارة المادة، حيث يستشهد فيه مؤلفه بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأبيات الشعر، وقد بلغ الشعر الذي استشهد به ابن منظور قرابة اثنين وثلاثين ألف بيت، موزعة بين عصور الرواية الشعرية من جاهلي ومخضرم وإسلامي وأموي وعباسي، وذلك إضافة إلى روايته لآلاف من آراء اللغويين والنحويين وغير ذلك من الأخبار والآثار، مما يعكس كثيرا من مظاهر حياة اللغة العربية وحياة المجتمع العربي، على نحو يجعله مفيدا لا في المجال المعجمي فقط، بل وفي مجالات علمية أخرى كثيرة.
وقد طبع الكتاب بالطابعة الأميرية ببولاق (القاهرة) في عشرين جزءا كبيرا ينيف كل منها على ثلاثمائة صفحة، حظيت بإعجاب العلماء، وقد استدرك عليها العلامة أحمد تيمور بعض الأخطاء المطبعية التى نشرها في جزء صغير باسم: "تصحيح لسان العرب"، كما استدرك عليها الأستاذ عبد السلام هارون أخطاء أخر نشرها في مجلة مجتمع اللغة العربية (المصري).
وقد قامت دائرة المعارف (بالقاهرة) بإعادة ترتيب مواد الكتاب تبعًا لأوائل الجذور لا أواخرها، وهو الأسلوب المتّبع في معظم معاجم اللغة العربية الحديثة، وذلك بخلاف ترتيبه الأصلي الذي كان يلتزم طريقة "الصحاح" بالترتيب وفق الحرف الأخير فالأول فالثاني... الخ، وقد قام بتحقيقه ثلاثة من الباحثين هم: محمد أحمد حسب الله، وعبد الله على الكبير، وهاشم محمد الشاذلي، وخرج الكتاب في ستة أجزاء من القطع الكبير المطبوع بحرف صغير، أعقبته ثلاثة أجزاء هي الفهارس الفنية للكتاب.
وفاته:
بعد حياة علمية حافلة، وبعد أن تولى نظر القضاء في طرابلس، عاد ابن منظور أدراجه إلى مصر، وفيها توفاه الله في شعبان سنة إحدى عشرة وسبعائة من الهجرة، عن اثنتين وثمانين سنة، وكان ذلك قبل ولادة صاحب "القاموس المحيط" الذي أتى بعده بثماني عشرة سنة.
ــــــــــــــــــــ
مراجع البحث:
- الباباني: هدية العارفين.
- عمر كحالة: معجم المؤلفين.
- الكتبي: فوات الوفيات.
- الصفدي: نكث الهميان في نكت العميان.
- ابن حجر: الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة.
-ابن العماد: شذرات الذهب.
- إدوارد فنديك: اكتفاء القنوع بما هو مطبوع.
- القنوجي: أبجد العلوم.
- يوسف إليان سركيس: معجم المطبوعات.
- الزركلي: الأعلام.
- موقع: المركز العلمي
( منقول عن د/ رغب السرجاني)
*د يحيى
17 - أبريل - 2010
هل عرّف بنفسه متبركاً بالرقم سبعة ؛ لأن( منظور) جده السابع؟    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
1.        لسان العرب
لابن منظور الإفريقي
مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ
قال ابن منظور عبد الله محمد بن المكرم بن أبي الحسن بن أحمد الأنصاري الخزرجي، عفا الله عنه بكرمه: الحمد لله رب العالمين،.......
*د يحيى
18 - أبريل - 2010
قراءة فنية في شعر ابن منظور(ابن المكرم):    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
قراءة فنية في شعر ابن منظور(ابن المكرم):
جاء الباقي من شعر ابن منظور(ابن المكرم) حول عواطف مطبوعة وجدانية صادقة، خاطفة، غير غيرية ولا متكلفة غالبًا.
 ودار هذا الشعر في اتجاهين فكريين، هما:
الاتجاه الاجتماعي:
جاءت قطعة شعرية منظورية، في قالب رسالة شعرية إخوانية، توحي بصدق عاطفته تجاه المرسل إليه، وتدل على تواضعه في علاقته بإخوانه، يقول:
ضـع كتابي إذا أتـاك إلى الأر         ض وقلّبه في يديك لماما
فعـلى ختمه وفـي جانبـيـه          قُـبَلٌ قد وضعتهن تؤاما
كان قـصدي بها مباشرة الأر         ض وكفيك بالتثامي إذا ما
فالتواضع بادٍ في الأمر(ضع) وليس(اجعل) مثلاً، وفي التعبير بـ:(كتابي) وليس(الكتاب أو كتابنا)، والتعبير بـ:(إلى) المجاوزة، وليس (على) الصريحة في معنى الاستعلاء والفوقية، والتعبير بالظرف:(لماما) وليس (دوامًا) مثلاً!
وشخصية الكاتب المحترف في ابن منظور ظاهرة في: ( كتاب/ ختمه/جانبيه)، إذ  تأثر بمهنة الكتابة التي كان يحترفها.
ويأتي البيت الثاني تعليلاً للأمر(ضع)، ولكنه ما زال مثيرًا لسؤال مفاده:كيف أضعه على الأرض وبه قبلٌ تؤام؟ يجيب عن ذلك السؤال البيتُ الثالثُ بما يفيد أنه يقصد من هذا الأمر إلى مزيد من الإعلان عن تواضعه وحبه، وأن تتمتع قُبله بلثم الأرض وصاحبه معًا.
وفي أسلوب الشرط (إذا ما )بعجز البيت إيجاز بالحذف، حذف الشرط والجواب معًا؛ لوجود ما يدل عليهما في السياق.وهو جائز نحويًّا، قال ابن مالك:
وحذف ما يعلم جائز كما           تقول زيد بعد من عندكما
وأبيات النص متسلسلة مترابطة، كل بيت يستدعي التاليَ ويمهِّد له، عن طريق توظيف أسلوب "شبه كمال الاتصال" البلاغي، حيث إثارة سؤال ذهني، وإبداع جواب نصي، عن طريق دلالتي الإغراب والتعليل والإقناع...
 وجاء أسلوب التدوير العروضي؛ ليربط بين مصراعي بيتين، ولعل تركيز ابن منظور على التدوير في لفظة(الأرض) مقصود منه قصدًا لارتباطها بالعاطفة المهيمنة عليه تجاه أخيه/المرسل إليه، وهي التواضع...
 ومن ثم فبالنص وحدة موضوعية: (فكرة واحدة الإعلان عن التقدير لأخيه)، وشعورية: (الحب والانكسار لمحبوبه)، ولغوية: (ألفاظ سهلة، وتعابير سلسة) فيها أثر العقل بجلاء... 
*صبري أبوحسين
18 - أبريل - 2010
صاحب لسان العرب: اشتهر بابن منظور    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
انظر "ذيول العبر" ص (62)، و "الإعلام بوفيات الأعلام" ص (299)،  و "معجم الشيوخ" ص (2/288)، و"فوات الوفيات" (4/39-40) و"حسن المحاضرة" (1/388 و534): هذه الحاشية كان قد ذكرها محقق "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" في المجلد الثامن ص،49. وفي الفهرس ص 631 تحت تاريخ سبع مئة وإحدى عشرة قوله: المعروف بابن منظور.     
*د يحيى
18 - أبريل - 2010
مادة جرب    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
شكرا لأستاذنا يحيى مصري ولا تزال المشكلة قائمة وهي عدم اشتهار ابن منظور بهذه الشهرة في كتب معاصريه ومن هم في طبقة تلاميذه، ونحن نبحث عن أول كتاب نعته بهذه الشهرة لأن أخاه واباه وابنه كلهم كانوا يعرفون ببني المكرم، وقد رأيت كما تفضلتم انه قد رفع نسبه إلى آدم عليه السلام في مادة جرب من لسان العرب فقال:
وفي حديث الحوض: عَرْضُ ما بينَ جَنْبَيْه كما بينَ جَرْبى وأَذْرُح: هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال، وكتَب لهما النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَماناً.
فأَما جَرْبةُ، بالهاءِ، فقرية بالمَغْرب لها ذكر في حديث رُوَيْفِع ابن ثابت، رضي اللّه عنه.
قال عبداللّه بن مكرم: رُوَيْفِعُ بن ثابت هذا هو جَدُّنا الأَعلى من الأَنصار، كما رأَيته بخط جدّي نَجِيبِ الدِّين، والدِ المُكَرَّم أَبي الحسن علي بن أَحمد بن أَبي القاسم بن حَبْقةَ بن محمد بن منظور بن مُعافى بن خِمِّير بن ريام بن سلطان بن كامل بن قُرة بن كامل بن سِرْحان بن جابر بن رِفاعة بن جابر بن رويفع بن ثابت، هذا الذي نُسِب هذا الحديثُ إليه. وقد ذكره أَبو عُمَر بن عبد البر، رحمه اللّه، في كتاب الاسْتيعاب في معرفة الصحابة، رضي اللّه عنهم، فقال: رويفع بن ثابت بن سَكَن بن عديّ بن حارثة الأَنصاري من بني مالك بن النجار، سكن مصر واخْتَطَّ بها داراً. وكان معاوية، رضي اللّه عنه، قد أَمَّره على طرابُلُس سنة ست وأَربعين، فغزا من طرابلس افريقية سنة سبع وأَربعين، ودخلها وانصرف من عامه، فيقال: مات بالشام، ويقال مات ببَرْقةَ وقبره بها. وروى عنه حَنَش بن عبداللّه الصَنْعاني وشَيْبانُ بن أُمَيَّة القِتْباني، رضي اللّه عنهم أَجمعين.
قال: ونعود إلى تتِمَّةِ نَسَبِنا من عديّ بن حارثةَ فنقول: هو عديُّ بن حارثةَ بن عَمْرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجار، واسم النجار تَيْمُ اللّه، قال الزبير: كانوا تَيْمَ اللاتِ، فسماهم النبي، صلى اللّه عليه وسلم، تَيْمَ اللّهِ؛ ابن ثَعْلَبَةَ بن عمرو بن الخَزْرج، وهو أَخو الأَوْس، وإليهما نسب الأَنصار، وأُمهما قَيْلةُ بنت كاهِل بن عُذْرةَ بن سعيد بن زيدِ بن لَيْث بن سُود بن أَسْلَمِ بنِ الحافِ بن قُضاعةَ؛ ونعود إلى بقية النسب المبارك: الخَزْرَجُ بن حارثةَ ابن ثَعْلَبَة البُهْلُول بن عَمرو مُزَيْقِياء بن عامرٍ ماءِ السماءِ بن حارثةً الغِطْريف بن امرئ القَيْسِ البِطْريق بن ثَعْلبة العَنقاءِ بن مازِنٍ زادِ الرَّكْب، وهو جِماعُ غَسَّانَ بن الأَزْدِ.
وهو دُرُّ بن الغَوْث بن نَبْتِ بن مالك بن زَيْدِ بن كَهْلانَ بن سَبأ، واسمه عامرُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ، واسمه يَقْطُن، وإليه تُنسب اليمن. ومن ههنا اختلف النسابون، فالذي ذكره ابن الكلبي أَنه قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نَبْت ابن اسمعيل بن إبراهيم الخليل، عليه الصلاة والسلام.
قال ابن حزم: وهذه النسبة الحقيقية لأَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال لقوم من خُزاعةَ، وقيل من الأَنصار، ورآهم يَنْتَضِلُون: ارْمُوا بَنِي اسمعيل فإن أَباكم كان رامياً.
وإبراهيمُ، صلوات اللّه عليه، هو إبراهيمُ بن آزَرَ بن ناحور بن سارُوغ بن القاسم، الذي قسم الأَرض بين أَهلها، ابن عابَرَ بن شالحَ ابن أَرْفَخْشَذ ابن سام بن نوح، عليه الصلاة والسلام، ابن ملكان بن مثوب بن إدريس، عليه السلام، ابن الرائد بن مهلاييل بن قينان بن الطاهر ابن هبة اللّه، وهو شيث بن آدم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
 
*زهير
18 - أبريل - 2010
 1  2  3  4