مجلس : الأدب العربي
|
|
موضوع النقاش : الزجل كن أول من يقيّم | Asma | 4 - يناير - 2005 | ما هو الزجل? أبحث عن تعريف مناسب. رجاء ساعدوني وجزاكم الله خيرا |
|
|
|
| تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر | | هذا تعريف للزجل واعتقد انه من افضلها واشملها واجملها كن أول من يقيّم الشاعر محمود شلهوم لـ أفق :
شعر الزجل أكثر أصناف الشعر قربا للجمهور
حاوره : محمد الحوراني
لم يخطر في بالي في أي من الأيام أن أحضر أمسية للشعر الزجلي ، ولم أعتقد في أي من الأيام أن أحب هذا اللون من ألوان الشعر، إلا أنني لا أخفي أن السبب في هذا هو جهلي بحقيقة هذا الصنف من أصناف الشعر، لاسيما وأن الإنسان عدو ما يجهل. إذ أنني وبعد أن اقتادني أحد الأصدقاء لحضور أمسية زجلية رأيت أن هذا الصنف من أصناف الشعر قريب من القلب كثيرا وأنه قادر على الدخول إلى الأعماق في سرعة خيالية، كما أنه جزء لا ينفك من تراثنا العربي ولهذا بدأت أوليه بعضا من اهتمامي وأردت أن أعرّف القارئ العربي به من خلال هذا الحوار مع شاعر زجلي عرفته منابر الزجل في كل أنحاء بلده وسجل له التلفزيون السوري حلقات كثيرة من الزجل كان لها حضور فاعل في الأوساط الثقافية والشعبية في سوريا .
* ما هو تعريفكم للزجل وما الذي يميزه عن غيره من أصناف الشعر?
- الزجل هو لغة العامة ، أو بمعنى آخر هو اللغة المحكية ، فالزجل هو كلام تتناقله العامة في حياتهم اليومية، وشعر الزجل من روائع الكلام فهو شفاف رقيق يدخل إلى القلب بيسر وسهولة ويتقبله السامع لحلاوة كلماته وشفافيته. ويتحلى الزجال (شاعر الزجل) بسرعة بديهته وقوته في الارتجال ، والتعبير عن كل ما يعترض حياته من خلال شعره المعبر . ويتغنى الزجال للأمجاد وللوطن والطبيعة والجمال وكلماته تحمل الدفء والسحر الذي لا يوجد في غيره، والزجل هو مسرح الحياة اليومية التي نعيشها بجميع قواعدها ، والزجل يتناقله الناس من خلال جلساته وسهراته، فنرى الزجال يستمع له المئات بل الألوف من الناس وتهتز لكلماته الأجسام وتطرب القلوب والآذان. ويرى جبران أن الزجل مثل باقة من الرياحين قرب رابية من الحطب .
* ولكن ماذا عن نشأة الزجل وأين كانت بداياته الأولى?
- نشأ الزجل في بلاد الأندلس على الأرجح وهو الرأي المعتمد لدى معظم المؤرخين، وعلى رأسهم ابن خلدون إذ يقول في مقدمته: "نشأ الزجل على يد ابن قزمان الذي عاش في أواخر القرن الخامس والسادس للهجرة / ويذكر معه اسم الأعمى التطيلي" ولعل من أوائل الذين نظموا الأزجال هو: سعيد ابن عبد ربه المتوفي سنة 341 للهجرة وهو ابن عم صاحب العقد الفريد، ومن بعده أبو يوسف هارون الرمادي شاعر المنصور الذي كان يسمى أبا جنيس ومن أبرز الزجالين أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن قزمان. وانطلاقا مما تقدم يمكننا القول: إن تاريخ الزجل يعود إلى العصر الأندلسي الذي أبدع شعرائه إبداعا رائعا في الزجل ، إلا أن معظم هذه الأزجال قد ضاعت لعدم تدوينها، ويرى القسيس عيسى الهزاز والبطريرك يوسف العاقوري وسواهم أن الزجل انتقل مع الانتقال الموارنة من اللغة السريانية إلى اللغة العربية. ولهذا الشعر أوزانه التي تلتقي مع بعض أوزان الشعر الفصيح فوزن البسيط يستخدم في الشروقي والموال ويستخدم الوافر في القصيد والعتابا ويستخدم بحر الرجز للمعنى. وللزجل أنواع كثيرة ، فهو كوردة تفرعت منها أغصانها ففي كل غصن طعم ولون ورائحة زكية وهذا حال الزجل فمنه: المعنى والموشح والقرادي ومن أمثلة المعنى:
مره كنت سهران وبقلبي لهيـــب
عايش حياة الحزن مقهور و كئيـب
شفت القمر بالليل إشراقو عجيـب
تبسم وقلي بصوت رحماني رتيب
ليش البكي ليش التشاؤم والنحيـب
مازال قلبك مــن قلب ولفك قريـب
ضحكت وقلت وحياة نورك يا قمر
عمري صرفتو كرامت عيون الحبيـب
أما مثل الموشح فهو:
نزلت مـن عيني دمعـة
طافت الــدروب
غمرت جدران القلعـة
وصدعت القلوب
صرلي مستني جمعــة
يطل المحبـــوب
لدوبني مـثـل الشمعـة
والـنــــار تئــــيد
وقد ترجمت الكثير من الأزجال إلى اللغة الإسبانية في عهد ألفونسو الحكيم سنة1250 كما ترجمت بعض القصص التي تسربت من ألف ليلة وليلة. ويمكن نظم الموشح على ستة أو سبعة أنماط ولعل من أشهر من برزوا فيه من المشارقة ابن سناء الملك.
* وماذا عن الزجل في المشرق العربي وخصوصا في سورية ولبنان وهل أعطته الجهات المسؤولة الاهتمام اللازم?
- مما لاشك فيه أن الزجل قد تطور كثيرا في الفترة الأخيرة في سورية ولبنان على حد سواء، وقد أصدر الأستاذ الجامعي ميشال جحا كتابا موسوعيا عن عشرة من أعلام الزجل في لبنان وهم ، رشيد نخلة، عمر الزعني ، خليل روكز، إميل مبارك، أسعد سابا، إيليا أبو شديد، ميشال طراد، أسعد السبعلي، ووليم صعب، ويمتد عمر الزجل في لبنان إلى ما يقارب الستمائة عام، إلا أنه بلغ العصر الذهبي له في القرن العشرين. كما ازداد الاهتمام مؤخرا في الزجل في سورية، وذلك من خلال الجهود التي قامت بها جمعية الزجل في سورية ممثلة برئيسها الشاعر فؤاد حيدر وأعضاء مجلس الإدارة، وقد قام التلفزيون العربي السوري مشكورا بتصوير 13 حلقة من الزجل تناقش موضوعات بناءة وهادفة، والحقيقة أننا وجدنا أثناء تصوير الحلقات كل الاهتمام والرعاية والتقدير للزجل من قبل القائمين على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري لهذا لا يسعني إلا أن نتقدم لهم جميعا بالشكر الجزيل لاهتمامهم بالتراث الذي أراد له البعض أن يندثر، وتجدر الإشارة إلى أن اللمسات الفنية الأخيرة توضع الآن لما تم تسجيله من حلقات ليتم عرضها على شاشة التلفزيون السوري قريبا.
| AMANI | 15 - يناير - 2005 |
|
|
|