البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة ومذاهبها    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عبد الحي 
21 - مارس - 2010
والسبب في ذلك أنهم معتادون النظم الفكري والغوص على المعاني، وانتزاعها من المحسوسات وتجريدها في الذهن، أموراً كلية عامة، ليحكم عليها بأمر على العموم، لا بخصوص مادة ولا شخص ولا جيل ولا آفة ولا صنف من الناس. ويطبقون من بعد ذلك الكلي على الخارجيات. وأيضاً يقيسون الأمور على أشباهها وأمثالها، بما اعتادوه من القياس الفقهي. فلا تزال أحكامهم وأنظارهم كلها في الذهن، ولا تصير إلى المطابقة إلا بعد الفراغ من البحث والنظر. أو لا تصير بالجملة إلى مطابقة، وإنما يتفرع ما في الخارج عما في الذهن من ذلك، كالأحكام الشرعية، فإنها فروع عما في المحفوظ من أدلة الكتاب والسنة، فتطلب مطابقة ما في الخارج لها، عكس الأنظار في العلوم العقلية، التي يطلب في صحتها مطابقتها لما في الخارج. فهم متعودون في سائر أنظارهم الأمور الذهنية والأنظار الفكرية لا يعرفون سواها. والسياسة يحتاج صاحبها إلى مراعاة ما في الخارج وما يلحقها من الأحوال ويتبعها، فإنها خفية. ولعل أن يكون فيها ما يمنع من إلحاقها بشبه أو مثال، وينافي الكلي الذي يحاول تطبيقه عليها. ولا يقاس شيء من أحوال العمران على الآخر، إذ كما اشتبها في أمر واحد، فلعلهما اختلفا في أمور، فتكون العلماء، لأجل ما تعودوه من تعميم الأحكام وقياس الأمور بعضها على بعض، إذا نظروا في السياسة، أفرغوا ذلك في قالب أنظارهم ونوع استدلالاتهم فيقعون في الغلط كثيراً ولا يؤمن عليهم. ويلحق بهم أهل الذكاء والكيس من أهل العمران، لأنهم ينزعون بثقوب أذهانهم، إلى مثل شأن الفقهاء، من الغوص على المعاني والقياس والمحاكاة فيقعون في الغلط. والعامي السليم الطبع المتوسط الكيس، لقصور فكره عن ذلك وعدم اعتياده إياه يقتصر لكل مادة على حكمها، وفي كل صنف من الأحوال والأشخاص على ما اختص به، ولا يعدي الحكم بقياس ولا تعميم، ولا يفارق في أكثر نظره المواد المحسوسة ولا يجاوزها في ذهنه، كالسابح لا يفارق البر عند الموج .قال الشاعر:
  

فلا توغلن إذا ما سبحت        فإن السلامة في الساحل
فيكون مأمونا من النظر في سياسته مستقيم النظر في معاملة أبناء جنسه. فيحسن معاشه و تندفع آفاته و مضاره باستقامة نظره. و فوق كل ذي علم عليم.

و من هنا يتبين أن صناعة المنطق غير مأمونة الغلط لكثرة ما فيها من الانتزاع و بعدها عن المحسوس فإنها نظر في المعقولات الثواني. و لعل المواد فيها ما يمانع تلك الأحكام و ينافيها عند مراعاة التطبيق اليقيني. و أما النظر في المعقولات الأول و هي التي تجريدها قريب فليس كذلك لأنها خيالية و صور المحسوسات حافظة مؤذنة بتصديق انطباقه و الله سبحانه و تعالى اعلم و به التوفيق.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
هذا ما قاله ابن خلدون     كن أول من يقيّم
 
 
وكأني به يقول أن العامية المنتشرة في العالم العربي هي سبب اهتمامنا المفرط بالسياسة، أو أن النشاط السياسي هو من اختصاص العامي الكيس كما هو شأن الكثير من النشيطين سياسيا...
*عبد الحي
21 - مارس - 2010
من هم العلماء أو الفقهاء؟    كن أول من يقيّم
 
قال الفيلسوف البارز: "قال ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود"
 
ديكارت: حضارة الأمة وثقافتها تقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها وليس بالمظاهر الفاسدة، فأجل نعمة ينعم الله بها على بلد هي أن يمنحه فلاسفة حقيقيين. 
 
يقول أفلاطون:" إن من لا يرون حقيقة الغيب عميان، وليس العميان على الحقيقة من لا يبصرون بعيون الجسم، بل هم أولئك الذين لا يبصرون بعيون الروح، والحقيقة الصحيحة إنما تكون للأشياء الغيبية التي ليست بجسم ولا هي ملموسة باليدين"
 
العالم المعقول: عالم الماهية والمثال
الماهية عند ديكارت هي كون الانسان يفكر
 
العالم المحسوس: ما تبلغه الحواس
 
العالم الحقيقي هو الذي يستطيع أن ينفذ إلى عالم المعقول والغوص فيه، يستطيع التعامل بالمجردات ويسقطها على المحسوسات
 
وتعرف عالمية العالم بمدى تفوقه في العلوم التي موضوعها مفاهيم مجردة وأهمها الرياضيات لذلك سجل أفلاطون حكمة فيتاغورس على مدخل الميتافيزيقا "لا يدخلها إلا من كان رياضيا".
*عبد الحي
23 - مارس - 2010
وماذا قال كانط الفيلسوف؟    كن أول من يقيّم
 
لا رجاء في أن يصبح الملوك فلاسفة أو الفلاسفة ملوكا، وما ينبغي أن يكون ذلك مأمولا: لان ولاية السلطة من شأنها أن تفسد حكم العقل وأن تقضي على حريته قضاء لا مرد له. ولكن الملوك والشعوب المالكة (أي التي تحكم نفسها طبقا لقوانين المساواة)، لا ترضى بأن تنقرض طبقة الفلاسفة أو أن تلتزم الصمت فلا يسمع لها صوت، بل تدع لها حرية الجهر بآرائها والتعبير عنها صراحة، وهذا أمر لا غناء للملوك ولا للشعوب عنه، لأن فيه إبانة لشئونهم وهداية لسبيلهم، على أن الفلاسفة بطبيعتهم عاجزون على أن يحشدوا الحشود أو أن يتجمعوا في النوادي والأحزاب، فلا يمكن أن تحوم حولهم شبهة الدعاية.
 
 
*عبد الحي
4 - أبريل - 2010
صلاة الاستسقاء عند الهندوس!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
http://www.5reb.com/5ra2eb/2555-slat-hndoos-astsqa2.html
*د يحيى
10 - أبريل - 2010
لغويات ليست مني أنا يحيى....    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
قَوْلُهُمْ: لله دَرُّكَ
قال الأصمعي وغيره: أصل ذلك أنه كان إذا حمد فعل الرجل وما يجىء منه، قيل: لله درك، أي: ما يجىء منك بمنزلة در الناقة والشاة، ثم كثر كلامهم؛ حتى جعلوه لكل ما يتعجب منه.
وأنشد ابن الأحمر:

بان الشباب وأفنى ضعفه العمر ** لله دري فأي العيش أنتظـر

وقال الفراء: وقد تتكلم العرب بها فيقال: در درك عند الشىء الممدوح، وأنشد:

در در الشباب والشعر الأسود *** والضامرات تحت الرجال

قَوْلُهُمْ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً
قال الفراء: معناه رحب الله بك وأهلك على الدعاء له، فأخرجه مخرج المصدر فنصبه.
ومعنى رحب: وسع، وقال الأصمعي: أتيت رحبًا: أي: سعة وأهلاً كأهلك فاستأنس، ويقال: الرحب، ومن ذلك الرحبة سميت بذلك؛ لسعتها. وقال طفيل وبالسهب ميمون الخليقة قولـه لملتمس المعروف: أهل ومرحب، وذكر ابن الكلبي وغيره أن أول من قال مرحبًا وأهلاً سيف بن ذي يزن الحميري لعبدالمطلب بن هاشم، لما وفد إليه مع قريش ؛ ليهنئوه برجوع الملك إليه.

قَوْلُهُمْ: لبَّيْكَ وسَعْدَيْك
قال الفراء: معنى لبيك: إجابة لك، أي: جئتك ملبيا بطاعة وحب، قال: ومنه التلبية بالحج، إنما هو إجابة لأمرك بالحج، وثنى: يريد إجابة بعد إجابة، ونصبه على المصدر، وقال الأحمر: معناه الباب بك أي: إقامة ولزوم لك، وهو مأخوذ من قولك: لب بالمكان، وألب: إذا أقام به.
وقد حكى أبو عبيد عن الخليل أنه قال: أصله من البيت بالمكان، فإذا دعا الرجل صاحبه قال: لبيك، فكأنه قال: أنا مقيم عندك، ثم أكد ذلك بلبيك، أي: إقامة بعد إقامة
وسعديك: معناه أسعدك إسعادًا بعد إسعادٍ. قال الفراء ولم نسمع لشىءٍ من هذا بواحدٍ، وهو في الكلام بمعنى قولهم: حنانيك أي: حنانًا بعد حنانٍ ،والحنان: الرحمة.
وقولهم: فلان يتحنن على فلان، أي: يرحمه، وهو في تفسير قول الله جل وعلا: {وَحَنَانًا مِن لَدُنَّا} [مريم13]  أي: رحمة.

قَوْلُهُمْ: حَيَّاكَ الله وَبَيَّاكَ
من عبارات التحية والسلام عند عرب الجاهلية والاسلام، فأما حياك الله فإنه مشتق من التحية، والتحية تنصرف على ثلاثة معان؛
فالتحية: السلام ومنه قول الكميت:

ألا حييت عنـا يا مدينا *** وهل بأس بقول مسلمينا

فيكون معنى (حَيَّاكَ الله): سلم الله عليك..
والتحية أيضًا: الملك، ومنه قول عمرو بن معدي كرب:

أسير به إلى النعمان حتى *** أنيخ على تحيتـه بجندي

فيكون المعنى: ملكك الله.
والتحية: البقاء، ومنه قول زهير بن جناب الكلبي:

ولكن ما نال الفتى *** قد نلته إلا التحية

أي: إلا البقاء فيكون المعنى: أبقاك الله.
فأما (بَيَّاكَ) فإنه في ما زعم الأصمعي: أضحكك.
وقال الأحمر: أراد بوأك منزلاً، كما قالوا: جاء بالعشايا والغدايا للأزواج.
وقال ابن الأعرابي: بَيَّاكَ: قصدك بالتحية، وأنشد:

لما تبينا أخا تميمٍ *** أعطى عطـاء اللحز اللئيم

وقال أبو مال: قربك، وأنشد:

بيا لهم إذا نزلوا الطعاما *** الكبد والملحاء والسناما

أي: قرب لهم.

قَوْلُهُمْ: لا جَرَمَ
قال ابن سِيدَهْ: زعم الخليل أن (جَرَم) إنما تكون جوابًا لما قبلها من الكلام يقول الرجل: كان كذا وكذا وفعلوا كذا فتقول: لا جَرَم أنهم سيندمون، أو أنه سيكون كذا وكذا.
قال ابن الأثير: لاجرم كلمة ترد بمعنى تحقيق الشيء وقد اختلف في تقديرها فقيل: أصلها التبرئة بمعنى لابد وقد اسٌتعملت في معنى حقًا، وقيل: جرم بمعنى كسب وقيل: بمعنى وجب وحق، ولا ردٌّ لما قبلها من الكلام ثم يُبتدَأ بها كقوله تعالى: {لا جَرَم أنّ لهم النارَ} ؛أي ليس الأمر كما قالوا، ثم ابتدأ وقال: وجب لهم النار.

قَوْلُهُمْ: لَيْتَ شِعرِي
هذا تركيب عربى عريق، كانت العرب تستعمله – منذ العصر الجاهلي – عندما تتمنى العلم بشيء تود أن تعرفه. جاء فى الحديث: " ليت شعري ما صنع فلان"؛ أي ليتني شعرت أو ليت علمي حاضر أو محيط بما صنع،فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم.

قَوْلُهُمْ: سُقِطَ فِي يَدِهِ
من مسكوكات إظهار الندم في العربية قولهم " سُقط فى يده " قال تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [149الأعراف].
وفيالحديث: " فلما رأوا النبى صلى الله عليه وسلم قَدْ دَعَا عَلَيهِ أُسقِطَ فِي أيدِيهِم". وهذه المسكوكة تقال لكل من ندم وعجَز عن شيء ونحو ذلك. وقد سُقط في يده، وأسقط لغتان. قال ابن سيده: سُقط فى يد الرجل: زل وأخطأ، والسقطة: الخطأ والعثرة والزلة يتبعها ندم. ولم تعرف العرب هذا التعبير قبل الإسلام، ولم تجربه ألسنتهم. ونظم لم يسمع قبل القرآن.

قَوْلُهُمْ: هَلُمَّ جَرَّاً
أي
: تعالوا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدة وصعوبة، وأصل ذلك من الجر في السوت (وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في مسيرها). وقال الراجز:

لطالما جررتكن جراً *** حتى نوى الأعجف واستمرا
           فاليوم لا آلو الوكاب شراً

قَوْلُهُمْ: حتف أنفه
يقال مات فلان حتف أنفه، ويقال أيضًا مات حتف فيه وهو قليل؛ لأن نفسه تخرج بتنفسه منه كما يتنفس من أنفه ويقال أيضًا حتف أنفيه، ومنه قول الشاعر:
إنما المرءُ رهن ميت سَويًّ   حتف أنفيه أو لفلق طحون.
ويحتمل أن يكون المراد منخريه ويحتمل أن يكون المراد أنفه وفمه فغلب الأنف للتجاوز ومنه الحديث (ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله) ؛أي في سبيل الله.
قال أبو عبيد: هو أن يموت على فراشه من غير قتل ولا ضرب ولا غرق ولا حرق ولا سبع ولا غيره وفي رواية (فهو شهيد) قال عبد الله بن عتيك راوي الحديث: والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قط قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني (حتف أنفه) وفي حديث عبيد بن عمير أنه قال في السمك:
 (ما مات حتف أنفه فلا تأكله) يعني السمك الطافى.
قال القطرى:
فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدًا  على الطعان وقصر العاجز الكمد
قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله العكبري: وإنما خص الأنف ؛لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه لأن الميت على فراشه من غير قتل يتنفس حتى ينقض رمقه فخص الأنف بذلك لأن من جهته ينقض رمقه أو لأنهم كانوا يتخيلون أن المريض تخرج روحه من أنفه وروح الجريح من جراحته قاله ابن الأثير.

قَوْلُهُمْ: لله دَرُّكَ
قال الأصمعي وغيره: أصل ذلك أنه كان إذا حمد فعل الرجل وما يجيء منه، قيل: لله درك؛أي: ما يجيء منك بمنزلة در الناقة والشاة، ثم كثر كلامهم حتى جعلوه لكل ما يتعجب منه.
وأنشد ابن الأحمر:

بان الشباب وأفنى ضعفه العمر ** لله دري فأي العيش أنتظـر

وقال الفراء: وقد تتكلم العرب بها فيقال: در درك عند الشيء الممدوح، وأنشد:

در در الشباب والشعر الأسود *** والضامرات تحت الرجال

قَوْلُهُمْ: جَاءَ بِالقَضِّ وَالقَضِيْضِ
استعمل العرب هذه المسكوكة اللغوية للدلالة على حدوث الفعل بشكل جماعي وشامل. وفي الحديث الشريف: " يؤتى بالدنيا؛ بقضها وقضيضها "؛ أي بكل ما فيها. والقض: الحصى الصغار، والقضيض: الحصى الكبار؛ أي أنهم جاؤوا بالصغير وبالكبير جميعًا.
قال الحُصين بن الحمام المرّي:

وجاء جحاش قضها بقضيضه *** وجمع عوال ما أدق وألأما

قَوْلُهُمْ: تربت يداه
وهو على الدعاء ؛أي لا أصاب خيرًا، وفي الدعاء تُربًا له وجندلًا وهو من الجواهر التي أجريت مُجرى المصادر المنصوبة على إضمار الفعل غير المستغنى إظهاره في الدعاء كأنه بدل من قولهم تربت يداه وجندلت، ومن العرب من يرفعه وفيه مع ذلك معنى النصب وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة.
قال أبو عبيد: يقال للرجل إذا قلَّ ماله قد ترب؛ أي افتقر حتى لصق بالتراب، قال ويرون –والله أعلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعمد الدعاء عليه بالفقر ولكنها كلمة جارية على ألسنة العرب يقولونها وهم يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر بها وقيل معناها: لله درك وقيل: هو دعاء على الحقيقة والأول أوجه – كما فى اللسان والنهاية - ويعضده في حديث خزيمة (أنعم صباحًا تربت يداك) وفي حديث أنس: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابًا ولا فحاشًا كان يقول لأحدنا عند المعاتبة تربت جبينه) قيل أراد به دعاًء له بكثرة السجود.

قَوْلُهُمْ: حَنَانَيْكَ
مسكوكة لغوية تقال في الاستعطاف الرقيق، عرفها العرب في الجاهلية والإسلام، واستعملوها في شعرهم ونثرهم. قال طرَفة بن العبد الشاعر الجاهلي المعروف، يستعطف أحدهم:
أبا منذر، أفنيت، فاستبق بعضنا** حنانيك، بعض الشرأهون من بعض
أي تحنن علينا واعطف حناناً بعد حنان، ومرة تلو الأخرى . وذكر علماء اللغة أن " حنانيك " مصدر سماعى جاء بصيغة المثنى لفظًا لا معنى، ولكنه أريد به التكثير؛ مثل لبيك، وسعديك ،ودوالَيك.

قَوْلُهُمْ: طُوْبَى لَهُم
مسكوك دالة في معناها – على الاستحسان، وفيها معنى الدعاء للإنسان. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [29 الرعد ].
وقال صلى الله عليه وسلم: : "طُوبَى لِعبدٍ أشْعَث رَأسه، مُغَبَّرة قَدَمَاهُ فِي سَبيلِ الله، طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ".
وفي الحديث أيضًا: "إنَّ الإسلامَ بَدَأ غَريباً، وَسَيَعُودُ غَريبًا كَمَا بَدَأ، فَطُوبَى للغُرَبَاء".
وطوبى لهم تعني: قرة عين لهم، نُعمى لهم،الغبطة والخير والحسنى لهم.. وقال الزجاج: طوبى على وزن فعلى من الطيب، وتأويلها عند ابن الأنبارى: الحال المستطابة، ونقل الآلوسى أن طوبى مصدر من الفعل طاب, مثل بشرى، وقيل: الفعل الطيب.
وأخيرًا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بها كاتبها وقارئها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*د يحيى
12 - أبريل - 2010
كرهت أن أحمل فضل عقلك على الناس    كن أول من يقيّم
 
ويقول ابن خلدون أيضا:
واعلم أنه قلما تكون ملكة الرفق فيمن يكون يقظاً شديد الذكاء من الناس، وأكثر ما يوجد الرفق في الغفل والمتغفل. وأقل ما يكون في اليقظ أنه يكلف الرعية فوق طاقتهم لنفوذ نظره فيما وراء مداركهم واطلاعه على عواقب الأمور في مباديها بألمعيته فيهلكون. لذلك قال صلى الله عليه وسلم: "سيروا على سير أضعفكم". ومن هذا الباب اشترط الشارع في الحاكم قلة الإفراط في الذكاء، ومأخذه من قصة زياد بن أبى سفيان لما عزله عمر عن العراق، وقال: "لم عزلتني يا أمير المومنين؟ ألعجز أم لخيانة؟" فقال عمر: "لم أعزلك لواحدة منهما، ولكني كرهت أن أحمل فضل عقلك على الناس". فأخذ من هذا أن الحاكم لا يكون مفرط الذكاء والكيس مثل زياد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، لما يتبع ذلك من التعسف وسوء الملكة، وحمل الوجود على ما ليس في طبعه، كما يأتي في آخر هذا الكتاب. والله خير المالكين.
وتقرر من هذا أن الكيس والذكاء عيب في صاحب السياسة، لأنه إفراط في الفكر، كما أن البلادة إفراط في الجمود. والطرفان مذمومان من كل صفة إنسانية، والمحمود هو التوسط: كما في الكرم مع التبذير والبخل، وكما في الشجاعة مع الهوج والجبن، وغير ذلك من الصفات الإنسانية. ولهذا يوصف الشديد الكيس بصفات الشيطان، فيقال شيطان ومتشيطن وأمثال ذلك. والله يخلق ما يشاء، وهو العليم القدير.
*عبد الحي
17 - أبريل - 2010