البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : تيفيناغ والمسند الحمْيَري    كن أول من يقيّم
التقييم :

رأي الوراق :

 عبد الحي 
12 - مارس - 2010

يقدم تيفناغ على أنه خط مغربي في حين أنه فرع عن المسند الحميري

خط عربي مخالف للخط الحالي

قال الجوهري: والعرب تسمِّي خَطَّنا هذا جَزْماً. قال ابن سيده: والجَزْمُ هذا الخطُّ المؤَلَّف من حروف المعجم؛ وقال أَبو حاتم: سُمِّيَ جَزْماً لأنه جُزِمَ عن المُسْنَدِ، وهو خَطُّ حِمْيَر في أَيام مُلْكهم، أي قُطِعَ.[1]
قال الخليل: حروف المعْجَم مخفّف، هي الحروف المقطَّعة، لأنّها أعجمية. وكتابٌ مُعَجَّم، وتعجيمه: تنقيطه كي تستبين عُجْمَتُه ويَتضِحَ. فقال ابن فارس: وأظنُّ أن الخليل أراد بالأعجمية أنّها ما دامت مقطَّعةً غير مؤلّفة تأليفَ الكلامِ المفهومِ، فهي أعجميَّة؛ لأنَّها لا تدلُّ على شيء. فإن كان هذا أراد فله وجه، وإلاّ فما أدري أيَّ شيء أَرَادَ بالأعجميَّة.[2] 
الظاهر أنها سميت أعجمية لأنها تطورت عن الخط الآرامي 
قال ابن منظور: والمُسْنَدُ خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما بينهم، قال أَبو حاتم: هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن. وفي حديث عبد الملك: أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمسند؛ قال: هي كتابة قديمة، وقيل: هو خط حمير[3]
مسند 
قال ابن دريد: وهذا الخطّ الذي يُكتب به اليوم يُسمَّى المُعْجَم والمعجَّم والجَزْم. والمُسْنَد: خَطّ حِمْيَرَ في أيام مُلكهم، وهو في أيديهم إلى اليوم باليمن.[4]
أي أن الحميريين استخدموا المسند على الأقل إلى الثلاثة قرون الأولى بعد الهجرة.
 وقالَ في اماليه: اخبرني السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن أبي الكلبي عن عوانة قالَ: اول من كتب بخطنا هذا، وهو الجزم، مرامر بن مرة واسلم بن جدرة الطائيان، ثم علموه اهل الانبار، فتعلمه بشر بن عبد الملك اخو اكيدر بن عبدالملك الكندي صاحب دومة الجندل، وخرج إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب بن امية اخت أبي سفيان، فعلم جماعة من اهل مكة، فلذلك كثر من يكتب بمكة من قريش، فقال رجل من اهل دومة الجندل من كندة يمن على قريش بذلك:[5]
لا تجحدوا نعماء بشر عـلـيكـمـو
فقد كان ميمون النـقـيبة ازهـرا
اتاكم بخط الجزم حتى حفظـتـمـو
من المّال ما قد كان شتى مبعـثـرا
واتقنتمو ما كان بالمّـال مـهـمـلا
وطامنتمو ما كان منـه مـنـفـرا
فأجـريتـم الاقـلام عـودا وبـدأة
وضاهيتمو كتاب كسرى وقيصـرا
واغنيتمو عن مسند الحـي حـمـير
وما زبرت في الصحف اقيال حميرا
فقريش كانوا يستخدمون خط المسند قبل بشر بن عبد الملك الذي لقنهم خطا لا عهد لهم به، وهو خط رسمي عند الامبراطوريتين الفارسية والبيزنطية آنذاك، الخط الآرامي.

المصاحف العثمانية بخط الجزم

اجتمع رأي الصحابة على مرسوم المصاحف العثمانية وكانوا إثنا عشر ألفا. وقد أجمع أئمة المسلمين على اتباعهم. فتلقى المسلمون ما كتبه الصحابة بالتسليم والقبول. فكتبوا بالجزم ولم يلتفثوا إلى المسند.
في الاسلام تطور خط الجزم إلى الكوفي نسبة إلى الكوفة المدينة التي أنشئت في زمن خلافة عمر بن الخطاب. قال الضباع:
" لما ظهرت أمة الاسلام بمكة كان الذين يكتبون العربية فيها من المسلمين أربعة عشر شخصا وأكثرهم من الصحابة وهم: على بن أبي طالب. وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله. وعثمان وأبان ابنا سعيد بن خالد ابن حذيفة بن عتبة. ويزيد بن أبي سفيان وحاطب بن عمر بن عبد شمس. والعلاء بن الحضرمي. وأبو سلمة بن عبد الاشهل. وعبد الله بن سعد أبي سرح. وحويطب بن عبد العزى. وأبو سفيان بن حرب. وولده معاوية. وجهينم بن الصلت بن مخرمة. ثم لما تمت الهجرة إلى المدينة المنورة ووقعت غزوة بدر أسر الأنصار سبعين قرشيا فجعلوا على كل أسير فداء من المال وعلى كل من عجز عن الافتداء بالمال أن يعلم الكتابة لعشرة من صبيان المدينة ولم يكن الكتابة بها قبلئذ: فبذلك كثرت فيها الكتابة وصارت تنتشر في كل ناحية فتحها الإسلام في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته وصار أمراء الإسلام يأخذون في نشرها حتى انتشرت انتشاراً عاما. وتقدمت تقدما تاما. خصوصا بعد أن وضع العلماء لها من القواعد والموازين ما كان سببا قويا لوصولها إلى ما وصلت إليه الآن من جمال الخط وكمال الوضع وحسن التركيب
وكان الفضل في ذلك منسوبا لعلماء الكوفة لأنهم أول من أدخل في الكتابة التحسين حتى أنها سميت الكتابة الكوفية نسبة إليهم. وكانت تسمى قبل ذلك بالجزم لكونها جزمت ((أخذت)) من المسند الحميري. ثم لعلماء البصرة وكانوا يكتبون بأقلام مختلفة على أشكال متنوعة ولكنها لم تكن من الإجادة على ما يرام حتى نبغ ابن مقلة وزير المقتدر بالله أحد الخلفاء الدولة العباسية فأنه حول بمهارته الكتابة من صورتها الكوفية إلى صورتها الحالية، وحذا حذوه في ذلك أبو الحسين على بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب، وتبعهما كثير من العلماء على هذا التحوير والتحسين حتى وصلت الكتابة العربية إلى ما هي عليه الآن من جمال الرونق وحسن الموضع "[6] 

ما هو أصل الخط تيفيناغ؟

إن معاينة سلسة خط تيفناغ والخط المسند تجعل المرء يدرك التشابه الكبير بين الخطين، بل هناك تطابق تام مع الخط الصفوي المتفرع عن المسند.
ورغم ذلك فقد اختلف الباحثون حول الأصل الذي تفرعت عنه كتابة تيفيناغ
 فهناك من اعتبره مجهول المصدر
وهناك من جعله اكتشاف محلي
 وهناك من جعلها فرع عن الكتابة الفينيقية
وهناك من جعلها فرع عن اليونانية
...[7]
  
 
من الموقع الإلكتروني لمؤسسة سميثسونيان 
 
    

 
 
والتيفيناغ هو أيضا نفسه الخط الموصوف في كتاب ابن النديم الفهرست وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال: "وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون، غير الخط. "

والخط الحبشي تولد عن المسند ، وقيل سمي بالمسند لاشتماله على علامات تفصل الكلمات بعضها ببعض[8]

 هذا وقدم ابن النديم على أن النقط استخدمت كفواصل بين الكلمات في خط الحبشة، لكنها في خط ثمود -خط عربي قديم- رمزت إلى حرف العين نقطة ونقطتين وثلاث نقط وأربع نقط حسب الاكتشاف الأثري وفي بعضها رمز إلى حرف العين عند ثمود بدائرة صغيرة كما في الخط السبئي 
 
وفي هذه الكتابة على الصخر التي تقدم على أنها تيفيناغ تظهر الثلاث نقط كفواصل بين الكلمات مما يبين أنها للفرع الحبشي.

هل الطوارق أمازيغ أم من شعوب إفريقيا جنوب الصحراء؟

وأثبتت الدراسات الجينية[9] أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للأمازيغ E-M81   أو E1b1b1b
 

هذه المعطيات توحي بشيء مختلف تماما عما هو سائد من أن الطوارق شعب أمازيغي منعزل حافظ على ثقافة أمازيغية وخط أمازيغي، بل الظاهر هو أن هذا الشعب أصلا من شعوب جنوب الصحراء لكنه أكثرها انفتاحا على الشعوب الأخرى، فقد تكون قبائل صنهاجة أصلا من إفريقيا جنوب الصحراء لأن التاريخ يعلمنا أن الطوارق هم أنفسهم بقايا صنهاجة وهم المرابطين الملثمين وهم جيش العلويين البخاري التوارڭة.

المراجِع

  1. لسان العرب لابن منظور ص 857
  2. مقاييس اللغة ابن فارس الصفحة : 480
  3. لسان العرب لابن منظور ص 2765
  4. جمهرة اللغة لابن دريد ص 241
  5. تعليق من أمالي ابن دريد إبن دريد الصفحة : 38
  6. سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين . علي محمد الضباع ص 4
  7. http://www.mondeberbere.com/langue/tifinagh/tifinagh_origine.htm
  8. سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين. علي محمد الضباع ص 4
  9. Phylogeographic Analysis of Haplogroup E3b (E-M215) Y Chromosomes Reveals Multiple Migratory Events Within and Out Of Africa
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة