مرحباً يا دكتور مروان ( من قبل 9 أعضاء ) قيّم
سبحان الله وبحمده..... الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.... أنت في القلب.... وأنت على البال يا أبا إقبال، وشكراً لإمام النحاة ؛ جدنا سيبويه ، ورحم الله أستاذنا العلامة الدكتور محمد خير الحلواني، وحياك الله وبياك يا دكتور مروان العطية الظفيري يا أبا إقبال... وهاهي ذي باقة الورد ياورد...... " حكى الطبري في تفسير هذه الآية عن ابن عباس: أنه قال: خلق الله ملائكة أمرهم بالسجود لآدم فأبوا، فأرسل عليهم ناراً فأحرقتهم، ثم خلق آخرين فأمرهم بالسجود فأطاعوا إلا إبليس فإنه كان من الأولين. قال القاضي أبو محمد: وقول ابن عباس - من الأولين - يحتمل أن يريد في حالهم وكفرهم، ويحتمل أن يريد: في أنه بقي منهم. وقوله: { كلهم أجمعون } هو -عند سيبويه - تأكيد بعد تأكيد، يتضمن الآخر ما تضمن الأول. وقال غيره: { كلهم } لو وقف عليه - لصلحت للاستيفاء، وصلحت على معنى المبالغة مع أن يكون البعض لم يسجد، وهذا كما يقول القائل: كل الناس يعرف كذا، وهو يريد أن المذكور أمر مشتهر، فلما قال: { أجمعون } رفع الاحتمال في أن يبقى منهم أحد، واقتضى الكلام أن جميعهم سجد. وقال ابن المبرد: لو وقف على { كلهم } لاحتمل أن يكون سجودهم في مواطن كثيرة، فلما قال: { أجمعون } دل على أنهم سجدوا في موطن واحد. ( تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ). " { فسجد الملائكة كلهم } يعني الذين أمروا بالسجود لآدم { أجمعون } قال سيبويه: هذا توكيد بعد توكيد، وسئل المبرد عن هذه الآية فقال: لو قال فسجد الملائكة لاحتمل أن يكون سجد بعضهم فلما قال كلهم لزم إزالة ذلك الاحتمال فظهر بهذا أنهم سجدوا بأسرهم ثم عند هذا بقي احتمال آخر، وهو أنهم سجدوا في أوقات متفرقة، أو في دعة واحدة فلما قال: أجمعون ظهر أن الكل سجدوا دفعة واحدة، ولما حكى الزجاج هذا القول عن المبرد قال: قول الخليل وسيبويه أجود لأن أجمعين معرفة فلا تكون حالاً. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الله سبحانه وتعالى أمر جماعة من الملائكة، بالسجود لآدم فلم يفعلوا فأرسل الله عليهم ناراً فأحرقتهم. ثم قال لجماعة أخرى: اسجدوا لآدم فسجدوا." (تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) " { فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } أي فخلقه فسواه فنفخ فيه الروح فسجد الملائكة { كُلُّهُمْ } بحيث لم يشذ منهم أحد { أَجْمَعُونَ } بحيث لم يتأخر في ذلك أحد منهم عن أحد ولا اختصاص لافادة هذا المعنى بالحالية بل يفيده التأكيد أيضاً فإن الاشتقاق الواضح يرشد الى أن فيه معنى الجمع والمعية بحسب الوضع والأصل في الخطاب التنزيل على أكمل أحوال الشيء ولا ريب في أن السجود معاً أكمل أصناف السجود لكن شاع استعماله تأكيداً وأقيم مقام كل في افادة معنى الإحاطة من غير نظر الى الكمال فإذا فهمت الإحاطة من لفظ آخر لم يكن بد من مراعاة الأصل صوناً للكلام عن الإلغاء وقيل أكد بتأكيدين مبالغة في التعميم هذا وأما أن سجودهم هذا هل ترتب على ما حكى من الأمر التعليقي كما تقتضيه هذه الآية الكريمة والتي في سورة ص أو على الأمر التنجيزي كما يستدعيه ما في غيرهما فقد خرجنا بفضل الله عز وجل عن عهدة تحقيقه في تفسير سورة البقرة". (تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ أبو السعود(ت 951 هـ) " { كلهم أجمعون } تأكيد على تأكيد، أي لم يتخلّف عن السجود أحد منهم". ( تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) " وقد سجدوا جميعاً في حركة واحدة؛ ذلك أنه لا اختيارَ لهم في تنفيذ ما يُؤمرون به، فمن بَعْد أن خلق اللهُ آدمَ جاء تكريم الحق سبحانه له بقوله للملائكة:{ ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ... }[طه: 116] وسجدت الملائكة التي كلَّفها الله برعاية وتدبير هذا المخلوق الجديد، وهم المُدبِّرات أمراً والحفظة، ومَنْ لهم علاقة بهذا المخلوق الجديد.وقوله الحق:{ ...فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }[الحجر: 29] يعني أن عملية السجود قد حدثت بصورة مباشرة وحاسمة وسريعة، وكان سجودهم هو طاعة للآمر الأعلى؛ لا طاعة لآدم. وقول الحق سبحانه: { فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } [الحجر: 30] يعني الملائكة الأعلى من البشر، ذلك أن هناك ملائكةً أعلى منهم؛ وهم الملائكة المُهِيمون المتفرِّغون للتسبيح فقط" ( الشعراوي). |