البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : أسباب ظهور اللهجات    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 طماح 
24 - يناير - 2010
دولة   الإمـــارات  العـــربية   المتـحدة
وزارة  التعليم  العالي و البحث  العلمي
كلية الدراسات الإسلامية والعربية دبي
قــسم   اللـــغة  العـــــــربية   و آدابــها
تقرير لمقرر فقه اللغة   بعنـــوان:
  
أسباب ظهور اللهجات  
السنة الجامعية:2008ـ 2009م 
  
إعداد التقرير:طماح الذؤابة
السنة الثانية
مقدَّم للأستاذ الدكتور: سيد أحمد علي الصاوي
-------------------------------------------------  
المقدمة
الـحمد لله منشي الخَلقِ من عَدَم ِ ثم الصلاة على المختار في القِدَم ِ
اللهم صل على سيدنا محمد بعدد قطر الأمطار ورمل القفار وكلما تعاقب الليل والنهار، وبعد: ففي هذا التقرير تـَحَدَّثتُ عن أسباب ظهور اللهجات، وقد اخترتُ هذا الموضوع؛ لأنه مهم بالنسبة لطالب العلم أن يعرفَ كيف نشأتِ اللهجات وكيف تفرَّعتْ عن اللغات الأصلية حتى يزيدَ من رصيده العلميّ والثقافي، وكما زادَ من تمَسُّكي به الفضول وحب الاستطلاع لاسيما وأنني أسمع بظاهرة نشوء اللهجات لأول مرة كقضيةٍ تـُدّرَّس، تكمن أهمية الموضوع في أنه يناقش ظاهرة تأزمت منذ قديم الأزمان، ولا نزال نلحظها حتى يومِنا هذا، كذلك فإن ظاهرة نشوء اللهجات وتعددها، عملتْ في إضعاف قوة لغتنا ولساننا العربي نقيض ما كانت عليه في السابق من قوة وذيوع واعتبار، ثم إن ظهور اللهجات أدى إلى وجود عصبيات بين الجماعات والأعراق .
وأنا أهدف من خلال الموضوع إلى معرفة أسباب ظهور اللهجات سواءً أكان في الماضي أو الحاضر، كذلك إلى إيقاظ الضمير العربي تجاه ماضي لغته العريق؛ لاستعادة أمجادها التي كانت تكمن في كل مظاهر العزة بدءًا من نزول القرآن بها، وانتهاءً بتلك العلوم التي كانت تـُدَرَّسُ بها كونها لغة المعرفة سابقـًا. 
لذا قمتُ بإيداع السطور تعريفـًا للهجة لغة واصطلاحًا، وعوامل انتشار اللغة، وكذلك عوامل ظهور اللهجات، لأختمَ بصراع اللهجات المحلية.
يكاد لا يخلو بحث أو تقرير من صعوبات قد تواجه الباحث، ومن تلك الصعوبات التي واجهتني:
التفكير في الموضوع الذي سأبحثُ عنه لا وإن الموضوعات المطروحة كثيرة، كذلك تكلف الهم وقتَ التفكير بإرضاء القارئ.
لن أنسى أشخاصًا ساندوني في هذا البحث؛لذلك فإني أبدأ بشكرِ والدَيَّ العزيزين ـ حفظهما الله ـ على توفير الجو المناسب للبحث والتوثيق، كذلك أشكر الكلية التي وفرتْ مكتبة زاخرة بالكتب تلبي متطلبات البحث العلمي، والأستاذ الدكتور سيد الصاوي ؛ لما منحني من خلفية ومعلومات حول هذا الموضوع، ومنحني وقتـًا كافيًا لإنهاء هذا التقرير.
 
أهدي هذا التقرير لكل من أكنّ لهم الاحترام والتقدير، وكل من وقف معي وحثني لأن أخطو خطواتي في طريق الإبداع والابتكار.
والله من وراء القصد يهدي السبيل.
الجمعة : 17/4/2009م
09:34م.
-----------------------------------------------------------------------------------------  
 
همسة قلم:
إن لكل لغة في العالم نظامًا لغويًّا يتمثل في مجموعة القوانين والقواعد التي تحكم هذه اللغة، وتخضع لها أصواتها وكلماتها وعباراتها....0 وأبناء كل لغة يلتزمون بقواعدها وقوانينها وأحكامها ليتمكّنوا من التفاهم، وتبادل الخبرات والمعلومات، وقضاء حوائجهم بسهولة ويسر، وبذا أصبحت اللغة ظاهرة اجتماعية تختلف من أمة إلى أخرى، وهي عماد الثقافة والحضارة وتآلف الأبناء.([1])
لكن ... ماذا يحدث لو ... تفرّعت اللغة إلى لهجات؟؟؟ وما الذي يؤدي إلى ذلك؟؟؟؟
 
*اللهجة:
بداية نعرّف (لهجة) ، فنقول إنها من مادة(ل.هـ .ج) بمعنى: اللسان أو طرفه، أو لغة الإنسان التي جُبـِلَ عليها فاعتادها، أو طريقة من طرق الأداء في اللغة، أو جَرْس الكلام.([2])
وهي في الاصطلاح العلمي الحديث: مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة.([3])
وبالتأكيد فإن تفرّعَ اللغة إلى لهجات عدة يؤدي إلى تغيرٍ في النواحي الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية تبعًا للأفراد الذين يداولونها وميولهم، ومع ذلك فهي جميعها تصب في بوتقة اللغة الأم، فلهجة التميميين، ولهجة الطائيين، ولهجة القيسيين، كلها تصب في بحر العربية الفصحى، إذًا فالعلاقة بين اللغة واللهجة علاقة بين العام والخاص.
 
* أسباب ظهور اللهجات:
يرجع السبب الرئيس في تفرع اللغة الواحدة إلى لهجات ، إلى انتشار اللغة في مناطق مختلفة واسعة، واستخدامها لدى جماعات كثيرة العدد وطوائف مختلفة من الناس، وهذا يتيح الفرص لظهور عواملَ أخرى تؤدي إلى التفرع، حيث تختلف اللغات الإنسانية في مبلغ انتشارها اختلافـًا كبيرًا. فمنها ما تـُتاحُ لها فرص مواتية فتنتشر في مناطقَ واسعة من الأرض، ويتكلم بها عدد كبير من الأمم الإنسانية، ويكون لذلك أسباب:
1ـ اشتباك اللغة في صراع مع لغة أخرى، وتقضي نواميس الصراع اللغوي أن يُكتب لها النصر فتحتل مناطق اللغة المقهورة، فيتسع بذلك مدى انتشارها كما حدث للاتينية التي تغلبتْ على اللغات الأصلية لإيطاليا وأسبانيا وغيرهما، فأصبحتْ لغة الحديث والكتابة، بعد أن كانت مقصورة على منطقة ضيقة وسط إيطاليا(اللاتيوم)(Latium)، وكما حدث للعربية إذ تغلبتْ على كثير من اللغات السامية الأخرى، وعلى اللغات القبطية والبربرية والكوشيتية حتى بلغ الآن عدد الناطقين بها نحو مئة مليون ينتمون إلى نحو خمس عشرة أمة.([4])
2ـ أن ينتشر أفراد شعب ما ، على أثر هجرة أو استعمار، في مناطق جديدة عن أوطانهم الأولى، ويتكون من سلالاتهم بهذه المناطق أمم كثيرة السكان، فيتسع بذلك مدى انتشار اللغة وتتعدد الجماعات والناطقين بها ويكثر أفرادها.                                         
 أن يُتاحَ لجماعة ما أسباب مواتية للنمو الطبيعي في أوطانها الأصلية نفسها، فيأخذ عدد أفرادها وطوائفها في الزيادة المطردة، وتنشط حركة العمران في بلادها، فتكثر فيها القرى والمدن وتتعدد الأقاليم، فيتسع نطاق لغتها.
وتبعًا لتأثير هذه العوامل على اللغة نتبيَّنُ استحالة احتفاظ اللغة بوحدتها الأولى أمَدًا طويلا، فلا تلبثُ أن تتشعَّبَ إلى لهجات، وتسلك كل لهجة من هذه اللهجات منهجًا يختلف عن أخواتها.([5])

 

[1]. اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية، د.نزيه اعلاوي، د.هاني نصر الله، د. داود شوابكه، صالح سليم، عبد المعطي نمر، جمعة علّوه، دار الكندي للنشر والتوزيع، أربد، الأردن، 1999م، ص15، بتصرف.
.[2] المعجم الوسيط،الجزء الثاني، مجمع اللغة العربية، الطبعة الثانية، دار الدعوة للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع، استانبول، تركيا، 1410هـ، 1989م، ص841، بتصرف. 
[3] . فقه اللغة، أ.د.حاتم الضامن، المكتبة الوطنية، بغداد، العراق،1990م،ص10، بتصرف.
[4]. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د. علي عبد الواحد وافي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2003م، ص110ـــ113، بتصرف.
[5]. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د.علي عبد الواحد وافي، ص113ـــ116، بتصرف.
 
 
... يتبع
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تابع...    كن أول من يقيّم
 
أما العوامل المباشرة في تفرع اللغة إلى لهجات فهي كالآتي :
 
1ــ عوامل اجتماعية سياسية تتعلق باستقلال المناطق التي انتشرت فيها اللغة بعضها عن بعض و ذلك أن اتساع الدولة يولد ضعف السلطان المركزي , و كثرة الدويلات المنقسمة بعضها عن بعض , ثم دخول غير العرب في الإسلام ممن لاقوا صعوبة في نطق الحروف العربية واستبدالها بأحرف من لغتهم الأم لسهولتها، ثم وصول دفة الحكم لمسلمين من غير العرب وجعلهم لغة الأم هي المتداولة بين أفراد الرعية بدل العربية الفصحى ـ إلا ما ندرـ ([1])
وهذا يعني انفصام الوحدة السياسية و التي تؤدي إلى انفصام الوحدة الفكرية و اللغوية.
2ــ عوامل اجتماعية نفسية تتمثل في تباين بين سكان المناطق المختلفة في فروق في نظم الاجتماعية و العرف والتقاليد و العادات, و مبلغ الثقافة و مناحي  التفكير و الوجدان, و هذا كله يعني التأثير في أداة التعبير .
3ــ  عوامل جسمية فيزيولوجية تتمثل في الذي بين سكان المناطق المختلفة من فروق في التكوين الطبيعي لأعضاء النطق، والتي ترجع إلى عوامل، منها: جغرافية المكان والشعبية، مما يحول دون محافظة اللغة على وحدتها الأولى.
4ـ عوامل شعبية تتمثل في وجود سكان للمناطق المتخلفة بينهم فروق في الأجناس والفصائل الإنسانية التي ينتمون إليها، والأصول التي انحدروا منها، ولهذه الفروق آثار بليغة في تفرع اللغة إلى لهجات ولغات.([2])
5ـ أسباب جغرافية، فإذا كان أصحاب اللغة الواحدة يعيشون في بيئة جغرافية واسعة تختلف الطبيعة فيها من مكان لآخر، كأن توجد جبال أو وديان تفصل بقعة عن أخرى بحيث ينشأ عن ذلك انعزال مجموعة من الناس عن مجموعة، فذلك يؤدي مع مرور الزمن إلى وجود لهجات متباينة تنتمي إلى اللغة نفسها، والذين يعيشون في بيئة زراعية مستقرة يتكلمون لهجة غير التي يتكلمها الذين يعيشون في بيئة صحراوية.
6ـ أسباب فردية ترجع إلى اختلاف الأفراد في النطق، ويضاف إليه ما يسمى بـ (خطأ الأطفال)، حيث إن بعض الأطفال يخطئون فيستعملون مقلوب الكلمة، فإذا عاش هؤلاء الأطفال في معزل عمّن يقوّم لهم ألسنتهم، أصبحت هذه الأخطاء بعد مرور الزمن عادات لهجية.([3])  
ويقضي الزعم الشائع أن الطفل يكتسب القواعد التركيبية بالاحتكاك مع بيئة لغوية لا تطرح على الطفل ـ في أغلب الأحيان ـ إلا عبارات ناقصة أو غير قويمة، إذًا فهي في الظن سبب لنشأة لهجة جديدة مع مرور الوقت وبدون تصحيح، ذلك أن اللغة الإنسانية تستلزم أعضاءً طرفية ملائمة وجهازًا عصبيًّا ملائمًا، والأساس العضوي الذي يجيز اكتساب اللغة لا يعمل منذ الولادة، كما أنه لا يبقى على الدرجة نفسها طول حياة الفرد، ويوضح(لنبرغ)            (Lenneberg) أن تطور اللغة يرتبط بعوامل النضج العضوي، ويتم ضمن فترة محدودة، هذه الفترة التي لا يمكن لاكتساب لغة معينة بعدها أن يستند إلى التسهيلات نفسها.([4])  إذًا فلتغير  منطوق المفردات أو اختصار الكلمات الطويلة خاصة في المشافهة بمعزل عن النصوص المدونة والمكتوبة يؤدي إلى نشأة اللهجات.([5])
وقد لوحظ منذ وقت طويل أن اكتساب الأصوات اللغوية لا يتحقق بصورة حصرية عن طريق المحاكاة للأصوات التي تصدر عن المحيط، إنما يتحقق هذا الاكتساب عن طريق عمليتي الانتقاء والمفاضلة بين النتاجات التي تصدر عن النشاط الصوتي التلقائي من المحيط اللفظي للطفل الذي يتكون من كل الأشخاص الذين يتكلمون من حوله.([6])
وبالإضافة إلى هذه العوامل يمكننا إضافة أثر الاحتكاك بالأمم الأخرى سواءً أكان بالهجرة أم بالاستعمار، كذلك عامل المهن والصناعات.... كل هذه وأكثر تؤدي إلى ظهور اللهجات سواءً أكانت لهجات محلية (locaux Dialectes )، أم كانت لهجات اجتماعية
(Dialectes Sociaux).([7])
ومن هذا نتبين أن اللغة لا تموت حتف أنفها. فما لم تصرعها لغة أخرى لا يتطرق إليها الفناء، وخلودها يبقى أن تحتفظ بوحدتها إن ظلت حبيسة منطقة ضيقة وفئة قليلة، وقد ظهر خطأ من يحاولون علاج تعدد اللغات بإنشاء لغة عالمية(اسبرانتو Esperanto) يتحدث بها الناس من مختلف العصور والفئات، وذلك أن اللغة الصناعية على فرض إمكان اختراعها وإلزام الناس بها، لا تلبث بعد تداولها أن تتأثر بالعوامل السابقة ومن ثـَمّ تتحول وتتشعّب منها لهجات.([8])


[1]. ابن سينا، ملتقى المهندسين العرب، بتاريخ: 2/3/2006م، تاريخ الاقتباس: 5/5/2009م، http://www.arab-eng.org/vb/t13901.html
[2]. المصدر ذاته، ص119 ،120، بتصرف.
[3]. فقه اللغة،أ.د. حاتم الضامن، ص46، بتصرف.
[4]. اكتساب اللغة، مارك ريشِل، ترجمة:د.كمال بكداش، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1404هـ، 1984م،ص26، 53.
[5] . فهد النتيفات، منتدى كلية المجتمع في الأفلاج، بتاريخ: يناير/ 2009م ،تاريخ الاقتباس: 5/5/2009م،  http://forums.ksu.edu.sa/showthread.php?t=3558
[6] . اكتساب اللغة، مارك ريشِل، ص64، 94، بتصرف.
[7] . نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د.علي عبد الواحد وافي، ص110، بتصرف.
[8] . المصدر ذاته، ص122، 123. بتصرف.
*طماح
24 - يناير - 2010
تابع 2...    كن أول من يقيّم
 
* صراع اللهجات المحلية:
     تختلف اللهجات بعضها عن بعض اختلافـًا كبيرًا في المساحة التي يشغلها كل منها مقاطعة كانت أو قرية أو ما بين ذلك، وتختلف كذلك في المناطق اللغوية، وتعمل كل لهجة من اللهجات المحلية على الاحتفاظ بشخصيتها وكيانها، فتحارب عوامل الابتداع والتغير في منطقتها، ولا تألو جهدًا في درء ما يوجه إليها من خارجها من هجمات.
أما محاربة عوامل الابتداع في داخل منطقتها فتتم بفضل العلاقات الوثيقة التي تربط الناطقين بها بعضهم ببعض، وكل محاولة فردية للخروج على النظام اللغوي تلقى في مجتمع قوي كهذا مقاومة عنيفة تكفل القضاء عليها في مهدها.
وأما حمايتها من اللهجات المجاورة لها فيرجع الفضل فيها إلى ضعف الصلات التي تربط أهلها بمجاوريهم، وقلة فرص احتكاكهم بهم لاسيما إذا كانت الفجوة كبيرة بينهم من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، غير أنه قد يُتاح أحيانـًا للهجة محلية فرص الاحتكاك الدائم بلهجة أخرى. وحينئذٍ تشتبك اللهجتان في صراع أهلي لا يختلف كثيرًا في مظاهره وطرقه عن الصراع اللغوي، إذًا فتغلـُّبُ لهجة على أخرى يسير عليه تغلب اللغات المختلفة بعضها على بعض.([1])   
وأنا أرى أن ظاهرة تعدد اللهجات لها جانب إيجابي من حيث إنها وفرت مواد خامًا للباحثين والعلماء لكي يكتبوا فيها، كذلك أطلعتنا على طبائع القبائل العربية من ميولها للشدة أو الهمس،
أما الجانب السلبي فيتمثل في أنها عملتْ دورًا في بعد العرب عن لغتهم الأصلية، وتقليص قدر العرب في نظر الآخرين.   


[1] .  المصدر ذاته، ص 124، 125 ، 126، 127، 130. بتصرف.
 
 
----------------------------------------------------------------
 
 
الخاتمة
 
قبل أن يكتب يراعي حرفـًا فإنه يُؤثِرُ أن يُنـَوّرَني بحمد الله الذي أعانني على إنهاء هذا التقرير، ولأشكر كل من أعانني على إنهائه.
كان هذا التقرير جرعة إضافية إلى مخزوني الفكري والثقافي، وهذا ما أطمح إليه في أي بحث، فمن خلال تجوالي بين السطور والكلمات ، وتحليقي فوق الحروف والعبارات، ألفيتُ أن العلمَ نور، ونور الله لا يُهدى لعاصٍ، وقد وجدتُ أن اللغة حالها حال أي نظام كوني في الطبيعة،  تتأثر بعواملَ تؤدي إلى إحداث تغييرات فيها سواءً أكانت نحوية أم صرفية أم صوتية أم دلالية، ومن ثـَمّ تنشأ اللهجات والتي بدورها تخضعُ لعواملَ وأسباب تؤدي إلى ظهورها واختلاف من مكان لآخر تبعًا لعامل المكان أو لعامل الأفراد الذين يتداولونها.
 
أعلم أن بحثي هذا ليس بالمستوى الذي يجب أداؤه، ولكني أتمنى من القارئ أن يستفيد من كل معلومة ذُكِرَت، ومن كل معنى استـُبين، فذلك كفيل ـ بإذنه تعالى ـ بأن يزيد من ثروته اللغوية حتى لو بقدر بسيط، فالفكر من دون القراءة كالماء الراكد الذي سرعان ما يتعفن فيُنفـَر منه. 
هذا والله ولي التوفيق
 
---------------------------------------------------
التعريف بالمصطلحات 
 
*اللغات السامية: 
 هي لغات تتبع العائلة الشمالية الشرقية للغات الأفروآسيوية. ينسب الساميون إلى سام بن نوح، الذي هو أبو الشعوب التي تتحدثها حسب الميثولوجيا الدينية اليهودية، وهو ما لم يعد متناسبا مع النظريات اللغوية الحديثة.
يتحدث باللغات السامية حاليا حوالي 467 مليون شخص، ويتركز متحدثوها حاليا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أفريقيا. أكثر اللغات السامية انتشارا هذه الأيام هي العربية إذ يفوق متحدثيها 422 مليون متحدث ، تليها الأمهرية بـ27 مليون متحدث ثم العبرية بـ5 ملايين متحدث ثم التيغرينية بحوالي6,7 ملايين متحدث.
اللغات السامية كانت لهجات شفهية متداولة بين شعوب الشرق الأوسط. وقد سبقت الكتابة بها. وجدت كتابات أكادية سامية تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد أي قبل حوالي 5 آلاف سنة مما يجعلها من أقدم اللغات المكتوبة في العالم. انقرضت معظم لغات الشرق الأوسط ولم تبق إلا في النصوص الدينية فقط ولعدة قرون.
 
*اللغة الكوشيتية:
هي نوع من اللغات السامية، وهي لغة السكان الأصليين للقسم الشرقي من أفريقيا وخاصة الحبشة والصومال.
 
*اللغة البربرية:
هي نوع من اللغات السامية وهي لغة البربر وهم السكان الأصليين لشمال أفريقيا.
 
*لينبرغ:
عالم أجنبي وجه دراساته إلى اللغة من حيث صفاتها وكيفية النطق بها توفي سنة 1967م.
 ---------------------------------------------------------------------------------------------- 
 
قائمة المصادر والمراجع
أـ من الكتب:
 
1ـ ريشِل مارك، اكتساب اللغة، ترجمة: د.كمال بكداش، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1404هـ، 1984م الصفحات: 26، 53، 64، 94.
 
  أ.د. الضامن  حاتم ، فقه اللغة، المكتبة الوطنية، بغداد، العراق، مطبعة المعارف، الشارقة، أ.ع.م.، 1990م، الصفحات:10، 46.
 
3ـ د. اعلاوي نزيه، د. نصر الله هاني، د. شوابكة داود، سليم صالح، نمر عبد المعطي، علوه جمعة، اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية، دار الكندي للنشر والتوزيع، أربد، الأردن، 1999م، الصفحات:15.
 
4ـ مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، الجزء الثاني، دار الدعوة للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع، استانبول، تركية، 1410هـ، 1989م، الصفحات:841.
 
5ـ د.وافي علي عبد الواحد، نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2003م، الصفحات:110، 111، 112، 113، 116، 119، 120، 122، 123، 124، 125، 126، 127، 130.
 
من الشبكة العنكبوتية:
 
 فهد النتيفات، منتدى كلية المجتمع في الأفلاج، بتاريخ: يناير/ 2009م ،تاريخ الاقتباس: 5/5/2009م،  http://forums.ksu.edu.sa/showthread.php?t=3558
 
 
2ـ ابن سينا، ملتقى المهندسين العرب، بتاريخ: 2/3/2006م، تاريخ الاقتباس: 5/5/2009م، http://www.arab-eng.org/vb/t13901.html
 
 
سليمان الجاسم، قصر الإمارات، بتاريخ:3/8/2008م، تاريخ الاقتباس:17/5/2009م،
4ـ بدر البدور، منتديات الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان، بتاريخ: 27/10/2008م، تاريخ الاقتباس: 17/5/2009م، http://www.zayedbinhamdan.com/vb/showthread.php?t=3981
 
 
 
*طماح
24 - يناير - 2010
ما أحوجنا إلى...    كن أول من يقيّم
 
أخي طماح :
ما أحوجنا إلى دراسة جادة للهجات العربية المعاصرة:
اللهجة الخليجية
اللهجة الشامية
اللهجة المصرية
اللهجة العراقية
اللهجة المغاربية
اللهجة الجنوبية(السودان وما حولها)
وما أحوجنا إلى معرفة كيف ظهرت هذه اللهجات وشاعت!
وكيف نحيي اللغة الفصحى الأم؟
وكيف نستغل الإعلام في سبيل تحقيق تلك الغاية؟
فالإعلام، والأنظمة الحاكمة في العالم العربي، والجامعات العربية لهم الدور الأكبر في تلك المشكلة الثقافية الكبرى! التي نواجهها بطريقة دبلوماسية مخجلة!
ولهذا الهم اللغوي خواطر عدة، توجز في صرختي:
وفصحاااااااااهُ   
*صبري أبوحسين
10 - فبراير - 2010
اللسان العربي المبين كلام الله عز وجل...    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 كل حرف من حروف العربية له معنى : الألف= الفرد من كل شيء، والباء = القدرة على النكاح ... والنون = الحوت
 
وكل حرف من حروف العربية له رقم : (أبجد هوز حطي )= من واحد إلى عشَرة ، ثم : كلمن سعفص = من عشرين إلى تسعين، ثم : قرشت ثخذ ضظغ = وهكذا من مئة مئتين ثلاث مئة... إلى ألف. والآن : هاتوا لي لغة كلغتنا
 
 
 مخارج الحروف
 
مَخَـارِجُ الحُـرُوفِ سَبْـعَـةَ عَـشَـرْ**عَلَـى الَّـذِي يَخْتَـارُهُ مَــنِ اخْتَـبَـرْ
فَأَلِـفُ الـجَـوْفِ وأُخْتَـاهَـا وَهِــي**حُــرُوفُ مَــدٍّ للْـهَـوَاءِ تَنْـتَـهِـي
ثُـمَّ لأَقْصَـى الحَـلْـقِ هَـمْـزٌ هَـاءُ**ثُــمَّ لِـوَسْـطِـهِ فَـعَـيْـنٌ حَـــاءُ
أَدْنَــاهُ غَـيْـنٌ خَـاؤُهَـا والْـقَـافُ**أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ثُــمَّ الْـكَـافُ
أَسْفَـلُ وَالْوَسْـطُ فَجِيـمُ الشِّـيـنُ يَـا**وَالـضَّـادُ مِــنْ حَافَـتِـهِ إِذْ وَلِـيَــا
لاضْرَاسَ مِـنْ أَيْـسَـرَ أَوْ يُمْنَـاهَـا**وَالـــلاَّمُ أَدْنَــاهَــا لِمُنْـتَـهَـاهَـا
وَالنُّونُ مِـنْ طَرْفِـهِ تَحْـتُ اجْعَـلُـوا**وَالــرَّا يُدَانِـيـهِ لِظَـهْـرٍ أَدْخَـلُـوا
وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ وَمِـنْ**عُلْيَـا الثَّنَـايَـا والصَّفِـيْـرُ مُسْتَـكِـنْ
مِنْهُ وَمِـنْ فَـوْقِ الثَّنَـايَـا السُّفْـلَـى**وَالـظَّـاءُ وَالــذَّالُ وَثَــا لِلْعُـلْـيَـا
مِـنْ طَرَفَيْهِمَـا وَمِـنْ بَـطْـنِ الشَّفَهْ**فَالْفَـا مَـعَ اطْـرافِ الثَّنَايَـا المُشْرِفَـهْ
لِلشَّفَتَـيْـنِ الْــوَاوُ بَــاءٌ مِـيْــمُ**وَغُـنَّــةٌ مَخْـرَجُـهَـا الخَـيْـشُـومُ
 
صفات الحروف
 
صِفَاتُهَـا جَـهْـرٌ وَرِخْــوٌ مُسْتَـفِـلْ**مُنْفَـتِـحٌ مُصْمَـتَـةٌ وَالـضِّـدَّ قُـــلْ
مَهْمُوسُهَـا (فَحَثَّـهُ شَخْـصٌ سَـكَـتْ) **شَدِيْدُهَـا لَفْـظُ (أَجِــدْ قَــطٍ بَـكَـتْ)
وَبَيْـنَ رِخْـوٍ وَالشَّدِيـدِ ( لِـنْ عُمَـرْ) **وَسَبْعُ عُلْوٍ (خُصَّ ضَغْـطٍ قِـظْ) حَصَـرْ
وَصَـادُ ضَـادٌ طَـاءُ ظَـاءٌ مُطْبَـقَـهْ**وَ (فِـرَّ مِـنْ لُـبِّ) الحُـرُوفِ المُذْلَقَـهْ
صَفِيـرُهَـا صَــادٌ وَزَايٌ سِـيــنُ**قَلْقَـلَـةٌ (قُـطْـبُ جَــدٍّ) وَالـلِّـيـنُ
وَاوٌ وَيَـاءٌ سَـكَـنَـا وَانْـفَـتَـحَـا**قَبْلَهُـمَـا وَالانْـحِــرَافُ صُـحَّـحَـا
فِـي اللاًَّمِ وَالـرَّا وَبِتَكْرِيـرٍ جُـعِـلْ**وَللتَّفَشِّـي الشِّـيْـنُ ضَــادًا اسْتُـطِـلْ
 
*د يحيى
10 - فبراير - 2010
اللهجات حفظت اللغة الأم    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم
أعجبني ما قرأت من البحث إلى التعاليق
السادة الأفاضل عبروا و أفاضوا و لن اطيل بل سأشير فقط لنقطة مهمة
بقرائة تاريخية بسيطة لتاريخ لغتنا العربية فإنني أرى أن الله سبحانه عندما شرفها بأنها لغة أهل الجنة و زادها تشريفا بأن جعلها لغة القرأن فإنه بذلك حفظها من الزوال. و إن شكل القرآن و ووضع قواعد نطقه و القراءات العشر دليل على مساعي الأمة في حفظ لغتها من التحريف و تمسكا بها.. أما اللهجات فظهورها محتم للأسباب التي ذكرها  الاخ طماح جازاه الله خيرا. و إن لي مبدأ في التفكير أصارحكم به وهو "ماذا لو لم يكن" أي لو طبقنا هذا المبدأ على أي شيء نريده فسنقود تفكيرنا بصفة ايجابية نحو أسبابه و نتائجه و لزومه من عدمه و بالتالي فهمه فهما واقعيا لا نظريا....
شكرا و السلام عليكم
 
aziza
15 - فبراير - 2010
لهجات اللغة الانجليزية    كن أول من يقيّم
 
"غابت الراء الساكنة في لهجات إنجلترا وأستراليا، لكن بقت في معظم أمريكا وأسكوتلندا وإيرلندا. في إنجلترا، الفرق الأكبر هو بين لهجات الشمال والجنوب، وفي أمريكا لهجات الشمال الشرقي والجنوب الشرقي تختلف عن لهجة معظم الناس. لهجة اسكوتلاندا التقليدية تختلف كثيرا عن اللهجات الأخرى في الأصوات والمفردات، ففي رأي بعض أصبحت لغة مختلفة وليست لهجة، ولهجة البحر الكاريبي الكريولية كذالك..."
 
إذا أهملت شيئا فسيعلوه الغبار أو يتآكله الصدء... وكذلك اللغة إذا لم تجد من يصونها ويحفظها.
لكن ألم تجد الانجليزية من يحميها وهي لغة أقوى دول العالم واللغة الأكثر انتشارا؟
تبذل الجهود الكبيرة لإيجاد اللغة الانجليزية المعيار لكنها تبوء بالفشل، فهم يقولون أنهم رغم نجاحهم في وضع كتابة معيار إلا أنه ليس لديهم ما يفعلونه بشأن اللغة.
ولماذا إذن اللغة العربية لا زالت صامدة في وجه ما تواجهه باقي اللغات؟
فهل أهلها يبذلون في شأنها مثل الجهود التي تبذل على اللغات الأخرى؟
 
إنه الدين الاسلامي والقرآن. فأهم خطوة كانت امتناع العرب عن الزيادة في اللغة لأجل القرآن حتى لا تضيع المعاني.
ثم جهد العلماء في تدريس مخارج الحروف، واجتهاد الفقهاء أنه يكره لمن يستطيعان التحدث بالعربية أن يتحدثا بغيرها، وأن حكم العربي من العجمي يعود إلى إتقان اللغة وليس إلى النسب...
 
 
*عبد الحي
21 - مارس - 2010