السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعد كرة القدم من أكثر الرياضيات شعبيتا في العالم، إذ تعد موردا ماديا مهما بالنسبة لفئة عريضة من المؤسسات الاقتصادية والإعلامية، ونظرا لهذه الأهمية البالغة التي حضية بها هذه الرياضة، أصبحت كرة القدم من ضمن أولويات الشعوب والحكومات، فهي مصدر للتفاخر بين الشعوب والأمم، فلاعب كرة القدم أصبح يسعى إلى تمثيل بلده في المحافل الدولية والعالمية أحسن تمثيل كما هي مناسبة أيضا لإبراز موهبته وقراته واستعراضها أمام سماسرة كرة القدم. وفي بلادنا العربية أصبحت كرة القدم أداة مهمة يتم تسخيرها لنيل رضا الشعب الناقم على الدوام على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة. لهذا لا يتردد رئساء الحكومات والدول في إبداء دعمهم المادي والمعنوي للمنتخبات الوطنية لبلادهم. أكيد أن حديثنا عن كرة القدم من هذه الناحية لم يأتي من فراغ، فكما لاحظنا هذه الأيام الهوس الكبير الذي أبداه مناصروا ومشجعوا كرة القدم في الجزائر ومصر. فتحولت مبريات كرة القدم إلى حروب شامة بين البلدين سواء، وخصوا على الصعيد الإعلامي إذ أن المتتبع للإعلام المصري مثلا عندما يتحدث عن المبارات والاستعدادات والآمال وقوة الفريق والتشجيعات، يتوهم المشاهد أنه أمام حرب حياة أو موت، فإما التأهل أو تدمير العالم،الشيء الذي أدى إلى شن هجمات على المنتخب الجزائري في القاهرة وإلحاق جراح خطيرة باللاعبين وبدل أن يتصرف القائمون على الشأن الكروي في القاهرة بحكمة وتبصر، بادروا إلى نفي الأحداث وذلك في إطار انصر أخاك ظالما أو مظلوما بدل فتح تحقيق في الحادث وملاحقة المسؤولين، والاكتفاء بالادعاء أن هذه الأعمال لا يقوم بها المصريون وإنما هو تمثيل، الشيء الذي أدى إلى زيادة الطين بلة مما نتج عنه أحداث عنف قوية في القاهرة والخرطوم بشكل خطير، تبعه سحب السفير المصري بالجزائر إلى القاهرة قصد التشاور. فإلى أي حد يمكن اعتبار كرة القدم رياضة وإلى أي حد يمكنها أن تصبح سياسة. ألن يؤدي هذا التداخل إلى إلحاق الضرر بالممارسة الرياضية؟ |