إنْطِبَاعَاتٌ مُضِيْئَةٌ: فِي العَصْرِ الظَلاَمِيِّ الجَدِيْدِ الدكتور عدنان مصطفى: وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ، رئيس الجمعية الفيزيائية العربية ( كلنا شركاء ) : 5/4/2009 دار الزمان دورة عقوده الأخيرة لنتحقق من رؤيتنا حدوث استسلام البشرية جهاراً " لعَظَمَةِ بصيرة " علماء الطاقة و البيئة، و لنبصر وضوحاً ركوع الناس، شعوباً و حكومات، من أعلى الأرض إلى أدناها، عند أعتاب هذه العظمة الواقعية التي تنبأت بحقيقة حدوث " ظاهرة الدفآن العالمية: Global Warming " التي تغشى بقاءنا المقيت اليوم. و عليه لم يذهب تجاهدنا الصابر سدىً في إثبات حدوث هذه الظاهرة المدمرة لدى قمة " الهدر المفرط " للبترول في العالم اليوم. و في هذا الصدد نجد مثلاً أنه: " نتيجة لصعود استهلاك البترول العالمي من 77.2 إلى 85.0 مليون برميل في اليوم ما بين مطلع العقد الأول من القرن الحادي و العشرين الجاري و اليوم، تنامى قدرُ تركيز عنصر الفحم في الجو الأرضي الطبيعي ( أي ثاني أو كسيد الفحم C O2 ) بمعدل 3.7 %، و يتوقع أن يصل إلى حدود 18.0 غايغا طن ( غايغا طن = ألف مليون طن ) لدى نهاية عام 2010 المقبل دون ريب "، ( لمزيد من تفصيل العقيدة العلمية المبدئية لهذا التوقع أنظر مثلا بحثنا المنشور في مجلة المستقبل العربي العتيدة بعنوان: " منظور أثر البيت الأخضر و الدفآن العالمي "، شباط 1991، العدد 144، 118-127 ). و فوق المستوى المحدد ببعدي: هدر المصادر الهايدروكاربونية العالمية و تفاقم الدفآن العالمي، قام عُتاة الرأسمالية في عالم الشمال برسم " خارطة طريق " سرقتهم الكبرى لأموال المودعين الكبار في المصارف الأمريكية و البريطانية، و العرب منهم بخاصة، غير مكترثين البتة لحق الناس و ثقتهم بالمؤسسات التنموية العالمية. و كما فعلت أنانية و جشع و لصوصية أجدادهم من قبل في صنع الانحسار العالمي الكبير عام 1933 الذي قاد إلى قيام الحرب العالمية الثانية، قام عتاة لصوص الرأسمالية الشمالية – منذ مطلع القرن الحادي و العشرين و حتى اليوم – بقلب أصول هذه اللعبة الرأسمالية القذرة رأساً على عقب: ليبدأوا منذ الأيام الأولى للقرن الحادي و العشرين الجاري بشن حربٍ عالميةٍ جديدة ما بين أفغانستان و فلسطين المحتلة، مروراً ببلاد الرافدين و لبنان، بغرض السيطرة الشاملة مبدئياً على مصادر الطاقة الرئيسة ( بترول و يورانيوم ) غير مبالين بدماء ملايين أهل الجنوب المراقة ظلماً و عدواناً. و إذ جعلت المقاومة العربية و الأفغانية و الباكستانية هذه " المهمة مستحيلة "، عمد عتاة الإمبراطورية البترولية الظلامية إلى المبادرة بقصاص المقصرين من أزلامها في تنفيذ ما كلفوا به، من أمثال إدارة بوش الأمريكية و عصابة طوني بلير البريطانية، و الطلب من القائمين على إدارة المؤسسات الرأسمالية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا إخفاء الجزء الأكبر من السيولة النقدية العالمية، بل سرقتها، فكان الإفلاس و كان " الانحسار العالمي الرهيب " الذي حارت في علاجه " قمة العشرين: G20، لندن، 2 نيسان 2009 ". علماً بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لم يتوانَ البتة في الاعتراف بأن الصمود في وجه هذه الظواهر الرهيبة المدمرة لبقاء و نماء البشرية اليوم، إنما يتطلب " تكاتف " قادة الرأسمالية في إعادة الثقة بمؤسساتها القائمة من جهة و تحمل عبء " التعويض " للمودعين الذين تمت سرقتهم بما لا يقل عن بضعة تريليونات الدولارات سريعاً من جهة أخرى. و من هذا المنطلق جاءت: (1) مساهمة القمة العربية الحادية و العشرين ( الدوحة ) في قمة لندن ( G20 ) بغرض رفد السيولة الرأسمالية الشمالية القادرة دون ريب على دفع مركب الطلب على البترول العربي قدماً دون قيود (!؟)، و (2) مشاركة القمة العربية – الأمريكية الجنوبية الثانية ( الدوحة ) لتذكير صناع قرار قمة لندن هذه بتفاقم ظاهرة البطالة العالمية، ضمن الإقليمين الأمريكي – الجنوبي و العربي خصوصا، فبدون هذه المبادرات لن يتم إنقاذ روح النمو العالمي من البلاء قبل فوات الأوان. و في الوقت الذي يعمل به أخيار البشرية على إنقاذ الإنسانية من وعثاء ترديها على أيادي عتاة الرأسمالية الأشرار، يبدو أن إمبراطورية الظلام البترولية التلمودية لم تتخل البتة عن " خطة طريق " سيطرتها على مصادر الطاقة الجنوبية ( بترول و يورانيوم ) دون حدود، لهذا نجد أزلامها – و في الوطن العربي خصوصاً – يعملون بمنتهى الجدِّ، ليل نهار، على خلق ظروف سياسية و تنموية و عسكرية و حضارية تعتمد عكس كل ما جاء في الوصايا العشر التي أنزلها الله جلت قدرته على نبي الله موسى عليه السلام، و ذلك عبر حذف كلمة واحدة فقط من مطلع كل وصية هي كلمة " لا "، و خير شاهد على ذلك ما جاء في البيان الأول لحكومة السفاح التلمودي بنجامين ناتنياهو الذي تم إرساؤه على معاهدة التلموديين الغزاة المحتلين لفلسطين المقدسة باعتماد القتل، و الفحش، و السرقة، و الكذب...الخ. و هذا ما تم التحذير من خطره، بقوة و إخلاص، من قبل الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد و أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و ذلك في خطابيهما المميزين أمام " القمة العربية 21 ، الدوحة، 2009 )، مؤكدين فيهما على أن " عصراً ظلامياً حالكاً سيواجه الأمة العربية، بشكل أو بآخر، في حال قام قادة النظام العربي بإطفاء القناديل المضيئة بعدُ في ضمائرهم "، و أكدا على حقيقة أن: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور...إن الله عزيز حكيم "، فهل سيكتب للشعب العربي رؤية تجاهد بعض الذين أمنوا؟، أم أن " الله لا يهدي القوم الكافرين "؟. الدكتور عدنان مصطفى وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية ) رئيس الجمعية الفيزيائية العربية |