القسم: مقالات | أضيف بتاريخ: 12-05-2009 البارحة 1 حزيران 2009، أراد صديقي الإعلامي المميز الدكتور سمير صارم استضافتي في برنامجه الاقتصادي التلفزيوني، و أردت منه إعفائي هذه المرة لسببين واقعيين: الأول: لقد كان الدكتور صارم راغباً في الحديث عن شؤون الأسواق البترولية الراهنة، و كنت و لم أزل لا أراها البتة هذه الأيام، حتى من خلال الشفافية التي يبشر بوجودها السيد الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي نوح فان هولست ( هذا المنتدى الدولي للطاقة ” يحظى ” بمركز فاخر قارٌ في قلب شبه الجزيرة العربية و يعمل ” سابحاً ” في خضم سيولة تمويلية لا يستهان بها، تم توفيرها له من دم قلب المنتجين، لصالح المستهلكين كما يعلم القاصي و الداني تحت شمس هذا الكوكب اليوم ). أضف إلى ذلك أنني من أنصار بحوث ” فيزياء الظاهرة: phenomenological physics ” التي توصلت من خلالها – قبيل أفول القرن العشرين الفارط – إلى إدراك حقيقة انعدام حياة أسواق السلع الأولية، و البترولية منها خصوصاً و ذلك بعد أن سيطرت إمبراطورية الظلام البترولية، و أزلامها في عالم الجنوب، على ” وجود معظم ” هذه المصادر، حيث امتدت يد الرأسمالية الجديدة الدامية لتطلق النار، بقلب بارد، على رأس أصول بقاء / نماء هذه الأسواق. الأمر الذي جعل الإنسان العادي، و ليس المختص فحسب، يؤمن براغماتياً أنها ليست باقية في خضم ” أمهات معارك الفساد البترولي “. و أشعر بالحزن الشديد على زملائنا الكرام العاملين في إطار الحرم الأكاديمي العالمي، و ليس العربي فحسب، و هم ” هائمون ” حقاً ” بتلقين ” الشباب من طلاب الجامعات مقررات اقتصادية / طاقية / تنموية سبق أن أرسيت على المباديء ” الافتراضية ” للأسواق بشتى أشكالها. من لا يصدق ذلك أدعوه لزيارة مدرجات التدريس الأكاديمية في الوطن العربي، و بخاصة الكامنة في دكاكين ما يسمى ” بالجامعات الافتراضية: virtual universities “. فهم – أعانهم الله – كمن يقوم بتلقين المعتقلين في السجون الظاهرة و الخفية العائدة للإمبريالية الجديدة، و الأمريكية منها تحديداً، أصول: الحرية و الديموقراطية و الدفاع عن الأوطان و حقوق الإنسان مثلاً. و من يستمع إلى البيانات الاقتصادية الإعلامية، و التصريحات الرسمية الصادرة عن وزراء منظمة أوبيك ما بين اجتماع لهم و آخر، و التحليلات البحثية الصادرة عن مراكز معنية بالشأن الطاقي كمنتدى الطاقة الدولي، المشار إليه أنفاً، سيقوده الحال إلى الالتحاق بصفٍ طويلٍ ” لبؤساء ” البحوث الطاقية العربية الذين يستخدمون ” مجاناً ” لتزيين المنتديات و اللقاءات العربية الرسمية و التصفيق لنظرائهم الشماليين المستقدمين بسخاء بالغ ” لتجميل ” واجهات النظام الطاقي الرسمي الحاكم. الثاني: أنه آن الأوان كي ينفلت المفكرون الوطنيون – الطاقيون العرب من أحزمة ” الثقوب السوداء ” التي ” شلحتهم ” – وفق التعبير العامي العربي الدارج – من أبسط أصول الالتزام الأخلاقي بإدراك و حسم ” إشكالية الطاقة العربية الراهنة “. و لقد أشرت بمنتهى الاحترام، لصديقي العزيز الدكتور صارم، إلى أنني أقف في آخر صفِّ هؤلاء الملتزمين، الذين لا يتوانون البتة عن تعميق هذا الالتزام من جهة، و إبداء آراء واقعية ” لا إفتراضية ” تخص إخراج البقاء / النماء العربي من هذه الإشكالية من جهة أخرى. و القاريء العربي المعني بتتبع مسيرة تنفيذ هذا الالتزام، سواء كان سالكاً أكاديميا أو طالباً جامعياً وطنياً، قادر عملياً على ” قراءتها ” عبر مختلف المواقع الالكترونية الوطنية العربية المميزة مثل: www.all4syria.org و www.syria-oil.com و www.alfikralarabi.org و ذلك على سبيل المثال لا الحصر. ختاماً، أتمنى على صديقي الدكتور سمير صارم أن يتقبل هذين المبررين البسيطين المباشرين راجياً الله له و برنامجه كل التوفيق. الدكتور عدنان مصطفى وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية ) رئيس الجمعية الفيزيائية العربية profamustafa@myway.com |