في مطلع النصف الثاني من القرن العشرين الفارط، و مع توقد شعلة التحرر الإنساني من ربقة الاستعمار القديم، أبلى حكماء المجتمعات البشرية، المستضعفة و المهانة، بلاءً حسناً عندما قاموا مخلصين بشحذ همم الأحرار في بلادهم. و قد تكشف الآن وباء” الانحسارُ الاقتصادي – الأخلاقي – المدني ” على نحوٍ حادٍ في عالم الشمال، بات سهلاً إدراك طبيعة ” الإعياء الشديد ” الذي يَسَمَ حال أسواق البترول العالمية من أقصاها إلى أقصاها. أمم الجنوب المستضعفة، و هي تستمع مؤخراً إلى إعلان ” قمة غزة الطارئة، الدوحة، قطر، الجمعة 16 كانون الثاني 2009 ) “، ترجحت في مآقيها عَبْرَتان: حزينة سخينة على الدماء العربية البريئة المُراقَةُ بيد أدوات الإمبريالية – التلمودية الجديدة، ظلماً و عدواناً، على تراب غزة هاشم الشريف أبت وزيرة الخارجية الأمريكية المهزومة كوندوليزا رايس أن تمضي أيامها الأخيرة في السلطة الإمبريالية الجديدة، دون أن تكشف عن وحشي بريق سواد وجهها ” الرصاصي الفالاشيّ “، ما كاد يجفُّ حبر إعلان وهران البترولي المميز( الجزائر، 17 كانون الأول 2008 )، ذلك الصادر عن اجتماع مجلس وزراء دول أوبيك الاستثنائي 151، حتى أبصر العرب جميعاً، عند صبيحة عيد الميلاد المجيد، ثلاثيةَ مشاهدَ عجبٍ مثيرةٍ رافقت زمن عيد الميلاد المجيد. فلقد بدا: لتأكيد وجود نفوذ الجاذبية الأرضية، يمكن للمرء إفلات كأس الماء الذي يريد أن يشرب منه فيجده لا ” يسقط ” بطبيعة الحال إلا نحو الأرض فقط، لينكسر و تتناثر محتوياته دون رجعة. ذلك لأن ثمة قوة ثقالية، بل ” عطاليةٍ ” عجيبةٍ، تفعل بين كتلة هذا الكأس و كتلة الأرض. في الوقت الذي يحاور فيه معظم المفكرين الطاقيين العرب شؤون العرض و الطلب البترولية الإقليمية و الدولية، ثمة قلة منهم تحاول التدقيق في حقائق الطلب العربي ( بشقيه القطري و الإقليمي ) على الطاقة، تأبى وهران ( الجزائر ) أن تستضيف جمعاً حضارياً – متمدناً، كالذي عقده وزراء نفط الدول المصدرة للبترول ( أوبيك )، إلا و تجعله يخرج بقرار وطني – جنوبي قادرٍ على رفع راية الصمود في وجه الإمبريالية الجديدة، كالتي سبق و أعلتها الثورة الجزائرية العظيمة في وجه الاستعمار الفرنسي القديم، بعيداً عن ذكر «هامشية دور الإعلام البترولي ـ العربي» في استنهاض همة بقاء / نماء الوجود الوطني ـ العربي الراهن. و بعيداً عن الاشارة «لمقام قزمية الإعلام العربي العام» في إشهار عميق معاناة الإنسان العربي الحقة في الوجود ضمن وسائل الإعلام الإقليمية و الدولية الفاعلة الآن، مع إشراقة فجر اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك حفل بريدي الالكتروني برسائل وطنية – عربية مثيرة، وردتني من أدنى الوطن العربي إلى أعلاه، يمكن اعتبار معظمها ( بلغة علم الالكترونيات ) ” حوامل : carriers ” مباشرة لعواطف وطنية– عربية و إنسانية ” مُجَابِهٌ بَعْضُها ” لرصاص قلمي من جهة، و ” غاضب بعضها الآخر ” عندما يهُمُّ عقلاء المجتمعات البشرية المعاصرة باستذكار عطاءات الفكر السياسي ـ التنموي العالمي الحديثة. لا بد أننا سنشهد قلةً منهم و هم يغفلون عن إدراك و إظهارِ جوهر «الصراعات الظلامية» المتبادلة اليوم «سِرَّاً» عبر الأسوار المتكسرة بين المستغلين و المستغلين من جهة، و الجارية «علانيةً»، على قدمٍ و ساقٍ، بين عديد المعسكرات الرأسمالية «المتصالحة» من جهة أخرىً. |