Sunday, May 03, 2009 مقالات منشورة مؤخراً للأستاذ الدكتور عدنان مصطفى ------------------------------------ على رأس أسباب المبررات الحضارية- الإنسانية لجدوى قيام منظمة الأقطار المصدرة للبترول ( أوبيك ) و منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ( أوابيك ) يتجسد حق أمم الجنوب النامية في وقف خسف أسعار نفوطها، حيث كان وقتئذ في حدود بضعة سنتات، و في التحكم في آليات هدرها حرقاً ( حيث كان و لم يزل وقوداً لآليات الجنس البشري )، مع فجر استقلال سورية و تحررها من ربقة الاستعمار الفرنسي القديم، صنع المجتمع العربي السوري الحرّ، في خمسينيات القرن العشرين الماضية، قومة شعبية – وطنية – عربية جديدة مشهودة في تاريخ سورية الحديث. هذه الظاهرة الوطنية – التحررية – العربية المميزة، يضجُّ الإعلام الشمالي الآن بالتفجرات المثيرة للرأي العام البريطاني حول تعالق الانحسار الحضاري بذلك الانحسار الاقتصادي الرهيب الذي يمسك اليوم بخناق شعوب البشرية الشمالية قبل شعوب الجنوب المستضعفة. و إنقاذاً للفكر البريطاني تحديداً من الانحسار الأول، في أحد دروس الأدب العربي التي كنا نتلقاها في المرحلة الثانوية من حياتنا العلمية، حدث أن قام أستاذ اللغة العربية المميز بقراءته نماذج من الشعر الصوفي، مبرراً اختياره هذا وقتئذٍ : ” برغبته في تعميق وعينا الأدبي و إثارة خيالنا العلمي “. قَدَرَ الله، و هو القاهرُ فوق عباده حقاً، أن لا يذهب رجاؤنا لعزته سُدىً: بأن تتكلل توجهات الود العربية داخل النظام العربي الحاكم بالنجاح، و العزة، و أن ” يختم الصبر بعدنا بالتلاقي “، كما شدا عندليب العرب فريد الأطرش فرحاً بقرب أخوة العرب – كارامازوف (!؟) بعضهم من بعض، لا يختلف اثنان اليوم حول تحقق حدوث الانحسار الاقتصادي العالمي الرهيب ( Horrible Depression ) تحت شمس كوكب الأرض، ليعود وعيُّ هذا الضرُّ المقيت، الجاثم على صدر البشرية، بذاكرة الناس لماضي أهوال الانحسار الكبير ( Great Depression ) الذي جاءَ بنذر الحرب العالمية الثانية عام 1933. نظرا لأهمية المحاضرة التي ألقاها الدكتور عدنان مصطفى رئيس الجمعية الفيزيائية العربية خلال” الندوة الدولية الأولى للفيزياء النظرية “، قسم الفيزياء، جامعة حلب، بتاريخ22/12/2008 وباعتبار أن المحاضرة تناسب ما يجب أن يقدم منشوراً على نطاق واسع أمام القمة العربية في الدوحة التي ستعقد قريبا فإننا ننشر هذه المحاضرة كما وردت : في لقاء ضم تنوعاً من الأصدقاء، المهمومين بتردي الوجود العربي الراهن عند أعتاب ” قمة الدوحة العربية – 2009 ” المقبلة قريباً، تركز حوار جديٌّ عميق حول ” احتمالات تحسن / سوء البقاء العربي ” في ظلِّ تشرخ مرآة البشرية بفعل إرهاص طموحات هيمنة الإمبريالية الجديدة. ثمة عدد لا يستهان به من القراء العرب الكرام لا يترددون البتة في توجيه ” العتاب ” لنا لتعاملنا الفكري ” اللين: softness ” في مخاطبة صنَّاع القرار البترولي الرئيس في إطار منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبيك: OPEC )، و إبداء ” طراوة: susceptibility” ظاهرية ما في تقويم قراراتهم الوزارية بين الحين و الآخر، |