البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : العرب و الطاقة و الحياة (12)    كن أول من يقيّم
 professor adnan 
15 - نوفمبر - 2009
أُوْبِيكْ وَ الإِفْلاَتُ مِنَ الثُقْبِ الأَسْوَدِ

الدكتور عدنان مصطفى
وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ، رئيس الجمعية الفيزيائية العربية
 
 و
 
موقع الفكر القومي العربي

تأبى وهران ( الجزائر ) أن تستضيف جمعاً حضارياً – متمدناً، كالذي عقده وزراء نفط الدول المصدرة للبترول ( أوبيك )، إلا و تجعله يخرج بقرار وطني – جنوبي قادرٍ على رفع راية الصمود في وجه الإمبريالية الجديدة، كالتي سبق و أعلتها الثورة الجزائرية العظيمة في وجه الاستعمار الفرنسي القديم، قرارٌ عازم على أن يقطع خطوة مميزة على طريق تحرر شعوب الجنوب المستضعفة من المقت الشمالي الرهيب. و يأبى حكماء الطاقة الجنوبيون، و هم يتنسمون " عبير عَرَارَ نَجْدِ " المليون عربي شهيد في الجزائر، أن يديروا ظهورهم لنداءات الغوث التي ساهمنا ( عبر أعمدة رأينا المتواضعة ) بإطلاقها مع المفكرين التنمويين المنصفين، في شمال الأرض و جنوبها، لتخليص البشرية من جحافل " التوحش – الإمبراطوري – البترولي " الظلامي الزاحفة بلا هوادة على البقاء الحضاري العزيز. ففي اجتماعهم الاستثنائي الواحد و الخمسين بعد المئة ، و قبل فوات الأوان، قرر وزراء منظمة أوبيك، في يوم الأربعاء 17 كانون الأول 2008، تخليص رقبة صناعاتهم – الوطنية – البترولية من حبل المشانق الإمبراطورية الظلامية، و إجماعهم المجيد ( بعد معاناتهم من تفاقم الفائض في الأسواق البترولية ) على خفض إنتاجهم البترولي بقدر لا يقل عن 2.2 مليون برميل نفط يومياً ( اعتباراً من الأول من يناير/ كانون الثاني المقبل ) (!!؟). و باعتبار أن هذا القرار الوطني – الجنوبي الكبير جاء ليعبر عن أول تخفيض مميزٍ في تاريخ المنظمة، معلياً راية " الشجاعة " و بدء التصدى لمختلف أشكال ظاهرة الفساد السائدة اليوم في الأسواق البترولية العالمية، و التي وصفها معالي وزير البترول الجزائري ( رئيس منظمة الأوبيك الحالي ) عموماً بقوله: " أن هبوط أسعار النفط السريع خلال الشهور الأخيرة يأتي صدىً للأزمة المالية الشمالية، و لا ريب في إننا نمرُّ وسط بيئة فاسدة..."، و أضاف قائلاً ما معناه: " ينطوي هذا الخفض على هدف جديد منشود لإنتاج أوبيك لا يتجاوز 24.8 مليون برميل يومياً، حيث تأمل الدول الأعضاء جميعاً في أوبيك أن تستقر أسعار النفط للبرميل "ما بين 70 إلى 80 دولار على الأقل..". هذا و لم يضع الاعلام الإمبراطوري – الظلامي وقتاً في الرد على هذا الكلام القويم حين وصف توني فراتو المتحدث الرسمي الأمريكي ( في إدارة الرئيس الأمريكي جورج والكر بوش المهزوم ) هذا القرار قائلاً: " لا ريب في إن قرار أوبيك هذا إنما هو تعبير واضح عن قصر نظر، و نمو إستهلاكنا مستقر حتماً حتى 2030، و من غير المؤكد أن تحركات أوبك هذه (!!؟) ستكون فعالة نظراً للتحول في الطلب العالمي وقدرة (!) أعضاء أوبك على تحقيق أهداف المنظمة،...
وبصرف النظر عن هذا فان على أوبك التزام ضخ إمدادات كافية في السوق وأن تأخذ في الحسبان سلامة الاقتصاد العالمي..." ( أسوشياتيد برس –
AP ، 1:52 p.m: Dec.17, 2008). و قد واكب هذا التصريح الصلف كشفٌ فوريٌ لخفض الأسعار البترولية في الأسواق الشمالية حتى 34 دولار للبرميل الواحد يوم البارحة ( 19/12/2008 )، مما يشكل إشهاراً إمبراطورياً لسيف كبريائها، الذي ما تردد البتة في قطع رقبة الأسعار البترولية بقدر مئة دولار خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، و ذلك بمنتهى الإصرار و الترصد. و في المقابل، قامت روسيا و أذربيجان، و على لسان نائب رئيس الوزراء الروسي ( إيغور سيشين ) ووزير الطاقة الأذري ( ناطق علييف )، بإبداء التفاتة تشجيع طيبة تجسدت بموقف شجاع مشهود يقضي بتخفيض إمدادها العالمي بقدر 600 – 800 ألف برميل يومياً على التوالي، و هو باعتقادنا تعبير جريء لنصرتها عقيدة منظمتي أوبيك و أوابيك المشتركة الخيرة، و يشكل حقاً تحالفاً استراتيجياً حضارياً – متمدناً محموداً من قبل الدول المصدرة للبترول خارج أوبيك في المعركة المنظورة بين المنتجين و المستهلكين في العالم دون ريب. و في تعليق على الحدث في وهران أنف الذكر أكد الوزير الأذري علييف على: " دعمه الصريح لقرار أوبيك "، كما صرح الدكتور سيشين ( نائب رئيس الوزراء الروسي ) لوكالة الأسوشياتد برس قائلاً: " لقد اتخذت الشركات الروسية قرارها بخفض التصدير للأسواق البترولية العالمية بما يعادل تقريباً 350 ألف برميل يومياً،...، و لن نتردد في إبداء خفض آخر لا يقل عن 320 ألف برميل يومياً..." علماً بأن روسيا تصدر الآن ما لايقل عن عشرة ملايين برميل يومياً ( أسوشياتيد برس: AP
). و في متابعة ديناميكية لقرار وهران الشجاع، يتطلع عقلاء القرار التنموي العالمي إلى نصرة توجه أوبيك و أوابيك الطيب هذا من قبل المؤسسات الطاقية و المالية و السياسية الجنوبية – قبل الشمالية – فمن خلال حدوث ذلك يمكن أن تعود نظيراتها الشمالية إلى رشدها بعيد أفول السلطة الدموية لطغمة تشيني – رايس – بوش الظلامية من سماء تنمية الشمال، و بذلك يمكن للبشرية – على الأقل – رؤية تحقق حوار البنك الدولي الأخير بشأن استقرار الأسعار البترولية و ترجحها ما بين 74 و 75 دولار للبرميل الواحد بدءاً من عام 2009 المقبل.
على أي حال، نتمنى على الله جلت قدرته أن يأخذ بيد من صنع قرار وهران العتيد، وينصرهم في قومتهم الجزائرية المجيدة، و ذلك في اجتماعات قمة الطاقة التي ستبدأ أعمالها اليوم ( 19 / 12 / 2008 ) فيعيدوا بذلك الحق المنهوب لأهله، و ينهض العرب المستضعفون بخاصةٍ من وعثاء وجودهم، و عندها يبقى الله العزيز الجبار هو وحده أعلم بمن سيضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين.
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة