البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : العرب و الطاقة و الحياة (7)    كن أول من يقيّم
 professor adnan 
15 - نوفمبر - 2009
قِرَاءَةُ الْكَفِّ الْبِتْرُوْلِيّْ الْعَرَبِيّْ عِنْدَ فَجْرِ عَام 2009
رسالة جديدة حول: " السباعية العقائدية "
موقع الفكر العربي القومي 5/10/2009

د. عدنان مصطفى
وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية)
رئيس الجمعية الفيزيائية العربية
Tuesday, October 06, 2009
موقع كلنا شركاء في الوطن:

لا ريبَ في أن كل من سيقرأ عنوان مقال الرأي هذا سيبتسم مستغرباً في المقام الأول إن كان للصناعة البترولية الدولية ثمة يدٌ و لها كفٌ يمكن أن يُقْرَأ ؟!. و نعتقد بأن هذه الابتسامة ستزول عندما نذكر بوجود مثلُ هذا الكفِّ الذي يبطش اليوم بأهل الجنوب من أعلى الأرض إلى أدناها، تشهد بذلك دماء ما لا يقل عن روح مليون طفل و امرأة و شيخ أزهقتها هذه الكفُّ الوحشية في الوطن العربي خلال العقد الأول الجاري من القرن الحادي و العشرين الجاري. و يمكن أن ينضمَ الى صف هؤلاء المبتسمين، و بشكلٍ بريءٍ آخرَ، معظمُ أخوتي الكرام في المجتمع العلمي العربي و هم يشهدون – من خلال هذا العنوان – و بثاقب بصيرتهم، أن ابتكاري هنا " لقراءة كفِّ طاقية " إنما تظهرُ شكلاً أدبياً مبسطاً لبعض أشكال التعبير عن معطياتِ متابعتي الفيزيائية الأكاديمية العازمة على نشر العقيدة القائلة: " بأن الفيزياء هي أمُّ المعرفة الإنسانية الحقة "، و هي دون ريبٍ عقيدة " تولهتُ " بالتعمق في رحب فضائها، منذ أن شربت حليب " مدرسة العلم العربية – الإسلامية " الشريف و حتى اليوم. ففي هذه المدرسة العتيدة – المستضعفة اليوم في ظلِّ طغيان الفكر التلمودي الشمالي – حظي علم الفيزياء العتيد، و لم يزل، بمكانته المعرفية الأرفع بين النظم المعرفية السائدة اليوم. و كيف لا؟، و هو نهجٌ معرفيٌ سامٍ يهدف الى: " بلوغ أشكال إدراك متطورة شتى للكيفية التي خلق الله بها السماوات و الأرض ". فمن خلال الباب الواسع لهذا الإدراك يمكن للفيزيائيين، و من والاهم، متابعة تجاهدهم لابتكار " قوانين فيزيائية كونية: universal laws " ( كقانون الثقالة العالمي، و قوانين الكهرطيسية الأربعة...الخ ) قد تمكن البشرية من استغلالها لصالح حسن بقاء و نماء الإنسان و البيئة الطبيعية التي تحتويه. و ليس ثمة من يجهل اليوم حقيقة اعتماد جلّ البحوث الفيزيائية على أنماط عبقرية من وسائل التقويم التي تمَّ ابتكارها في علم الرياضيات العتيد، حيث يأتي في مقدمها علم الإحصاء و الاحتمالات الرياضي. و من هذا المنطلق حتماً، لا نجد فرقاً كبيراً يذكر بين: تدقيق النظر في الخطوط المرسومة بيد الأقدار على كف الإنسان ( أي قراءة الكف: hand – reading ) أو التمعن في أنماط الخطوط التي تسم كفوف بقاء / نماء الصناعات البترولية الدولية و الإقليمية من جهة، و بين تقويم وزن حقائق الظواهر الطبيعية الملاحظة على أكفِّ الأكوان التي تحتوي وجودنا من جهة أخرى. علماً بأن الأخيرة تتكشف من خلال متابعتنا لمجريات التحولات الفيزيائية التي قد تفصح المعطيات التجريبية عن بعض عجائبها المستخلصة من خلال الأجهزة الفيزيائية العبقرية التي يقوم باكتشافها أخوتي في الفيزياء عموماً ( كالعزم المغناطيسي النووي العملاق: الذي كتب لنا، قبل أربعة عقود خلت من الزمان، شرف المساهمة بكشف بعض ملامحه المحيرة، مع أخوتنا المختصين في الفيزياء النووية، و ذلك خلال البحث عن طبيعة الذات النووية الغامضة ). و على هذا الاعتقاد الفكري – التجريبي الراسخ، يمكنُ لنا، في هذا المقام، إخضاع منظور وجود البترول العربي خلال عام 2008 / 2009 المقبل لقراءةٍ كفٍّ مبسطة متواضعة.
و الآن، بإلقاء نظرةٍ فاحصةٍ على خارطة يد الإنسان، و هي تلك المريحةُ وضوحاً و المتعبة تفصيلاً ، نجدها تحاكي بشكل مباشر حقاً بعضُ أبرز ما يتسم به اليوم كفُّ البترول العربي. و عليه، و بعيداً عن " التفنن التقني " في قراءة الكف الأخير، سنتحرى في هذا المقام حال بضعة خطوطٍ رئيسة تتميز بها عند مطلع عام 2008. و قبل أداء ذلك، لا بد توقع قيام من يقول: " و هل تتغير هيئة هذه الخطوط و غيرها مع تغير الأزمان؟ "، عندها لا بد لنا من " التأكيد: assure " على أن المتابعة الإحصائية العلمية المتقدمة " لتطور علم هيئة الكف الإنسانية " قد ضمنت بما لا يقطعه الشك: أن خارطة يد الإنسان – باعتباره مسيراً لا مُخيراً – هي متبدلةٌ حقاً، كتغير أقدار صاحبها في الحياة الدنيا، و هو مقام يحاكي فعلاً هيئة خارطة يد الوجود البترولي عموماً، و العربي منه خصوصــاً. و مــن هــذا المقام، يمكن قراءة الكفِّ البترولي عبر تتبع خطوطها الرئيسة التالية:

خط الحياة (
line of life ): تقول الخبرة الطبية البشرية الوثيقة: “ أن وقت ميلاد الإنسان يشكل بدايةً زمن انطلاق صراع بقائه ضمن حياته الجديدة خارج رحم أمه الحنون ". الأمر الذي يضع " طبيعة حياة الإنسان " أمام احتمالات بقاء / فناءٍ كبيرة و ذلك وفقاً لإصابته بشتى الأمراض البشرية ( المادية، و المعنوية، و الروحية...الخ ). لهذا، و من خلال تمييز طول أو قصر، و سلاسة أم تكسر، وصفاء خط الحياة أو تعرضه للشوائب، يمكن تمييز طبائع أشياء صراع بقاء الإنسان في الحياة الدنيا. و بناء على ذلك نتبين أن تعرض خط حياة البترول العربي الراهن للشوائب ( أي: تغاير سيادة الإدارة الوطنية المتقدمة، تناوب ضلال صنع القرار، سيادة تفشي الفساد...الخ ) و تكسره بين عقد زمني و آخر ( أي: خضوع الصناعة للأهواء الشخصية و السياسية المحلية و الإقليمية و الدولية، التداول غير الوطني – الحكيم لوجود الصناعة بين الناس و صناع قراره التقني...الخ ) تضطرنا إلى التصريح المؤسف بأن عام 2008 / 2009 سيشهدُ حدوث تعرض حياة الصناعة البترولية العربية، و في الخليج العربي خصوصاً، لأخطار قد تضطر صناع قراره الأعلى الى التفكير باحتمال إدخاله للعناية المشددة (!؟). و لا بد لنا من رجاء الله، جلت قدرته، بأن يعمد الطبيب الكويتي البارع مثلاً – أي الذي اقترح عقد قمة اقتصادية عربية – إلى الإسراع بعقد هذا الاجتماع الاستشاري خلال عام 2008 فربما يتمكن و أمثاله من تخليص حياة صناعة البترول العربية من وعثائها، بل عللها المزمنة (!؟) المتأتية من " عدم تكاملها "، فتنهض بدورها البناء الفريد المنظور في حياة المجتمعات العربية اليوم و ليس غداً. على أي حال، من يقلل من أهمية انعقاد " قمم الحكمة الاستشارية " هذه، نذكره بما جرى في قمة أوبيك الثالثة (، 17-18 تشرين الثاني 2008 ، الرياض، المملكة العربية السعودية ): ففي حينه، قرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تخصيص ربع بليون دولار لمداواة حياة الطاقة العربية عبر " البحث العلمي المتطور "، و عندها نهض أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح و من ثم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ليقررا دعم هذا الغرض النبيل. و في حال منح الإمكانيات الفكرية الطاقية و الخبرات البترولية العربية المتخصصة دورها الرئيس في قيادة أعمال " البحث العلمي الطاقي " المنظور من قبل قمة أوبيك الثالثة المشار إليها أنفاَ، يتوقع لخط حياة الوجود البترولي العربي أن يقارب خط الصحة ( line of health ) فيه على نحو طيبٍ، الأمر الذي يعزز من اطراد تواكبهما الوثيق في المنظور الآجل بعون الله.

خط القلب (
line of heart ): و هو دليل بارزٌ على قوة بقاء الصناعة البترولية العربية. و يشهدُ عمق هذا الخط، و صفاء سلاسته، على زخم دورة دمِّ التقدم و التنوع و التطور في هذه الصناعة العصرية الاستراتيجية. هذا ونتوقع أن يشهد عام 2008 / 2009 تطوراً لا يستهان به في دورات تطور الصناعات البترولية القطرية العربية المميزة بقياداتها الوطنية – العربية، و ذلك ما بين العمل عند رأس البئر البترولية ( الاستكشاف، الحفر و التطوير....الخ ) و حتى أدنى المجرى البترولي ( تصدير الخام، التكرير، توزيع المشتقات البترولية، صناعة البتروكيميائيات...الخ ). و قد توفرت لهذا القلب البترولي العربي حيويته المتوقدة المشهودة، و رباطةٌ جأشه المعرفية المميزة، و الوفرة المشهودة بخبراته الوطنية المهنية العربية، يتوقع أن تمضي صناعة البترول العربية عبر عام 2008 مظهرةٍ مقدرتها في متابعة خطط بقاء و نماء هذه الصناعة بشكل مستقل إلى حدٍّ كبير، لتبدو للقاصي و الداني في صناعة البترول الدولية و كأنها تعمل بقلب شباب الأربعين الذي يعمل بحكمة كبار صناع قرار التنمية العربية. و بتحقق ذلك، نتوقع أن يمتد خط صحة: line of health" كف هذه الصناعة على نحوٍ متقد العزم خلال عام 2008 و ما بعده. و الجدير بالذكر هنا، أن الواقع المزدهر لهيئة خط قلب الوجود البترولي الوطني – العربي إنما يجسد وفرة امتلاك أبنائه مثلاً أخلاقية وطنية و مهنية لا يستهان بها حتى نهاية عام 2008. كما أن تقاطع خط القلب هذا مع " خط الرأس: line of head ) في موقعه المناسب خلال النصف الأخير من عام 2008 إنما يدل على حسن توقد أداء المجتمع البترولي الوطني - العربي الوطني الخلاق. فخط الرأس ( أو العقل ) يعبر حتماً عن مقام العقل و دوره في حدوث أي تطور / تخلف حضاري في الوجود البشري: لهذا فإننا نتوقع أن تمثل مواكبة خط العقل لخط الحياة تعبيراً قوياً عن وفرة حسن إدارة وجود صاحبيهما في الحياة. و عليه، فإننا نتوقع أن تقود سلاسة و عمق خط الرأس هنا، إلى تقدم الصناعات البترولية العربية في حيازة المزيد من الإدراك المعرفي الواسع بالصناعة و العبقرية التقنية المشرقة. و رغم كل هذه السمات الطيبة، فسوف يلحظ عام 2008 بداية نقص في وفرة الأملاح الطبيعية ضمن قلوب أبناء الصناعة و ذلك بالمقارنة مع المعايير المتاحة لأمثالهم في الصناعة البترولية الدولية، الأمر الذي يمكن أن يجلب الكثير من الشوائب الضارة بمعنوياتهم. علماً بأن نقص ملح البوتاسيوم في الجسم البشري مثلاً، و الناجم عن تضييع الناس " خبز و ملح الأوطان " (!؟)، سيقود حتماً الى حدوث خلل مميز في انتظامِ نبض قلب الإنسان، مما يقوده الى حال " الاحتشاء:heart break “. كل ذلك إضافةً الى بروز وَهَنٍ مميز في هيئة ( خط المبادهة: line of intuition ): ذلك الممثل حقاً لحساسية الإنسان العارف بإمكانياته: فليس ثمة ما يضارع قسوةً على المرء أن يستهين الأهل من أصحاب القرار السياسي: بقدر أخيهم العارف، وبوفائه لوطنه، إن لم يتعثر سيرهم بعيداً عنه فيفَرِطُوا بمكانته ظلماً و عدواناً، و ذلك عند التحدي المعرفي بين أمثاله من الحرفيين الأجانب (!؟). و من هذه الحقيقة، نتمنى على صناع القرار التنموي – السياسي في الوطن العربي أن لا يستهينوا بحفظ " خبر و ملح " أبناء المجتمعات البترولية العربية، و وقايته من أي تلوث إمبريالي وافدٍ خلال عام 2008 / 2009 ( كما سبق لنا أن حفظناه و رعيناه خلال النصف الأول من سبعينيات القرن العشرين الماضي )، ذلك لأن حدوث مثل هذا التلوث الوحشي الرهيب قد يؤدي بأشكال شتى إلى " كسر قلوب: heart break " المخلصين في الوجود البترولي العربي العتيد، و لات حين مناص.

خط القَدَرْ(
line of destiny ): و هو أحد أهم خطوط الكف الدالة على صمود المرء في وجه أحداث الحياة من حيث تحقيقه أي نجاح يذكر أو فشل يحدث، إن لم يكن بطبيعة الحال يشكل معياراً لتقويم مقدرة المرء على انتشال ذاته من أي تعثر وهو يسير متقدماً باتجاه تحقيق أهدافه في الوجود. و خط القدر السلس العميق، الذي يخترق قلب الكف من الإصبع الوسط باتجاه المعصم، يدل على احتمال حيازة المرء مكانة مرموقة في الحياة. و نعتقد أن هذا الخط، بشتى أشكاله السلسة و المشوشة أو المشوبة، إنما يعبر بشكل مميز عن طبيعة أشياء القدر التي تسم حقيقة " نضوب " المصادر البترولية و الغازية الدولية المنظورة عموماً. و لن يجد المعني بمعرفة منظور امتداد هذه الحياة مصدراً معرفياً أدق من الذي توصلت إليه بحوث الندوة الهامة التي نظمتها منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ( OAPEC ) مع المعهد الفرنسي للبترول ( IFP ) باريس ( 26-28 حزيران 2007 ) حين أكد تقرير الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ( أوابيك ) على أنه مع: " تزايد الطلب العالمي على الطاقة، بمعدلٍ يتراوح بين 1.5 % – 1.8 % سنوياً، يتوقع أن تكون مساهمة النفط من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة الأولية في عام 2030 حوالي 34 %، كما يتوقع (!؟) لدول ( أوبيك ) أن تنتج 43 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030 ". و لقد تم حتى تاريخه إنتاج حوالي 30 % من مجمل الاحتياطي العالمي من النفط...الخ "( أنظر التفصيل مثلاً في تقرير المهندس تركي حمش، مجلة النفط و التعاون العربي، OAPEC، العدد 122، صيف 2007، أوابيك ). علماً بأن إجمالي الطلب العالمي على البترول بلغ خلال الربع الأخير من عام 2007 حدود 85.5 مليون برميل يومياً، أسهمت دول أوبيك، و العربية خصوصاً، بما لا يقل 37 % منها. في حال استهلك الوطن العربي 4.6 مليون برميل يومياً منها ( أي: 41 بالألف من الاستهلاك العالمي !؟). و حيثما توقدت " مبادهة " الصناعة البترولية في مختلف مجالات الاستكشاف و التطوير – عند أعلى البئر البترولية – زاد وضوح خط قدر الصناعة البترولية عموماً و دعم منظور " قمة الاحتياطيات البترولية " هنا و هناك. و لا ريب في أن خوف " إمبراطورية النفط الكبرى " من تجاوز حال هذه القمة، أي بدء انحدار احتياطيات البترول العالمية المؤكدة، هو الذي يمكننا من تفسير رغبة الرئيس الأمريكي جورج بوش بشن " حرب عالمية ثالثة " في الخليج العربي بهدف ضمان سيطرة الإمبراطورية على كامل الاحتياطيات البترولية الموجودة على جانبي الخليج العربي اليوم. و درأً لهذا الخطر المحيق بوجود الصناعة البترولية العربية عام 2008 / 2009، نتوقع أن يقود توجه قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ( 3 كانون الأول 2007، الدوحة، قطر ) الى رجاء الله ( عز و جل ) بأن يتلطف بخط قدر الوجود البترولي العربي، إضافة إلى سعيها المخلص لا نشاء السوق الخليجية الموحدة و إعلان تضامنها الوثيق مع دولة إيران الإسلامية. و بفعل ذلك، سوف يظهر " خط الشمس: line of sun "، بل خط الطاقة، تقاطعاً مثيراً للاهتمام عند برج السرطان، مؤكداً لأي تفاؤل عربي بحياة عربية مشرقة و مشرفة بعون الله، و ما ذلك على الله بعزيز.
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة