البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
16 - نوفمبر - 2009
التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام
تثير مباريات كرة القدم بين الدول العربية صراعات مكرورة، وتعصبات مرفوضة، واهتمامات مبالغ فيها، وتعليقات وتعبيرات عجيبة، تتحول فيها المباراة من لهو إلى حرب، ومن فوز إلى نصر تاريخي! ومن هزيمة إلى خسارة لا تعدلها خسارة! حتى قال صحفي حكيم:" نحن العرب نجيد اللعب في الحرب، والحرب في اللعب!" ومن متعة وقتية إلى حوار صاخب ودائم، ومن أمر شكلي سطحي إلى أمر عميق له محللون، ونقاد، وقنوات رياضية، وتتدخل فيه الدول بكل أجهزتها! حتى وصل الأمر أخيرًا إلى بعض الدعاة والواعظين والمطوعين، الذين صار بعضهم لا يستنكف من أن يتكلم في كرة القدم كلامَ الخبير، ومن أن يتوجه إلى الله بخالص الدعاء وأحرِّه بأن ينصر فريقه على فريق الخصم(العدو)! وصار التشجيع نوعًا من الوطنية، فلا تظهر أعلام الدول إلا في ذلك الوقت، ينسى فيه المواطن العربي مآسيه- وما أكثرها وأفظعها- ويعيش مع وطنه بقلبه وروحه وأهله وماله!
وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم- حين قال في خطبة حجة الوداع:" أيها الناس! إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه رضي فيما دون ذلك مما تحقرون من أعمالكم".
فهل وصلنا -نحن عرب الألفية الثالثة- إلى هذه الحالة التي أشار إليها رسولنا الخاتم، صلى الله عليه وسلم؟
أدع الإجابة إلى قراء الوراق الأعزاء... 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من سلبيات التشجيع الرياضي:    كن أول من يقيّم
 
*صبري أبوحسين
18 - نوفمبر - 2009
من سلبيات التشجيع الرياضي(1)    كن أول من يقيّم
 
من سلبيات التشجيع الرياضي(1)
ألاحظ أن للتشجيع الرياضي سلبيات عديدة، منها الآتي:
*اختلاط المفاهيم:
حيث تحول التشجيع من كونه خاصًّا بمباراة رياضية إلى كونه عامًّا يشمل كثيرًا من جوانب الحياة لدى المتباريين:تاريخيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، بل وصل عند بعضهم إلى الدين ورجاله! وهذه الحالة أدت إلى تدخل الرياضة وتداخلها في كثير شؤون الفرد العادية، ومن ثم ماعت المفاهيم واضطربت القيم، وأفرز التشجيع لغة فكرية جديدة خطيرة التأثير. وانظر معي –أخي – إلى ألفاظ: الهجوم، الدفاع، الاتنصار، الهزيمة، الوطن، الوطنية، الاحتفال بالإنجاز، منتخبنا، منتخب الخصم، ...إلخ
*غياب دور النخبة المثقفة:
أدى التعصب المقيت في التشجيع إلى تشكيل نخبة جديدة من المثقفين، غير التي أعهدها ويعهدها كل أصيل، تمثلت في مجموعة من اللاعبين الذين صاروا نقادًا ومحللين وصحفيين، وأفردت لهم الصفحات اليومية في الجرائد الرسمية والخاصة، بل وأنشئت لهم الجرائد والمجلات، وصات لهم برامجهم التلفازية، وقنواتهم الرياضية، ومواقعهم الإلكترونية التي يصولون فيها ويجولون مرددين كلامًا مكرورًا مرذولاً مبتذلاً،يعرفه القاصي والداني والسطحي والمتعمق حول المباريات، ويستعينون في ذلك بأحدث وسائل التكنولوجيا في التصوير والإحصاء، وهذا أدى بدوره إلى مفهوم جديد للمثقف، ونوع جديد من الثقافة لا يجدي ولا يفيد، ومن ثم غابت وغابوا، أو غُيِّبت وغُيِّبوا! فلا يكون لهم دور في رأب الصدع الحادث بين الجمهور بسبب تلك المبارايات التي تتحول إلى معارك!
*خطورة دور الإعلام:
لعب الإعلام –لا سيما الأصفر منه- دورًا خطيرًا في بث تلك السلبيات ونشرها على نطاق واسع متنوع: مقروء، منظور، مسموع، فحدثت تعبئة للجماهير، وتجييش للجيوش المشاهدة، والمشجعة، حتى صار التشجيع لا يقتصر على العمر الزمني للمبارة، بل يبدأ قبلها بكثير، وينتهي بعدها بكثير، وصار للرياضة تاريخ مسطر ومحفوظ، ويستدعى في كل مباراة، ويستدل به على وقائع مشابهة ومتصلة بها!!!
والسبب في ذلك التوجه الإعلامي راجع إلى العقلية الاقتصادية الاستهلاكية التي تسير وطننا العربي، عقلية الإعلانات التي تعين بقدرتها المالية كل من يسيطر على قطاع كبير من الجمهور المشاهد!!!
*صبري أبوحسين
18 - نوفمبر - 2009
من سلبيات التشجيع الرياضي(2)    كن أول من يقيّم
 
من سلبيات التشجيع الرياضي(2)
*تحول القدوة:
بعد أن كان هدف الطفل أو الشاب العربي أن يكون طبيبًا أو مهندسًا أو عسكريًّا أو أستاذًا جامعيًّا أو قاضيًا أو داعية إسلاميًّا، صار اللاعب أو الرياضي أو الإعلامي أو السينمائي أو الراقصة أو حتى الراقصة- للأسف- قدوة ذلك الطفل أو ذلك الشاب، بل صار الآباء يشجعونهما على ذلك، ويدربونهما؛ ظنًّا منهم أن ذلك هو المستقبل، وأنه لا مستقبل غيره يشبهه أو يساويه!!!
فيعطى اللاعب مكانة فوق مكانة تلك القدوات الحسنة البناءة المعمرة، ويتحول اللاعبون إلى نجوم يشار إليهم بالبنان، ويُتقرب بهم وإليهم، ويتحدث عنهم أنهم رموز الأوطان وجنوده، ومن ثم يكونون بديلاً للنماذج المثالية من علماء ورجال دين وفلاسفة وحكماء، بل ومجاهدين!!!
*نشر الشائعات المغرضة:
كثيرًا ما تصحب المبارايات شائعات مغرضة تنشر بطريقة خبيثة منظمة، وللأسف يكون لها تأثير سلبي وسط الجماهير، بل قد ينتقل إلى الشعوبات والحكومات، ويترتب على ذلك ما لاتحمد عقباه من خسائر مادية، وأحيانًا بشرية!!!
*فرض ثقافة التعصب:
من عجب التشجيع الرياضي أن تستطيع فئة قليلة وشرذمة شاذة في فرض فكرها وسلوكها، وبث مثيرات التشنج الأعمى، فتقود العامة والدهماء إلى فوضى عارمة، نهايتها مأساوية، مستمرة إلى مدى لا يعلمه إلا الله عز وجل...
* تناسي مشاكل الأمة:
وسط هذا الضجيج الإعلامي والرياضي تنسى الشعوب أو تتناسى مصائبها وبلاياها، ومتطلباتها الحياتية الضرورية من عمل شريف، وماء نظيف وطعام صحي ومسكن ملائم وبيئة نظيفة ومواصلات آمنة وتعليم متطور...إلخ
ولذا لم يكن مستغربًا ألا يتدخل المسؤولون لحسم التعصب وعلاجه بل صاروا طرفًا فيه، سواء وعوا ذلك وقصدوه، أو جُرُّوا إليه ولم يدركوه...
 إن الكل مسؤول، والكل مدان في مثل هذا التشجيع الرياضي المتعصب المتشنج... ومن عجب أن تكون الرياضة(كرة القدم) مجمعة لشعوب بينها حروب ومظالم وعداوت تاريخية مثل الأتراك والأرمن، وأن تكون مفرقة لنا نحن العرب:
بغاة ظالمينا وما ظلمنا      ولكنا سنبدأ ظالمينا
فملعونة تلك الكرة التي ستفرق بين الأوطان العربية، وتثير فتنًا بين الشعوب، مدمرة وممزقة، وكوارثها خطيرة خطيرة إن لم يفق المسؤولون، ويكونوا حقًّا مسؤولين!
*صبري أبوحسين
18 - نوفمبر - 2009
كرة القدم وإلهاء الشعوب    كن أول من يقيّم
 
فهل وصلنا -نحن عرب الألفية الثالثة- إلى هذه الحالة التي أشار إليها رسولنا الخاتم، صلى الله عليه وسلم؟
 
أجمل تحية لأخينا وأستاذنا ، د.صبري أبو حسين ، وبارك الله مسعاه ، وشكرا له على موضوعه المفيد ، والذي فتح لدي أبوابا عديدة من الفكر ؛ لذا فلن أجيب على قدر السؤال وحسب :
لو أننا سألنا الملايين  من عشاق لعبة كرة القدم إن كانوا يرونها مما نحقر من الأعمال، فهل تراهم يجيبون بالإيجاب؟! أغلب الظن أنهم سوف يرتقون بهذه اللعبة إلى مصاف الأعمال الجليلة ؛ متناسين مضارها أو متجاهلين ما ينتج لدينا منها من مساوئ . ومن بين هؤلاء مسئولون كبار من رؤساء دول ورؤساء وزراء ومن دونهم ، والذين عادة ما يرعون هذه اللعبة عندما تجرى في بلدانهم .
إن الاحتفاء بلعبة كرة القدم إلى هذا الحد العجيب، وعلى أعلى المستويات من الاحتفاء، لهو مظهر واحد من بين مظاهر لا تحصى من اللهو غير الموجه لصالح مسيرة الأجيال المتعاقبة التي من المفترض أن يكون سيرها في السبيل التي تنهض بها نحو مستقبل زاهر . فهناك من الألعاب غير لعبة الكرة ما يحظى باهتمام الشباب لدرجة إهمال واجباتهم الحقيقية ، كانتشار اللعب بالموبايلات وما تحفل به من برامج ضارة ، والعاب الكومبيوتر ، والأفلام السينمائية التجارية المسفة والتي تشجع على ارتكاب الجرائم ، والمسلسلات الرديئة ، واللعب بالمراسلات عبر البرد الإلكترونية ، والمحادثات العبثية عبر الماسنجرات ، إلى غير هذه الألعاب التي وجد الشيطان له فيها مراحا لم يكن ليحلم به في سالف الأيام .
ومن الملاحظ أن غالب الأمم والشعوب التي تهتم برياضة كرة القدم اهتماما بالغا تكون قضاياها السياسية والاقتصادية بالغة التعقيد والخطورة ويصعب عليها حلها ؛ فتركبها المشاكل والهموم ، فتلجأ إلى دفن همومها في هذه اللعبة لتعزي نفسها عما هي فيه . ويقال إن الانكليز هم من اخترعوا هذه اللعبة حين كانوا في ذروة أمجادهم وبذخهم وفراغ رؤوسهم من همّ كونهم الآن قد تراجعوا عن تصدر الأمم ، أما اليوم ، فهم ليسوا في رأس قائمة الأمم ذات الشهرة في هذه الرياضة الكروية ، وكذلك الأمريكان ، وكذلك اليهود الذين امتلكوا الطاقة النووية من زمان . أما الشعوب  التي مشاكلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أكبر من أن تحصى ، فنجدها على رأس قائمة المبدعين في مجال لعب الكرة ، مثل البرازيل والأرجنتين ، وكذلك بعض الشعوب العربية الفاشلة سياسيا وعسكريا رغم أن الأموال لا تنقصها ، وقس عليها شعوبا إفريقية وآسيوية أخرى .
لقد كان الأحرى بنا ، نحن العرب والمسلمين، أن نتصدى لما يعترينا من نكوص عن اللحاق بركب التقدم العلمي والاقتصادي، وبالتالي العسكري، قبل أن نحاول أن نكون بارعين في لعب كرة القدم ولو كلفنا ذلك مهما كلفنا .
ومن العجيب أن الشعوب المحتلة من قبل الأجانب نراها تجتهد أيما اجتهاد في تحصيل نجاح ولو كان ضئيلا على صعيد الرياضة الكروية . فهذه فلسطين وهذه العراق رغم ما حل ويحل بهما من مصائب نراهما تعنيان بكرة القدم عناية ظاهرة . فحين كان الإنكليز منتدبين على فلسطين ، وكانت فلسطين تموج بالأحداث الخطيرة كهجرة اليهود إليها من اجل اغتصابها ، وقيام ثورة القسام واستمرارها إلى ما بعد استشهاده ، بزغ مع ذلك نجم الفلسطينيين الكروي حينذاك لدرجة أن شاركوا بالتصفيات على كأس العالم! والفلسطينيون الآن ، وهم يعانون ما يعانون ، في غزة والضفة والشتات ، نراهم يولون لعبة الكرة هذه عنايتهم .
أليس واضحا إذن سعي الأنظمة الدولية القوية ومن يتبعها من أنظمة تسير في ركابها إلى إلهاء الشعوب عن مصالحها وعن محاولة حل مشكلاتها بمخدرات قوية الأثر ، وأقوى ما فيها مخدر لعبة كرة القدم ، التي تتخذ مظهرا رياضيا حضاريا خادعا !
يتبع
*ياسين الشيخ سليمان
18 - نوفمبر - 2009
إيقاع العداوة والبغضاء    كن أول من يقيّم
 
قبيل إدماج مشاركتي الأولى لم اكن منتبها أن دكتور صبري قد أضاف مشاركات أخرى ، وقد أبقيت مشاركاتي على حالها .
 
وإيقاع العداوة والبغضاء وقتل الأنفس بين أهل الوطن الواحد أولا ، وبين الأشقاء ثانيا ( مثل مصر والجزائر) بسبب هذه اللعبة لهو إيقاع واضح كل الوضوح ، بل إن من شبابنا العربي من يتعصب لفريق كرة قدم أجنبي ضد فريق أجنبي آخر لدرجة أن يعادي الواحد منهم أخاه في سبيل إشباع شهوة تعصبه لهذه اللعبة التي صارت الأندية الكروية تحصل من ورائها على مبالغ مالية تفوق الحصر . فالنادي يبيع اللاعب لناد آخر بعشرات الملايين من الدولارات أو اليوروهات كما هو معلوم، واللاعب يعرض نفسه للبيع إلى أندية أكبر همها الفوز ولو كان اللاعب المشترى من غير شعبها أو جنسها . أليس هذا عجيبا !! هي تجارة رابحة إذن ؛ ولكن هذا الربح في معظمه يكون على حساب فراغ جيوب أبناء الشعوب المتأخرة عن ركب التقدم من المال ، وفراغ نفوسهم من العزم على السعي إلى التحضر والرقي . أما القلة من الناس الذين ينظرون إلى هذه اللعبة نظرة رياضية خالصة، تخلو من المغالاة والتعصب والمتاجرة، فليس في أيديهم ضبط شؤونها على ما يبدو .
 
يتبع
*ياسين الشيخ سليمان
18 - نوفمبر - 2009
الفتوى الشرعية وكرة القدم    كن أول من يقيّم
 
 
غالب الفتاوى تتمحور حول كشف الفخذ ( وفي كشف الفخذ خلاف يتراوح بين التحريم والتحليل) لدى اللاعبين ، وأن اللعب ربما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويمكن ان يسبب النزاع بين الناس، فإذا انتفى كشف الفخذ والصد عن الصلاة وانتفى النزاع والشقاق أجازت الفتاوي اللعب بالكرة . أما التطرق إلى المساويء العديدة الناتجة من اتخاذنا هذه اللعبة بالشكل الذي هي عليه لتحقيق الأهداف التي يسعى لها مروجوها على المستوى العالمي من صد الشعوب عن القيام بواجباتها، كالسعي إلى تقدمها وازدهارها وتحريرها من مخالب الدول الاستعمارية، فلم أجد من الفتاوى من تعبأ بها . وحينما نجد بعض الدعاة والوعاظ يتحمسون لهذه اللعبة تحمسا شديدا ، بل وإن منهم من يمارسها ويشجع الشباب على ممارستها بحجة أن الرياضة تقوي الأجسام وتروح عن النفوس المكدودة ، نرى الشباب المتدين وقد اقبل عليها إقبالا عظيما ، مع العلم أن المباريات الرياضية منها ما يتم خلال أوقات الصلاة ، ويستبعد أداء الصلاة لوقتها بسبب اللعب . فالفتوى والحال هذه تشبه قول من يقول لك : يجوز لك الغطس في الماء شريطة أن لا تبتل ملابسك .
المفتي إذن يفتي بما يراه حقا وصوابا بما يتعلق بظواهر المشكلة الكروية أكثر من بواطنها، مع أن تلك الظواهر لا علاقة وثيقة لها بما يحدث من جراء هذه اللعبة بمجرياتها العالمية من مضار جسيمة .
يتبع 
*ياسين الشيخ سليمان
18 - نوفمبر - 2009
أين يكمن الحل    كن أول من يقيّم
 
 
لا يمكن للنهي وحده عن اقتراف المضارّ، والصادر من علماء الوعظ والإرشاد الديني ، ولا للتوعية الفردية لأفراد الشعوب أن تؤتي أكلها كما نرغب ونشتهي . فالأمر أبعد من ذلك بكثير . إننا شعوب مهزومة ثقافيا وعسكريا ، ولسنا نحن الذين نؤثر في اتجاه سير أبنائنا وبناتنا وأحفادنا في حاضرهم وفي مستقبلهم؛ وإنما الأقوياء هم الذين يؤثرون . فما دام الضعف بأنواعه يحل لدينا مرحبا به ، وما دامت حرية القول مغيبة ومسلوبة ، والصدق في الأعمال وخلوصها من المصالح الفردية معدوما على المستوى الجماعي ؛ فلا تضحية ولا إيثار ، ولا نبذ للعصبية المقيتة ، دينية أو اجتماعية ، إلا بالكلام الفارغ من المضمون الفعال ، ولا ارتقاء بمستويات العلم والتعلم إلى ما يجب ان تكون عليه ، فهل ننتظر تغييرا إلى الأفضل؟! الإجابة عندي عكس ذلك تماما . فالدين الحنيف نفسه إن اتخذناه فقط كتاريخ مجيد نفخر به ، فلا يمكن للمنشئين من أولادنا الاقتناع بصلاحيته لحاضرنا رغم تمسكهم به تمسكا عاطفيا ووراثيا كدين من الله تعالى اتبعه آباؤنا قبلنا ، ذلك أن تطبيق الدين على المستوى الجماعي غير متحقق على صعيد الواقع مهما اتخذنا من المظاهر الدينية التعبدية دليلا على تديننا . والفتاوى ، ولو كانت على أعلى المستويات الوظيفية الدينية ، لن يكون لها ذلك التأثير الملموس إن ظلت كلاما في كلام ، فأين يكمن الحل إذن!
إن الحل يكمن في حرية الفكر ، فهي التي يجب ان تكون لها الصدارة . ومع حرية الفكر الحث على التعلم والتعليم والتوعية .
يتبع
*ياسين الشيخ سليمان
18 - نوفمبر - 2009
التوعية على ماذا    كن أول من يقيّم
 
 
التوعية عندي تتمثل بأمر واحد لا غير ، وهي أن يعي الناس أن عليهم تحصيل العلم بكل وسيلة ممكنة توفرها الدولة أو يسعى إليها الفرد بجهوده الخاصة أو تسعى إليها المجامع العلمية بشتى أنواعها ، وكل ذلك تحت إشراف دقيق ومنظم تدعمه وتعززه الدولة . وهذه التوعية أول ما تعنى به هو حث المتعلم على أن يكوّن لنفسه رأيا في الذي يحصله من علم . ورأيه يمكن أن يكون متفقا مع ما يتعلمه أو يمكن أن يكون مخالفا له ، أو بين بين ، دون أن يكون لأحد السلطة على ذلك الرأي بالتغيير أو بالتبديل دون اقتناع من صاحبه . أما أن يكون المتعلم مقلدا غيره تقليدا أعمى يدفعه إلى ذلك الجهل والتعصب ، أو القهر والتسلط الفكري ، فهذه من كبريات المصائب الثقافية التي ابتلي بها كثيرون من بيننا ، وهي سبب رئيسي لما وقعنا فيه من تخلف لا يخفى ضرره البالغ على احد . إن التعليم الحقيقي المفيد هو ذلك التعليم الذي يعنى أكثر ما يعنى بتعويد المتعلم على البحث والتنقيب ، والمقارنة والموازنة ، واستخلاص الفوائد والعبر ، ثم الاستدلال على السبل السليمة التي يجب السير فيها لمصلحة الأمة في كل ناحية من نواحي مصالحها .
وعليّ أن أفرق بين التقليد والاتباع . فمن يتبع فهما لغيره وهو على بصيرة من ذلك الاتباع لا يعتبر مقلدا . المهم أن يكون لكل منا رأيه النابع من معين قناعاته والمبني على سعة الاطلاع وعلى حسن استخدام العقل مع البعد عن الهوى بعدا كاملا . هذا الرأي الحر هو وحده ، بعون من الله تعالى ، هو الذي يصل بنا إلى سبيل النهوض والتقدم نحو الأفضل ، وهو الذي يجعلنا نطمئن إلى أن اولادنا سوف يعتمد عليهم في التمييز بين النافع والضار .
يتبع
*ياسين الشيخ سليمان
18 - نوفمبر - 2009
أليس العلم هو السلاح الأمضى!    كن أول من يقيّم
 
 
والعلم هو السلاح الأمضى للأمم في هذا العصر وفي كل عصر في مواجهة ما يعترض سبلها من مسائل . ففي أيامنا هذه تبرز لنا التقييمات لأداء ومستويات جامعات العالم  من هي الدول التي تهتم بالعلم المنتج النافع أكثر من غيرها . ومن الجدير بالذكر أن ما قامت به جامعة شنغهاي جياو تونغ* في الصين من تقييم للجامعات قبيل مدة ليست بالطويلة ( عام 2009) كان الهدف منه رفع مستوى الجامعات الصينية وذلك بمقارنتها بجامعات العالم ، وبذلك أفاد كل من ينوي رفع مستوى التعليم العالي في بلاده فائدة جليلة حين اطلع على هذا التقييم . وفي هذا التقييم برزت لدى العرب والمسلمين مفخرة ربما لم تكن في حسبان الكثيرين ، ذلك أن جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية هي الجامعة العربية الوحيدة ، التي حصلت على رتبة هامة على مستوى التعليم العالي العالمي . فحصولها على الرتبة 428 من بين أفضل 501 جامعة في العالم كله أمر يدعو إلى الاطمئنان . فهذا يعني أن هناك من يسعى لتطوير التعليم عند العرب إلى مرحلة هامة ومتفوقة . ولكن هذا السعي المشكور لا يزال في مراحله الأولى  حين نقارنه بسعي اليهود إلى الارتقاء بجامعاتهم  ، التي فازت خمس منها برتب هامة في التقييم المذكور ، والسادسة تفوقت عليها جامعة الملك سعود في الرتبة . ست جامعات في رقعة صغيرة مغتصبة من الأرض مقابل جامعة واحدة في عالم عربي وإسلامي مترامي الأطراف ، أما التفوق في لعبة كرة القدم لدى اليهود ، أو غيرها من الألعاب الرياضية ، فيبدو أنهم غير معنيين به على حساب التفوقات الأخر .
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*من يرد الاطلاع فلينظر في هذا الرابط:
 
*ياسين الشيخ سليمان
19 - نوفمبر - 2009
حرية الفكر والقول يجب أن تكون لها الصدارة    كن أول من يقيّم
 
ولكن الجاهل يستعمل هذه الحرية في غير محلها الصحيح ، فيروح بها إلى أن تصير وبالا عليه وعلى من حوله، بينما المتعلم الحق يفيد منها في نفع نفسه ونفع أمته  . فالحرية في أن أحب لعبة كرة القدم وأن أمارسها لا بد وأن تكون حرية منضبطة بما تتطلبه المصلحة العامة ، ليس من جهة نبذ العداوة والبغضاء ، وإقام الصلاة لوقتها وحسب ؛ وإنما في وجوب أن لا تلهيني كرة القدم عن واجباتي المتنوعة من كيفية النهوض بمستواي المعيشي ، ومقدرتي السياسية التي أسوس بها نفسي ومن هم تحت رعايتي ، ومن وجوب الوعي على أضرار هذه اللعبة كما هي عليه الآن قياسا على محاسنها ، إلى غير ذلك من واجبات .
ومن سيئات كبت حرية الفكر والقول أذكّر بمثال تعلمته من مطالعتي المنتديات والمواقع على الشبكة :
خلال مطالعاتي لما تتضمنه بعض المنتديات الدينية والأدبية الرصينة من مواضيع ومشاركات ألمس نوعا من الاستبداد بالرأي ، ونوعا من العيب على المخالف يصل إلى درجة الاتهام بمعاداة الدين . ألحظ هذا في الحوار الجاري بين مشاركين أو أكثر . وهذا الحوار غالبا ما ينتهي باتهام احد الأطراف الطرف الآخر بما هو منه براء في معظم الأحوال ، وتكون النتيجة ضررا فوق ضرر . وأقل الضرر أن ينسحب المشارك المتهَم من المنتدى دون ضجة . ولو تذكر المشاركون المتهـِمون أن الله سبحانه ، وهو الواحد الأحد القهار الجبار ، حاور الكفار على لسان رسوله الكريم ، وأرشد رسوله إلى محاورة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ، وانه لو كان فظا غليظ القلب لانفض الناس من حوله ، لما وقعوا في اتهام غيرهم في مسائل غالبها لا يمس أصول العقيدة ولو من بعيد . فإذا كانت هذه حال بعض المتعلمين من أهل المنتديات ، فكيف تكون حال غير المتعلمين!
هذا على مستوى الحوار في المنتديات ، أما ما عليه الحوار بين الحاكم والمحكوم ، فأراه في مصلحة الحاكم قبل مصلحة المحكوم ، وكل ذلك لا يتأتى إلا بانتشار العلم والمعرفة والتثقيف .
ولقد فاز الفريق الجزائري على الفريق المصري أمس ، وزاد العداء والحقد بين مشجعي كل فريق ، فما الذي جنيناه من هذا العداء؟! هل جنينا تقدم مسافة سنتيمتر واحدة نحو تخليص أهل القدس من المبيت في العراء بعيد هدم اليهود الكثير من الدور المقدسية؟! أم هل  توقف القتل المستحر في رقاب المستضعفين من العرب والمسلمين في كل مكان ونحن لا ندري أنه توقف؟!
 
وأخيرا وليس آخرا أدعو الله تعالى أن يثيب أستاذنا د.صبري خيرا على إيضاحه سلبيات التشجيع الرياضي غير المنضبط وما يجره ذلك علينا من ويلات ، وقد ظهر ذلك الإيضاح بأسلوب مقنع ومنظم أفدت منه كثيرا ، وكنت قد كتبت مشاركاتي قبل مطالعتي مشاركاته ، ولم اكملها امس لانقطاع اتصالي بالشبكة . 
*ياسين الشيخ سليمان
19 - نوفمبر - 2009
 1  2  3